بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 19 سبتمبر 2015

عقوبة بطعم المكافأة..!

حتى تحفظ قيمة أي شيءٍ يعني لك في الحياة يجب أن تهتمّ به، والاهتمام هنا يتطلّب عدة أشياء، من ضمنها توفير الحماية لهذا الشيء، والحماية هنا قد تكون حسيةً، وقد تكون معنويةً؛ أي أن احتفاظنا بقيمة الشيء يدل على مكانته في نفوسنا، ولو حاول أي شخصٍ التهاون أو التقليل من مكانة هذا الشيء يجب التدخل لإيقافه، وفق ما تسنّه الأنظمة والقوانين، وبهذه الصورة نحفظ هيبة هذا الشيء وقيمته. وفي تصوري لا يوجد شيءٌ في هذه الحياة أهمّ من الوطن؛ حتى نهتم فيه ونوفر له الحماية الكافية في كل جوانب الحياة، وبما أن الأمر هنا يخصّ الرياضة، فيجب أن يكون الحديث له مناسبةٌ تدخلنا في صلب الموضوع لمناقشة تفاصيله، ففي رياضتنا لا يوجد أهم من رياضة الوطن، والتي تقتصر على التمثيل الخارجي في كل المحافل الدولية والقارية والإقليمية، بمعنى أن أيّ لاعبٍ يُختار في أي لعبةٍ ليمثل الوطن فهو يُعتبر في مهمةٍ وطنيةٍ لخدمة وطنه؛ لذا من المهم أن يظهر بالمظهر المشرّف الذي يرفع من سمعة الوطن، ويحقق ما يستطيع من إنجازاتٍ تفيد الوطن، والمهم عادةً في التمثيل الخارجي وقبل تحقيق أي منجزٍ هو الشكل العام للمواطن السعودي، فهذا اللاعب يمثل نموذجاً حياً للشعب السعودي خارجياً، وأي تصرّف منه سواء كان إيجابياً أو سلبياً يعطي انطباعاً مبدئياً عن بقية الشعب؛ لذا كل لاعبٍ يمثل منتخباتنا في كافة الأنشطة الرياضية خارجياً يجب أن يقدم نفسه بالشكل الذي يليق بالمملكة العربية السعودية. أما في حالة التجاوز فيجب أن يكون هناك قانونٌ ومسؤولٌ يقوم بتطبيق هذا القانون، والهدف منه حماية سمعة هذا الوطن، ولعل حادثة ثلاثي المنتخب الذي صدرت في حقه عقوبةٌ مخجلةٌ من اتحاد الكرة خير مثالٍ يمكن أن يوضح تفاصيل الفكرة من هذا المقال؛ أي أن ما قام به لاعبو المنتخب من سوء تصرّفٍ أثناء معسكرهم مع المنتخب السعودي في ماليزيا كان يحتاج عقوبةً صارمةً، فهنا المقصد من الحماية المعنوية التي أشرت إليها في بداية مقالي. إن اتحاد الكرة هو مَن أضعف من قيمة المنتخب السعودي ومكانته، عندما أصدر هذه العقوبة البسيطة، والتي ربما يعتبرها الثلاثي المعاقب مكافأةً له بعد إراحته من الانضمام إلى المنتخب السعودي، وبالتأكيد لن يكون تأثيرها كبيراً عليهم لأسباب كثيرة، أهمها الراحة، وأسباب أخرى لها علاقة بالأندية وبالنواحي المادية والاحترافية؛ لهذا كان الهجوم على اتحاد الكرة من أغلب النقاد الرياضيين مبرراً، فاتحاد الكرة لم يقدم الحماية الكافية التي تحفظ أهمية المنتخب السعودي، وربما لن يتردد أي لاعبٍ لا يريد البقاء في المنتخب من عمل نفس التصرّف الذي صدر من الثلاثي الذي تمّت معاقبته بعقوبةٍ، أقلّ ما يقال عنها تهريجٌ واستخفافٌ بقيمة المنتخب السعودي..!! كان من الواجب أن يتناسب العقاب مع أهمية المنتخب السعودي وحجمه، ولا أظن أن الأمر سيتوقف عند هذا الحدّ، فلو ثُبتت هذه العقوبة في لوائح إدارة المنتخب السعودي لكرة القدم فإن الأمر سيتكرر، عندها لن يستطيع أحد أن يطالب بعقوباتٍ أكبر، ولو صدرت عقوبات أكبر لن يستطيع أحدٌ إقناع المشجع السعودي أنّ ما حدث ليس فيه ظلم طالما العقوبات قد تباينت..! لهذا فالقوانين المرتبطة بالعقوبات التي تحمي قيمة الأشياء يمكن تعديلها حتى تتوافق مع قيمة الأشياء الثمينة والغالية، ولا أظن أنه يوجد ما هو أهم وأثمن من الوطن وسمعته..!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

في النصر .. للمجد بقية

دائماً في أي عملٍ في الحياة لا تقع المسؤولية العظمى عند الإخفاق إلا على قائد المنظومة، هو وحده مَن يجب أن يتحمّل كل شيءٍ، فكما ينال من المديح والإطراء عند النجاح، سيواجه النقد والغضب من قبل المنتمين لهذا العمل والمستفيدين منه بنفس الدرجة، ولربّما كان بدرجةٍ أعلى، لهذا كان من المهم أن يتوفر في شخصية كل قائدٍ ارتضى لنفسه أن يخوض غمار هذا المعترك بكل ظروفه وتبعاته أن يتحلّى بالصبر والحكمة إذا لم يحالفه التوفيق. وعادة لا يكون الابتعاد حلاً، خصوصاً إذا سبق الإخفاق نجاحٌ منقطع النظير؛ لذا فالباحثين عن النجاح تفرض عليهم شخصياتهم أن يبقوا في المشهد حتى لا يكون آخر انطباعٍ قبل مغادرة موقع المسؤولية سلبياً. إن تفاصيل ما يحدث في نادي النصر اليوم مع رئيسه قريبةٌ من هذه المقدمة، إن لم تكن مشابهةً لها، فرئيس النصر قضى فترةً زمنيةً لا بأس بها في رئاسة النصر، بدأ مع النصر بسلسلة من الإخفاقات، وحينها ظهر مَن يطالبه بالرحيل، إلا أن الرجل شعر أن لديه ما يقدمه للنصر، وأن التركة ضخمةٌ، وتحتاج صبراً وحكمةً وتفكيراً، توقّف قليلاً وأعاد صياغة المشهد بشكلٍ مختلفٍ، بعد أن وفّر كل أدواته التي ستساعده على بلوغ هدفه ومراده، وفعلاً اختلف النصر، ليس الاختلاف في نوعية العمل فقط، بل كان مقروناً بالنتائج، فالنصر حقق في موسمين أهم بطولتين في كل العالم، وهي بطولة الدوري، ومعها كأس ولي العهد التي غابت 30 عاماً عن النصر. اليوم ومع بداية الموسم الجديد كلّ الرياضيين والمشجعين كانوا ينتظرون النصر البطل، ولأنه البطل كانت العيون لا تراقب غيره، وهي تتساءل: تُرى كيف سيبدو شكل البطل هذا الموسم..؟ فمن الطبيعي أن تكون ردة الفعل قويةً إذا حضر البطل بشكلٍ باهتٍ، أو لم يقدم نفسه بالشكل المطلوب الذي يليق به كبطل.!! فمحبوه سيعلو صوتهم غضباً لأن فريقهم يهمهم، ومنافسوه سيضعونه تحت الضغط حتى يرفعوا من حالة التوتر ليفقد اتزانه ويبقى في دائرة الإخفاقات، في هذه اللعبة بالذات يجوز استخدام كل الأسلحة التي تضعف من المنافس وتفقده قوته، فكانت أول خطوةٍ لإضعاف النصر محاولة التأثير على رئيسه حتى يعلن استقالته ويبتعد، ومَن يفهم شخصية رئيس النصر لا يمكن أن يراهن على هذا الأمر كثيراً، فرئيس النصر ليس ممن يقبل أن يغادر المشهد وهو مهزومٌ؛ لهذا ظهر ووعد بتلافي الأخطاء، وعودة النصر من جديد إلى طريق الانتصارات، ولأنه أسس لعملٍ ناجحٍ مسبقاً، فمن الطبيعي أن يثق جمهور النصر في كل وعوده، أما مَن يركزون على أن النصر في طريقه للهاوية، وأنه لن يقدم شيئاً في هذا الموسم، فلا أظن أن مصلحة النصر تعني لهم شيئاً..!! لقد حصل في النصر هذا الموسم أخطاء مؤثرة لا أحد ينكر ذلك، حتى رئيس النادي يعترف بذلك، لكنها أخطاءٌ يسهل تداركها، خصوصاً أن الدوري سيمر بمرحلة توقفٍ كبيرةٍ يمكن من خلالها فعل كل شيءٍ. ففي كثير من الأحيان قد يؤثر الغضب على العمل، ويكون سبباً مباشراً في توالي الإخفاقات؛ لهذا على جمهور النصر أن يقف مع الفريق ويدعمه حتى يتجاوز المرحلة بنجاح. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي zaidi161@

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...