بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

الميول في زمن الاحتراف

ربما أخذ أمر تجديد عقد أحمد الفريدي مع الهلال أبعاداً كثيرة، خصوصاً من قِبَل جماهير الهلال التي انقسمت إلى قسمين؛ فهناك من يجد أن اللاعب ممتاز ومهم، ومن الضروري التجديد معه بأي ثمن، وهناك من يرى غير ذلك، وإدارة الهلال في حيرة من أمرها؛ فتقارير المدربين تثبت أن اللاعب مهم، غير أنها لا تستطيع أن تضع رقماً عالياً حتى لا تدخل في معمعة العقود المرتفعة، فهذا الأمر سيفتح الباب أمام لاعبين كثيرين، وسيصبح الأمر مكلفاً، فالفريدي ليس هو النجم الوحيد المميز في الفريق الهلالي؛ ففي كل الخطوط الفنية داخل الفريق يوجد نجم أو أكثر؛ وبالتالي كان من الضروري على إدارة الهلال أن تختار الفكر الاحترافي في عملية تجديد عقد الفريدي؛ فقررت وضع رقم معين لن يزيد وفق تقويم فني واضح، والقرار بعد ذلك يعود للاعب إما القبول أو الرحيل والبحث عن عرض أفضل، هذا الأمر قد يرفضه عدد كبير من الجمهور الهلالي، ولن يتفهموا فكرة أنه (زمن الاحتراف) والمصالح سواء للنادي أو للنجم.
لهذا تجد من يشتم اللاعب إذا ما انتقل، وتجد من يصفه بالجاحد، ويبدأ يشكك في قيمته الفنية لأنه لم يستوعب بعد أنه (زمن الاحتراف) والمصلحة هي من تحكم الطرفين، وقد يكون هذا سببه التعصب وضعف الوعي والإيمان بأن الحال قد تغيرت ولم يعد للانتماء مكان في هذا الوقت.
وهناك من سيرمي باللائمة على إدارة النادي وسيصفها بالفاشلة؛ لأنها لم تستطع المحافظة على اللاعب لضعف مستوى التفاوض، وفي كلتا الحالتين لن يكون هناك رضا عن جميع الأطراف، وربما تحدث انقسامات شرفية وإعلامية تؤثر على مسيرة الفريق خلال مشاركاته.
لم تعد الأندية تستطيع إجبار أي لاعب على البقاء؛ لأن الأنظمة اختلفت وأصبح الأمر يعتمد في المقام الأول على العرض والطلب، وسوق انتقال اللاعبين أصبحت سوقاً مفتوحة لا يوجد لها سقف معين يستطيع أي نادٍ من خلاله المحافظة على نجومه، وهي حقيقة قد لا يقبلها الجمهور الرياضي.
المال هو من يحكم قاعدة احتراف اللاعبين؛ لأن المصالح الشخصية أصبحت في المقام الأول عند أي لاعب بعيد عن الانتماء والميول، بدليل أن كل نجوم الكرة في العالم عندما ينتقلون من نادٍ إلى آخر يرددون عبارة (انتقلت لأن العرض كان أفضل)؛ إذن هي حقيقة من الصعب قبولها لو حدثت في ملاعبنا، خصوصاً عندما يكون النجم المنتقل له وزنه الفني والجماهيري.
علاج هذا الأمر -من وجهة نظري- بيد الإعلام أولاً، فالجماهير مرتبطة بالإعلام الرياضي بشكل كبير جداً، ومن هذا المنطلق من الضروري أن يكون الفكر الإعلامي متوافقاً مع أحكام وضوابط ولوائح الاحتراف؛ حتى يستفيد المتلقي ويصبح مدركاً لما سيحدث مستقبلاً، ولكيلا يصبح الأمر مفاجئاً بالنسبة له عندما ينتقل نجمه المحبوب لنادٍ منافس، إلا أن ما يحدث في الإعلام مختلف بشكل نسبي، فهناك إعلاميون تحركهم ميولهم ولا يستطيعون تقديم ما يفيد الاحتراف في هذه النقطة تحديداً للجمهور والمتابع الرياضي؛ لأنه نفسه يرفض فكرة انتقال هذا النجم من ناديه للنادي المنافس، وكان حرياً به توعية الشارع الرياضي بكل الجوانب التي تخص الاحتراف وعقود اللاعبين بدلاً من تبني موقف معين فيه انحياز لأحد الطرفين.
ما يحدث في الشارع الرياضي لدينا هو انعكاس لما يقدمه الإعلام الرياضي، وقد يكون هو السبب المباشر لبعض الخلافات والاختلافات التي تحدث مع كل فترة انتقالات.

الاثنين، 13 أغسطس 2012

غاب العقاب وحضر (القزع)!

في رياضتنا -وتحديداً كرة القدم- يصعب علينا تحديد الأولويات التي من شأنها تقديم عمل رياضي جيد بسبب كثرة الأحداث الرياضية التي تحدث في كل موسم، والتي تؤثر على تحديد الأولويات من خلال بعض النقاشات الرياضية المبنية على محصلة عامة لفترة زمنية سابقة؛ فعلى سبيل المثال التعصب، وبعض التجاوزات من بعض جماهير الأندية كالنزول للملعب، ناهيك عمّا يحدث في الإعلام، واليوم تعود قضية (القزع) مرة أخرى وما يصاحبها من ردة فعل من قِبَل مسؤولي الأندية والجماهير، وقبل ردة الفعل منظر حلاقة الشعر أمام كاميرات التلفاز وما صاحبها من استهجان ونقد حاد إعلامياً وجماهيرياً؛ لهذا نحن نعيش في دوامة يصعب فيها التركيز وتوجيه العمل الرياضي وفق منهج واضح هدفه التطوير؛ إذ لا يمكن أن ننشد التطوير ونحن نتوقف أمام قضايا سهلة تُحل بالتنظيم ووضع القوانين الصارمة التي تجنبنا الوقوع في مثل هذه الإشكاليات مستقبلاً.
الملاعب السعودية عانت كثيراً من قضية نزول بعض الجماهير للملاعب وما صاحبها من فوضى أثناء المباريات، وأخذ هذا الأمر وقتاً طويلاً إلى أن تم تجاوزه بعد أن صدرت قرارات صارمة تجعل من يريد أن يُحدث فوضى وينزل إلى أرضية الملعب يفكر مليون مرة فيما سيحدث له بعد أن يتم القبض عليه، هذا الأمر انتهى أو شبه انتهى من ملاعبنا، لكن بعد أن أخذ وقتاً طويلاً في البحث عن حل يمنع تكرار هذه الظاهرة في ملاعبنا.
قضية (القزع) التي ظهرت على السطح مع بداية هذا الموسم وكان بطلها حارس نادي الشباب والمنتخب السعودي وليد عبدالله الذي لم يحسن التصرف لا في القول ولا في الفعل؛ فلم يكن مقنعاً في تبريره، وقد لا يتحمل وحده كل المسؤولية فيما حدث، هناك أطراف أخرى تقع عليها المسؤولية وهم المعنيون بالشأن الإداري في نادي الشباب والمنتخب السعودي؛ لأنهم مطلعون على التعليمات وملمون بكل اللوائح الصادرة من اتحاد الكرة.
القرار الخاص ببعض قصات الشعر صدر في وقت سابق من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا أوضح مع بداية هذا الموسم لوسائل الإعلام أنه قد شدد على كل حكامه بعدم التهاون في هذا الأمر؛ إذن لماذا لا يصبح لدينا ثقافة الامتثال وتطبيق النظام؟ هذا أمر غريب ومؤثر قد يفهم منه المتابع غير السعودي أننا شعب لا نقبل النظام ولا نحترم القوانين!!
في هذه القضية تحديداً لا يجب أن نتوقف عندها كثيراً وتأخذ وقتاً طويلاً، الأمر يحتاج فقط لقرارات قوية تمنع تكرار مشهد (الحلاقة) مرة أخرى في ملاعبنا، وقبل صدور القرار يجب أن يكون هناك معايير واضحة وفق ما ورد من نص شرعي عن (القزع)، مع توضيح هذا الأمر من قبل بعض المتخصصين من علماء الدين، ثم بعد ذلك تصدر قرارات تجعل هذا الأمر يختفي من ملاعبنا مستقبلاً، ولا نضيّع الوقت في مناقشته، فلدينا من هموم الرياضة ما يندى له الجبين، قد يقول قائل: إن هذا الأمر يتعلق بمسألة دينية ورد فيها نص شرعي، حيث ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من حديث يحرم (القزع) ويشرح معناه؛ لهذا هو أمر يستحق النقاش، وأنا هنا أتفق مع رأي كهذا تماماً، لكن أمر (القزع) أصبح يتكرر مع كل موسم، وحتى ينتهي هذا الأمر نهائياً كان من الضروري وضع الحلول في وقتها دون أن نسمح لهذه القضية أن تتكرر مع كل موسم.
ما حدث قبل بداية مباراة الشباب ونجران تحول إلى رأي عام ومحور نقاش في كثير من اللقاءات العامة والخاصة، وبدأ الجميع يبحث عن اللاعبين الذين شاركوا في المباريات الأخرى بقصات شعر مخالفة حتى يشكك في قرارات لجنة الحكام وعدم حياديتها، وينقل صورة خاطئة لجماهير فريقه بأن فريقه مستهدف، ولن ينتهي هذا الأمر عند هذا الحد بل ستدون ضمن المخالفات التي وُقّعت على فريقه خلال الموسم، وعندما يحضر الإخفاق سيكون هذا الأمر ضمن مجموعة أخطاء كثيرة وقعت على فريقه منعته من تحقيق الإنجازات حتى ينجو من غضب جماهيره؛ لهذا أنا أقول يجب أن يكون هناك نظام واضح وصريح لكل قضية تحدث في رياضتنا دون أن نتهاون في مثل هذه القضايا، وألاّ نترك مجالاً للتأويلات.
دمتم بخير، سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com
تويتر - @zaidi161

السبت، 4 أغسطس 2012

رسالة البطي .. هل وصلت ؟

رسالة البطي.. هل وصلت؟
عندما ظهر الأستاذ عادل البطي نائب رئيس اللجنة الفنية والمسابقات واللعب النظيف في برنامج (فوانيس) مع الأستاذ رجا الله السلمي كي يتحدث عن استقالته من اللجنة كان من الضروري والمهم أن نتوقف عند حديثه، فهو لامس بعض مواضع الخلل في اتحاد الكرة، خصوصاً عندما تحدث عن ضرورة التفرغ للعمل، وأشار إلى أن بعض اللجان في اتحاد الكرة تحتاج لأشخاص متفرغين يحضرون بشكل يومي ولديهم خبرة تعينهم على تقديم عمل مميز، الرجل رفض أن يتقمص دور البطل ويعمل في اتجاهات كثيرة، وهو يدرك أهمية عمله في الاتحاد السعودي لكرة القدم كنائب للجنة المسابقات؛ فقرر الابتعاد دون أن يقحم أسباباً أخرى أو يفتعل إثارة إعلامية تضمن له الظهور المستمر عبر وسائل الإعلام المختلفة ويصبح تصريحه حديث الجميع، وبما أنه لم يفعل ذلك واختار قول الحقيقة فهو بذلك يثبت أن ابتعاده بفكره ورقي تعامله خسارة كبيرة لاتحاد الكرة.
كلٌّ ينظر لمصلحته ومقدرته على العمل وفق إمكانياته، ولا أعتقد أن هناك من يبخل على بلده بالعطاء والجهد؛ لذا يجب أن نفرق بين من يستأثر بأي منصب لنفسه وهو يدرك أنه لا يملك جديداً يقدمه فيفيد الوطن، سواء في المجال الرياضي أو في أي مجال آخر، وبين من يبتعد حباً في العمل وحتى يتيح الفرصة لغيره ممن يستطيع أن يقدم إضافة جديدة تصب في مصلحة العمل المقدم (كتطوير) من خلال أفكار جديدة تنقل المنظومة (كعمل) إلى موقع أفضل بنتائج أفضل، وهذا ما فعله الأستاذ عادل البطي، مع تمنياتي بأن يكون هناك أكثر من شخص يدرك معنى ما فعله هذا الرجل.
لكل إنسان طاقة وإمكانيات ومهما بلغت فهي في النهاية محدودة، ففوق كل ذي علم عليم؛ لهذا كان من الضروري أن تتغير الأفكار وتسود ثقافة التغيير والتضحية وتقويم الذات حتى لا تصبح المناصب المهمة والحساسة في بعض اللجان الرياضية حكراً على أحد، فهذا الوطن يزخر بالكوادر الشابة المؤهلة التي تملك العلم والخبرة؛ مما يجعلنا نسير وفق خطط إحلال واضحة يتقدم من خلالها المتخصص والمبدع والمنتج، ونقدم له كل الدعم والتشجيع، هذا أمر مهم ومفيد ويعتبر من أهم عوامل التقدم والتطوير.
الأستاذ عادل البطي فتح باباً مهماً وأرسل رسالة في غاية الأهمية لكل الأشخاص الذين مازالوا متمسكين بمناصبهم وحريصين على أن يستمروا أكبر وقت ممكن دون أن يقدموا ما يشفع لاستمرارهم، بل إن أخطاءهم تزيد يوماً بعد يوم، ولغة النقد تتصاعد باستمرار، فالأخطاء أصبحت واضحة وفي تصاعد مستمر دون أن نلمس أي تحسن.
وطالما أن الحديث هنا عن اتحاد الكرة فهذا الأمر يعتبر ضمن العوامل المؤثرة التي أدت لتراجع مستوى الأندية والمنتخبات وضعف النتائج في السنوات الأخيرة.
فعندما نعتمد -بعد توفيق الله- على الكوادر المتخصصة التي تملك فكراً متميزاً وتستطيع وفق الإمكانيات الموجودة عمل نقلة تاريخية ترفع من المستوى الرياضي في هذا الوطن؛ فإن النتائج حينها ستكون مختلفة؛ لأن المنظومة الرياضية تحتاج إلى فكر وعمل وإمكانيات، عندها سيتغير الحال وسينتقل اهتمامنا إلى جوانب ضعف أخرى مختلفة عما كانت عليه في السابق حتى يتحقق العمل التكاملي من كل جوانبه، والفيصل فيه وفق نظرة الشارع الرياضي هو (النتائج)، وستختفي جل المعوقات، ولن تجد من يرمي أسباب الإخفاقات على قلة المنشآت أو على ضعف البنية التحتية لرياضة الوطن.. (أنا هنا لا أُصادق على وفرة المنشآت أو جودة البنية التحتية، غير أني أضع أمثلة فقط ).
النقص وارد والأخطاء من الضروري أن تحدث، وليس بمقدورنا تقديم الكمال في العمل، لكن بمقدورنا الاجتهاد والعمل وفق سياسة واضحة تضمن لنا الاعتماد على من هم قادرون على تقديم العمل المأمول لتحسين الوضع وتصحيحه.
العمل الرياضي في هذا التوقيت بالذات يحتاج للشباب المتخصص والمبدع وهم كثر، فقط نحتاج إلى حسن الاختيار وفق أشياء ملموسة؛ بمعنى أن يقع الاختيار على الشخص المناسب وفق ما قدمه من عمل وفكر على أرض الواقع من خلال الأندية أو من أي موقع آخر له علاقة بالمجال الرياضي.

دمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...