بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 يونيو 2014

قرارُ ملكٍ وفرحةُ وطن

فرح الرياضيين بأمر الملك -حفظه الله-، واستبشروا خيراً بعودة الرياضة السعودية لسابق عهدها بعد عودة الاهتمام بها، وتقديم كلِّ ما يصبُّ في خدمة الرياضة والشباب، فالأمر الملكي سيكون له مردوداً إيجابياً على كلِّ المنافسات الرياضية في كلِّ أنحاء المملكة، وسيستفيد الجميع على حدٍّ سواء من كل ما تقدِّمه الدولة لشباب الوطن، بقي أن يكتمل الأمر بشكلٍ فعليٍّ، ونراه على أرض الواقع حقيقةً يشاهدها الجميع في أقرب وقتٍ؛ لهذا من المهمِّ أن يكون العمل وفق خطةٍ متوازنةٍ، تجعل من تنفيذ هذا القرار يسير بشكلٍ سهلٍ وإنسيابيٍّ، ويكون جاهزاً بشكلٍ كاملٍ في وقتٍ واحدٍ، فالإطالة في مدة التنفيذ لا تخدم أهداف القرار. إنَّ ما عُمل في إستاد الملك عبد الله في جدة من الشركة المنفذة يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى به، حتى تكتمل المشاريع بالشكل الجيد، وفي الوقت المحدد؛ لهذا فإنَّ تطبيق هذا النموذج بكلِّ تفاصيله سيكون متوافقاً مع قرار الملك، وسيجعلنا في فترةٍ وجيزةٍ جداً نرى الإحدى عشر ملعباً قد انتهى العمل فيها، وهذا ما يتمنَّاه الجمهور الرياضي في كلِّ المناطق التي شملها أمر الملك. فالحقيقة التي يعرفها الجميع أنَّ المملكة العربية السعودية تنعم بوفرةٍ في الخيرات، ولا يُستغرب من ولاة الأمر هذا الاهتمام، وما يأمرون به يجب أن يقابله اهتمامٌ بقدر اهتمامهم واستشعارهم بالمسؤولية، ومَن لا يستطيع أن يستشعر تلك المسؤولية، ويسعى جاهداً لتقديم عملٍ مرضيٍّ عليه أن يتنحى ويترك المجال لغيره حتى يعمل، هكذا يقول المنطق، فلا مكان للمتقاعسين في شأنٍ كهذا . وإسناد المشاريع المراد تنفيذها بأمر الملك يجب أن تكون وفق معايير معينةٍ، تحكمها الخبرة والجودة في التنفيذ، مع الالتزام بمواعيد التنفيذ المتفق عليها، من أجل هذا يجب أن يكون الاختيار وفق أسسٍ حديثةٍ، ومستوى عالٍ من القدرة والجودة، وتوثيق كل الاتفاقيات بعقودٍ قانونيةٍ ملزمةٍ لكلِّ الأطراف بشروطٍ جزائيةٍ، يلتزم بها مَن يخلُّ ببنود العقد الموقَّع بين أطراف العمل. ومن المهم أن تكون هناك لجنة من رعاية الشباب مُشكلة من أهم المهندسين والقانونيين، الذين لديهم خبرةٌ هندسيةٌ وقانونيةٌ في مثل هذه المشاريع؛ حتى يقوموا بدور الإشراف على هذا العمل، وتدوين الملاحظات، ووضع التصور العام بشكلٍ مستمرٍّ طوال فترة العمل، مع كتابة التقارير اللازمة لهذا الأمر، لتطلع عليها كلُّ اللجان المخولة بمتابعة هذه المشاريع. يقول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم "أحمد عيد": أنَّ هذا القرار المتضمن إنشاء أحد عشر ملعباً سيمنحنا فرصة القدرة على تنظيم المسابقات المحلية بأريحيةٍ أكبر وبتوسعٍ أكثر، وسيكون المجال متاحاً لاستضافة بعض المنافسات الرياضية على المستوى الإقليمي والعالمي. ونحن بدورنا كمتابعين نتمنى ذلك، لكن لن يحدث ما قال بالكلام فقط، يجب أن تكون هناك خططٌ واضحةٌ من اتحاد الكرة؛ للسير في هذا الاتجاه المهم لمكانة المملكة العربية السعودية كدولةٍ رائدةٍ يعمُّها التطور والعمران في كلِّ أرجائها. وكذلك يمكننا الاستفادة من الإحدى عشر منشأةً، التي أمر بها الملك اقتصادياً بالنسبة لاتحاد الكرة الذي يعاني مادياً بشكلٍ مستمرٍّ، فهذه الإستادات الرياضية التي تتسع لأكثر من 45 ألف مشجعٍ ستجعل اتحاد الكرة في رغدٍ من العيش إذا تمَّت الاستفادة منها اقتصادياً، من خلال المنافسات المحلية والشركات الراعية، وهذا كله يحكمه مدى قدرة اتحاد الكرة على التطوير وإيجاد أفكارٍ جديدةٍ تخدم هذا الجانب، والنماذج الجيدة للاستفادة منها اقتصادياً حول العالم كثيرةٌ، ويسهل متابعتها، ووضع خططٍ مستقبليةٍ وفق استراتيجياتٍ واضحةٍ من أجل الاستفادة منها اقتصادياً، حتى لو كلَّف الأمر الاستعانة بالخبرات الأجنبية في هذا الشأن. إنَّ الإعلام الرياضي طالب منذ سنواتٍ بمثل هذه المشاريع الرياضية الكبيرة بهذا الحجم والكم، بقي أن تكون الكيفية وفق التطلعات من أجل شباب الوطن، فالحلم اليوم أصبح حقيقةً، وبتوفيق الله سيعمُّ نفعها، ليستفيد منها أكبر عددٍ من شباب الوطن. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161 تويتر

الاثنين، 16 يونيو 2014

الوفد السعودي في البرازيل

البرازيل بلدٌ فقيرٌ، اختارت أن تكون في قلب الحدث، وأنفقت من المليارات ما جعلها الآن بين المطرقة والسندان، مطرقة الشارع البرازيلي الذي يغلي، ممتعضاً من دفع تلك الفاتورة الكبيرة التي أنُفقَت في غير محلِّها، حتى وإن كانت من أجل أن تظهر البرازيل كمنظِّمٍ لأهمِّ حدثٍ رياضيٍّ على الإطلاق على مستوى العالم بالمظهر الجيد والمشرِّف، بينما تلك المليارات من الدولارات -كما يرى الشعب البرازيلي- كانت كفيلةً بتحسين الوضع المعيشي للشعب، الذي يعيش عددٌ كبيرٌ منهم تحت خطِّ الفقر، وقلَّة المردود المالي لهم كأفراد، مع شحٍّ في فرص العمل، إلاَّ أنَّ الدولة غامرت بكلِّ هذا من أجل أن تفوز بالتنظيم حتى يقصدها العالم من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، ودولةٌ كالبرازيل إذ تضطر أحياناً لبعض القرارات التاريخية والمهمة، بالتأكيد سيكون لها المردود الاقتصادي الجيد لسنواتٍ طويلةٍ، فالبرازيل كما نسمع من الدول السياحية الجيدة، ولن يعلم الإنسان السائح بقيمة السياحة في البرازيل قبل أن يقرر الذهاب إلى هناك، ولعلَّ فرصة تنظيم نهائيات كأس العالم تمنح هذا القرار الإيجابي لـمَن يشعر أنَّه بحاجةٍ للسفر والسياحة. دولٌ كثيرةٌ تعتمد في مصادر دخلها على السياحة، وتوفير بيئةٍ جيدةٍ تجعل البلد في حالة نشاطٍ، إمَّا موسمياً أو طوال السنة، وهذا لا يمكن أن يحدث إذا لم يكن هناك مَن يخطط ويضع الاستراتيجيات اللازمة وفق طبيعة البلد وأسلوب حياتها، والبرازيل تُعتبَر أشهر دولةٍ على مستوى العالم في كرة القدم، وهي تعتبر الرياضة ذات الهوس الدائم الذي لا ينتهي بين أفراد مجتمعهم. واهتمام العالم بهذه الرياضة يجعل بلداً مثل البرازيل تسعى وتنظِّم حدثاً كبيراً كهذا، ليس مجرد أنَّهم يعشقون كرة القدم فقط، بل هناك مكاسبٌ كثيرةٌ في أكثر من اتجاه، فلا يوجد عاقل ينفق مليارات من الدولارات دون أن تكون هناك خطةٌ ربحيةٌ تستهدف كلَّ مستويات الخطط الموضوعة في الفترات الزمنية المتباينة، بين القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى؛ لهذا فإنَّ مَن غضب من الشعب البرازيلي أو تظاهر أو أضرب عن العمل، بالتأكيد هم بعيدون كلَّ البعد عن الذهنية الفكرية لـمَن أقرَّ مشروع التنظيم، واقتنع بجدواه وفائدته، ولا أعتقد أن يشكل عائقاً أمام أمرٍ مدروسٍ لم تنقصه الجرأة في القرار ولا التضحية من أجل تنفيذه على أرض الواقع. في البلاد العربية وخصوصاً الغنية منها (باستثناء قطر) ينقصنا القرار الجريء الذي يجعلنا نتقدَّم بشكلٍ إيجابيٍّ نحو بعض الأهداف التي تعين شعوبنا على تحقيق إنجازاتٍ، تبقى خالدةً في الذاكرة لسنواتٍ طويلةٍ ويمتدُّ تأثيرها أبعد مما نتصوَّر. فالكثير من الدول بعثت وفوداً لهذا الكرنفال العالمي مونديال البرازيل، ولكلِّ وفدٍ أغراضٌ وأهدافٌ يسعى من أجل أن يرصدها؛ ليستفيد منها مستقبلاً، بعيداً عن الأسباب الرسمية التي كانت سبباً مباشراً في تواجدهم على أرض الحدث، فالراغبون والطامحون يتعلمون من بعض الأفكار التي كانت سبباً في إنجاح عملٍ كبيرٍ وضخمٍ، كتنظيم نهائيات كأس العالم الذي يشاهده العالم، على أمل أن يرصدوا بعض النقاط المهمة، ويستفيدوا من بعض الجوانب التنظيمية التي لم يتسنَّ لهم تنفيذها في بلدانهم لجهلهم بها، حتى يمكنهم أن يضعوا في الحسبان أنَّ فكرةً بهذا الحجم قد تتحقق ذات يومٍ على أرض بلدانهم سواءٌ على ذات المستوى أو على المستوى القاري والإقليمي. تُرى ماذا استفاد الوفد السعودي برئاسة رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد من الذهاب للبرازيل والمشاركة في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي؟ أم أنَّ الفائدة اقتصرت على حضور الجمعية العمومية فقط، والتقاط بعض الصور الخاصة بالمشاركة؟ ما شاهدناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يجعلنا نتفاءل بأن تكون الاستفادة إيجابيةً، ومن الممكن أن نشاهد نتائج هذه المشاركة مستقبلاً، قد أكون مخطئاً وأتمنّى ذلك، إلاَّ أنَّني مضطرٌ أن أتريَّث، حتى إذا أُطلقَت أحكامٌ قطعيةٌ تكون مستوحاتٍ من واقع مسابقاتنا الرياضية التنظيمية مستقبلاً، وأتمنَّى أن لا يكون الوفد السعودي قد حرص على الفسح، وأهدافهم وغاياتهم تنحصر في نشر صور لحظات تواجدهم في بعض الأماكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أعرفه أنَّ أيَّ مسؤولٍ مكلَّفٍ بعملٍ لا يستهويه نشر صوره إلاَّ في الإطار الضيق الذي يخدم العمل، لا يمكن أن يسمح لنفسه أن يستغل تواجده في مهمة عملٍ لنشر فترات الترفيه. إنَّ الاستفادة من بعض الأفكار الإيجابية، واعتمادها في المسابقة المحلية وتنفيذها بشكلٍ جيدٍ يبعث مزيداً من الأمل والتفاؤل، بأن تكون فرص المستقبل مواتيةً لعمل نقلةٍ نوعيةٍ على مستوى تنظيم حدثٍ رياضيٍّ كبيرٍ يشهده العالم، وإبراز الطابع الجميل الذي يتمنَّى من خلاله أيُّ إنسانٍ أن يظهر به؛ حتى تكون الصورة إيجابيةً عن البلد الذي أنجب تلك الكوادر الطموحة والمنتجة. وقد يفاجئنا رئيس اتحاد الكرة بأفكارٍ جديدةٍ في الموسم القادم، بدايتها كانت في البرازيل وتنفيذها على أرض المملكة العربية السعودية في مسابقاتنا الرياضية على المستوى التنظيمي........ مَن يدري ربَّما...!! دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @Zaidi161 تويتر

الخميس، 5 يونيو 2014

وصفة سيميوني

في بعض الأحيان تكون الصورة الذهنيَّة عن الشخص الذي لم يسبق لك وأن سمعته يتحدَّث، ترتكز على رغبةٍ حقيقيةٍ للوصول له والتحاور معه لمعرفة أبعاد شخصيته عن قرب ومدى ارتباطها بالواقع الذي يعيشه، خصوصاً إذا ما كانت شخصيةً منتجةً، وقدَّمت عملاً مميزاً. وفي عالم المستديرة لفت الأنظار مدرب أتليتكو مدريد الإسباني سيميوني، بعد أن حقق مع فريقه بطولة الدوري الإسباني، وقد نجحت قناة العربية في اصطياد المدرِّب سيميوني الذي يُعتبر العلامة البارزة على مستوى المدرِّبين في العالم بشكلٍ عامٍّ، وأوروبا على وجه الخصوص، فرغم أنَّ مسيرته كمدرِّبٍ لم تكن طويلةً في عالم التدريب، بل يُعتبر حديث عهدٍ بهذه المهنة، إلاَّ أنَّه استطاع أن يصنع مع نجوم فريقه إنجازاً كبيراً، رغم وجوده بين أفضل ناديين على مستوى العالم ريال مدريد وبرشلونة. كنت انتظر حديث هذا المدرِّب بفارغ الصبر، لأتعرَّف على صاحب الإنجاز، وكيف استطاع أن يصل بفريقه الذي لم يعتد أن يتجاوز المركز الثالث في الدوري الإسباني طوال العشر مواسم الماضية ليحقق بطولة الدوري، لقد أصغيت لحديثه جيداً ومع كلِّ جوابٍ يزداد إعجابي بفكره، فرغم هدوئه إلاَّ أنَّ حديثه كان ينمُّ عن فكرٍ فنيٍّ بحتٍ، حيث شرح أسلوبه وطريقة تعامله مع كلِّ العناصر المتاحة له، فهم فريقه جيداً، ووظَّف نجومه وفق رؤيته الفنية ونجح، وكذلك فهم كيف يكسب أهمَّ منافسيه (برشلونة وريال مدريد)، وعرف طريقتهم في اصطياد النقاط، وفهم أنَّ اللياقة البدنية القوية من أهمِّ عناصر الكسب وعمل عليها، لقد صنع من نجومه وحوشاً داخل الملعب، أمرهم بالتركيز على كلِّ مباراةٍ وترك المستقبل لحينه، فهو يقول لهم" قبل أيَّ مباراةٍ لا تشغلوا أنفسكم بغير نقاط اليوم، واتركوا ما سيأتي لحينه، شجَّعهم ورفع من وتيرة حماسهم، أقنعهم بقدراتهم ومقدرتهم على التفوُّق والحسم، وحذَّرهم من الخوف والتوتر. وبينما أنا منهمكٌ في متابعتي لحديث سيميوني، جاءت في مخيّلتي لقطةٌ من نهائي كأس أوروبا الذي خسره أمام ريال مدريد بعد هدف التعادل في آخر دقائق الشوط الثاني، كانت لقطةً معبّرةً جعلني أكمل الإطار الذهني الذي رسمته في مخيّلتي لهذا المدرِّب، وتيقَّنت أنَّ ما صنعه هذا الموسم لم يكن بمحض الصدفة أو لسوءٍ في الآخرين، تلك اللقطة التي انطلق فيها هذا الداهية الهادي لنجوم فريقه، يحثُّهم على الاستمرار دون أن يدخل اليأس لقلبه، جعلت العالم بأسره يضع سيميوني على قائمة نجوم العالم لهذا العام. سيميوني تحدَّث بكلِّ تواضعٍ، وهو صاحب أفضل إنجازٍ في أفضل دوريات العالم، لم يتحدَّث عن نفسه كثيراً، لكن تحدَّث عن عمله الذي شاهده العالم، وفي عالمنا العربي والسعودي تحديداً يحدث العكس، فمع كلِّ إنجازٍ يتحقَّق تسقط قيمة الإنجاز أمام مَن كان طرفاً في تحقيقه!! وهم ينظرون للمنجز ويفخرون به ويتناسون أيَّ شيءٍ آخر. عندما سُئِل سيميوني عن منتخب بلاده وإمكانية أن يكون هو المرشح لتدريب منتخب الأرجنتين، قال: ليس بعد، فالمنتخب يحتاج إلى مدرِّبٍ مخضرمٍ، فهذا منتخب وطنٍ يحمل كلَّ آمال الشعب الأرجنتيني، وتدريبه في سنٍّ مبكرةٍ يعني مخاطرةً كبيرةً قد لا تحمد عقباها، فإن فشلت قد أخسر الكثير، وهذا ما لا أتمنّاه. لقد تطرَّق سيميوني في حديثه إلى جزئياتٍ مهمَّةٍ، يجب أن تتوفَّر في مَن يريد أن يصبح مدرِّباً، حتى ولو لم يقلها بشكلٍ مباشرٍ كان من أهمّها العدل، والتعامل مع الهدف المراد تحقيقه بواقعيةٍ، مع تغليب المصلحة العامة للفريق وبأنَّ مصلحة الفريق هي الأهم، لا يعني له مَن يبقى أو مَن ينتقل، حتى وإن كانت قيمته الفنية عاليةً، ينظر للأمام ويبحث عن البديل الذي يسدُّ النقص، ويكون في مستوى من رحل. فلسفة سيميوني التدريبية كانت مختلفة قادته لأن يكون حديث العالم ، وهذا هو سرُّ البحث عن كل مَن يحقّق منجزاً للتحاور معه؛ حتى تكتمل الصورة الذهنية المرتبطة بعمله، وفي تصوّري هذا المدرِّب سيكون من أعظم مدربي العالم، أفعاله وأقواله متفقان، لهذا أتمنى أن يستفيد مدربونا السعوديون من حديثه، خصوصاً وأنَّه مدرِّبٌ مازال في بداياته. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي

الأحد، 1 يونيو 2014

سامي الجابر وقرار الإقالة

إنَّ بعض القرارات الصعبة في حياة الإنسان تحمل الطابع المصيري -إن صحَّ التعبير- وتُعتبر مفترق طرقٍ ينتج عنها تحوّلٌ كاملٌ في مسيرته، بعد أن يعتقد أنَّ النتائج المستقبلية المتوقَّعة ستكون مرضيةً، حتى وإن شابها قليلٌ من المخاطر، يحدث هذا في الظروف الطبيعية من حياة البشر وغير الطبيعية، وأحياناً يكون الإنسان مضطراً لاتخاذ قرارٍ تكون نسبة المخاطرة فيه عاليةً، حسب نوع القرار ومدى أهميته. ما حدث مع إدارة الهلال في الأيام الماضية أشبه بحديثٍ كهذا، فإدارة الهلال اتخذت أصعب قرارٍ في تاريخ الهلال، عندما قرَّروا إقالة مدرِّب الفريق (سامي الجابر)، وهو النجم الأسطوري بالنسبة لهم ولجماهيرهم، فقد أحدث هذا القرار ضجَّةً واسعةً، بسبب الجماهيرية التي يحظى بها المدرِّب عندما كان لاعباً، أمَّا اليوم فقد اختلف الدور، وتحوَّل اللاعب إلى مدرِّبٍ في قرارٍ بالنسبة (لسامي) يُعتبر جيداً كفكرةٍ، لكنَّ طريقة التنفيذ لم تكن صحيحةً، وقد كانت النهاية غير جيدةٍ لمدرِّبٍ من المتوقع أن يحقق إنجازاتٍ كبيرةً في هذا المجال، وقد يحدث هذا في المستقبل متى ما قرر الاستمرار وتطوير ذاته، فالفارس قد يخسر معركةً، لكنَّه لا يرضى بالاستسلام ليعود مرَّةً أخرى أقوى من المرَّة السابقة، ويحقق كلَّ طموحاته؛ لهذا من المهمِّ أن يعود (سامي الجابر) إذا ما أراد أن يواصل في هذا الطريق، على أن تكون البداية من نقطة الصفر فالتأسيس الجيد والصحيح يصنع الفرق في المستقبل. فالحقيقة الواضحة بعد تقييم تجربة (سامي الجابر) تقول: أنَّه استعجل في خوض تجربة تدريب فريقٍ كبيرٍ كالهلال، والصواب هو أن يكون تدريب الهلال بمثابة الهدف الذي يسعى جاهداً لتحقيقه، هذا هو التدرُّج في العمل والفكر السليم. سامي اليوم يحتاج للعمل، وبذل المزيد من الجهد حتى يصل لمرحلة الاستحقاق، التي من خلالها يستطيع أن يقود فريقاً كبيراً كالهلال، تلك هي الحقيقة التي تجاهلها (سامي)، واليوم يدفع ثمن قرارٍ لم يُدرس بعنايةٍ. أمَّا قرار إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد فليس فيه ما يزعج الجماهير، فالإدارة نظرت إلى الأمر من زاوية الوضع الطبيعي لكلِّ مدرِّبي العالم، وسامي أحدهم، فمدرِّب كرة القدم في كلِّ دوريات العالم مُعرَّض للإقالة والاستقالة، متى ما كانت النتائج غير جيدةٍ والعمل ناقص. وفي تصوّري قرار الإدارة كان جريئاً للغاية، والخوف كلُّ الخوف أن يكون لهذا القرار تبعاتٌ أخرى إذا ما فشل المدرِّب الجديد في مهمَّته، خصوصاً أنَّ أول اختبارٍ له بطولة آسيا، البطولة التي يقاتل الهلاليون من أجلها منذ زمنٍ طويلٍ، وهنا يكون مكمن القلق، فلو حدث هذا وفشل المدرب في أول اختبارٍ له لن يكون الموسم الهلالي مطمئناً لجماهيره، وقد يُحدث بعضهم ردَّة فعلٍ غير مسبوقةٍ على مرِّ تاريخ الهلال، وتكون إدارة الهلال حينها مضطرةً لإعلان قرار الاستقالة، وهذا يعني أنَّ الموسم سيكون بالنسبة للهلالين غير جيدٍ. أمَّا لو نجح المدرِّب الجديد في مهمَّته، فستكون الإدارة بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد بقرارها التاريخي قد خرجت من عنق الزجاجة، وستجد مَن يمتدح قرارها، ويدعم كلَّ توجهاتها، رغم أنَّ الأمير عبد الرحمن بن مساعد قدَّم للهلال عملاً كبيراً اقترن بالإنجازات، وهي كفيلةٌ بأن تصنِّف إدارته ضمن الإدارات الناجحة في تاريخ الهلال . إذاً القرارات الناجحة مرتبطةٌ بالعمل الجاد، وبذل المزيد من الجهد، وهذا ما تحتاجه إدارة الهلال في الفترة القادمة، حتى لا يكون قرار إقالة سامي الجابر نقمةً ووبالاً عليهم في المستقبل. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي تويتر@zaidi161

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...