بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

دوري "جميل" بين الهلال والنصر

دوري "جميل" بين الهلال والنصر في الجولات الأربعة الماضية من دوري عبداللطيف جميل قد تكون المعطيات والمؤشرات ترسم الخطوط العريضة لدوري طويل مازال ينبئ في المستقبل بالمزيد من الإثارة والتنافس، خصوصاً إذا ما عرفنا أن المنافسة قد تنحصر في الجولات القادمة بين قطبي العاصمة النصر والهلال، فمن خلال ما قدماه في الجولات الماضية نستطيع تقييم الوضع العام للفريقين مقارنة ببقية الأندية الأخرى التي تأثرت ببعض الظروف وأصبح من الصعب أن تدخل دائرة المنافسة على بطولة الدوري . المتصدر ووصيفه يعيشان أفضل الظروف ويعملان وفق إستراتيجية واضحة تحكمها القدرة على الخروج من كل لقاء بالنقاط الثلاث، ومتى ما استمر هذا الوضع وهذا السيناريو ستكون مواجهة الفريقين من أقوى المواجهات، فمن سيكون فائزاً ستتضاعف حظوظه في بطولة الدوري؛ لأن الفريقين يعملان جاهدين على زيادة الفارق النقطي بينهم وبين بقية الأندية حتى تصبح المنافسة على بطولة الدوري محصورة بينهما . في الهلال بقيادة (السير- سامي) تفوق على مستوى العناصر من خلال ما نشاهده من عطاء وروح وقتالية داخل أرض الملعب، ولعل مباراتهم مع الاتحاد تدل على هذا الأمر، ففي عشر دقائق تفوق الهلال وقلب هزيمته بفوز عريض وكبير على فريق منافس يملك عناصر مميزة ينقصها التوظيف المناسب ومدرب يستطيع قراءة المباراة من البداية حتى النهاية . أما وصيف المتصدر النصر فالوضع فيه مختلف هذا الموسم عن المواسم السابقة، وهو أقل من المتصدر في بعض الجوانب كالإعداد للموسم، لكن يبقى منافساً شرساً ويملك عناصر مؤثرة تستطيع حسم بطولة الدوري في وقت مبكر، رغم بعض الهفوات التي يرتكبها مدرب الفريق في بعض اللقاءات، وربما وفرة النجوم لديه تكون سبباً في هذه الهفوات. إجمالاً سيكون الشارع الرياضي السعودي والعربي هذا الموسم على موعد مع القوة والإثارة، وستكون جميع المباريات في دوري جميل مختلفة في كل شيء عن المواسم السابقة؛ لأن أكثر الأندية تملك مفاتيح الفوز وتستطيع أن تكون منافسة أو على أقل تقدير لديها القدرة على أن تأثر في سلم الترتيب. ربما ما يميز دوري هذا الموسم أن البداية كانت محصورة كتفوق فني وعناصري بين الهلال والنصر، وبحكم التنافس التاريخي بين الناديين سينعكس هذا الأمر على المنافسة بشكل إيجابي. عودة القوة للدوري السعودي وارتفاع مستواه سينعكس في المستقبل القريب على أداء المنتخب السعودي وستتغير النتائج السيئة في السنوات الماضية، فالحقيقة الكروية تؤكد أن قوة أي منتخب تكون نتاج دوري قوي ومنافسات قوية تمنح المنتخب التفوق على كافة المستويات، وغياب بعض الأندية الجماهيرية صاحبة التاريخ الكبير على المستوى المحلي عن المنافسة لسنوات طويلة بالتأكيد له تأثيره السلبي على المنافسات، وهذا ما كان حاصلاً في النصر طوال السنوات الماضية مما أضعف من قوة المنافسة والإثارة على المستوى المحلي، وكما نعلم أن المنافسة القوية تصنع نجوماً على أعلى مستوى وتفرز من يستطيع أن يخدم المنتخبات الوطنية عن غيره، ولعل كثرة العناصر المستدعاة من اللاعبين لتمثيل المنتخب في السنوات الماضية دليل على تقارب مستوى اللاعبين، وهذا ما كان ليحدث لو أن منافساتنا المحلية كانت قوية؛ لأن اللاعب محدود الإمكانيات لا يستطيع أن يستمر موسماً كاملاً بنفس العطاء والجهد في دوري أو مسابقات قوية. في السابق كانت المسابقات المحلية قوية جداً بقيادة نجوم كبار قادوا المنتخبات السعودية إلى منصات التتويج والتمثيل العالمي أربع مرات؛ لهذا وحتى تعود تلك الأمجاد يجب أن يكون التركيز على صنع منافسات قوية محلياً، وهذا لن يحدث إلا عندما تكون الأندية قوية ومنافسة، ومتى نجحنا في هذا الأمر من خلال بعض الخطط الموجهة لصنع منتخب قوي ستعود كرة القدم السعودية أفضل من السابق. الهلال والنصر هذا الموسم سيشعلان فتيل المنافسة، وسيكون لهما دور كبير في ارتفاع مستوى الدوري وسيكونان محفزين لكل الأندية على تقديم مستوى مرتفع، فكل عوامل التفوق متوفرة في الفريقين، وسيكون الجمهور الرياضي على موعد مع الإثارة والندية، وأتمنى أن لا تفسد لجان اتحاد الكرة هذه الإثارة خصوصاً لجنة الحكام التي يقع على عاتقها المسؤولية الكبرى في إخراج منافسات الدوري بأقل أخطاء بالاختيار الجيد. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

رحم الله المعلم المقتول .. !

لا أعرف المعلم الذي مات مطعوناً بخنجر الغدر والإهمال والتسيب، لكن أفهم أنه رجل تربية وتعليم وقد وهب نفسه لخدمة الوطن حيث كان، وما يشعرني بالحزن والحيرة أن يحدث هذا الأمر الفظيع والشنيع في مكان خصص في الأساس للتربية قبل التعليم، وهذا ما كان يتنافى مع أهداف المكان وسياسته..! ولا أفهم ما هي الأسباب التي أوصلت التربية والتعليم كوزارة لهذا المستوى الذي أصبح فيه المعلم يخشى على نفسه من أداء واجبه التربوي والتعليمي تجاه الطلاب رغم أنه وجد في الأساس لهذا الدور..! أسئلة كثيرة ممكن أن أستعرضها لكم هنا من خلال هذه الزاوية حباً في الطاعن والمطعون..! وأبحث معكم عن خفايا أمر قد يستشري خطره ويصبح قابلاً للتكرار متى ما تكررت ظروف المشهد بين المعلم والطالب..! نسمع دائماً عن محاولات غير تربوية تحدث من بعض الطلاب وفق البيئة التي ينتمي لها الطالب، لكن لم يخطر في ذهن المجتمع أن هذا الأمر قد يتطور إلى أن يصل لقضية قتل غابت فيها كل ضوابط الردع والتربية وحضر الإهمال الذي يشترك فيه الجميع..! كيف لطالب هو في الأساس حضر لمكان تربوي وتعليمي ليتزود بالعلم والمعرفة أن يحضر معه سلاحاً، وقد يكون هذا السلاح من أخطر الأشياء التي من الممكن أن توجد في المدارس ويكون سبباً حقيقياً يهدد سلامة كل المنتمين لهذه المؤسسة التعليمية..! لماذا أحضر هذا الطالب السلاح..؟ هذا أول سؤال يجب أن يطرح ويناقش وما دوافعه وأفكاره..؟ وكيف كانت نشأته والبيئة التي نشأ بها..؟ من المسؤول عن متابعة تربية أبناء المجتمع بين أسرهم وفي مجتمعاتهم..؟ وهل تتحمل وزارة التربية والتعليم مسؤولية انحراف بعض طلابها؟ الحقيقة التي لا مناص من ذكرها أن المسؤولية مشتركة بين الجميع، بيئة المجتمع وثقافته ولوائح تربوية ضعيفة لا تستطيع ردع كل من يفكر أن يتجاوز حدود المسموح..! المؤسسة التعليمية أصبحت تعاني منذ أن تخلت عن شخصيتها التي كان المعلم يمثلها في مناهل العلم والمعرفة، لم يعد لهذا المعلم تلك الهيبة التي تفرض على المتعلم التزام حدود اللباقة في كل شيء، تطور الأمر ومن يصدرون الضوابط واللوائح والعقوبات يتشدقون بمنهج التربية الحديثة، وهذا ما زاد الأمر سوءاً حتى أصبح مستوى التربية في انحدار وارتفعت نسبة الجريمة في مجتمعنا حتى أصبح الأمر يشكل قلقاً كبيراً..! اليوم نحن أمام قضية قتل عاش فصولها طلاب ومعلمو تلك المدرسة دون أن يفهموا ما يحدث ولماذا تحول مجتمعنا إلى هذه الوحشية؟ هناك خلل كبير وفجوة يجب أن يفهمها المجتمع ويتكاتف الجميع من أجل أن لا تتسع، ومقتل هذا المعلم بهذه الطريقة الوحشية ما هو إلا جرس إنذار شديد لكل أفراد المجتمع ينبئ عن خطر شديد قد يواجهه المجتمع من مؤسسات تربوية وقطاع التربية والتعليم بأكمله، يجب أن تتغير بعض المفاهيم لدينا ولعل من أهمها إعادة الثقة بين الطالب والمعلم ولن تعود ألا بعودة هيبة المعلم. التطوير أمر مهم وضرورة ملحه من ضرورات الحياة، لكن يجب أن يكون هذا التطوير -وخصوصاً في الجوانب المتعلقة بالتربية والتنشئة- مبنياً على أسس سليمة تحكمها ثقافة المجتمع وفق دراسة بحثية مستفيضة حتى نفهم بُعد ثقافتنا من خلال ما يحدث في مجتمعنا، ليس بالضرورة أن تكون خطوات التطوير متسارعة حتى لا نتجاوز بعض الجوانب دون أن نضع لها حلولاً. في بعض المجتمعات داخل المملكة نحتاج إلى تغيير ثقافة البيئة السائدة، فعلى سبيل المثال لا الحصر بعض الثقافات في بعض محافظات المملكة لديهم تصور أن الرجولة لا تكتمل إلا عندما يتوشح أحدهم سلاحاً يحضر به المناسبات ويشارك به في تلك المناسبة دون أن يستنكر هذا التصرف أحد؛ فينشأ النشء في تلك المحافظة على هذه الثقافة ويصبح من السهل أن يستخدم هذا السلاح متى ما حضر الشيطان وقل وعي حامل هذا السلاح. لهذا أن أركز دائماً على أن المسؤولية مشتركة بين جهات كثيرة يجب أن تتضافر الجهود ونعمل على وضع أسس يكون العقاب ضمن أولوياتها؛ لهذا من المفترض أن تغير وزارة التربية والتعليم سياستها التربوية في الجزء الخاص بلوائح المخالفات السلوكية والانضباط، ويفهم الطالب في كل مراحل التعليم العام أن المعلم يمثل شخصية الوزارة ومن يتعدى عليه سينال ما يستحق وفق الضوابط الصادرة عن الوزارة، بهذا فقط نكون قد رسمنا مستقبلاً تربوياً ناجحاً يعيد للأذهان تلك الصورة الجميلة التي كان فيها الانسجام والتناغم بين عناصر التربية والتعليم المعلم والطالب. رحم الله المعلم (المقتول) محمد بكر برناوي وأسكنه فسيح جناته.. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

ماجد عبدالله ورأي الطلياني

ماجد عبدالله ورأي الطلياني في تصوري أن الحديث عن النجم الكبير والأسطورة ماجد عبدالله قضية القضايا في الكرة السعودية شئنا أم أبينا، وسيستمر كذلك ما استمرت كرة القدم في الوجود مهما مضى من سنوات..! وهذه حقيقة لا نستطيع أن نحجبها طالما أن هذا الأسطورة يُعد من النوادر في عالم الكرة على كافة المستويات.. ولعل إثارة موضوع نجومية هذا النجم المعتزل من فترة لأخرى ترفع من وتيرة الاهتمام بكل ما يتعلق بمستقبل الكرة السعودية من خلال رسم صورة جميلة لهذا النجم الفذ مهما اختلفت الآراء حوله، إلا أنه يبقى نجم النجوم وبعيداً عن أي تصنيف أو مقارنات، فالنوادر لا يجوز تصنيفهم أو إدراجهم ضمن الظواهر الطبيعية، تاريخ كبير يَعجب المتابعون والمحللون من فصوله، والحديث عن إنجازاته ونوادره ومكتسباته حديث ذو شجون؛ لأنه حديث عن المتعة الماتعة، وإبداع جُسد في موهبة من الصعب أن تتكرر مهما أطلنا الحديث عنه حتى نحفز الأجيال على تكرار ماضي هذا الأسطورة، حقيقة نتوقف عندها كل يوم ونلتفت يميناً ويساراً لعلنا نلمح بارقة أمل تلوح في الأفق عن بزوغ نجم يعيد ذكريات التاريخ الذي شكله ماجد عبدالله في عالم كرة القدم، لا يمكن لي أو لأي شخص آخر -مهما كانت أفكاره عن هذا الأسطورة- عندما يريد أن يتحدث عن كرة القدم إلا أن يجد قلمه قد سبقه لذكر ماجد عبدالله. - ماجد عبدالله هو حديث كل المناسبات في عالم كرة القدم، ماجد عبدالله هو النجم الاستثنائي الذي يطيب ذكره مع كل تفاصيل الكرة وفنونها، لهذا لا غرابة أن يطول الحديث عنه، فالحديث عن الإبداع من أجمل الأحاديث ومساحة الكلمة فيه رحبة لا تنقطع مهما طال أمدها وتنوعت مخرجاتها، متعة لا يوازيها متعة عندما نتحدث عن أسطورة الإبداع الكروي ماجد عبدالله. ما أثار هذا الحديث عن ماجد عبدالله – على الرغم من عدم غرابته كما ذكرت - تصريح عدنان الطلياني نجم الكرة الإماراتية عن الأسطورة ماجد عبدالله الذي كان مختلفاً في مضمونه وفكرته عن كل التصاريح السابقة التي شاهدتها لنجوم الكرة في العالم عن ماجد..! مكمن الاختلاف أن الطلياني وصف ماجد بالأسطورة من خلال تعبير فني دقيق غاب عن كل المدربين بمختلف جنسياتهم والمحللين..! فهو يقول: ماجد كان المهاجم الأبرز في ظل أن الكرة كانت تعتمد في وقته على النهج الدفاعي، وهذا يدل على أن النجومية في تلك الفترة كانت تعتمد على قوة الدفاع لأي فريق، بمعنى أن التنافس بين المنتخبات والأندية في تلك الفترة كان منصبّاً على من يملك خط دفاع قوياً لا من يملك خط هجوم قوياً، وهذا يدل على أن بروز أي مهاجم في تلك الفترة لم يكن بالشيء السهل؛ إذ إن المهاجم في تلك الفترة كان من المهم أن يملك مميزات التفوق على قوة الدفاعات؛ لهذا كان ماجد هو الأبرز لأنه تميز بكل مقومات المهاجم المختلف الذي يجيد فنون الكرة بكل براعة وإتقان. حديث عدنان الطلياني عن ماجد استند لمعطيات مهمة لا يمكن تجاهلها؛ لهذا هو يصفه بالأسطورة دون التقليل من نجوم الخليج الآخرين وهو أحدهم. الحديث عن نجوم الكرة في تصوري يكون أكثر دقة ومصداقية عندما يصدر من نجوم لهم وزنهم وثقلهم الفني في بلدانهم أو مدربين مارسوا العمل التدريبي سنوات طويلة وحققوا إنجازات كبيرة لأنهم قادرون على إعطاء كل نجم حقه بنظرة فنية تصنع التميز لمسيرة أي نجم. ماجد عبدالله أسطورة حقيقية تحكي عنه إنجازاته الفريدة، فهو ينافس نجوم الكرة العالمية في الكثير من المكتسبات وقد ينفرد في بعضها، نجم ذِكْره حاضر في كل (حين) حتى بعد اعتزاله بسنوات طويلة.. وهذا معنى التميز. ماجد عبدالله حديث لن ينتهي.. وتطيب متابعة أخباره حتى إن اعتزل.. ماجد مكسب بكل أحواله، سواء كان مدرباً أو محللاً أو خبيراً، وهو سبب مباشرة وحقيقي لشغف الناس بالكرة في وسطنا الرياضي، ماجد عبدالله اسم جميل يعطر سماء الكرة السعودية في كل مكان وزمان مهما تَعَاقَبَتْ السنوات، وهو الماركة الحقيقية المسجلة باسم الإبداع في آسيا. نجم الإمارات فتح باب الذكريات وقادنا لحديث لا نملّه ولن نملّه مهما طال الزمان، شهادة حق وإنصاف قالها نجم الإمارات بكل تجرد.. شكراً عدنان، فحديث الماضي له شجونه وأنت من أطرب أفئدتنا وفتح لنا باب الحديث عن المتعة والإبداع. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 8 سبتمبر 2013

المدرج الوطني والسيد المسؤول ..!

الحديث عن المنتخب السعودي بمثالية متناهية، واستشعار الحس الوطني وحب الوطن من خلال شعارات رنانة تثير شجون المجتمع السعودي دون الاهتمام بالجوانب المتعلقة بدعم هذا المنتخب والاهتمام به أمر في غاية السلبية، وأعني بالسلبية هنا أن الاهتمام يجب أن يكون مشتركاً بين جميع الأطراف.. بدايةً بـ (المسؤول) - بكل منظومة العمل التي يرأسها - ومن ثم المشجع الذي يدعم منتخب وطنه، فعندما نجد (المسؤول) يهتم بصناعة رياضة قوية من كل الجوانب فهو يوجه رسالة وطنية مباشرة مفادها أن رياضة الوطن جزء من المواطنة والوطنية الصادقة وتعبير صادق عن الولاء والحب لهذه الأرض الطاهرة، لكن عندما يحدث العكس ويغيب الاهتمام واستشعار المسؤولية تجاه قطاع مهم وحيوي في الدولة لن تجد منتخباتنا الوطنية أي اهتمام أو متابعة من الجمهور الرياضي وربما بعضهم يطلق عبارات السخرية والاستهجان لأن (المسؤول) نفسه لم يقتنع بالرياضة ودورها في بناء المجتمع . الأمر الطبيعي جداً أن تكون المنتخبات السعودية عاملاً من عوامل رفع الحس الوطني وفرصة لتعزيز فكرة الحب والولاء، بل تكون وسيلة أو تجربة ترفيهية في شكلها للتدريب على التضحية والمشاركة، بمعنى عندما يقرر أي فرد من أفراد المجتمع اصطحاب أطفاله أو أصدقائه لحضور مباراة يكون المنتخب السعودي طرفاً فيها فهو بذلك يضحي بوقته وماله ويتكبد عناء الوصول للملعب ليقف في المدرج الوطني مردداً النشيد الوطني مع نجوم المنتخب؛ ومن ثم بعض الأهازيج الوطنية المعبرة، فهو بذلك قد قدم نموذجاً وطنياً رائعاً يدل على قوة المجتمع وترابطه من خلال مباراة في كرة القدم . الحقيقة التي نلمسها في السنوات الأخيرة وقد تكون أسبابها متنوعة ومتفرعة، هي عدم اهتمام المتابع أو المشجع الرياضي بالمنتخبات الوطنية، وبعضهم يغضب عندما يتوقف الدوري بسبب مشاركة المنتخب في بطولة إقليميه أو قارية لأنه لم يعد يرى في منتخب بلاده أي محفز يدفعه للمتابعة وتشجيعه؛ بسبب أنه فقد الثقة في السيد (المسؤول)، وفقد الثقة في الإعلام الذي يكرس مفهوم التعصب حتى في نوعية اختيار اللاعبين، كذلك تنوع الوسائل الإعلامية الناقلة للحدث، علاوةً على ذلك الحس الوطني الذي لم يعد -كما كان في السابق- موجوداً عند الكثير، فهو إن قرر – وأعني المشجع السعودي - أن يتابع فإنه سيتابع بأقل مجهود ودون أن يتكبد عناء المؤازرة والتشجيع من خلال المدرج الوطني . أشياء كثيرة تغيرت ولعل أبرزها ضعف الاهتمام من قبل القائمين على تطوير الدولة وتقدمها، دون أن يدركوا أن الرياضة بمختلف أشكالها عنوان واضح لتطور الدول، وهي الآن مقياس حقيقي لمدى قدرت أي بلد على التأقلم مع متغيرات العالم كفكر حضاري يسابق الزمن حتى يصبح له مكان ضمن الدول التي تنافس على الصدارة بفضل إحساسها بقيمة كل عمل يخدم أوطانهم ويرفع من شأنهم . قد ينقصنا أشياء كثيرة بسبب أن المنظومة المعنية بتقديم الدعم المناسب لرياضة الوطن قد اختلت موازينها، وشتان بين ماضٍ حضر فيه الاهتمام والحب والعطاء من الجميع وحاضر أصبحت مشاهدته تدمي القلب والفؤاد !! نحن -مع الأسف- وصلنا في رياضتنا لمرحلة صرنا فيها نستجدي حضور الجمهور لمتابعة منتخباتنا الوطنية من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ونحفزهم بالعبارات الوطنية النائمة في قلب (المسؤول) قبل المشجع البسيط، وحتى يعود ذلك الماضي الجميل يجب أن يعود العمل والرغبة، وقبل هذا كله الحب والحس الوطني الصادق الذي صنع الإنجازات في فترة من الفترات، يجب أن نتخلى عن حب الذات ونفكر في حب الوطن الذي قدم لنا الكثير، ووهبنا روح الانتماء، واكتسبنا من خلاله احترام العالم بكل ما يقدمه من مواقف إيجابية مشهودة على كافة الأصعدة السياسية والإنسانية، هذا ما ينقصنا حتى نتقدم، ليس دور (المسؤول) الجلوس على كرسي الرئاسة من أجل كسب المال أو من أجل التباهي بمنصبه، المطلوب حب وولاء صادق يدفعه للعمل والغيرة على المشهد الوطني أمام من تفوقوا علينا، فإن كان غير قادر على هذا الأمر فابتعاده واستقالته قمة الوطنية الصادقة؛ لأنه فضل مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية التي قد يجنيها من جلوسه على كرسي المسؤولية . الوقوف مع الوطن من خلال الرياضة وتشجيع منتخباتنا الوطنية يجب أن يكون نابعاً من حب حقيقي وشعور صادق يقوده (المسؤول) كنموذج وقدوة لكل أبناء المجتمع . إن علينا تجاه هذه البلد حقاً في عنق كل فرد من أفراده في السراء والضراء، وبعيداً عن أي مزايدات، لنواجه الحقيقة ونعمل من أجل الإصلاح حتى نعيد أمجاد الماضي ونتفوق في المستقبل، بهذا فقط سيعود توهج المدرج الوطني من جديد. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

اتحاد الكرة وسياسة الحفظ ..!

الأمر المدهش في رياضتنا -وخصوصاً كرة القدم- كثرة القضايا الرياضية التي تحدث في الساحة، ويتعاطى معها الإعلام والشارع الرياضي بكافة ميوله بحماس شديد يصل في كثير من الأحيان إلى الانفعال المبرر، ويدور حولها كثير من الاستفسارات والامتعاض دون أن يدرك المسؤول معنى هذا التعاطي لأنه يتعامل مع القضية بأسلوب مختلف بعيد عن ردة فعل المتابعين، ودون أن يكترث لما يحدث ومدى تأثيره على الشارع الرياضي، ثم بعد ذلك يظهر ويتحدث عن بعض التجاوزات التي تصدر من بعض الإعلاميين أو المشجع البسيط دون أن يدرك أنه سبب مباشر لما وصل له الحال، أنا لا أقول هذا الحديث متحاملاً على أحد أو متجنياً عليه، بل أقوله من باب التوضيح وتحليل واقع نعيشه ونكتشف خفاياه مع مرور الوقت؛ إذ لا شيء يمكن إخفاؤه في وقت أصبحت فيه الثورة المعلوماتية ووسائل التقنية الحديثة في أوج تقدمها وتطورها، والمتابع الرياضي إذ يصدر منه بعض ردات الفعل المنفعلة في كثير من الأحيان هو يريد لصوته أن يصل حتى يفهم المسؤول معنى ما يحدث ومدى خطورته من أجل أن يمارس دوره من خلال الجهة التي يرأسها في اتخاذ الإجراء المناسب وتطبيق النظام بالقوانين المنصوص عليها حتى يفهم الإعلامي والمتابع الرياضي أن هناك عملاً منظماً من خلال سياسة واضحة بعيدة عن العشوائية يمكن له معالجة أي قضية في حينها مهما كانت أبعادها دون تأجيلها، أو (حفظها) قبل أن يصدر فيها قرار واضح حتى يتوقف التأجيج وفتح أبواب مغلقة كان من المفروض أن تبقى مغلقة حتى لا تخرج رياضتنا عن مسارها الصحيح وأهدافها النبيلة من خلال الخوض في استنتاجات وتأويلات بعيدة كل البعد عن الواقع ودافعها الميول والتعصب. قلت في البداية: إن كرة القدم لدينا قضاياها متتالية ومتسارعة، والمتابع لم يعد يكتفي بالمتابعة والتصفيق، بل أصبح قادراً على المشاركة في طرح الرأي وإبداء وجهة نظره، ونقد ما يستوجب النقد، ومن هذه الزاوية تحديداً كان ينبغي على اتحاد الكرة أن يناقش أي مستجدات تحدث على الساحة الكروية في مسابقاتنا قبل أن تتحول إلى قضايا يكثر حولها اللغط والاجتهادات دون تأخير أو تأجيل أو حتى تشكيل لجان تحقيق لا يصدر عنها أي نتائج، وكأن الهدف منها امتصاص ردة فعل المتابع الرياضي، نحتاج إلى بت سريع وعاجل لأي قضية تظهر من خلال قرارات تصحيحية تعالج القضية دون تأخير، لكن ما نشاهده ونلاحظه مختلف تماماً، فهناك قضايا كثيرة حدثت في مواسم سابقة وحتى هذه اللحظة لم يصدر فيها أي قرار ولا حتى مجرد توضيح من خلال بيان يصدر عن اتحاد الكرة يوحي بأن هناك تحركاً وأملاً في المزيد من الحراك والتقدم، والأمثلة في هذا الجانب كثيرة منها ما هو جديد حدث مع بداية هذا الموسم، ومنها ما كان في مواسم سابقة، ولعل التصريح الذي أدلى به وكيل أعمال اللاعبين نواف المهدي في بعض الصحف عن بعض المخالفات التي تحدث في بعض الملاعب من قبل الأمن الصناعي في إدخال الجمهور دون أن يشتروا تذاكر دخول المباراة صورة حية ومباشرة لعدم تفعيل القرار المناسب لقضية كهذه، حديث نواف المهدي مر على اتحاد الكرة مرور الكرام دون أن يكون لهم أي إجراء ملموس وخصوصاً أن صاحب التصريح يملك إثباتات على ما يقول، وكأنه يطلب التحقيق حتى تتضح الحقيقة للجمهور وسر الأرقام المعلنة المتعلقة بحضور الجمهور والتي تتنافى تماماً مع الواقع، ولا أعتقد أن هناك جديداً يتعلق بهذه القضية..! هي قضية ضمن القضايا الكثيرة التي فتح الإعلام ملفاتها دون أن يكون لها أي نتائج واضحة ومع مرور الوقت انتهت (بالحفظ) كما حدث في قضية الرشوة وغيرها من القضايا. ليس مطلوباً من اتحاد الكرة درجة الكمال في العمل، ولا نريد أن تبقى كرتنا صامتة دون أحداث مثيرة - هذا كله لا نريده - نريد فقط الخطط الواضحة التي تصب في مصلحة كرتنا، ونريد قانوناً يُطبق على الجميع دون المساس بحق المساواة بين الجميع، ولا نريد أن تثار قضايا كرتنا في وسائل الإعلام وبين الجمهور الرياضي في المدرجات فقط دون أن يقوم اتحاد الكرة بدوره المنوط به، طالما حدثت قضية من الضروري البت فيها فوراً وفق القوانين المحلية والدولية للعبة بكل جوانبها الفنية والإدارية والتنظيمية حتى نضمن نجاح مسابقاتنا بالشكل الذي يليق بالرياضة السعودية. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...