بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 أبريل 2020

رمضان في زمن كورونا










لا أظنّ على مرِّ التاريخ الإسلامي أن حدث في شهر رمضان المبارك مثل هذه الاحتياطات الاحترازية، التي تمنع المسلم من أداء صلاة الجماعة والتراويح في المسجد، وقد يكون حدثًا فريدًا من نوعه، فالمسلم ارتبط عنده رمضان بأداء الصلاة مع الجماعة، وحضور صلاة التراويح، وختم القرآن في المسجد، وأداء مناسك العمرة، كلّ تلك الطقوس الروحانية التعبدية ستغيب في هذا العام، وكم لهذا الإحساس من تأثيرٍ سلبيٍّ في نفس كلِّ مسلمٍ اعتاد على استقبال رمضان، وتجهيز نفسه لأن يكون شهرًا مختلفًا عن بقية الأشهر الماضية والسنوات السابقة، هذه السلوكيات الروحانية سيختفي بعضها في هذا العام؛ لأسبابٍ خارجةٍ عن سيطرة المسلمين، ولتفادي الخطر المنتظر من ممارستها، فمن المهم تطبيق كلّ سبل السلامة؛ حتى لا نقع ضحية فيروس كورونا.

الأمر ليس فيه خيارٌ غير الالتزام بكلّ التعليمات المنصوص عليها من الجهات الصحية؛ حتى نضمن سلامة الناس، فالدين الإسلامي يأمر بحماية الناس، وعدم المخاطرة بأرواحهم، تحت أيِّ سببٍ من الأسباب، إلا في مسائل الجهاد والدفاع عن الدين والأرض؛ لذا من المهم أن نتقبّل هذا الأمر بشكلٍ مختلفٍ، وأن نتعاون مع بعضنا البعض من أجل الحدِّ من بعض العادات التي كنَّا نمارسها في رمضان، وذلك ضمن الإطار المتّبع في هذه الأزمة التي يتعرض لها العالم، فهيئة كبار العلماء في السعودية وضَّحت هذا الأمر لكافة المسلمين، وشرحت مدى أهمية الالتزام بكلّ التعليمات، حيث ركّز خطابهم على البعد عن التجمعات وقت الإفطار أو السحور، لعلمهم أن تلك التجمعات جزءٌ من السلوك المتّبع في شهر رمضان، فحياة الإنسان أمرٌ لا يمكن النقاش حوله، أو البحث عن مبررات لقبول بعض الأشياء التي تضرُّ بسلامته وتعرضه للخطر.

ومع كلّ موقفٍ تظهر لنا سماحة الدين الإسلامي مدى عظمة هذا الدين، فمحاولة التقليل من هذا الخطر بدافع العبادة أمرٌ مرفوضٌ تمامًا، ولا يجب أن يقبل فيه أي نقاش؛ لذا من المهم أن يرتفع مستوى الوعي والإدراك عند الناس، وأن نتجاوز بعض المسائل التي من الممكن أن تكون سببًا للوقوع في الخطر.

الله سبحانه وتعالى أعلم بعباده، والعبادات متاحةٌ لكلّ المسلمين، ولكلّ مسلمٍ علاقته الخاصة مع الله، وهو وحده مَن يملك القدرة على الاجتهاد في العبادة، ولن يعجز أيّ مسلمٍ أن ينتهج الأسلوب الأمثل في محاولة تعويض ما قد يفوته في هذا الشهر الكريم بسبب هذه الجائحة؛ لذا تقبّل هذا الأمر بهذا الشكل سيخفف على الناس حزنهم بفقدهم لبعض الطقوس الروحانية، التي اعتادوا عليها في كلّ موسمٍ مع شهر رمضان المبارك، هي إرادة الله عزّ وجلّ، ومن صفات المؤمن أن يقبل ويرضى بكل ما كُتب عليه في هذه الحياة.

لن تكون لحظات الحزن ذات أهميةٍ في هذه الفترة بقدر ما يكون للالتزام أهميته، والقيام بكلّ عباداته وواجباته تجاه الله، وهو ملتزمٌ بكلّ التعليمات للمحافظة على الصحة العامة للمجتمع، وحتى لا تكون خسائرنا في الأرواح كبيرة، لن يكون لهذه الإجراءات أي تأثيرٍ على علاقة المسلم بالله، طالما أنه يقوم بكلّ واجباته الدينية تجاه الله، ويسلك السلوك المناسب لأزمةٍ خطيرةٍ كهذه التي يمرّ بها الناس في كلّ العالم، نحن في الحياة معرضون لكلّ شيء، ومن الطبيعي أن نتكيَّف مع كلّ تقلباتها وظروفها حتى لا تكون خسائرنا كبيرة.

رمضان كريم... ودمتم بخير،،،

نقلا عن عكاظ

رمضان في زمن كوروناhttps://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/views/2020/04/23/%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7




الجمعة، 17 أبريل 2020

كوفيد-19... العهد الذهبي للرعب





بعد السلام

كوفيد-19... العهد الذهبي للرعب



لن أتحدث عن شيءٍ جديدٍ حين أمنح نفسي مساحةً جديدةً من التأمل والتفكير حول ما يحدث الآن في العالم، وربما لن آتي بجديدٍ مهما استغرقت من وقتٍ في التأمّل والتفكير في هذه الجائحة التي اجتاحت العالم، وأصبح الناس في كلِّ مكانٍ يخشون خطر فايروس كورونا وأضراره السلبية على صحتهم، لكن يبقى التأمُّل في هذا الشأن تصرفٌ طبيعيٌّ يحدث عند الجميع، هذا التأمُّل يقود لأسئلةٍ من الصعب أن أجد لها جوابًا، ومن الصعب أن يحضر الجواب متى ما خرجت تلك اللحظات التأملية للناس، فالحقيقة الواضحة التي لا يمكن تجاوزها هي وجود هذا الوباء في العالم، بغضِّ النظر عن أي تفاصيل أخرى.

فالمهتمون والمختصون في علم الوبائيات والفايروسات يجتهدون في وضع حدٍّ لهذا الوباء، وهذا الاجتهاد مرتبطٌ بأشياء كثيرةٍ لعلَّ من أهمها فترة تأسيس هذا الوباء، وكيف وصل لجسم الإنسان، هذا التأسيس أو البداية ربما تكون هي الخطوات الأساسية في عملية البحث عن لقاحٍ لهذا الوباء.

إن حديث المختصين لا يعني بأيِّ حالٍ من الأحول أن الأمور تكون تحت السيطرة دائمًا، لكنها في الوقت نفسه يجب أن تكون مطمئنةً للناس حتى يتمكنوا من مقاومة هذا الوباء بالمعنويات الجيدة، ويعجبني كثيرًا في وسائل التواصل أو بعض القنوات الإخبارية التي تتحدث عن فايروس كورونا في نوعية الأشخاص الذين يتحدثون بشفافيةٍ عاليةٍ دون أن يتركوا ردَّة فعلٍ سلبيةٍ في المجتمع.

فأسلوب التخويف وزرع الذعر في المجتمع لن يكون مجديًا مهما كان الغرض منه، فالناس تنتظر من المختصِّ أن يقدم لهم الحقيقة في إطارٍ معتدلٍ يستوعبه الجميع، فما ألمسه من بعض فئات المجتمع في بعض الأماكن المتاح فيها التجول، يعطي انطباعًا بأن الآثار النفسية السيئة المرتبطة بهذا الفايروس ستطول، وقد تحتاج لوجود مختصٍّ يساعد بعضهم على تجاوز الأثر النفسي الذي سيتركه هذا الوباء بعد رحيله؛ لذا من المهم أن يهتمَّ المختصُّ الذي يطلب منه مخاطبة البشر من أيِّ منبرٍ أن يراعي العوامل النفسية للناس، وأن يعلم جيدًا أن تفاقم الأضرار لا يساعد على تجاوز الأزمة، وهذه الأزمة بالذات تحتاج معنوياتٍ عاليةً من الناس، والاستسلام للخوف أمرٌ مزعجٌ جدًّا، لن تكون نتائجه جيدةً أثناء عملية مكافحة هذا الفايروس وبعد القضاء عليه.

في تصوري ليس من المهم أن يتابع الناس أعداد الحالات المصابة بهذا الفايروس، كلُّ ما يهمُّ أن تكون التعليمات واضحة، وتطبَّق بالشكل السليم، ما تبقى ليس مهمًّا في هذا الوقت على أقلِّ تقدير، ومن الممكن أن تحاول بعض البرامج الإخبارية تقليص مثل تلك الأخبار، خصوصًا وأن هذا العدو يملك خاصية الاستفادة من الحالة النفسية للناس حتى يكون ضرره كبيرًا عليهم.

جميل أن يثق الناس بأن هذه الأزمة لن تطول، وسيأتي وقتٌ تكون من الماضي، والأجمل أن نتجاوز هذه المرحلة بأقلِّ الأضرار من جميع النواحي.

دمتم بخير...


رابط المقال من العربية نت نقلا عن عكاظ  

 https://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/views/2020/04/17/%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-19-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A8-.html

الجمعة، 10 أبريل 2020

الإنسان وقت الأزمات


بعد السلام

الإنسان وقت الأزمات

رغم كل ما يحدث في الحياة فنحن لدينا الرغبة والقدرة على التعلم وخوض التجارب الصعبة والبسيطة؛ لنحمي أنفسنا من المستقبل الذي يحتاج فيه الإنسان إلى أن ينسجم مع كل متغيراته وتقلباته، دون أن يتراجع عن أحلامه وطموحاته، فالحياة الطبيعية تقف بين الأشياء الجيدة والأحداث المؤلمة والمزعجة وسبل التعامل مع كل الظروف مهما كانت درجة صعوبتها، والإنسان بحالته الطبيعية يعيش بالأمل والطموح، ويبحث عن الشخصية التي تليق به، وعادة هذه الشخصية تحضر مع العمل، ونوعه، ودرجة أهميته للبشر، من هذا التصور يعيش الإنسان في الحياة لأن يصنع لنفسه وللمجتمعات أحداثًا جديدةً وأفكارًا مختلفةً ومتطورة.

كل الأزمات التي مرَّت في هذا العالم كانت لها ظروفها التي تميزها، وكانت قدرة الإنسان المرتبطة بالدعاء تتفوق رغم الخسائر الكبيرة، التي كانت تحدث وتبقى آثارها لسنواتٍ طويلة، لكن في النهاية تنتهي الأزمة، ومع مرور السنوات تحضر أزمةٌ أخرى؛ لذا نجد أن الذاكرة البشرية تنشط حين نواجه الأزمات؛ لأننا نبحث عن خبراتٍ معينةٍ تساعد البشر على تجاوز المحن.

ومن الطبيعي جدًّا أن يقف الناس مع بعضهم بعضا حين يشعرون بأن الأزمة تهدد حياتهم ولن تستثني أحدًا؛ لذا نجد الترابط المرتبط بالأزمات هو الأصدق في حياة البشر، ومن هذا المنطلق يصبح أمر السيطرة على أيِّ أزمةٍ واردًا بشكلٍ كبيرٍ بعيدًا عن الديانات أو العرقية أو التصنيفات الطبقية بين الناس، وهذه الأشياء تختفي تمامًا؛ لأن الأمر متعلقٌ بحياة البشر.

إن الحكومات في كل العالم تشارك الناس مشاكلهم وتساعدهم على حلِّها بتوفير كل ما يلزم، وهذا يعني أن هناك نسب نجاحٍ وفشلٍ متفاوتة بين الحكومات التي تحكم العالم وتطبق الأنظمة فيه، وهذا الأمر عادةً يظهر من خلال العمل المرتبط بنوع الأزمة والتدابير المتخذة لتجاوزها، وفي النهاية لن تكون النتائج سريةً، بل ستظهر جليةً للناس، كما يحدث الآن في السعودية، بعد أن قدمت حكومتها كل الأشياء المتاحة؛ لكي لا يتضرر شعب المملكة والمقيمون فيها من جائحة كورونا، فعلى الصعيد الصحي قدمت كل الإجراءات الصحية المفترضة لإيقاف انتشار هذا الوباء.

وعلى الصعيد الاقتصادي أيضًا عملت على ألا يحدث أي خللٍ في المنظومة الاقتصادية للقطاع الخاص في الدولة، فقامت بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتحفظ لتلك الاستثمارات استقرارها، وأيضًا دعمت الأفراد العاملين في القطاع الخاص حتى لا تتأثر حياتهم الأسرية.

لذا من المهمِّ أن نعرف أن دور الدولة بشكلٍ عامٍّ يظهر وقت الأزمات، هذا الدور مرتبطٌ بقوة القرار ونوعه والهدف منه حسب الأولويات المفترضة متى ما كان الضرر كبيرًا، ففي السعودية دائمًا الأولوية للإنسان.

وقريبًا سينتهي كل شيء، ومن المهم أن نفهم ونستوعب تفاصيل ما حدث، وما الأشياء التي قدِّمت لحماية البشر، ثم نقيم العمل، لنقدم للتاريخ حكايةً جديدةً من كفاح الإنسان من أجل الحياة.

دمتم بخير...

رابط المقال من المصدر صحيفة عكاظ  

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2019042 

الخميس، 2 أبريل 2020

السعودية حديث الإنسانية


بعد السلام


السعودية حديث الإنسانية



لم تكن المملكة في يومٍ من الأيام بمعزلٍ عن العالم، بل هي جزءٌ من هذا العالم، وهي الجزء الأكثر تأثيرًا في كل تفاصيله؛ لما تملكه من مقوماتٍ وعوامل تفرض هذه الأهمية، ومن هذا المنطلق فنحن نلمس حضورها الدائم مع كل دول العالم في العمل السياسي والاقتصادي والإنساني، وبما أننا نعيش أزمةً مرضيّةً تشمل العالم، فمن الضروري أن نذكر دور حكومة المملكة العربية السعودية حول هذه الأزمة، ومدى اهتمامها الكبير بحماية الإنسان، ففي الجهود الكبيرة التي تدعم كل التوجهات المساهمة في التغلب على هذا الوباء نجد المملكة في مقدمة الداعمين، وهذا الأمر لا يقتصر على شعب المملكة فقط أو الدول العربية والإسلامية، فالمملكة تشارك العالم كله في هذا الاتجاه، وتسعى جاهدةً في دعم كل السبل الممكنة لتحقيق عملٍ جيدٍ يجعل الإنسان يعيش بهدوء على هذه الأرض.

إن القضاء على فايروس كورونا يحتاج إلى تضافر الجهود حول العالم، وبذل كل السبل الممكنة والمتاحة لتجاوز هذه المعضلة، وهذا ما نلمسه الآن بعد أن تفشَّى المرض بشكلٍ كبيرٍ في كثيرٍ من دول العالم الأول -إن جاز التعبير- وهذا أمرٌ يجعل الجميع حول العالم يعيدون حساباتهم نحو الإنسان وحقوقه، والشواهد الآن تثبت أن الشعارات الإنسانية لن تدوم طويلًا، ومحاولة التقليل من الإنسانية في دولٍ معينةٍ رغم اهتمامهم الدائم بهذا الجانب، وترك الدول التي ترسم للعالم اهتمامها دون أن تكون هناك أدلةٌ واضحةٌ للمجتمعات، يجعل الأمر أكثر وضوحًا، فالواقع يقول: إن السعودية بقيادة ملكها اهتمت بالإنسان، وتحدثت عن الإنسان أولًا، وسخّرت كل إمكانياتها من أجل الإنسان، وما زالت تسعى في كل الاتجاهات من أجل صحة الإنسان، بينما دولٌ كثيرةٌ كانت ترفع شعارات حقوق الإنسان، وبعض تلك الدول كانت تتطاول على المملكة ودورها في هذا المجال، وهي لم تقدم من أجل الإنسان أي عملٍ واضحٍ وملموسٍ لحمايته من هذا الوباء، فالحقيقة لا يمكن أن تختفي أو تغيب لزمن طويل، وهي تظهر مهما طال غيابها.

وما أجمل الحقائق التي تحضر بكل تفاصيلها الواضحة المقرونة بالعمل الذي ينصف البعض، ويثبت مدى صدقه، ويعري الباطل ويفضحه أمام العالم، وهذا بالضبط ما حدث في أزمة فايروس كورونا، ليست شماتة بأحد والعياذ بالله، لكنها حقيقة وجدت أمامنا نتيجة أزمةٍ كبيرةٍ يعيشها العالم، والحديث الآن عن المملكة، ومدى أهمية دورها العالمي في هذا الاتجاه الإنساني، بينما دول عظمى تغرق وتفشل وتتحدث عن مستقبل مجهول


لشعوبها إذا ما استمر هذا الوباء لفترة طويلة.

في السعودية نقدم عملًا إنسانيًّا كبيرًا من تبرعاتٍ واهتمامٍ ومباحثاتٍ يلمسها العالم دون أن يكون لهذا الأمر تأثيرٌ سلبيٌّ على الحياة في السعودية، فالاحتياطات الاحترازية ستجعلنا نتجاوز هذا الأزمة بعد -مشيئة الله- وحين تنتهي هذه الأزمة سيكون للعالم نقلة مختلفة، ومستقبل مختلف، أوراق كثيرة ستسقط، وحياة جديدة قادمة.

دمتم بخير،،،


رابط المقال في صحيفة عكاظ 
 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2017859

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...