بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

مكاتب الدعوة ولإرشاد في الأندية

من أجمل ما تقرأه في أخبار الرياضة السعودية خبر دخول أحد اللاعبين المحترفين الإسلام، عندها تشعر أن الدور الإيجابي للرياضة، وخصوصاً كرة القدم لا يقتصر على فوزٍ وخسارةٍ، أو اكتساب خبراتٍ أو الدخول في جوانب التطوير المنشودة بهدف الاستمرارية وتحقيق الإنجازات المرجوة. فالرياضة في تصوري عنوانٌ أعمق بكثيرٍ من أن نلخصها في مفرداتٍ سطحيةٍ، تعتمد في الأساس على الاستفادة من تطور الغير وتفوقه، ففي السعودية مثلاً: نجد مكاتب الدعوة والإرشاد في كل أرجاء الوطن، تتحرك بشكلٍ إيجابيٍّ نحو الأندية تؤدي دورها التوعوي تجاه نجوم الكرة الأجانب وغير المسلمين، وكذلك في كل الألعاب بهدف نقل الصورة الحقيقية عن الإسلام بشكلٍ مهذبٍ ومقبولٍ، يشعر من خلاله اللاعب بنوعٍ من الارتياح حتى وإن لم يعتنق الإسلام، إلا أنه سيحتفظ بهذه الصورة الجميلة وسينقلها لبلاده بعد أن يغادر؛ لذلك أنا أجد أن هذا الدور الجليل الذي تقوم به هذه المكاتب المهتمة بالدعوة والإرشاد تحتاج لمزيدٍ من الدعم، من خلال ربط عملهم بجهةٍ معينةٍ ضمن اختصاصات رعاية الشباب حتى يسير العمل بشكلٍ أكثر تنظيماً، مع إعطاء هذه الجهة كافة الصلاحيات المتعلقة بهذا الشأن في كل الأندية التابعة لرعاية الشباب، وذلك من خلال تأسيس مكاتب دعوةٍ داخل الأندية يقتصر دورها على الإرشاد والتوعية، وتهتم بالجاليات من العمالة المسلمة وغير المسلمة والتي تعمل في الأندية، وتكثيف الاهتمام بنجوم الكرة الأجانب ونجوم الألعاب الأخرى من مسلمين وغير المسلمين، والاهتمام بهم والتواصل معهم داخل المملكة وخارجها، فهم سيكونون جزءاً من حملة التوعية بالإسلام في أكثر من دولة. كذلك يكون دورها في فتح مشاريع تعاونٍ مع الدول العربية في هذا الشأن، وذلك من خلال عقد ندواتٍ ولقاءاتٍ لوضع خططٍ ممنهجةٍ، يكون هدفها الشريحة التي تنتمي للأندية، كالعمالة مثلاً، واللاعبين الأجانب والمدربين، فتوسيع دائرة الاهتمام بهذه المجال وأقصد -مجال الدعوة- سيكون له نتائج إيجابية كبيرة، وسنكون قد حققنا من خلال الرياضة أسمى غاية ينشدها الإنسان المسلم. متى ما تبنَّت رعاية الشباب بعض الأفكار التي تعمل على تفعيل دور مكاتب الدعوة والإرشاد داخل الأندية، التي تضمن أعداداً كبيرةً من الشباب المسلم وغير المسلم، سيمكنهم تأدية دورهم بالشكل القوي والمثمر، فلا أحد اليوم ينكر أن الأندية تستقطب أعداداً كبيرةً من الشباب المسلم، منهم مَن قد يقع في بعض السلوكيات الخاطئة التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي، دون أن يدرك ذلك بسبب إعجابه بنجمٍ معينٍ ويرى أنه قدوةً له في حياته، وهذا التأثير يدفعه لتقليده في كل شيءٍ، في الشكل وفي بعض التصرفات. من هنا يكون دور مكاتب الدعوة والإرشاد حاضراً ومهماً، فالمحافظة على فكر الشباب من بعض الصور التغريبية التي في مجملها معادية للدين الإسلامي مطلبٌ مهمٌّ ودورٌ كبيرٌ، يجب أن ينشط من خلال التعاون العملي على أرض الواقع بين تلك المكاتب ورعاية الشباب المتمثلة في الأندية وتعاون إداراتها، وطرق التعاون كثيرةٌ ومتنوعةٌ في هذا الجانب، فعلى سبيل المثال: تنفيذ مشروعٍ يهدف لعقد المحاضرات والندوات على مستوى النادي بشكلٍ دوريٍّ، وتفعيل المشاركة فيها بوضع بعض المقترحات التحفيزية التي تشجع الشباب على الحضور والاستفادة بالشكل الجيد. فالرياضة بشكلٍ عامٍّ لو أمعنّا في تفاصيلها لوجدناها تلتقي مع الدين الإسلامي في كثيرٍ من توجيهاته السمحاء ..، ويمكن من خلالها أن يكون الربط منطقياً يستوعبه الرياضي بشكلٍ أكثر وضوحاً، حتى تكتمل الفكرة في وجدانه، لتصبح الطاقة الذهنية الاستيعابية لديه أكثر ارتياحاً وتقبلاً، عندها سيسهل إقناعه، وتغيير بعض مفاهيمه التي تتعارض مع تعاليم الإسلام. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي zaidi161@

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

مؤسس النصر الحديث

كنت قد التقيت في صيف 2012م بعضو شرف النصر الأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز في إسبانيا وتحديداً في (ماربيا)، وأثناء الحوار والنقاش العام سألته عن مستقبل النصر..!! لم يكن يريد الرجل أن يتحدث في الشأن الرياضي وخصوصاً النصر..!!، إلا أنه امتثل لرغبتي في معرفة جوابه حول السؤال، وقال: لدي جوابٌ لسؤالك، لكن لا أريد الخوض في أي تفاصيلٍ، قلت له: وأنا لن أدخل في أي تفاصيل تخصّ جوابك، فقال -بعد تنبيهي بالتركيز-: الأمير فيصل بن تركي (كحيلان) سيكتب تاريخاً مختلفاً للنصر..!!، لم أتمالك نفسي وقلت: كيف!؟ وهو إلى الآن لم يقدم شيئاً للنصر -وأعني ما قبل 2012م-..!، قال: ألم نتفق على أن لا أخوض في التفاصيل!؟ انتهى حديثه... بعدها أكملت بضع دقائق في الجلسة ثم طلبت الإذن بالإنصراف، وحديث الأمير لا يفارق (مخي ومخيخي)، والسؤال الأبرز ماذا كان يقصد بجوابه؟ وهل اعتاد التاريخ أن يدوّن الفشل في صفحاته..!! ففي تلك الفترة لم يكن رئيس النصر مع النصر في أفضل حالاتهم..!! لم أفهم ما كان يرمي له، إلا أنني شرحت الأمر لرفيق الرحلة فلم تكن له ردة فعلٍ واضحةٍ، كل ما قاله: (انسَ... يا صديقي)!! أقنعت نفسي حينها أن الأمير قال ما قال حتى يصرفني عن الحديث في شأن النصر. اليوم وبعد أن حقق النصر الثنائية في الموسم الماضي، ويتربع في هذا الموسم على صدارة الدوري، هل يعتبر هذا هو التاريخ المختلف الذي سيكتبه فيصل بن تركي للنصر؟!، لا أظن الأمير طلال يقصد هذا وهو الرجل الخبير في تاريخ النصر، ويعلم جيداً أن النصر كان بطلاً للدوري عدة مراتٍ، وبطلاً في مسابقاتٍ كثيرةٍ أيضاً، إلا إذا كان الاختلاف المقصود في أسلوب عملٍ لمنظومةٍ كاملةٍ على كافة الأصعدة، بمعنى أن النصر فعلاً اختلف فكرياً وإدارياً وتنظيمياً، حتى على مستوى النتائج العامة اختلف، وأصبح الاهتمام بالمسمى وكل ما يحتويه من ألعاب، وهذا واضحٌ وملموسٌ من خلال بعض الألعاب في النادي، كالسلة والطائرة وبعض فرق الجودو والكاراتيه في النادي، لكن تبقى الكلمة الأعلى والأهم تكمن في لعبة كرة القدم، التي أصبحت مختلفةً فعلاً في كل شيء، في التنظيم والعمل الاحترافي البحت في كل فئاته السنية، فإذا كان هذا هو الاختلاف المقصود فأنا أتفق مع الأمير طلال، وهذا فعلاً ما يستحق أن يدونه التاريخ للنصر، إلا أنه ما زال يراودني شكٌّ أن الاختلاف سيكون على صعيد الإنجازات، ولعليّ أحصر هذا الاختلاف في أمرين لا ثالث لهم، أما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية أو تحقيق بطولة آسيا ووصول النصر للعالمية الثانية، وكلا الأمرين لا يقلان أهميةً عن بعضهما، فإن نجح فيهما هذا القائد الرائع سيكتب التاريخ في المستقبل أن فيصل بن تركي هو المؤسس الحقيقي للنصر الحديث في زمن الاحتراف. إذ يستحق الأمير فيصل بن تركي كل كلمات الدعم والإشادة، كما يستحقها كل شخصٍ يعمل ويواجه المصاعب والفشل، ومع هذا يستمر ويعالج كل الأخطاء التي وقع فيها، ويعود مرةً أخرى لجادة الصواب، من هنا تتجسد روح التحدي والعطاء؛ لهذا لن تجد إنساناً ناجحاً لم يعبر على جسرٍ من الفشل، فالفاشلون فقط مَن يقولون سقطنا لأن الجسر لم يكن منيعاً بالقدر الكافي، أما الناجحون ربما يقولون كدنا نسقط لكن نجونا لرغبتنا بأن ننجو ونتمسك بحبل الأمل مهما كان ضعيفاً، في النصر عبر كحيلان هذا الجسر ولم يسقط، وهو اليوم يستعد لأن ينقل النصر تلك النقلة المنتظرة على كافة المستويات، لن يفاجئني فيصل بن تركي بأي منجزٍ جديدٍ للنصر، فهذا ديدن مَن يعمل لتحقيق غاياته وطموحاته لأجل ذلك أستطيع أن أقول انتظروا العالمية الثانية بفكر مؤسس النصر الحديث فيصل بن تركي وهندسته ... ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@

الخميس، 11 ديسمبر 2014

الوحدة ..وحديث الفساد !!

أصبح من المحزن جداً أن يلجأ المتضرر المؤتَمن على إدارة منشأةٍ رياضيةٍ إلى الظهور الإعلامي لتقديم شكواه، وإظهار الحقيقة للناس..!! ليتبادر إلى ذهن المتابع الرياضي أهم سؤالٍ، وأخطر سؤالٍ. أين كان السيد المسؤول قبل أن يظهر هذا الرئيس المتظلم لعرض بعض الحقائق التي كانت سبباً مباشراً في إعاقة العمل في تلك المنشأة الرياضية أمام الملأ؟ إذ لا يمكن قبول أي تبريرٍ، طالما أن هذا المتضرر في عمله يملك إثباتاً يفيد أنه وصل بكل ما يملك من ثبوتيات إلى الجهات الرسمية ذات العلاقة المباشرة والتي تقع ضمن مسؤولياتها، لكنه لم يجد التجاوب المناسب والمقبول فيما أراد إيصاله لهم!، علما أنه مهما كانت دوافع الظهور والرغبة في إيصال صوته يجب أن يقوم المسؤول بواجباته تجاه ما تقدم به، والتحقق مما وصل له من حقائق ووقائع ومستنداتٍ رسميةٍ، لكن التجاهل وعدم إعطاء الأمر حقه من الاهتمام سُيدخله في عدة شبهاتٍ، منها التقصير في أداء واجباته المنوطة به، وقد تصل أحيانا إلى اتهامه بالفساد. إن الكلام النظري الذي يسوده التنظير الإنشائي الصرف لا يعني للمتلقي أي شيءٍ، فالناس الآن أصبحت تنظر بكثيرٍ من الحكمة، وعقولهم موجهةٌ نحو الحقائق والوقائع، ولم يعد يعني لهم الخوض خارج إطار موضوع النقاش، هدفهم الحقيقة وهذا ما يجعل المسؤول اليوم أمام واقعٍ مختلفٍ، إما أن يكون على قدر المسؤولية ويعالج ما يظهر من إشكالياتٍ، أو يعلن الانسحاب وترك الموقع لغيره، وهو في كلا الحالتين قدم خدمةً لدينه ووطنه، وكان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين. فرئيس الوحدة المستقيل حازم اللحياني يظهر عبر وسائل الإعلام المختلفة ليقول للرياضيين عامةً والوحدويين خاصةً هناك فسادٌ..!! وقد أمضى قرابة سبع أشهرٍ وهو يخاطب الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن بعض التجاوزات، إلا أن الحال ظل كما هو لم يتحرك المسؤول لوضع حدٍّ لتلك التجاوزات التي وصفها بالفساد والتحقيق فيما قدَّمه من إثباتاتٍ!!، ولا نفهم ما المبررات التي من المفترض أن يقدمها هذا المسؤول للرياضيين حتى يقنع من خلالها الشارع الرياضي بشكلٍ عامٍّ والوحدوي بشكلٍ خاصٍّ عن أسباب تأخره في اتخاذ الإجراءات اللازمة!. إن نادي الوحدة من أهم وأعرق الأندية في السعودية على كافة المستويات، لما يحمل من مميزاتٍ عديدةٍ، فمن الظلم أن يترك بهذه الوضعية، ويتحكم في مقدراته مجموعة منتفعين تربصوا بهذا الكيان منذ زمنٍ طويلٍ، وأخذوا على عاتقهم أن يبقى في دائرة المشاكل والتخبّط، تبتعد عنه بفعل فاعلٍ كل الأيادي التي تسعى لإنقاذه وتغيير حاله. فما سمعته من رئيس الوحدة المكلف حازم اللحياني يضع أمام المسؤولين في رعاية الشباب الكثير من التساؤلات، من أهمها: مَن المستفيد من بقاء الوحدة على هذا الحال؟، فالنادي ينهار، وقد يدخل في مآزق كثيرةٍ تجعل من عودته مستقبلاً مستحيلةً. فرئيس الوحدة لم يظهر عبر الإعلام ليكشف حقيقة بعض الأشخاص، الذين ساهموا مع سبق الإصرار والترصد في ضياع هذا النادي العريق، دون أن يكون لديه من الحقائق والقرائن ما يجعل موقفه قوياً أمام الرأي العام، علماً أن العقل والمنطق يقضيان بأن تتحرك رعاية الشباب، وتشكل لجنةً عاجلةً للتحقق مما ذكره رئيس الوحدة في البيان الصادر عن النادي، والذي نشر في كل الصحف، ومدى حقيقة تلك الاتهامات التي تشير لوجود فسادٍ، وهي اتهاماتٌ خطيرةٌ لا تليق برياضة وطن. كلنا في الوسط الرياضي لدينا ثقةٌ في كل منسوبي رعاية الشباب، وعلى رأسهم رئيسها الأمير عبد الله بن مساعد لحل هذا الأمر وإظهار الحقيقة، ومحاسبة كل مَن كان يقف خلف الإضرار بنادي الوحدة، ليبقى العمل بالشكل السليم هو المطلب الحقيقي، من أجل أن تحقق الأندية كل أهدافها ومشاريعها التي تعود على الشباب السعودي بالخير والفائدة. دمتم بخير,،، سلطان الزايدي

الخميس، 4 ديسمبر 2014

الأندية وفترة التوقف

في كل مرةٍ يتوقف فيها الدوري فترةً زمنيةً طويلةً يكون هذا التوقف مفيداً لبعض الأندية وغير جيدٍ للبعض الآخر، وكلٌّ ينظر لهذا الأمر من منظور المصلحة الخاصة، فالأندية التي بدأت بداياتٍ قويةً وحققت نتائج إيجابيةً تقلقها عملية التوقف، أما الأندية التي لم تكن بدايتها بالشكل المطلوب ولديها مشاكل فنيةٌ معينةٌ، فهي بالتأكيد ستكون سعيدةً بفترة التوقف لمعالجة الأخطاء بشكلٍ سليمٍ، مستغلين الوقت والفرصة التي منحت لهم قبل أن يذهب الموسم دون أن يحقق الفريق أي مكاسب على مستوى النتائج. كان من الصعب أن يتوقع أكثر النقّاد والمحللين أن تكون بداية استئناف دوري عبد اللطيف جميل في الجولة العاشرة لهذا الموسم بعد فترة التوقف ستكون قويةً، فالتجارب أثبتت أن العودة للمباريات بعد فترة التوقف ستكون ضعيفةً على المستوى الفني إلا في هذه المرة، فقد تميزت الجولة العاشرة بالأداء الفني الجيد الذي يجعلك لا تشعر بأن الدوري كان متوقفاً ما يقارب الشهر، وهذا يعني أن الأندية قد استفادت من فترة التوقف بشكلٍ سليمٍ، حتى الأندية الخاسرة في هذه الجولة قدمت مستوياتٍ مقبولةً إلى جيدةٍ رغم الخسارة، ولعل المفاجأة إذا ما اعتبرناها مفاجأةً هي تغلب فريق التعاون على الشباب، ليصعّب من مهمته في منافسة النصر على بطولة الدوري، بعد أن زاد الفارق النقطي بينهما، وهذا لا يعني أن الشباب أو أي نادٍ آخر ضمن المراكز الخمسة المتقدمة بعيدون عن تحقيق الدوري، لكن في ظل ما حدث في هذه الجولة تحديداً على مستوى الأداء الفني والنتائج من الممكن أن نقول: أن حظوظ النصر أصبحت أكبر من أي فريقٍ آخر، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالنهاية. وفي رأيي إن النصر والاتحاد رغم أنهم كانا يقدمان مستوياتٍ جيدةً قبل التوقف هم أكثر ناديين استفادا من التوقف، فكليهما استغنيا عن مدربيهم، وتم التعاقد مع مدربين آخرين، وهذا الأمر يتطلب وقتاً كافياً ليضع كل مدربٍ لمساته على الفريق، ويطبق الطريقة والتكتيك المناسب الذي سينتهجه إلى نهاية الموسم، وهذا ما حدث بالفعل، فالنصر والاتحاد ظهرا بمستوى جيدٍ، وقد لاحظنا تغيراً في طريقة الأداء الفني ومعالجة كل الأخطاء السابقة. فالنصر تغيّر أسلوب أدائه، وأصبح مدربه الجديد دايسلفا يقرأ كل خصائص الفريق بالشكل المناسب، ويجيد الاستفادة من إمكانيات العناصر المتوفرة لديه بالشكل المقنع، وهذا الجانب كان ضعيفاً في فترة المدرب السابق كانيدا، فـ دايسلفا برهن أن المدرب الجيد هو مَن لديه القدرة على تسخير كل إمكانيات الفريق الفنية كتوظيفٍ في خدمة الفريق، وهذا ما شاهدناه في مباراة هجر، وقد يتضح عمل دايسلفا الفني في المباريات الكبيرة مستقبلاً. أما الاتحاد فقد وضحت لمسات المدرب في الخطوط الخلفية، فقد أصبح الجانب الدفاعي للفريق أكثر تنظيماً من السابق رغم ضعف أداء بعض العناصر، وعدم وجود اللاعب الأجنبي الذي يعمل الإضافة للفريق. - في مواسم سابقةٍ كانت فترات التوقف ترفع من وتيرة الاعتراض والانتقادات، أما اليوم وفي ظل هذا التخبط على مستوى التنظيم والتخطيط للموسم في الأندية أصبح الأمر مرحباً به لحدًّ ما؛ لأن البعض يرى من خلاله فرصة لتغيير الوضع وإعادة ترتيب الأوراق لمعالجة الأخطاء أو تقوية الفريق؛ لهذا نجد أن فترات التوقف متى ما وجدت توضح مدى تدني مستوى التخطيط الإداري للأندية وعدم القدرة على الاختيار الجيد والمناسب لنوع المرحلة لدى البعض، والنجاح الحقيقي في هذه الجزئية يكمن في مَن يستطيع أن يغير خططه بشكلٍ إيجابيٍّ، لتنعكس على النتائج في فترةٍ زمنيةٍ وجيزةٍ، بهذا يكون النجاح الإداري متجلياً أكثر. ودمتم بخير,،، سلطان الزايدي Zaidi161@تويتر

الخميس، 27 نوفمبر 2014

الإماراتيون والموسيقار "عموري"

يقول وليد باخشوين لاعب المنتخب السعودي في ردِّه على مَن اتهمه بتعمد المخاشنة ضدَّ نجم الخليج والإمارات عمر عبد الرحمن (عموري): كرة القدم لعبةٌ تتحكم فيها القوة البدنية بشكلٍ كبيرٍ، ولا تخلو من الالتحامات الجسدية القوية، التي قد تصل أحياناً بفعل الحماس إلى وقوع إصاباتٍ بين اللاعبين، وهذا كلام صحيح، لا يمكن أن نشكك فيه، وفي نفس الوقت يجب أن نظهر حسن النية في عدم التعمد وإيذاء المنافس بأي شكلٍ من الأشكال. إن النجم "عمر عبد الرحمن" لاعبٌ متميزٌ وموهوبٌ، يعول عليه الإماراتيين كثيراً في قيادة منتخب بلادهم نحو مزيدٍ من الإنجازات، ويرون فيه النجم الأبرز في هذه الفترة، لدرجة أن الكثير من الإماراتيين يربطون تفوق الإمارات ومدى قدرتها على تحقيق أي نتيجةٍ إيجابيةٍ لمنتخبهم بوجود "عموري" ضمن التشكيل الأساسي، وهذا الانطباع قد لا يفيد المنتخب الإماراتي كثيراً، وربما كان ضرره أقرب من نفعه، وفي نفس الوقت قد يؤثر على بقية نجوم المنتخب الإماراتي. فكُرة القدم لعبةٌ جماعيةٌ، ولا يمكن أن تقف على لاعبٍ معينٍ، بدليل أن المنتخب الإماراتي حصل له تغييرٌ كاملٌ فنيّاً بعد خروج "عموري" مصاباً في مباراة السعودية، واستطاع أن يعدل النتيجة في الشوط الثاني من المباراة، ويسجل هدفين، ربما الأشقاء في الإمارات لا يُلامون في تضخيم موهبة "عمر عبد الرحمن" وهو يستحق بدون أدنى شكٍّ، لكن يقولون من الحب ما قتل، وإحساسهم هذا قد يكون سبباً مباشراً في زيادة الضغط على اللاعب؛ لهذا وحتى يمكن الاستفادة بشكلٍ عمليٍّ ومنطقيٍّ من موهبة نجمٍ كبيرٍ وموهوبٍ مثل "عمر عبد الرحمن" يجب أن يكون هناك أسلوبٌ جديدٌ ومختلفٌ، يساعد اللاعب نفسه على إظهار كل ما لديه من طاقةٍ، وهذا الأسلوب ربما يتعلق بالجانب النفسي والمعنوي أكثر من الجوانب الفنية. فالبداية يجب أن تنطلق من البحث عن لقبٍ جديدٍ لهذا النجم الموهوب، فالتسمية الشهيرة التي تُطلق عليه "عموري" لا تتناسب مع لاعب كرة قدمٍ، فاللعبة بعيدةٌ عن هذا الهدوء المنبعث من نوعية اللقب أو الاسم المطلق على اللاعب، حتى وإن كان يمثل اسمه من باب التدليع أو التصغير، فهذا التصغير والتدليع إن صحَّ التعبير له تأثيرٌ نفسيٌّ عكسيٌّ يظهر أثناء مشاركة اللاعب في كل مباراةٍ يخوضها، يجعله بعيداً بفعل الاسم عن القوة التي هي جزءٌ مهمٌّ في لعبة كرة القدم، إذ كان من المفترض أن يطلق عليه لقبٌ أكثر قوةً، ليكون دافعاً له يجعله في تحدٍّ مع نفسه، حتى يكون جديراً بهذا اللقب، وهذه الخطوة ستكون أكثر إيجابيةً من الاستمرار على "عموري". إن إحساس "عمر عبد الرحمن" وهو يشاهد الإعلام والجماهير ينظرون له من خلال هذا الاسم، إنه الفتى المدلل للكرة الإماراتية أفقده الكثير من التركيز في كثيرٍ من المباريات، لدرجة أنه عندما نتابع أي مباراةٍ للمنتخب الإماراتي نجد "عمر عبد الرحمن" يتعامل مع المباراة وكأنه الوحيد في الملعب، من خلال تحركات بقية لاعبي المنتخب داخل الملعب، بمعنى أنهم يعتقدون كما يعتقد "عمر عبد الرحمن" نفسه أن الكرة لن تدخل مرمى الخصم قبل أن تمر من أقدام "عمر عبد الرحمن"، وهذا الشعور قد يجعل المنتخب الإماراتي يخسر حتى المباريات السهلة . فإذا أراد الإماراتيون المحافظة على موهبة نجمٍ مثل "عمر عبد الرحمن" يجب أن يعيدوا النظر في التعاطي مع هذه الموهبة على كافة الأصعدة إعلاماً وجماهيراً. "عمر عبد الرحمن" لديه ما يقدمه للكرة الإماراتية، وفي المستقبل قد يكون من أساطيرها إن لم يكن أفضلهم، لهذا من الواجب التحرك لإنقاذ موهبته، وتسخير كل الظروف للاستفادة منه فنياً بشكلٍ يتناسب مع كل ما يمتلكه من حسٍّ كرويٍّ مدعوماً بالمهارة ورقي الأداء. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161تويتر

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

خليجي 22 باهِت

إن المتابع لخليجي 22 والمقام حالياً في السعودية لا يشعر بذات الانطباع الذي كان يشعر به في السابق عن هذه البطولة، ومدى قوة الحماس لها والشوق لقرب موعدها، ولا يمكن لأي متابعٍ أو ناقدٍ أو مسؤولٍ تحديد أسباب هذا البرود الواضح في هذه النسخة...!، فالبعض له وجهة نظرٍ مختلفةٍ، وقريبةٍ من الصواب، وهذا مؤشرٌ غير جيدٍ متى ما استمر هذا الإحساس في الدورات القادمة، وقد يضع المنظمين والمتحمسين لاستمرارية هذا العرس الخليجي في موقفٍ محرجٍ أمام تزايد المطالبات بإلغاء الدورة، وهذا ما لا أتمناه كمواطنٍ خليجيٍّ يعي تماماً ما معنى أن يزداد حبل الوصل والتواصل مع أشقائنا في الخليج في كل المجالات الحياتية، والرياضة تمثل جزءاً مهماً من تلك المجالات، فمن خلالها نستطيع أن نوثق ونقوي أواصل الترابط بين شعوب المنطقة؛ لهذا من المهم بعد هذه الدورة أن يجتمع القادة الرياضيين لكل دول الخليج، لمناقشة بعض الأفكار التي تساهم في عودة بطولة الخليج كالسابق مثيرة وتجذب الأنظار لها من كل مكانٍ. فالأمر ليس صعباً للغاية، ويسهل تداركه عندما نستشعر خطورة الموقف، إذا أردنا لهذه الدورة أن تستمر في السنوات القادمة بنفس الوتيرة والحماس والإثارة. إن إدخال تعديلاتٍ جديدةٍ على دورة الخليج أصبح ضرورةً ملحةً، وهذه التعديلات يجب أن تصب في الجانب المعنوي والفني لكل الدول المشاركة في دورة الخليج، كأن تضاعف جوائز البطولة، مع طرح بعض الأفكار المحفزة التي تجعل للبطل وضعاً جديداً يميزها عن سائر البطولات السابقة. ولستُ ملماً بكل المقترحات في هذا الخصوص، لكن من الممكن أن يكون من ضمن المقترحات، وعلى سبيل المثال: تنظيم البطولة على أرض بطل آخر دورةٍ، ويحتفظ بالتنظيم إذا استمر بطلاً للدورة التي تليها، ففي هذا تحفيزٌ وإثارةٌ وفوائد كثيرةٌ اقتصاديةٌ واجتماعيةٌ، ستعود بالنفع على البلد المستضيف. بالتأكيد توجد أفكارٌ كثيرةٌ لن تحضر إلا عندما يكون هناك لقاءٌ عامٌّ يجمع كلّ مسؤولي الرياضة في الخليج، وسيكون هناك وقتٌ كافٍ تدرس فيه كل دولةٍ مجموعة أفكارٍ تخدم دورات الخليج، وتساعد على استمرارها لفترةٍ زمنيةٍ أطول. فما يحدث في خليجي 22 على المستوى الفني للمنتخبات يجعل المخاوف تزداد على مستقبل هذه الدورة الجميلة التي ألفها أبناء الخليج، فمستويات المنتخبات ضعيفةٌ جداً في هذه الدورة تحديداً، ولا تجذب المشاهد الخليجي، وأكثر متابعيها أصبحوا يتابعون مباريات منتخبات بلادهم فقط، ولا يلتفتون للمباريات الأخرى، عكس ما كان يحدث في السابق، فالمتابع الخليجي كان ينتظر كل المباريات ويتابعها جميعاً، ويحفظ جدولها وتوقيت المباريات، وينظم وقته وفق موعد انطلاق المباريات، ولا أظن أن المتبقي من عمر البطولة سيلحظ أي تحسنٍ على المستوى الفني...! والغريب في هذه الدورة عدم ظهور أي نجمٍ جديدٍ على غير عادة بطولات الخليج التي كانت محطةً لاكتشاف المواهب، ففي كل بطولة كان يظهر نجمٌ صاعدٌ يشقّ طريقه نحو النجومية، وكانت بطولات الخليج أرضاً خصبةً تساعد النجوم على البروز، وتقديم كل ما لديهم من عطاءاتٍ، فالنجوم الخليجيون المعروفون لم يظهروا للجمهور الرياضي إلا من خلال بطولة الخليج. إنني أتفق مع مَن يقول: أن التنظيم السيئ الذي صاحب دورة خليجي22 كان له دورٌ في العزوف الجماهيري، فالإعداد للدورة لم يكن بالشكل المطلوب، ولا يليق بدولةٍ كالمملكة، لديها كل الإمكانيات لاستضافة بطولاتٍ قاريةٍ وعالميةٍ، وليست بطولةً إقليميةً..!! لقد كان هناك خللٌ واضحٌ يجب النظر فيه بعد نهاية البطولة ومحاسبة كل مَن تسبب في هذا الظهور الباهت على المستوى التنظيمي، حتى لا يعتقد أشقاؤنا في الخليج أن المملكة لم تعد تعني لها بطولة الخليج أي شيءٍ. أتمنى صادقاً أن تحتفظ دورة الخليج بمكانتها في قلب كلِّ خليجيٍّ. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الأحد، 16 نوفمبر 2014

لماجد عبدالله ..أتعبت الكلمات

أجمل إحساس يشعر به الكاتب عندما يجد قلمه يتجه بكلِّ ما أوتي من حسِّ يسير نحو تسطير الكلمات وتدوينه، يدفعه في ذلك (إحساسٌ) عميقٌ يتدفق من روحٍ تستمتع بالكلمة وكتابتها عن أمرٍ ما، حتى وإن سبق وأن كتب عنه مراراً وتكراراً، هو إحساسٌ ممزوجٌ (بحبٍّ) ورغبةٍ وشوقٍ لبعض الكلمات التي تدور في (الفؤاد)، خصوصاً إذا ما كانت هذه الأحاسيس تتمحور حول المتعة والإبداع والجمال، أمرٌ كهذا (يستهوي) الكاتب ولا يجده حاضراً في كل مرةٍ يمسك فيها بقلمه. ففي كثيرٍ من المرات تروِّض الفكرة الكاتب، ويجد نفسه يكتب فكرته بشكلٍ تقليديٍّ، تفتقد أحياناً للروح، حتى وهي تحمل هدفاً ومضمونهاً جيداً، يُفصل أمراً ما للوصل إلى الغرض المراد توضيحه، لكنها تبقى أقرب (للجمود) لا روح فيها ...!! ما أجمل الكلمات حين تُكتب (دون) أن تفهم كيف حضرت، سوى أن ما (يغذيها) هو الجمال، إنه إحساسٌ جميلٌ يصعب تخيله، إلا أنه في الأساس اعتمد على جمال مَن (استهدفته) تلك الكلمات وروعته. إن العاشق أقرب لشاعرٍ أو فنانٍ صنع منه (عشقه) إحساسه بالكلمات، حتى وإن لم يستطع نظمها وتحويلها لقصيدة شعرٍ يخلدها التاريخ، وتبقى في ذاكرته وذاكرة كلِّ عاشقٍ صنع منه عشقه إحساس القصيدة. ماجد عبدالله أسطورةٌ حقيقيةٌ (خلدها) التاريخ، عشق الزمان (موهبته)، فرفض أن تكون تلك الموهبة للنسيان، فصمد الزمن طويلاً ومازال صامداً، وهو يجودُ بذكرى موهبة الأسطورة الراقي (ماجد عبدالله)، فالزمان يعلم جيداً ويدرك كثيراً أن الحياة بها (نوادر) تعلق بهم التاريخ، وتأبى صفحاته أن تهترئ أو تمزق بسبب الإهمال والنسيان. ماجد من النوادر الذين جنَّد التاريخ نفسه من أجلهم، وسيظل كذلك ما بقيت الحياة، لا تكاد تمضي سنةٌ إلا وذكرى ماجد (تسطع) في الأفق، إنها ظاهرةٌ ليس لها تفسيرٌ لكنها حيةٌ، شيءٌ عجيبٌ وغريبٌ لكنه حقيقةٌ، ماجد فوق (الوصف)، وإن أردنا وصفه سيكون الفشل أو التقصير حليفنا، لماذا هو كذلك، بل لماذا سيظل كذلك؟ سيظل كذلك لأنه (ماجد) العطاء.. والوفاء.. والإبداع.. والموهبة الخالدة.. سيظل كذلك لأنه ماجد الأسطورة من غيره صنعٍ للأساطير هيبتهم، ماجد هو العضو الدائم في منظمة أساطير الكرة في العالم، قد (يمحو) الزمان مع تقدمه بعضهم إلا أنه سيتوقف عند ماجد.. ماجد هو (صفحات) التاريخ وسطوره. لم تكن (مصادفةً) ولم يشعر في يوم من الأيام أن التاريخ سينسى ما قدمه أو يتجاهله، رسم لنفسه الطريق المناسب عندما شعر أن مكانه بجوار (الكرة) قريباً منها يداعبها، وهي تبتسم له تمنحه إشارة الانطلاق، (سِرْ) أيها الأسطورة وثِق أنني لن أخذلك، فاستجاب الأسطورة وانطلق وهو ينظر لها، لم يكن (يريدها) أن تتوقف لكنها توقفت حباً وعشقاً له، بعد أن (طرزت) حياته بالمجد والإبداع. ربما لم يدر في خلد ماجد أن كل ما (سيفعله) سيدونه التاريخ ليصنع منه إنساناً (فريداً) يصعب على الزمن أن يجود بمثله، لهذا قاده إحساسه بالمجد والإبداع إلى أن يتربع على عرش رياضة كرة القدم (كملكٍ) وأسطورةٍ حقيقيةٍ لكرة القدم.. المعذرة يا ماجد إن أغضبك لقب الأسطورة، فقد سمعتك تردد أنا ماجد عبدالله فقط ولستُ أسطورة، أنا حقيقةٌ ولست خيالاً، أنت فعلاً حقيقةٌ بنمط (الخيال)، هذا العملاق الأسمر (يتعفف) عن الألقاب رغم أنها تطارده بعد سنوات الاعتزال الطويلة، إلا أنه (يتواضع) ليبقى ماجد الإنسان صاحب كل شيءٍ جميلٍ، هل يعلم التاريخ أننا منذ أن أعلن توقفه عن الركض نعاني!!؟ أجل نعاني ونعاني في كل شيءٍ ومن كل شيءٍ..!! مبروك للوطن وغينيس وموسوعته بسيد المجد ماجد. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@تويتر

السبت، 8 نوفمبر 2014

لوبيز والفرصة الأخيرة

يستعد المنتخب السعودي لخوض بطولة كأس الخليج، ويتمنى المواطن السعودي أن يكون كأس البطولة من نصيب أخضرنا السعودي، خصوصاً وأن البطولة تقام على أرض السعودية، ومن المفترض أن يقدم فيها المنتخب السعودي كل ما يستطيع من أجل الظفر بالبطولة، وتقديمها عربون صلحٍ مع المشجع السعودي، الذي بات اليوم متخوفاً من كل مشاركةٍ لمنتخب بلاده في أي بطولةٍ، أو حتى مبارياتٍ وديةٍ دوليةٍ، ليطمئن بعدها على وضع الأخضر السعودي قبل أن يخوض غمار أهم بطولات القارة والمتمثلة في كأس آسيا للمنتخبات. إذ لا أحد يلوم المشجع السعودي عندما يُكثر النقد والتذمر من حال منتخبه، فهو في النهاية مواطنٌ غيورٌ على وطنه، وأي شيءٍ يمس وطنه يعني له كثيراً، ليس فقط في الكرة بل في مختلف مجالات الحياة، فربما تُعتبر فطرةً فُطر عليها الإنسان؛ ليكون وطنياً بحجم أهمية وجود وطنٍ ينتمي له؛ لهذا ليس بمستغربٍ أن يقدم كل مواطنٍ رأيه في منتخب وطنه، وهو يعتبر هذا الرأي دعماً منه لمنتخب بلاده، وتقديم الرأي هنا ليس بالمعنى المتعارف عليه، ليس هذا ما أقصده، كل ما أقصده أن المواطن السعودي عندما يُعبِّر عن رأيه من خلال سلوكٍ معينٍ، كأن يهتف من مدرج الأخضر مناشداً بتغيير وضعٍ معينٍ، فهو يقول ذلك من مبدأ أن هناك خللاً ما يزعجه في منتخب وطنه، ولا يعني هذا الكلام أن كل ما يحتج عليه بعض جماهير الكرة السعودية صحيحٌ، لكن عندما تكون نسبة التوافق في نقطة الاحتجاج كبيرةً جداً، هذا يعني أن ما يُطرح يحتاج إلى إعادة نظرٍ من قبل المسؤولين عن المنتخب السعودي؛ حتى لا تظهر الصورة العامة للمشجع السعودي أن منتخب وطنه لا يعني لهم شيئاً، وهم فقط مَن يجب أن يخوضوا فيه ويسيروا به كما يشاؤون، هذا أمرٌ مزعجٌ إن وصل لأذهان جماهير الكرة السعودية ..!! إن مدرب المنتخب السعودي لوبيز يعيش فتراتٍ عصيبة مع الأخضر السعودي، فهو يجد الدعم من المسؤولين عن المنتخب السعودي والثقة غير المبررة بعمله، بينما نسبةٌ كبيرةٌ من النقّاد والمشجعين لا يرون في لوبيز ذلك المدرب الذي من الممكن أن ينقل المنتخب السعودي على مستوى النتائج من الضعف إلى الهيبة والقوة. فهم يدونون بعد كل مشاركةٍ للأخضر السعودي مجموعة نقاطٍ، تكاد تتكرر في كل مرةٍ، وهذا يعني أن المدرب لا يؤمن بالتحاور وتبادل الآراء والمشاركة في اتخاذ القرار، وكأنه يرسم لنفسه إستراتيجياتٍ معينةٍ، يسعى من خلالها إلى إعطاء نفسه كل الصلاحيات باحثاً عن أمرٍ ما نجهله تماماً، والدلائل في هذا الإطار كثيرةٌ لا يمكن أن تخفى عن ذهنٍ أي متابعٍ رياضيٍّ. فأخطاء لوبيز كثيرةٌ ومتكررةٌ وبشكلٍ مستفزٍّ، ومن المفترض أن تكون بطولة الخليج هذه نقطة تلاقٍ بينه وبين المعارضين لوجوده أو انفصاله عن منتخب بلادهم وإبعاده، وذلك من خلال أمرين لا ثالث لهما، إما أن ينجح في مهمته في بطولة الخليج، وتكون النهاية مفرحةً تُختم بكأس البطولة، أو يرحل عن منتخبنا الوطني ويكفي ما جرا منه؛ لهذا هو على المحكِّ وفشله يعني قرار رحيله المنتظر من قبل الشريحة الأكبر من الجمهور السعودي. فقبل البطولة يبدأ لوبيز المهمة بمجموعة أخطاءٍ واضحةٍ، من ضمنها عدم التوفيق في اختيار بعض العناصر لتمثيل المنتخب، وأيضاً اختيار إقامة المعسكر في الشرقية واختلاف جوِّها عن مكان إقامة البطولة دليل تخبطٍ واضحٍ، خلاف بعض الجزئيات التي شغلت الرأي العام في أسلوب لوبيز التكتيكي من خلال المباراتين الوديتين التي خاضها منتخبنا مع منتخب الأوروجواي والمنتخب اللبناني. يجب أن يعي المسؤولون عن المنتخب السعودي أن هذه هي الفرصة الأخيرة لهذا المدرب، ولن يقبل الشارع الرياضي السعودي أي تجديدٍ للثقة معه، وإن حصل وفشل في أول مباراةٍ له أمام المنتخب القطري -لا سمح الله- فيجب أن يكون قرار الإقالة جاهزاً، واستغلال ما تبقى من البطولة كتجهيزٍ للمنتخب لبطولة آسيا. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161تويتر

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

في الرياض مع الهلال تعود آسيا

إن أكثر ما يضايق المشجع الرياضي في كرة القدم يقينُه بأن فريقه مميزٌ، ويمتلك عناصر جيدةً تتفوق في كلِّ شيءٍ، وتملك حلولاً كثيرةً داخل الملعب، لكن النتائج غير جيدةٍ، أو ليست بالقدر الذي يتمناه ويتطلع لها، حينها يقف حائراً لا يفهم ما الذي يحدث ولماذا هذا السوء في النتائج؟. لقد كان الهلال السعودي في سدني هو صاحب السيادة داخل الملعب، صال وجال دون أن يجد مَن يقف أمامه لتواضع الفريق الخصم فنياً، لكن النتيجة لا تعكس هذا الأمر أبداً، فهزيمة الهلال بهذا الشكل، وفي هذه الظروف، ومن فريقٍ لا يمكن بأيِّ حالٍ من الأحوال أن يرتقي لمنافسة فريقٍ بحجم الهلال فنياً يعتبر أمراً صعباً، حتى وإن كانت المباراة ذهاباً وإياباً!!. بعض المدربين يعوِّضون نقص الجوانب الفنية بذكائهم، بمعنى أن مدرب "ويسترن سيدني" الاسترالي استخدم ذكائه في كسب مباراة الذهاب، ترك الملعب للهلال، ولعب على أسلوبه الذي يتقنه فريقه، وهو الدفاع وتشتيت الكرة دون أن يكون هناك أيّ عملٍ فنيٍّ ملموسٍ داخل الملعب من الفريق، فالمتابع لمباراة الذهاب يجد أن فريق "ويسترن سيدني" الأسترالي لم ينظم سوى هجمتين فقط، واحدةٍ جاء منها الهدف، والأخرى أنقذها حارس المرمى الهلالي عبدالله السديري؛ وهذا يعني أن الفريق الأسترالي "ويسترن سيدني" يضع أمام الهلاليين أسلوبه وإمكانيات عناصره بشكلٍ مكشوفٍ، حتى يفهم مدرب الهلال كيف يتعامل مع مباراة الإياب، ويختار الأسلوب الأمثل لتحقيق نتيجةٍ إيجابيةٍ، وهذا أمرٌ سهلٌ جداً لتواضع المنافس فنياً، ويمكن كسبه في الرياض من خلال الوضعية الدفاعية التي يعتمد عليها فريق الخصم. فالفريق الأسترالي "ويسترن سيدني" لا يحتاج إلى تواجد محورين في الفريق الهلالي في مباراة الرياض، ولا يحتاج للتحفّظ في طريقة تحضير الهجمة، كل ما يحتاجه السرعة في التنفيذ والوصول لمرمى الخصم بشكلٍ سريعٍ، ومع الوقت سينهار فريق "ويسترن سيدني" الأسترالي، ويبدأ في استقبال الأهداف وسيخرج متكبداً نتيجةً قاسيةً. الهلال في مباراة الرياض يحتاج لمشاركة مهاجمين، مع تواجد الأطراف في نصف ملعب الخصم، وتفعيل الزيادة العددية مع كل هجمةٍ داخل منطقة الصندوق وخارجها، والتركيز على المباغتة بالتصويب من خارج المنطقة مع ترقبٍ من الشمراني وياسر القحطاني للكرة المرتدة من الحارس. فتضييق الخناق على فريق "ويسترن سيدني" طوال مجريات المباراة سيجعلهم ينهارون تماماً، وربما يتسبب هذا الهجوم في خروج الفريق من مناطقه وتغيير أسلوب لعبه، عندها سيكون الهلال في قمة استعداده لتحقيق انتصارٍ كبيرٍ في يوم النهائي. وفي رأيي إن المباراة سهلةٌ جداً على الهلال متى ما تعامل معها بالشكل المناسب، ومتى ما أيقن نجوم الفريق أن لديهم القدرة على تجاوز هذا الفريق بسهولةٍ متناهيةٍ دون التوتر والقلق من ضياع البطولة. فعندما يسجل الهلال في الرياض أول أهدافه وخلال الدقائق الأولى من المباراة سيجد نفسه الفريق الخصم متحرراً من التحفظ الدفاعي، وسيحاول مجارات الهلال في بعض دقائق المباراة، فهم يدركون جيداً أن التعادل لن يضمن لهم البطولة، والتقدم إلى الأمام هو الضمان الوحيد لهم من أجل العودة بالكأس، عندها سيجد نفسه أمام زوارق بحريةٍ شديدة السرعة تخترقهم من اليمين والشمال، وسيدركون حينها حجمهم الفني الطبيعي. وللعلم مازلتُ متعجباً كيف لفريقٍ مثل "ويسترن سيدني" أن يصل للمباراة النهائية على كأس أكبر قارةٍ في العالم، وهو بهذه الوضعية الفنية، فأخطاءٌ فنيةٌ كوارثيةٌ داخل الملعب من بعض لاعبيه، لا تدل على أن هذا الفريق محترفٌ، وهو أقرب لفريق هواة، علماً أن في آسيا أنديةً بمقدورها منافسة أندية أوروبا، فكيف لفريقٍ مثل "ويسترن سيدني" أن يتفوق عليهم ويصل إلى النهائي!؟.. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161 تويتر

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

كانيدا لا يصلح للنصر

غالباً ما يقول خبراء كرة القدم إن الوصول إلى القمة أسهل بكثيرٍ من المحافظة عليها، ولو تمعّنا في هذه المقولة، مهما اختلفت أساليب طرحها لوجدناها منطقيةً بشكلٍ كبيرٍ، ويترتب عليه القدرة على مواصلة النجاح دون أن ندخل في تفاصيل أخرى، تتعارض مع المعنى الحقيقي المتضمن استمرارية النجاح والمحافظة على المكتسبات، وتنميتها بشكلٍ يعطي مؤشراً إيجابياً على نوعية العمل وأسلوب تنفيذه. إن العمل الرياضي المرتبط بكرة القدم يخضع لعدة عوامل أساسيةٍ، يستند عليها أي فريقٍ متى ما أراد أن يحقق إنجازاً معيناً، حيث يبدأ بتحديد الإنجاز، ويضعه هدفاً له، ومن ثمَّ يبحث عن سبل تحقيقه، ويسعى لتوفير كل متطلباته، وليس بالضرورة أن تكون نفس الأدوات تحقق كلَّ الإنجازات، فلكلِّ منجزٍ خططه وأفكاره وطرق تنفيذه وأدواته المختلفة، بمعنى أن بطولة الدوري كهدفٍ رئيسيٍّ تختلف عن أي بطولةٍ أخرى، وأيضاً البطولات القارية تختلف عن البطولات المحلية، فلكلّ بطولةٍ طريقة إعدادٍ وتنفيذٍ متى ما اختيرت كهدفٍ. بطل دوري عبداللطيف جميل الموسم الماضي هو النصر، الذي كان مختلفاً في كلِّ شيءٍ في الإستراتيجيات، وفي الأفكار، وفي أهدافه المعلنة، فقد كان واضحاً على الفريق من أول مباراةٍ بالدوري أنه يسعى لتحقيق بطولة الدوري؛ لذلك أعدّوا العدة بشكلٍ مختلفٍ، وركَّزوا على توفير كلِّ الأدوات التي تتطلبها بطولة الدوري، حتى ظهر الفريق طوال الموسم بصورة البطل الذي ينتظر نهاية الموسم حتى يتوَّج. وفي هذا الموسم المحافظة على منجز الموسم الماضي كانت تتطلب إعداد خطة عملٍ مختلفةٍ، ففي الموسم الماضي كانت الخطط توضع لتحقيق لقب الدوري، أما اليوم فكان من الضروري أن يكون هناك تغيير في هذه الخطط بهدف المحافظة على القمة، بمعنى أن الوصول للقمة احتاج عملاً مختلفاً على كلّ الأصعدة الفنية والنفسية، وهذا ما نجح فيه (كارينيو) مدرب النصر السابق، بعد أن نجحت الإدارة في الاختيار المناسب لتلك المرحلة. لم تكن قرارات إدارة النصر في بداية هذا الموسم سليمةً في نوعية الاختيار على الصعيد الفني، سواء على مستوى الجهاز الفني أو بعض اللاعبين الأجانب، فالمرحلة كانت تتطلب نوعيةً معينةً في كلا الاتجاهين، فالجهاز الفني الذي يقود الفريق الآن ليس مناسباً لنوعية المرحلة ومتطلباتها، وهذه حقيقةٌ كشفتها الجولات الماضية. النصر كان يحتاج لجهازٍ فنيٍّ يجيد العمل مع نوعية النجوم الموجودين في الفريق، ويساعدهم على المحافظة على إحساسهم بقيمة الإنجازات السابقة، وضرورة المواصلة من أجل الاستمرارية التي يصعب على الكثيرين التعاطي معها، وجعلها هدفاً إستراتيجياً معلناً ينفَّذ على أرض الواقع، وذلك بفرض أسلوبٍ واضحٍ في طريقة اللعب أو خطته داخل الملعب يشعر بها الفريق وينفذها بكلِّ حماسٍ وقوةٍ، وهذا يتطلب عملاً فنياً يعزز من شعورهم بمدى قدرتهم كفريقٍ على تجاوز كل الصعاب التي تواجهم كفريقٍ في كلّ مباراةٍ يلعبها، للمحافظة على بطولة الدوري والتطلع لتقديم منجزٍ جديدٍ، خصوصاً وأن الفريق مقبلٌ على بطولة آسيا، وهذا ما فرض ضرورة أن يكون الاختيار مناسباً. كانيدا مدرب النصر ليس بالمدرب المناسب لهذه المرحلة، وربما كانت فترة تواجده في الاتحاد مناسبةً لهم؛ لأن الفريق كان يمرُّ بمرحلةٍ انتقاليةٍ، وكان يحتاج لمثل هذه النوعية من المدربين، لكن مع النصر فالأمر مختلفٌ تماماً، فكانيدا حضر لفريقٍ بطلٍ يطمح في مواصلة انتصاراته، وحصد البطولات ليظلَّ متربعاً على القمة بهيبة بطلٍ وقوته، وهذه الأشياء لا يمكن لمدربٍ مثل كانيدا توفيرها للفريق؛ لذلك كانت أول خطوات المحافظة على القمة في غير محلها، وربما من حظِّ النصر أن البداية كانت مع أنديةٍ أقلَّ فنياً منه، فالفريق النصراوي اعتمد في الجولات السابقة على مجهود اللاعبين وتفوقهم الفني، ولا زالت الفرصة مواتيةً لتصحيح الوضع بإجراء بعض التغييرات الفنية؛ حتى يعود النصر للمسار الذي يتناسب مع إمكانياته وأهدافه. ودمتم بخير،،،

السبت، 18 أكتوبر 2014

التوثيق من منظور رسمي ..

إن الحديث عن التاريخ لأي بلدٍ في العالم، وفي أي مجالٍ من مجالات الحياة يحتاج إلى سردٍ دقيقٍ جداً، حتى تُكتب الحقيقة كما هي، بلا زيادةٍ ولا نقصان، ولأننا نؤمن دائماً بضرورة العدل والإنصاف فيما نكتب أو نقول؛ فإن الواقع يفرض علينا تكوين صورةٍ مبدئيةٍ عن كل إنسانٍ يرغب في كتابة التاريخ، ومدى قدرته على فعل ذلك دون أن نخلَّ بميزان الثقة، ونتحلى بمبدأ حسن الظن، ولأن هذا الأمر برمَّته مهمٌّ، وله وقعٌ في نفس كل مَن يهتم بأيِّ مجالٍ من مجالات الحياة، أصبح من الضروري أن يكون اختيار الأشخاص وفق رؤيةٍ معينةٍ. اليوم اتحاد الكرة يكتب صفحةً جديدةً في تاريخ رياضة كرة القدم في المملكة العربية السعودية، والمتمثل في تشكيل لجنةٍ لتوثيق بطولات الأندية، ولما لهذا الموضوع من حساسيةٍ مفرطةٍ؛ فإن أعضاء اللجنة عليهم حملٌ كبيرٌ جداً، فهم أمام مهمةٍ صعبةٍ جداً، تتمثل في إقناع المجتمع السعودي بحقيقة كل ما سيكتب في هذا الشأن مستقبلاً، ويجب أن يكون أمامهم كل التصورات الإيجابية والسلبية الناتجة عن ردة فعل المجتمع، فبالتأكيد ليس الكل سيكون راضياً؛ لذلك الحرص أولاً في تدوين المعايير التي تساعد اللجنة على توثيق الأمر بشكلٍ منطقيٍّ، وتكون نسبة الرضا عنها مقبولةً بنسبٍ جيدةٍ. وهذه المعايير تتطلب دراسةً شافيةً، تعتمد على الغوص في تاريخ الرياضة السعودية منذ أن بدأت ممارسة كرة القدم بشكلٍ فعليٍّ، وتحت مظلة جهةٍ رسميةٍ ومنظومة عملٍ معتمدةٍ من الدولة وخاضعةٍ لإشرافها، فالحديث عن أي فعالياتٍ أو منافساتٍ لا تملك هذه الصفة لن يكون منطقياً، وسيكون مثار جدلٍ طويلٍ ليس لها نهايةٌ، واتحاد الكرة إذ يشكل لجنةً بهذا المسمى يرغب من خلالها إنهاء أي جدلٍ في هذا الموضوع. إن الحياة تجاربٌ، والتجارب ماضٍ وحاضرٌ ومستقبلٌ، فلكي نتعلم كيف نكون، يجب أن نعرف كيف كنَّا، ومن أين انطلقنا كحقيقة وواقعٍ مشهودٍ يذكره التاريخ بمؤرخيه ومدونيه!!، بمعنى أن التاريخ هو عملية وجودٍ، ولا يمكن لنا هضم أحقية أيّ نادٍ منذ فترة تواجده، ولو فعلنا ذلك نكون قد صادرنا حقه في مكتسباته في تلك الفترة، التي كانت من المفترض أن تخضع لمعايير تحليليةٍ سليمةٍ تحفظ حقه في تواجده وإرثه المتمثل في إنجازاته وبطولاته. لهذا فإن ثمة حقيقةٌ راسخةٌ تبرز بشكلٍ واضحٍ عند دراسة التاريخ المبني على حقائق مدونةٍ وموثقةٍ في أرشيف المنظومة الرياضية، والتي تشمل تفاصيل الماضي بكل وحداته الزمنية المتلاحقة، تتهاوى من خلالها الفواصل المغرضة، التي تنوي فصل الماضي عن الحاضر أو الحاضر عن المستقبل. إن لجنة توثيق الحقائق أمامها عملٌ مهمٌّ وحساسٌ، وإخراجه للمجتمع كما ينبغي يتطلب عملاً جباراً ودقيقاً يخلو من المجاملات والمحسوبيات، وتدخّل أصحاب النفوذ في تسيير عمل اللجنة وتوجيهها لاتجاهاتٍ تتعارض مع أهداف اللجنة وسياساتها. في بلدنا مؤرخون ثقاتٌ، لديهم إرثٌ تاريخيٌّ موثقٌ أو معلوماتٌ من الذاكرة عن أشخاصٍ عاشوا الحدث ونقلوه، ويمكن للجنة أن تستفيد منهم، ليكونوا انطلاقةً لهم للبحث والتقصي عن الحقائق؛ لتساعدهم على تقديم عملٍ جيدٍ ومثمرٍ، علماً أن الأرشيف الرياضي فيه من المعلومات والوثائق ما يجعل عمل اللجنة مستندٌ على وقائع مثبتةٍ. إن لجميع الأندية السعودية حقها في تاريخها وماضيها، ومن الطبيعي أن يسفر إغفال الماضي عن عدم القدرة على تحقيق الوصال الكامل بين الأبعاد الأساسية (الماضي- الحاضر- المستقبل) للعملية التاريخية، فالماضي جزءٌ مهمٌّ يصبُّ في الحاضر ويدعمه بكل مكوناته الأساسية ليكون دافعه نحو المستقبل. ودمتم بخير ،،، سلطان الزايدي zaidi161@تويتر

الأحد، 12 أكتوبر 2014

رياضتنا واقع محبط...!!

لم تكن المشاركة السعودية في دورة الألعاب الآسيوية مؤخراً جيدةً، ولا يمكن اعتبارها مشاركةً إيجابيةً، رغم ما تحقق في الأيام الأخيرة من ميدالياتٍ ذهبيةٍ وفضيةٍ وبرونزيةٍ، إلا أن مشاركة دولةٍ كبيرةٍ ومتطورةٍ بحجم المملكة العربية السعودية بهذا المستوى الرياضي الضعيف لا يليق إطلاقاً، ونفس الحديث يتكرر في كل مشاركةٍ آسيويةٍ، وكأن الحلول لم تعد موجودةً كواقعٍ نستعين به لتحسين نتائجنا الرياضية على المستوى الآسيوي..!! بكل بساطةٍ يمكن لأي وفدٍ مشاركٍ أن يتتبع تلك الدول المتفوقة رياضياً، ويدرس خططهم الرياضية، وكيف كانت بدايتهم، وما هي البرامج وسبل التطبيق التي تم اتباعها إلى أن وصل بهم الحال ليتربَّعوا على عرش القارة رياضياً في الألعاب المختلفة، بعدد الميداليات التي استطاعوا الحصول عليها. إن آسيا ليست أوروبا أو دول أمريكا، آسيا قارةٌ كل دولها متقاربون على المستوى الرياضي إلى حدٍ ما، والظروف تكاد تكون متشابهةً، خصوصاً في غرب القارة، فلماذا يشهد العمل الرياضي في شرق القارة كل هذا التفوق، ونحن كدولةٍ متطورةٍ وإمكانياتها ضخمةٌ وكبيرةٌ لا تتوافق مع النتائج المرجوة؟. فالقاعدة الأساسية لأي عملٍ في الحياة هي التخطيط السليم المبني على أسسٍ صحيحةٍ، تتضمن كل الظروف المحيطة بالعمل من تجهيزاتٍ مناسبةٍ ومستوى إنفاقٍ مناسب، بمعنى: قد تكون الخطط الموضوعة تتطلب نسبة إنفاقٍ باهظةٍ، وهذا الأمر لا يتحقق أو غير متاحٍ لظروفٍ معينةٍ، هنا يكون مستوى إعداد الخطط غير جيدٍ، وبالتالي البداية ستكون خاطئةً، والاستمرار يعني نتائج سيئةً جداً في المستقبل!، إذاً ما أقصده وأرمي له يجب أن تضع اللجنة الأولمبية السعودية خططاً واضحةً، وفق دراسةٍ شاملةٍ تستهدف كل عوامل النجاح؛ حتى تكون البداية بالشكل السليم والصحيح، ومع الوقت سنجد النتائج الإيجابية تتحقق على أرض الواقع، وسيكون لوجود المملكة قارياً شأناً آخر مختلفاً عما يحدث الآن. وكثيراً ما نسمع عن تشكيل لجانٍ للتطوير والارتقاء بمستوى الألعاب المختلفة بعد كل إخفاقٍ، ويُخيل لنا أن قراراً مثل هذا ستكون نتائجه إيجابيةً، إلا أن الواقع يكون محبطاً جداً؛ فالنتائج سيئةٌ رغم أن فرص الاحتكاك بالمنتخبات المشاركة في دورات الألعاب الآسيوية متاحةٌ جداً ويسهل الالتقاء بهم والاستفادة من بعض البرامج المتبعة في دولهم، ولا أظن أن الإمكانيات المادية قد تتوفر بنسبةٍ كبيرةٍ لدرجة أن المملكة تعجز عن توفيرها لشباب الوطن. إن الضعف الواضح في كل الألعاب المختلفة في الرياضة السعودية له أسبابٌ، وهذه الأسباب إذا لم تعالج بالشكل الصحيح وبالاستراتيجيات المعلنة، ووقوف الدولة مع الرياضة والمساهمة في دفع عجلة التقدم في هذا المجال بتحقيق النتائج الإيجابية لا أظن المشاركة القادمة على كافة الأصعدة القارية والدولية ستكون إيجابية، بل ستكون أكثر سوءاً، ومَن لديه غيرةٌ على سمعة الوطن لا أظنه يرضى بأن يستمر الحال بهذا الشكل. وتضافر الجهود مع رياضة الوطن بشكل أشمل وأوسع مع رسم الإستراتيجيات المناسبة سيعيد أمجاد الرياضة السعودية، وهذا دور الرئيس العام لرعاية الشباب في توفير الدعم الحكومي لهذا القطاع الشبابي المهم، الذي من خلاله يمكن إظهار مدى ما تتمتع به المملكة من تطورٍ ونموٍّ في كل المجالات، فهذا دورٌ تلعبه الرياضة لتقديم صورةٍ إيجابيةٍ، لكن مع الأسف نتائج آخر مشاركةٍ أولمبيةٍ لا يعطي انطباعاً جيداً عن نهضة المملكة. إن الحقائق واضحةٌ، وإخفائها أو تجاهلها لن يغير من الأمر شيئاً، وستظل الرياضة السعودية تعاني من سوء النتائج. دمتم بخير،،، وكل عامٍ وأنتم بخير سلطان الزايدي zaidi161@تويتر

الأحد، 28 سبتمبر 2014

اتحاد الكرة يتخبط !!

يبدو أن اتحاد الكرة يمارس قوة الشخصية بطريقةٍ خاطئةٍ، هي أقرب إلى العناد -إن صحَّ التعبير- من أي شيءٍ آخر، وإلا بماذا نفسِّر إبقاءهم على مدرب المنتخب لوبيز في الفترة القادمة!! وهي فترةٌ تعتبر حساسةً ومهمةً للمنتخب السعودي، وعلى ضوئها قد يحدث تغييرٌ كبيرٌ في مسيرة الأخضر السعودي، من أجل أن يستعيد توهجه وعنفوانه المفقود منذ سنواتٍ طويلةٍ، ولا أظنّ أن السيد لوبيز أهلاً لمهمةٍ كبيرةٍ وجسيمةٍ كهذه المهمة، فالتجارب الماضية أثبتت هذا الكلام. إن اتحاد الكرة يثبت لنا يوماً بعد آخر أنه يسير وحيداً بقراراتٍ غريبةٍ لا تجد لها تفسيراً، وكأنه يتعامل مع كل قضيةٍ يثيرها الوسط الرياضي بشكلٍ من الانعزالية!، ولا يمكن إيجاد تفسيرٍ لهذه الأفعال غير أنه يسعى لإثبات قوة شخصيته، وهذا أمرٌ غير صحيحٍ، ولا يمكن أن يحدث هذا بمثل ذلك المنهج، ولن يحالفه النجاح؛ إذ أن العمل الرياضي يستند على عدة عوامل رئيسةٍ تقرب فرص النجاح في المستقبل، ومن أهمها ما يصدر عن النقاد الرياضيين والفنيين من انتقاداتٍ في مسألةٍ مهمةٍ وحساسةٍ، كقرار استمرار مدرب المنتخب السعودي أو استبعاده..!! إن اتحاد الكرة -ومع الآسف- يعيش ضبابيةً غريبةً، ويتكتَّم على قضايا كثيرةٍ، لا يصدر عنه أي ردة فعلٍ إيجابيةٍ أو حتى مجرد توضيح، وكأنه بعيدٌ عن معمعة ما يحدث!!، وهذه من السلبيات الكبيرة والكثيرة التي يعيشها اتحاد الكرة. فالدلائل كثيرةٌ، وهي حديث الناس بكل انتماءاتهم، وأبرزها وأهمها ما صدر بعد اجتماعهم الأخير، الذي استمر قرابة الست ساعاتٍ ليفاجئ المجتمع الرياضي بقرار استمرار المدرب، وكأن هذا الاتحاد جُبِل على تكرار الأخطاء منذ زمنٍ بعيدٍ، والدروس الكثيرة التي حصلت في الماضي لم تكن مصدر استفادةٍ، بل نفس الأخطاء تتكرر، وهذا يعني أن هناك قاسمٌ مشتركٌ لكل تلك المراحل، وأعني بالقاسم المشترك أن هناك مَن يفرض القرارات على اتحاد الكرة في كل تلك المراحل، فليس من المعقول ولا المقبول أن يجتمع كل الأعضاء على استمرار مدربٍ لم يقدم للكرة السعودية أي جديدٍ، وبمقدورنا إحضار الأفضل في أقرب وقتٍ. وإجمالاً لا أجد في عمل اتحاد الكرة على أرض الواقع أي تفوقٍ، بل في عهد الاتحاد المنتخب كثرُت القضايا ووقف أمامها اتحاد الكرة عاجزاً، يكتفي بتصاريح الشكر والثناء وتعزيز الثقة، دون أن يحرك ساكناً ليترك الوسط الرياضي يغلي إعلامياً؛ ليصل صداه إلى جمهور الكرة السعودية قاطبةً، وهناك مَن يسعى جاهداً لتوجيه تلك القرارات لمنحى آخر، يمارس من خلاله تعصبه المقيت. واتحاد الكرة لا يصدر عنه أي قرارٍ إيجابيٍّ يكون دافعه الحقيقي كشف الحقيقة، وإيضاح كل الأمور المختلف عليها، والتي صاحبها ضجيجٌ وتأويلٌ للمتابع الرياضي ليفهم أن ما يحدث يقابله قراراتٌ قويةٌ وجريئةٌ، فالشفافية التي كان يتشدق بها اتحاد الكرة منذ بداية استلامه المهمة اختفت، ولم نعد نفهم ما يحدث. والكارثة الحقيقية فعلاً لو أن هذا الاتحاد المنتخب يسعى إلى أن تصل الأمور لهذا المستوى من الضبابية. وإذا استمرار اتحاد الكرة بهذه السياسة الغريبة سيدخل كرتنا في مزيدٍ من المشاحنات والمهاترات، التي ستؤثر على أي عملٍ إيجابيٍّ من الممكن أن يقوم به اتحاد الكرة؛ لذلك من الضروري أن يخرج اتحاد الكرة بكل أفكاره عن التبعية، وأن يستجيب ويناقش كل ما يُطرح ويتابعه، فالقضايا التي تحتاج إلى الحسم والتدخل القانوني لا يجب أن يتعامل معها بغير القانون، ولم يُطلب من اتحاد الكرة أن يكون كبش فداءٍ لكل قضيةٍ تحدث، إن المطلوب منه ممارسة دوره الحقيقي في تطبيق كل أنظمة الاتحاد ولوائحه، بهذا فقط يكون الاتحاد قوياً وله كلمته، لكن التعامل بهذا الأسلوب والسير عكس التيار لن يجني منه اتحاد الكرة إلا مزيداً من الغضب والسخط على كل قرارٍ يصدر عنه. فمنذ أن استلم اتحاد الكرة المنتخب ونحن نتمنى أن تتغير المنهجية الإدارية كفعلٍ تطبيقيٍّ نلمسه، وأن تكون الأنظمة واللوائح هي صاحبة السلطة الأعلى، إلا أن الأيام كشفت عكس هذا الأمر، فما زالت الضغوط تمارس على هذا الاتحاد، وكلٌّ يبحث عن مصالحه الخاصة ضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط..!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@تويتر

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

أدريان وحكاية النصر

يقول أسطورة الملاعب السعودية في (تغريدةٍ) له عبر حسابه الشخصي (اتركوا كانيدا يعمل وعلى اللاعبين أن ينفذوا ما يطلبه)، كلامٌ مختصرٌ من أسطورةٍ يعي كل دهاليز المستطيل الأخضر، لهذا قد يتوقف منتقدو كانيدا عن النقد ويتحلوا بالصبر بأمر الجوهرة (ماجد)، حتى وإن كان الواقع يُجبر الكثيرين على انتقاده فنياً، وتوجيه بعض الملاحظات الفنية على أداء اللاعبين داخل الملعب، بسبب تعطيل إمكانياتهم الفنية بفرض أسلوب لعبٍ يصعب معه التسجيل، لكن بعد أن تدخل الأسطورة وأدلى بدلوه لا حديث بعد حديثه، فقط نترقب ما الذي سيقدمه كانيدا عندما يُختبر في المواجهات القوية والصعبة. على أرض الواقع كل المؤشرات الفنية والإدارية تشير إلى أن النصر ماضٍ في تفوقه، واستعادة صدارة الموسم الماضي في الجولة الرابعة لهذا الموسم دليلٌ على أن الحكاية النصراوية الجميلة التي بدأت الموسم الماضي (بمتصدر لا تكلمني) مستمرةٌ، لسببٍ بسيطٍ جداً هو أن التخطيط لم يكن من أجل أن يعود النصر للبطولات في موسمٍ واحدٍ فقط، بل من أجل أن ترتبط عودته بالاستمرار في القمة، وهذا هو الصعب في الأمر؛ لهذا وبنظرةٍ سريعةٍ على ما حدث ويحدث في فريق النصر يتضح أن الاستراتيجية مبنيةٌ على توفير كل عوامل النجاح من خلال الدراسة الفنية لوضع الفريق، وتدوين احتياجاته وفق نظرةٍ فنيةٍ فاحصةٍ تمنح الفريق مزيداً من التفوق. إن اعتماد النصر والقائمين على شؤونه على فكرة أن الجميع يعمل وينافس من أجل أن يحقق بطولة الدوري، كانت هي الدافع الرئيسي لما يحدث في النصر الآن لهذا كانت البداية قويةً، ففي الجولات الأربع الماضية حقق النصر العلامة الكاملة، وهذا مؤشرٌ إيجابيٌّ يمنح جمهوره مساحةً كبيرةً من التفاؤل، ويكون في نظر المحللين والنقاد على رأس الأندية المتوقع منها تحقيق بطولة الدوري لهذا الموسم. وأكثر ما يخيف النصراويين وعلى رأسهم رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي هو الضعف الواضح في مستوى التحكيم السعودي، حيث إن أي خطأٍ تحكيميٍّ ربما يجعل الفريق يخسر فرصة المنافسة على بطولة الدوري، خصوصاً في المراحل الأخيرة منه، لهذا كان رئيس النادي حريصاً كل الحرص أن يظهر في أكثر من تصريحٍ يتحدث في هذا الشأن، ويضع بعض المقترحات التي تجعله يشعر بالاطمئنان تجاه وضع فريقه الذي يُعتبر مكتملاً فنياً، ويتوفر له كل سبل النجاح. إن أهداف النصر في هذا الموسم غير معلنةٍ، لكن التوقعات تشير إلى أن التركيز الأكبر سيكون على بطولة آسيا والدوري، ولن يكون سقف الطموح عالياً بهذا الشكل، إلا لأن الفريق جاهزٌ من كل الجوانب الفنية والإدارية، ولديه مساحةٌ كبيرةٌ من الاستقرار، والرغبة الجادة في مواصلة الانتصارات وتحقيق البطولات. منذ زمنٍ بعيدٍ وتحديداً بعد (موسى صائب) النجم الجزائري، لم يحضر للنصر محترفٌ بمستوى أدريان، فهو نجمٌ يملك كل مواصفات التفوق، ويستطيع أن يقود الفريق إلى الانتصارات بشكلٍ فنيٍّ بارعٍ، لا يتأثر بكل محاولات الخشونة التي تمارَس ضده، ولديه رغبةٌ واضحةٌ في تقديم عملٍ إيجابيٍّ مع النصر، حتى على المستوى المعنوي هو يتابع لاعبي النصر داخل الملعب، ويسعى لتهدئتهم عندما يقتضي الأمر، ويرفع من معنوياتهم ويشجعهم على بذل المزيد من الجهد، ليس بتوجيههم داخل الملعب فقط بل بالأداء الذي يظهره، وعلى ضوئه تتحرك المجموعة كلها، هو فعلاً مكسبٌ وسيجني النصر نتائج إيجابيةً نتيجة التعاقد معه. إن حكاية النصر مع البطولات قد تتجدد، وقد يذهب لأبعد نقطةٍ في موسمٍ شهد بدايةً مثيرةً عنوانها بطلٌ تربع على القمة ولن يرضى بغيرها. دمتم بخير،،،

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

منتخبنا يحتاج إلى التغيير...!

مَن شاهد مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب الأسترالي الودية الدولية، خصوصاً الشوط الأول، سيخرج بمحصلةٍ أقرب لواقعٍ متوقعٍ في المشاركات القادمة للمنتخب السعودي، ويوقن تماماً أنه بهذه الوضعية لن يقدِّم أخضرنا السعودي أي شيءٍ في المستقبل القريب، وستحمل بطولة كأس الخليج والبطولة الآسيوية إخفاقاً جديداً للكرة السعودية. بالضعف العام الحاصل لكل منتخبات آسيا، بما فيها منتخبات الخليج، ستكون فرصةً مواتيةً لعودة الأخضر السعودي لسابق عهده متى ما استُغلَّت الاستغلال الأنسب المدروس المبني على جملةٍ من التغييرات في ظل تفوق اللاعب السعودي فنياً في الوقت الحالي، خاصةً أن بعض المنتخبات التي يتوقع منها المنافسة على بطولة كأس آسيا، كاليابان وكوريا وأستراليا ليست في كامل جهازيتها الفنية، نظراً لنتائجهم في الفترة الأخيرة، فالمنتخب السعودي يملك مجموعة لاعبين يتفوقون فنياً على كل نجوم القارة، وهذه حقيقةٌ يفهمها ويدركها مَن يتابع مباريات الدوري السعودي. إن الخلل الواضح في المنتخب السعودي والذي وضح أكثر في مباراة أستراليا كان فنياً بحتاً، يتحمله مدرب الفريق، ويمكن إيجازه في بعض النقاط: - مدرب المنتخب السيد لوبيز أفقد المنتخب السعودي هويته داخل الملعب بالاختيار السيئ للتشكيلة والتوظيف الأسوأ، فليس من المعقول أن يستعين بلاعبين يشاركون في أنديتهم كأظهرةٍ، مثل ياسر الشهراني وسلمان الفرج، ويزجّ بهم في وسط الملعب، ويطلب منهم صناعة اللعب، هذا خللٌ فنيٌّ واضحٌ جداً يسهل اكتشافه. - أيضاً المنتخب السعودي يعسكر قبل مباراة أستراليا بعدة أيامٍ، ونتفاجأ في المباراة أن المنتخب مفككٌ وغير قادرٍ على تنظيم هجمةٍ وحدةٍ، وعندما يفعل ينكشف دفاعه ويتحول الأداء الهجومي إلى هجمةٍ معاكسةٍ ينتج عنها هدفٌ في أول دقائق المباراة، ليتبعه الهدف الثاني من كرةٍ عرضيةٍ. ماذا قدم لوبيز للمنتخب في فترة المعسكر، ما الفائدة من المعسكر طالما الأخطاء تتكرر باستمرار؟. لم يكن المنتخب الأسترالي بذلك التفوق، بدليل عندما تحسن أداء الأخضر في الجزء الأخير من شوط المباراة الثاني استطاع أن يحرج منتخب أستراليا في أكثر من هجمةٍ، وهذا يعني أن الأمور يمكن تداركها بشكلٍ عاجلٍ، من خلال التفكير الجاد في البحث عن مدربٍ لديه حاسة اصطياد البطولات، مع توقف أي مشروعٍ أو توجهاتٍ تتعلق بالبناء في المنتخب السعودي الأول، فالبناء يكون في القاعدة فقط، أما الفريق الأول فيجب أن يكون جاهزاً ويحقق البطولات، والجمهور السعودي لا يعني له مشروع البناء الذي يتحدث عنه البعض أو الاستقرار، الجمهور السعودي سيكون سعيداً عندما يصعد منتخب بلادهم منصات التتويج الذي غاب عنها سنواتٍ طويلة. اليوم الفرصة مواتيةٌ، ومباراة أستراليا كشفت المستور، وعلى اتحاد الكرة والقائمين على شؤون المنتخب السعودي الأول أن يقتنعوا أن بقاء لوبيز غير مجدٍ، وما يجدي حالياً هو البحث عن مدربٍ آخر. ويمكنهم إعادة لوبيز لمهمته الأساسية التي تمّ التعاقد معه لأجلها، وقد يكون الأنسب والأقدر في الفترة القادمة، حيث لديه فكرةٌ كافيةٌ عن الكرة السعودية، ويملك صفة الجراءة ولا يرضى إلا بالمنافسة هو السيد كارينيو مدرب النصر السابق. إن المؤشرات والمعطيات تفرض طرح اسم هذا المدرب بعد الجهد الذي بذله في الموسم الماضي مع النصر، وهو الحل الأنسب في ظل قرب مشاركات المنتخب، فأي مدربٍ آخر سيحتاج إلى وقتٍ طويلٍ حتى يتعرّف على أسلوب العمل في الكرة السعودية، واكتشاف العناصر التي تخدم أسلوبه وطريقته، وهذا الوقت ليس في مصلحة المنتخب السعودي. المنتخب السعودي فنياً اليوم أفضل من أي فترةٍ سابقةٍ صاحبها انكساراتٌ وخذلانٌ، فالمستوى الفني للاعب السعودي مرتفعٌ نتيجةً لقوة الدوري السعودي، وهذه النقطة تزيد من نسبة إمكانية تحقيق بطولة الخليج وكأس آسيا، وهي حقيقةٌ يجب أن نتعاطى معها بشكلٍ إيجابيٍّ. إن تغيير الجهاز الفني للمنتخب سيمنحنا مساحةً كبيرةً من التفاؤل لترقب إنجازاتٍ جديدةٍ للكرة السعودية فغيروووه..!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي تويتر@zaidi161

الأحد، 7 سبتمبر 2014

"لوبيز" يعبث بالمنتخب السعودي

يظهر مدرب المنتخب السعودي في المؤتمر الصحفي ليتحدث عن البرنامج الإعدادي للأخضر السعودي، الذي تنتظره مشاركاتٌ دوليةٌ وإقليميةٌ مهمةٌ في الأشهر القليلة القادمة. كان حديث لوبيز مختلفاً هذه المرة، فقد حضر المؤتمر، وهو يفكر في جواب السؤال الذي ينتظره في المؤتمر، وقد ظهر عليه التوتر منذ أن بدأ يتحدث إلى أن أعطى الإذن ببداية أسئلة الصحفيين، ليحضر معها السؤال المنتظر: لماذا تمَّ استبعاد عبد الله العنزي، وهو أفضل حارسٍ في الموسم الماضي؟ وفي هذه المرة تحديداً يعي لوبيز جيداً أن أيَّ جوابٍ لن يكون شافياً ما لم يقترن بالأدلة والإثباتات؛ لتبرير موقفه من عدم استدعاء العنزي، وهذه الإثباتات بالطبع ليست متوفرةً لدى السيد لوبيز، فجاء جوابه على سؤال الصحفي بنبرةٍ تحكي مدى ارتباكه، ليقول كلماتٍ غير مقنعةٍ؛ ليقدم للمجتمع السعودي دليل إدانته بإقصاء أحد نجوم الكرة السعودية مع سبق الإصرار والتعمّد!!. لهذا كان من المفترض أن يتوقف لوبيز للحظاتٍ، ويختار الطريق الأفضل التي تنجيه من مرارة الاستنتاجات وتأويلات الشارع الرياضي، ويطلب اجتماعاً عاجلاً مع إدارة المنتخب السعودي؛ ليناقش معهم الطريقة المثلى التي تضمن له استقرار المنتخب، وعدم تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل. وربما لو فعل هذا لوجد مَن يقنعه أنَّ ما يفعله بنجم مثل عبدالله العنزي لديه كل الإمكانيات التي تفرض وجوده ضمن عناصر المنتخب (خطأ) لربما تراجع عن موقفه، واقتنع أنَّ ما يفعله في العنزي بغضِّ النظر عن قتل موهبته، هو استفزازٌ واضحٌ وصريحٌ للشارع الرياضي، الذي تتحد كلمته تحت شعار الوطن، ولن يقبلوا أن يعبث لوبيز أو غيره بمنتخبهم الوطني. إن التصرف الصحيح الذي ينتظره المهتمون بشأن المنتخب السعودي، هو بيانٌ توضيحيٌّ واعتذارٌ صريحٌ للنجم عبد الله العنزي، وإعلان انضمامه فوراً إلى المنتخب، فهذا ابنٌ من أبناء الوطن ويحقُّ له الدفاع عن شعاره متى ما كان مفيداً، ولا أظن أنه يوجد أفضل من العنزي حالياً في خانة حراسة المرمى!!.. إذا كانت إدارة المنتخب تعجز عن فعل ذلك، فالمنتخب ضمن شؤون اتحاد الكرة الذي كان من المفترض أن يناقش لوبيز في اختياراته قبل أن يعلنها على الملأ. بالطبع لستُ متحاملاً على مدرب المنتخب، ولو أنه تعامل مع الأمر بطريقة (الأحقية المستحقة بناءً على الأداء والعطاء) وفق ما يقدمه اللاعب من مستوى لن يجد مَن يستنكر استبعاد أي نجمٍ متميزٍ. ويبدو أنَّ السيد لوبيز من الشخصيات العنيدة، وربما كثرت امتعاض الإعلام والمجتمع السعودي من استبعاد العنزي ولَّد لديه ردة فعلٍ غير جيدةٍ، تحولت إلى موقفٍ شخصيٍّ، ليصبح المنتخب السعودي أرضيةً خصبةً، ينفذ فيها لوبيز كلَّ ما يريد بلا حسيبٍ ولا رقيبٍ؛ لتصفية حساباته مع الجميع، إعلامٍ وجماهير وكلّ مَن كان يغضب من تصرفاته تجاه العنزي، وكأنه يقول افعلوا ما شئتم فأنا الحاكم بأمره..!! مدير المنتخب السعودي زكي الصالح ينتقد تصرف لوبيز عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولا يجيز حديثاً لمدربٍ، في تصرفٍ أقرب لامتصاص غضب الجمهور السعودي على حديث المدرب، ولو كان جاداً في انتقاده لأعلن تحويل لوبيز للتحقيق، ومسألته عن حديثه وموقفه من العنزي، فإن امتثل شعرنا أننا أمام مدربٍ يتمتع بفكرٍ حضاريٍّ واحترافيٍّ، وإن استعلا وجبت إقالته فوراً، والبحث عن مدربٍ بديل. فالكرة السعودية متمثلةٌ في اتحاد القدم، لديهم القدرة على إحضار الأفضل. ما يثير استغرابي وتعجبي ولا أجد لدهشتي وتعجبي أيَّ تفسير مقنعٍ هو الضعف الذي يظهره اتحاد الكرة من كلِّ الأحداث، التي تستوجب تدخله بإصدار القرارات المناسبة؛ حتى لا تتشعب الأحداث ويكثر اللغط. فاتحاد مهزوزٌ ومهزومٌ ولا يعبر عن نفسه بالشكل اللائق، هكذا أراه ويراه الكثيرون، ولم نشاهد منه أي ردة فعلٍ إيجابيةٍ تتوافق مع المنطق والعقل!. فالأشياء الواضحة لا تحتاج إلى مزيدٍ من الإيضاح، ومَن يفعل ذلك يبحث لنفسه عن مخرجٍ يتوارى خلفه ليخفي ضعفه. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161تويتر

الخميس، 4 سبتمبر 2014

غياب الحماية و هروب المبدعين

عندما لا تتوفر لدينا الحلول المناسبة والسريعة لمعالجة بعض مشاكلنا التي تفرزها الحياة، فعلينا أن نبحث عنها بشكل منطقي حتى نتمكن من علاجها وتجاوزها، فالمعضلات عندما تترك بلا حلول فإنها قد تتنامى وتكبر إلى أن تصل لمرحلة يصعب علاجها؛ لهذا نحن نحتاج لحلول سريعة في بعض الجوانب المهمة في الحياة، ونحتاج إلى تدخل عاجل قبل أن نسلم بالأمر ونقف مكتوفي الأيدي، تتقاذفنا أمواج التخلف والرجعية بعيدًا عن شواطئ النجاة. هكذا يحدث التحول الإيجابي في بعض المنعطفات المهمة والحساسة في المسيرة التنموية للأفراد أو في القطاعات القائمة على عمل الأفراد. الحقيقة الواضحة والمكتسبة من معطيات الحياة يمكن إيجازها في التالي: «التحرك، وبذل الجهد، وإيجاد العقول المفكرة، التي تملك القدرة على تقديم الحلول السريعة لمعالجة بعض جوانب النقص وتلافيها، حتى لو كانت تلك الحلول من خارج إطار المجتمع نفسه، فمن غير ذلك لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام». الفوارق الفردية توجد بين الشعوب وبين أبناء المجتمع الواحد وهذه حقيقة مسلم بها، ولا تقبل النقاش أو حتى المجادلة فيها، لهذا ينبغي على بعض المجتمعات الاستفادة من تجارب الغير حتى يتقدم العمل ويوضع في مساره الصحيح، فالبدايات عادةً ما تكون صعبة، واتخاذ القرارات الكبيرة أمر في غاية الخطورة إن لم تكن وفق استراتيجيات معينة مبنية على دراسات وأبحاث، وتحتاج إلى جرأة وصبر حتى يتحقق المأمول منها في المستقبل. لهذا أقول - من خلال المقدمة السابقة - نحن في عالمنا الرياضي العربي تحديدًا أرى أنه لا ضير أن يسير هذا الأمر على كافة مناشط الحياة المختلفة الأخرى التي تصب في خدمة المجتمع بشكل عام، ولا بأس من الاستفادة من بعض التجارب الناجعة والبدء في تطبيق بعض نصوصها على أرض الواقع وفق ما يتناسب مع مجتمعاتنا في بعض توجهاتها. ما يدفعني للكتابة في صلب العمل والإنتاج - بغض النظر عن الكيفية رغم أهميتها - بعض المعوقات التي تعيق تنمية الفكر التنموي للأفراد رغم ما يملكونه من موهبة ومهارة في بعض الجوانب التي تخدم المجتمعات والشعوب، فالاستفادة من المبدعين مهما كان حجم الاستفادة وضرورتها بات مطلباً ملحاً، لكن لا يجب أن يكون التركيز في اتجاه واحد والذي يتمثل في الاستفادة منهم فقط دون أن نقدم لهم الحماية اللازمة حتى تبقى الفائدة منهم مستمرة. والحماية التي أقصدها هنا تتعلق بالمحافظة على هؤلاء الأفراد المبدعين من كل شيء، والحرص على أن نقدم لهم حياة نموذجية بعيدة عن كل ما يعكر الصفو الإبداعي والمخزون الفكري الذي يمتلكونه، والذي يتميز بالبعد عن النمطية في مجال التطوير العام، بغض النظر عن نوعية المجال ومدى أهميته وأولويته. في حياتنا أمور كثيرة تقف عائقاً أمام بعض المبدعين الذين خسرتهم شعوبهم ومجتمعاتهم بسبب عدم توفر الحماية الكافية لهم من كل الجوانب كالأفكار الهدامة التي تقود إلى قبول بعض التوجهات المخالفة أحيانا للدين مثل الإرهاب والمخدرات ناهيك عن فكرة الهجرة الظالمة والتي صبت بشكل واضح في صالح المجتمعات الغربية، وما زالت هذه المجتمعات تستفيد من أبنائنا على حساب أمتنا، مما أفقد هؤلاء المبدعين عروبتهم، فراحوا يسخرون كل الجوانب الإبداعية لديهم من أجل خدمة الغرب بعد أن استقبلوهم وامنوا لهم الحماية الكافية حتى من العرب أنفسهم حتى وصل بهم الحال إلى أنهم يرفضون العودة بزعم أنهم لن يجدوا في أحضان العرب ما وجدوه في الغرب. لهذا وضعت الحماية شرطاً أساسيًا لاستمرار المبدعين والأخذ بأيديهم والعمل على توفير كل ما يجعلهم يشعرون بقيمة إبداعهم وتميزهم. يحتاج نجوم الرياضة إلى حماية حقيقة وفرض قرارات صارمة تصب في مصلحة موهبتهم حتى لا نخسر من الموهوبين أعداداً كبيرة، ولعل ظاهرة المنشطات التي بدأت تتفشى بين نجوم الرياضة في كل الألعاب الرياضية المختلفة في الآونة الأخيرة، أمر مقلق يستوجب المعالجة. يقول الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب وهو الرجل الخبير ويعي ما يقول إن بعض الموهوبين من اللاعبين السعوديين لا يهتمون إلا بالسهر والحشيش والمخدرات، كما أنهم لا يستطيعون أن يحافظوا على أنفسهم، وبالخصوص النجوم الذين جاءوا من بيئة فقيرة ودخلوا - بعد توفيق الله ثم بالموهبة التي منحها الله لهم - عالم الملايين، وفي نهاية المطاف يتحول هذا النجم من صاحب موهبة إلى صاحب قضية مأساوية يتحدث عنها الجميع بسبب المخدرات والسهر ورفاق السوء، الذين عرفوا كيف يدمرون نجوميته ويسلبونه أمواله. من هنا يجب أن يكون حماية هؤلاء النجوم أمر حاضر، ولن تحدث هذه الحماية إلا بتكاتف الجميع، الأسرة والأندية والمنتخبات، كما يجب أن يُقدم لهم البرامج التوعوية اللازمة التي تجعلهم قادرين على تجاوز الإشكاليات التي من الممكن أن تعيق استمرارهم كنجوم يعول عليهم في خدمة أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية، وتنمي مستوياتهم الفنية والفكرية. من الطبيعي أن يكون هناك أناس قادرون على مساعدة هؤلاء النجوم في حفظ أموالهم والاستفادة منها وتفريغ أذهانهم لتأدية عملهم الاحترافي، ولقد خسرنا مواهب مهمة ونجوماً كثيرة بسبب تقاعسنا عن حماية أفكارهم ومساعدتهم في تأمين محيط تربوي جيد يمنحهم القدرة على الاستمرارية وبذل المزيد من الجهد والتركيز. لن تتحمل الأسرة وحدها ما يحدث للاعب إذا لم يتعاون الجميع من أجل هدف وغاية اجتماعية واستثمارية تتمثل في حماية الموهوبين. ودمتم بكل خير، ، سلطان الزايدي @zaidi161 تويتر

السبت، 30 أغسطس 2014

«الهلال» بطل آسيا

بعد تأهل الهلال لدور الأربعة في البطولة الآسيوية، أصبح قريباً جداً من تحقيق كأس البطولة أكثر من أي وقتٍ مضى، فالمؤشرات والمعطيات التي نشاهدها على أرض الواقع، ويقدمها الفريق الهلالي (الجديد) تجعل نسبة التفاؤل كبيرةً لأنصاره ولمشجعي الكرة السعودية بشكلٍ عامٍّ. فالهلال اختلف كثيراً عن الفترة الماضية، وشخصية البطل الآسيوي الغائبة منذ سنواتٍ طويلةٍ في هذه النسخة قد حضرت، فهلال آسيا بشخصيته الجديدة يقدم عطاءً مميزاً ومختلف يكفل له البطولة الآسيوية، فالواقع والمنطق المبني على تصورٍ عامٍّ لكل منافسيه على اللقب يدل على أفضلية الهلال من كل الجوانب، ويملك كل أدوات التفوق، فالشمس لا تحجب بغربال. في دور الأربعة الهلال سيقابل العين الإماراتي، وهو فريقٌ منظمٌ، لا يختلف عن السدِّ القطري كثيراً، ربما كلاهما في نفس المستوى، وهذا يعني وفق ما نشاهده في الهلال من عناصر وتنظيم يجعلنا واثقين أن العين سيلحق بالسدّ، وربما العين يختزل تفوقه الفني داخل الملعب في لاعبٍ واحدٍ فقط وهو (عموري)، متى ما احكمت رقابته تفوق الهلال بنتيجةٍ جيدةٍ في مباراة الرياض لتأمن تأهله في الإمارات، وهذه الخطوة ليست صعبةً على الهلال أو مربكةً له؛ لأن الهلال يملك كل الأدوات في هذه النسخة، ولا أظنه يفرِّط في كأس البطولة، خصوصاً إذا ما عرفنا- وفق التقارير الصحفية- أن النهائي لن يشكل ضغطاً كبيراً على الهلال، خصوصاً بعد التعديل الأخير لهذه النسخة من بطولة آسيا؛ لأن أندية شرق القارة لم تعد بتلك القوة قبل موسمين أو ثلاثة، فقد ضعف المستوى الفني لدى أهم دولتين في شرق القارة- اليابان وكوريا الجنوبية- ونتائجهما المتراجعة تؤكد هذا الأمر. إذاً الهلال بقليلٍ من التركيز وعدم الاستعجال والإفراط في الثقة سيحمل كأس آسيا، وسينهي معاناته مع هذه البطولة بحلتها الجديدة، وسيكون متواجداً في المحفل العالمي ليصبح الفريق الثالث عالمياً على المستوى المحلي بعد النصر والاتحاد. ولا يمكن أن يكون هذا الطموح مستغرَباً على فريقٍ مثل الهلال، ولا يمكن أن يقبل فشله في هذه البطولة متى ما استمر- لا سمح الله-، فالحديث بالمنطق والمعطيات يمنع فرضية بُعد فريقٍ كبيرٍ مثل الهلال عن كأس البطولة، وهو زعيم القارة بعدد الألقاب المكتسبة في هذه البطولة تحديداً. إن الفرصة اليوم كبيرةٌ للهلال، والمعطيات كلها إيجابيةٌ تخدم مصلحة الفريق، وهذا الجهد المبذول طوال الفترة الماضية لم يكن مقتصراً على الشق البدني فقط، فالجميع مشاركٌ في هذا العمل الجيد إلى الآن، بدايةً بإدارة النادي والرغبة الشديدة في إنهاء هذا الجفاء الآسيوي، والعمل بكل جدٍّ لتحقيق البطولة، يتضح ذلك من قوة الانفعالات الظاهرة قبل أيّ مباراةٍ وأثناء المباراة وبعدها، وهذا كله يؤكد حجم الرغبة التي انعكست بشكلٍ إيجابيٍّ على كل عناصر الفريق، وهذا ما ترك ردة فعلٍ إيجابيةٍ داخل الملعب، وأصبحت الرغبة هي وقود الفريق نحو المجد الآسيوي. إن الهلال اليوم هو ممثل الوطن الوحيد بعد خروج الاتحاد من دور الثمانية، والمصلحة تقتضي أن يقف الجميع خلف الفريق، فلم تعد المسافة بعيدةً بين الهلال وتحقيق لقب البطولة، وهذا يعني أن الكرة السعودية بدأت تخطو نحو العودة لسيادة القارة من جديد. وأكثر ما يمكن أن نخشاه على الهلال هو الإفراط في الثقة، وعدم احترام فريق العين الإماراتي؛ لهذا من المهم أن تكثَّف الجهود في هذا الشأن، والتركيز على مباراة الرياض، فالفريق العيناوي على أرضه يؤدي بشكلٍ قويٍّ، والانتصار عليه في الإمارات ليس بالعمل السهل، لذلك متى ما أراد الهلال الذهاب لنهائي البطولة عليه أن ينهي مسألة التأهل من الرياض كما فعل العين مع الاتحاد، وجاء إلى جدة بثقة المتأهل، فكان له ما أراد بنتيجةٍ إيجابيةٍ وتأهَّل. إن بطولة آسيا أصبحت قريبةً جداً من الزعيم الهلالي، وكابوسها أوشك على النهاية... أيامٌ ويصبح حلم العالمية حقيقةً. دمتم بخير.

السبت، 23 أغسطس 2014

في الأهلي أزمة رئيس

في الرياضة السعودية أسهل شيءٍ ممكن يعمله أي رئيسٍ نادي تقديم استقالته، طالما الأمور تتعلق بالشؤون المالية للنادي، والرئيس الذي لا يحقق ناديه عوائد استثمارية بالشكل المرضي على أقل تقديرٍ ليس مجبراً على الاستمرار، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الأندية التي تعاني مادياً لا تحقق أي إنجازاتٍ على مختلف المستويات، فالأزمة المالية لا تترك الفرصة لأحدٍ أن يبدعَ، ويقدم عملاً يرضى عنه الجمهور الرياضي، خصوصاً إذا كان هذا النادي له قاعدةٌ جماهيريةٌ كبيرةٌ وكثيفةٌ في كل أرجاء الوطن. الجمهور لا يفهم معنى استقالة رئيسٍ أو ترشيح آخر، ولا ينظر لهذا الأمر بشكله (المهم)، ما يعنيه هو أن مَن يتسلم دفة الرئاسة يجب أن يضع في حسبانه إسعادهم نهاية الموسم، وأن يكون المدرج في قمة فرحه وسروره، غير هذا لا يتدخلون في شيء، فالجمهور ليس مخولاً له أن يختار الرئيس، ويزف به نحو كرسي الرئاسة، وليس من شؤونه كما هو دارجٌ لدينا أن يُستشار فيمن يرضونه رئيساً لناديهم، لهذا هم لا يهتمون كثيراً بمن يكون الرئيس بقدر ما يهتمون بمدى قدرته على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم، فإن فعل أطلقَت عليه الألقاب وتغنوا ببطولاته، ليصبح اسمه في أول أهزوجةٍ تخرج من مدرجهم، وإن لم يحقق لهم الفرح والسرور سيصبح في مرمى سهامهم، ولن ينجو من سخطهم، وستكون استقالته مطلبهم، فأي مبررٍ سيقوله لهم ليس له معنى. هذه القاعدة لها استثناءاتها، إذ لا يمكن تعميم الأمر، فهناك رؤوس أنديةٍ لم يلتفتوا لمطالب الجماهير، وقرروا الاستمرار في التجربة، حتى لا يكتب التاريخ في سجلات أنديتهم عن مرحلة فشلٍ ارتبطت بهم، وقد يكون رئيس النصر الحالي فيصل بن تركي نموذجاً للرئيس، الذي وقف صامداً في بداية فترته الرئاسية حتى تحقق له النجاح، وعلى النقيض تماماً رئيس الاتحاد السابق محمد الفايز، الذي حاول أن يصمد في وجه الساخطين فترةً طويلةً، إلا أنه لم يقدم أي عملٍ له بوادر إيجابيةٌ تعيد ثقة الجمهور الاتحادي فيه، ليضطر مجبراً لإعلان استقالته. إذاً في أنديتنا كل شيءٍ مرتبطٌ بالمال، فمعهُ يحضر كل شيءٍ، وبه يمكن معالجة كل جوانب الخلل، وذلك باستقطاب أصحاب الفكر والخبرة لإنجاح العمل. إن رؤوساء الأندية الكبيرة في السعودية، وربما في كل العالم لديهم مَن يدير أمور أنديتهم من خلف الستار، لينسب المشهد برمته لصاحب القرار في النادي، بمعنى أن رئيس النادي سيتحمل كل نتائج قراراته الصادرة في الأساس من خلف ذلك الستار، وهو أمر ذو حدين مرتبطٌ بنوعية الاختيار. فرئيس الأهلي سلك الطريق المتعارف عليه، ألا وهو تقديم استقالته؛ لأن النادي يعاني من ضايقةٍ ماليةٍ، وليس بمقدوره التصدي لها لوحده، فقرر الابتعاد وربط عودته بتوفير سيولةٍ ماليةٍ للنادي، تكفل له حل الأزمة، وفعلاً تحقق له ما أراد، لذلك قرر الاستمرار. الحقيقة التي لا مناص من ذكرها أن رئيس الأهلي رغم دماثة أخلاقه وروحه الجميلة، إلا أنه ومن خلال الفترة الماضية لم يقدم العمل الإداري الجيد بالشكل الذي يليق بنادٍ كالأهلي له جمهوره الكبير، لا على المستوى الاستثماري، ولا على مستوى النتائج، فلم يقدم جديداً في العمل الإداري للأهلي، كل ما فعله الاستمرار بنفس الفكر الإداري المتعاقب على النادي الأهلي منذ سنواتٍ طويلةٍ، والواقع يُشير إلى صحة هذا الأمر. إن جمهور الأهلي يريد رئيساً يصنع الفارق، بجلب استثماراتٍ بملايين الريالات للنادي، ويحقق لهم حلم الدوري الغائب منذ 30 عاماً تقريباً، ويصعد بهم إلى قمة آسيا ليضيء الأهلي سماء العالم في المحفل العالمي، هذا كل ما يريده المشجع الأهلاوي، وهذا ما لم يحسن فعله رئيسه الحالي. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161تويتر

السبت، 16 أغسطس 2014

الموسم الجديد يبدأ بأخطاء الماضي

من الحقائق المسلَّم بها في العمل الإداري أنَّ القائد الضعيف لا ينجح في مهمته، ولن يتحقق معه أيُّ إنجازٍ مهما حاول، فالقوة عنصرٌ أساسيٌّ لتنفيذ الأفكار، فقد تجد إدارياً يملك الفكر والذكاء ويستطيع تأسيس برامج تنظيمية، لكنه يفتقد للقوة الإدارية في اتخاذ القرار، وإن فعل واتخذ قراره، فهو بحاجةٍ إلى القوة حتى يستطيع متابعة عملية التنفيذ. إنَّ القوة لا يعني أن تخالف آراءً متفقاً عليها، أيضاً القوة ليست في فرض قناعاتك في نفس الوقت الذي تجد فيه مَن يقدم لك أدلةً تثبت فشلها، القوة ربطٌ بين الفكر والمعطيات من حولك، والقدرة على التعامل مع كلِّ ما يدور حولك في سبيل إنجاح العمل حتى تتحقق النتائج المرجوة . ونجد في اتحاد الكرة برئاسة أحمد عيد شيئاً مما سبق، بمعنى أن الرئيس المنتخب لديه من الفكر الرياضي والخبرة ما جعله يتربَّع على رئاسة أهمِّ اتحادٍ بين الاتحادات الرياضية السعودية، لكنه يفتقد إلى القدرة على توظيف إمكانياته الإدارية بالشكل السليم، فهو يملك الفكر والخبرة المكتسبة من كل تلك السنوات، ويستطيع من خلالها أن يقود اتحاد الكرة لمكانةٍ أفضل من ناحية التنظيم والنتائج، وهذا هو المأمول. لكن الواقع مختلفٌ، فرئيس اتحاد الكرة لم يقدِّم منذ أن تسلَّم دفَّة الرئاسة أيَّ جديدٍ يقنع المتابع الرياضي، وكل ما يحدث لا يعتبر نقلةً مهمةً في اتحاد الكرة، فالمشاكل السابقة المتعلقة باللجان والشؤون التنظيمية مازالت مستمرةً، وربما يُضاف إليها الجوانب الاستثمارية، وجميعها قضايا تنقصها الحلول الواضحة على أرض الواقع، والحقيقة تقول: متى ما شعرنا بالنتائج الإيجابية لكل القضايا المتكررة الشكوى سنقول: أنَّ اتحاد الكرة بقيادة رئيسه اتحادٌ ناجحٌ، وسيجد منا الثناء والإشادة. إذا كان رئيس اتحاد الكرة يعتقد أن (القوة) تتمثل في السير ضدَّ التيار، وعدم الالتفات لكلّ ما يُطرح حول الشأن التنظيمي للاتحاد، فهو بهذا يكون قد عجز عن توظيف كلِّ الأدوات المتاحة له التوظيف المناسب، الذي يقود العمل إلى الطريق السليم، بمعنى أن تثبت التجربة فشل بعض القرارات الصادرة عن اتحاد الكرة، ويتجاهل رئيس الاتحاد هذا الفشل، ويستمر في السير فيه ليثبت للجميع أن اتحاده قويٌّ ولا يتأثر بكل ما يكتب عنه، فهذا قمة الخطأ ولا يعبِّر عن قوة شخصية الاتحاد..!! فالكمال لله وحده، والإنسان طالما أنه يعمل ستكون له أخطاءٌ، ولكن التمادي والاستمرار على نفس الخطأ لإثبات أمرٍ لا يخدم العمل هو الفشل بعينه. في الموسم الماضي كانت أكثر لجان الكرة أخطاءً هي لجنة التحكيم والانضباط، وكان من المتوقع أن تتغير في هذا الموسم، وهذا لم يحدث!؛ ليبدأ اتحاد الكرة بدايةً غير موفقةٍ، ناهيك عن قضية النقل التلفزيوني، الذي وقف اتحاد الكرة موقف المتفرج، ينتظر مثله مثل أي متابعٍ رياضيٍّ ينتظر النتائج. إن الصلاحيات الممنوحة لرئيس الاتحاد لا تستخدم وفق المصالح المرجوة منه، وهناك مَن يؤثر على قراراته بنفس المنهجية السابقة للاتحاد وهذا هو الملاحظ. فالشيء الظاهر والواضح لنا أن اتحاد الكرة يسير بعيداً عن عيون الإعلام، ولا يتابع ما يطرح بالشكل الإيجابي، فردة فعله غير جيدةٍ تجاه بعض القضايا التي يشير إليها الإعلام، بل إن هناك اتفاقٌ كاملٌ إعلامياً على بعض الأخطاء أحياناً، إلا أن اتحاد الكرة لا يعيرها أي اهتمامٍ، ويسير وفق رؤيته المناقضة تماماً لتوجه الإعلام، والشواهد واضحةٌ لا تحتاج إلى توضيحٍ أكثر. وربما استمرار عمر المهنا رئيس لجنة الحكام وإبراهيم الربيش رئيس لجنة الانضباط في منصبيهما خير دليلٍ على موقف اتحاد الكرة من الإعلام. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@تويتر

الأحد، 10 أغسطس 2014

شكراً أبا متعب

إن الحديث عن المشاريع الرياضة، المتعلقة بالملاعب الرياضية بعد مدينة الملك عبد الله الرياضية "الجوهرة المضيئة" أصبح أمراً خالياً من النقد بشكلٍ فنيٍّ على أقل تقدير، وهذا يعود سببه للقدرة العالية التي تتميز بها شركةٌ عملاقةٌ، مثل "أرمكو" السعودية في هذا المجال. في السابق كانت المشاريع الرياضية تتأخر كثيراً؛ لأنها كانت تحضَّر على الورق فقط، وليس لها وجودٌ على أرض الواقع، ولأسبابٍ كثيرةٍ من أهمها وأبرزها البيروقراطية، التي كانت تقتل أيّ مشروعٍ في مهده، ومنها أيضاً بعض الجوانب الفنية والهندسية، بسبب ضعف القدرات الفنية لكثيرٍ من الشركات التي تعمل في مجال الإنشاءات والمقاولات، خصوصاً التي تتعلق بالمشاريع الرياضية؛ لذلك كان حجم الانتقاد واسع الأفق، ويسهل على أيّ ناقدٍ اختيار ما يشاء من المعضلات ليكتب عنها، وهو على ثقةٍ أنَّ ما يكتبه يمثل الحقيقة بعينها. اليوم وبعد نجاح "أرمكو" السعودية في الجوهرة اختلف الأمر، وأصبح موضوع المنشآت الرياضية المتعلقة بالملاعب والإستادات الرياضية بعيداً كلَّ البعد عن أن يطاله قلم ناقدٍ، وهذا لم يكن من فراغٍ، بل لأنَّ العمل المنظم المبني على أسسٍ فنيةٍ وإمكانياتٍ عاليةٍ، لا يمكن أن ينتج عنه إلا نتائج إيجابيةً، تفرض الاحترام، وتكون مفخرةً للمنفذين وللبلد . وبعد قرار الملك بإنشاء 11 ملعباً، بدأت "أرمكو" السعودية في العمل، ورسمت الخطوط العريضة لخطة العمل، وحددت الفترة الزمنية الملزمة لمن أراد الدخول ضمن منظومة المنفذين لإنهاء الملاعب، والتي حددتها بالسنتين، وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، فكانت البداية بورش عملٍ كثيرةٍ ومتنوعةٍ، تضمُّ شريحةً كبيرةً من الشركات في مجال المقاولات، لمناقشة كراسة العمل، وفق اشتراطاتٍ معينةٍ، تضمن نجاح العمل، وتسييره بالطريقة المناسبة . إن إيجابيات القرار الصادر عن خادم الحرمين الشريفين بإنشاء 11 ملعباً كثيرةٌ، واختيار شركةٍ كبيرةٍ وعملاقةٍ مثل "أرمكو" السعودية، خصوصاً بعد نجاح تجربتها مع ملعب الجوهرة في جدة، ترك أثراً إيجابياً كبيراً لدى المواطن السعودي، وذلك بعد أن اشترطت "أرمكو" السعودية على كل مقاولٍ رئيسٍ في "برنامج الملك عبد الله لإنشاء الملاعب الرئيسية في المناطق المشار إليها في قرار الملك بتوفير سبعة آلاف عاملٍ لكلِّ إستاد بمجموع 77 ألف عامل لـ 11 ستاداً، مع إلزام كلّ الشركات الفائزة بعقود التنفيذ بتوفير عشرة آلاف وظيفةٍ مخصصة للسعوديين، مع تقديم المستندات التي تثبت التوظيف، وهذا يعني أن نسبة التلاعب بشرطٍ كهذا ضئيلةٌ جداً، إذا ما عرفنا أن "أرمكو" السعودية تتبع نظاماً دقيقاً في سياسة المتابعة لشروطها المتفق عليها، وهي تضع بنوداً أساسيةً، تكفل لها المصداقية في تنفيذ سياستها وشروطها الموضوعة، وكل ما تحتاجه خطة العمل التنفيذية . إذاً وبغضِّ النظر عن الفائدة الكبيرة التي ستعود على شباب الوطن من إنشاء تلك الملاعب، هذه المشاريع الضخمة والكبيرة ستكون سبباً مباشراً في إيجاد فرص عملٍ جيدةٍ لبعض الشباب السعودي، فعشرة آلاف وظيفةٍ رقمٌ ليس بالبسيط، وهذا يعني أن عشرة آلاف مواطنٍ عاطلٍ سيجد له باب رزقٍ؛ بسبب هذه المشاريع الكبيرة التي سيكون نطاق منفعتها كبيراً أثناء التنفيذ وبعده، وأيضاً هذه المشاريع ستكون مشجعةً لزيادة المشاريع الخاصة بتطوير البنية التحتية في المملكة، وهذا سينعكس اقتصادياً واجتماعياً على المواطن السعودي، فكلما ارتفعت نسبة المشاريع زادت الفرص الإيجابية لهذا المواطن من كلِّ النواحي . فيما مضى عندما كنا نسمع عن إنشاء مشروعٍ رياضيٍّ أو صيانة بعض المنشآت، ولا نجد تفاصيل توضح خطة العمل ومواعيد التسليم، كالتي تصدر عن شركة "أرمكو" السعودية؛ لهذا السبب مشاريع كثيرةٌ كانت تتأخر، وما أعنيه هنا أن أي عملٍ يخضع للدراسة الجيدة، وإعداد الخطط اللازمة لهذا العمل، بحيث تتناسب مع نوعية العمل والإمكانيات المتاحة، حتماً ستكون نتائجه جيدةً يرضى عنها الجميع، عندها ستتحقق الفائدة المرجوة من هذا العمل في أسرع وقتٍ. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الأحد، 3 أغسطس 2014

سوبر النصر

في بداية الحديث يجب أن نؤمن أنَّ نتائج أيّ فريقٍ مرتبطةٌ بشكلٍ مباشرٍ بمستوى الإعداد للموسم الرياضي الجديد والطويل، وهذه حقيقةٌ لا يمكن أن يجهلها أيُّ رياضيٍّ أو متابعٍ، وعندما نستقرئ المستقبل ونضع توقعتنا فهي بناءً على فترة الاستعداد، فمَن يقول أنَّ الموسم لم يبدأ، وكيف نطلق توقعاتنا نحن معشر الكتاّب ينسى أو يتجاهل أهمّ فترةٍ في خطة العمل لأيّ فريقٍ، ألاَّ وهي فترة الإعداد!!. واليوم في ظلّ وجود هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة لم يعد الأمر خفياً على أحدٍ، فالتقارير الصادرة عن كلِّ فريقٍ والموثقة تكشف حال كلِّ الأندية قبل أن تبدأ صفارة البداية، إذاً ومن خلال المتابعة لفترة الصيف التي صاحبها استعدادٌ عامٌّ لكلِّ أندية عبد اللطيف جميل، يمكن أن نحصر الأندية المنافسة على بطولات الموسم بين ثلاث إلى أربعة أنديةٍ دون ذكر أسماء. وهذا ما يجعل حظوظ النصر والشباب أكثر من غيرهم في نيل البطولات، لأنَّ بدايتهم ستكون مختلفةً، عنوانها بطولةٌ فوريةٌ اسمها السوبر، وتحقيقها لأيٍّ من الفريقين يعني أنَّ الموسم سيكون إيجابياً بالنسبة له، وسيخوض غمار منافسات الموسم بأقلّ ضغوطٍ مقارنةً بغيره من الأندية الآخرى، لهذا نلاحظ ووفق متابعتي أنَّ إدارة النصر أكثر حماساً من إدارة الشباب في كسب هذا اللقاء، وجمهور النصر يعي جيداً معنى أن تكون البداية بتحقيق بطولة. هذه الفترة الذهبية التي يعيشها النصر المنتشي من الموسم الماضي بالبطولتين التي حققها، إذا لم تستغل بالشكل الإيجابي، وتوظف التوظيف الصحيح، قد تكون نقمةً يعاني النصراويون من آثارها إلى نهاية الموسم؛ لذلك من المفترض للقائمين على الفريق أن يضعوا في الحسبان مضاعفة الجهد، وتقديم كلّ ما يطلبه الفريق بدايةً بتسليم اللاعبين كلَّ مستحقاتهم المالية المتأخرة من رواتبٍ ومكافآتٍ، حتى يعي لاعب النصر أنّه أمام واقعٍ حقيقيِّ، يتطلب منه بذل المزيد من الجهد والعمل، فلو تهاونت إدارة النادي في صرف المستحقات لن يكون هذا مردوده جيدٌ على الفريق، حتى وإن اعتمد رئيس النصر على بعض الجوانب المعنوية، كقربه من اللاعبين. الفريق البطل لا يبقى بطلاً أو قريباً من المنافسة وضمن إطارها إلاَّ من خلال توفر كلِّ العوامل المساعدة على الاستمرارية، فالمنطق والعقل يفرضان على إدارة النصر والشباب أن تسعيان لكسب السوبر، وإعطاء هذه البطولة أهميةً كبرى قبل أن تركل كرة البداية، لهذا من المفروض قبل أن يحضر موعد اللقاء أن تكون إدارتي الفريقين قد أنهيا كلَّ الأمور المتعلقة بحقوق اللاعبين، ووضع الكرة في ملعبهم، وحثّهم على بذل كلِّ الجهد والعطاء داخل الملعب، وخصوصاً في اللقاء المرتقب على كأس السوبر. وأكثر ما يخيف الجمهور النصراوي مدرب الفريق، الذي اشتهر بالتعادلات، والبعض يرى أنّه مدرب إعدادٍ فقط وليس بمدرب تكتيكٍ، ولا يعتمد على الجوانب المعنوية التي كانت ضمن أسلحة كارينيو في الموسم الماضي، ولا أحد يلوم الجمهور في تخوفهم من أداء كانيدا، خصوصاً وهو صاحب تجربةٍ في الملاعب السعودية، وفي تصوري لن يقبل جمهور النصر ببقائه مع الفريق متى ما كانت نتيجة السوبر في غير صالح النصر، ومن هنا ستكون شرارة التوتر في البيت النصراوي، لهذا يجب أن يعي كانيدا أنَّ مباراة السوبر تعني له فترة استقرارٍ أكثر للوضع الفني للفريق، وقبول الجمهور بقيادته الفنية للفريق، والمدرب الذكي يستغل مثل هذه الفرص التي تمنحه فرصةً أكبر للاستمرارية، والواقع يقول: أنَّ ما هو متاحٌ الآن لكانيدا ليس متاحاً لأيّ مدربٍ آخر، فأول مباراة ببطولة. موعدنا السوبر... وكلُّ عامٍ وأنتم بخير. سلطان الزايدي zaidi161@تويتر

الأحد، 20 يوليو 2014

كأس العالم في السعودية

كأس العالم في السعودية
مازالت الصورة الذهنية لدى البعض عن الرياضة لم تتغير، رغم مرور كلّ تلك السنوات والمكتسبات الواضحة التي حققتها الرياضة، إلاَّ أنَّ البعض مازال ينظر للرياضة على أنها مجرد هوايةٍ وترفيهٍ وقضاءٍ لوقت الفراغ فقط، وينتقد أي اهتمامٍ بها، وهذا ما حدث من بعض المثقفين بعد قرار الملك بإنشاء إحدى عشر ملعباً في مناطق مختلفة من المملكة، فهم يرون -وأعني بعض مثقفي البلد- أنَّ إنفاق الأموال في مشاريع كهذه هدرٌ ماليٌّ، يعيق تقدم الإنسان وإنتاجيته العلمية والعملية، ولا أفهم ما هي الاستدلالات الاقتصادية والاجتماعية التي بني عليها تصورٌ كهذا!! رغم أنَّ الرياضة الآن بكلّ تفريعاتها على الصعيد الاقتصادي أصبحت مصدر دخلٍ لكلِّ الدول التي تسعى لتحسين اقتصادها، وهذا سينعكس إيجاباً على أفراد المجتمع، وأقرب مثالٍ هو البرازيل التي استضافة نهائيات كأس العالم 2014م رغم فقرها. عندما تنجح أيِّ دولةٍ في استضافة أي حدثٍ رياضيٍ كبيرٍ، فإن الواقع يقول: أنَّ هذه الاستضافة ستحقق مكاسب كثيرةً ومتنوعةً لهذه الدولة، ولعلَّ من أهمها الاستعداد الجيد من أجل إنجاح هذه الاستضافة، من خلال تنفيذ كلِّ البرامج الخاصة بالتنمية في البلد كالطرق والمنشآت والتنظيم العام للدولة، وهذه الخطوة فوائدها ليست حكراً على المشاركين بالبطولة فقط، بل جميع أفراد المجتمع سيستفيدون من تسريع عجلة التنمية في البنية التحتية للدولة. والشيء الآخر نوعية الاستثمارات التي من المتوقع أن تحدث في الدولة نتيجة هذه الاستضافة، فالشريحة الأكبر من أفراد المجتمع سيهرولون؛ حتى يستفيدوا من حدثٍ رياضيٍّ كبيرٍ كهذا، وسنجد المدن التي يقام عليها النشاط الرياضي قد تحولت إلى مشاريع اقتصاديةٍ متنوعةٍ كبيرةٍ كانت أم صغيرةٍ، تعود بالنفع على أفراد المجتمع، ويصبح للبلد حراكٌ اقتصاديٌّ كبيرٌ، كأنَّك تفتتح سوقاً خيرياً يتقدم مَن لديه القدرة على الاستثمار لعرض بضاعته وتسويقها بسعر رمزي. ولا أنسى أيضاً أنَّ حدثاً مثل هذا سيكسب الدولة مزيداً من التجارب العملية والخبرة، وسيضيف لسمعة البلد بشكلٍ إيجابيٍّ، فالقادمون من أجل المتابعة الكروية قد تستهويهم السياحة، ومن الممكن أن تكون ضمن أجنداتهم السياحية مستقبلاً، وحتى يكون الأمر أكثر وضوحاً أسوق هذا المثال عن تجربة أحد الشباب المبدعين، الذي اختار أن يمارس إبداعه ولو من خلال قناةٍ على اليوتيوب، إذ كان متواجدٌ أيام المونديال في البرازيل، يتجول في شوارعها بالزيِّ السعوديّ الرسمي (ثوب، وشماغ، وعقال)، وأخذ يسأل المارة عن هذا الزيِّ ولأيِّ بلدٍ؟ فأكثرهم لا يعرف لمن، وبعضهم يقول: زيٌّ غريبٌ لا أشاهده إلاَّ على التلفاز!!. إذاً ماذا لو قررت المملكة الدخول في معترك الاستضافة لنهائيات كأس العالم 2026م مثلاً أو 2030م، وأعدَّت العدَّة لهذا الحدث، أولاً: التفكير في تحقق كلّ المعايير الموضوعة لاستضافة حدثٍ رياضيٍّ كبيرٍ كهذا، وثانياً: الخطة المتبعة لأن تظهر الاستضافة بالشكل المأمول، مع إبراز كلِّ معالم الثقافة العربية لشبه الجزيرة العربية، والاستفادة اقتصادياً من هذا الحدث، ووضع الدراسات اللازمة لكلِّ الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسة، ومدى تأثيرها على الأنشطة الاجتماعية والسياسية والرياضية على الدولة ما بعد المونديال. إنَّ الفكرة ليست صعبة التنفيذ، بدليل أنَّ دولاً كثيرةً وآخرها البرازيل لا يمكن مقارنتها بالاقتصاد السعودي المتنامي، نجحت في تقديم حدثٍ رياضيٍّ كبيرٍ لكلّ العالم، ولم تظهر أيُّ إحصائيةٍ تدلّ أنَّ بطولة كأس العالم تركت تأثيراً سلبياً في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة في كلّ الدول التي سبق لها التنظيم. أتمنى جاداً من الرئيس الجديد لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد أن يؤسس لهذا المشروع، وأن يضع اللبنة الأولى لتنفيذه مستقبلاً، ففكرة أن يطرح اسم دولةٍ كالمملكة العربية السعودية لتنظيم حدثٍ رياضيٍّ كبيرٍ كهذا، سيكون له صدى إيجابيّ في كلِّ العالم، حتى وإن وجد مَن يعترض على الفكرة. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي تويتر@zaidi161

الخميس، 26 يونيو 2014

قرارُ ملكٍ وفرحةُ وطن

فرح الرياضيين بأمر الملك -حفظه الله-، واستبشروا خيراً بعودة الرياضة السعودية لسابق عهدها بعد عودة الاهتمام بها، وتقديم كلِّ ما يصبُّ في خدمة الرياضة والشباب، فالأمر الملكي سيكون له مردوداً إيجابياً على كلِّ المنافسات الرياضية في كلِّ أنحاء المملكة، وسيستفيد الجميع على حدٍّ سواء من كل ما تقدِّمه الدولة لشباب الوطن، بقي أن يكتمل الأمر بشكلٍ فعليٍّ، ونراه على أرض الواقع حقيقةً يشاهدها الجميع في أقرب وقتٍ؛ لهذا من المهمِّ أن يكون العمل وفق خطةٍ متوازنةٍ، تجعل من تنفيذ هذا القرار يسير بشكلٍ سهلٍ وإنسيابيٍّ، ويكون جاهزاً بشكلٍ كاملٍ في وقتٍ واحدٍ، فالإطالة في مدة التنفيذ لا تخدم أهداف القرار. إنَّ ما عُمل في إستاد الملك عبد الله في جدة من الشركة المنفذة يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى به، حتى تكتمل المشاريع بالشكل الجيد، وفي الوقت المحدد؛ لهذا فإنَّ تطبيق هذا النموذج بكلِّ تفاصيله سيكون متوافقاً مع قرار الملك، وسيجعلنا في فترةٍ وجيزةٍ جداً نرى الإحدى عشر ملعباً قد انتهى العمل فيها، وهذا ما يتمنَّاه الجمهور الرياضي في كلِّ المناطق التي شملها أمر الملك. فالحقيقة التي يعرفها الجميع أنَّ المملكة العربية السعودية تنعم بوفرةٍ في الخيرات، ولا يُستغرب من ولاة الأمر هذا الاهتمام، وما يأمرون به يجب أن يقابله اهتمامٌ بقدر اهتمامهم واستشعارهم بالمسؤولية، ومَن لا يستطيع أن يستشعر تلك المسؤولية، ويسعى جاهداً لتقديم عملٍ مرضيٍّ عليه أن يتنحى ويترك المجال لغيره حتى يعمل، هكذا يقول المنطق، فلا مكان للمتقاعسين في شأنٍ كهذا . وإسناد المشاريع المراد تنفيذها بأمر الملك يجب أن تكون وفق معايير معينةٍ، تحكمها الخبرة والجودة في التنفيذ، مع الالتزام بمواعيد التنفيذ المتفق عليها، من أجل هذا يجب أن يكون الاختيار وفق أسسٍ حديثةٍ، ومستوى عالٍ من القدرة والجودة، وتوثيق كل الاتفاقيات بعقودٍ قانونيةٍ ملزمةٍ لكلِّ الأطراف بشروطٍ جزائيةٍ، يلتزم بها مَن يخلُّ ببنود العقد الموقَّع بين أطراف العمل. ومن المهم أن تكون هناك لجنة من رعاية الشباب مُشكلة من أهم المهندسين والقانونيين، الذين لديهم خبرةٌ هندسيةٌ وقانونيةٌ في مثل هذه المشاريع؛ حتى يقوموا بدور الإشراف على هذا العمل، وتدوين الملاحظات، ووضع التصور العام بشكلٍ مستمرٍّ طوال فترة العمل، مع كتابة التقارير اللازمة لهذا الأمر، لتطلع عليها كلُّ اللجان المخولة بمتابعة هذه المشاريع. يقول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم "أحمد عيد": أنَّ هذا القرار المتضمن إنشاء أحد عشر ملعباً سيمنحنا فرصة القدرة على تنظيم المسابقات المحلية بأريحيةٍ أكبر وبتوسعٍ أكثر، وسيكون المجال متاحاً لاستضافة بعض المنافسات الرياضية على المستوى الإقليمي والعالمي. ونحن بدورنا كمتابعين نتمنى ذلك، لكن لن يحدث ما قال بالكلام فقط، يجب أن تكون هناك خططٌ واضحةٌ من اتحاد الكرة؛ للسير في هذا الاتجاه المهم لمكانة المملكة العربية السعودية كدولةٍ رائدةٍ يعمُّها التطور والعمران في كلِّ أرجائها. وكذلك يمكننا الاستفادة من الإحدى عشر منشأةً، التي أمر بها الملك اقتصادياً بالنسبة لاتحاد الكرة الذي يعاني مادياً بشكلٍ مستمرٍّ، فهذه الإستادات الرياضية التي تتسع لأكثر من 45 ألف مشجعٍ ستجعل اتحاد الكرة في رغدٍ من العيش إذا تمَّت الاستفادة منها اقتصادياً، من خلال المنافسات المحلية والشركات الراعية، وهذا كله يحكمه مدى قدرة اتحاد الكرة على التطوير وإيجاد أفكارٍ جديدةٍ تخدم هذا الجانب، والنماذج الجيدة للاستفادة منها اقتصادياً حول العالم كثيرةٌ، ويسهل متابعتها، ووضع خططٍ مستقبليةٍ وفق استراتيجياتٍ واضحةٍ من أجل الاستفادة منها اقتصادياً، حتى لو كلَّف الأمر الاستعانة بالخبرات الأجنبية في هذا الشأن. إنَّ الإعلام الرياضي طالب منذ سنواتٍ بمثل هذه المشاريع الرياضية الكبيرة بهذا الحجم والكم، بقي أن تكون الكيفية وفق التطلعات من أجل شباب الوطن، فالحلم اليوم أصبح حقيقةً، وبتوفيق الله سيعمُّ نفعها، ليستفيد منها أكبر عددٍ من شباب الوطن. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161 تويتر

الاثنين، 16 يونيو 2014

الوفد السعودي في البرازيل

البرازيل بلدٌ فقيرٌ، اختارت أن تكون في قلب الحدث، وأنفقت من المليارات ما جعلها الآن بين المطرقة والسندان، مطرقة الشارع البرازيلي الذي يغلي، ممتعضاً من دفع تلك الفاتورة الكبيرة التي أنُفقَت في غير محلِّها، حتى وإن كانت من أجل أن تظهر البرازيل كمنظِّمٍ لأهمِّ حدثٍ رياضيٍّ على الإطلاق على مستوى العالم بالمظهر الجيد والمشرِّف، بينما تلك المليارات من الدولارات -كما يرى الشعب البرازيلي- كانت كفيلةً بتحسين الوضع المعيشي للشعب، الذي يعيش عددٌ كبيرٌ منهم تحت خطِّ الفقر، وقلَّة المردود المالي لهم كأفراد، مع شحٍّ في فرص العمل، إلاَّ أنَّ الدولة غامرت بكلِّ هذا من أجل أن تفوز بالتنظيم حتى يقصدها العالم من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، ودولةٌ كالبرازيل إذ تضطر أحياناً لبعض القرارات التاريخية والمهمة، بالتأكيد سيكون لها المردود الاقتصادي الجيد لسنواتٍ طويلةٍ، فالبرازيل كما نسمع من الدول السياحية الجيدة، ولن يعلم الإنسان السائح بقيمة السياحة في البرازيل قبل أن يقرر الذهاب إلى هناك، ولعلَّ فرصة تنظيم نهائيات كأس العالم تمنح هذا القرار الإيجابي لـمَن يشعر أنَّه بحاجةٍ للسفر والسياحة. دولٌ كثيرةٌ تعتمد في مصادر دخلها على السياحة، وتوفير بيئةٍ جيدةٍ تجعل البلد في حالة نشاطٍ، إمَّا موسمياً أو طوال السنة، وهذا لا يمكن أن يحدث إذا لم يكن هناك مَن يخطط ويضع الاستراتيجيات اللازمة وفق طبيعة البلد وأسلوب حياتها، والبرازيل تُعتبَر أشهر دولةٍ على مستوى العالم في كرة القدم، وهي تعتبر الرياضة ذات الهوس الدائم الذي لا ينتهي بين أفراد مجتمعهم. واهتمام العالم بهذه الرياضة يجعل بلداً مثل البرازيل تسعى وتنظِّم حدثاً كبيراً كهذا، ليس مجرد أنَّهم يعشقون كرة القدم فقط، بل هناك مكاسبٌ كثيرةٌ في أكثر من اتجاه، فلا يوجد عاقل ينفق مليارات من الدولارات دون أن تكون هناك خطةٌ ربحيةٌ تستهدف كلَّ مستويات الخطط الموضوعة في الفترات الزمنية المتباينة، بين القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى؛ لهذا فإنَّ مَن غضب من الشعب البرازيلي أو تظاهر أو أضرب عن العمل، بالتأكيد هم بعيدون كلَّ البعد عن الذهنية الفكرية لـمَن أقرَّ مشروع التنظيم، واقتنع بجدواه وفائدته، ولا أعتقد أن يشكل عائقاً أمام أمرٍ مدروسٍ لم تنقصه الجرأة في القرار ولا التضحية من أجل تنفيذه على أرض الواقع. في البلاد العربية وخصوصاً الغنية منها (باستثناء قطر) ينقصنا القرار الجريء الذي يجعلنا نتقدَّم بشكلٍ إيجابيٍّ نحو بعض الأهداف التي تعين شعوبنا على تحقيق إنجازاتٍ، تبقى خالدةً في الذاكرة لسنواتٍ طويلةٍ ويمتدُّ تأثيرها أبعد مما نتصوَّر. فالكثير من الدول بعثت وفوداً لهذا الكرنفال العالمي مونديال البرازيل، ولكلِّ وفدٍ أغراضٌ وأهدافٌ يسعى من أجل أن يرصدها؛ ليستفيد منها مستقبلاً، بعيداً عن الأسباب الرسمية التي كانت سبباً مباشراً في تواجدهم على أرض الحدث، فالراغبون والطامحون يتعلمون من بعض الأفكار التي كانت سبباً في إنجاح عملٍ كبيرٍ وضخمٍ، كتنظيم نهائيات كأس العالم الذي يشاهده العالم، على أمل أن يرصدوا بعض النقاط المهمة، ويستفيدوا من بعض الجوانب التنظيمية التي لم يتسنَّ لهم تنفيذها في بلدانهم لجهلهم بها، حتى يمكنهم أن يضعوا في الحسبان أنَّ فكرةً بهذا الحجم قد تتحقق ذات يومٍ على أرض بلدانهم سواءٌ على ذات المستوى أو على المستوى القاري والإقليمي. تُرى ماذا استفاد الوفد السعودي برئاسة رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد من الذهاب للبرازيل والمشاركة في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي؟ أم أنَّ الفائدة اقتصرت على حضور الجمعية العمومية فقط، والتقاط بعض الصور الخاصة بالمشاركة؟ ما شاهدناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يجعلنا نتفاءل بأن تكون الاستفادة إيجابيةً، ومن الممكن أن نشاهد نتائج هذه المشاركة مستقبلاً، قد أكون مخطئاً وأتمنّى ذلك، إلاَّ أنَّني مضطرٌ أن أتريَّث، حتى إذا أُطلقَت أحكامٌ قطعيةٌ تكون مستوحاتٍ من واقع مسابقاتنا الرياضية التنظيمية مستقبلاً، وأتمنَّى أن لا يكون الوفد السعودي قد حرص على الفسح، وأهدافهم وغاياتهم تنحصر في نشر صور لحظات تواجدهم في بعض الأماكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أعرفه أنَّ أيَّ مسؤولٍ مكلَّفٍ بعملٍ لا يستهويه نشر صوره إلاَّ في الإطار الضيق الذي يخدم العمل، لا يمكن أن يسمح لنفسه أن يستغل تواجده في مهمة عملٍ لنشر فترات الترفيه. إنَّ الاستفادة من بعض الأفكار الإيجابية، واعتمادها في المسابقة المحلية وتنفيذها بشكلٍ جيدٍ يبعث مزيداً من الأمل والتفاؤل، بأن تكون فرص المستقبل مواتيةً لعمل نقلةٍ نوعيةٍ على مستوى تنظيم حدثٍ رياضيٍّ كبيرٍ يشهده العالم، وإبراز الطابع الجميل الذي يتمنَّى من خلاله أيُّ إنسانٍ أن يظهر به؛ حتى تكون الصورة إيجابيةً عن البلد الذي أنجب تلك الكوادر الطموحة والمنتجة. وقد يفاجئنا رئيس اتحاد الكرة بأفكارٍ جديدةٍ في الموسم القادم، بدايتها كانت في البرازيل وتنفيذها على أرض المملكة العربية السعودية في مسابقاتنا الرياضية على المستوى التنظيمي........ مَن يدري ربَّما...!! دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @Zaidi161 تويتر

الخميس، 5 يونيو 2014

وصفة سيميوني

في بعض الأحيان تكون الصورة الذهنيَّة عن الشخص الذي لم يسبق لك وأن سمعته يتحدَّث، ترتكز على رغبةٍ حقيقيةٍ للوصول له والتحاور معه لمعرفة أبعاد شخصيته عن قرب ومدى ارتباطها بالواقع الذي يعيشه، خصوصاً إذا ما كانت شخصيةً منتجةً، وقدَّمت عملاً مميزاً. وفي عالم المستديرة لفت الأنظار مدرب أتليتكو مدريد الإسباني سيميوني، بعد أن حقق مع فريقه بطولة الدوري الإسباني، وقد نجحت قناة العربية في اصطياد المدرِّب سيميوني الذي يُعتبر العلامة البارزة على مستوى المدرِّبين في العالم بشكلٍ عامٍّ، وأوروبا على وجه الخصوص، فرغم أنَّ مسيرته كمدرِّبٍ لم تكن طويلةً في عالم التدريب، بل يُعتبر حديث عهدٍ بهذه المهنة، إلاَّ أنَّه استطاع أن يصنع مع نجوم فريقه إنجازاً كبيراً، رغم وجوده بين أفضل ناديين على مستوى العالم ريال مدريد وبرشلونة. كنت انتظر حديث هذا المدرِّب بفارغ الصبر، لأتعرَّف على صاحب الإنجاز، وكيف استطاع أن يصل بفريقه الذي لم يعتد أن يتجاوز المركز الثالث في الدوري الإسباني طوال العشر مواسم الماضية ليحقق بطولة الدوري، لقد أصغيت لحديثه جيداً ومع كلِّ جوابٍ يزداد إعجابي بفكره، فرغم هدوئه إلاَّ أنَّ حديثه كان ينمُّ عن فكرٍ فنيٍّ بحتٍ، حيث شرح أسلوبه وطريقة تعامله مع كلِّ العناصر المتاحة له، فهم فريقه جيداً، ووظَّف نجومه وفق رؤيته الفنية ونجح، وكذلك فهم كيف يكسب أهمَّ منافسيه (برشلونة وريال مدريد)، وعرف طريقتهم في اصطياد النقاط، وفهم أنَّ اللياقة البدنية القوية من أهمِّ عناصر الكسب وعمل عليها، لقد صنع من نجومه وحوشاً داخل الملعب، أمرهم بالتركيز على كلِّ مباراةٍ وترك المستقبل لحينه، فهو يقول لهم" قبل أيَّ مباراةٍ لا تشغلوا أنفسكم بغير نقاط اليوم، واتركوا ما سيأتي لحينه، شجَّعهم ورفع من وتيرة حماسهم، أقنعهم بقدراتهم ومقدرتهم على التفوُّق والحسم، وحذَّرهم من الخوف والتوتر. وبينما أنا منهمكٌ في متابعتي لحديث سيميوني، جاءت في مخيّلتي لقطةٌ من نهائي كأس أوروبا الذي خسره أمام ريال مدريد بعد هدف التعادل في آخر دقائق الشوط الثاني، كانت لقطةً معبّرةً جعلني أكمل الإطار الذهني الذي رسمته في مخيّلتي لهذا المدرِّب، وتيقَّنت أنَّ ما صنعه هذا الموسم لم يكن بمحض الصدفة أو لسوءٍ في الآخرين، تلك اللقطة التي انطلق فيها هذا الداهية الهادي لنجوم فريقه، يحثُّهم على الاستمرار دون أن يدخل اليأس لقلبه، جعلت العالم بأسره يضع سيميوني على قائمة نجوم العالم لهذا العام. سيميوني تحدَّث بكلِّ تواضعٍ، وهو صاحب أفضل إنجازٍ في أفضل دوريات العالم، لم يتحدَّث عن نفسه كثيراً، لكن تحدَّث عن عمله الذي شاهده العالم، وفي عالمنا العربي والسعودي تحديداً يحدث العكس، فمع كلِّ إنجازٍ يتحقَّق تسقط قيمة الإنجاز أمام مَن كان طرفاً في تحقيقه!! وهم ينظرون للمنجز ويفخرون به ويتناسون أيَّ شيءٍ آخر. عندما سُئِل سيميوني عن منتخب بلاده وإمكانية أن يكون هو المرشح لتدريب منتخب الأرجنتين، قال: ليس بعد، فالمنتخب يحتاج إلى مدرِّبٍ مخضرمٍ، فهذا منتخب وطنٍ يحمل كلَّ آمال الشعب الأرجنتيني، وتدريبه في سنٍّ مبكرةٍ يعني مخاطرةً كبيرةً قد لا تحمد عقباها، فإن فشلت قد أخسر الكثير، وهذا ما لا أتمنّاه. لقد تطرَّق سيميوني في حديثه إلى جزئياتٍ مهمَّةٍ، يجب أن تتوفَّر في مَن يريد أن يصبح مدرِّباً، حتى ولو لم يقلها بشكلٍ مباشرٍ كان من أهمّها العدل، والتعامل مع الهدف المراد تحقيقه بواقعيةٍ، مع تغليب المصلحة العامة للفريق وبأنَّ مصلحة الفريق هي الأهم، لا يعني له مَن يبقى أو مَن ينتقل، حتى وإن كانت قيمته الفنية عاليةً، ينظر للأمام ويبحث عن البديل الذي يسدُّ النقص، ويكون في مستوى من رحل. فلسفة سيميوني التدريبية كانت مختلفة قادته لأن يكون حديث العالم ، وهذا هو سرُّ البحث عن كل مَن يحقّق منجزاً للتحاور معه؛ حتى تكتمل الصورة الذهنية المرتبطة بعمله، وفي تصوّري هذا المدرِّب سيكون من أعظم مدربي العالم، أفعاله وأقواله متفقان، لهذا أتمنى أن يستفيد مدربونا السعوديون من حديثه، خصوصاً وأنَّه مدرِّبٌ مازال في بداياته. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي

الأحد، 1 يونيو 2014

سامي الجابر وقرار الإقالة

إنَّ بعض القرارات الصعبة في حياة الإنسان تحمل الطابع المصيري -إن صحَّ التعبير- وتُعتبر مفترق طرقٍ ينتج عنها تحوّلٌ كاملٌ في مسيرته، بعد أن يعتقد أنَّ النتائج المستقبلية المتوقَّعة ستكون مرضيةً، حتى وإن شابها قليلٌ من المخاطر، يحدث هذا في الظروف الطبيعية من حياة البشر وغير الطبيعية، وأحياناً يكون الإنسان مضطراً لاتخاذ قرارٍ تكون نسبة المخاطرة فيه عاليةً، حسب نوع القرار ومدى أهميته. ما حدث مع إدارة الهلال في الأيام الماضية أشبه بحديثٍ كهذا، فإدارة الهلال اتخذت أصعب قرارٍ في تاريخ الهلال، عندما قرَّروا إقالة مدرِّب الفريق (سامي الجابر)، وهو النجم الأسطوري بالنسبة لهم ولجماهيرهم، فقد أحدث هذا القرار ضجَّةً واسعةً، بسبب الجماهيرية التي يحظى بها المدرِّب عندما كان لاعباً، أمَّا اليوم فقد اختلف الدور، وتحوَّل اللاعب إلى مدرِّبٍ في قرارٍ بالنسبة (لسامي) يُعتبر جيداً كفكرةٍ، لكنَّ طريقة التنفيذ لم تكن صحيحةً، وقد كانت النهاية غير جيدةٍ لمدرِّبٍ من المتوقع أن يحقق إنجازاتٍ كبيرةً في هذا المجال، وقد يحدث هذا في المستقبل متى ما قرر الاستمرار وتطوير ذاته، فالفارس قد يخسر معركةً، لكنَّه لا يرضى بالاستسلام ليعود مرَّةً أخرى أقوى من المرَّة السابقة، ويحقق كلَّ طموحاته؛ لهذا من المهمِّ أن يعود (سامي الجابر) إذا ما أراد أن يواصل في هذا الطريق، على أن تكون البداية من نقطة الصفر فالتأسيس الجيد والصحيح يصنع الفرق في المستقبل. فالحقيقة الواضحة بعد تقييم تجربة (سامي الجابر) تقول: أنَّه استعجل في خوض تجربة تدريب فريقٍ كبيرٍ كالهلال، والصواب هو أن يكون تدريب الهلال بمثابة الهدف الذي يسعى جاهداً لتحقيقه، هذا هو التدرُّج في العمل والفكر السليم. سامي اليوم يحتاج للعمل، وبذل المزيد من الجهد حتى يصل لمرحلة الاستحقاق، التي من خلالها يستطيع أن يقود فريقاً كبيراً كالهلال، تلك هي الحقيقة التي تجاهلها (سامي)، واليوم يدفع ثمن قرارٍ لم يُدرس بعنايةٍ. أمَّا قرار إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد فليس فيه ما يزعج الجماهير، فالإدارة نظرت إلى الأمر من زاوية الوضع الطبيعي لكلِّ مدرِّبي العالم، وسامي أحدهم، فمدرِّب كرة القدم في كلِّ دوريات العالم مُعرَّض للإقالة والاستقالة، متى ما كانت النتائج غير جيدةٍ والعمل ناقص. وفي تصوّري قرار الإدارة كان جريئاً للغاية، والخوف كلُّ الخوف أن يكون لهذا القرار تبعاتٌ أخرى إذا ما فشل المدرِّب الجديد في مهمَّته، خصوصاً أنَّ أول اختبارٍ له بطولة آسيا، البطولة التي يقاتل الهلاليون من أجلها منذ زمنٍ طويلٍ، وهنا يكون مكمن القلق، فلو حدث هذا وفشل المدرب في أول اختبارٍ له لن يكون الموسم الهلالي مطمئناً لجماهيره، وقد يُحدث بعضهم ردَّة فعلٍ غير مسبوقةٍ على مرِّ تاريخ الهلال، وتكون إدارة الهلال حينها مضطرةً لإعلان قرار الاستقالة، وهذا يعني أنَّ الموسم سيكون بالنسبة للهلالين غير جيدٍ. أمَّا لو نجح المدرِّب الجديد في مهمَّته، فستكون الإدارة بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد بقرارها التاريخي قد خرجت من عنق الزجاجة، وستجد مَن يمتدح قرارها، ويدعم كلَّ توجهاتها، رغم أنَّ الأمير عبد الرحمن بن مساعد قدَّم للهلال عملاً كبيراً اقترن بالإنجازات، وهي كفيلةٌ بأن تصنِّف إدارته ضمن الإدارات الناجحة في تاريخ الهلال . إذاً القرارات الناجحة مرتبطةٌ بالعمل الجاد، وبذل المزيد من الجهد، وهذا ما تحتاجه إدارة الهلال في الفترة القادمة، حتى لا يكون قرار إقالة سامي الجابر نقمةً ووبالاً عليهم في المستقبل. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي تويتر@zaidi161

الاثنين، 26 مايو 2014

فوبيا القرار

أتأسَّف كثيراً لحال بعض الإعلاميين وكتّاب الرأي، عندما يخوضون في مدح أحدٍ بكلِّ العبارات التي قيلت في أبواب المدح والثناء، ويخرجون عن موضوعية النقد، وتحويلهم الطرف الآخر الذي لا يتفق معهم في مدح الممدوح والثناء عليه، ووصفه بأقسى الجمل، رغم أنَّ لكلِّ طرفٍ رأيه ومنظوره الذي يرى من خلاله أحقيَّة الممدوح بالمدح أو النقد اللاذع والشديد، وكلٌّ يبني تصوره وفق أحداثٍ معيّنةٍ، يتبنَّا في كثيرٍ من الأحيان فكرتها، وهي وفق وجهة نظره تُسيِّر بوصلة فكره نحو أيِّ الطريقين يسلك، إمّا مادحاً أو منتقداً. إنَّ المجتمع الرياضي الذي يمثلهُ إعلامه في كثيرٍ من أطروحاته وقضاياه، يعجُّ بالمتناقضات التي يصعب على المتلقي أن يستوعبها، ويستجيب لها في آنٍ واحد، فمدارك الإحساس عند البشر تختلف بين شخصٍ وآخر، ولا يمكن أن تتشابه. في رياضتنا المليئة بالأحداث والقضايا يصعب على أيِّ شخصٍ متابعٍ أن يقف موقف الحقِّ؛ بسبب أنَّه لا يعلم مع كثرة ما يُطرح حول قضيةٍ واحدةٍ، أين الحقيقة والحقُّ مع مَن!!؟ لهذا فإنَّ أكثر القضايا لدينا شائكةٌ، ويصعب الجزم بها، فكلُّ وجهة نظرٍ إعلاميةٍ تحمل تصوّراً معيناً به من التبرير والاتهامات الكثير، وهنا مكمن الحيرة والتردد...!! وهذا ما جعل بعض لجان الكرة تحديداً يرتبكون ويترددون ويتأخرون في قراراتهم، وسيقول قائلٌ: القوانين واضحةٌ، لكنَّ اللغط والتحدّث عنها بشكلٍ موسَّعٍ يحوِّل وضوح القانون إلى مسألةٍ بها من الضبابيَّة ما بها، وتحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة، إلى أن يشعر المتابع الرياضي أنَّ هذا القرار غلب عليه التردد والخوف والارتباك. وحتى لا أُدخل القارئ الكريم في دهاليز الفكرة، وأشتت أفكاره التي لا تحتاج لمزيدٍ من التشتّت، أعرِّج على حديث نائب لجنة الانضباط، الأستاذ ناصر الحمدان في برنامج بين الأقواس مع طارق الحمّاد، عندما سأل عن سرِّ تأخّر قرارات لجنة الانضباط، كان واضحاً من حديث نائب اللجنة مدى ارتباكه، وليس لديه القدرة على إيصال فكرته الضعيفة للمتابع الرياضي، فقد ركَّز على موضوع الجانب المالي المؤثّر على النشء، عندما تصدر قرارات الغرامات المالية، وقال بالحرف الواحد: (لن نأخذ اللقمة من فم البرعم بسبب قرارٍ متسرِّعٍ)، وكررها مراراً. نحن نحتاج للوقت وللمخاطبات الرسمية قبل القرار، ولا يعني لنا إن تأخّر موعد صدوره، وهذا الأمر بهذه الكيفية التي طرحها نائب اللجنة يدلّ على أنَّ أعضاء اللجنة خائفون، وبسبب خوفهم أصبحوا يتلاعبون بالقانون؛ لأنَّه لا يوجد في لوائح اللجنة مدَّةً زمنيةً معينةً لصدور القرارات في أيِّ قضيةٍ رياضيةٍ تحدث...! فالحقيقة الواضحة للعيان أنَّ الإعلام الرياضي يتحكَّم بكلِّ شيءٍ، وأصبح هو مَن يصنع الحدث والقرار في أحيانٍ كثيرةٍ، وهذا هو السوء بعينه، وحتى تنجوا رياضتنا من هذا السوء، يجب أن تعتمد على أفرادٍ يتحلّون بقوة الشخصية، ولا يعني لهم هذا النادي أو ذاك، ولا يهمهم نفوذ أحدٍ وإن بلغ عنان السماء، عندها سيكون الحال أكثر واقعية، وسيدرك المتابع الرياضي أنَّ مَن أصدر القرارات كان ينشد الحقَّ؛ لأنَّه اختار العدل والمساواة في إقراره وتنفيذه. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@تويتر

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...