بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 25 فبراير 2013

دموع الأبطال

لا يمكن (لعاقل) مُنصف أن يتجاهل ما قدمه الفريق النصراوي في ليلة النهائي الحلم الذي انتظره النصراويون بفارغ الصبر، خصوصاً وهذا النهائي له طعم مختلف هذه المرة ، فهو أمام منافسهم التاريخي الهلال. في هذه المباراة كان لكرة القدم معنى آخر ، ومشاهدة مختلفة عن سائر المباريات الأخرى ، فالحدث كان كبيراً ، والمناسبة كانت ذات قيمة عالية ، امتلأت المدرجات عن بكرة أبيها، لم يبقَ أي مكان شاغر ، بدأت أحداث المباراة وكلٌّ يترقب النتيجة ستؤول لمن .. ؟ وهل ستكون عادلة ؟ أنا شخصياً مع من يقول أن الفريقين استحقا الفوز، والدليل أن المباراة لم تحسم إلا من خلال ركلات الترجيح التي يحكمها طابع الحظ، بعد توفيق الله. مباراة انتظرها الجميع وهم موقنون أنهم على موعد مع الإثارة والحماس، وستكون على مستوى الحدث، حدث فيها كل شيء، قدم الفريقان متعة كروية، تفوق فيها مدربا الفريقين، وحضرت فيها الروح الرياضية بين الطرفين، لم نشاهد أي تجاوزات تعكر من صفو المباراة، وقف الحظ فيها للفريق الهلالي الذي ساعدته خبرته وتمرسه على النهائيات في كسب اللقاء بركلات الترجيح، التي لم يتعامل معها المدرب النصراوي بشكل جدّي في بعض الاختيارات، ولم يوفق فيها العنزي كما وفق فيها السديري حارس الهلال. ما حدث للنصر في هذه المباراة خسارة بطعم الانتصار، فقد شاهدنا الروح العالية وحماس الشباب ورغبة الانتصار، استطاع كارينيو مدرب النصر من خلال هذه التوليفة أن يقدم فريقاً له هوية داخل الملعب، يلعب بأسلوب سهل وممتع يعتمد على الدفاع والهجوم بشكل متوازن، لم يسبق أن حضر النصر بمثل هذا النهج التنظيمي طوال السنوات العشر الماضية وكلها أمور فنية تحسب للمدرب، هذا لا يعني أن نبخس الفريق الهلالي حقه، فقد قدم مباراة رائعة جداً واصطدم بفريق مختلف عن سابقيه، هذا لأنهم أدركوا قبل بداية المباراة أنهم اليوم أمام فريق متطور وجهاً لوجه ومختلف عن كل من سبقه، وقد بدأ يعود للواجهة في أقل من ستة أشهر، من خلال نهائيين أحدهما على نهائي كأس الملك، والآخر على نهائي كأس ولي العهد، فإما تأكيد التخصص وحصرية الكأس لهم أو استسلامهم للترشيحات التي كانت تصب في مصلحة النصر قبل اللقاء؛ فعملوا على احترام المنافس واحتاطوا لكل شيء، فالخسارة من المنافس التقليدي وعلى نهائي مهم له تأثير كبير، فأعدوا العدة لهذا النهائي ودخلوا المباراة بكل تركيز، وقادهم الشلهوب الموهوب كالعادة لتقديم مباراة قمة في الروعة استحقوا من خلالها كأس البطولة. على النصراويين أن يفهموا الدرس جيداً ولا يدخل اليأس قلوبهم، وأن يستمروا في العمل، فالدموع التي ظهرت على شاشة التلفاز من جماهيرهم تستحق أن يبذل لأجلها الغالي والنفيس، لم يكن ينقص النصر سوى التوفيق من الله، لن تغضب الجماهير من خسارة بطولة عندما تجد فريقها يقدم مستوى فنيً راقياً، وروحاً داخل الملعب؛ لأنها على يقين بأن التوفيق بيد الله، وما داموا بذلوا الأسباب بالشكل المطلوب ولم يحالفهم التوفيق فهذه مشيئة الله لا يملكون أمامها سوى الدعاء حتى يحالفهم التوفيق في مناسبات قادمة. إن استمر النصر بهذا الأسلوب وعملوا على التطوير والتحسين في الأداء فلن يخرجوا هذا الموسم بدون نتائج إيجابية على كافة المشاركات المتبقية، فالعمل المقدم هذا الموسم مختلف والنتائج أيضاً مختلفة، ومن الظلم تجاهل كل هذه الإيجابيات. أمام النصر مشاركات قادمة ومباريات مهمة متى ما طووا صفحة هذه البطولة بخيرها وشرها وجعلوها من الماضي واستفادوا من التجربة، سيكون لهم حضور مختلف، وسيكون لهم موعد مع الفرح، فاليوم ألم ودموع، وغداً أفراح وابتهاج، فدوام الحال من المحال، شريطة العمل بإخلاص وبذل الجهد، عندها سيكون الوضع مختلفاً. النصر والهلال قدما نهائياً رائعاً استمتع فيه المشاهد طوال 120 دقيقة، من أهم أحداثها التي ميزت اللقاء الهلال يسجل في آخر دقائق الشوط الإضافي الثاني، والنصر يعادل النتيجة بعد دقيقة.. أي إثارة ومتعه قدمها الفريقان..! حتى ركلات الترجيح كانت ممتعة، فلحظات الترقب من جمهور الفريقين جعلت لها تميزاً مختلفاً، لم يكن لأحد أن يتنبأ بدرجة الإثارة التي شاهدتها في نهائي الحلم بين قطبين كبيرين في الرياضة السعودية. بمثل هذه المباريات سيرتفع مستوى اللاعب السعودي، وستعود كرة القدم السعودية إلى سابق عهدها، بشرط أن تنحصر المنافسة والإثارة داخل المستطيل الأخضر. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الجمعة، 22 فبراير 2013

الإعلام .. وكأس ولي العهد

تبقى الحقيقة هي الملاذ الوحيد لكل البشر، ويصعب معها قبول أي شيء سواها مهما كانت قوته، فالحق أحق وأبلغ أن يتبع دون سواه، بهذا نكون قد قدمنا أنفسنا بالشكل المرضي أمام الله عز جلاله ثم أمام أنفسنا ومجتمعنا حتى إن كانت هذه الحقيقة تخص جانباً ترفيهياً نتعايش معه بكل معطياته من باب الترويح والمنافسة الشريفة، ونبحث من خلاله عن أسلوب مستحسن يتعلم منه الجميع عبر منهج سهل بطريقة غير مباشرة بعض الجوانب التربوية المهمة؛ حتى نساهم في استقامة المجتمع، وليبقى صوت الخير هو الأعلى دائماً، فلو اختلفت هذه الموازين وتغيرت لتحول المجتمع إلى خراب على مستوى الأخلاق ولأصبحت القيم والمبادئ في طي النسيان، وهذا حتماً سيقود إلى فساد المجتمع، وقد نتحول لقوانين يحكمها القوي ويسقط فيها الضعيف. لهذا أنا دائماً أركز على أن المجال الرياضي شريك مهم في صناعة مجتمع مترابط مبني على أسس تربوية نتعلم من خلاله المبادئ والقيم وأخلاق الفرسان. كنت أتمنى أن يستغل الإعلام الرياضي بعض المناسبات الرياضية المهمة والكبيرة - كنهائي كأس ولي العهد المرتقب- في توجيه بعض الرسائل المهمة التي يكون لها تأثير إيجابي سلوكياً على المتابع الرياضي بمختلف المراحل العمرية، فهناك أمور كثيرة تحدث في محيطنا الرياضي تفرزها قوة المنافسة تحتاج من إعلامنا أن يكون حاضراً ويمارس دوره الرائد في مثل هذه القضايا لتوعية المتابع الرياضي وإرشاده. ويبرز من أهم هذه القضايا: الحد من التعصب، والالتزام بالروح الرياضية، واحترام النظام، بدل أن ينشغلوا بقضية حسين عبدالغني مع المنشطات، أو بتسجيل لاعب نصراوي بديلاً للمصاب ايوفي... وكلها أمور لا تقدم الصورة المثالية التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي المدرك لقيمة عمله، فجل القضايا الرياضية تخضع لقوانين ولوائح وأنظمة واضحة يصعب التشكيك فيها؛ لأن موادها لا تحتاج إلى اجتهادات أو البحث عن بعض الثغرات حتى تكون مستنداً للتشكيك أو التحايل على الحقيقة من أجل مصلحة شخصية وحتى يظهر بصورة البطل أمام جمهور ناديه المفضل وهو في حقيقة الأمر يتبنى بعض الأخلاقيات غير الجيدة دون أن يشعر ويخرج بالرياضة بمفهومها الحقيقي عن مسارها الصحيح. لن يتغير الخطاب الإعلامي الرياضي لدينا، وهناك من لا يستطيع أن يميز بين المصالح الشخصية والمصلحة العامة دون أن يدرك مدى التأثير السلبي الذي يتركه في نفس المتلقي، فليس من المنطق أن تصبح عقول المتابعين مشتتة بين صراعات التعصب الإعلامي؛ هذا يروي ما يريد والآخر يخالفه، وتتحول الحقائق إلى قضايا جدلية تختفي معها الحقيقة، وبهذا يكون الإعلامي قد سار بقلمه إلى الاتجاه المعاكس. ومن أخطر السلوكيات التي قد يرسخها الإعلام الرياضي الحديث (الجدل)، فأصبحنا نتجادل عبر المنابر الإعلامية في حقيقة لها نص واضح وفق أنظمة معينة تطبق على الجميع، وهذا أمر مؤسف ليس له ما يبرره..! فالإثارة لها منهجها وأسلوبها الإيجابي. يحتاج إعلامنا الرياضي أن يميز بين المهم والأهم ويضع له أولويات يحكمها الصالح العام. ******* - أما ما يخص أجواء الديربي المنتظر؛ فمنذ أن تأهل الجارين (النصر والهلال) لنهائي كأس ولي العهد لا صوت يعلو على صوت هذا الديربي، كلٌّ يحلل حسب ميوله، ويرى الوضع المناسب لفريقه، وكيف سيدخل اللقاء، ومدى الاستفادة من كل الأدوات المتاحة حتى يكون حاضراً في لقاء مهم على بطولة غالية يسعى كلا الطرفين للحصول عليها حتى يقدمها لجماهيره. الهلال الفريق المتمرس -وخصوصاً في هذه البطولة- يدرك جيداً أن منافسه هذه المرة على كأس البطولة مختلف تماماً عن سابقيه مهما كان محاطاً بالظروف، سواء الإيجابية منها أو السلبية، فهو منافسه التقليدي وقد رسم معه تاريخاً كبيراً لكرة القدم السعودية؛ نظراً لما يتمتعان به من قوة على كافة الأصعدة الجماهيرية والإعلامية والشرفية؛ لهذا اختلفت طقوس اللقاء بالنسبة للهلال وأصبحوا الآن مطالبين بأن يؤكدوا امتيازهم في هذه البطولة. الهلال يعيش ظروفاً غير جيدة على المستوى الفني والإداري هذا الموسم، وهذا ما نشاهده ويركز عليه بعض الإعلاميين المهتمين بالشأن الهلالي، وهم محقون فيما ذهبوا له؛ حتى إن كان الغرض منه تخدير المعسكر النصراوي حتى يساهموا في مساعدة الفريق في تجاوز لقاء النهائي والحصول على الكأس الغالية. في الجانب الآخر نجد الفريق النصراوي يعيش أفضل حالاته الفنية، ويقدم مع مدربه مستويات رائعة تجعل البعض يضع النصر بطلاً لهذه النسخة معتمداً على بعض المعطيات التى تميزه عن منافسه الهلال. على الرغم من كل ما سبق يبقى لقاء النصر والهلال مختلفاً وبعيداً عن أي تكهنات، وكلا المعسكرين يعيان ذلك، وقد يختلفان في مقدرة كل منهما على مقاومة التأثير النفسي قبل المباراة، وبمجرد أن يطلق حكم المباراة صافرة البداية يصمت الجميع وتنتهي كل الأحاديث التي كانت تشغل الشارع الرياضي قبل المباراة، ويبقى الملعب هو الفيصل بين الفريقين. بمثل هذه اللقاءات تحدث الإثارة داخل وخارج المستطيل الأخضر؛ لذلك نحن على موعد مع الإثارة، وستكون أمسية كروية كبيرة تليق بمستوى الحدث.. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الجمعة، 15 فبراير 2013

النصر. . و كارينيو

ما يقدمه النصر هذا الموسم من عمل على كافة المستويات الفنية والإدارية، والتحسن العام الحاصل في النادي بكل أشكاله، يدل على أن هناك فكرًا مختلفًا طُبق بشكل مميز بعد توفير كل السبل المساعدة على النجاح، لهذا ظهر النصر بهذا الشكل، وأصبحت الانتصارات تتوالى، وهذا الأمر ليس مقتصرًا على الفريق الأول لكرة القدم فحسب، بل إن ما يحدث في كل الفئات السنية التي تمثل النصر من براعم وناشئين وشباب وأولمبي جميعها تدعو إلى التفاؤل والأمل في أن يكون النصر صاحب التميز هذا الموسم. ونظرًا لأن الجماهير الرياضية بمختلف ميولها تهتم بالفريق الأول، فلهذا يكون التركيز منصبًا على الفريق الأول لكل ناد، من هذا المنطلق سيكون الحديث عن الفريق الأول للنصر في اتجاه مختلف. وبرغم ما يحققه الفريق من نتائج جيدة، لكنها تبقى في النهاية نتائج فقط، إذا لم تقرن بمنجز يسجل في تاريخ النادي. النصر اليوم ينتظره نهائي قوي مع منافس متمرس، فالنهائيات لعبته منذ سنوات طويلة، (ولو) أن الفريق - لا سمح الله - خرج من هذا النهائي خاسرًا، لن يكون لكل النتائج السابقة في هذه البطولة أي معنى، وقد يعود الفريق للمربع الأول وتزداد الضغوطات لأن السبب ما زال قائمًا وهو الابتعاد عن البطولات فترة طويلة، وربما يكون التأثير سلبًا في باقي المنافسات الأخرى، لهذا يحتاج الفريق إلى لحظات هدوء من الجميع، والتفكير بشكل عملي يعتمد على الخبرة في مثل هذه المواقف، وتكون التجارب السابقة بمثابة الدروس المستفادة، ولعل آخرها نهائي كأس الملك الموسم الماضي. بمعنى آخر فإنه يجب أن يبتعد الجهاز الإداري عن بعض المقترحات التي قد تؤثر على نجوم الفريق، فعلى سبيل المثال دعوة نجوم الفريق المعتزلين واجتماعهم مع الفريق قبل النهائي المرتقب وهم في الأساس لم يقدمون الدعم المطلوب من خلال المنابر الإعلامية التي يظهرون فيها، وبعضهم يقولها بشكل مباشر وعلني عندما يُسأل عن الفريق الأول في النصر يكون جوابه: النصر بهؤلاء اللاعبين لا يستطيع تحقيق أي بطولة، وهي عبارات محبطة بعيده عن أي دعم معنوي وعند النهائيات يتم دعوتهم حتى يساندوا الفريق ويجتمعون مع نجومه وتقديم خبرتهم لهم، في هذا الأمر تناقض في الطرح من جميع الأطراف باستثناء نجوم الفريق فكيف تطلب من نجم معتزل قال عنهم في لقاء تلفزيوني هؤلاء لا يملكون القدرة على تحقيق أي بطولة ثم تحضره ليجتمع معهم وينصحهم. . ! أيضًا من الأفكار التي لم تجد نجاحًا في الفريق النصراوي في المواسم السابقة: الاستعانة ببعض الأخصائيين في مجال القدرات، وتحسين الجانب المعنوي للفريق، وهذا الأمر يتحفظ عليه الكثيرون؛ لأن فيه شحن غير مبرر قد يفقد بعض اللاعبين التركيز بسبب تغيير أسلوب التعاطي مع المباراة رغم أهميتها، هي تجربة قد ثبت فشلها، وساهمت في التأثير على استعدادات الفريق وينعكس تأثيرها على الأداء الفني للفريق أثناء المباراة. في هذين الجانبين من الحديث السابق قد تتلخص جزء من علل النصر في المباريات المهمة ، وطالما أنها لم تثبت نجاحها في التجارب السابقة، فإنه من الخطأ إعادة نفس الغلطة وتكرارها، وقد يكون الصواب في تغيير أسلوب التعاطي مع النهائيات حتى يظفر الفريق بكأس البطولة. أصبح النصر فريقًا منظمًا ويملك كل مفاتيح الفوز حتى وهو يفتقد - في بعض المباريات - عناصر القوة، إلا أن البديل الجاهز يؤدي بشكل أكثر من رائع، والمجموعة تقدم أداءً يتسم بالتجانس والقدرة على تجاوز أي فريق، ولديه مدرب أثبت أنه يملك إمكانيات عاليه، وملم بكل الجوانب الفنية والمعنوية التي تساعد أي لاعب على تقديم كل ما لديه داخل المستطيل الأخضر. يحسب لمدرب النصر السيد كارينيو اعتماده على مجموعة الشباب في الفريق ومنحهم الثقة وإظهار كل ما لديهم، وقد نجح بتفوق في هذه النقطة تحديدًا، بدليل إعطاءه الفرصة لنجم من نجوم الفئات السنية في درجة الشباب في مباراتين ربما يكونان من أصعب المباريات التي خاضها النصر هذا الموسم. توقع البعض أن المدرب كارينيو يجازف بهؤلاء الشباب وقد يقضي على مستقبلهم الكروي. . ! إلا أن الرجل يعرف ما يريد ويدرك جيدًا حجم المخاطرة، فعمل على أن تكون كل الظروف متهيئة لهم حتى يستطيعوا أن يظهروا بالشكل اللائق. أعاد كارينيو للأذهان فكرة اكتشاف المواهب والزج بهم، وهذه الخطوة بشكل عام سيكون لها مردود إيجابي على مسيرة الكرة السعودية وبناء جيل منتج أُسس بشكل جيد حتى تعود الانتصارات للرياضة السعودية. في نهاية الحديث أود أن أقول: إن السيد كارينيو من المدربين القلائل الذين حضروا في الكرة السعودية وقدموا عملاً مميزًا في نوعيته الفنية والإدارية، فمازال يضع بصماته على الفريق وهي محل إشادة وتقدير من كل النقاد الرياضيين، والحقيقة أن حبه لعمله وعشقه للتحدي وحماسه الشديد و إيمانه المطلق بأفكاره هي سر تميزه، فهو يسعى بكل قوة كي ينفذ برامجه الفنية على أرض الواقع، ومن يتابع انفعالاته وصمته وهو خارج الملعب وأسلوبه في التوجيه يدرك جيدًا انه مدرب من نوعية مختلفة واستمراره في الرياضة السعودية أصبح مطلبًا ملحًا مهما كلف الأمر. ودمتم بخير، ، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الخميس، 7 فبراير 2013

عجزنا فيه..!!

سيدخل المنتخب السعودي مرحلة جديدة من مراحل عالم المستديرة، في مشاركة جديدة، نتطلع من خلالها إلى أن تكون بداية موفقة، بعد التغيير البسيط في تركيبة العمل الإداري والفني للمنتخب، اليوم أصبح الجميع مطالبا بالوقوف مع الأخضر؛ لأننا أصبحنا نشاهد بداية عمل حقيقي، يهتم بتغيير الوضع المتردي على كافة المستويات الإدارية والفنية، مما قادنا إلى نتائج سيئة، جعلت كرتنا تتراجع إلى حيث كانت نقطة الصفر، التي انطلقنا منها في فترات التأسيس والبناء. لا أقصد من هذا الحديث أن أتجاهل عمل من سبقهم في إدارة المنتخب، وتحديدا فترة عمل محمد المسحل، فبكل صدق وإنصاف، هذا الرجل يملك من الفكر والفهم الإداري، ما يجعله قادرا على إحداث نقلة نوعية في الشأن الكروي على كافة المستويات، لكنه لم يجد المناخ المناسب لعمل تلك النقلة، رغم اجتهاده وتقديمه لبعض الأعمال المهمة، والتي اهتمت بالتأسيس الفني للنشء، من خلال تنظيم واضح، أسس على منهج معين، يتطلع إلى تأسيس جيل مختلف، يحمل أحلام السعوديين وتطلعاتهم، نحو مستقبل أفضل لكرة القدم السعودية. في هذه الفترة تحديدا، يعيش المنتخب السعودي أزمة حقيقية، مع المحيط الخارجي لمنظومة العمل داخل أروقة اتحاد الكرة، وهذه الأزمة بكل تأكيد ستلقي بظلالها على المستوى الفني للأخضر السعودي، وحتى نتجاوز هذه المرحلة، يجب أن يكون التركيز على النتائج فقط، بغض النظر عن أية جوانب أخرى، فعندما تتحسن النتائج، سيصبح العمل وفق سياسات معينة أكثر راحة، من النواحي الفكرية والتطبيقية على أرض الواقع، وسيكون هناك من يدعم كل التوجهات الدافعة للمنتخب السعودي، لهذا نحن نشاهد بعض المبادرات التي تطلقها بعض القنوات الفضائية، لدعم مسيرة المنتخب السعودي، وهم يشكرون عليها لأنهم يسعون من خلال تلك المبادرات إلى تأمين المناخ الجيد، الذي يهدف إلى رفع الروح المعنوية حتى تصبح الدافعية للفوز والرغبة بالانتصار، على أكمل وجه لدى نجوم الأخضر السعودي، وتهيئة الجميع للمرحلة القادمة، التي هي بكل تأكيد أهم من المراحل السابقة؛ فالمنافسة هذه المرة على لقب قاري، غاب عن منتخبنا سنوات طويلة. البطولات القارية عادةً في كل أنحاء العالم، تحظى بمناخ مختلف، ومنافسة شرسة، فالسيادة القارية إن صح التعبير لها رونق خاص وسمعة مختلفة، وهي بطبيعتها قوية، ولن يصل أي منتخب للمراحل المتقدمة فيها إلا بعد جهد وعمل وتنظيم، ولأن الوقت ضد المنتخب السعودي، والفرصة في تجميع القوى وشحذ الهمم تبدو أقل حظا من الفترات السابقة، التي كنا فيها أبطالا لهذه البطولة ثلاث مرات، ووصلنا للمباراة النهائية مرتين دون أن نحقق اللقب. إلا إن الآمال مازالت معقودة على الجميع، من أجل تجاوز التصفيات الأولية، وهذه المهمة ليست بالمهمة الصعبة، ولا السهلة في نفس الوقت، لكن بالطموح والرغبة واستشعار المسؤولية قد نتجاوز هذه المرحلة، بعدها سيكون أمامنا فرصة كبيرة، في جمع القوى وترتيب الأوراق، ووضع الخطط المناسبة بالشكل المطلوب، حتى نصل إلى المباراة النهائية على كأس آسيا إن شاء الله . المنتخب السعودي الآن يحتاج إلى الفكر الفني والإداري مع الدعم من الجميع، ولن أبالغ لو قلت إني أتمنى أن يكون التدخل النفسي والمعنوي، من أعلى سلطة قيادية في البلد .. نعم لو وجه خادم الحرمين الشريفين كلمه لأبنائه اللاعبين، ولو من خلال مكالمة هاتفية يسمعها الجميع، بكل تأكيد سيكون وقعها كبيرا وعظيما، في نفس كل نجم من نجوم الأخضر، فكُرة القدم أصبحت اليوم مظهرا من مظاهر حضارة الدول، وعنوانا من عناوين التطور والتقدم، وهذه الكلمة قد تقود أخضرنا إلى التربع على عرش القارة الآسيوية للمرة الرابعة، أتمنى من المسؤولين أن يأخذوا هذا المقترح بعين الاعتبار، إن لم يتمكنوا في هذا التوقيت وحالت الظروف دون تحقيق هذا المقترح، فيجب أن يعملوا في المراحل القادمة من أجل تحقيقه؛ لأن المراحل القادمة من مسيرة الأخضر السعودي، بالتأكيد ستكون أقوى وأهم مما سبقها . ما دفعني لكتابة هذا المقترح في المقام الأول كلمة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب مع داود الشريان عندما سُأل عن حال المنتخب الأول فكان جوابه (عجزنا فيه) وايضاً لعلمي الأكيد، بأن خادم الحرمين الشريفين يعي معنى التنافس الرياضي، ويفهم معنى المنافسة الشريفة، ويدرك جيدا أن دولة بحجم المملكة العربية السعودية، تملك كل مقومات التفوق على كافة الأصعدة، وهو أب للجميع، ويهتم بكل ما فيه رفعة هذا البلد وتقدمه، وأيضا هو رجل رياضي، عرف عنه حفظه الله اهتمامه بالرياضة والمنافسة، وقد كان هذا واضحا وملموسا طول مسيرته المباركة في قيادة الوطن، لهذا وجدت في هذا المقترح دعما مهما في مرحلة صعبة، تحتاج من الجميع بقيادته حفظه الله، للمشاركة الفاعلة في إظهار الروح الوثابة للنجاح، واستشعار المسؤولية من الجميع، كلٌّ وفق دوره واستطاعته . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الجمعة، 1 فبراير 2013

مَن أمن العقوبة عم فساده

من المفارقات الغريبة في السنوات الأخيرة، والتي تدفعنا إلى هاوية الإحباط، الذي يجعلنا نفقد الثقة في الإدارة الرياضية القائمة على شؤون العمل الرياضي في بلدنا، غياب القرار المؤثر الذي من شأنه تنظيم العمل الرياضي، حتى يظهر بالشكل المقبول ويرضى عنه الجميع، وردع كل التجاوزات الحاصلة وإظهارها للناس بكل شفافية ووضوح، حتى تعود الثقة مرة أخرى في العمل الرياضي والقائمين عليه، ويعلم الجميع أن النظام واللوائح هما مصدر تشريع وضع بهدف إنتاج مخرجات رياضية تقود لنتائج إيجابية. لا ادري .. لكن ربما تكون البداية الحقيقية لعمل رياضي جيد، يجعلنا نتجاوز بعض مشاكلنا القائمة، وننقل رياضتنا من أزماتها المتلاحقة إلى وضع يجعلنا نستبشر خيرا، ونقف جميعنا يدًا واحدة داعمين لها، عندما نجد عملا واضحا وملموسا، تجاه بعض القضايا التي بدأت تظهر وتتفشى في الجسد الرياضي لدينا، ولعل من أهمها وأخطرها قضايا الفساد، التي بدأت تتصدر المنابر الإعلامية، دون أن يكون لها متابعة حقيقية من قبل المسئولين، وتشكيل لجان تعمل على دارسة ما يرد والتحقيق فيه، ورفعه للجهة المصدّرة للقرارات لاتخاذ الإجراءات المناسبة، والعقوبات المنصوص عليها وفق اللوائح الصادرة عن كل اتحاد . يتحدثون عن الإعلام، ويمنحونه حقه في الممارسة النظامية المتعلقة بالوضع الرقابي كدور أساس له، وعندما يفجر قضية ما في المجال الرياضي تحديدا، لا نجد تحركا يوازي حجم القضية وأهميتها بكل أبعادها الرياضية والاجتماعية، كل ما يحدث تشكيل لجنة للتحقيق، ثم بعد ذلك لا نسمع عن أي إجراء يحدث لمعاقبة المسيء ومحاسبته، لهذا هي تتكرر، لأن العقوبة أصبحت غير واردة، ولا يوجد لها نصوص واضحة، مهما تغير الأشخاص تبقى النصوص ثابتة، يتم تطبيقها وفق نوع المخالفة أو القضية . لو أردنا أن نستعرض أخر القضايا التي ظهرت مؤخرا من باب الاستدلال فقط، سنجد القضية التي فجرها أحد نجوم اتحاد السنوكر واللبلياردو، الكابتن نايف الجعويني، والتي وجه فيها الأمير نواف بن فيصل بالتحقيق ومتابعة القضية، بعد أن قدم الكابتن نايف ما يثبت أن هناك فسادا إداريا وماليا في هذا الاتحاد، علما أن هناك قضايا سابقة مشابهة لما ذكره الكابتن نايف، حدثت في وقت سابق، لم تكن الفترة الزمنية بينها بكبيرة، لو أنها عولجت بالطريقة الصحيحة، واتخذ فيها إجراءات قانونية صارمة، لما ظهرت لنا هذه القضية. العقوبات وضعت لردع ومنع التجاوزات، عندما لا تطبق لن يتغير الحال، وسيزداد الوضع سوءًا في المستقبل . لا أدري لماذا يتم السكوت عن بعض القضايا المعلنة، والتي تظهر الاتهمات فيها بشكل علني ومباشر، دون أن يستمر التحقيق فيها، وتظهر نتائجها للناس بقرارات واضحة، يعرف فيها المتابع الرياضي أن هذا كان جرمه كذا، وتمت معاقبته وفق اللوائح والأنظمة؟ .. لماذا دائما نصر على أن الجانب الرياضي لا يحتمل كل هذا العناء، ونتغاضى عن بعض الأشياء لأسباب اجتماعية كنفوذ ومحسوبيات؟. الحقيقة يجب أن تظهر للناس، حتى يحترموا العمل الرياضي ويصبح قدوة يحتذى به. الإعلام أثار قضية اللاعب الذي اتهم أحد رؤساء الأندية بالرشوة، وظهر الأمير نواف حينها ووعد بمتابعة القضية مع الجهة الإعلامية، وإلى هذه اللحظة لم يحدث شيء، وكأن الهدف فقط صناعة آثاره بعيدا عن المنافسة الميدانية. أمر كهذا يُضعف الهيئة الرياضية والإعلامية؛ لأنه ظهر على السطح واختفى دون أن يعرف المتابع ماذا جرى؟ .. وما نتائج التحقيقات؟.. حتى أصبح الجميع يفسر الأمر بطريقته الخاصة، وتبدأ التأويلات التي تصب في اتجاه واحد .. النفوذ والمحسوبيات. ناهيك عن قضايا المنشطات التي عادت للظهور من جديد بشكل واضح، حتى أصبحنا لا نستغرب ظهور أي عينة إيجابية لأي لاعب في ملاعبنا، بسبب ضعف الوعي لدى بعض اللاعبين، وهم ربما يكونون ضحايا لضعف العمل، المقدم من اللجنة السعودية للرقابة من المنشطات تجاه اللاعبين وتوعيتهم، كنت أتمنى أن يخرج أعضاء لجنة المنشطات الذين أمضوا فترة طويلة، في عملهم في اللجنة الأولمبية بتقديم استقالتهم ، بعد أن فشلوا في تقديم عمل يرتقي إلى الدور المنوط بهم، وطالما أنهم لم يفعلوا ذلك، كان من الضروري أن يتدخل رئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية ويعلن حل اللجنة ، وإحلال لجنة أخرى تكون على قدر كبير من الكفاءة والمسؤولية. أشياء كثيرة تدور في رياضتنا دون أن يحدث فيها أي تدخل، وإن حدث تدخل لا يتجاوز التحقيق والمتابعة، دون أن يكون هناك قرارات صارمة، تعيدنا إلى الاتجاه الصحيح، حتى نضمن من خلالها عدم تكرار ما سبق من تجاوزات وانتهاك للأنظمة والقوانين، والبت فيها وفق ما تقتضيه المصلحة العامة لرياضة وطن، أصبحت الآن تدورمع رحى الهموم والإحباط، ولن تعود إلا من خلال خطط وعمل وقرارات. فتح قضايا الفساد والمنشطات التي ظهرت في السابق، وإعادة التحقيق فيها، واتخاذ الإجراءات المنصوص عليها نظاميا، بات أمرا ملحا إذا ما أردنا أن نعيد الأمور إلى نصابها، ونبدأ بداية حقيقية نحو مستقبل رياضي مشرق، دون ذلك لن يتغير شيء . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...