بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

النصر المحلي.. وهلال العالمية

من المفارقات الغريبة في عالم كرة القدم ما يحدث لفريقي النصر والهلال ، وكلاهما حسب توجهاته المستقبلية وبرامجه ، فالهلال منذ النسخة الجديدة لبطولة آسيا وهو يبحث عن لقب البطولة حتى تنتهي معاناته مع العبارة الشهيرة (العالمية صعبة قوية) ؛ لأنه بهذا يكون قد أنهى كل متطلبات الفريق البطل المميز على المستوى القاري ، فمشاركة الهلال في بطولة العالم للأندية تعد في حد ذاتها إنجازاً مهماً يكمل به الحلقة المفقودة في إنجازاته ، وهذا أمر طبيعي، والمطالبة به ليست غريبة، وخصوصاً أن الهلال نادٍ يُجيد صناعة النجوم المتعاقبة والتي تمتاز بالموهبة والقدرة على المحافظة على رتم النتائج والإنجازات وتحقيق البطولات ، هناك أندية عندما تفقد جيلاً أو ينتهي عمرهم الافتراضي في الملاعب تجدهم يتراجعون على مستوى النتائج والبطولات ، وقد يبتعدون عنها فترة زمنية طويلة ، والأدلة في هذا السياق كثيرة ، يبرز من أهمها النصر والاتحاد ، على الرغم من أن الناديين حققا على المستوى العالمي ما عجز عنه الهلال حتى هذه اللحظة ، لكن الهلال مازال يدخل المسابقات الرياضية المحلية وهو الأكثر جاهزية من غيره ، وفي نهاية الموسم تجد حصاده مختلفاً عن غيره ، بمعنى أن الهلال من الصعب أن يخرج في أي موسم من المواسم بدون بطولة أو بطولتين محليتين ، وهذا أمر يحسب لكل الأشخاص الذين يقفون خلف هذا النادي العريق ، المسألة ليست صعبة أو من ضرب الخيال ، المسألة عناصر تؤدي بشكل جيد داخل المستطيل الأخضر، وإدارة توفر كل متطلبات هذا الفريق، ويبقى التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى . الهلال نموذج حي وعنوان حقيقي لمعنى العمل الجيد والدليل ما يقدمه من إنجازات على المستوى المحلي، ويبقى الإنجاز القاري وهو قادر بلا شك ، وتبقى الفرصة متاحة له كأكثر الأندية حظوظاً خلال الفترة القادمة، خصوصاً وهو طرف ثابت في المشاركة الآسيوية خلال السنوات الماضية ، ما يعيق الهلال لتحقيق بطولة آسيا هو ذات الشيء الذي يعيق النصر للعودة للبطولات المحلية ، والنظرة هنا يجب أن تكون شاملة بعيدة عن ظروف الفريقين وإمكانيات كل فريق ، وقد تجعل الفترة الأخيرة للفريقين من مقالي هذا أكثر وضوحاً للقارئ الكريم . النصر يقدم هذا الموسم موسماً استثنائياً بكل المقاييس، على الرغم من بعض الإخفاقات التي واجهها في بداية الموسم مع المدرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا إلا أنه عاد وواصل البحث عن تحقيق النتائج الإيجابية حتى وصل مع الهلال لنهائي كأس ولي العهد بكل جدارة واستحقاق، بعد أن أقصى النادي الأهلي الذي يعتبر حالياً من أقوى وأهم الأندية على المستوى الآسيوي، إلا أن التوفيق لم يحالفه في الحصول على كأس ولي العهد، وذهبت البطولة للفريق المتمرس على حصد الألقاب المحلية ، ليعود النصر من جديد لمعاناته ويصبح مسلسل التفريط بالبطولات مستمراً، إذن هناك عوامل مختلفة تعيق تقدم الفريق النصراوي على المستوى المحلي والهلالي على المستوى الآسيوي، ومن وجهة نظري الهلال والنصر لا ينقصهما شيء من أجل تحقيق أحلام وتطلعات جماهيرهما، وما يعيق هذا الأمر هو إحساس الفريقين بأهمية المنجز الذي يطمحون لتحقيقه، وهذا ما قد يعيق تحقيقه متى ما أصبح هاجساً يضع الجميع تحت الضغط ، لدينا أندية كثيرة في دورينا تتفوق فنياً على أندية آسيا المشاركة في البطولة الآسيوية، والهلال يتفوق عليها ذهاباً وإياباً، لكنه يخفق أمام الأندية الآسيوية الأقل فنياً من الأندية المحلية ، إذن الموضوع ليس موضوع مستوى فني ..! هو زيادة اهتمام ترتب عليه زيادة ضغط حتى فُقد التركيز ، وأصبح الأمر بالنسبة للهلال أكثر صعوبة من قبل ، وفي النصر الحال ذاته، جماهيره وإعلامه وكل من ينتمي للنصر ينتظر بطولة محلية تلغي سنوات الجفاف والقحط التي مرت على النصر ؛ مما ترتب عليه ضغط نفسي كبير على اللاعبين والإداريين والجهاز الفني ، أكثر من فريق فني أشرف على النصر طوال الفترة الماضية ونجوم كبار انضموا للفريق وجميعهم يستغربون ابتعاد هذا الفريق الذي يضم نخبة جيدة من النجوم لم يحقق بطولات ومبتعد عنها منذ زمن . الجوانب النفسية لها دور كبير في تجهيز أي فريق مهما بلغت قوته ، هنا يظهر دور علم النفس الرياضي وندرة المتخصصين في هذا المجال ، من الضروري أن تهتم الأندية بالجوانب النفسية والتعامل مع متخصصين في المجال النفسي الرياضي ؛ لأن قدرات اللاعب البدنية تحتاج إلى دعم نفسي وأسلوب ذهني ملم بكل أبعاد التركيبة النفسية له، وتكون مبنية على بحث علمي دقيق معتمد على المتابعة المستمرة للاعب حتى يتمكن من إظهار كل طاقاته داخل الملعب دون أن يتأثر بما يدور حوله. وضع الهلال مع البطولة الآسيوية والنصر مع البطولات المحلية يفرض علينا التركيز على بعض الجوانب الأخرى البعيدة عن الجانب الفني والإداري ، قد أعتبره جانباً مهماً يتوازى في أهميته مع الجوانب الفنية والإدارية . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 21 أبريل 2013

الخصخصة وإعلام الصمت..!

دائماً ما يكون العمل الناجح مبنياً على رؤية مستقبلية وفق أهداف وإستراتيجيات معلومة تقدّم حسب خطة واضحة تنفذ بالشكل المدروس والسليم، وحتى إن صادف هذا العمل بعض المعوقات تكون هناك خطط بديلة تعيد العمل من جديد للطريق السليم حتى يصل للأهداف المرجوة، هذا الأمر نظرياً يبدو سهلاً ولا يحتاج لمجهود سوى قليل من العبارات، لكن تنفيذه يحتاج لمجهود بدني وفكري؛ لأن الغاية والمحصلة النهائية هدفها التغيير للأفضل في منظومة العمل المقدم، وهذا ما حصل في مشروع (الخصخصة). فعلى حسب علمي أن مشروع (خصخصة الأندية) كانت فكرته مطروحة من أيام الأمير سلطان بن فهد الرئيس السابق لرعاية الشباب، وقد اعتمدت هذه الفكرة في بدايتها على تقديم دراسة شامله تحدد مدى إمكانية (خصخصة الأندية)، وكان الهدف من هذه (الخصخصة) خروج الأندية كمصروفات من جلباب الإنفاق الحكومي، وأن تكون لها إيراداتها الاستثمارية الخاصة بها التي تجعلها تقدم عملاً رياضياً اجتماعياً ثقافياً كدور أساسي لها في خدمة المجتمع. سار الأمر على ما يرام، وتم أخذ الموافقات اللازمة حتى تتضح الصورة من إمكانية (خصخصة الأندية) في تلك الفترة - إن لم تخني الذاكرة - كانت وزارة المالية مرحبة بالفكرة، وأبدت تجاوباً كبيراً وتعاوناً في سبيل إنجاح هذا الأمر، بعد هذه الفترة توقف الأمر تماماً، ولم نعد نسمع أي جديد عن مشروع (الخصخصة) سوى بعض المقالات والتصاريح التي لم تكن واضحة، هل ألغيت فكرة (الخصخصة) وعادت الأندية لوضعها السابق؟ أم أن الوضع أصبح صعباً والفكرة لا يمكن أن يتنبأ بنجاحها؛ لأن هناك من لا يجد في الأندية استثماراً ناجحاً..! كانت أسئلة كثيرة تدور رحاها حول سؤال واحد: لماذا توقف مشروع (خصخصة الأندية)..؟ بعد ذلك استلم الأمير نواف بن فيصل رئاسة رعاية الشباب، وأذكر حينها أنني كتبت عن هذا الشاب الذي تخرج من مدرسة عراب الرياضة السعودية الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله)، وقلت: هذا الشاب سينجح في تغيير وتطوير الرياضة السعودية؛ لأنني -بكل صدق- لمست فيه الرغبة الصادقة للعمل وتقديم كل ما يخدم تطور الرياضة، فكان مشروع (الخصخصة) من ضمن أولويات هذا الأمير الشاب المتحمس، ولعل من أهم القرارات التي صدرت عن سموه حينها إنشاء إدارة جديدة داخل رعاية الشباب باسم "إدارة الاستثمار وتخصيص الأندية "، حينها أيقنت أن أمر (الخصخصة) لم يعد حلماً يراود البعض بل أصبح واقعاً ملموساً، فقد أعاد الأمير نواف الفكرة إلى أرض الواقع مرة أخرى، وقد جهز لها الخطط والإستراتيجيات المناسبة المبنية على دراسة مستفيضة من خلال هذه الإدارة التي بدأت ترسم خطط الاستثمار في الأندية وأعطتها فرصة البحث عن مداخيل لها، فمعنى أن تصدر رعاية الشباب -ممثلة في إدارة الاستثمار وتخصيص الأندية- قراراً يقضي باستثمار الأندية للأراضي والمنشآت المخصصة لها والمملوكة للدولة فهي تفتح آفاقاً جديدة في عالم الاستثمار والمال لكل الأندية التي كانت تعاني في السابق ومازالت تعاني ولن تنتهي هذه المعاناة إلا بعد أن تصبح الأندية الرياضية استثمارية ولها مداخيل ثابتة تجعلها تتحرك وفق السياسات العامة لها. بعد هذه الخطوة المهمة جاءت الخطوة الأهم والمعنية بتحويل حلم (الخصخصة) لحقيقة، فقرر أمير الرياضة والشباب تشكيل لجنة تعمل على فتح باب (الخصخصة) مرة أخرى ودراسة الأمر بالشكل المناسب الذي يتناسب مع وضع الأندية حتى لا يصطدم هذا المشروع الضخم بالواقع ويتوقف قبل تقديمه للرياضيين، وقد تكون مؤشرات النجاح بدأت منذ إعلان أسماء أعضاء اللجنة التي كان رئيسها الأمير عبدالله بن مساعد رجل المال والاستثمار، ومعه نخبة من الشخصيات العامة التي تملك الخبرة والدراية في عالم المال والاقتصاد. قامت اللجنة بعملها، وأخذت الوقت الكافي من أجل تقديم دراسة واضحة لمشروع مهم جداً، وهذا ما تحقق، يبقى الآن آلية العمل في تطبيق هذه الدراسة على أرض الواقع بعد موافقة مجلس الاقتصاد الأعلى. مشروع (الخصخصة) من أهم المشاريع الرياضية التي تضعنا على الطريق الصحيح في أسلوب العمل التطويري للرياضة السعودية، لكن مع الأسف لم يكن هذا الحدث على المستوى الإعلامي والجماهيري ذا صدى كبير، فقد ذهب الجميع لمناقشة أمور كثيرة قد لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة رياضة وطن، وتركوا ما قدمته لجنة (خصخصة الأندية) والجهد المبذول في هذا المشروع من قبل اللجنة المكلفه بتقديم الدراسة، حتى الإشارة لما دار في المؤتمر الصحفي الذي عُقد من أجل هذا الموضوع لم تكن بالشكل المطلوب، وهذا الأمر قد يقود للإحباط، ولو افترضنا أن اللجنة لم تستطع إنجاز هذا العمل أو صاحبه بعض من جوانب التقصير لتغير الأمر وأصبحت درجة الاهتمام والتركيز عالية بحجة أن هذا هو دور الإعلام كرقيب ومتابع..!! فهل يختزل الدور الإعلامي في جزئية "الرقيب" فقط؟ سؤال مهم، ولا أظن أن إجابته يمكن تطبيقها على أرض الواقع..! ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

السبت، 13 أبريل 2013

(نور) بين العمل والعاطفة

لا يمكن لأي عمل في الدنيا أن يحقق أهدافه ويصبح ناجحاً وله نتائج إيجابية يرضى عنها المستهدفون من هذا العمل وهو يُدار بالعاطفة، وقراراته مبنية على العواطف والمجاملات، دون النظر لمدى قيمة تلك القرارات وجدوى فائدتها من عدمها لذات المؤسسة المعنية بتقديم العمل. من يعتمد في عمله على إرضاء بعض الفئات على حساب منظومة عمل بأكملها لن يستمر في مكانه مهما وجد من دعم ومساندة، فهذه الأمور يكشفها أفراد المجتمع بمجرد أن يلاحظوا الخلل في وضع معين. أصبحت المجتمعات والشعوب أكثر وعياً من ذي قبل، ولديهم القدرة على التعبير عن آرائهم ومواجهة الحجة بالحجة وإظهار نقاط الخلاف أمام الرأي العام بالأسلوب الذي يكفل لهم سماع أصواتهم والاستجابة لمطالبهم دون الإضرار أو التجاوز في طرح ما يرونه خطأ يعيق تقديم ما يتمنونه على مختلف المستويات في أي مجال من مجالات الحياة، وهذا الأمر يفرض على كل مسؤول أن يفهمه ويدركه جيداً؛ مهما بلغت مكانته ودوره في المجتمع، وأن يعتبر هذا النضج الحاصل من أثر الثورة المعلوماتية والتقنية دافعاً له لتقديم عمل ترضى عنه النسبة الكبرى من أفراد المجتمع، ويدرك جيداً أنه تحت الرقابة والمتابعة، ليس فقط من الجهة المسؤولة عن أداء عمله، بل من كل شرائح المجتمع. في الأيام القليلة الماضية حدثت في الوسط الرياضي بعض القضايا والأحداث التي لا يمكن أن تميل فيها مع أي اتجاه، وهي من خلال نظرة عامة تجسد الشق العاطفي والعملي في الوقت نفسه، ولن تجد من يستطيع أن يلوم أي شخص في هذين الجانبين؛ لأن الجزء العاطفي يقودنا إلى جزئية الوفاء والجحود والتنكر، والجزئية الأخرى تعتمد على وجهة نظر عملية بحتة تهدف لتقديم عمل ناجح. ما أعنيه هنا -بكل وضوح- هو إدارة الاتحاد التي قررت إبعاد محمد نور عن الفريق بطريقة غير لائقة، ولا أخفيكم سراً أنني كنت من أكثر الناس حزننا على هذا القرار، ومثلي كثيرون؛ لأنني نظرت للأمر من الجانب العاطفي وعدم وفاء الإدارة الاتحادية لنجم خدم الرياضة السعودية ونادي الاتحاد، ووجدت في هذا القرار جحوداً، وهذا الأمر يضر بالجوانب التربوية التي يجب أن يتعلمها النشء من خلال تنمية روح الوفاء بالشكل الذي يتوافق مع ديننا وأخلاقنا الإسلامية، وفي الوقت نفسه نستطيع أن نقول: إن إدارة الاتحاد رأت في هذه الخطوة نجاحاً على المدى البعيد، وكان من الضروري عمل هذا الأمر؛ فالجمهور الاتحادي ينتظر نتائج ولا يمكن أن تتحقق هذه النتائج بالعواطف والمجاملات، فكان القرار على الجانب الإنساني قوياً وصعباً على الجميع، وعلى الجانب العملي مُهماً وضرورياً؛ حتى ينهض الاتحاد من جديد ويعود لجو المنافسة ومقارعة المنافسين بكل قوة. استشهدت بما حدث في الاتحاد حتى أوضح بالشكل المناسب أهمية الجانب التربوي المتمثل في قيمة الوفاء، وكذلك الجانب العملي المتمثل في نوعية القرارات المؤثرة، ولعل ما قاله أسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبدالله يجعل من هذا الأمر أكثر أهمية، فهو الرجل الخبير الذي صال وجال خلال سنوات طويلة من العطاء وهو يرى من منظور الرياضي الخبير أن الرياضة السعودية -وتحديداً كرة القدم- لن تتقدم وهي تدار بالعاطفة وتأثير بعض الإعلاميين الذي يؤثرون في بعض القرارات وفق عواطفهم وميولهم لأنديتهم أو لنجومهم المحببين لهم، وهذا الأمر -من وجهة نظر ماجد، وأتفق معه تماماً- يشكّل أزمة حقيقية يجب الحذر منها وتلافيها؛ حتى نستطيع أن نميز ما تقتضيه المرحلة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. قضية نور والاتحاد فتحت باباً مهماً كان من المفروض أن يفتح ويناقش حتى يمكن الاستفادة منها، وهي قضية بمنظورها العام بين (العاطفة والعمل)، ولا أريد أن يُفهم من حديثي هذا أنني أرمي إلى عزل عواطف البشر ممن حملوا أمانة المسؤولية عن دورهم العملي، فالإنسان بطبيعته يتأثر، لكن في الوقت نفسه لا أريد أن تكون عواطفنا سبباً مباشراً في ابتعادنا عن تحقيق النتائج الإيجابية المهمة، في هذا الأمر يجب أن يكون هناك فصل بين الجانبين؛ حتى لا يتأثر الجانب الأساسي بالجانب الثانوي الذي لا يشكل قيمة أساسية لنجاح العمل وتقدمه. محمد نور أسطورة كروية من أساطير كرة القدم القلائل في السعودية، وهو يستحق كل تكريم ووفاء، غير أن ما يحدث من الجماهير والإعلام والحزن الذي ساد الوسط الرياضي هو أمر مستغرب في زمن الاحتراف، وقد يصنع نور تاريخاً آخر في مكان آخر بعيد عن الاتحاد. هي مصلحة (خاصة وعامة) في الوقت نفسه: الخاصة تمثلت في قرار نور واستمراره كلاعب ورفضه فكرة الاعتزال، والعامة تمثلت في الاتحاد وقرار إدارته، من هذا المنطلق يكون التفكير السليم.. وشكراً لمحمد نور فقد كان سبباً مباشراً في إثارة (قضية) كان الصراع فيها بين مقتضيات العمل و مقتضيات العاطفة.. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 8 أبريل 2013

القانون واضح وصريح ..!

هذه العبارة التي جعلتها عنواناً لمقالي هذا رددها رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي مراراً وتكراراً في موضوع احتجاجهم ضد نادي نجران لإشراكهم لاعبين غير مؤهلين في المباراة، حسب ما ورد في عريضة الاحتجاج ، لن أخوض في موضوع الاحتجاج ، فقط استوقفتني هذه العبارة وهو يرددها وهي في مجملها تشكل أزمة نص وتطبيق ..! الكثير من القضايا الرياضية التي تظهر على السطح أثناء الموسم والمواسم السابقة يكون فيها القانون واضحاً وصريحاً وفق بعض اللوائح الصادرة عن اتحاد اللعبة بمختلف لجانه، إلا أننا نقف عاجزين عن تنفيذ المواد المنصوص عليها في بعض الحالات ونتأخر في حالات كثيرة حتى نصدر القرار ، والسؤال المهم هنا: ما الذي يدفع لجان اتحاد الكرة -وهي من تعتمد على نصوص واضحة متوافقة مع لوائح الاتحاد الدولي الفيفا- إلى التأخير في إصدار القرار المناسب وفق تلك اللوائح الواضحة والصريحة ..!؟ تساؤلات كثيرة تحضر مع كل قضية رياضية في ملاعبنا وينتج عنها تشعب في الاستنتاجات والتأويلات ..! قالها رئيس النصر بلغة الواثق 1+1=2 لأنه يرى أن القانون في هذه القضية واضح وصريح ..! استشهدت بحديث رئيس النصر من باب التأكيد على وجود نص لهذه القضية، فإما أن النص القانوني الخاص بهذه القضية يمنح النصر فرصة كسب الاحتجاج أو يُبقي النتيجة على ما انتهت عليه في الملعب ، لكن التأخير في حسم الأمر وترك القضية بين شد وجذب وكلٌّ يغني على ليلاه حسب مصلحته وفتح باب التأويلات إلى درجة الدخول في النوايا والتشكيك في عمل لجنة الانضباط المعنية باتخاذ القرار يفقد الشارع الرياضي الثقة في أي قرار يصدر عن هذه القضية أو غيرها من القضايا الرياضية . هذا التأخير يترتب عليه أشياء كثيرة قد تكون سبباً في إثارة الرأي العام الرياضي، ورياضتنا لا تحتاج إلى مزيد من الإثارة والتخبطات التي أفقدتنا التركيز في جوانب كثيرة، من لا يستطيع أن يؤدي عمله بالشكل السليم وفق أسس واضحة ترتكز على المساواة والعدل دون النظر لأي اعتبارات أخرى من الأفضل أن يترك المكان لغيره حتى نجد من يستطيع أن يمارس السلطة التشريعية في إصدار القرارات وتنفيذ القانون. كنا نعاني في السابق من غياب النص القانوني الواضح، واعتمدت بعض الأندية في القضايا المرفوعة لاتحاد الكرة على فكرة التصعيد لأعلى سلطة تشريعية (الفيفا)، اليوم يحضر النص القانوني لكن الفشل كان في التطبيق بحجة أن الموضوع مازال تحت الدراسة. ما نعانيه دائماً في الجانب الرياضي وكرة القدم تحديداً بعد حدوث أي قضية لا يتجاوز أمرين لا ثالث لهما: إما أن القضية برمتها جديدة ولم يكن لها أي مستند قانوني بمعنى غياب النص، أو وجود النص الواضح والصريح ويكون الخلل في التطبيق، في هذين الشقين من المعاناة لم يتغير شيء، فلم يزل التخبط يعيق أي نتائج إيجابية قد ينتج عنها استقرار الوضع والسير نحو مزيد من التمكن والتمكين في فرض الحق وإعطاء كل صاحب حق حقه. مضى زمن طويل ونحن نعيش طقوس الاحتراف دون أن نُتقن كل جزئياته، نتوقف عند أسهل القضايا ونقف عاجزين عن الحل، ليس لأننا لا نملك حلولاً، بل لأن بعضها يكون حلها بتطبيق نص القانون، وهذا الأمر قد يكون فيه مساس بأشخاص يرون أنهم أعلى من سلطة القانون ونصوصه. لا أختلف مع من يرى وجود تقصير في بعض التشريعات عند معالجتها؛ الأمر الذي يضع المسئول في حرج عندما يتعرض لتسوية قضية غاب فيها النص الواضح، وهذا الأمر يكون في النهاية دور المشرع والمختصين في ضرورة استكمال الناقص من التشريعات وإصدار القوانين الجديدة التي تعالج جوانب القصور ويصبح علاج الأمر مستقبلاً واضحاً بعد إصدار التشريع المناسب لتلافي نوع القضية متى ما تكرر حدوثها. هذا ما يخص القضايا التي غاب فيها النص من المشرع، لكن التي لها نص فمن الضروري تنفيذ القوانين بعد دراستها وفق ما يتوافق مع النص النظامي لها حتى نمنع الاجتهادات ونُكسب كل المنتمين للوسط الرياضي الثقة في مواد القانون وآلية التنفيذ والتطبيق تحت معيار المساواة والعدل، بهذا قد نحد من افتعال المشاكل والقضايا والمقارنات غير المنطقية في حيثيات أي قضايا سابقة تباينت فيها القرارات. تبقى جزئية مهمة.. إهمالها قد يؤدي إلى مفاجآت غير محمودة العواقب، ألا وهي العمل المستمر على تطوير بعض اللوائح وإعادة صياغتها بحيث تتواكب مع المستجدات التي من الممكن أن تحدث مع اتساع دائرة المتابعة من قبل القانونيين والمتخصصين للكثير من الدوريات العربية والعالمية حتى تكون الفرصة أكثر ملاءمةً لمعالجة أي جديد قد يطرأ على الساحة الكروية. سيادة القانون كنظام تشريعي للعبة كرة القدم وتطبيقه بالشكل الدقيق يثري اللعبة ويمنحها المزيد من التطور، وقد يفتح باباً للمتخصصين في القانون الرياضي لممارسة العمل الرياضي القانوني حسب ما تقتضيه المصلحة العامة. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

من المسؤول عن غياب الاستثمار في الأندية؟

قبل أي شيء آخر يجب أن نعرف أن كرة القدم في عالم الاستثمار والمال أصبحت منتجاً ثميناً ومهماً، ومن يجيد التعامل مع هذا المنتج من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة حتماً سيجني الفائدة المتوقعة، وفق تخطيط مسبق مبني على دراسة اقتصادية بحتة من جميع الجوانب الاستثمارية، وهذا أمر متاح لا ينقصه سوى الإقدام. النموذج الحي الذي يدفعنا إلى أن نؤمن بأن كرة القدم لها نتائج استثمارية كبيرة هي شركة الاتصالات السعودية؛ بدليل رغبتها في تكرار التجربة السابقة وبحثها عن تمديد عقدها مع الأندية التي ترعاها في العقد السابق، فهذا يؤكد نجاح التجربة السابقة وأن الشركة قد حققت أرباحاً مناسبة من عقد الشراكة الإستراتيجي مع أندية النصر والاتحاد والأهلي والشباب. في كل دول العالم التي تطبق الاحتراف في هذه اللعبة تحديداً تجد مقياس النجاح يتمثل في ملايين الدولارات في بعض الصفقات الكروية المدوية، وهذا يدل على أن هذه الأندية تحقق عوائد مالية ضخمة، طبعاً الأمر يحتاج في رياضتنا إلى توافر بعض الأساسيات حتى نحظى ولو بالقدر اليسير مما وصلوا له وخصوصاً في الجوانب المالية والاستثمارية. الحقيقة الأخرى والمهمة التى أجد الكثيرين يتهربون من ذكرها – إن صح التعبير - دون أن يتم التركيز عليها بالشكل المباشر حتى يكون لها صدى كبير على مستوى الرأي العام، وهي تتمثل في أن المملكة العربية السعودية يعيش على أرضها أناس أنعم الله عليهم بالثروات الطائلة، وحققوا في مجال الاستثمار والمال أرباحاً كبيرةً جداً، خصوصاً الشركات الكبيرة منها والبنوك، وهذا الأمر في تصوري لم يكن ليكون إلا بتوفيق الله ثم سهولة نظم الاستثمار على هذه الأرض المباركة، وتوافر خيراتها وأمنها واستقرارها السياسي، إذن هم استفادوا استفادة مباشرة من وجودهم على أرض المملكة العربية السعودية، وهذا أمر مشروع ونتمنى لهم المزيد من التوفيق، لكن بالمقابل يجب أن يكون لهم إسهامات كثيرة في خدمة البلد والمجتمع السعودي من خلال جوانب كثيرة متعددة. لست هنا واشياً أو حاسداً – لا سمح الله - لكنني أطلب القليل مقابل الكثير مما يكسبونه، وهذا القليل يتمثل في دعم ما يهم شباب الوطن في كل المجالات، والرياضة هي مجال مهم وحيوي وتحتاج أن يقف معها الجميع حتى تفيد وتستفيد. في منزل رئيس أعضاء شرف الأهلي الأمير خالد بن عبدالله تحرك تكتل رباعي من أجل أن تحظى أنديتهم بعقد رعاية جديد من شركة الاتصالات بمبالغ مالية أكبر من العقد السابق، وهذا الحق مشروع لو أن كل نادٍ بحث عن مصلحته منفرداً، فهذه الأندية لها وزنها وكياناتها المستقلة، ويتوافر فيها كل عوامل الاستثمار الناجح دون أن تلجأ إلى تكتل حتى تحدد مطالبها، ويحق لها أن تحظى بالشراكة الإستراتيجية التي تتناسب مع تاريخها وقيمتها الرياضية على مستوى الإنجازات والجماهير. أنا مع من انتقد هذا التكتل لأسباب كثيرة، لعل من أهمها حصر الاستثمار في الأندية على شركة واحدة بعيداً عن الشركات الكبيرة الكثيرة الأخرى في المملكة، فهذا أمر غير مرضي ولا يساعد على توسعة دائرة الاستثمار في الأندية وتطوره، لدينا أندية كثيرة وتحتاج دعم ورعاية، وهذا الأمر مسؤولية الدولة أولاً من خلال حث المستثمرين على الدخول في المجال الرياضي، ثم رعاية الشباب ممثلة في هيئة دوري المحترفين هي من يجب أن تعمل على هذا الجانب وتبحث عن رعاة يقومون برعاية الأندية دون الحاجة لتكتلات من أجل شركة واحدة. العمل في هذا الجانب يجب أن يكون على نطاق واسع من خلال سعي الأندية لجذب ثقة المستثمر، وهذا لن يحدث إلا بتوفير بيئة استثمارية محفزة تعتمد على زيادة الجماهير وتحسين النتائج واستغلال المنشأة لدعم منتجات الشركة الراعية في الجانب التسويقي، وأيضاً يكون للدولة دور واضح في هذا الجانب؛ وذلك من خلال دفع الشركات الكبيرة التي لها عوائد مالية كبيرة للدخول في المجال الرياضي والمساهمة في زيادة مداخيل الأندية حتى تتحقق الفائدة لكلا الطرفين: الشريك الاستثماري والنادي، وبهذا نكون قد أنقذنا أنديتنا من الفقر والإفلاس، لكن أن يكون المجال محصوراً على شركة واحدة وأندية معينة فهذا الأمر سيجعل المنافسة محصورة فقط على هذه الأندية، وهذا سيترك تأثيراً سلبياً على البقية إلى أن يصبح التأثير بشكل عام. (النصر-الاتحاد -الأهلي - الشباب) كيانات مستقلة، وهم مكسب لأي شركة ترغب في رعايتهم لو تعاملوا بشكل استثماري بحت، ودون انتظار أي تكتلات ستجد من يقدم لها الرعاية وفق المكانة التي تليق بهم، فعندما تتنوع الشركات في رعاية الأندية السابق ذكرها فهذا أمر محفز لكل الشركات والبنوك حتى تسلك نفس الاتجاه. في دوري المحترفين أربعة عشر نادياً لو أن جميعهم لديهم رعاية من بعض الشركات كنا سنرى منافسة مختلفة، وسيرتقي المستوى الفني بشكل كبير، فكل شركة ستدعم بالشكل الجيد حتى تستفيد كاسم استثماري. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...