بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 ديسمبر 2015

أنديتنا... أكشن وإفلاس

في أحد البرامج الرياضية التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ جيدةٍ، يُرسّخ مقدم البرنامج لدى المشاهد والمسؤول فكرة أن الأندية في السعودية مقبلةٌ على كارثةٍ ماليةٍ كبيرةٍ، تهدد مستقبل الرياضة في السعودية، وهذا الأمر فيه من المبالغة الشيء الكبير، لأسبابٍ كثيرةٍ من أهمها: أن الأندية مازالت ضمن النطاق الحكومي، بمعنى أن الدولة مسؤولةٌ عنها، وليست ملكيةً خاصةً لأشخاصٍ أو لشركاتٍ تعاني من خطر الإفلاس..! ولا أفهم السرّ في هذا التكرار، فيما يخصّ هذا الموضوع من قبل مقدم البرنامج..! والمزعج في الأمر أن مقدم البرنامج يردد جملةً بشكلٍ يوميٍّ عبر برنامجه تدلّ على أن له هدفٌ من تكرار هذا الأمر، العبارة بحدّ ذاتها تُبعد مَن يريد أن يستمر ويستثمر في دعم الأندية، وحتى أكون واضحاً في كلامي، هو يردد دائماً جملةً مفادها: (لا أحد يريد أن يدعم الأندية "باح" الكل خائف على فلوسه)، وهذا الكلام في مجمله محبطٌ جداً، وكأن الدولة مقبلةٌ على أخطارٍ معينةٍ لم يفصح عنها. نحن في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها نعيش في أمنٍ وأمانٍ واستقرارٍ من فضل "المولى عزّ وجلّ"، ولا يمكن تبنّي فكرة أن الأوضاع قد تتغير في أي لحظةٍ، فالمسؤولون عن الشأن السياسي يدركون جيداً الوضع السياسي للدولة، وهم قادرون بحول الله وتوفيقه على تفادي أي خطرٍ قد تتعرض له الدولة، وبالتالي من المنطق والمهم أن نساهم في بناء وتطوير الدولة من الداخل، والمجال الرياضي مجالٌ حيويٌّ ويهمّ الفئة العظمى من المجتمع وهم الشباب؛ لذلك من المهم أن تعمل كل القنوات الرياضية والمؤسسات الإعلامية برمّتها على جلب المستثمرين ورجال الأعمال من أجل دعم هذا القطاع، لا العمل على تنفيرهم وتخويفهم وترسيخ مفهوم أن الرياضة ليست بذات الأهمية حتى يُدفع فيها تلك المبالغ الكبيرة. إن الأندية تعاني من الضائقات المالية، وهذا كلامٌ صحيحٌ لا يختلف عليه أحدٌ، لكن ليست بالصورة التي يرسخها مقدم البرنامج في برنامجه، فرغم مهنيته العالية واجتهاده في عمله إلا أنه لم يوفّق في هذا الجانب، ولا أفهم ما هي أهدافه من ترديد هذه المخاوف على مسامع الناس، إذا كان يهدف إلى تحريك فكرةٍ معينةٍ تمّ تجاهلها من قبل المسؤولين، وفي تصوره هي الحل الأنسب لهذه المشاكل المالية، فهذا الأمر جيدٌ رغم أنه سلك الأسلوب الغير صحيح من وجهة نظري في إيصال الأمر إلى المسؤولين، فالخصخصة حلٌّ إيجابيٌّ ومهمٌّ ويفيد كل الأندية، وأيضا هناك حلولٌ أخرى لو تطرّق لها، ربما ساهم في تعجيل صدور بعض القرارات المهمة التي تُعين الأندية على الاستمرارية وتقديم دورها تجاه المجتمع. الإعلام وسيلة إصلاحٍ ومرآةٌ للمسؤولين، متى ما استخدمت بالشكل الجيد ستصل الرسالة بالشكل المناسب، وسيكون تأثيرها إيجابياً، فما الفائدة الآن من تحذير رجال الأعمال من دعم الأندية؟،كان بالإمكان التركيز على دور القطاع الخاص، متمثلاً في الشركات الكبرى والبنوك، وحثّهم على المساهمة في دعم قطاع الرياضة والشباب، لماذا لا تتحرك البنوك وتستثمر في الأندية..؟ في تصوري... لو أن كل بنكٍ تكفّل برعاية نادٍ من أندية الوطن، وأسسوا أفكاراً استثمارية فيها، لن تجد نادياً واحداً لديه مديونيات، وهذا الحديث ينطبق أيضا على الشركات الكبيرة، (كالاتصالات، وسابك، وشركات المقاولات الكبرى)، ففي الدولة قطاعٌ خاصٌّ قويٌّ وهذه حقيقة، ومن يتابع القوائم المالية لهذه الشركات يجد أن أرباحها في الربع الأول من السنة يكفي لرعاية نادٍ لمدة 5 سنوات..! إن الأفكار كثيرةٌ... ويمكن تنفيذها في قطاع الرياضة والشباب، لكن طرح الأفكار يجب أن يكون ضمن النطاق العملي للفكرة، فالتخويف والترهيب من مستقبل الأندية سيبعد المستثمرين عن الأندية؛ وبهذا ستزداد المشكلة وتتفاقم، وعندها ستتعقد الحلول، أتمنى أن نعي في الإعلام هذا الأمر جيداً..! دمتم بخير ،،، سلطان الزايدي

السبت، 19 ديسمبر 2015

النصر البرشلوني

في أمسية النصر الجميلة مع الاتحاد -في نظر محبيه- حضر نصرهم الذي يعشقونه، ولا يرونه إلا بطلاً, مهما ابتعد عن مسار البطولات وغاب. لم تكن تلك الليلة غريبةً على الكتيبة الصفراء؛ لأنهم مَن أسسوا قواعد المتعة لهذه المستديرة على أرض هذا الوطن. فقد كنت أنظر إلى انفعالات مشجعٍ تحمسٍ منذ أن أعلن الحكم صافرة البداية، وكان الخوف والتوتر يعتريان محيّاه؛ خشية أن يخذله نصره اليوم، كما خذله في مبارياتٍ سابقةٍ من هذا الموسم، تعجبت كثيراً لحاله، وفي نفس الوقت كنت أقول: إن المحبّ لا يلام إن أسرف في حبّه. مضت الدقائق والنصر يتفوق في كل شيءٍ على منافسه الاتحاد، إلا أنه لم يسجل، وازدادت نبضات قلب هذا العاشق، يرفع يداه إلى السماء، ويردد يا ربّ عجّل بنصر النصر، إلى أن أطلق عبد العزيز الجبرين كرة الهدف التي هي كرة الأمل بالنسبة له ولكل عاشقٍ مثله لهذا الكيان الكبير، أخذ يجوب المكان يردد (قووول - قووول)، وأنا مازلت أتفحص في ردة فعله، لم يطل الأمر كثيراً حتى حضر الفريدي وسجّل الهدف الثاني من أول لمسة، فقام صاحبنا هذا يصرخ مردداً: هذا النصر أم برشلونة...؟ أيقنت حينها أن الرجل أصيب بنوبةٍ من الهستيريا...! وطلب منّي أن أكتب له تغريدةً مفادها يتلخص في سؤال: هل هذا النصر أم برشلونة...؟ وقد كتبت ما طلب تعاطفاً معه ومع فرحه. ما أرمي له من كتابة هذا الموقف هو أن هناك الكثير مثل هذا المشجع، يحترقون من أجل أنديتهم، من الواجب على أي إنسانٍ يرى في نفسه القدرة على أن يخوض تجربة الرئاسة في الأندية أن يتأنّى قليلاً، ولا يُقّدم على هذه الخطوة إلا وهو متيقنٌ أنه يستطيع فعل كل ما يسعد تلك الجماهير، ففي مدرجاتنا أناسٌ وصلوا إلى أعلى درجات الهوس، وصدق مَن قال: الحبّ جنونٌ، هو فعلاً جنونٌ قبل أن يكون فنوناً، ومن الحبّ ما قتل، ومَن لاحظ شاشة التلفاز بعد أن سجّل النصر الهدف الرابع (الملغي) سيشاهد مشجعاً اتحادياً ترقرقت عيناه بالدمع، لا هو ذرفها، ولا هو استطاع أن يخفيها، لتبقى أسيرة تلك العيون، وهو يردد في داخله من هول الصدمة ماذا يحدث يا عميد؟ اليوم أصبحت الكرة بالنسبة لعشاقها شيئاً أساسياً، ومن المفترض احترام قدراتهم العاطفية مهما بلغت؛ لذا فإن التفكير السليم في أن يتعلم كل رئيس نادٍ من أخطائه، ويسعى جاهداً لأن يرسم الابتسامة على وجه كل مشجعٍ، لكن كيف يحدث ذلك؟ يحدث ذلك بالتخلص من (الأنا)، وتكون أهدافه الرئيسة بعيدةً عن فكرة صناعة مجدٍ خاصٍّ، فمَن يفشل يترجل ويبتعد، حتى لا يكون مصدر ألمٍ وحزنٍ لغيره. ما يؤكد هذا الحديث ردود الفعل التي حدثت بعد مباراة النصر والاتحاد على الجانبين، ففي الجانب النصراوي كان الفرح هستيرياً، فرحٌ امتزج بالقهر مما مضى من مباريات، وبالخوف مما قد يحدث في المستقبل..! وفي الجانب الاتحادي جمهورٌ حزينٌ لم يكن يعتقد أن المباراة ستخرج بهذا الشكل، وأن الاتحاد سيخسر بهذه الطريقة وفي وقتٍ بسيطٍ لا يتجاوز 15 دقيقةً. بعد هذه المباراة النصر قادرٌ على العودة للمنافسة من جديد هذا الموسم، بشرط أن ينهي ما تبقى من الدور الأول بنتائج إيجابية، أمام الشباب والهلال، عندها يحقّ لكل نصراويٍّ أن يبالغ في فرحه حتى وإن تجاوز حدود العقل والمنطق ووصف النصر ببرشلونة... ففي الفرح يحقّ لك أن تمارس طقوس فرحك كيفما شئت... ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 11 ديسمبر 2015

الأهلي بطل الدوري

السؤال الذي يدور رحاه في الوسط الرياضي هذه الأيام عبر منابر إعلاميةٍ كثيرةٍ على كافة مستوياتها: مَن سيكون بطل الدوري؟، فبعد أن أوشك الدوري على أن ينتصف، النسبة الأكبر من الذين أدلو بدلوهم في هذا الموضوع يتوقعون الدوري بين الهلال والأهلي لا ثالث لهم، عطفاً على معطياتٍ معينةٍ تجعلهم يفوزون بالترشيح الأكبر، ولو أمعنّا النظر قليلاً لوجدنا أن هذا الترشيح أقرب للصواب؛ لعوامل كثيرة من أهمها: الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريقان، والاستعداد الجيد للموسم بعد توافر كل الاحتياجات والأدوات المساعدة التي تجعل الفريقين في أكمل صورة، رغم أن الأهلي وكعادته يخفق في موضوع اللاعب الأجنبي في ظلّ تفوق الهلال في هذه الجزئية. أما بقية الأندية فقد يلعبون دوراً كبيراً في تحديد هوية البطل، وأعني هنا النصر والاتحاد والشباب والتعاون، فالهلال يعّول على الاتحاد كثيراً في مسألة تعطيل الأهلي؛ لأن الديربي الخاص بينهما بمثابة بطولةٍ لا يحكمه أي تفاصيل، فهي مباراةٌ بعيدةٌ عن أي حسابات، وكذلك الأهلي يعّول على النصر كثيراً في تعطيل الهلال لذات الأسباب، ويبقى التنافس على المركز الثالث لضمان المشاركة في بطولة آسيا القادمة له دوره في التأثير على الترتيب النهائي لبطولة الدوري. لربما يكون الأهلي هو أكثر رغبةً وحماساً من الهلال في تحقيق بطولة الدوري، ففريقٌ بحجم الأهلي وجماهيريته لا يليق به أن يغيب كل هذه السنوات عن بطولة الدوري، وهو اليوم يعيش في أفضل حالاته الفنية، وهو مهيأٌ من الموسم الماضي لتحقيق اللقب، ومن المفترض أن يعمل الأهلاوية على أن يضعوا نصب أعينهم أن مهمة البحث عن اللقب يجب أن تكون وفق سياسةٍ معينةٍ بعيدةٍ عن الأعذار والبيانات، ولا أظن جمهور الأهلي في نهاية الموسم إذا لم يحقق الأهلي بطولة الدوري سيتذكر شيئاً من تلك الأعذار والبيانات الصادرة عن المركز الإعلامي في النادي الأهلي؛ لذا من المهم تهيئة اللاعبين بالشكل المناسب، فنصف الفوز روحٌ ورغبةٌ وحماسٌ داخل الملعب، وهذا ما يجب أن يدركه اللاعب الأهلاوي. وفي تصوري أن المنافس الآخر للهلال يملك كل الأدوات والحلول المطلوبة لبطولة الدوري مدعومةً برغبةٍ عامةٍ (تحفّ) الفريق من كل الجهات، وعلى كافة المستويات، بدليل أن الهلال لم يتأثر من خروجه في بطولة آسيا بعد أن لعب في النصف النهائي كما تأثّر في الموسم الماضي، حتى خسارته مع الاتحاد لم تكن مؤثرةً كما كان يعتقد البعض، بل عاد سريعاً للانتصارات وحافظ على مركزه في أول سلّم الدوري؛ لهذا فإن العمل الإداري الجيد يحتاج أناساً لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال، والأمير نواف بن سعد رئيس الهلال لديه من الخبرة والدراية الشيء الكثير، ولم يكن ترشيحه من قبل أعضاء شرف الهلال من باب المجاملة أو من باب إيجاد رئيسٍ فقط، إذ يتوفر لديه المال ليتولى مهمة إدارة شؤون النادي، فهم اختاروا الرجل المناسب الذي يستند على خبرةٍ طويلةٍ من العمل الرياضي حتى وإن شحَّ المال لديه. إن تنوّع المتنافسين على بطولة الدوري في السنوات الخمس الأخيرة، وعدم ارتباط المنافسة بأنديةٍ معينةٍ يضيف لدورينا ليصبح منافساً قوياً على مستوى الدوريات في القارة على الأفضلية، ولعلّ حصول الدوري السعودي على المركز الثاني في سلّم الأفضلية على مستوى القارة بعد الدوري الكوري يعطي انطباعاً إيجابياً عن قوة المنافسة، لهذا فإن نجاح الدوري كقوةٍ وإثارةٍ مرتبطٌ بنوعية الأداء والقوة والإثارة وجميعها متوافرة في الدوري السعودي، وهذا الأمر يُحسب لاتحاد الكرة وللرابطة، رغم وجود بعض الإشكاليات والهفوات التي تُعكّر هذا التميز من فترةٍ لأخرى. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 5 ديسمبر 2015

محمد حسين والنصر ..!!

بعض الأخبار الواردة من البيت النصراوي تثير الدهشة والاستغراب، ولا تعلم لماذا يحدث هذا في فريق كرة قدمٍ محترفٍ، من المفترض أنه بطلٌ متوّجٌ ببطولة أهمّ مسابقةٍ في مسابقات العالم المحلية وهي بطولة الدوري، فالنصر يعلن بين الفينة والأخرى عن تغيّب المحترف البحريني (محمد حسين) عن التدريبات، ومع ذلك مازال مستمراً في الفريق، ويلعب مبارياتٍ أساسياً، ولا تفهم ما السر في ذلك! ورغم أنه لاعبٌ كبيرٌ وصاحب خبرةٍ ميدانيةٍ عريضةٍ من المفترض أنه قدوةٌ للجميع، وقد يمرّ أي لاعبٍ بظروفٍ معينةٍ تجبره على التأخر أو الغياب، ويطبّق في حقّه اللوائح الداخلية للنادي، وهذا الإجراء أجده مقبولاً في حالة أن الأمر لم يتكرر، لكن مع المحترف البحريني الأمر تجاوز الحدّ، ولم يعد من المقبول استمراره كمحترفٍ يُنتظر منه الكثير ليقدمه للفريق، ناهيك عن انخفاض مستواه الفني لكبر سنّه، ولوجود ظروفٍ خاصةٍ دائماً ما يرددها على مسامع المسؤولين في النادي، ولعلّ ما يسوء في الأمر هو أن (محمد حسين) يشغل مكان لاعبٍ ربما يحترق على دكّة البدلاء ينتظر الفرصة، حتى يقدّم نفسه ويبرز ما لديه من عطاء؛ لهذا كان من المهم أن تبادر إدارة الكرة في النادي بتوجيه إنذارٍ أخيرٍ للمحترف البحريني، ومتى ما تكرر غيابه تقوم بإنهاء التعاقد معه، خصوصاً وأن النصر يضمّ في صفوفه وفي خانة (محمد حسين) تحديداً نجم المنتخب الأولمبي (عبدالله مادو) الذي برز بشكلٍ لافتٍ مع المنتخب السعودي، ولم نشاهده في فريقه النصر، فقد يصبر جمهور النصر ومحبوه على أخطاء لاعبٍ صغيرٍ ليتعلم منها في المستقبل، ولا يصبرون على أخطاء لاعبٍ من المفترض أنه معتزلٌ الآن مثل محمد حسين..! إن النصر لديه مشاكل كثيرةٌ في خطّ الدفاع، تكمن في عدم قدرة المجموعة الحالية على توفير الآمان لمرمى الفريق، بسبب سوء التنظيم، وعدم التمركز الجيد، ومن السهولة اختراق عمق الفريق رغم توهج (عمر هوساوي) واستبساله في إفساد بعض الهجمات الخطيرة على مرمى النصر، والسبب المباشر في هذا الضعف وجود (محمد حسين) الذي لم يقدّم هذا الموسم أي شيءٍ يذكر، حتى في الموسم الماضي لم يكن هو (محمد حسين) الذي كان يقدم عطاءاتٍ عند ظهوره الأول مع النصر في فترة كارينيو، والتي حقق فيها النصر بطولتي كأس ولي العهد وبطولة الدوري بعد غيابٍ طويلٍ. وحتى يعود النصر إلى المنافسة من المهمّ أن يعيد ترتيب أوراقه في الخطوط الخلفية للفريق وبشكلٍ عاجلٍ، وأول خطوات التصحيح الاستغناء عن (محمد حسين) و(يونس مختار)، والتعاقد مع مدافعٍ قويٍّ له ثقله، يعيد الثقة لخطّ الدفاع، والبحث عن ظهيرٍ أيمن يجيد الانطلاقات والدخول مع الهجمة؛ لتشكيل جبهةٍ هجوميةٍ مع القدرة على الارتداد السريع وتغطية خانته، خصوصاً وأن الفترة القادمة سيدخل النصر في مراحل حسمٍ كثيرةٍ، تتمثل في المنافسة على بطولة الدوري وبقاء حظوظه من عدمها، والمنافسة على بطولة كأس آسيا التي خرج منها في الموسم الفائت من دوري المجموعات؛ لهذا من المهم التركيز وتوفير كل الاحتياجات اللازمة، حتى يستطيع الفريق أن يقدم نفسه بالشكل الذي يليق ببطل الدوري لموسمين متتاليين، وفي ظني أن بطولة كأس آسيا أصبحت مطلباً مهماً لجمهور النصر، خصوصاً والنصر يشهد هذه الفترة على المستوى العناصري في الفريق طفرة نجوم، إن لم تستثمر بالشكل السليم في حصد البطولات لن يكون لوجودهم معنى. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الاتحاد ..كان زمان ..!!

في الفترة الذهبية للاتحاد والتي كان (منصور البلوي) يقود زمام الأمور فيها، وبدعمٍ كبيرٍ جداً من العضو الداعم، كان الاتحاد يسير وفق سياسةٍ معينةٍ، تسعى لتحقيق أهدافٍ كثيرةٍ على الصعيد المحلي والآسيوي والعالمي، ولا يمكن لأحدٍ أن ينكر نجاح الاتحاد في تلك الفترة، فالإنجازات والأرقام تتحدث وكانت خير دليلٍ على تلك النجاحات، وبقليل من التفصيل عن تلك الأهداف سيفهم المتابع للشأن الرياضي كيف كان الاتحاد وكيف أصبح اليوم؟ ففي السابق كان الأستاذ منصور البلوي يؤمن جيداً بأن القوة يجب أن تسير وفق مسارين لا ثالث لهما: (تقوية فريقك، وإضعاف منافسيك)، وتحديداً المنافسين الذي يشاركونه القوة، في تلك الفترة كان الهلال هو المنافس الحقيقي للاتحاد على المستوى العناصري والأداء الفني؛ لذا تمحورت أفكار منصور البلوي حول جلب العناصر المميزة على مستوى الكرة السعودية، حتى لو كانت تلك العناصر ضمن التشكيل الأساسي للفريق الهلالي، مثل خميس العويران الذي كان يعتبر حينذاك المحور الأول في الكرة السعودية، وقد نجح منصور البلوي في استقطابه، لم يكن منصور يفكر في تلك الفترة كيف يقوّي فريقه وحسب، بل كان ينظر إلى أبعد من ذلك، وكان يرى أن القوة لا تكفي لأن يتسيّد فريقه الساحة الكروية، فعمل على أن يقوي فريقه، ويضعف منافسيه، إلى أن تذمّر الجميع في تلك الفترة من سياسة (التكديس)، وبدا الضغط الإعلامي المستنكر لهذه السياسة، ووضعوا حولها الكثير من المخاطر التي قد تنهي مستقبل المواهب في الكرة السعودية، وعلى لجنة الاحتراف أن تغيّر قوانينها ولوائحها؛ حتى لا نقع في شراك تلك السياسة...! رغم أنه في تلك الفترة كان للكرة السعودية إنجازاتٌ على مستوى الأندية متمثلةٌ في الاتحاد، وتحقيقه كأس آسيا والمشاركة في بطولة أندية العالم، وعلى مستوى المنتخبات أيضاً، والمهم في الموضوع أن الفرق بين اتحاد منصور البلوي في الزمن الجميل والاتحاد الحالي شاسعٌ جداً، وصورة الاتحاد اليوم لا تدلّ على أن هذا الفريق كان بطلاً في يومٍ من الأيام، ما الذي اختلف!؟ إن الاختلافات واضحةٌ، وليست غائبةً عن أصغر مشجعٍ اتحاديٍّ، ففي فترة أمجاد الاتحاد كان مستوى الإنفاق عالٍ جداً، والفكر الذي يدير المنظومة الاتحادية مختلف، والسياسات المتبعة لتحقيق الأهداف كانت واضحةً؛ لذلك كان الاتحاد هو الفريق الأبرز في تلك الفترة، واستحق أن ينال شرف اللقب الذي أطلقه الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- بأنه (نادي الوطن). أما اليوم فالاتحاد منهكٌ ومُتعبٌ وضعيفٌ لا يقوى على فعلٍ شيء...! تكالبت عليه كل الظروف، ولا توجد أهدافٌ واضحةٌ، ومَن يقول: إن أهداف إدارة الاتحاد تتمحور حول تسديد الديون، سأقول له: بهذه الأهداف لن يعود الاتحاد..! فجمهور الاتحاد لا يعني له كم بلغت الديون؛ لأنه عملٌ إداريٌّ بحتٌ، هم يريدون فريقاً قوياً وبطلاً في الملعب، لا يخسر بالثلاثة من منافسه التقليدي، ولو أن الهزيمة من الأهلي سهلةٌ لما خرج قائد النمور (سابقاً) يسخر من فرحة الأهلي بالفوز على الاتحاد، ولم يكن القائد الأسطوري محمد نور دقيقاً في عبارته عندما قال: الفريق يحتاج رجالاً داخل الملعب..! والعبارة الصحيحة: إن هذه المجموعة من اللاعبين لن يقدموا شيئاً للاتحاد على المستوى الفني، وكان أحرى به أن يقول: نحتاج نجوماً داخل الملعب، يقاتلون بشراسةٍ من أجل عودة الاتحاد، وحتى يعود الاتحاد يجب أن يتغيّر الفكر والسياسات ومستوى الإنفاق، وقد يحتاج هذا التغيير لوقت، لكن في النهاية ستكون النتائج اتحاداً جديداً يوازي (اتحاد زمان) في القوة والإنجازات. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

نجمنا السهلاوي تأخر نجمه ..!!

في كرة القدم ينتبه المختصون والفنيون للمواهب منذ بداياتهم في سنٍّ مبكرة، ويقدمونهم للمجتمع الرياضي على أنهم نجومٌ ينتظرهم مستقبلٌ باهرٌ، ويطلبون من المسؤولين الاهتمام بهم، وتوفير كل ما يحتاجونه؛ حتى يطوروا موهبتهم، ويصبحوا في المستقبل دعامةً أساسيةً للمنتخب الأول، وهذا هو التسلسل الطبيعي لأي موهبةٍ تبزغ منذ سنٍّ مبكرةٍ في لعبة كرة القدم، فعندما يحضر الاهتمام والمتابعة من المسؤول فإن هذه الموهبة تكبر وتتطور ويصبح صاحبها من أهم النجوم في اللعبة، ويكون بهذا انتهى مشروع تأسيس نجم، بدا من مراحله الأولى كـبرعمٍ ثم ناشئٍ ثم الفترة العمرية في درجة الشباب، إلى أن يمكن الاستفادة منه بعد هذه المرحلة... المزعج في الأمر أن يكون هناك موهبة ويتمّ الاهتمام بها، ويقوم كل مسؤولٍ بتأدية دوره المنوط به؛ حتى تصل هذه الموهبة إلى المكان الطبيعي الذي يُراد منه تقديم الفائدة للكرة السعودية، ثم لا يجد الفرصة حتى يعرض موهبته بالشكل المطلوب، وتستفيد منه الرياضة السعودية نظير ما قدمت له من عنايةٍ واهتمامٍ طوال مراحل نموّه وبزوغ موهبته، بسبب أن المكان يشغله نجمٌ جماهيريٌّ آخر يصعب إزاحته وتقديم غيره، أو لآن غيره يحظى بدعمٍ معينٍ يفرض عدم إبعاده عن التشكيل الأساسي والاعتماد عليه، من هنا نبدأ نفقد المواهب التي تمّ تأسيسها بالشكل السليم، والأمثلة في هذا السياق كثيرة يمكن الاستشهاد بها على مرِّ تاريخ الكرة السعودية. النجم (محمد السهلاوي) بدأ البداية الصحيحة، ورافق المنتخبات السنية السعودية في كلّ مراحلها العمرية من (ناشئين وشباب وأولمبي)، وكان دائماً في طليعة المنضمّين لتلك المنتخبات، إلا أن انضمامه إلى المنتخب السعودي الأول قد تأخر، وبعبارة أدقّ تأخرت فكرة الاستفادة منه؛ لأنه كان يُختار من ضمن التشكيل، لكنه لا يشارك كأساسيٍّ، من هنا تكون فرصة الاستفادة من نجمٍ بمثل مواصفات (السهلاوي) قد قلّت، سواء على المستوى الشخصي كأرقامٍ يتميز بها وتُعدّ تميزاً للكرة السعودية، وأيضاً على المستوى العام كموهبةٍ بإمكانها تقديم نتائج إيجابية للكرة السعودية في حسم نتيجة مبارياتٍ كبيرةٍ وحاسمةٍ..! ما أعنيه هنا: أن محمد السهلاوي لم يكن ظهوره بمحض الصدفة، بل منذ بزوغ موهبته كتلميذٍ في إحدى مدارس المنطقة الشرقية، ومنذ تسجيله في القادسية وهو صديقٌ حميمٌ لكل مراحل المنتخبات السنية السعودية، فمن المزعج فعلاً أن تتأخر الاستفادة منه كموهبةٍ لها قيمتها، ولديه القدرة الحقيقية على خدمة المنتخب السعودي الأول، بدليل أنه عندما جاءته الفرصة تشبّث بها، وأصبح يقدم نفسه يوماً بعد يومٍ بشكلٍ يرضى عنه الجميع، بل ويحقق أرقاماً كبيرةً تميزه عن غيره ممن سبقوه في المنتخب، لهذا من غير المعقول ولا المقبول أن لا ننتبه لهذه الجزئية..!! ومن المحزن أن نفترض سوء النية في أمرٍ كهذا... كأن نقول من الأسباب التي أبعدت (محمد السهلاوي) عن تمثيل المنتخب السعودي (التعصب). إن افترضنا هذا الأمر، وتأكدنا من صحته فلن تقوم للكرة السعودية قائمةٌ مهما عملنا؛ لذا لا أتمنى أن تصدق هذه الفرضية، رغم أن بعض الأحداث تفرض التفكير فيها، فعلى سبيل المثال: حديث الدكتور عبد الرزاق أبو داود وهو -الذي كان المشرف العام في فترةٍ سابقةٍ على المنتخب السعودي الأول- يقودنا لطرح افتراضيةٍ كهذه، فمعنى أن يوجد تدخلٌ وتخريبٌ في عمل شؤون المنتخبات، وفرض بعض الأسماء، واستبعاد البعض كما أشار أبو داود في تصريحٍ سابقٍ له يفتح باب التأويلات والاستنتاجات غير المرغوب فيها، خصوصاً أن حديثه مرَّ مرور الكرام دون أن يُفتح من أجله تحقيقٌ؛ حتى يفهم المجتمع الرياضي الحقيقة..! في مستقبل كرتنا الكثير مثل (السهلاوي) يحتاجون فرصة إثبات وجود. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

منتخب فلسطين كشف واقعنا ..!!

إن الحقيقة التي يجب أن يواجهها الجميع بمختلف مسؤولياتهم، أن الكرة السعودية لم تعد باستطاعتها أن تقدم شيئاً يدلّ على أن كرة القدم في (القارة السعودية) متطورة، وتستطيع أن تسير إلى أبعد ممّا هي عليه..!! إن كُرتنا أصبحت دون المستوى -وهذه حقيقة- ولا يمكن أن تقارن كمستوى فنيٍّ بأكثر المنتخبات في آسيا، ومن الظلم فعل ذلك..! وإذا بقينا على هذا الحال نردد التاريخ، ونفخر بالماضي، ولا نفكر في المستقبل، فكيف يمكن أن نتطور معه ونقدم أنفسنا (كدولة متقدمة) يتوفر فيها كل شيء، وكيف نحقق أي إنجازٍ على أي مستوى. اليوم وصلت كرتنا إلى مرحلةٍ كبيرةٍ جداً من السوء على كافة المستويات، ولم يعد منتخبنا قادراً على هزيمة أضعف المنتخبات، في أقل التصفيات حسب التصنيف الدولي، والتي كنّا في الماضي قبل أن تصبنا (لعنة الاحتراف)، ومع بداياته نتخطاها بسهولة وبنتائج كبيرة جداً، اليوم وبعد مباراة المنتخب الفلسطيني في عّمان وصلنا إلى نقطة الحقيقة، وأصبح من المهم أن نتحرك وبسرعة؛ حتى نحفظ ما بقي لنا من التاريخ أمام آسيا، وأمام كل مَن يعرف الكرة السعودية. والحقيقة اليوم تقول: إن المنتخب الفلسطيني بكل الظروف السيئة التي تحيط به من كل الجوانب أصبح ندّاً قوياً لنا، لدرجة أنه أصبح من الصعوبة هزيمته، بدليل أن المباراة التي لعبها منتخبنا في السعودية في نفس التصفيات انتهت بفارق هدف للمنتخب السعودي، بمعنى أن المنتخب الفلسطيني استطاع أن يزور شباك الأخضر السعودي مرتين، والمباراة الثانية انتهت بالتعادل السلبي في الأردن، وقد كان المنتخب الفلسطيني منافساً قوياً لمنتخبنا، ليس لأنه فريق يملك أدوات الفوز على المستوى الفني -لا-؛ بل لأن منتخبنا أصبح هشّاً ضعيفاً لا يقوى على فعل شيء..! ولا أحد يعلم إلى متى سيستمر هذا الحال!. المنتخب السعودي سيتجاوز التصفيات الأولية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، وإلى نهائيات كأس العالم، لكن لن يتجاوز المرحلة الأخيرة من هذه التصفيات إن ظلّ الحال على ما هو عليه..!! اليوم أصبحت الحلول في نطاقٍ ضيّقٍ بما يخصّ تحقيق كأس آسيا والوصول لنهائيات كأس العالم، إذ لابد أن يتحرك اتحاد الكرة وبشكلٍ سريعٍ في وضع برامج تعيد للمنتخب السعودي جزءاً من تألقه، وتضمن له نتائج إيجابية في التصفيات النهائية، والتي سيواجه فيها منتخبنا منتخبات قوية ومتطورة مثل: اليابان وكوريا وأستراليا، حتى بعض دول الخليج أصبحت تملك منتخباتٍ قويةً ليس من السهل هزيمتها، وهذه الحلول مرتبطة بنوعية الإعداد والتجهيز لخوض هذه التصفيات، ليس من الضروري في الفترة القادمة الالتفات للأندية، والتعامل مع الأمر على أنه حالةٌ استثنائيةٌ...، بمعنى أن يوفر اتحاد الكرة المناخ اللازم لتجهيز منتخبٍ قويٍّ، مبنيّ على اختيار المجموعة الأفضل؛ ليدخل بهم برنامج إعدادٍ طويلٍ، ويجّهز بشكلٍ عمليٍّ بعيدٍ عن الأندية. ما أعنيه هنا: أن نعود إلى بعض البرامج التي كان يطبقها اتحاد الكرة في السابق من أجل إعداد المنتخب السعودي، ففي السابق كان للمعسكرات الطويلة دورٌ كبيرٌ في الإنجازات الكبيرة التي حققها المنتخب السعودي، هذه نقطة مهمة تحتاج إعادة نظر، من أهم إيجابياتها: عزل اللاعب عن أجواء الأندية وتداعياتها، وتجسيد روح الفريق الواحد من أجل إنجاز مهمةٍ وطنيةٍ، في مجالٍ مهمٍّ له متابعيه؛ حتى نصنع انطباعاً جميلاً عن دولة تملك كل شيء، وتستطيع أن تحقق أي شيء بسواعد أبنائها. الفترة القادمة يجب أن يتخلّى اتحاد الكرة عن كل الاعتبارات، ويبتعد عن الجوانب الاحترافية ولو لفترةٍ بسيطةٍ؛ حتى يجتاز منتخبنا أهم مرحلةٍ من مراحل النكسة التي طال أمدها..!! لنجرب أن نصنع منجزاً لكرتنا بفكر الماضي، دعونا نجرب لن نخسر شيئاً. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي zaidi161@

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

دوري جميل قويٌّ وجميلٌ

يتفق الجميع على أن أهم بطولةٍ وأقوى بطولةٍ في لعبة كرة القدم على مستوى العالم، هي بطولة الدوري؛ لأنها البطولة التي تحتاج مجهوداً كبيراً، ونفساً طويلاً، وتتطلب استعداداً قوياً من كل الجوانب الفنية والنفسية والإدارية، والعنصر الرئيس والمهم الذي يلعب دور البطولة في هذه البطولة هو اللاعب نفسه، الذي يحتاج إلى أن يتوفر له كل العوامل المساعدة التي يحتاجها؛ حتى يستمر عطاؤه طوال الموسم. ففي دوري جميل هذا الموسم، وبعد انتهاء الجولة السادسة كانت واضحةً قوة المنافسة، رغم أن المستوى الفني لبعض الأندية المنافسة على البطولة لم يكن جيداً، إلا أن اشتراك أكثر من فريقٍ في المنافسة على المقاعد الأولى من الدوري يدلّ على أن الدوري قويٌّ، والمنافسة فيه تتسم بالحماسة والنديّة والقوة، إذ أن الأندية المشاركة في هذه النسخة من البطولة جميعهم لا يمكن أن تتنبأ بما قد يقدموه من مفاجأةٍ في الجولات القادمة، وأصبح من الصعوبة بمكان أن تتجاوز الأندية الجماهيرية والأكثر إمكانيات الأندية الأقل جماهير وأقل إمكانيات، ومَن يتابع المباريات بشكلٍ دقيقٍ يجد أن كل الأندية التي تلعب على أرضها أو خارجها، والذين من الصعب أن يحققوا الدوري أو حتى ينافسوا عليه لا يمكن هزيمتهم بسهولة، ومنهم من استطاع أن يفوز خارج أرضه على أنديةٍ كبيرةٍ، على سبيل المثال: الفيصلي هزم الاتحاد في جدة، وهو الفريق الذي يبحث عن مناطق الدفء أو عن مركزٍ يحقق له مشاركةً خارجيةً في إحدى البطولات الخارجية، وكذلك نفس الفريق الفيصلي يحقق التعادل مع النصر على أرضه وبين جماهيره، وهو بطل الدوري في السنتين الأخيرتين. إذاً ما أودّ قوله: إن جمال الدوري بتقارب المستويات وصعوبة التنبؤ بمن سيفوز، فالهلال خرج في الجولة السادسة بفوز صعب أمام القادسية الصاعد مجدداً لدوري جميل للمحترفين، ففي كل الدوريات على مستوى العالم ترتبط قوة الدوري بقوة الأندية المشاركة فيه، وهذا لا يتحقق إلا من خلال توفير كل العوامل المساعدة التي تجعل الدوري قوياً من تنظيم ومتابعة وإشعال روح المنافسة بالاهتمام، والسعي لتحقيق منجزٍ ولو معنوياً، يعطي مَن يعمل حقه من الثناء والإشادة. وحتى يستحق أي فريق بطولة الدوري يجب أن يكون قد قدّم مهر البطولة، ومهر بطولة كبطولة الدوري كبيرٌ جداً، وفاتورتها من المصروفات باهظة جداً، ويحتاج عملاً ومجهوداً من كل الأطراف في منظومة العمل، وهذا يتطلب توفير احتياجات مهمة وفق نظرةٍ فنيةٍ، فالفريق الذي يبحث عن البطولة الأصعب يجب أن يستعد لها بالشكل الصحيح، ويوفر كل متطلباتها الفنية والمعنوية، فالفنية مثل دراسة الوضع الفني للفريق، والفترة الزمنية التي يحتاجها حتى يصبح جاهزاً للمنافسة، مع التعاقد مع جهازٍ فنيٍّ يتناسب فكره مع كل المعطيات المتاحة في الفريق، بمعنى أن في دوري جميل هذا الموسم أكثر من فريق لديهم عناصر قوية بإمكانهم يظهرون بصورة أفضل مما هم عليه، لكن التوظيف السيئ من قبل المدربين الذين يشرفون على الفريق جعلهم يظهرون بأقل مستوى من إمكانياتهم الفنية، فعلى سبيل المثال: الاتحاد والنصر لديهم العنصر المحلي الجيد، لكن مع الآسف لم تكن درجة الاستفادة منه كما ينبغي..!! إن تأجيل الجولة السابعة يعطي بعض الأندية فرصةً كبيرةً لإعادة ترتيب الأمور، والاستفادة من الوقت بالنسبة للأندية التي تعاقدت مع مدربين جدد في الفترة الماضية. فنتائج الجولة الماضية ستزيد من قوة الدوري، وصعوبة المنافسة، فالتقارب النقطي يعطي مؤشراً على أن الدوري صعبٌ وقويٌّ، ومَن يسعى للبطولة بالتأكيد سيحتاج لمجهودٍ كبيرٍ ومختلفٍ عن المواسم السابقة. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 31 أكتوبر 2015

مدرجاتنا قد تصبح خاويةً...!!

من الحقائق المؤكدة في عالم كرة القدم على مرّ تاريخها أن متعتها الحقيقية بحضور الجمهور وامتلاء المدرجات، ولا يمكن أن يختلف اثنان على هذا الأمر، سواء في البدايات أو في زمن الاحتراف، الذي يحتاج وقفة الجمهور لارتفاع فاتورة التكلفة العامة لأي نادٍ، والجمهور هو أحد الروافد المهمة التي تتغذى عليها الأندية اقتصادياً، وهو موردٌ مهمٌّ يجب أن يستغلّ بالشكل المناسب للطرفين. أما عن كيفية استغلاله، فالأمر هنا يحتاج إلى دراسةٍ عمليةٍ تهتم بتطوير هذا الجانب من الناحية التحفيزية، بمعنى أن المشجع إذا أراد أن يحضر فهو يحضر وهو على علمٍ بأنه يقدم خدمةً لناديه ومن أجل الاستمتاع أيضاً، والمتابعة الحقيقية في الملاعب السعودية لا تحضر حالياً إلا في بعض المباريات الكبيرة، وتغيب مرات كثيرة في المباريات الأقل، رغم أن المشجع يدفع قيمة التذكرة التي أصبحت اليوم مرتفعة عليه..! فالإحصائيات تشير إلى أن الفئة الأعلى من مشجعي الأندية الكبيرة في السعودية هم من طلاب المدارس والجامعات، ومبلغ 40 ريال كبيرٌ جداً على طالبٍ يتقاضى مصروفه اليومي الذي ربما لا يتجاوز 20 ريالاً، وأعني هنا طلاب المدارس في المرحلة الثانوية الذي لا ينتظر مرافقة والده بحكم أنه أصبح قادراً على الاعتماد على نفسه والذهاب لوحده، كذلك طلاب الجامعات الذين يتقاضون مكافأةً شهريةً ضعيفةً بالكاد تفي باحتياجاتهم الدراسية، فالقضية الآن مرتبطة بعدة اتجاهات، تتلخص في تذكرةٍ عاليةٍ الثمن، وخدماتٍ ضعيفةٍ. ففي السابق كانت الجماهير تدفع من 10 إلى 15 ريال من أجل أن تحضر، وكانت الخدمات المقدمة في الملاعب ضعيفةً، لكنها كانت لا تهتم لهذا الأمر، وترى أن قيمة التذكرة لا تجعله يطالب بخدماتٍ عاليةٍ كما يحدث في الملاعب العالمية، اليوم تضاعف هذا المبلغ إلى ثلاثة أضعاف أو أكثر، والخدمات مازالت كما هي لم يتغير شيء، فمَن يريد أن يحضر مباراةً كبيرةً وجماهيريةً عليه أن يتواجد في الملعب قبل المباراة بوقتٍ كافٍ حتى يضمن له مقعداً، وفي كل مرةٍ يحضر يتكرر السؤال في المدرج: متى ينتهي أمر البوابات الإلكترونية!؟ ولماذا كل هذا التأخير؟, مرةً بعد مرةٍ وجد المشجع نفسه يتابع المباريات في منزله أو في الأماكن العامة في صورة أقل ما يقال عنها مريحةً وأقل تكلفةً..!! إن العمل الاحترافي في الأندية يجب أن يكون شاملاً، لا يختصّ بجزءٍ دون الآخر، وهي منظومةٌ واحدةٌ يحكمها نظامٌ معينٌ من أجل تحقيق أهدافٍ عامةٍ ترفع من جماهيرية النادي، وتجعله في الصفوف الأولى على كافة المستويات، فمتى ما تطور العمل في الأندية فإن كل الأجهزة المساندة له ستجد نفسها أمام الأمر الواقع، وستحسن من مستوى عملها على مستوى الرئاسة العامة، وأيضاً على مستوى رابطة المحترفين، فالمشجع يريد أن يحضر في وقت المباراة ويجد مقعده ينتظره، ويريد أن يجد بين الشوطين خدماتٍ ومرافق تلبي احتياجاته بشكلٍ مريحٍ، والمشجع اليوم في ظلّ هذا الانفتاح على العالم يريد أن يكون ضمن اهتمامات إدارة النادي الذي يشجعه، وضمن اهتمامات الرابطة، ورعاية الشباب. اليوم الرياضة تحتاج إلى المحفزات أكثر من أي شيءٍ آخر؛ حتى يعود التفوق الرياضي كما كان في السابق، وهذه المحفزات تحتاج إلى عملٍ منظمٍ مبنيٍّ على أسسٍ صحيحةٍ ليس للاجتهادات مكانٌ فيها، فالمدرج السعودي إن استمر هذا الوضع من الإهمال وعدم الاهتمام، وفي ظل ارتفاع أسعار التذاكر لن يقدم للأندية أي مردودٍ ماليٍّ في المستقبل، وستزداد الأعباء المالية على الأندية؛ لذا يجب أن يشمل العمل الاحترافي كل شيء، ويغطي كل الجوانب، ويتدارك كل العيوب وفق خططٍ واضحةٍ تسير في اتجاهٍ واحدٍ من خلال عملٍ مؤسساتيٍّ؛ لأن خلوّ المدرجات من الجماهير يقتل متعة كرة القدم..!! ودمتم بخير,,, سلطان الزايدي

الأحد، 25 أكتوبر 2015

النصر والهلال قضية جمهور

إن الخسارة في كرة القدم واردةٌ جداً، ولا يمكن لأي فريقٍ في العالم يلعب كرة قدمٍ أن ينجو من الخسارة مهما طال أمدها، ومَن يفهم كرة القدم كثقافةٍ وليس كتخصصٍ يدرك ذلك جيداً، ومن الطبيعي أن يتأقلم مع كل ظروفها وطقوسها، ويبقى تأثير الخسارة يتفاوت من شخصٍ لآخر، على مستوى الإدارات أو الجماهير، فالتحليل الدقيق للخسارة في هذا المجال لا يجب أن يخرج عن الإطار المنطقي لها، بمعنى أنه لا يمكن للخسارة أن تنسينا مجهود أناسٍ عملوا بجهدٍ وإخلاصٍ، لكن التوفيق لم يحالفهم، حتى وإن صاحَب العمل بعض الأخطاء الواضحة، إلا أن الأمر لا يتجاوز كونها فكرةً رأى صانع القرار أنه يستطيع من خلالها أن يقدم عملاً مختلفاً، رسم في ذهنه نتائج مميزة، لكن هذه الفكرة فشلت لسببٍ ما، ولم يكن في الحسبان أو ضمن أجندة السلبيات المتوقع حدوثها بنسبةٍ معينةٍ. العمل في كرة القدم للاعبين والإداريين عملٌ مرهقٌ دائماً على كافة المستويات البدنية والذهنية، إذ أن النتائج الإيجابية هي مَن تتحكم باستمرارية العمل، ولعلّي أقصد بالنتائج الإيجابية هنا النتائج السريعة الملموسة في وقتٍ قصيرٍ، فكم من فكرةٍ كانت تحتاج لفترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ؛ حتى تُظهر نتائجها وأدّت بسبب إخفاقٍ معينٍ أجبر صاحب الفكرة على الرحيل وحبس ما تبقى من أفكارٍ داخل جمجمته، فالإحباط يصنع الفشل، والفشل يحدث عندما يُجبر مَن لديه القدرة على التغيير أن يغادر المشهد برمّته تاركاً خلفه بداياتٍ لأفكارٍ معينةٍ في طور التأسيس، لا يمكن لها أن تستمر طالما هو خارج منظومة التنفيذ. ففي الجولة الرابعة من منافسات بطولة دوري جميل لهذا الموسم مُنْي النصر بهزيمةٍ قاسيةٍ من منافسه الأهلي برباعيةٍ ثقيلةٍ، خرج على إثرها أنصار الفريق عن المشهد المعتاد طوال السنتين الماضيتين، وظهرت مطالباتٌ غريبةٌ تشعر أن الفريق من 20 عاماً لم يحقق شيئاً على مستوى النتائج. إن الحديث عن الأخطاء سهلٌ؛ لأن المتابع للمشهد ليس بيده قرارٌ معينٌ؛ لذلك هو يراقب وينتظر النتائج، وهذا الأمر يختلف تماماً عن وضعية صانع القرار في النادي، فهو أمام خياراتٍ مرتبطةٍ بظروفٍ معينةٍ؛ ربما لا يستطيع البوح بها في ذات التوقيت؛ لذلك هو يعتمد على قرارٍ وفق ظروفٍ معينةٍ لا يعلمها أحد، وإن حدث الإخفاق أصبح الخطأ واضحاً للمراقب والناقد وللجماهير التي تحكمها عواطفها في كثيرٍ من ردّات الفعل التي نشاهدها، فالحقيقة وباختصار تقول: إن في النصر مدرباً لا يستطيع أن يقدم شيئاً للفريق في ظلّ وجود كوكبةٍ كبيرةٍ من النجوم، من هنا مربط الفرس، وأي حديثٍ آخر لا معنى له. أما الهلال الذي اعتاد على الخروج من آسيا، فمازال مسيّروه يحاولون ويواصلون الزحف نحو البطولة الأغلى في هذه الفترة، ففي كل مرةٍ يخرج الفريق تكون الأسباب مختلفةً، رغم أن التقييم الحقيقي لهذه البطولة يبدأ من بداية إقرار هذه البطولة بطريقتها الجديدة، وتكون الدراسة وفق إحصائياتٍ معينةٍ، تستند على معالجة الأخطاء الفنية والنفسية والمعنوية، لا ينقص الهلال كفريقٍ أي شيء، فهو على المستوى المحلي يظهر ويقدم نتائج جيدةً مقرونةً بالبطولات، فوضع آسيا في إطارٍ خاصٍّ بها يُصعّب على الهلاليين التعامل معها والفوز بها. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 17 أكتوبر 2015

فوضى العمل في غياب التخصص

أخطر شيء يواجه أي عملٍ في الحياة يُراد من خلاله تحقيق أهدافٍ معينةٍ وفق توجّهٍ معينٍ هو غياب التخصص، إذ لا يمكن أن تحقق أي منظومةٍ أهدافها وهي لا تؤمن بمبدأ التخصص، بهذا يكون العمل معرضاً لمخاطر كبيرة، قد تجعل من فرص نجاحه ضعيفةً، وقد يسقط في نهاية الأمر؛ لذا كان من المهم أن تقدم الأندية في قطاع الرياضة والشباب نفسها بهذا المفهوم حتى لا تقع في إشكاليات كبيرة تكلفها خسائر بمختلف أنواعها. في كرة القدم على مستوى التنظيم واللوائح والأنظمة نجد أن الأندية السعودية تعاني بشكلٍ كبيرٍ، حتى على مستوى اتحاد الكرة، فغياب الكوادر المتخصصة الفاهمة والمدركة لتفاصيل الأنظمة والقوانين واللوائح الصادرة من جهات تنظيمه مسؤولةٌ عن الاتحادات أو الأندية يجعل تلك الأندية والاتحادات تقع في مشاكل كبيرة، قد تصل إلى مراحل أكثر خطورة من ناحية العقوبات، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومن الممكن أن نتخيّر في الكرة السعودية بالذات ولا نتحير-إن صحّ التعبير-، لنبدأ بالأندية ونختار النادي الأهلي، بالرغم أن عند كل نادٍ مشكلة من نفس النوع أو في جزئية مشابهة لهذه القضية، فالنادي الأهلي ألزمته غرفة فضّ المنازعات بفسخ عقد "معتز الموسى"، وأجبرت إدارته تسليمه حقوقه المالية كاملة، والتي بلغت خمس مليون ريال،والسبب أن اللاعب لم يشارك في أي مباراة طوال الموسم، وهذا مخالف للائحة التي تنصّ على وجوب مشاركة اللاعب المحترف على الأقل في 10% من مباريات فريقه خلال الموسم، وهذا ما لم تنتبه له إدارة نادي الأهلي، وهو خطأٌ إداريٌّ واضحٌ، بسبب غياب مسؤول الاحتراف المتخصص الذي يفهم في اللوائح والأنظمة. مثال ثانٍ وأريد أن أشير إلى أن الأمثلة التي أسوقها في هذا الشأن تخصّ أنديةً كبيرةً لها باعٌ طويلٌ في هذا المجال،وتاريخٌ كبيرٌ، وهي من أهم الأندية في السعودية، المهم نعود للمثال الثاني: فقد قررت غرفة فضّ المنازعات ضدّ إدارة الهلال وإلزامها تسليم إدارة التعاون القيمة المتبقية من مستحقات اللاعب الثنيان، ولا تحتاج إدارة الهلال إلى أن تستأنف لو وجد مسؤول احتراف يفهم الأنظمة والقوانين في هذا الجانب ومطلع عليها، وكان بإمكان إدارة الهلال توفير الوقت والمال، فالقضية حقوقيةٌ واضحةٌ لا تحتاج إلى استئناف..! أما على مستوى الاتحاد السعودي فحدّث ولا حرج، فالقضايا كثيرةٌ، والسبب واحدٌ، هو جهل المسؤولين في اتحاد الكرة بالأنظمة والقوانين، وهذا نتاج غياب المتخصص المهتم بنوعية العمل ودقته، والقادر على اتخاذ القرارات السليمة التي تحمي اتحاد الكرة أو أي اتحاد من الوقوع في شِراك التجاوزات القانونية أو تجاوزات أُخرى من أي نوع تُضعف من موقفه، ولعل قضية سعيد المولد دليلٌ واضحٌ على وجود التخبّط في الجانب القانوني لدى بعض لجان اتحاد الكرة . الحقيقة المهمة والتي تؤلم كل رياضيٍّ أن الأخطاء التي تحدث لا تدل على أن منظومة العمل في الرياضة السعودية تسير بشكل سليم،رغم أن الحلول واضحةٌ، ويمكن تلافي الكثير من المشاكل متى ما أوجدنا الكوادر المتخصصة التي تساعد على إخراج العمل بشكلٍ جيدٍ ومنظمٍ..! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

الأندية لا تفكر في منتخبنا ..!!

بعد إعلان تشكيلة المنتخب السعودي كان واضحاً جلياً وجود ضعفٍ في الشقّ الهجومي، بدليل أن ثلاثة عناصر لا يلعبون كأساسيين في أنديتهم، وبالطبع الطرح السائد عن هذا الأمر، أن السبب الحقيقي في قلّة المهاجمين السعوديين يكمن في وجود العنصر الأجنبي..! ربما يكون هذا الأمر صحيحاً، لكن ليس كل المشكلة، فالأندية المحترفة اليوم لا تبحث عن فائدة أحدٍ خارج محيط فائدتها؛ لذلك كل نادٍ يبحث عن مصلحته، وهذا أمرٌ مشروعٌ للجميع ولا ضير فيه، لكن مع استمرار هذه المشكلة يمكن البحث في حلولٍ أكثر جدوى في المستقبل، على أن يشترك في هذه الحلول أكثر من طرفٍ، بدايةً بالأندية -دون الإضرار بها- ثم اتحاد الكرة، وخصوصاً المعنيين بالفئات السنية في اتحاد الكرة، لكن كيف؟؟ إن الفئات السنيّة في الأندية سواء المحترفة أو غير المحترفة في الدرجات المختلفة في مناطق المملكة ومحافظاتها تزخر بالمواهب، وهذه المواهب لا تجد الفرصة الكافية، وكيف تجد الفرصة الكافية وهي لا تصل إلى الأندية التي يقتصر عليها الاختيار، والتي تشارك في دوري المحترفين؛ لذلك فالموهوب في هذه اللعبة قد يظهر ويختفي دون أن تستفيد منه الكرة السعودية، وهذه حقيقةٌ موجودةٌ ويلمسها بعض الفنيين..! لذلك من الطبيعي والمهم أن يكون هناك مَن يملك القدرة على تطوير هذا الجانب في اتحاد الكرة، ويكون معنياً بالبحث عن تلك المواهب ومراقبتها والاهتمام بهم، حتى يمكن الاستفادة منهم في المستقبل. ولن تجد اليوم نادياً واحداً ينافس في دوري محترفين ومسابقات محترفة يضحّي من أجل أن يتطور المنتخب السعودي ويفوز، فهذا زمن الاحتراف ولم يعد للهواية مكانٌ، أو حتى الانطباع الذي كان يسود في فترةٍ من الفترات عن روح المواطنة، وتفضيل مصلحة المنتخب على الأندية لم يعد له وجود..!! بدليل أن المنتخب السعودي لو يحتاج لأيّ مدربٍ من مدربي الدوري السعودي للمحترفين سترتفع الأصوات، لماذا مدربنا بالذات!؟ هذه مؤامرة، ولن نسكت، وسنذهب لأعلى مستوى من التصعيد؛ لذلك يجب أن يعتمد الاتحاد السعودي لكرة القدم على نفسه في صناعة النجوم، ويرتكز في هذه الجزئية على الفئات السنية، وأندية الظل، حتى يستطيع أن يخوض منافساته القارية والإقليمية والعالمية وهو في غاية الجاهزية، ولعلّ في تاريخ الكرة السعودية نجوماً اختيروا من أنديةٍ لا يمكن أن تقارن كإمكانيات بغيرها من الأندية الأخرى، وكانوا من خيرة المواهب التي قدمت للكرة السعودية إنجازاتٍ كبيرةً، على سبيل المثال: شايع النفيسة من الكوكب، وحمزة إدريس ضُمّ للمنتخب وهو مازال في نادي أحد، وكذلك محمد الدعيع اختير للمنتخب وهو مازال لاعباً في الطائي، ومجموعة أخرى يصعب حصرها الآن!! ما أريد الوصول إليه هو أن الحلول كثيرةٌ وكبيرةٌ، تحتاج إلى عملٍ من اتحاد الكرة، الذي يجب أن يفهّم القائمين عليه أن الوضع الآن مختلفٌ عن السابق، ويجب أن يبحثوا عن مصلحتهم المرتبطة بمصلحة الوطن في هذا المجال، ويتحركوا في اتجاهاتٍ مختلفةٍ لحلّ كل القصور الفني الذي من الممكن أن يضرّ بمصلحة المنتخب السعودي مستقبلاً، لا يهم الوقت بقدر ما يهم أن تكون النتائج جيدة ومفيدة. في عصر الاحتراف المنتخبات الوطنية ليست من ضمن اهتمامات الأندية، فابحثوا عن مصالح منتخباتنا الوطنية في اتجاهٍ آخر!.. ودمتم بخير... وكل عام وأنتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 19 سبتمبر 2015

عقوبة بطعم المكافأة..!

حتى تحفظ قيمة أي شيءٍ يعني لك في الحياة يجب أن تهتمّ به، والاهتمام هنا يتطلّب عدة أشياء، من ضمنها توفير الحماية لهذا الشيء، والحماية هنا قد تكون حسيةً، وقد تكون معنويةً؛ أي أن احتفاظنا بقيمة الشيء يدل على مكانته في نفوسنا، ولو حاول أي شخصٍ التهاون أو التقليل من مكانة هذا الشيء يجب التدخل لإيقافه، وفق ما تسنّه الأنظمة والقوانين، وبهذه الصورة نحفظ هيبة هذا الشيء وقيمته. وفي تصوري لا يوجد شيءٌ في هذه الحياة أهمّ من الوطن؛ حتى نهتم فيه ونوفر له الحماية الكافية في كل جوانب الحياة، وبما أن الأمر هنا يخصّ الرياضة، فيجب أن يكون الحديث له مناسبةٌ تدخلنا في صلب الموضوع لمناقشة تفاصيله، ففي رياضتنا لا يوجد أهم من رياضة الوطن، والتي تقتصر على التمثيل الخارجي في كل المحافل الدولية والقارية والإقليمية، بمعنى أن أيّ لاعبٍ يُختار في أي لعبةٍ ليمثل الوطن فهو يُعتبر في مهمةٍ وطنيةٍ لخدمة وطنه؛ لذا من المهم أن يظهر بالمظهر المشرّف الذي يرفع من سمعة الوطن، ويحقق ما يستطيع من إنجازاتٍ تفيد الوطن، والمهم عادةً في التمثيل الخارجي وقبل تحقيق أي منجزٍ هو الشكل العام للمواطن السعودي، فهذا اللاعب يمثل نموذجاً حياً للشعب السعودي خارجياً، وأي تصرّف منه سواء كان إيجابياً أو سلبياً يعطي انطباعاً مبدئياً عن بقية الشعب؛ لذا كل لاعبٍ يمثل منتخباتنا في كافة الأنشطة الرياضية خارجياً يجب أن يقدم نفسه بالشكل الذي يليق بالمملكة العربية السعودية. أما في حالة التجاوز فيجب أن يكون هناك قانونٌ ومسؤولٌ يقوم بتطبيق هذا القانون، والهدف منه حماية سمعة هذا الوطن، ولعل حادثة ثلاثي المنتخب الذي صدرت في حقه عقوبةٌ مخجلةٌ من اتحاد الكرة خير مثالٍ يمكن أن يوضح تفاصيل الفكرة من هذا المقال؛ أي أن ما قام به لاعبو المنتخب من سوء تصرّفٍ أثناء معسكرهم مع المنتخب السعودي في ماليزيا كان يحتاج عقوبةً صارمةً، فهنا المقصد من الحماية المعنوية التي أشرت إليها في بداية مقالي. إن اتحاد الكرة هو مَن أضعف من قيمة المنتخب السعودي ومكانته، عندما أصدر هذه العقوبة البسيطة، والتي ربما يعتبرها الثلاثي المعاقب مكافأةً له بعد إراحته من الانضمام إلى المنتخب السعودي، وبالتأكيد لن يكون تأثيرها كبيراً عليهم لأسباب كثيرة، أهمها الراحة، وأسباب أخرى لها علاقة بالأندية وبالنواحي المادية والاحترافية؛ لهذا كان الهجوم على اتحاد الكرة من أغلب النقاد الرياضيين مبرراً، فاتحاد الكرة لم يقدم الحماية الكافية التي تحفظ أهمية المنتخب السعودي، وربما لن يتردد أي لاعبٍ لا يريد البقاء في المنتخب من عمل نفس التصرّف الذي صدر من الثلاثي الذي تمّت معاقبته بعقوبةٍ، أقلّ ما يقال عنها تهريجٌ واستخفافٌ بقيمة المنتخب السعودي..!! كان من الواجب أن يتناسب العقاب مع أهمية المنتخب السعودي وحجمه، ولا أظن أن الأمر سيتوقف عند هذا الحدّ، فلو ثُبتت هذه العقوبة في لوائح إدارة المنتخب السعودي لكرة القدم فإن الأمر سيتكرر، عندها لن يستطيع أحد أن يطالب بعقوباتٍ أكبر، ولو صدرت عقوبات أكبر لن يستطيع أحدٌ إقناع المشجع السعودي أنّ ما حدث ليس فيه ظلم طالما العقوبات قد تباينت..! لهذا فالقوانين المرتبطة بالعقوبات التي تحمي قيمة الأشياء يمكن تعديلها حتى تتوافق مع قيمة الأشياء الثمينة والغالية، ولا أظن أنه يوجد ما هو أهم وأثمن من الوطن وسمعته..!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

في النصر .. للمجد بقية

دائماً في أي عملٍ في الحياة لا تقع المسؤولية العظمى عند الإخفاق إلا على قائد المنظومة، هو وحده مَن يجب أن يتحمّل كل شيءٍ، فكما ينال من المديح والإطراء عند النجاح، سيواجه النقد والغضب من قبل المنتمين لهذا العمل والمستفيدين منه بنفس الدرجة، ولربّما كان بدرجةٍ أعلى، لهذا كان من المهم أن يتوفر في شخصية كل قائدٍ ارتضى لنفسه أن يخوض غمار هذا المعترك بكل ظروفه وتبعاته أن يتحلّى بالصبر والحكمة إذا لم يحالفه التوفيق. وعادة لا يكون الابتعاد حلاً، خصوصاً إذا سبق الإخفاق نجاحٌ منقطع النظير؛ لذا فالباحثين عن النجاح تفرض عليهم شخصياتهم أن يبقوا في المشهد حتى لا يكون آخر انطباعٍ قبل مغادرة موقع المسؤولية سلبياً. إن تفاصيل ما يحدث في نادي النصر اليوم مع رئيسه قريبةٌ من هذه المقدمة، إن لم تكن مشابهةً لها، فرئيس النصر قضى فترةً زمنيةً لا بأس بها في رئاسة النصر، بدأ مع النصر بسلسلة من الإخفاقات، وحينها ظهر مَن يطالبه بالرحيل، إلا أن الرجل شعر أن لديه ما يقدمه للنصر، وأن التركة ضخمةٌ، وتحتاج صبراً وحكمةً وتفكيراً، توقّف قليلاً وأعاد صياغة المشهد بشكلٍ مختلفٍ، بعد أن وفّر كل أدواته التي ستساعده على بلوغ هدفه ومراده، وفعلاً اختلف النصر، ليس الاختلاف في نوعية العمل فقط، بل كان مقروناً بالنتائج، فالنصر حقق في موسمين أهم بطولتين في كل العالم، وهي بطولة الدوري، ومعها كأس ولي العهد التي غابت 30 عاماً عن النصر. اليوم ومع بداية الموسم الجديد كلّ الرياضيين والمشجعين كانوا ينتظرون النصر البطل، ولأنه البطل كانت العيون لا تراقب غيره، وهي تتساءل: تُرى كيف سيبدو شكل البطل هذا الموسم..؟ فمن الطبيعي أن تكون ردة الفعل قويةً إذا حضر البطل بشكلٍ باهتٍ، أو لم يقدم نفسه بالشكل المطلوب الذي يليق به كبطل.!! فمحبوه سيعلو صوتهم غضباً لأن فريقهم يهمهم، ومنافسوه سيضعونه تحت الضغط حتى يرفعوا من حالة التوتر ليفقد اتزانه ويبقى في دائرة الإخفاقات، في هذه اللعبة بالذات يجوز استخدام كل الأسلحة التي تضعف من المنافس وتفقده قوته، فكانت أول خطوةٍ لإضعاف النصر محاولة التأثير على رئيسه حتى يعلن استقالته ويبتعد، ومَن يفهم شخصية رئيس النصر لا يمكن أن يراهن على هذا الأمر كثيراً، فرئيس النصر ليس ممن يقبل أن يغادر المشهد وهو مهزومٌ؛ لهذا ظهر ووعد بتلافي الأخطاء، وعودة النصر من جديد إلى طريق الانتصارات، ولأنه أسس لعملٍ ناجحٍ مسبقاً، فمن الطبيعي أن يثق جمهور النصر في كل وعوده، أما مَن يركزون على أن النصر في طريقه للهاوية، وأنه لن يقدم شيئاً في هذا الموسم، فلا أظن أن مصلحة النصر تعني لهم شيئاً..!! لقد حصل في النصر هذا الموسم أخطاء مؤثرة لا أحد ينكر ذلك، حتى رئيس النادي يعترف بذلك، لكنها أخطاءٌ يسهل تداركها، خصوصاً أن الدوري سيمر بمرحلة توقفٍ كبيرةٍ يمكن من خلالها فعل كل شيءٍ. ففي كثير من الأحيان قد يؤثر الغضب على العمل، ويكون سبباً مباشراً في توالي الإخفاقات؛ لهذا على جمهور النصر أن يقف مع الفريق ويدعمه حتى يتجاوز المرحلة بنجاح. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي zaidi161@

الجمعة، 28 أغسطس 2015

وأخيراً وجدنا مدرباً لمنتخبنا..!!

ربما يكون خبر التوقيع مع مدربٍ للمنتخب السعودي الأول من الأخبار المهمة في هذا الأسبوع، إذا لم يكن هو الأهم على الإطلاق، وهذا لأسبابٍ كثيرةٍ، ليس لأن موضوع اختيار مدرب والاتفاق معه أمرٌ شائكٌ وصعبٌ (لا)؛ بل لأن الأمر استغرق وقتاً طويلاً جداً حتى تم اختيار المدرب الهولندي "بيرت"، مما وضع اتحاد الكرة طوال الفترة الماضية تحت الضغط الإعلامي والجماهيري، واتحاد الكرة دائماً ما كان يلتزم الصمت حيال هذا الموضوع، ولا يوضح أي شيء عن هذا الأمر، ولم يفهم المتابع الرياضي السعودي ما السرّ في بقاء المنتخب السعودي طوال الفترة الماضية بدون مدرب. إن الحديث في هذا السياق في ظل غياب المعلومة الصحيحة يدخل في مسار التفسيرات والاستنتاجات، ويحق لأي شخصٍ أن يقول ما يشاء في هذا الخصوص، بل يحق لهم أن يصِلوا في تأويلاتهم إلى أبعد نقطة، والحقيقة هي أن أي تفسيرٍ مهما بلغت قسوته سيكون قريباً للواقع، فالاتحاد السعودي بكل إمكانياته يفشل منذ رحيل الهولندي "ريكارد" في إيجاد مدربٍ يقود المنتخب السعودي وتلك فعلاً مشكلة. لكن لماذا مشكلة!؟ لأن أنديتنا تُحضّر في الموسم الواحد أكثر من مدربٍ وبعضهم يكونون عالميين لهم اسمهم في عالم التدريب، واتحاد الكرة يفشل في مهمةٍ كهذه!!. "ما علينا"... المهم أن اتحاد الكرة بعد كل هذا الوقت والانتظار أحضر مدرباً أوروبياً، ومن هولندا تحديداً، رغم أن المدرسة التدريبية المناسبة للاعب السعودي ليست في أوروبا، بل في أمريكا اللاتينية، نظراً لتفوق اللاعب السعودي في الجانب المهاري، والمدرب الأوروبي لا يهتم كثيراً لهذه النقطة، كما يفعل المدربون البرازيليون والأرجنتينيون، لكن الأمر قد حُسم رغم قناعتي المطلقة برأي الأسطورة "ماجد عبد الله" حول نوعية المدرسة المطلوبة لتدريب المنتخب السعودي، المهم في الأمر الآن أن نضع كل الأخطاء التي حدثت في عقد المدرب السابق "ريكارد" في الحسبان، وأن لا يتكرر ما حدث مع المدرب الجديد، خصوصاً وأن المدربين من نفس البلد، وهذا يعني أنه من الممكن أنه يحمل نفس الأفكار، خصوصاً على الصعيد الشخصي، بمعنى أن لا يشترط السكن مثلاً في البحرين، أو يعطي لنفسه فرصة اختيار البطولات التي يريد أن يشرف عليها، والأهم من هذا كله أن لا يرى نفسه أعلى من كرتنا ويتصرف كيفما يشاء، ويجب أن توضع كل النقاط أمامه، وأن يوقّع على كل التفاصيل الخاصة بتدريب المنتخب مهما كانت صغيرةً؛ حتى لا نقع في نفس الغلطة السابقة، ويتكبّد اتحاد الكرة خسائر جديدة، والتي ما زال يعاني من جراءِ عقده مع "ريكارد". إن المدرب الهولندي الجديد "بيرت" مدربٌ جيدٌ وصاحب سجلٍّ تدريبيٍّ جيدٍ، متى ما كانت الأمور واضحةً أمامه، وأعتقد أنه سيقدم عملاً يتفوق فيه على ابن جلدته "ريكارد" في القادم من الأيام، فإعطاء المدرب الحرية المطلقة في إعداد برنامج واضح يشرف عليه هو بنفسه بعيد عن تكليف مساعديه سيمنح له الفرصة في ترك بصمته على مسيرة الأخضر السعودي. أخضرنا عانى كثيراً وآن الأوان لأن يستعيد عافيته، وهذا لن يحدث إلا بالاهتمام والمتابعة مع المدرب الجديد ومشاركته في كل التفاصيل التي تهمّ أخضرنا. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 22 أغسطس 2015

متعة الموسم بحضور الكبار..!

بعد جولةٍ بسيطةٍ على بعض المواقع الرياضية، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي، تشعر أن جماهير الكرة السعودية وكعادتها في كل موسم تنتظر بداية الموسم بفارغ الصبر، فهناك مَن ينتظر أن يكون لفريقه كلمة في هذا الموسم، ويقدم نفسه كفريقٍ بطلٍ منذ البداية، خصوصاً بعض الأندية الكبيرة التي لم تكن حاضرةً في الموسم المنصرم بالشكل المطلوب على كافة المستويات؛ لأن النتائج كانت ضعيفة، والمستوى الفني لم يكن مقنعاً، ناهيك عن بعض التخبّطات الإدارية التي ساهمت بشكلٍ أو بآخر في تدني وضع الفريق. فهذا الموسم الذي انطلق للتوِّ بمباراة السوبر ترك انطباعاً عاماً لدى الجمهور الرياضي في السعودية بشكلٍ عامٍّ، بأنه موسمٌ قويٌّ منذ البداية، كيف لا..!؟ وقد كانت البداية بلقاءٍ كبيرٍ بين قطبي العاصمة النصر والهلال، فالبداية القوية تعطي انطباعاً بقوة المنافسة في بطولة الدوري على وجه الخصوص وبقية البطولات الأخرى، فالجماهير تنظر لحظوظ أنديتها بناءً على معطياتٍ معينةٍ، يتقدمها قوة الإعداد، والتجهيز لموسمٍ طويلٍ مليءٍ بالمفاجآت، فالأندية التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ كبيرةٍ تنتظر جماهيرها ركلة البداية حتى تشاهد فرقها، ونتائج تلك المعسكرات الطويلة على أرض الواقع. فالصخب الجماهيري اليوم أصبح مختلفاً عن المواسم السابقة لعوامل مختلفة، أهمها أن أطراف التنافس على حصد البطولات ولأول مرة منذ سنواتٍ طويلةٍ زاد عددهم، فاليوم لا يمكن أن نحصر المنافسة بين ناديين فقط، كما كان يحدث في السنوات العشر الماضية، اليوم اتسعت رقعت المنافسة، فالأندية الجماهيرية الكبيرة في الدوري السعودي أصبحت جاهزةً من كل النواحي، ولدى كل فريقٍ مقومات البطل، وفق استعدادٍ عالي المستوى، فالاتحاد هذا الموسم لن يكون هو نفسه اتحاد الموسم الماضي، والتغييرات التي طالت الفريق ستجعل منه ندّاً قوياً، وسيكون منافساً شرساً على كل البطولات، وكذلك الأهلي الذي قدّم الموسم الماضي موسماً قوياً، ولديه عناصر مميزة على المستوى المحلي والأجنبي، بجانب ثبات الفريق على الجهاز الفني الذي يُشرف على الفريق، والذي سيعطي الفريق مزيداً من الاستقرار والتجانس. أما الهلال الذي بدأ الموسم ببطولة، فقد أعدّ العدّة بشكلٍ مختلفٍ؛ لأنه يحمل أحلام جمهوره في تحقيق بطولة آسيا التي طال أمدها، وأصبحت عقدةً للفريق مع الاهتمام ببطولة الدوري؛ لذلك كان إعداد الفريق يخضع لمجموعة أولوياتٍ تحتاج فكراً وقوةً في الإعداد، ولعلّ البداية في كأس السوبّر تعطي انطباعاً وهو أن الهلال سيكون هذا الموسم في أفضل حالاته، أما بطل الدوري لموسمين متتاليين النصر، فيبدو هو الأقل حظوظاً، ولو بنسبةٍ بسيطةٍ عن البقية السابقين؛ لأن فترة إعداده لم تكن بالشكل المطلوب، وخططه لموسمٍ طويلٍ لم تكن في الإطار المأمول، لكن هذا لا يلغي أن الفريق قادرٌ على المنافسة لما يملك من عناصر محلية قوية تصنع الفارق في ظلّ الاستقرار الفني والإداري للفريق. لهذا أنا على ثقةٍ أن الجمهور السعودي موعودٌ هذا الموسم بمنافسةٍ كبيرةٍ وقويةٍ، يتحكم في أطرافها الأربعة الكبار في الدوري السعودي النصر- والهلال- والاتحاد- والأهلي... فانتظروا المتعة. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الأحد، 16 أغسطس 2015

السوبر يكشف حال النصر

في كرة القدم الخسارة واردة، وقد تحضر في ظروف مختلفة، لا يمكن لأي إنسان أن يجزم بفوز فريقه إذا ما قابل فريقاً يوازيه في القوة من جميع النواحي، لكن تبقى الخسارة موجعةً لأنصار الخاسر، فالفوز طقوسه مختلفة عن الخسارة، والفائز لا يمكن أن يحقق الفوز إلا إذا قدّم عملاً جيداً ومنظماً، والخاسر يخسر؛ لأنه لم يقدم عملاً يوازي عمل الفائز، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ، حيث تتجلى هذه الصورة في نهائي السوبر بشكل واضح، فمَن تابع المباراة يلاحظ فرقاً في الأداء بين الهلال ومنافسه النصر، فالهلال استحوذ تماماً على كل المباراة، وكان بالإمكان أن يظفر بنتيجة كبيرة في المباراة لولا سوء الطالع الذي لازم الفريق أثناء مجرى المباراة، وهذا نتيجة عملٍ واستعدادٍ مبكرٍ واختيارٍ جيدٍ وحرصٍ من قبل مسيري الفريق على أن تكون بداية الموسم بلقب جديد، كل تلك العوامل ساعدت الهلال على الظهور بالشكل المميز، بقليل من التفصيل في العمل الهلالي، فالفريق آثر الصمت ومضى يعمل في صمت، فاختار أجانبه وفق ما يحتاجه الفريق، وأبقى على مدربه ليكمل عملاً بدأه في الموسم الماضي، ورتّب أوراقه بالشكل الصحيح، ويبدو أنه وضع خططه لموسم طويل، وأعدّ نجوم فريقه من كل الجوانب إعداداً جيداً، فظهر الهلال في أول مباراة بشكل جميل، رغم أن البدايات في كرة القدم لا تكون مميزة؛ لأن أي فريق يحتاج إلى وقت حتى يظهر بالأداء المقنع. أما منافسه التقليدي النصر فقد ظهر في مباراة السوبر وهو مدجّجٌ بالتوقعات والتكهنات، على أنه الأقرب لكأس السوبر، فحالة الاستقرار الفني والعناصري التي يعيشها الفريق تجعل حظوظه أكثر من الهلال، فالوضع الفني لنجومه المحليين يميزه كفريق عن غيره من الأندية، لكن المتابع لفترة إعداد الفريق لا يمكن أن يمنح النصر تلك التوقعات بالفوز، فالفريق بدأ فترة الإعداد متأخراً جداً، ولم تكن هناك جدية في تنفيذ برنامج الإعداد، كما كان يظهر على بعض اللاعبين أثناء حصص التدريب، فقد لمس المشجع النصراوي كمية الضحك والتهاون التي كانت تأتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من معسكر الفريق، وكأن الجميع ذهب للنزهة فقط. فالجدية في أداء العمل مطلبٌ مهمٌّ، والحماس للعمل جزءٌ من نجاحه، والرغبة في تقديم الإنجازات فكر احترافي يجب أن يحضر في كرة القدم. إن خسارة النصر في السوبر يشترك فيها فريق عمل بأكمله دون استثناء من الرئيس إلى اللاعب والإداريين، وهذه حقيقة الموقف الآن ..!! فمن يريد أن يحافظ على مكتسباته يجب أن يتواصل عمله، فإدارة النصر بقيادة فيصل بن تركي من أهم عيوبها: فشلها المستمر في اختيار العنصر الأجنبي ..!! ولا أحد يفهم لماذا يتكرر الخطأ في هذه الجزئية تحديداً، إلى أن أصبح البعض يضع فرضيات معينة تنحصر حول المفاوض النصراوي الضعيف، وبعض السماسرة الفاشلين..!! وأجانب النصر لا يمكن أن يضيفوا للنصر هذا الموسم أي شيء باستثناء أدريان الذي كان غائباً في السوبر تماماً، أما البقية وجودهم قد يعيق تفوق العنصر المحلي في الفريق، فمحمد حسين مدافع النصر صرَّح في الموسم الماضي أنه قدّم كل شيء، ولم يعد لديه شيء يقدمه للنصر أو لمنتخب بلاده، إذاً ما الحكمة من التجديد معه!؟ وكذلك فابيان الذي ذهب من السعودية بعد نهاية الموسم وهو لا يعلم عن مصيره شيئاً، ولو كان لاعباً مؤثراً لما انتظر النصر طوال فترة الصيف حتى يحدد موقفه منه..!! والخطأ الأكبر الذي وقعت فيه إدارة النصر هو التوقيع مع الأجنبي الرابع مورا بعقدٍ مبدئيٍّ، والسماح له باللعب مع فريقه الذي كان من المفترض أنه باع عقده، ليأتي في نهاية الأمر ويعلن عدم رغبته بالانتقال إلى النصر، وكأنه وضع النصر "كاستاند باي" إن حقق فريقه الأساسي ما يتمنى ويرجو ترك النصر، وإن لم يحقق أتمّ عملية الانتقال إلى النصر ..!! "الحقيقة المهمة" تقول: إن موسم النصر سيكون صعباً جداً، وبهذه الوضعية سيعاني النصر كثيراً، خصوصا أن الآمال معقودة على النسخة القادمة من بطولة آسيا؛ لهذا من المهم أن تكون خسارة السوبر جرس إنذار مبكر يتلافى فيه مسيرو الفريق كل الأخطاء في الفترة القصيرة القادمة. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الخميس، 6 أغسطس 2015

أنديتنا تتنفس ..

لو سألنا أي رئيس ناد عن المعضلات التي يواجهها في فترة رئاسته ستكون الإجابة وبدون تردد المال بكل تفاصيله، إذ لا يوجد نادٍ في السعودية في التصنيف الممتاز لا يعاني من الديون والالتزامات المالية المتراكمة منذ سنوات، وربما يتعاقب على تلك الالتزامات مجموعة رؤساء دون أن تنتهي بل تتضاعف، ولا خلاص من حلّها إلا بقرارات قوية تعيد للأندية الملاءة المالية لها، وهذه القرارات تحتاج إلى حزم دون تساهل أو تأجيل، فوضع الأندية اليوم يعطي مؤشرات خطيرة جداً، وربما البعض يحتاج إلى تدخل عاجل من قبل الرئاسة العامة لحل تلك المشكلات، كما حدث مع بعض الأندية في السنوات القليلة الماضية، وذلك من خلال عمل موازنة مالية بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ حتى تستطيع تلك الأندية من تجاوز مشاكلها المالية، أو على أقل تقدير تقليصها حتى تنتهي وفق جدول زمني محدد. اليوم رعاية الشباب تتدخل بقرار مهم يساعد الأندية على ترتيب أوضاعها المالية، خصوصاً إذا ما عرفنا أن النسبة الأكبر من تلك الديون تتحملها لعبة كرة القدم في الأندية، إذ أن مصاريف الاحتراف والتعاقدات أصبحت باهظةً جداً، والأندية التي تريد أن تنافس على البطولات لن تنظر لهذا الأمر، وستذهب في تعاقداتها إلى البحث عن الأسماء المميزة والكبيرة التي تصل أسعار عقودهم إلى أرقام كبيرة يتضرر بسببها النادي في المستقبل..!!؛ لهذا كان على رعاية الشباب أن تخطو خطوة مهمة في هذا الجانب، حتى تحافظ على الوضع المالي العام للأندية، ومن خلال هذه القرارات التي بالتأكيد ستصبّ في مصلحة الأندية، حيث سيكون توزيع الموارد المالية بالشكل الصحيح أو القريب من الصحيح، فالنادي الذي يسير وفق ميزانيةٍ معينةٍ لا يتجاوزها بأي شكلٍ من الأشكال، وإن تجاوزها يكون التجاوز في نطاقٍ ضيقٍ لا يؤثر على الموازنة العامة للنادي سيضمن في فترةٍ وجيزةٍ أن المعوقات المالية التي كانت سبباً مباشراً في معاناة الأندية على كافة الاتجاهات ستنتهي، والتي كان من ضمنها العزوف الواضح عن كرسي رئاسة الأندية، والذي بسببه توقف ظهور الكوادر الإدارية الجديدة والمميزة والقادرة بفكرها على عمل نقلةٍ نوعيةٍ في إدارة الأندية بشكل يجعلها تؤدي دورها في المجتمع بشكل جيد وملموس، فما يحدث اليوم بالنسبة لكرسي رئاسة الأندية لا يفيد أنديتنا، ولن يقدم لها أي تطور أو تقدم، فالوجوه تتكرر، والسبب أن الأندية مديونة؛ لذلك أصبحت أنديتنا حكراً على عقول إدارية معينة، تنتهي فترتهم ويعودوا مرة أخرى في فترة رئاسة جديدة؛ بسبب أنهم شخصيات تحظى بنفوذ اجتماعي معين أو مدعومة بسيولة مالية جيدة، تسمح لهم بالسيطرة على المشهد العام في النادي، مدعومين بحب أنصار النادي لهم ورغبتهم بوجوده؛ لهذا على رعاية الشباب واتحاد الكرة وضع آلية واضحة لصياغة تلك القرارات وتنفيذها بشكل صحيح وعاجل، تتسم بالعدل بين كل الأندية بعيداً عن الأهواء والميول وتكون الأندية في معيارٍ واحدٍ. ففي سرعة تفعيل تلك القرارات وتنفيذها نجاة للأندية من الكارثة المالية، فالوضع اليوم يوحي أن أنديتنا على حافة الكارثة المالية. كنّا وما زلنا نطالب بتغييرات مهمة وجذرية ترتبط بعمل الأندية وأسلوب إدارتها بشكل مختلف يتوافق مع كثير من الدول المتقدمة في هذا المجال، لكن مع الآسف لا نشاهد شيئاً، فالمشاريع التي تساهم في رفع مستوى أنديتنا تحضّر كأفكار، لكنها لا تنفذ على أرض الواقع، وإن أقرّت تحتاج وقتاً طويلاً لتنفيذها..!! على سبيل المثال مشروع خصخصة الأندية أخذ فترة طويلة تحت الدراسة، وإلى اليوم لا أحد يعلم مصير هذا المشروع إلى أين..!؟ الذي لو أقرّ سيحقق نقلةً كبيرةً على مستوى الرياضة السعودية. الأفكار وحدها لا تغير شيئاً إذا لم تقترن بالتنفيذ والعمل الجاد. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 1 أغسطس 2015

المشجع السعودي في لندن !

إن نجاح أي فكرةٍ تنظيميةٍ جديدةٍ في مسابقات كرة القدم مرتبطٌ بعدة عوامل، وقبل هذه العوامل يجب أن تكون هناك أهداف واضحة، يسعى اتحاد الكرة إلى تحقيقها من خلال هذه الفكرة؛ حتى لا تعتبر فكرة عشوائية تدخل ضمن إطار المفهوم الدارج عند العامة "إن نجحت أو لن نخسر شيئاً"، بهذا نكون أسسنا لعملٍ جيدٍ وفق متطلباتٍ معينةٍ، ننشد من خلالها التغيير في بعض الأفكار من خلال رسم واقعٍ جديدٍ، قد يكون مفيداً مع مرور الوقت . بعد قرار اتحاد الكرة بنقل مباراة السوبر بين النصر والهلال في لندن جاء التوضيح من قبل اتحاد الكرة مفاده: أن العوائد المالية للفريقين مجزية، وهي خطوةٌ استثماريةٌ محفزةٌ لبقية الأندية، وسترفع من وتيرة المنافسة بين الأندية السعودية في المواسم القادمة؛ لأن العائد المالي جيدٌ، وكل إدارات الأندية ستسعى جاهدة لأن تكون حاضرةً في السوبر في السنوات القادمة، خصوصاً إذا ما نجحت فكرة إقامة بطولة السوبر خارج السعودية، وهذا التبرير منطقيٌّ ومقبولٌ بشكله الجوهري، متى ما كانت الأرقام المالية مرتفعة، وستصبّ في خزانة الناديين، ولن يعترض أي منتمٍ لهذين الناديين على نقل المباراة، خصوصاً وأن توقيت إقامة المباراة قد لا يتناسب مع طقس الرياض . وربما ما يزعج في بيان اتحاد الكرة حرصهم على تدعيم موقفهم بكمية الاعتبارات حتى يكسبوا التأييد الكامل، وهم بالتبرير الخاص في النواحي الاقتصادية والاستثمارية متى ما كان صحيحاً، هم كسبوا تأييد الشارع الرياضي الواعي، وليسوا مجبرين على إعطاء مبررات أخرى قد تفتح باب النقد ويجد المحبطون مدخلاً لنقدهم، فمسألة تسويق اللاعب السعودي خارجياً من خلال مباراةٍ وحدةٍ لا أظنه تبريراً منطقياً، ولن يكون تأثيره قوياً على المتابع السعودي،وقد يكون مصدر تهكمٍ وسخريةٍ عند البعض؛ وذلك لسبب واحدٍ بسيطٍ هو أن اللاعب السعودي نفسه لا يمكن أن يؤمن بنجاح هذه الفكرة -وأعني فكرة الاحتراف الخارجي الحقيقي-وهو لم يقدم لنفسه العمل المطلوب الذي يقوده؛ لأن يكون خارج حدود الوطن في دورياتٍ قويةٍ وتتمتع بمستوى فنيٍّ عالٍ . في لندن ستبدأ تجربةً جديدةً يخوضها اتحاد الكرة السعودي، ونجاحها مرتبطٌ بتحقيق أهدافها الاقتصادية، وفي تصوري وبعد التمعّن في المشهد بشكلٍ كاملٍ،أعتقد أن تجربةً كهذه ستكون مفيدةً على كافة الأصعدة، لا يمكن أن نظلّ خائفين من خوض معترك التجارب الجديدة إذا ما أردنا أن نتقدم في هذا المجال،وطالما أن الفكرة سبق وإن نجحت في دولٍ أخرى متقدمة، لا أظنّ أن نسبة فشل التجربة ستكون عاليةً . فالمشهد العام للمدرج السعودي في لندن هذه المرة سيكون مختلفاً عن أي مشهدٍ سابقٍ، وظهوره بالشكل المقبول سيساعد على إعادة التجربة، لكن إذا صاحب هذا الظهور تجاوزات معينة خارجة عن إطار الدين والعادات والخصوصية العامة لمجتمعٍ محافظٍ، فلا أظنّ قادة هذه الدولة سيقبلون تكرار التجربة مرة أخرى، لهذا من المهم أن يكون مستوى التوعية مرتفع، فالجمهور السعودي شريكٌ دائمٌ في نجاح أي محفل رياضي، وقد يكون سبباً مباشراً في تطوير هذه الفكرة متى ما ظهر بالشكل اللائق،ففي لندن قد تكون الحرية في بعض الانفعالات أكثر، خصوصاً في ظلّ أن التواجد في هذه المباراة لن يقتصر على الرجال فقط، فالحضور العائلي سيكون من ميزات هذه المباراة، وربما تكون من الدوافع غير المعلنة لاتحاد الكرة لإقامة المباراة في لندن، لهذا الحصر على نجاح الفكرة مرتبط بوعي الجمهور السعودي الذي سيحضر هذه المباراة ... وكل عام وأنتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 3 يوليو 2015

الكرة تستثني ماجداً

في أمسيةٍ رمضانيةٍ جميلةٍ غلب عليها الحديث عن الكرة، لفت انتباهي أحد الأصدقاء بعبارةٍ منطقيةٍ ودقيقةٍ جداً، عندما دار الحديث عن اللاعب السعودي بين الأمس واليوم، حيث قال: اللاعب السعودي في السابق كان المقياس الحقيقي لمستواه المهارة الفردية في ظل غياب الخطط الفنية غير الصارمة، بمعنى أن اللاعب في السابق كان يتمتع بمهاراتٍ فرديةٍ نادرةٍ وراقيةٍ لا تجدها في جيل اليوم، تلك المهارات أبدعت بالفعل في ظل البيئة الرياضية التي كانت تترك المجال مفتوحاً على مصراعيه للإبداعات الفردية، وهذا الأمر كان يتجلى في بعض الأسماء التي كانت تقدم نفسها بشكلٍ كبيرٍ حتى أصبحت مهاراتهم تذكر ولا تنسى، أمثال الأسطورة ماجد عبد الله والنجم الفذ يوسف الثنيان. أما اليوم في ظل اختلاف النسق العام للزمان والمكان أصبح لاعب كرة القدم مطالباً بمهام وخطط صارمة يجب أن يتقيد بها داخل الملعب، ولم يعد الاهتمام بمهاراته الفردية بذات الأهمية التي كان يحرص عليها المدربون في السابق، الذين كانوا يجدون في مهارة النجم طوق نجاةٍ لهم؛ لما يملكونه من قدرات فردية وحلولاً فرديةً تجعل الفريق يقدم نتيجة إيجابية دون النظر إلى المستوى العام للفريق. أما اليوم فاللاعب أمام وضع مختلف، تسيطر عليه خطط لعب جديدة وحديثة تعتمد على الانضباط وتنفيذ ما يطلب منه فقط دون إعطائه مساحة للإبداع والتعبير عن مهاراته الفردية، والمدرب الناجح اليوم هو من لديه القدرة على توظيف مهارة اللاعب في إطار النسق العام لخطة اللعب. وحتى نوضح الأمر بشكل أكثر سهولة، دائماً ما يتردد السؤال الأزلي عبر منابر الإعلام المختلفة: مَن أسطورة الكرة السعودية، أو مَن أفضل لاعب أنجبته الكرة السعودية؟ ويدور الجدل كل ما بزغ نجمٌ جديدٌ في الكرة السعودية، أصحاب الرأي القديم يعتقدون أن ماجد عبد الله هو النجم الأوحد للكرة السعودية، وفي حقيقة الأمر لو جمعنا بين ميزات اللاعب السعودي في السابق في زمن المهارة الفردية مع ميزاته في زمن الخطط والانضباط، ربما نجد ماجد عبد الله هو اللاعب السعودي الوحيد الذي يجيد التعامل مع الشقين والتأقلم مع نوعية الأداء، ماجد كانت لديه المهارات التي كان يعتمد عليها كثيراً في حسم الكثير من المباريات، وأيضاً ماجد كان من أكثر النجوم انضباطاً داخل الملعب في تأدية واجباته كلاعب، بدليل أن ماجد لم يُذكر في مسيرته الكروية أنه اختلف مع مدربٍ، أو رفض أن ينصاع للمهام الموكلة له، بمعنى أن ماجد عبد الله نجح في زمن كانت الموهبة والمهارة هي المقياس، ونجح أيضاً في فترة تغيرت فيها الكرة، بعد أن أصبحت تنفذ داخل الملعب وفق خطط صارمة لا مجال فيها للاجتهاد إلا في جزئيات معينة. الشيء بالشيء يذكر، يوسف الثنيان كان من اللاعبين الذين يملكون مهارات فردية خارقة، لذلك هو كان يتمرد على الخطط الحديثة الصارمة واختلافه مع كثير من المدربين دليل على ذلك. في كرة القدم الفوارق الفردية يصنعها اللاعب نفسه، ومع اختلاف الزمان تبقى الميزة مدونةً له كحقٍّ حصريٍّ له،؛ لهذا من المهم إذا ما أردنا الخوض في حديث عن المقارنات أن نخضع الأمر لكثيرٍ من الجوانب وفق ظروفٍ معينةٍ يحكمها الزمان والمكان، حتى تكون النتيجة عادلةً ومقنعةً للنسبة الأعلى من البشر، أما النقاش دون وضع معايير معينة هو جدل لا فائدة فيه يرتبط غالباً بالميول. فماجد عبد الله كان لاعباً حريفاً وفعالاً، وهاتان الصفتان لا أظنهما في أحد -لا قبله ولا بعده-، وهي في بعض نجوم العالم حاضرة، ماجد حرّيٌف وفنانٌ، كان يبدع ويترك العنان لمهاراته أن تتحكم في أدائه داخل الملعب، وفعّال في نفس الوقت؛ لأنه يؤدي دوره من خلال خطط لها فعاليات تربط جميع أفراد الفريق في إطار النسق العام. لهذا ومن وجهة نظري، ومن باب الإنصاف أن يبقى ماجد عبد الله أسطورة كرة القدم الخالدة في السعودية. رمضان كريم سلطان الزايدي @zaidi161

الأحد، 28 يونيو 2015

اعتزلوا فضلوا الطريق

ربما تكون السعودية (أقل) دول العالم استفادةً من نجومها المعتزلين لكرة القدم، لا أملك إحصائياتٍ واضحةً، لكن على أقل تقدير ستكون السعودية هي (الأقل)، خصوصاً إذا حصرنا الإحصائيات بالمنتخبات التي سبق لها الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وأقصد بالنجوم هنا مَن كان لهم تأثيرٌ في مسيرة كرة القدم السعودية من خلال أنديتهم والمنتخبات الوطنية، وهم بكل تأكيد (كثر)، والقليل منهم مَن قدَّم نفسه بعد الاعتزال بشكل (مفيد) يضيف لمسيرته الكروية داخل الملعب، والكثير منهم (اختفوا)..! وبعضهم وحسب مستوى شهرته يخرج من فترةٍ لأخرى عبر بعض المنابر الإعلامية ليقدم رؤى مفيدةً في بعضها وهذا في تصوري (لا) يكفي. وفيما لاشكّ فيه أن المسؤولية مشتركةٌ بين طرفين، أحد الطرفين (اللاعب) نفسه، والطرف الآخر (اتحاد الكرة)، الذي كان من المفترض أن يقوم بدوره التنظيمي لمسيرة نجوم اللعبة بعد الاعتزال، بمعنى كان من (المهم) أن يخصص اتحاد الكرة لهذا الأمر لجنة تدرس بعض (الأفكار) التي تساهم في كسب خبرة هذا النجم المعتزل، والعمل على (الارتقاء) بهم، ومناقشتهم وتوضيح (المسلك) المناسبة لكل لاعبٍ ليستمر عطاؤه من خلال كرة القدم، واستثمار موهبته. فإن وجد مثل هذا التنظيم و(الاهتمام) أنا على يقينٍ بأن الأغلبية سينضمون لمشروعٍ كهذا، وسينتج عنه في المستقبل نتائج كبيرة مبهجة لرياضة الوطن، فليس كل لاعبٍ معتزلٍ يصلح أن يكون مدرب كرةٍ ناجحاً أو محللاً رياضياً ناجحاً أو إعلامياً ناجحاً أو إدارياً ناجحاً، وهناك (عوامل) وخصائص ذاتية يجب أن تتوافر في اللاعب حتى يستطيع أن (يستمر) في المجال ويقدم عملاً جيداً، فاللاعب الذي يشعر ولديه الرغبة أن يكون مدرباً (يحتاج) من اتحاد الكرة أن يكتشفه، بمعنى مسؤولية اتحاد الكرة متابعته ومساعدته على (تطوير) ذاته، من خلال عمل دوراتٍ تدريبيةٍ له، بعدها يتضح مدى قدرة هذا النجم المعتزل على (الاستمرار) في هذا المجال من عدمها، ولا يمكن لأي لاعبٍ أن يعتزل وفي ليلة وضحاها، ويقرر أن يكون مدرباً أو إدارياً ويعمل اتحاد الكرة على تلبية رغبته دون أن (يلمس) قدرات هذا اللاعب التدريبية أو الإدارية. كذلك المحلل الرياضي أو الإعلامي الذي تتسابق القنوات الفضائية على طلب ودّه نظراً لنجوميته، ومن (المهم) أن يكون هذا النجم قد عمل على نفسه كثيراً وطوّر ذاته، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن أنتظر من النجم المعتزل تقديم نفسه بشكلٍ جيدٍ من خلال الإعلام، وهو لا يملك على المستوى العلمي إلا الثانوية العامة أو الكفاءة المتوسطة، بهذا نكون قدمنا ومن خلال إعلامنا (انطباع) غير جيدٍ عن المستوى العلمي والثقافي للاعب السعودي؛ وبالتالي (سينعكس) الانطباع السلبي على المجتمع بأكمله..! وكنت أتمنى من اتحاد الكرة أن (يقوم) بدور بعض القنوات والبرامج الرياضية التي تهتم بالنجم المعتزل، وتبحث عن ودّه بشرط أن يكون هذا النجم على مستوى علميٍّ وثقافيٍّ جيدٍ وملحوظٍ، فعلى سبيل المثال: (قناة العربية) تضمّ محللين أكفاء ونجوم كرةٍ لهم اسمهم في كرة القدم السعودية، وتاريخهم مع الكرة حافل مثل حمزة إدريس وتركي العواد، حتى وهي تختار المدربين الوطنيين للظهور عبر قناتهم لا تختار إلا الصفوة المرتبط عملهم بالمؤهل العلمي الجيد. لدينا نجومٌ كثرٌ اعتزلوا لم يجدوا مَن يستثمر خبراتهم بالشكل الجيد، ليس في الأمر صعوبة لو قرر اتحاد الكرة (مساعدتهم) في إكمال مسيرتهم التعليمية، ومن ثم وجههم حسب (رغباتهم) إلى الطريق المناسب الذي يفيد رياضة الوطن كلٍّ في مجاله وحسب (سمات) شخصيته، فالإداري يحتاج مواصفاتٍ معينةً، والمدرب كذلك، والإعلامي المحلل للمباريات، وبذا يكون اتحاد الكرة قد (قام) بدوره كما يجب، وظهر هؤلاء النجوم بالشكل المناسب الذي يجعل نجوميتهم مستمرةً بالشكل المناسب، وهناك شواهد كثيرةٌ على نجومٍ (اعتزلوا) واهتموا بأنفسهم ثم عادوا من الباب الكبير، وهم الآن مطلبٌ (ملحٌّ) في الأندية والمؤسسات الرياضية كإداريين ومحللين، فهل يعي اتحاد الكرة (أهمية) خطوة كهذه؟ وهل تملك الرئاسة العامة (القدرة) على تبنّـي هذا المشروع بمساعدة اتحاد الكرة وتنفيذه على أرض الواقع؟ يبدو أن (مشاكلنا) في رياضتنا دائماً مرتبطةٌ بالنتائج الوقتية، وليس لدينا القدرة على (استشعار) احتياجات المستقبل، والعمل على تأسيس منهجٍ جديدٍ يعيد ترتيب الأوراق، و(يعتمد) في مضمونه على كوادر وطنية نثق بعد توفيق الله أن النتائج ستتحسن من خلاله. رمضان كريم،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 19 يونيو 2015

مثالية فيصل ونجوم الموسم

في حفل تكريم رئيس النصر "فيصل بن تركي" تحدث لوسائل الإعلام عن أمرين مهمين، أولها: أسباب خسارة كأس الملك، والأمر الثاني العقوبات التي طالت نجوم الفريق من اتحاد الكرة، وفي الحقيقة لم أكن أتوقع مطلقاً ردة فعل الأمير، وقد فاجأني بحديثه، كنت شخصياً أتوقع أن يلوم حكم المباراة ويقول: إن المباراة سُلبت من فريقي نتيجة خطأ تحكيميٍّ اتفق عليه الجميع، وفي الأمر الثاني: كنت أتوقع أن يهاجم اتحاد الكرة نظير تلك العقوبات القاسية التي اُتخذت في حقّ نجوم فريقه، كل هذا لم يحدث ولا يبدو لي أن الأمر فيه مثالية مفرطة من رئيس النصر، فهو قد تحدث بعقله قبل ميوله، ولو تمعنَّا في الحدث وحديث الأمير سنجد أن هناك ارتباط كبير بينهما، ففي آخر دقيقةٍ من المباراة لم يكن التنظيم الدفاعي بالشكل المطلوب، ولم يحسن لاعبو الخبرة في الفريق التعامل مع دقائق المباراة الأخيرة، فقد كانت الثغرة واضحةً، واستطاع الهلال أن يستغلها لصالحه ونجح؛ وبسبب هذا الخطأ لم يظفر النصر بكأس البطولة، رغم أنه كان قريباً منها، وكسبها الهلال وهو يستحقها بلا أدنى شك. وأنا على يقينٍ أن ما تفوّه به الأمير في تصريحه لوسائل الإعلام وقت الحفل قاله أيضاً للاعبين أنفسهم، إن لم يكن بشكلٍ مباشرٍ فقد أرسله لهم عبر وسائل التواصل المشتركة بينهم. ويومٌ بعد يومٍ يكشف لنا رئيس النصر فيصل بن تركي أنه يتعلم من الأخطاء، ويحرص دائماً أن لا يكرر الوقوع فيها، وهذه الثقافة هو يتعمّد أن يوصلها لكل مَن يعمل معه، حتى لا تأتي لحظةٌ يكون العمل مهدداً بالفشل بسبب بعض الأخطاء المتكررة، وأنا متأكدٌ أن ما حدث في مباراة الكأس لن يتكرر مرة أخرى طالما أن هناك مَن واجه الأمر بشجاعة واعترف فيه أمام الملأ. في كرة القدم وتحديداً في مسابقاتنا قد يعتقد بعض جماهير الأندية أن مهمة رئيس النادي هي الظهور منفعلاً، يوبخ الجميع ويرمي أخطاءه وأخطاء فريقه على كل لجان الكرة، ظنّاً منهم أن هذا من أبسط الحقوق في سبيل الدفاع عن حقوق فريقه، وهذه ثقافة انتهى زمنها، ومَن يعتمد على هذا الأمر ويظهر أمام جماهير فريقه بهذا الفكر لن يحقق أي شيءٍ لفريقه مستقبلاً، وقد يخسر أكثر مما يكسب، فقبل سنوات كان هناك أندية تعمل كثيراً وتتحدث قليلاً، وكانت تحقق إنجازاتٍ كبيرةً، عكس بعض الأندية التي كان من ضمنها النصر، كانوا يتحدثون دفاعاً عن عملٍ ضعيفٍ فقط، لا يوازي قيمة نادي النصر وحجمه، والنتائج كانت مَن عمل حصل على الألقاب وفرّق في عددها، ومن كان يتحدث ازداد أمره سوءاً، أما اليوم فالثقافة اختلفت في نادي النصر، وأصبح العمل هو عنوان النادي، ودراسة الأخطاء الحقيقية وتلافيها هي من صنعت فريقاً قوياً يحقق بطولة الدوري موسمين متتاليين. إن هذا الفكر وهذه الثقافة هما اللذان نحتاجهما في رياضتنا، فالناس لا تريد أعذاراً ولا مبرراتٍ، إنما تريد عملاً، إن استطعت أن تعمل بصمتٍ وتترك عملك يتحدث عنك فهذا أمرٌ مبهجٌ يسرّ الجمهور، أما الكلام والمبررات لن تقدم أي شيء، ومن الأفضل ترك المكان لغيرك، فقد يحضر من خلاله مَن يهتم بالعمل وصنع المنجز أكثر من أي شيء آخر. الإنجازات الشخصية للاعبين والإداريين لا تأتي إلا من خلال عملٍ كبيرٍ وتركيزٍ طوال الموسم، لهذا هم يستحقون التكريم متى ما أصبحت هناك فرصة لتكريمهم، كما حدث مؤخراً في الحفل الذي أقامه اتحاد الكرة للنجوم المميزين طوال الموسم، وهي فرصة يتمناها كل لاعبٍ، وستضفي على المسابقات الكروية مستقبلاً مزيداً من التنافس والجهد والمثابرة، فهناك نجومٌ كثرٌ كانوا مميزين ويستحقون التكريم، لكن الذين حصلوا على الجوائز كانوا هم الأبرز وهم الأكثر تأثيراً. فبعد توفيق الله ثم بالعمل والجهد يحقق كل إنسانٍ مبتغاه من الحياة، ويقدم نفسه بالشكل الذي يرضيه ويرضي مجتمعه، من غير هذا لن يتحقق شيءٌ. رمضان كريم،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الاثنين، 15 يونيو 2015

النصر واتحاد الكرة.

حتى تفوز بنجاح مسابقات كرة القدم، يجب أن يكون لديك نظامٌ واضحٌ وصريحٌ، يُعين هذه المسابقات على الظهور بالشكل المناسب والمقبول أمام الجمهور الرياضي، وهذا لن يحدث إلا عندما تخوض غمار المسابقات، وتدون كل الملاحظات من تجاوزات وأخطاء، تتطلب أن يوضع لها نظامٌ أو قانونٌ يكون منظماً لها في المقام الأول، ويساعد على عدم تكرارها في المستقبل. وهذا النظام أو القانون الذي يتواكب مع كل حدث، والموضوع بعنايةٍ فائقةٍ كفيلٌ بضبط كثيرٍ من الجوانب التي قد تسيء لمنافسات كرة القدم، ولكل اتحادٍ محليٍّ في العالم خصائصه الخاصة، وربما الخطأ الذي يحدث في السعودية قد لا يحدث في مكانٍ آخر، والعكس هو الصحيح؛ لهذا من الضروريات الملحّة التي تقع على عاتق لجان الكرة بكل تفريعاتها أن تدوّن كل حدثٍ يخرج عن إطار قوانينها التنافسية والانضباطية، ويكون أمر التحديث متاحاً قبل أن تفرض العقوبات، خصوصاً في حالاتٍ تحدث لأول مرة في كرتنا. ففي نهائي كأس الملك لم يكن التنظيم بالشكل المناسب، رغم أن الحدث استضيف في ملعب الجوهرة، الذي يعتبر من الملاعب المخرجة بأفضل التصميمات، وعلى النظام الأوروبي البحت في تصميم الملاعب، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا لأن يخرج الحدث بالطريقة الجيدة دون وجود بعض الأخطاء التنظيمية التي غفل عنها المنظمون، وهنا لا يمكن لأي شخصٍ أن يجزم بتعمّد حدوثها، فالدخول في النوايا والذمم أمرٌ ترفضه النفس، إلا أننا سنتعامل مع الحدث على أن سبب حدوثه يكمن في ضعف الفكر وارتباك المنظمين، وبطبيعة الحال لكل عمل أخطاءٌ ملحوظةٌ، والعمل على تلافيها في المستقبل أمرٌ مهمٌّ وإيجابيٌّ. لقد سارت المباراة النهائية بالشكل الجيد، رغم بعض التصرفات التي صدرت عن جمهور الهلال بعد تسجيل السهلاوي الهدف الأول لفريق النصر، ومشهد القذف بالعلب الفارغة على لاعبي النصر لا يليق بالحدث ولا راعي الحدث!. وهنا من المفترض أن تتدخل لجنة الانضباط لردع مثل هذه التصرفات، ويستحدث فقرةً تضاف على المادة التي تنصّ بمعاقبة الجمهور عندما يقوم برجم الطرف المنافس لفريقه داخل الملعب، وهي مضاعفة العقوبة، مثلاً في حال كانت المباراة تحت شرف شخصيةٍ اعتباريةٍ مرموقةٍ كحضور ملك البلاد، بهذا نكون قد وضعنا نظاماً صارماً يحمي اللاعبين داخل الملعب، ويساعد على ظهور اللقاء بالمظهر المناسب واللائق، وكذلك يُسهّل على اللجان المنظمة أداء عملهم دون ارتباكٍ أو تخوّفٍ من وضعية النهائيات. الأمر الآخر حصل في المنصة، وأثناء التتويج عندما صعد نجوم النصر يتقدمهم قائد الفريق حسين عبد الغني أمام جماهير الهلال وقريب منهم، ونالوا ما نالوه من شتمٍ وسبٍّ وتجاوزاتٍ، والإنسان بطبيعته قد يضعف مهما كانت قوة أعصابه وتحكمه فيها، إلا أن ردة فعله متى ما حضرت لا يمكنه السيطرة عليها، والتي من الممكن أن تتحول إلى أسلوبٍ همجيٍّ يرفضه الناس جميعاً، لكن قبل أن نقرَّ بعقوبة حسين عبد الغني ومَن معه من نجوم النصر، يجب أن نوضّح أن ما حدث كان يعتبر خطأً كبيراً من اللجنة المنظمة التي سمحت لجمهور الهلال أن يتواجد في الممر الذي يصعد منه لاعبو النصر إلى المنصة للسلام على راعي الحفل، وقبل هذا كله يجب أن نبحث عمّن أثار الجمهور، ورفع من وتيرة الاحتقان بعد نهاية ركلات الترجيح، والذي طاف أرجاء الملعب مردداً عبارته الشهيرة: "هيا تعال"، كل هذه الأحداث والمسببات لا تعفي حسين عبد الغني ومَن شاركه في ذلك المشهد من العقوبة، ومن المفترض أن تكون العقوبات التي صدرت عن اتحاد الكرة بالمسببات والدوافع، وينال كل طرفٍ ما يستحق؛ لذا كان بإمكان اتحاد الكرة وضع عقوباتٍ مخففةٍ، مع ذكر المسببات لضعف العقوبة، والظروف التي صاحبت هذا الفعل، بدل أن تكتفي بمعاقبة الجميع بصورةٍ جماعيةٍ وفق مادةٍ جامدةٍ، لا يدخل فيها تفاصيل الحدث بكل سيناريوهات المشهد. إن النظام والقانون هما الطريقان السليمان لتنظيم أي حدثٍ رياضيٍّ مهما بلغ حجمه وتطبيقه وفق ظروف الحدث بمختلف زواياه، مع تجاهل فكرة الشمولية في العقوبات، إذ إن ردة الفعل لا تتساوى مع مَن قام بالفعل، وفي هذا ظلمٌ كبيرٌ. مبروك للهلال كأس الملك ومبروك للنصر ثلاثية الدوري هذا الموسم. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@

الجمعة، 5 يونيو 2015

وفاء شعب في حضرة ملك

وفاء شعب في حضرة ملك إن مسابقات كرة القدم تبدأ جميلةً وتنتهي أكثر جمالاً، وهذه حقيقية يلمسها المسؤولون في الدولة؛ لأنه المتنفس الوحيد لشباب الوطن، فما إن يبدأ الموسم حتى يدور الحوار حول المنافسة، والتشجيع كل لفريقه، والدفاع عنه طوال الموسم على المستوى الفني أو الإداري والإعلامي، وجدلٌ دائرٌ طوال الموسم، ورغبةٌ كبيرةٌ تعتري الجميع حول طبيعية المنافسة، وجدية كل فريق، والمنافسون فقط مَن يصمدون إلى نهاية الموسم، أما الفرق التي تخرج من إطار المنافسة فأنصارهم مشغولون بالنقد والتوجيه، وتحديد طلباتٍ معينةٍ يرون من خلالها أن فريقهم سينافس المواسم القادمة متى ما وجدت أذناً صاغيةً. في يوم الجمعة سيحضر في ختام الموسم القائد الحازم سلمان بن عبد العزيز، في ليلةٍ يشرّف فيها الرياضة والرياضيين في ختامٍ كبيرٍ يجمع طرفي المتعة والإثارة، النصر والهلال، هذا التشريف بحدّ ذاته فخرٌ لكل الرياضيين، خصوصاً في ظلّ كل هذه الأحداث السياسية الدائرة في المنطقة، إلا أن سلمان الحزم لم ينسَ شباب هذا الوطن، وقرر الحضور ومشاركتهم متعتهم في متابعة مباراةٍ تُعدّ من أهمّ المباريات التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ كبيرةٍ، قد لا يضاهيها أي مباراةٍ أخرى مهما كان حجمها، وأكاد أجزم أن النسبة الأكبر من جماهير الكرة السعودية كانت تتمنى أن يكون النهائي بين قطبي العاصمة الهلال والنصر، خصوصاً في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد عودة المنافسة من جديدٍ بين هذين القطبين. إن ملكنا -حفظه الله- يعي جيداً دور الرياضة ومدى أهميتها لشباب الوطن، ويحرص دائماً أن ينهج نهج كل من سبقوه من ملوك هذا البلد المعطاء؛ لذا فهو يخصص جزءاً من وقته ويحضر كرنفالاً رياضياً كبيراً، إدراكاً منه في أن حضوره سيسعد شباب الوطن وأنهم ينتظرون طلته عليهم، حتى يقفوا له محيين ومؤيدين في ملحمةٍ عنوانها الدين ثم الملك والوطن. فمباريات القمة -كمباراة النصر والهلال- لها قيمتها، وبعيداً عن الحضور الشرفي كحضور الملك -حفظه الله- لها إثارتها التي لا يمكن أن تجد مَن يجيد وصفها مهما بلغ من الذهنية في مستوى التنافس الكبير والتاريخي بين الناديين، فما بالكم وهي تحظى بشرف حضور أول رجلٍ في الدولة الملك سلمان!!، لهذا من المهم أن يعي الجمهور الرياضي أن جمال هذا اللقاء بوقفتهم الصادقة مع أنديتهم، وهو يومٌ يخرج فيه الإبداع الفني أمام قائد الأمة، وأن يكون التركيز بعيداً عن أهازيج التشجيع برسم لوحة وطنٍ كبيرةٍ يشترك فيها الطرفان، بالطبع هي أمنيةٌ سيكون الوطن سعيداً بها متى ما نجح الجمهور في رسمها، وسنلمس ذلك على محيّا الملك الوالد سلمان بن عبد العزيز، وأتمنى أن تتضافر الجهود ويكون التركيز الأول على الوطن وحبّه من خلال التعبير المباشر الذي يوحي بالتفاف الشعب خلف القيادة، كصورةٍ جماليةٍ يشهدها العالم كله من حولنا، ولنوصل رسالةً عنوانها الحبّ والترابط والولاء الصادق، لكن هذه المناسبات الكبيرة لن تتكرر في كل حين؛ لذا من المهم استغلال هذه المناسبة التي فيها مساحاتٌ كبيرةٌ من التعبير الصادق. إن الشعب السعودي يدين لهذه القيادة الكبيرة بكل شيء، وفي مقدمته الأمن والأمان، الذي يميزنا كشعبٍ ووطنٍ عن غيرنا، وبالتأكيد هذا فضلٌ من الله، ثم بحكمة قيادتنا وشجاعتها؛ لذا من المفترض أن يقدم الجمهور الرياضي ممثلاً في روابط الجماهير ومدعوماً من رؤساء الأندية مشاعرهم الصادقة بعمل يليق بالمناسبة، ويعبر عن صدق مشاعرهم تجاه وطنهم وقيادتهم، فكرة القدم يمكن استغلال شعبيتها في إبراز جوانب وطنية كثيرة، وعدم اختزالها في الجوانب الفنية داخل الملعب، وما ينتج عنها من إثارةٍ ومتعةٍ، ولو حدث ذلك نكون قد أضعنا على أنفسنا فرصاً مواتيةً، يمكن من خلالها توجيه رسائل جميلة ومعبرة، ولها فائدة تصبّ في مصلحة الوطن والشعب، ولعلّ الرسالة الأهم اليوم هي قدرتنا على إيصال مدى حبنا لوطننا وحبنا لولاة أمرنا. فالفرص الإيجابية في الحياة إن لم تستغل بالشكل المطلوب قد لا تتكرر، وفقدانها دون الاستفادة منها يعدُّ جهلاً وضعف تقدير. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 30 مايو 2015

أخضرنا ضحية مدربٍّ عالميٍّ..!!

لا أفهم سرّ تمسك اتحاد الكرة السعودي بضرورة التعاقد مع مدربٍ عالميٍّ، يقود الأخضر السعودي في الاستحقاقات القادمة، وكأن هذا المدرب يملك عصا سحريةً ستعيد للأخضر السعودي بريقه وتوهجه على مستوى القارة، والحقيقة التي نعلمها وندركها وفق سنوات الانتصارات والتربع على عرش الكرة الآسيوية تقول: إن منتخبنا تفوّق بمدربين ليسوا عالميين، وأكثرهم مدربون وطنيون، بدايةً بالمدرب القدير خليل الزياني، ثم محمد الخراشي وناصر الجوهر وغيرهم، حتى على مستوى الفئات السنية، إذاً لا يمكن أن نجزم بأن الكرة السعودية لن تعود إلى الواجهة إلا بقيادة مدربٍ عالميٍّ!!.. وهذا الأمر لم يحدث على مرِّ السنوات الطويلة الماضية، بمعنى لم تكن النتائج مع المدربين العالميين مبهرة للحدّ الذي يجعلنا نعول على هذا التفكير والتوجه بالآمال العريضة. فالمدرب الكبير والعالمي على سبيل المثال "ريكارد" جاء لتدريب المنتخب السعودي من أجل المال، وهذه حقيقة يعلمها القاصي والداني، فليس من المعقول أن يوقّع مدربٌ بحجم "فرانك ريكارد" عقداً يدرب فيه المنتخب السعودي، وهو يدرك جيداً أن الكرة السعودية تحتاج إلى عملٍ كبيرٍ، ولن يكون النجاح حليفه في ظل كل تلك الصعوبات، لكنه نظر للأمر من منظور مصلحةٍ شخصيةٍ بحتةٍ، فلن يحصل على عقدٍ كبيرٍ بهذا الحجم إلا مع السعوديين، لذلك وافق بعد أن كبّل اتحاد الكرة بشروطٍ جزائيةٍ، الله وحده يعلم مدى حجم الضرر التي تركته على اتحاد الكرة بعد رحيله. فالمسألة لمن يريد أن يفهم، لا ترتبط بمدربٍ عالميٍّ كبيرٍ يُدفع فيه ملايين الدولارات، القضية مرتبطةٌ بترتيباتٍ عامةٍ وإستراتيجياتٍ تسير على خطٍّ متوازٍ إلى أن تصل لمرحلةٍ معينةٍ، تكون فيها فكرة الاستعانة بمدربٍ عالميٍّ مناسبةً وتؤتي أكلها، أما في هذا التوقيت فإن البحث عن مدربٍ عالميٍّ لن يقدم للكرة السعودية متمثلة في اتحادها إلا الخسائر المالية الباهظة. إن كرة القدم في السعودية رغم قوة الدوري تحتاج إلى مزيدٍ من العمل والتطوير على كافة الأصعدة، خصوصاً في قطاع الفئات السنية التي من خلالها يمكن تأسيس جيلٍ محترفٍ يؤدي عملاً منظماً في كل جوانب حياته اليومية. ويجب أن نتفهم أن الحقيقة مهما كانت قاسيةً، إلا أنها تصنع التغيير متى ما اعترفنا بها وبادرنا بالعمل المنظم والذي يرتبط بتجهيز كل أدوات التغيير، مع وجود الفكر الذي يؤسس لبيئة عملٍ جيدةٍ، عندها سنسير في الاتجاه الصحيح الذي يتناسب مع إمكانياتنا وظروف حياتنا، ومع الوقت سنصل إلى مراحل متطورة، وسنلاحظ أن احتياجاتنا بدأت ترتقي لمراحل مهمة ينتج عنها نتائج جيدة ترفع من أسهم الكرة السعودية في كل أنحاء العالم. وما يحدث اليوم في اتحاد الكرة من عملٍ ينقصه الكثير، ونسبة الإيجابيات مقارنة بالسلبيات ضعيفةٌ وقليلةٌ جداً لا تتوافق مع حجم الاتحاد وقيمته. إن تركيز اتحاد الكرة على ضرورة التعاقد مع مدربٍ عالميٍّ خطأٌ كبيرٌ، ومن سلبيات هذا التركيز أن المنتخب السعودي ظلّ بلا مدربٍ فترةً زمنيةً طويلةً، وعندما قرر الاستعانة بالمدرب الوطني "فيصل البدين" وصفوه بالمدرب المؤقت، وهذا خطأٌ كبيرٌ فيه انتقاصٌ من قيمة المدرب الوطني، وكان بإمكان اتحاد الكرة أن يعلن تعيين الكابتن "فيصل البدين" كمدربٍ رسميٍّ للمنتخب السعودي دون أن يوضح أنه مدربٌ مؤقتٌ إلى أن ينتهي اتحاد الكرة من اختيار مدربٍ عالميٍّ -رغم تحفّظي على فكرة مدربٍ عالميٍّ في هذا التوقيت-، فالجمهور السعودي لا يهمّه في الأمر نوعية المدرب، يريد لمنتخب بلاده أن يحقق نتائج إيجابية فقط، مع مدربٍ أجنبيٍّ أو وطنيٍّ لا يهم، وطالما اتحاد الكرة يثق في إمكانيات "فيصل البدين" وقدرته على تقديم عملٍ جيدٍ للمنتخب وفق ما يحمله من "سيفي"، كان يجب أن يقف معه ويعطيه كل الثقة بمنحه الفرصة كاملة؛ حتى يعمل ويضع إستراتيجياته المناسبة التي تتطلبها المرحلة. ويجب أن يعي اتحاد الكرة بصفته المسؤول الأول والمباشر عن المنتخب السعودي أن المرحلة المقبلة مهمةٌ وخطيرة جداً، والتصفيات القادمة تعتبر أهم تصفياتٍ يخوضها المنتخب السعودي منذ تأسيس اتحاد الكرة، فالخروج من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2018م، وكأس آسيا 2019م لا سمح الله ستكون ضربةً قاصمةً لرياضة كرة القدم في السعودية، وسنعاني من تأثيراتها السلبية فترةً زمنيةً طويلةً على كافة المستويات؛ لذا من المهم أن يحضر التركيز في الفترة القادمة على المنتخب، ويكفّ مسؤولو الاتحاد عن الحديث في شأن المدرب العالمي القادم، فلو حدث الإخفاق في المرحلة القادمة لن يرحمهم أحد، ولن يكتفي المواطن السعودي باستقالتهم فقط، بل سيذهب إلى أبعد من ذلك، وسيطالب بالتحقيق معهم، وإيضاح الحقيقة للناس. أخضرنا يمثل وطناً وشعباً فاحرصوا على تفوقه. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 22 مايو 2015

المستهترون «ضيعوا الهلال"

ربما أكثر ما يزعج المشجع الهلالي الواعي والمدرك لحال فريقه على المستوى الفني، هو وجود مَن يتعمّد إخفاء حقيقة الوضع الفني للفريق، وإيهام الجمهور أن ما يحدث للفريق من هجومٍ وانتقاداتٍ واسعةٍ هي مؤامرةٌ، الهدف منها إسقاط الفريق الهلالي وإبعاده عن المنافسة والوصول إلى منصات التتويج، التي اعتاد عليها طيلة تاريخه الكبير والحافل بالإنجازات؛ لأنه يدرك جيداً أن حديثاً كهذا لن يعيد الهلال إلى وضعه الطبيعي، ولن يتغير حاله حتى لو تسلّح بأفضل العناصر، طالما أن الجدية في الأداء غائبةٌ والانضباط مفقودٌ. فالهلال اليوم ينقصه أشياءٌ كثيرةٌ تتمحور حول متطلبات مهمةٍ يحتاجها أي فريق كرة قدم في العالم، متى ما توافرت، فإن النتائج الايجابية ستكون مصاحبةً لها، وهذه المتطلبات لـمَن يعي دورها ويجيد قراءة الواقع المبني على نوعية الأداء داخل الملعب، يستطيع أن يكتشفها دون عناءٍ في الفريق الهلالي، من خلال بعض الأحداث التي تحدث للفريق داخل الملعب، سواء على الصعيد الفني والتكتيكي، ومدى الانضباطية في تنفيذ الأدوار الفنية التي يطلبها المدرب، أو من خلال بعض السلوكيات الانفعالية التي تصدر عن بعض نجوم الفريق الذي يعوّل عليهم الجمهور الهلالي الشيء الكثير، رغم أن الأمر اليوم تطور وطال الجهاز الإداري للفريق الذي من مهامه الرئيسة ضبط الحالة الانفعالية للاعبين. إن التشخيص العام لحال الهلال ليس بالأمر الصعب، فالفريق موجودٌ كشكلٍ داخل الملعب، إلا أنه غائبٌ كفكرٍ وروحٍ، وطغى على بعض نجومه عدم المبالاة وعدم الجدية في الأداء، وحتى لو حاولنا أن نقنع المشجع الهلالي أن الفريق تعرّض لظلمٍ تحكيميٍّ، خصوصاً في البطولة الآسيوية بداية مع "نيشمورا" في نهائي السابق أمام "سيدني"، إلى مباراة "بيروزي" الأخيرة في إيران، لكن الحقيقية يجب أن نقولها: منذ متى والهلال ينظر إلى التحكيم وأخطائه، ومنذ متى يظهر مسؤولو الهلال للجمهور، يبررون الإخفاق ويضعون التحكيم أو غيره كشماعة للأخطاء؟! فالسياسة الهلالية السابقة في فترات البطولات كانت تعتمد على تكوين فريقٍ قويٍّ منظمٍ داخل الملعب كله روحاً وعطاءً، ومجموعةٌ واحدةٌ تقاتل من أجل الكيان لإسعاد الجماهير. أمّا اليوم لا يوجد حتى ولو الجزء اليسير من تلك السياسة، فالفريق يعتمد على نجومٍ لا يعنيهم في الفريق إلا أنفسهم فقط، حتى داخل الملعب هم يلعبون لأنفسهم بمنتهى الأنانية وكأنهم في مباراةٍ استعراضيةٍ، ناهيك عن الحالة الانضباطية لهم خارج الملعب، وأثناء أداء التمارين في ظلّ غياب الحزم الإداري، ولعل أقرب مثالٍ يمكن الاستشهاد به حدث قبل بضع أسابيع، عندما تغيّب نواف العابد عن مرافقة الفريق في إحدى مبارياته الخارجية بحجة النوم، وكان من المفترض فرض عقوبةٍ إداريةٍ قاسيةٍ على اللاعب، إلا أن هذا لم يحدث، وعاد العابد للمشاركة مع الفريق، وهذا الموقف يمثل جزءاً من علة الهلال في الفترة الأخيرة. إن الهلال اليوم يحتاج لفكر قائدٍ حازمٍ، يعيد النظام للفريق، ويجيد رسم السياسات المستقبلية للفريق، ولديه القدرة على توفير كل الاحتياجات، متى ما وجد هذا القائد سيعود الهلال لسابق عهده، وهذا الأمر ليس بالسهولة التي من الممكن أن يتخيلها المشجع الهلالي، طالما أن أكثر أعضاء شرف النادي اكتفوا بالمتابعة عن بعد، دون أن يكون لهم دورٌ واضحٌ في رسم تلك السياسة بإيجاد الرئيس القادر على انتشال النادي من هذا الوضع الذي لا يليق بالهلال على كافة المستويات. والتقارير الصحفية الصادرة مؤخراً تكشف عن عجزٍ ماديٍّ كبيرٍ في خزائن الهلال يقدر بـ 100 مليون ريال كديونٍ على الإدارة السابقة، ومن يفكر أن يتصدى لهذه المهمة ويقرر أن يتقدم لرئاسة الهلال ستصدم رغبته بهذه المعضلة، التي تحتاج قبل أن يفكر الهلاليون في تنصيب رئيسٍ لناديهم حلّ مسألة الديون المتراكمة على النادي، بعدها قد تكون هذه الخطوة هي البداية الحقيقية لعودة الهلال. وهذا الموسم لم ينتهِ بالنسبة للهلال، وبمقدور المجموعة المتواجدة الآن أن تقدم نتائج إيجابيةً فيما تبقّى من الموسم، إذا ما تمّ تفادي بعض الأخطاء الفنية والإدارية. ففي آسيا يستطيع الهلال أن يتغلّب على الفريق الإيراني في الرياض وبنتيجةٍ مريحةٍ، يصل من خلالها إلى دور الثمانية، بعدها سيكون أمام الهلال فترة إعدادٍ كافيةٍ يستعد من خلالها لدور الثمانية، وفي كأس الملك لديه القدرة على تجاوز فريق الاتحاد الذي يعاني مثله على الصعيد الفني ليصل إلى النهائي، وفي النهائي قد تلعب الظروف لمصلحته، ويطير بكأس الملك؛ لينهي موسمه ببطولةٍ تعيد له ثقة جمهوره، وتفتح الباب أمام أعضاء الشرف للعودة مرة أخرى إلى الوقوف مع الكيان ودعمه وإعادته إلى سابق عهده كفريق يمتّع عشاقه ويفرحهم بالذهب في المواسم القادمة. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 15 مايو 2015

القائد مدَّ يد النصر..

يردد المحفزون دائماً بعد أي إنجازٍ عبارتهم الشهيرة: "ليس المهم الصعود إلى القمة، بل المهم المحافظة عليها"، هكذا فعل عرّاب النصر الحديث "فيصل بن تركي"، وضع نفسه في مكانٍ يرسم من خلاله أسلوباً جيداً في التحفيز والجدّ والمثابرة، كقائد أدرك أن المحافظة على منجز الموسم الماضي من أهم الأولويات؛ وليوصل رسالةً قويةً إلى كل جماهير الكرة السعودية هي: أن عودة النصر في الموسم الماضي لم تكن مجرد صدفةٍ عابرةٍ، ستنقضي مع بداية موسمٍ جديدٍ. هذا الموسم كان مختلفاً تحمّل فيه رئيس النصر مسؤولية التحفيز لوحده، عكس الموسم الماضي الذي كان الجمهور النصراوي هو الرئة المحفزة للفريق، وهذا ما جعل بطولة هذا الموسم بالنسبة للاعبين مختلفةً، فهم جميعهم يشعرون ودون استثناء أن في أعناقهم ديناً لرئيس النادي، لن يكون إيفاؤه سهلاً، ويحتاج إلى عملٍ وجهدٍ ومثابرةٍ. بدأت الحكاية الحقيقية لبطولة الدوري بعد مباراة النصر مع الأهلي في الدور الثاني، والتي كانت في رأي أكثر المحللين مباراةً مفصليةً؛ لأنها ستعطي الأهلي فرصة المنافسة على اللقب إذا ما تمكن من هزيمة النصر، وهذا ما حدث بالفعل، خرج الجميع في تلك الليلة وهم شبه متيقنين أن بطولة الدوري في طريقها إلى الأهلي الذي ينتظرها منذ زمن. لم تكن التفاصيل الصغيرة في تلك الليلة مهمة بالنسبة لرئيس النصر أو حتى للاعبين، كان المهم الذي يشغل أذهانهم أن كرسي القمة سيسقط إن لم يحدث شيءٌ يعيد له الثبات. خرج الجميع من المعسكر متجهين إلى منازلهم، وأكثر سؤال يحجب النوم عن جفونهم: ماذا سنقول لهذا الرجل الذي قدّم لنا كل شيءٍ إذا ما خسرنا بطولة الدوري؟ في اليوم التالي حضر الجميع في موعد التمرين، والتفوا حول قائدهم المخضرم حسين عبد الغني، فخرج صوتٌ قويٌّ من وسط المجتمعين، صوت الرجل الواحد ماذا نفعل يا أبا عمر.. كيف سنتصرف.. فمجهود الموسم في خطر؟!.. شعر القائد بخوفهم وارتباكهم وأدرك جيداً أن دوره في هذا الموقف يجب أن يكون مختلفاً عن أي موقفٍ سابقٍ، فكان أول تصرّفٍ بدر منه أنه مدّ كفّه لكل المجتمعين، وقال بصوتٍ عالٍ: "أنا سأقاتل حتى النهاية، ولن أبكي على اللبن المسكوب"، ومَن يشعر أنه قادرٌ على مشاركتي في معركتي فليمدّ يده ويضعها مع يدي، ومَن يشعر بالخوف عليه أن يبتعد، كان الموقف مهيباً إذ لم يتردد أحدٌ منهم في مدّ يده، ليجتمع الجميع على فكرة القتال داخل الملعب، على أن تكون خسارة الأهلي هي نقطة الانطلاق الحقيقية للمحافظة على بطولة الدوري. وفي الجانب الآخر "عرّاب النصر" يصدح بصوته في كل وسائل الإعلام ويقول: رجال النصر لم يرموا المنديل، وفي النهاية ستعلمون مَن هو البطل، مضى يتحدث بقوةٍ في كل مكان، ومَن يتحدث بمثل هذه القوة يجب أن يكون واثقاً ومستنداً بعد توفيق الله على أن مَن يتحدث عنهم لن يخذلوه، ولن يتركوا مجهوده ومجهودهم يذهب سدى. فتوالت المباريات، وأصبح النصر ينتصر، ومن نصرٍ إلى نصرٍ، حتى جاءت موقعة لخويا الآسيوية في الرياض، وهي مباراةٌ مفصليةٌ، الفوز فيها يعني المواصلة في طريق العالمية الجديدة، والإخفاق يعني تأجيل الحلم إلى موسمٍ آخر. فحدث ما لم يتوقعه أحدٌ، هزيمة يصاحبها خسائر كبيرة، سترافق الفريق إلى حيث الموقعة الأهم في تحديد بطولة الدوري أمام الهلال، كان من ضمن تلك الخسائر غياب مدافع الفريق عمر هوساوي الذي طُرد بالبطاقة الحمراء، وهذا يعني أنه لن يشارك في مباراة الهلال، ناهيك عن الأثر النفسي والمعنوي الذي ستتركه هذه الخسارة وكل ما صاحبها على نفسية الفريق، والفترة الزمنية بين اللقاءين ليست بالطويلة، في هذه المرة يجب أن يكون لأجانب الفريق دورٌ في صناعة المجد، فتحدّث البولندي أدريان للجميع وقال: مَن لا يستطيع أن يعمل معنا وبقوة فمقاعد الاحتياط تنتظره، وليفصح عن ذلك من الآن، مضى الفريق في استعداداته إلى أن جاءت ليلة الحسم، وقبل أن يخلد نجوم النصر إلى النوم أرسل لهم عرّاب النصر الحديث "فيصل بن تركي" آخر أوراقه عبر رسالة "واتس آب"، يحفزهم بمقطع فيديو مدته ست دقائق، يقول شايع شراحيلي بعد أن شاهد المقطع: لم أستطع أن أنام، وكنت أتمنى أن تبدأ المباراة الآن. في النهاية وبكل هدوءٍ واختصارٍ: استحقّ النصر بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي، ولا أظنّ أن هناك مَن لديه الحجة الكافية للتشكيك في حجم العمل والجهد المبذول طوال الموسم، لذلك هم يستحقون أن يقال لهم وبكل فخر: "مبروك". ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...