بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 ديسمبر 2012

غالب والنصر الجديد

كنت قد التقيت بالنجم إبراهيم غالب في بداية الموسم في أحد (المولات)، وحدث بيننا بعض النقاش من باب المداعبة (الهادفة)، حتى يصل صوت جمهور النصر من خلالها، ليقيني أن هذا النجم، يمثل ثقلا كبيرا في الفريق، وله قبول من الجميع، ويستطيع أن يوصل ما أريد ولو بشكل عفوي، فبعد تبادل السلام والتحية بيننا، قلت لصاحب المحل (مداعبا): لا تقضي حاجة غالب، نظر لي إبراهيم وهو مندهش ويردد لماذا؟ قلت له وأنا انظر لصاحب المحل: أنتم لم تقدموا لجمهور النصر أي شيء، بل على العكس تماما، كنتم سببا مباشرا في هجران نسبة كبيرة منهم للمدرجات، وصاحب هذا المحل نصراوي، وهو يتألم موسما بعد آخر بسبب إخفاقاتكم، وعدم قدرتكم على تحقيق طموحات جماهير النصر الكبيرة، وكأنكم تتفننون في تدمير أعصابهم، فابتسم وقال : سترون النصر هذا الموسم، كما لم تروه من قبل.. أعدكم بذلك . الشاهد من هذا الموقف، أن إبراهيم غالب وقتها، لم يكن (يمزح) كما كنا نعتقد، أو يقول هذا الكلام، من أجل أن ينهي الموقف بشكل لطيف، الرجل كان يعني ما يقول، والدليل نحن الآن نشاهد نصرا مختلفا تماما، فريق يؤدي بكل قوة، ويعمل داخل الملعب، بشكل يوحي للجميع أن هذا الفريق بطل، ولا يفصله عن تحقيق البطولات سوى الوقت فقط . الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، أن ما يحدث للنصر، ليس فقط بسبب المدرب، فقد حضر للنصر أشهر المدربين، ولهم سجل تدريبي حافل، إلا أنهم رحلوا، ولم يقدموا للنصر أي منجز قد يعيده إلى دائرة المنافسة، ما حدث للنصر مجموعة ظروف، اجتمعت في وقت واحد، وحضر النصر من خلالها كما نشاهده الآن، قد يقول قائل: النصر لم يحقق إلى الآن شيئا، ولم يضف لسجلاته أي منجز جديد .. هذا الكلام صحيح .. لكن الفريق يسير وفق (هوية) البطل، الذي ينتظر التتويج هذا الموسم . في مباراة الأهلي في دور الثمانية، من بطولة كأس ولي العهد، كان هناك أمر غريب، يحدث للفريق النصراوي، لأول مرة منذ زمن طويل، وقد اتفق معي الجميع، عبر وسائل التواصل، فهم يشاهدون (هيبة) بطل . فريق يريد تحقيق طموحات جماهيره، برغبة قوية ومختلفة، عن كل السنوات الماضية، هذا الأمر تجسد في لقطة واحدة، كانت عنوانا لمعنى الرغبة والعطاء، فبعد تسجيل هدف التعادل، والفريق يلعب خارج أرضه، وفي بطولة خروج المغلوب، يتسابق نجومه على إحضار الكرة، وكأن الفريق مطالب بتسجيل أهداف كثيرة، حتى يتحقق لهم التأهل، جميعها علامات، تدل على أن الفريق أصبح يقاتل بروح عالية، ويتقدم بكل قوة نحو البطولات. قبل المباراة، وفي ظل غياب نجمين مؤثرين في الفريق، كخالد الغامدي وحسني عبد ربه بسبب الإصابة، لم يكن التوقع بنتيجة المباراة لصالح النصر، لكن مدرب النصر وفي المؤتمر الصحفي، قال: صحيح هذا الغياب مؤثر، لكن لدينا البديل الجاهز، والفريق يعتمد على المجموعة الأساسية والاحتياطية على حد سواء، ولا نميز لاعبا عن آخر، الجميع يؤدون ما يطلب منهم داخل الملعب، ومتى ما كنتُ مضطرا للتغيير في الفريق، تحت أي ظرف، فالبديل سيكون في الموعد ولن يشعرنا بالنقص، تبدو هذه الكلمات عادية للمتلقي العادي، لكنها في غاية التأثير على كل نجوم الفريق، لهذا هم يقاتلون وروحهم عالية ويملكون ثقافة الفوز، التي بدأت تظهر وتتنامى مع كل مباراة يخوضها النصر. لم تكن دموع إبراهيم غالب بعد المباراة، بسبب التعب أو الإرهاق، أو حتى بسبب ألم معين، إنما الحقيقة أن إبراهيم غالب كان يشعر وقتها، أن ما يقدمه النصر ونجومه، أمر يبعث في النفس الفرح، ويجعل المشاعر تختلط بين ماضٍ محبط ومستقبل يشع من خلاله الأمل، وقرب تحقيق طموحات جمهور النصر الوفي . فارس نجد يرسل رسائل العودة، ويفتح أبواب الأمل من جديد، بعد أن ظن الجميع بأنه قد مات.. نعم كتبوها بالمانشتات العريضة، على صدر بعض صحافتهم (مات النصر)، وقد صدقهم حينها مَن صدقهم، لكن من كانوا يؤمنون بأن دوام الحال من المحال، وقفوا معه وتبعوه وتابعوه، حتى وهو يصارع على الهبوط، وهم يتألمون من كثرة إخفاقاته، اليوم هم موعودون بنصر مختلف، نصر جديد، سيعيد للأذهان تلك الأيام الجميلة . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

اتحاد الكرة (الجديد)بين التطوير والمعالجة

انتهت الانتخابات، وفاز الدكتور أحمد عيد برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتصويت، وهو نجاح مستحق لما يملكه الرجل من خبره رياضية كبيرة تؤهله بأن يكون رئيسًا لأهم لعبه على الإطلاق من بين كل الألعاب الرياضية؛ لما تحظى به من شعبية كبيرة على مستوى العالم. أصبح أحمد عيد الآن أمام الجميع مسئول مسؤولية كاملة عن كل ما يخص لعبة كرة القدم في رياضتنا، وستكون الأنظار متجهة حول العمل الذي سيقدمه ومدى قوة المخرجات التي ستنعكس على مستوى اللعبة خلال فترة رئاسته لاتحاد الكرة، لذلك يجب أن يعمل وفق البرنامج المعد مسبقًا والذي قدمه أمام الجميع أثناء المناظرة التي دارت بينه وبين الأستاذ خالد بن معمر، المرشح الأخر، والذي كان ينافسه على كرسي الرئاسة حتى آخر لحظة، فالنتائج كانت متقاربة ولم يكن تفوق أحمد عيد كاسحًا على عكس التوقعات. المرحلة صعبه وتحتاج إلى صبر وعمل؛ حتى نجتاز الأزمة الكروية السعودية التي قادتنا إلى تصنيف لا يليق بدولة كالمملكة العربية السعودية، لهذا يجب أن تتوحد الجهود وأن يعمل الجميع وفق ما يخدم المصلحة العامة لتعود الكرة السعودية إلى مكانتها الطبيعية. أحمد عيد الآن هو رئيس الاتحاد السعودي بالانتخاب، ولم يعد هناك أي مجال لمحاولات التضرر من هذا الاقتراع، بقي أن يتعاون الجميع مع إدارته من أجل أن يسيروا بالكرة السعودية إلى حيث ما نتمنى لها. يجب أن يدرك الدكتور أحمد عيد وهو الرجل الُمحنك أن ملفه الانتخابي الذي قدمه للناس ليس مجرد ملف من أجل الجلوس على الكرسي الساخن، هناك من سيفتح هذا الملف مستقبلاً وسيذكره بكل ما ورد فيه، لهذا هو مطالب أمام الشارع الرياضي بأن يوظف كل قدراته الذهنية، ويُسخر كل الإمكانيات المتاحة له في إنجاز كل ما وعد به، وأن يظهر عمله وفق ما تقدم به مسبقًا على أرض الواقع، بالرغم أن الملف كان يحتوي على نقاط لا أجد في إنجازها مستقبلاً ما يجعلها ذات صعوبة على كافة الجوانب الفنية منها والاستثمارية. إذا ما أراد الدكتور أحمد عيد، وهو كفاءة مميزة ولديه القدرة على تقديم عمل مميز، أن ينقل اتحاد الكرة من طور إلى طور من خلال تحقيق إنجازات كبيرة تعيد للأذهان أمجاد الكرة السعودية، فعليه أن يسير وفق اتجاهين: التطوير، ومعالجة السلبيات السابقة بشكل فوري؛ حتى يستطيع أن يؤدي خططه التطويرية دون أي منغصات قد تعيق عمله. في أنظمة الاحتراف وقوانينه وبعض لوائحها ملاحظات تستوجب إعادة النظر فيها، وتعديل بعض السلبيات التي كانت سببًا مباشرًا في بعض الجدليات خلال الفترة السابقة، خصوصًا بعض النقاط التي كانت الأندية تتضرر منها، فعلى سبيل المثال: انتقال لاعب محترف من ناديه الأساسي الذي تدرج فيه من البراعم حتى وصل الفريق الأول لناد آخر دون أن يكون لناديه الأساسي قيمة تعويض مجزية تتناسب مع فترة التدريب التي قضاها في ناديه الأصلي، أمر فيه ضرر كبير على الأندية تحتاج هذه النقطة إلى إعادة دراسة؛ حتى تستطيع الأندية الحصول على المبالغ المستحقة نظير فترة التدريب التي قضاها اللاعب. في الجانب الاستثماري واعتقد هذا الجانب هو أكثر أهمية على النطاق العام، فالأندية والمنتخبات تعاني من ضعف المداخيل المالية، وهي تعيش وضع مالي صعب وديون متراكمة، بسبب ضعف الاستثمارات وسوء الإنفاق، وهذا الأمر يشكل عبئًا أساسيًا على الاتحاد السعودي، يجب أن ينظر لهذا الملف القوي والحساس من منظور مختلف، يختلف عن بقية الملفات الأخرى، والعمل على تنشيط هذا الجانب من خلال عقود رعاية تتناسب مع قيمة الدوري السعودي، كمسابقة لها ثقلها الفني على المستوى الآسيوي. تحتاج الكرة السعودية خططًا واستراتيجيات تظهر نتائجها بعد أربع سنوات، كما تحتاج إلى البحث عن مكامن الخلل وأسباب التراجع، والعمل على تلافي السلبيات وإعادة هيكلة بعض اللجان وتحديد أهدافها، والأهم من هذا كله إبعاد كل من ليس له علاقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وإيقاف العمل التطوعي بحيث يكون العاملون في اتحاد الكرة من خلال اللجان جميعهم متفرغين. المهمة صعبة والمسؤولية كبيرة تحتاج دعمًا من الجميع، فأحمد عيد الآن رئيس منتخب وهناك جمعية عمومية سيكون لها دور واضح في تقييم العمل. متى ما وجد الدعم من الجميع وعلى رأسهم الإعلام، فالرجل مؤهل لأن ينجح ويقدم لنا عملاً مميزًا، لكن الوقوف عند الأخطاء واستعجال النتائج الايجابية لن يخدم المصلحة العامة في شيء بل على العكس تمامًا ستزداد السلبيات وقد نفاجئ باستقالة رئيس اتحاد اللعبة قبل نهاية مدته القانونية متى ما كانت الضغوط عليه كبيرة، فالإخفاقات متى ما حصلت لا يمكن أن تكون نهاية المطاف، قد تظهر أصوات مطالبه باستقالة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم مع أول إخفاق يحصل للكرة السعودية، عندها سنعود لنفس النقطة - تراجع وإخفاقات على كافة المستويات -. بالتعاون والدعم والتوافق سينجح رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، خلاف ذلك سيطول غياب الكرة السعودية. ودمتم بخير، ، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

الفتح ومقياس القوة

من يشاهد الفتح هذا الموسم لا يملك إلا أن يقف احتراما له ولما يقدمه من مستويات كبيرة من الصعب أن يقدمها أي فريق غيره صاحب امكانيات محدودة على المستوى الفني والمالي ، إلا أن العمل المقدم جعل من هذا الفريق رقما صعبا في مسيرة دوري زين للمحترفين ، وهنا يجب أن نتعلم من هذا الفريق النموذجي شيء مهم ربما قد يخفى على الكثيرين هو أن العمل المنظم المبني على استراتيجيات معينة لابد أن تكون نتائجه ايجابية ،وهذا ما كان يحدث في الفتح ،وضعوا له رجالاته اهداف معينة ، تتحقق في فترة زمنية معينة ، دون أن يتأثروا بأي عوامل خارجية تقف عثرة امام تقدمهم ، وضعوا الميزانيات الممكن توفرها وعملوا وفق هذه الميزانية ،ولن أستغرب اذا ما علمت بأن الفتحاويين مازالوا يتطلعون إلى تحقيق بطولة دوري زين هذا الموسم فهي حق من حقوقهم والمنافسة مازالت في الميدان ،ولن تكون المفاجأة كبيرة بالنسبة لي على اقل تقدير لو حققوا بطولة الدوري هذا الموسم فهم بلا شك يستحقون اللقب. مما يثبت أن الفريق يُدار بعقليات فاهمة وواعية ومدركة لحجم المسؤولية ويستطيعون قيادة الفريق إلى ابعد من ما نتوقع تصاريح المسؤولين عن الفريق من رئيس النادي إلى مدرب الفريق لم يظهر احد منهم في يوم من الايام وهو يقول هدفنا تحقيق الدوري حتى وهم يفوزون على اكبر الفرق وأكثرها شراسة وممارسة في تحقيق بطولة الدوري كمنافسة ذات نفس طويل بل على العكس تماما جميعهم متفقين على أن الدوري ليس هدفا استراتيجي لهم في هذا الموسم ووضحوا اهدافهم في البقاء ضمن المراكز الأربعة الأولى حتى يضمنون المشاركة في بطولة اسيا الموسم القادم وهو مكسب كبير لهم بلا شك ، فأحد أندية الاحساء يتواجد في احدى نسخ البطولة الأسيوية امر يسجل في تاريخ الفريق كإنجاز عجز عنه الكثيرين . لهذا اجد الفتح وبرغم من كل العوامل المساعدة والبسيطة التي يسير وفقها مقياس حقيقي لأي فريق من اندية زين، ولن يستطيع هزيمته إلا الفريق القوي الذي يعرف كيف يجاريه داخل الملعب حتى وأن تفوق عليه كعناصر ومستوى فني فالفريق يملك مدرب متميز يُجيد قراءة المنافسين داخل الملعب ويملك عناصر تطبق الخطة بكل دقة اثناء المباراة وهذا هو سر تفوقه على الكثير من الأندية . في مباراة الهلال لم يكن المتابع الرياضي يتوقع هزيمة الهلال ولا حتى التعادل مع الفتح لعوامل فنية ومعنوية كثيرة لعل من ابرزها الفتح خرج من البطولة العربية وهذا الخروج كان كفيل بأن يدخل الفتح في دوامة الخسائر المتتالية ، فلم يقدم أمام النصر أي مستوى ، والنصر حينها كان يلعب مباراة كاملة ناقصا بعد طرد مدافعه شوكت في الدقيقة الثانية من زمن المباراة ، بل على العكس كاد أن يخرج خاسرا في المباراة لولا أن الحظ ابتسم للفريق، وأتت مباراة الهلال بعد النصر مباشرة ليكون الفريق قد استنزف فنيا وبدنيا من جراء المشاركة العربية ومباراة لا تقل قوه عن الهلال مع النصر والفتح كفريق لا يمكن أن يكون متمرسا على اجواء قوية بهذا الشكل الا أن الفريق خالف كل التوقعات وقدم مباراة هي الأجمل على الإطلاق للفرق الفتحاوي ، بعد هذه المباراة برهن هذا الفريق على أنه فريق بطل ويستحق الاحترام والتقدير وأصبحت مساحة التعاطف مع هذا الفريق اكثر اتساعا من ذي قبل ويتمنونه بطلا جديد لدوري زين هذا الموسم . الفتح بعد الفوز على الهلال ولع المنافسة وفتح باب الأمل للكثير من الأندية حتى تنافس على تحقيق الدوري، يأتي في مقدمتهم الشباب والنصر وقد يكون الفتحاويين هم الحصان الرابح اذا ما استطاعوا أن يتغلبوا على الارهاق ويدعموا الفريق ببعض العناصر الجديدة التي تقدم اضافة للفريق حتى يستطيع المواصلة نحو تحقيق بطولة الدوري . يظهر من فترة لأخرى بعض الأنباء عن بيع عقد لاعب فتحاوي كربيع سفياني او التون الذي يقدم مع الفريق اجمل المستويات بل هو رقم صعب في خارطة الفريق يصعب تعويضه اذا ما انتقل، نجوم كثيرون يتردد ذكرهم إعلاميا وبأنهم سينتقلون في فترة الانتقالات الشتوية القادمة اذا ما صحت هذه الأنباء فأن الفتح قد يتنازل عن كل مكتسباته السابقة وقد يتراجع إلى ابعد من المركز الرابع لهذا يجب على الفريق المحافظة على توازنه خصوصا نقاط القوة التي يتفوق من خلالها على الكثير من أندية زين . أنا شخصيا لا اعتقد أن ضمن اهداف الفتحاويين حاليا الاستثمار في عقود بعض نجوم الفريق هم يسيرون خلف اهداف اخرى حسب تصاريحهم وما يثار في الإعلام هو نوع من التأثير النفسي على بعض النجوم بهدف تشتيت اذهانهم وزعزعت استقرار الفريق الذي لا يجد دعم إعلامي يوازي بعض الأندية الجماهيرية . الفتح مقبل على اهم مرحلة قد تكون في تاريخه، لهذا يجب أن يستمر العطاء من الجميع وتقديم كل الحوافز الممكنة لرفع من معدل الثقة بالنفس لدى كل نجومه بهذا فقط سيرتفع الحماس ويزداد الاصرار على تقديم منجز يفخر به كل ابناء الاحساء . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

ياسر .. والمهمة الوطنية

دائمًا ما نسمع بعض الإعلاميين يرفضون ربط الوطنية بالمجال الرياضي ، فبعضهم يقول ما علاقة الرياضة بالوطنية ؟! وهل تكون سببًا مباشرًا في وصف بعض النجوم بعدم الوطنية؟ في هذا الأمر تحديدًا يجب أن نتفق على وجهة نظر واحده ، تتمثل في أن العمل الوطني واجب على كل فرد من أفراد المجتمع، بحكم انتماءه لهذا الوطن وخدمته من الواجبات الملحة مهما كان نوع الخدمة وفي أي قطاع من قطاعات الدولة . ولا يقبل من أحد كائنًا من كان وتحت أي عذر أي تخاذل أو تقاعس في أداء واجباته تجاه الوطن ، فهي قاعدة لا يُقبل فيها أي استثناءات مهما كان الأمر ، لأن الوطن والمواطنة من الأساسيات المهمة في حياة الشعوب ، ولن ينهض أي وطن ويتقدم دون تكاتف أفراده وتضحيتهم من أجل رفعته وسموه حتى يبقى شامخًا مزدهرًا . هذه نقطة جوهرية لا يقبل فيها أي نقاش مهما كان الأمر، وتعزيزها في النفس من الضروريات التي لا يمكن تجاوزها أو التقليل منها ، ومن المهم أن نتفق عليه من مبدأ خدمة الوطن مهما كانت أهمية هذه الخدمة، لهذا من الظلم أن نجد تبريراً لأي فرد يرفض خدمة الوطن مهما كان عذره، وهو قادر على خدمته، بل من المفترض أن تكون المبادرة منه دون قيد أو شرط ، ويتألم عندما لا يحظى بشرف خدمة وطنه . قد نتهاون في الأشياء السهلة ،والتي نعتقد أنها بسيطة ولا تؤثر ، ولا نعيرها أي اهتمام، لكن انتشارها عبر وسائل الإعلام قد تسبب مشكلة كبيرة في تغيير بعض الثوابت التي يجب أن تكون ركيزة من الركائز الأساسية عند كل فرد من أفراد هذا المجتمع، فالدين- والوطن- والمليك- ثوابت لا يمكن المساس بها أو حتى التهاون فيها تحت أي ظرف من ظروف الحياة، لهذا من الضروري جدًا أن نعمل على تعزيز هذه الجوانب لدى أفرد المجتمع . والمجال الرياضي أرض خصبة يمكن استغلاله بالشكل الإيجابي لإيصال أهمية هذه الجوانب لكل أفراد المجتمع الصغير قبل الكبير بأسلوب سهل وسلس يستوعبه الجميع، ونمرر من خلاله ما يعزز ثقافة الانتماء للوطن. لكن عندما يحدث العكس ونجد من يستسهل هذا الأمر بطريقة أو بأخرى، ويعمل على فصل المجال الرياضي وخدمة الوطن من خلاله عن الوطنية والمواطنة الحقيقة، هنا يجب أن نعيد تقييم الموقف بشكل أكثر وعيًا وإدراكًا لأننا بهذا قد نبتعد عن بعض المفاهيم المهمة التي تصب في مصلحة الوطن، وقد نقع في المحظور دون أن نشعر ، مما قد يؤدي إلى زعزعة روح الانتماء لهذه الوطن. أستطيع شرح ما سبق من خلال هذا المثال ،المجال الرياضي وتحديدًا كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية بين كل الألعاب، ومتابعوها بالملايين وهم من فئة الشباب كنسبة عالية ، عندما يسمعون عن اعتذار لاعب عن الانضمام للمنتخب، وهو يؤدي مع ناديه أفضل المستويات ويحقق نتائج إيجابية لفريقه، سيشعرون بأن أهمية الوطن من خلال تقديم ما يفيده ويرفع من شأنه لم تعد بتلك القيمة المهمة، وهذا أمر خطير متى ما وصل هذا الشعور لنفس أي فرد من أفراد المجتمع . في السابق يتسابق نجوم الرياضة السعودية على خدمة الرياضة السعودية وعندما يجدون أسمائهم من خلال وسائل الإعلام المحدودة في تلك الفترة، تجدهم في قمة الحماس ويقدمون الغالي والنفيس من أجل خدمة الوطن، لكن اليوم اختلف الأمر تمامًا لم يعد هناك نجوم يحملون نفس القدر من الحماس والرغبة التي كانت موجودة لدى نجوم الأمس، فيظهر من يعتذر عن المشاركة بسبب وضعه النفسي وهو يقدم مع ناديه أفضل العروض. والكارثة الأخرى - إن صحت الأنباء - عن مدرب المنتخب السعودي فرانك ريكارد عندما اتصل بأحد النجوم يستأذنه في ضمه للمنتخب .. أمر مخجل لو صح هذا الخبر . ياسر القحطاني - كقائد للمنتخب السعودي - يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه شباب هذا الوطن كقدوة لهم، من هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأنه لم يوفق في قرار الاعتزال الدولي، فخدمة المنتخب مهمة وطنية في المقام الأول لا يقبل فيها أي اعتذار مهما كانت الأسباب والمبررات ،حتى لا يكون هذا القرار مأخذًا عليه أمام الرأي العام ويظهر أمام المجتمع بصورة لا تليق به شخصيًا ؛ لأن التأويلات ستطوله وقد تذهب بعض الآراء لمنحى آخر بعيدة كل البعد عما يدور في نفس ياسر، ولا تجد من يقبلها؛ لأنها قد تطال روح الانتماء والمواطنة، ومنهم من قد يرى بأن انتماء ياسر لناديه أكبر من المنتخب الوطني . خدمة الوطن أمر واجب، ومن يرفض خدمته لا يستحق العيش فيه، مهما كانت المبررات، الجميع جنود مجندة لخدمة هذا الوطن . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

الله يستر من الحد البحريني

في أثناء متابعتي للمواقع الرياضية لفت انتباهي خبر فوز الإسماعيلي المصري على ضيفه الخرطوم السوداني في مباراة الإياب بنتيجة 5-صفر، بعد أن انتهت مباراة الذهاب بنتيجة 3-1 للخرطوم في بطولة كأس الاتحاد العربي، والتي يشارك فيها النصر السعودي والفتح، في إشارة واضحة بأن كرة القدم ليس فيها مستحيل، وهذا ما أخشاه على النصر في مباراة اليوم أمام الحد البحريني، فنتيجة الذهاب قد تجعل النصر أكثر اطمئنانًا؛ لأنه يعتبر حسابيًا أكثر حظوظًا في التأهل لدور الثمانية من الحد البحريني، لكن الركون لهذا الأمر بشكل مطلق دون بذل مجهود داخل الملعب قد يجعل الحد البحريني أمام مباراة سهلة، وقد تنقله لدور الثمانية من أصعب الطرق بدل النصر. لهذا من الضروري أن يعي نجوم النصر هذا الأمر جيدًا، وأن يقدموا في المباراة مستوى ونتيجة تلغي أي مفاجأة قد تحدث لا سمح الله، خصوصًا وأن مدرب الحد قد قدم لهم أسرار الانتصار على طبق من ذهب دون أن يشعر، وقتل فرصة المفاجأة التي كانت من الممكن أن تساهم في انتصار فريقه على النصر والانتقال لدور الثمانية، بعد أن قال في المؤتمر الصحفي - الذي كان بعد مباراة الذهاب في الرياض - بأن ملعب المحرق مساحته صغيرة ولن يجد لاعبوا النصر مساحات كبيرة حتى يقدموا مباراة كبيرة فنيًا كما فعلوا على استاد الملك فهد الدولي وسيكون الأمر سهلاً على فريقي. بهذا يكون الوضع قد أصبح واضحًا أمام مدرب النصر ونجوم الفريق في اختيار الطريقة المناسبة التي تنسجم مع صغر الملعب واللعب بأسلوب يتناسب مع مساحته، ولا أعتقد أن مدرب النصر لا يملك الطريقة المناسبة خصوصًا وهو يملك من النجوم القادرين - بعد توفيق الله - على تطبيق كل ما يطلب منهم، ربما تكون مساحة الملعب عاملاً مساعدًا للفريق النصراوي؛ لأنه فنيًا - وفق ما شاهدنا في مباراة الذهاب - أفضل بكثير من الحد البحريني، ولو اتبعوا الأسلوب السهل في التمرير والاحتفاظ بالكرة فترة طويلة مع استغلال بعض الثغرات التي قد يتركها دفاع الحد نتيجة اندفاعهم لتحقيق نتيجة ايجابية في أسرع وقت، ربما تتكرر نتيجة الذهاب في الإياب ويكون النصر بذلك قد قدم مستوى ونتيجة ترضي جماهيره وتخيف منافسيه في الأدوار التالية. سيدخل الحد البحريني المباراة تحت شعار - أكون أو لا أكون - وهو في تصوره لن يخسر شيء، هي مغامرة إذا ما نجحت فلن تكون للخسارة معنى، وهذا ما قد يُصعب مهمة النصر، فالاندفاع القوي الذي سيعمل عليه مدرب الحد البحريني قد يحرج النصر كثيرًا وربما يخرجه من جو المباراة، لهذا يجب أن يكون التصرف السليم والمدروس هو الذهاب بدقائق المباراة الأولى إلى بر الأمان دون أن يلج أي هدف في مرمى الفريق النصراوي، مما يزيد من الضغط النفسي على الفريق البحريني، ويستطيع نجوم النصر بعد ذلك بالمخزون المهاري واللياقي أن يقودوا المباراة بالطريقة التي يريدونها ويحققوا من خلالها نتيجة ايجابية تؤكد أحقيتهم في التأهل. في عالم كرة القدم المنافسات ذات النفس القصير تكون المباريات فيها مرتبطة ببعضها البعض من الناحية النفسية، بمعنى عندما تكسب في الدور السادس عشر بنتيجة كبيرة، فإن هذا يضاعف من حظوظك في المنافسة معنويًا ويضعف منافسك في الدور التالي؛ لأنه سيدخل لمباراة وهو تحت ضغط النتيجة الكبيرة التي حققها الفريق في الدور السابق، مما يسهل بعض الشيء من مهمته ويكون أكثر ثقة من الفريق المنافس. يملك النصر حاليًا فريقًا منظمًا ونجومًا قادرين على تحقيق أي بطولة، مع مدرب جيد ومتحمس للعمل ولديه رغبه واضحة لصنع فريق مميز يقوده لتحقيق ما يصبوا إليه، هذا الأمر يؤكده حديثه في أول تصريح له بعد وصوله لتدريب الفريق النصراوي، فالرجل كان واضحًا عليه الثقة ولديه ما يضيفه للنصر، فقد كانت بصماته واضحة على أداء الفريق في المباريات السابقة، وهذا يدل على أنه قدم عملاً جيدًا خلال الفترة الماضية، ودرس كل جوانب الضعف، وعمل على تعديلها حتى أصبح شكل الفريق مختلفًا، وأصبحت المجموعة تقدم مستوى فنيًا جيدًا وأداءًا منظمًا داخل الملعب خصوصا في الشق الهجومي إلا أن الجانب الدفاعي مازال يعتبر هو الأضعف بين كل خطوطه، ولولا الله ثم براعة عبد الله العنزي في الكثير من الكرات لأصبح خط الدفاع نقطة ضعف واضحة للجميع. البطولة العربية فرصة مواتية، يستطيع النصر من خلالها العودة مجددًا لطريق البطولات، فالانجازات وثقافة الانتصارات تبقي أي فريق على ذات الطريق وتستمر انجازاته، أما الابتعاد واستمراره فترة زمنية طويلة، تفقد الجميع التركيز وتجعل الفريق تحت الضغط الجماهيري والإعلامي. ودمتم بخير، ، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

في رياضتنا. . (رشوة)

عنوان مقالي لهذا اليوم قد يكون محبطًا بعض الشيء، ويبعث في النفس الحسرة والحزن على حال رياضتنا، لكن لهذا العنوان المحبط ما يبرره، فالقضية برمتها تناولتها صحيفة سبق الالكترونية، عندما نشرت قضية لاعب حاول أحد رؤساء الأندية (رشوته) حتى يعمل على مساعدة فريقه في كسب المباراة، هذه القضية إذا ما ثبتت فعلاً تعد من وجهة نظري من أكبر وأخطر القضايا التي قد تمر في تاريخ الرياضة السعودية، ولها تأثير مباشر على سمعة دولة بحجم المملكة العربية السعودية، لهذا لا يجب أن يصمت الجميع على هذا الموضوع، وعلى الجهات ذات العلاقة أن تبدأ بالتحقيق حتى ينكشف أمر هذا الخبر، إما بإثبات ما نشر على لسان اللاعب المدعي، أو معاقبة من أثار هذا القضية دون أن يتيقن من صحتها قبل نشرها، وفي كل الحالات ستكون الحقيقة مطلبًا للجميع؛ حتى تتضح الصورة ويتم محاسبة كل من كان له علاقة فعلية بالقضية. أما دور رعاية الشباب في هذه القضية فقد صرح به الأمير نواف في برنامج "المنصة" على القناة الرياضية، وقد وضح دورهم في البحث عن تفاصيل القضية والتحري عنها من خلال مخاطبة الجهات المختصة في مثل هذه القضايا، وفور ثبوت هذا الأمر أوضح بأن رعاية الشباب سيكون لها عقوبات خاصة وفق لوائحها وموادها المنصوص عليها في كل الاتحادات التابعة لرعاية الشباب. في هذه القضية تحديدًا يجب أن تكون الشفافية حاضرة وعدم التكتم عن أي تفاصيل لها علاقة بالقضية، على أن تكون العقوبات معلنة حتى يعلم الجميع بأن تجاوزات بهذا الحجم -والتي فيها مخالفة شرعية يجرمها ديننا الحنيف- لن تمر دون عقوبات رادعه تجعل إمكانية تكرار هذه القضية في رياضتنا غير وارد مرة أخرى. - - موسم للنسيان يا..آتي أقل ما يجب أن نقوله عن موسم الاتحاد: هذا هو موسم للنسيان، فلن تجد اتحادي يقبل بأن يكون حال فريقه بهذا الشكل المحبط، فقد عاشت فرقة النمور أوضاعًا يصعب على أي اتحادي قبولها أو حتى الاقتناع بها، فالأوضاع الحالية لا تبشر بأي شيء إيجابي قد ينقذ موسم الاتحاد من الإخفاق. في مباراة الشعلة في جده استطاع الاتحاد أن يخرج منتصرًا في آخر ثواني المباراة بعد أن كاد الفريق الشعلاوي أن يحرجه ويخرج على أقل تقدير متعادلاً، وفي السابق -مع احترامي للشعلة- كان الاتحاد على ملعبه وفي المباريات السهلة مرعبًا يمطر شباك ضيوفه بالأهداف، واليوم الآتي يفرح بشكل هستيري لأنه أحرز هدف الانتصار في وقت متأخر من المباراة. وفي مباراة الأهلي في الشرائع ظهرت علة الاتحاد بشكل واضح، وكانت الخسارة قاسية من المنافس التقليدي له، الاتحاد بكل صدق يعيش أوضاعًا سيئة جدًا على كافة الأصعدة قد تصل إلى مستوى أزمة حقيقية يصعب حلها في فترة بسيطة، فالوضع المالي شبه منهار، والفني ليس بأفضل حال، والأوضاع النفسية في غاية السوء، وضع سيئ في مجمله يحتاج إلى عمل شاق حتى يتم تجاوز هذه المرحلة. الآتي. . يحتاج وقفه صادقة من الجميع قبل أن يصل به الحال -في ترتيب الدوري- لمكان لا يليق به كفريق بطل صاحب صولات وجولات على المستوى المحلي والآسيوي. - (الفتح) بطل جديد في الكرة السعودية- قرأت قبل أيام تقريرًا عبر أحد المواقع الرياضية يتحدث عن فريق الفتح، وإمكانية تحقيق بطولة الدوري، وأنا هنا لا أجد أي عجب في هذا الأمر، بل على العكس تمامًا، فالفتح مرشح قوي لتحقيق بطولة الدوري والبطولة العربية متى ما استمر في تقديم المستويات المميزة التي جعلته يتصدر الدوري لفترة طويلة من عمر المسابقة. اجتمعت في الفتح كل عوامل النجاح، رغم ضعف الإمكانيات المالية للفريق مقارنةً بغيره من الأندية المنافسة على بطولة الدوري، فهي لا تقارن بأي حال من الأحوال كمصروفات ببقية الأندية التي تملك عقود رعاية ضخمة، إلا أن العمل والإخلاص والمثابرة والجد لا تخضع لمقياس معين سوى الرغبة في العمل المتواصل لتقديم نتائج جيدة. في الفتح تحديدًا كان العمل منذ الصعود للدرجة الممتازة قبل سنوات بشكل تدريجي إلى إن وصلوا اليوم لصدارة الدوري، بمعنى أن الفتحاويين لم يكونوا نائمين طول السنوات الماضية وعندما استيقظوا وجدوا أنفسهم في صدارة دوري زين، هم قدموا عملاً منظمًا له أهداف واضحة وُضعت بدقه وعناية وفق إمكانيات واضحة فكانت النتائج جيدة بتحقيق الجزء الأكبر منها. قد يشهد هذا الموسم ولادة بطل جديد في الكرة السعودية هو الفتح، وهم يستحقون هذا المجد بكل تأكيد متى ما تحقق، وإن لم يتحقق فيجب أن يستمر الفتح في هذا الطريق ويدرك كل الفتحاويين بأنهم باتوا قريبين من معانقة المجد. ودمتم بخير، ، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...