بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 24 أبريل 2014

الرياضة وحكيمها خالد بن عبد الله

لا يمكن لأيِّ إنسانٍ مهما بلغ من الذكاء والفطنة أن يميِّز مَن وهبهم الله الحكمة والمقدرة على احتواء أيِّ حدثٍ مفاجئٍ، مهما كان وقعه في النفس، إلاَّ من خلال المواقف والأحداث اليوميَّة، وأسلوب التعاطي معها، فالحكيم لا يُكتَب على جبينه أنَّه حكيمٌ، إنَّما الأحداث مَن تمحص الإنسان وتختبره وتصنِّفه، إمَّا حكيمٌ يمكن الاعتماد عليه وعلى حكمته في ضبط النفس من خلال المواقف التي يتعرَّض لها، أو عكس ذلك، ويُعتبر من عامَّة الناس لا يؤول عليه بالشيء الكثير في المواقف التي تحتاج أن يكون مصدر ثقةٍ لاتخاذ القرار المناسب. الأمير خالد بن عبد الله يستحقّ أن يوصف بحكيم الرياضة لأسبابٍ كثيرةٍ، هذا الرجل عاصر الرياضة السعودية منذ البدايات وخبرها جيداً، إنَّه ينتهج أسلوباً مميزاً في التعاطي مع بعض الأحداث الرياضيَّة التي يكون نادي الأهلي طرفاً فيها، ولم يسبق لي أن شاهدته منفعلاً، أو يدلي بأيِّ تصريحٍ يقودنا لهذا الإحساس، على الرغم أنَّه يستطيع ذلك لمكانته الاجتماعية ولوضعه الاعتباري في المجتمع، إلاَّ أنَّه وبرغم كلِّ ما كان يتعرَّض له من اتهاماتٍ يبقى صامتاً وفي صمته أبلغ حكمةٍ، على النقيض من بقية الرؤساء وأعضاء الشرف في الأندية الأخرى، فتسمع صراخهم وبحثهم عن كلِّ وسائل الإعلام عندما يجدون ما يستوجب الظهور، وأحياناً يظهرون ويخرجون عن النصِّ دون أن تكون هناك أسبابٌ جوهريَّةٌ مقنعةٌ تستوجب هذا الظهور. من أجل هذا قلت في بداية المقال: لا يمكن أن تميِّز الحكيم عن غيره من الناس، إلاَّ عندما تختبره في أسلوب وطريقة التعاطي مع الأحداث التي يتعرَّض لها بشكلٍ شخصيٍّ أو بشكلٍ عامٍّ. فالأمير خالد بن عبد الله كان يصمت ويحلَّ كل القضايا التي تمسُّه شخصيَّاً بصمته، لا ينساق خلف أيِّ إساءةٍ، ويعلم جيداً أنَّ المصلحة العامَّة لا تقتضي التأجيج، والحكمة تقتضي فعل النقيض، وذلك بعدم مجاراة مَن يسعى إلى أن يدخله في نفق التصريحات والردود، فهو تعنيه بشكلٍ كبيرٍ رياضة البلد، هذا الرجل استلم رئاسة أعضاء شرف الأهلي وخرج دون أن يُصدر أيَّ ردَّة فعلٍ لأيِّ قضيَّةٍ كانت. لقد جعلت الأمير خالد بن عبد الله كمثالٍ حيٍّ في رياضتنا، رغم قرار الابتعاد الذي اتخذه في هذا التوقيت المشحون بالمهاترات والتعصُّب، وهو في رأيي ورأي الوسط الرياضي خسارةٌ كبيرةٌ بابتعاده عن الوسط الرياضي، وقد تُشعرنا الأحداث الأخيرة في الساحة الرياضيَّة بمعنى أن يبتعد رياضيٌّ خلوقٌ بحجم خالد بن عبد الله، إنَّني أصفه بالأنيق الراقي "الجنتل مان"، وقد تكون هذه الألقاب التي تنطبق على شخصيته هي التي صنعت ألقاب نادي الأهلي، فجمهوره يصف النادي بالراقي، وهذا الوصف في تصوري مستوحى من رئيس أعضاء شرفه، فبوجوده سُمِّي الأهلي بالراقي. إنَّ الساحة الرياضيَّة تشهد اليوم انفلاتاً غير مسبوقٍ، وكلُّ رئيس نادٍ أصبح اليوم يصفِّي حسابات الماضي، ويرمي التهم جزافاً، لا حسيبٌ ولا رقيبٌ، وحصْر تلك التجاوزات في هذه المساحة صعبٌ لتعدّدها وتشعُّبها، وهي تمتدُّ من دوري عبد اللطيف جميل إلى أن تصل دوري ركاء وبقيَّة المسابقات الأخرى. ولا نفهم لماذا الصمت عن كلِّ هؤلاء إلى أن بلغ السيل الزبا؟! فالوقوف موقف المتفرج من قبل المسؤول يشعرك بضعفه، وقلَّة حيلته، فمَن لا يستطيع أن يطبِّق الأنظمة والقوانين على الجميع بالعدل والمساواة من الأفضل أن يبتعد عن المكان؛ حتى يُتيح الفرصة لغيره، فربما يستطيع فعل ما كان يصعب عليه فعله. وتصاريح الدفع الرباعي والفيلم الهندي والتشكيك في ذمم بعض رؤساء الأندية مرَّت مرور الكرام، ولم يصدر فيها أيُّ قرارٍ نظاميٍّ، يعيد حقَّ الأندية المتضررة ويمنع من تكرارها مستقبلاً. إنَّ رئيس نادي الشباب خالد البلطان قال ما يستوجب إعفاءه من منصبه، وهذا دور المسؤول!!، وقبله رئيس الاتفاق قال أيضاً ما يستوجب نفس القرار، لكن لم يحدث أيُّ شيءٍ!! والأسباب مجهولةٌ، فهل أصبحت رياضتنا -وكرتنا تحديداً- مرتعاً للشتم والتشكيك والعنصرية ؟!، فما يحدث اليوم أصبح خطيراً، والقانون واضحٌ، والمسؤولون عن تنفيذه وتطبيقه في سُباتٍ عميقٍ؛ لأنَّهم أرادوا أن يصبحوا هكذا لضعفهم مع الأسف. فالشجاعة جزءٌ من شخصية القيادي الناجح، وبدونها لن يستطيع أن يعالج أيَّ خللٍ في منظومة العمل التي يرأسها، وفي ظنِّي أنَّ قرار الاستقالة شجاعةٌ بحدِّ ذاتها، متى أيقن أنَّه غير قادرٍ على أداء دوره القيادي بالشكل المطلوب. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي تويتر @zaidi161

السبت، 19 أبريل 2014

محمد نور والقرار الأصعب،،،

بعد اللقاء الجميل الذي قدَّمه تركي العجمة مع الأسطورة محمد نور، اتضح لي أنَّ نور يمرُّ بأزمةٍ حقيقيةٍ، لم يسبق وأن مرَّ بها طوال مسيرته الرياضيَّة، وقد تكون أكثر تأثيراً في حياته الرياضية، وربَّما يتجاوز تأثيرها النفسي تلك الأزمة التي صاحبت إبعاده عن الاتحاد، وهذه الأزمة تتمثَّل في صعوبة القرار المنتظر من (نور)، لما يصاحبها من حيرةٍ وقدرةٍ على الاختيار بين عشقه وبيته الأول الاتحاد والنصر الذي يكنُّ له كلَّ حبٍّ وتقديرٍ ووفاءٍ، لما حظي به من استقبالٍ وترحيبٍ واهتمامٍ من قبل الجميع وبدون استثناء. (نور) اليوم غير (نور) الأمس في كل شيء وهذه حقيقة لا ينكرها (نور) نفسه ،ويصعب عليه ان يقف موقف كهذا، لا يدري فيه الى اين يوجه بوصلته، وكأنهم يخيرونه ان يتنازل عن احدى عينيه، ويحتار بينهما ،هل يتنازل عن اليمنى أم اليسرى، الوضع لمثله وبقيمته وتاريخه صعب، وقد يزداد صعوبة عند لحظة اعلان القرار، لكنني أومن جيدا ان توقف (نور) في هذا التوقيت عن اللعب قرار غير سليم، حتى وإن كان سبب هذا القرار الخروج من مأزق الاختيار أو التفضيل، فإعلان الاعتزال ليس حلا وقد يكون غير مقبول عند الجماهير ،لأن في هذا ظلم له ولموهبته وللنادي الذي سيخوض معه ما تبقى من مسيرته الرياضية ،سواء مع النصر او الاتحاد، ولو أن القرار بيدي أو لي من الامر شيئا لهمست في اذن هذا الاسطورة وقلت له اذهب الى النصر ولا تتردد، فالنصر اليوم غير الأمس، و(نور) اليوم غير (نور) الأمس، فنور يعشق الانجازات والبطولات، واوضاع الاتحاد الآن لا تشجع على قبول أي عرض، ووفائك للاتحاد يعلمه القاصي والداني، لكن الاتحاد من قال لك أذهب فلم نعد في حاجتك وهذا زمن الاحتراف لا الولاء والانتماء ، اليوم أنت أمام من يقول لك ابقاء نحن في حاجتك، أعقلها يا أبا نوران ايها الاسطورة وتوكل ، فالنصر مشرعةً أبوابه لك، وينتظر أن توقع كما وقع (قلب الأسد) حسين عبدالغني، فإحساس المشجع النصراوي بالبطولة الاسيوية سيكون كبيرا عندما تقف مع نجوم النصر في الملعب تهمون لتحقيقه. المنطق والظروف تصب في مصلحة النصر، وفي تلك الليلة كانت ابتسامات (نور) توحي أنه في طريقه لتوقيع عقد جديد مع النصر، خصوصا عندما توقف عند صورة كأس آسيا التي كانت ضمن الصور المعروضة أمامه ،وقال بكل ثقة سأعود له قريبا، في هذا اشاره واضحة ،ورسالة لوالدته أنه يريد النصر، وكأنه يتوسل لها بأن تجعله يمضي لنصره الجديد ليقينه انه وجد (نور) الماضي أو بعضا منه بعد ان تخلا عنه احبابه. (نور) اليوم يسطر تاريخ جديد في عالم المستديرة ، وإن كُتب له النجاح وحقق كأس آسيا مع النصر، فهذا يعني اننا امام معجزة كروية حقيقية ،وخيال يصعب تخيله مهما اجتهدنا في ذلك . في السؤال الصعب الذي طُرح على (نور)، حقيقة لم تكن ضمن الأسئلة المطروحة من مقدم البرنامج تركي العجمة في تلك الليلة ؟ حيث كان التركيز على جواب الاختيار ولمن ستذهب، بينما كان من المفترض قبل ان يُطرح هذا السؤال أن يسأله هل قُدم له عرض من الاتحاد أم لا ؟ فالعرض الوحيد حسب ما اعرف الذي قُدمّ لنور هو عرض النصر، ورئيس الاتحاد في تصريح له، ينفي اي عرض رسمي من طرفهم للنجم (نور)، كل الذي قاله أبواب الاتحاد مفتوحة لـ (نور) ..! إذاً الحقيقية الان واضحه امام الاسطورة (نور)، هناك من يريده وقدم عرضه، وهناك ايضا من يريده لكن لم يقدم عرضه الرسمي، والصورة الآن لا تحتاج مزيد من التوضيح ، مَن يتغنون بالرغبة لتعود لهم دون السير في تنفيذها ،لا يشبهون مَن رغبتهم واضحة وصريحة وبشكل رسمي..! لقاء (نور) في برنامج (كورة) كشف الوجه الآخر لهذا الجميل (نور) ، فقد كان عنوان للتواضع والوفاء ، لم ينسب لنفسه اي مجد برغم كل انجازاته وتاريخه إلا أنه اثنى على كل من شاركه تاريخه ونسي نفسه ، (نور) من القلائل الذين يكرهون الأنا وينتمي بروحه لروح الجماعة ، مُقل في الظهور إعلامياً لكنه عندما ظهر قال ما يُشبع طول غيابه . دمتم بخير،، سلطان الزايدي تويتر @zaidi161

الخميس، 17 أبريل 2014

الأندية والإدارة وكرة القدم

يرتبط النجاح في الإدارة الرياضيَّة في الدول المتقدمة، والتي لها باعٌ طويلٌ في المجال الرياضي، بعدَّة عناصر، وليس بالضرورة جميع العناصر واضحةٌ للمتابع الرياضي، لكن هي بالتأكيد واضحةٌ للهيئة الإدارية التي وضعت الخطط الإستراتيجيَّة ورسمت أهدافها المستقبليَّة، لهذا هم في تلك الدول أقلُّ انفعالا ً وانفلاتاً على الصعيد الجماهيري في اعتراضهم على السياسات الإدارية، ولا تجد مَن يطالب برحيل إدارةٍ أو إعفاء عضو من منصبه طالما أنَّ أخطاءه غير واضحةٍ، بل هم في كثيرٍ من الأحيان يسعون جاهدين لدعم هذا الاستقرار الإداري، ويرون أنَّ الدعم هو الخيار الأنسب حتى تتحقق الأهداف الإدارية، والمعيار الحقيقي لديهم هي النتائج بشكلٍ عامٍّ، والاختلاف بين الدول المتقدمة رياضياً وغيرهم من الدول في معيار النجاح فقط. في العالم العربي -وتحديداً في السعودية-، لا يمكن قبول فكرة الإخفاق أو حتى التعاطي معها بأيِّ شكلٍ من الأشكال، فيكون المطلب الرئيسي استقالة الإدارة، الشيء الآخر والمهمُّ أنَّ فكرة الإخفاق مرتبطةٌ بشكلٍ مباشرٍ وقطعيٍّ بالفريق الأول لكرة القدم في النادي، وهذا بالتأكيد من المعضلات الحقيقيَّة التي تواجه الرياضة السعودية منذ سنواتٍ مضت، وهذا المفهوم نتاج ثقافةٍ ترسَّخت منذ زمنٍ حتى أصبح نجاح النادي أو عدمه مرتبطٌ بفريق كرة القدم، دون النظر للمحصلة النهائية لإنجازات النادي ومكتسباته الفنية والاستثمارية..! لا أظنُّ أنَّني سبق وأن سمعت رئيس نادٍ في يومٍ من الأيام أعلن عن خططاً عامةً للنادي أو استراتيجياتٍ شاملةً تخدم النادي من جميع النواحي الفنية والاستثمارية، كلُّ ما يحدث هو حديثٌ عن فريق كرة القدم للنادي فقط، ولم أجد رئيساً جادّاً يخوض في هذا المعترك، بمعنى لم يظهر رئيس نادٍ قال: هذا الموسم سيكون التركيز على الجوانب الاستثمارية للنادي، ودراسة سبل زيادة مداخيل النادي بمشاركة كلِّ الألعاب في النادي ...! نحن في رياضتنا لا نجد الفكر الإداري الذي يُعطى الفرصة لإعادة صياغة الإدارة الرياضية، وتغيير مفهومها؛ لأنَّنا لم نهيئ الأرضية الخصبة الداعمة للعمل الإداري، الذي من المفترض أن يُعمل به، وهذا خطأٌ كبيرٌ، فالرئيس الذي لا يحقق إنجازاتٍ على مستوى كرة القدم للفريق الأول لن تكون فكرة استمراره في رئاسة النادي جيدةً أمام الجماهير، وسيضطر لمغادرة كرسي الرئاسة استجابةً لرغبة الجماهير، حتى وإن حقّق عوائداً استثماريةً ضخمةً تخدم النادي لسنوات، فالجمهور يريد بطولاتٍ، ووقوفه في المدرَّج من أجل فريق كرة القدم، وأيُّ إنجازاتٍ أخرى مهما بلغت قيمتها وفائدتها لا تعني له شيئاً، والأمثلة في هذا الجانب كثيرةٌ. رئيس النصر في بداية ولايته خرج مَن يطالب باستقالته، وكثرت الأصوات في كلِّ المواسم التي تلت تولّيه، ولم يكن يعني لهم أنَّه يجهّز فريقاً أو يرتب منظومةً إداريةً يتوفّر لها كلُّ شيءٍ مستقبلاً، كان هدفهم نتائج فوريةً سريعةً، وكان قاب قوسين أو أدنى من أن ينسحب من المشهد برمَّته. اليوم رئيس النصر هو البطل الهمام؛ لأنَّه حقق بطولتين في كرة القدم للفريق الأول فقط، ولم يُحضر مع تلك البطولتين أيَّ منجزٍ آخر على الصعيد الاستثماري أو الرياضي في بقية الألعاب الأخرى، إلاَّ أنَّه يعتبر من خلال هذه الثقافة السائدة في رياضتنا إدارياً ناجحاً بكلِّ المقاييس، بينما في تصوري: أنَّ التقييم الحقيقي لأيِّ رئيسٍ يكون خلال فترةٍ رئاسيَّةٍ كاملةٍ، تعتمد على عدَّة محاور، حتى نكوِّن الصورة الحقيقية للمستوى الإداري في النادي، ولا يمكن أن نتجاهل رئيس نادٍ وفق هذا المنظور، كان يحقق نتائج إيجابيَّةً لفريق كرة القدم مقرونة بالبطولات ثم نجرِّده من مكتسباته عندما لا يحقق في سنةٍ من السنوات أيَّ منجزٍ في كرة القدم للفريق الأول. إنَّ معيار النجاح من عدمه في الرياضة السعودية مرتبطٌ بكرة القدم ..! حقيقةٌ واضحةٌ للعيان، بدليل أنَّه لن تجد مواطناً يغضب عندما لا يحقق منتخب كرة السلة أو الطائرة أو في مسابقات ألعاب القوى على سبيل المثال أيَّ نتائج إيجابية، حتى وإن تذيَّل التصنيف العالمي أو الإقليمي، لكنَّه سيغضب عندما يُهزم منتخب بلده في أيِّ مباراةٍ في كرة القدم، حتى لو كانت الهزيمة أمام منتخبٍ يتفوَّق في التصنيف الدولي على منتخبنا. وفي تصوّري: إنَّ من الأسباب المباشرة التي أدَّت لتدني المستوى الرياضي بشكلٍ عامٍّ هو الفكر الإداري السائد، وطالما نحن نسير في هذا الاتجاه وبهذه الثقافة لن يحدث أيُّ تقدّمٍ إيجابيٍّ يجعل الرياضة السعودية تتقدَّم في كلِّ التصنيفات الدوليَّة لكلِّ الألعاب الأولمبية. فمعيار النجاح لأيِّ إدارةٍ يجب أن يخضع لأسسٍ علميةٍ صحيحةٍ، إنَّ النجاح في تحقيق البطولات على صعيد كرة القدم ليس بالنجاح المبهر، النجاح الحقيقي في الشمولية، بمعنى ما حققه النادي على كافة المستويات الاقتصادية والفنية والاجتماعية. ودمتم بخير...... سلطان الزايدي zaidi161@تويتر

الجمعة، 11 أبريل 2014

أحزان في الاتفاق

الكلُّ شاهد نهاية دوري "عبد اللطيف جميل" في تلك الليلة، وكيف كانت الليلة مخضَّبةً بالفرح والحزن الشديدين، كان فارس نجدٍ يحتفل بمنجزه الذي طال انتظاره، أمّا فارس الدهناء يغرق في أحزانه، بعد أن كتب لنفسه نهايةً أليمةً، لا يتمنَّها أيُّ متابعٍ رياضيٍّ عرف الاتفاق واعتاد على وجوده بين الكبار. في ليلة الحزن الاتفاقي كان المشهد بالنسبة لي وللكثير من أمثالي مؤلماً كثيراً، وقبول الأمر ليس بالأمر السهل، ففارس الدهناء خارج حسابات الموسم القادم، والأسباب التي أدَّت لهذا الحال كثيرةٌ ومتنوعةٌ، أمَّا العامل المشترك فيها إدارة رئيسٍ لا يرى في وجوده على كرسي الرئاسة أيَّ مشكلةٍ، ويعتقد أنَّ ما حدث كان مدبَّراً لفريقه، إنَّها عباراتٌ رماها في اتجاهاتٍ مختلفةٍ، تمحورت حول التشكيك في ذممٍ لا سند لها إلا ظنونٌ واستنتاجاتٌ لا يستطيع إثباتها، ولا يمكن الاستدلال بها للخوض في الحديث عنها، و فتح تحقيقاً لمعرفة تفاصيلها، لكنَّه رأى أنَّهُ يعيش مأزقٍ لم يعشه طوال ثلاثين عاماً، قضاها في رئاسة الاتفاق، لتكن وسيلةً تنجيه من سوء ما اقترف بحقِّ الاتفاق. إنَّ تصريح عبد العزيز الدوسري الأخير الذي أدلى به للعربية كان خالياً من تحمُّل المسؤوليَّة، فقد وجَّه الاتهامات في اتجاهاتٍ مختلفةٍ للمنافسين، ولذوي القربى النصيب الأكبر، ولم يحمِّل نفسه أيَّ مسؤوليَّةٍ، بل على العكس قال ما يوجب العتب، وبأنَّه ضحَّى بكلِّ شيءٍ من أجل الاتفاق...! فهل مَن ضحَّى بكلِّ شيءٍ لأجله تكون نتائج تضحيته الهبوط لدوري ركاء !! فبعض الأفعال ترسم على محيانا علامات تعجُّبٍ وحيرةٍ، ونزداد تعجُّباً عندما نصل لقناعةٍ مطلقةٍ: أنَّ ما حدث غير مؤثِّرٍ في نفس مَن تسبب في هذه الكارثة. رئيس الاتفاق يتهم بشكلٍ مباشرٍ ناديي الشباب والاتحاد، ويصفهما بالمتواطئين لهبوط فريقه، ويلمِّح إلى فسادٍ وتلاعبٍ في النتائج، ومدرِّب الأهلي يقول: نحن نعمل بشرفٍ، وهذه هي أخلاقيَّات المهنة ولن نحيد عنها، فهل يُعتبر الأهلي متواطئاً مع الاتفاق لو ذهبت نتيجة المباراة الى التعادل؟!! لهذا كلَّ من تحدَّثوا وشكَّكوا قبل وبعد الجولة الأخيرة، يجب أن تطولهم يد القانون، فهي فرصةٌ لتعديل الوضع التنافسي في مسابقاتنا بتدخّل القانون، والتحقيق مع كلِّ مسؤولٍ تحدَّث بأمرٍ ما، فيه تشكيكٌ أو اتهاماتٌ دون أن تستند إلى أدلَّةٍ ثبوتيَّةٍ واضحةٍ، إذ يجب أن يُعاقب وفق أنظمة وقوانين اتحاد الكرة. إنَّ هبوط الاتفاق ليس له علاقةٌ بكلِّ ما ذكره رئيسه، فالهبوط له أسبابٌ مختلفةٌ وكثيرةٌ، يتحمَّلها الرئيس نفسه، فهو لم يقدِّم العمل المأمول منه، وقد أضرَّ بهذا الهبوط في سمعة فريقٍ عريقٍ وكبيرٍ له إنجازاته المتميزة، وفي تصوّري كان من الأفضل أن يعلن تحمّله للمسؤوليَّة كاملةً، ويعلن استقالته، فهو القرار الصائب الذي كان من المفترض أن يصدر عنه؛ حتى لا يثير مزيداً من الاستفزازات لأنصار فريقه. ثمَّ إنَّ في الدمام الكثير من رجال الأعمال الذين يستطيعون أن يعيدوا الاتفاق ليس فقط لدوري جميل، لا بل لديهم القدرة بأن يجعلوا من هذا الفريق بطلاً في المستقبل يتربَّع على عرش الكرة السعوديَّة، إلَّا أنَّني أجهل سرَّ هذا التخاذل وعدم الوقوف مع فريقٍ يمثّل مدينتهم!!. أمَّا الفترة القادمة ستكون صعبةً على فارس الدهناء، وتجاوزها يحتاج إلى وقتٍ ومالٍ وعملٍ، قبل أن يزداد الأمر سوءاً، ويجب احتواء الأمر ومحاولة المحافظة على الفريق في هذا الوقت، فما سيحدث في الأيام القادمة قد يضرُّ في الفريق مستقبلاً، فهناك مَن سيسعى لاستغلال الوضع وإغراء بعض نجوم الفريق من أجل الانتقال لأندية جميل، والاستمرار في دوري المشاهير، وهنا سيكون مكمن الخطر، لهذا فالاتفاق الآن في أمسِّ الحاجة لأبنائه المخلصين؛ حتى يلتفوا حول فريقهم، ويقدّموا عملاً سريعاً جداً ومقنّناً، يعيد الاتفاق لدوري جميل في أسرع وقتٍ ممكن، فإن لم يعد الموسم القادم، هذا يعني أنَّه سيعيش سيناريو نادي الرياض، النادي العريق الذي هبط ولم يعد حتى هذه اللحظة. الاتفاق ركنٌّ أساسيٌّ من أركان الكرة السعوديَّة، وهو يمثّل منطقةً كبيرةً وعزيزةً على قلوبنا في الساحل الشرقي، ويجب أن تكون مصلحته فوق كلِّ اعتباراتٍ أخرى. ودمتم بخير سلطان الزايدي @zaidi161تويتر

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

النصر يُرسخ مفهوم المنافسة

مهما كان لا يمكن أن تجد في عالم (المستديرة) اتفاقاً كاملاً من الجميع، على أحقيَّة أيِّ منجزٍ لأيِّ فريقٍ مهما بلغ حجم المنجز أو صغر كان أو كبيراً؛ لأنَّ التنافس في هذه اللعبة (الشهيرة) لا يترك المجال للمثالية التي قد تكون من المستحيلات؛ لهذا أنا أرى ومن وجهة نظري: أنَّ كلَّ هذا اللغط الذي حصل بسبب نقل مباراة التعاون والنصر في الجولة الأخيرة من القصيم إلى الرياض أمرٌ طبيعيٌّ ومتوقعٌ من أنصار الفريق المنافس للنصر، وهو منافسٌ تاريخيٌّ لن يقبل أن يُقرَّ بأحقيَّة النصر للبطولة، ولو كان متيقناً بنسبة 100% لن يُقرَّ بذلك؛ وذلك بحكم التنافس الشديد بين الجارين. وقد يعتقد البعض أنَّ هذا الأسلوب أو الثقافة دخيلةٌ على رياضتنا، ويصف المشهد بأنَّه كوارثيٌّ ومحتقنٌ، ويُأجّج الشارع الرياضي، وهذا تصورٌ غير صحيحٍ؛ لأنَّ ثقافة المنافسة في كلِّ أرجاء العالم فيها من هذا الشيء، والمتنافسون لن يقبلوا فكرة الاستسلام، فالمنتصر منتشيٌ، والخاسر متذمِّرٌ ويبحث عن متنفَّسٍ يستطيع من خلاله تخفيف وطأة الخسارة. كرة القدم في بلادي جميلةٌ، وفي هذا الموسم كان جمالها مختلفاً، ليس لأنَّ النصر عاد وهو البطل المتوَّج ببطولتين (لا)، بل لأنَّ الحقيقة التي كان يناضل من أجلها كلُّ نصراويٍّ في فترة ما، أصبحت الآن حقيقةً أمام الجميع، ولا يمكن لأيِّ شخصٍ أن ينكرها، وهي أنَّ النصر هو: (تِرمومِتر الكرة السعوديَّة) بعودته يتغيَّر المشهد الرياضيّ برمَّته ويكون أكثر جاذبيةٍ من أيِّ موسمٍ سابقٍ، فالنصر سيُعيد المواهب للملاعب، والرغبة بممارسة الكرة عند النشء، وستكون في أفضل حالاتها، لهذا نحن أمام حقائق كتبها النصر في موسمٍ واحدٍ، غابت منذ عشرين عاماً، وهذا يؤكِّد قيمة فريقٍ كبيرٍ مثل النصر. في يوم التتويج سيكون المشهد مختلفاً عن أيِّ موسمٍ مضى، ولن تكون الصورة مجرَّد حدثٍ رياضيٍّ انتهى بحمل الكأس (لا)، بل ستحمل معها انطباعاتٍ جميلةً ومحفِّزةً للجميع؛ لتقديم موسمٍ جديدٍ أكثر إثارةٍ وجهدٍ وعطاءٍ من قبل الجميع، فما سيحدث من تتويجٍ وتكريمٍ سيكون بمثابة (المحفِّز) للجميع من أجل الظهور بمشهدٍ مشرِّفٍ الموسم القادم. دوري عبد اللطيف جميل هذا الموسم فنيّاً كان هو الأفضل، وهو الأميز خلال السنوات الماضية، تفوَّق فيه أنديةٌ كثيرةٌ من جميع النواحي فنيّاً وإداريّاً، والفريق الأكثر جهازيَّةً استحقَّ البطولة، ومَن يتصوَّر أنَّ الظروف خدمت النصر في الحصول على هذه البطولة، أو أنَّه وجد دعماً خفيّاً...! يجب أن يعلم أنَّ النصر منذ عشرين عاماً لم يحصل على بطولة الدوري، ولا أظنُّ أنَّ الفريق المدعوم يُسمح له بالابتعاد عن بطولة الدوري عشرين عاماً...! هذا ما يؤكد بُطلان هذا السيناريو الذي أعدَّه البعض للتشكيك في منجز النصر وقيمته. نقل مباراة التتويج من القصيم للرياض، وتقديمه كدليلٍ على الدعم الذي يحظى به النصر، فيه استخفافٌ بعقول الناس، فالنصر بطلٌ قبل هذه المباراة، ولو أنَّ مباراة التعاون هي التي ستحدد بطولة الدوري فلن تُنقل المباراة مهما بلغت قوَّة الدعم؛ إذاً هذا الأمر يؤكِّد أنَّ المنافسة القوية بين أيِّ ناديين جارين لهم باعٌ طويلٌ في هذا المجال لن تسمح بقبول النتائج الإيجابيَّة لأيٍّ من الفريقين، فالخاسر سيجد ما يقوله للتقليل من قيمة الإنجاز الذي حققه المنافس، وسيبحث عن كلِّ المسببات التي تؤكِّد تصوره مهما بلغت من الهَزْلُ والضعف، إلا أنَّها ستخدمه في توجهه. إنَّ الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها ولا نجعل منها شبحاً مخيفاً، أنَّ للتنافس أحكامٌ، والتسليم بها أمرٌ مفروغٌ منه، لكن أن يكون سبباً في اشتعال نار الفوضى والشغب بالتأكيد سيكون مرفوضاً، ونحن إلى هذه اللحظة مازلنا في إطار المعقول، ولم نخرج عنه، لهذا من المفترض أن نعتبر كلَّ ما يحدث في الساحة الرياضيَّة هذا الموسم بالتحديد أموراً طبيعيّةً، تندرج تحت مسمَّى المنافسة المشروعة، وقد أضْفت على الساحة الرياضيَّة جوّاً مختلفاً، عاش تفاصيله الجميلة والمثيرة الشعب السعوديُّ بكلِّ فئاته، وأيضاً دول الخليج بنوعٍ من المرح والترويح. ودمتم بخير,،، سلطان الزايدي

الخميس، 3 أبريل 2014

شكراً ... عاد النصر

منذ زمنٍ طويلٍ وهو شاغل الناس، هذا الأصفر الكبير، قالوا عنه العجب العُجاب، سخروا منه كثيراً، حتى أصبحوا لا يرونه شيئاً، تنوّعت عبارات السخط والازدراء إلى أن وصل بهم الحال وأعلنوا وفاته...(مات النصر)،لم يكن أيَّ منتمٍ لهذا الكيان يشعر بقرب (نصر)كما هو اسمه، وعودة فارس نجدٍ لسابق عهده، منهم مَن قال انتهى زمن النصر، ولن يعود، وصفُّوا مَن تبقَّى من جمهوره بجمهور الزمن الجميل (الطيبين)، وليس في جيل اليوم مَن يريد أن يقف في مدرج (الشمس). مضت الأيام وازداد هذا الشعور عند الناس إلى درجة أنَّ مَن يعلن ميوله وتشجيعه للنصر في أيِّ مكانٍ تنهال عليه عبارات الاستهجان والسخرية والتهكّم، ويتعجَّبون من الاستمرارية في تشجيع النصر، بزعمهم أنَّه (مات) ومَن (مات) لا تجوز عليه سوى الرحمة. كلُّ الذين حاولوا إعادة النصر إلى سابق عهده فشلوا، وتمكَّن منهم اليأس، وقرّروا الابتعاد، ناقشوا كلَّ شيءٍ لم يتركوا شيئاً لم يفكّروا به، بحثوا في دهاليز الماضي القريب والبعيد عن سرِّ الجفاء والحرمان من البطولات، خاضوا في كلِّ شيءٍ إلى درجة أنَّهم اعتقدوا أنَّ النصر وقعت عليه لعنة مظلومٍ، وذهبوا يبحثون في سجلَّات ناديهم عن هذا المظلوم لعلَّهم ينهون أمر ظلمه؛ ليعود لهم فارسهم الغائب، فمازال هناك في حينها مَن يعتقدون أنَّ الفارس على قيد الحياة، متوعِّك فقط ووعكتهُ شديدةٌ لكنه لم يمُت، استمرَّت المسيرة وطلبوا كلَّ مَن له مستحقاتٌ قديمةٌ على النادي ليُحضر ما يثبت ذلك؛ حتى يتسلَّم مستحقاته، أقفلوا هذا الباب بشكلٍ نهائيٍّ بعد أن تيقَّنوا أن لا أحد متبقِّي يشكو ذمَّة النصر في شيءٍ، إلا أنَّ الحال لم يتغير، ربَّما تحسَّن قليلاً، لكن بقي نصرهم غائبٌ، وغيابه سيترك أثراً كبيراً في جماهير فريقهم. استمرَّ البحث في اتجاهٍ آخر، وفي أخلادهم يقولون: لماذا نحن مبتعدون بينما غيرنا يحقق الإنجازات، ومنهم مَن تقلُّ إمكانياته عن فريقنا بكثير...! في هذا التوقيت جاءهم هاجس (السحر) و(العين) وأمورٌ كثيرةٌ لها علاقةٌ (بالشعوذة)، وساروا بهذا الاتجاه وظهرت قضية (معيض) أحد المستخدمين الذين يعملون في النادي منذ سنواتٍ طويلةٍ، وأصبحت حكاية (معيض) على كلِّ لسانٍ، إلى أن ظهر رئيس النصر فيصل بن تركي لتبرئته من التهمة. ما أعنيه من هذا السرد أنَّ النصر في زمن النكسة لم يترك أيَّ فكرةٍ أو كلمةٍ أو مقترحٍ إلا وناقشها وعمل عليها، وسار في طريقها بهدف عودة النصر للبطولات، فما كان يحدث أمرٌ غريبٌ جداً، وأسبابه كانت مجهولةً، حتى في ظلِّ تقديم مستوياتٍ مميزةٍ. بعد أن ناقشوا كلَّ الأسباب التي أدَّت لابتعاد النصر عن البطولات، تكون لديهم قناعاتٌ واضحة التصوّر خصوصاً في عهد رئاسة فيصل بن تركي، وقد صرَّح بها بعد مباراة الشباب التي كانت طريق النصر لتحقيق بطولة الدوري لهذا الموسم، فمَن تمعَّن في تصريح سموّه يجد الجواب، حيث قال: (بالمال والفكر حققنا المراد)، وهي حقيقةٌ يدرك المتابع الرياضي صحّتها جيداً. فالنصر بقيادة فيصل بن تركي أسس عملاً تراكميّاً غير مسبوقٍ ومشهودٍ، رفض أن ينسحب من المشهد قبل أن يكمل هذا العمل، فمنذ أن تسلَّم زمام الأمور في النصر وهو يقدّم عملاً جيداً، صحيح في فتراتٍ لم تكن النتائج تخدمه، وبعض القرارات لم تكن واضحة الفائدة في حينها، إلاَّ أنَّه في النهاية قدَّم فريقاً قوياً يستطيع أن ينافس ويحقق الإنجازات، وهذا الموسم أول ثماره، وإن استمرّ في الرئاسة سيكون الهدف القادم بطولة آسيا، وهي الآن أصبحت مطلباً للجمهور النصراويّ، ومن ثم المشاركة للمرة الثانية في بطولة أندية العالم. النصر عاش الخمسة عشر عاماً الأخيرة حزيناً مكسوراً منفذاً للشامتين والساخرين، سنواتٌ عجافٌ يكسوها الحزن، ابتعد عنه الكثيرون لم يبقَ سوى المخلصون الموقنون أنَّ دوام الحال من المحال، فعندما عاد للواجهة عاد كلُّ شيءٍ، وأصبح هذا العدد الكبير من الجماهير يطلق عليهم (خلايا نائمة) أيقظها كحيلان النصر ونجومه. في تصوري هي البداية، وقد يستمرّ النصر بطلاً لسنواتٍ قادمةٍ، متى ما استمرّ الدعم والفكر والإخلاص في العمل لتقديم نصرٍ جديدٍ في كلِّ موسمٍ. دمتم بخير سلطان الزايدي zaidi161@ تويتر

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...