بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 9 أغسطس 2007

لا نريد كأس آسيا

يعيش الشارع الرياضي هذه الأيام فترة حزن كبيرة وخيبة أمل بسبب ضياع كأس آسيا الذي كا ن قريبا من المنتخب السعودي لما يملكه من معطيات التفوق على الصعيد الفني والإداري، ومن جميع النواحي لكني تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

بكل أمانة لا أحد يستطيع أن يلوم أي مواطن سعودي على حزنه فهو شعور ينم عن مدى حبه لوطنه، فالحس الوطني مطلوب في كل المجالات.

نعود لكأس آسيا والمباراة النهائية التي خسرها المنتخب السعودي أمام المنتخب العراقي الشقيق، ولنكن واقعيين في طرحنا ونعترف بأن نجوم الأخضر في تلك المباراة كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم خلال المباريات السابقة، فلم يقدموا ما يشفع لهم بالحصول على الكأس، فقد كان أشقاؤنا في المنتخب العراقي أكثر إصراراً وحماساً داخل الملعب من نجوم الأخضر.

نجوم العراق كان في داخلهم رغبة كبيرة وإحساس أكبر ليس له حد في الحصول على الكأس، بينما نجوم الأخضر، وكما كان واضحاً دخلوا اللقاء وهم ينتظرون وقت التتويج، فمباراة اليابان بدور الأربعة قد منحتهم كأس آسيا، فلم يكن استعدادهم النفسي والذهني بالشكل المطلوب، وربما لم يعطوا المرحلة النهائية من البطولة الأهمية المطلوبة ونتيجة لهذا فقدنا كأس آسيا.

قد يعتقد بعضهم أن ما أكتبه هو نوع من أنواع البكاء على اللبن المسكوب، فالمباراة انتهت والكأس الآن في بغداد، ولا توجد فائدة لمثل هذه الكتابات من يعتقد مثل هذا الأمر قد نسي شيئا مهما ألا وهو أن الإنسان يجب أن يستفيد من أخطائه، ونحن عندما نكتب لا لشيء بل لتوضيح الأخطاء ليتم تلافيها في مشاركة قادمة.

من يعتقد أن منتخبنا خرج من كأس آسيا بلا أي فائدة فهو مخطئ تماماً، في هذه البطولة كانت الإيجابيات أكثر من السلبيات ربما تكون السلبية الوحيدة التي حدثت هي خروجنا من البطولة بلا كأس. أما الإيجابيات فهي كثيرة لعل أبرزها اكتشاف النجوم، فكما كان واضحاً خلال البطولة تألق جميع اللاعبين مما يجعلنا نطمع في الوصول لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي ونقدم أفضل النتائج بهؤلاء النجوم فهذا هو الطموح الذي نبحث عنه ونتمناه لمنتخبنا الوطني، هؤلاء النجوم يجب المحافظة عليهم ودعمهم واكتشاف المزيد من أجل المزيد من الإنجازات.

فقدان كأس آسيا ليس بالأمر الكبير فنحن أبطال هذه القارة لثلاث مرات، ولا أحد يستطيع أن ينكر علينا هذا، إذن المرحلة القارية نحن تجاوزناها منذ زمن، وبالتالي الطموح أصبح أكبر وأهم من كأس آسيا فأي مواطن لو خيرته بين النتائج الإيجابية في بطولة كأس العالم أو الحصول على كأس آسيا بالتأكيد لن تجد من يتنازل عن التشريف العالمي فسمعة الوطن المملكة العربية السعودية أمام العالم أهم وأشمل من بطولة قارية سبق وأن حصلنا عليها.

عباراتي هذه ليست تضميد الجروح أو خلق بعض التبريرات للإخفاق الذي حدث إن اعتبرناه إخفاقا أو فشلا كما وصفه بعضهم نحن خرجنا من كأس آسيا بمكاسب كثيرة، نجوم صغار مدرب ممتاز لديه الحماس والقدرة على زرع التحدي لدى كل نجم من نجوم المنتخب يجيد القراءة الجيدة لكل مباراة أعتقد أن استمراره هو الأنسب والأجدر حتى يجني ما صنع عندما نتأهل لكأس العالم القادمة.

صدقوني ليست مشكلة كبيرة أن نخسر كأس آسيا إذا كان التعويض سيكون كبيراً في كأس العالم العملية يجب أن ننظر من هذا المنظار، لن تكون الفائدة كبيرة لو حققنا كأس آسيا وفشلنا في كأس العالم، فنظرة الأمير نواف بن فيصل الذي بكل أمانة أجده النجم الأول للمنتخب السعودي خلال المرحلة السابقة هي النظرة السليمة والمهمة، الرجل قال مراراً وتكراراً إن حصلنا على كأس آسيا- فالحمد لله- إنجاز جديد حققناه للكرة السعودية، وإن لم نحصل على الكأس فنحن سنحقق ما هو أهم من كأس آسيا أنا شخصيا أثق بكلام هذا الرجل، وكلي أمل بأن يصنع لنا إنجازات عالمية جديدة.

انتظروا مع نواف ونجومه تمثيلا مشرفا مقرونا بإنجاز غير مسبوق، فهذا الرجل يحمل طموحا وتطلعات ستنقل المنتخب السعودي إلى صفوف العمالقة على المستوى العالمي سيضع منتخبنا في الصفوف الأولى عالمياً.

كل ما هو مطلوب الآن هو النقد البناء ورفع المعنويات ودعم هؤلاء النجوم وعدم التقليل من شأنهم متى ما توفرت كل تلك العوامل فنجاح بإذن الله من نصيب المنتخب.

كنت أتمنى أن نحصل على كأس آسيا لكن لا يهم إذا كان التعويض سيكون أكبر وأفضل من كأس آسيا.

عندما شاهدت الفرحة العربية عبر أكثر القنوات الفضائية وأكثر المطبوعات العربية سواء كانت رياضية أو غير رياضية بتحقيق العراق لكأس البطولة تأكدت حينها أن الأخضر السعودي كبير وهزيمته إنجاز لأي منتخب عربي أو آسيوي فما يصنعه أي منتخب عالمي عندما يهزم البرازيل أجد مثله مع المنتخب السعودي إنجازاتنا كبيرة ونجومنا كبار وسنظل كذلك ما دمنا أحياء.


الجزيرة ـ 26/رجب/1428هـ

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...