بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 فبراير 2013

النصر. . و كارينيو

ما يقدمه النصر هذا الموسم من عمل على كافة المستويات الفنية والإدارية، والتحسن العام الحاصل في النادي بكل أشكاله، يدل على أن هناك فكرًا مختلفًا طُبق بشكل مميز بعد توفير كل السبل المساعدة على النجاح، لهذا ظهر النصر بهذا الشكل، وأصبحت الانتصارات تتوالى، وهذا الأمر ليس مقتصرًا على الفريق الأول لكرة القدم فحسب، بل إن ما يحدث في كل الفئات السنية التي تمثل النصر من براعم وناشئين وشباب وأولمبي جميعها تدعو إلى التفاؤل والأمل في أن يكون النصر صاحب التميز هذا الموسم. ونظرًا لأن الجماهير الرياضية بمختلف ميولها تهتم بالفريق الأول، فلهذا يكون التركيز منصبًا على الفريق الأول لكل ناد، من هذا المنطلق سيكون الحديث عن الفريق الأول للنصر في اتجاه مختلف. وبرغم ما يحققه الفريق من نتائج جيدة، لكنها تبقى في النهاية نتائج فقط، إذا لم تقرن بمنجز يسجل في تاريخ النادي. النصر اليوم ينتظره نهائي قوي مع منافس متمرس، فالنهائيات لعبته منذ سنوات طويلة، (ولو) أن الفريق - لا سمح الله - خرج من هذا النهائي خاسرًا، لن يكون لكل النتائج السابقة في هذه البطولة أي معنى، وقد يعود الفريق للمربع الأول وتزداد الضغوطات لأن السبب ما زال قائمًا وهو الابتعاد عن البطولات فترة طويلة، وربما يكون التأثير سلبًا في باقي المنافسات الأخرى، لهذا يحتاج الفريق إلى لحظات هدوء من الجميع، والتفكير بشكل عملي يعتمد على الخبرة في مثل هذه المواقف، وتكون التجارب السابقة بمثابة الدروس المستفادة، ولعل آخرها نهائي كأس الملك الموسم الماضي. بمعنى آخر فإنه يجب أن يبتعد الجهاز الإداري عن بعض المقترحات التي قد تؤثر على نجوم الفريق، فعلى سبيل المثال دعوة نجوم الفريق المعتزلين واجتماعهم مع الفريق قبل النهائي المرتقب وهم في الأساس لم يقدمون الدعم المطلوب من خلال المنابر الإعلامية التي يظهرون فيها، وبعضهم يقولها بشكل مباشر وعلني عندما يُسأل عن الفريق الأول في النصر يكون جوابه: النصر بهؤلاء اللاعبين لا يستطيع تحقيق أي بطولة، وهي عبارات محبطة بعيده عن أي دعم معنوي وعند النهائيات يتم دعوتهم حتى يساندوا الفريق ويجتمعون مع نجومه وتقديم خبرتهم لهم، في هذا الأمر تناقض في الطرح من جميع الأطراف باستثناء نجوم الفريق فكيف تطلب من نجم معتزل قال عنهم في لقاء تلفزيوني هؤلاء لا يملكون القدرة على تحقيق أي بطولة ثم تحضره ليجتمع معهم وينصحهم. . ! أيضًا من الأفكار التي لم تجد نجاحًا في الفريق النصراوي في المواسم السابقة: الاستعانة ببعض الأخصائيين في مجال القدرات، وتحسين الجانب المعنوي للفريق، وهذا الأمر يتحفظ عليه الكثيرون؛ لأن فيه شحن غير مبرر قد يفقد بعض اللاعبين التركيز بسبب تغيير أسلوب التعاطي مع المباراة رغم أهميتها، هي تجربة قد ثبت فشلها، وساهمت في التأثير على استعدادات الفريق وينعكس تأثيرها على الأداء الفني للفريق أثناء المباراة. في هذين الجانبين من الحديث السابق قد تتلخص جزء من علل النصر في المباريات المهمة ، وطالما أنها لم تثبت نجاحها في التجارب السابقة، فإنه من الخطأ إعادة نفس الغلطة وتكرارها، وقد يكون الصواب في تغيير أسلوب التعاطي مع النهائيات حتى يظفر الفريق بكأس البطولة. أصبح النصر فريقًا منظمًا ويملك كل مفاتيح الفوز حتى وهو يفتقد - في بعض المباريات - عناصر القوة، إلا أن البديل الجاهز يؤدي بشكل أكثر من رائع، والمجموعة تقدم أداءً يتسم بالتجانس والقدرة على تجاوز أي فريق، ولديه مدرب أثبت أنه يملك إمكانيات عاليه، وملم بكل الجوانب الفنية والمعنوية التي تساعد أي لاعب على تقديم كل ما لديه داخل المستطيل الأخضر. يحسب لمدرب النصر السيد كارينيو اعتماده على مجموعة الشباب في الفريق ومنحهم الثقة وإظهار كل ما لديهم، وقد نجح بتفوق في هذه النقطة تحديدًا، بدليل إعطاءه الفرصة لنجم من نجوم الفئات السنية في درجة الشباب في مباراتين ربما يكونان من أصعب المباريات التي خاضها النصر هذا الموسم. توقع البعض أن المدرب كارينيو يجازف بهؤلاء الشباب وقد يقضي على مستقبلهم الكروي. . ! إلا أن الرجل يعرف ما يريد ويدرك جيدًا حجم المخاطرة، فعمل على أن تكون كل الظروف متهيئة لهم حتى يستطيعوا أن يظهروا بالشكل اللائق. أعاد كارينيو للأذهان فكرة اكتشاف المواهب والزج بهم، وهذه الخطوة بشكل عام سيكون لها مردود إيجابي على مسيرة الكرة السعودية وبناء جيل منتج أُسس بشكل جيد حتى تعود الانتصارات للرياضة السعودية. في نهاية الحديث أود أن أقول: إن السيد كارينيو من المدربين القلائل الذين حضروا في الكرة السعودية وقدموا عملاً مميزًا في نوعيته الفنية والإدارية، فمازال يضع بصماته على الفريق وهي محل إشادة وتقدير من كل النقاد الرياضيين، والحقيقة أن حبه لعمله وعشقه للتحدي وحماسه الشديد و إيمانه المطلق بأفكاره هي سر تميزه، فهو يسعى بكل قوة كي ينفذ برامجه الفنية على أرض الواقع، ومن يتابع انفعالاته وصمته وهو خارج الملعب وأسلوبه في التوجيه يدرك جيدًا انه مدرب من نوعية مختلفة واستمراره في الرياضة السعودية أصبح مطلبًا ملحًا مهما كلف الأمر. ودمتم بخير، ، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...