بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 أكتوبر 2012

الهلال .. أزمة ومقاطعة

لا يخفى على أحد أهمية الإعلام ودوره الكبير في إبراز الإيجابيات ودعمها؛ من أجل مزيد من النتائج الجيدة، ولا يخفي دوره أيضًا في كشف السلبيات من خلال النقد المبني على الشفافية والمصداقية في الطرح، وهذا الدور الإعلامي بمجمله يعتبر مهمًا؛ بل ربما تتوقف عليه نتائج عمل ما، من المنتظر أن يكون جيدا، إن سار وفق أسس واضحة تقوده للنجاح. والإعلام الصادق النزيه بكل تفرعاته يلعب الدور الأكبر في تقديم العمل بشكله الجيد المناسب، أو إظهار عيوبه وكشف مكامن الخلل فيه، ولا يمكن لأي إنسان أن يقلل من أهمية دور الإعلام في جميع مناشط الحياة وكل مجالاتها؛ لأنه يحتفظ بالخطوط العريضة والبارزة المتضمنة لسياسته الرائدة في جميع أصقاع العالم؛ لما له من تأثير مباشر على المعنيين بالعمل، في أي مجال من مجالات الحياة المتشعبة. ما دفعني لكتابة هذه المقدمه التوضيحية عن دور الإعلام أن تكون الصورة أكثر وضوحا أمام الجميع، وبخاصةٍ من يتعاطون مع الإعلام بشكل مباشر ممن يملكون حق اتخاذ القرارات. ففي الجانب الرياضي يعيش إعلامنا الرياضي -هذه الأيام- تحت سياط النقد، وتبادل المواقع بين الناقد والمنقود؛ فلقد اعتدنا على أن يكون الإعلام هو المرآة التي تنكشف من خلالها للقائمين على رياضتنا ما يحدث من عمل وتحديد اتجاهه، إما سلبا أو إيجابا. غير أن ما يحدث في هذا التوقيت الحساس بين الإعلام والمسؤولين عن الرياضة في السعودية؛ من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى اللجنة الأولمبية السعودية، مرورا برؤساء الأندية، أمر يجعلنا نتوقف لمناقشته ودراسته حتى لا تختل الأدوار وتضطرب الموازين، وتتنامى الفجوة بين الطرفين وتتسع، فعندما يعمل الطرفان في اتجاهين متضادين، ستضمحل الفائدة المرجوة من وجودهما مجتمعين ويعملان في اتجاه واحد لمصلحة مشتركة، غايتها العمل الجيد الذي يعزز من تلافي الأخطاء، ويدعم الإيجابيات حتى نحظى بعمل جيد ونتائج مرضيه للجميع. الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل -مع كل ظهور إعلامي له، وبخاصةٍ في الآونة الأخيرة- لا تخلو تصريحاته من نقد لاذع للإعلام الرياضي، لعل آخرها تصريحه لوسائل الإعلام عن صفاء النية، بعد إشكاليات المبالغ المتأخرة لدى رابطة دوري زين للمحترفين، وخروج بعض الإعلاميين للحديث عن هذا الأمر بشكل غير لائق -من وجهة نظر الرئيس العام-. وهذا يؤكد أن الإعلام الرياضي يعيش هذه الأيام "أزمة ثقة" بينه وبين المسيرين لرياضة السعودية؛ بدليل أن كل ما يطرحه الإعلام من نقد يخص العمل المقدم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو للجنة الأولمبية، لا يجد تجاوبًا من قبل الرئاسة إلا في جزئيات بسيطة. على صعيد الأندية تبدو الصورة واضحةً جدًّا للجميع، فيما يخص وجود "أزمة" بين أصحاب القرار من الرياضيين والإعلام الرياضي. فبالأمس أصدرت إدارة الهلال قرارا بإيقاف بث أخبار النادي عن طريق المركز الإعلامي بالنادي، مكتفيه بنشرها عبر الموقع الرسمي للنادي، وهذا القرار ربما يكون قرارا تاريخيا ونقطة تحول كبيرة في العلاقة بين الهلال والإعلام الرياضي؛ ما يعني وجود قرار غير معلن بـ"مقاطعة" الإعلام، وهذه "الأزمة" لم يشهدها الهلال عبر مسيرته الرياضية المرصعة بالذهب والإنجازات.. تلك التي ساهم الإعلام فيها بشكل كبير، وكان دوره واضحا جليا، حتى بات الهلال زعيم القارة وملك بطولاتها. ربما تكون بطولة آسيا بحلتها الجديدة هي السبب المباشر في نشوب "أزمة" حقيقية بين الإعلام والهلال، وقد يخسر الهلال بسبب هذه "المقاطعة" فرصة لملمة الأوراق والعودة لوضعه الطبيعي، حينئذٍ سيكون الهلال أكثر تضررا من "مقاطعة" كهذه.. هذا إذا سلمنا بأن القرار كان هدفه "مقاطعة" الإعلام. قد نلتمس عذرا لإدارة الهلال في قرار كهذا؛ فقد كان النقد المصاحب لخروج الهلال من بطولة آسيا قاسيا، ويحمل في طياته كثيرا من المغالطات لأهداف معينة، ربما يكون من أبرزها إسقاط إدارة النادي، والبحث عن إدارة جديدة تستطيع أن تقدم ما يصبو إليه جمهور الهلال. كل ما سبق يعد شواهد تدل على وجود "أزمة"؛ بل أزمة حقيقية بين الطرفين، وربما يكمن الحل المناسب لتجاوز هذه "الأزمة" فيما يلي... أولاً: الاعتراف بها. ثانيا: مراجعة "آنية" لسياسة كل طرف مع الآخر. فالإعلام بكل تفريعاته يحتاج أن يقيم عمله، وهل الدور الذي كان يقوم به في الفترة السابقة، بما يتناسب مع واقع المرحلة. والسؤال نفسُه يُطرح على كافة المسؤولين في القطاعين الرياضي والشبابي.. هل العمل خلال الفترة السابقة كان ضمن إطار الوضوح والشفافية مع الإعلام؟ على أن تحضر الشفافية أيضًا بين الطرفين "لحل" الأزمة، وإعادة الثقة بينهما، والسير وفق منهج واضح هدفه مصلحة الوطن. فالتجارب أثبتت أن نجاح أي عمل يجب أن يبنى على التعاون بين جميع الأطراف المعنية به، وتهيئة المناخ المناسب له، حتى يظهر بالشكل اللائق الذي يرضى عنه الجميع. ودمتم بخير ...،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

آسيا والهلال

لم يكن المشجع الهلالي الذي تكبد عناء الحضور في تلك الليلة المشئومة يتخيل أن هذا الزعيم والعملاق الكبير في عالم المستديرة على المستوى الأسيوي، سيخرج بتلك الصورة الضعيفة.. تلك لصورة التي لا تليق بأي حال من الأحوال بتاريخ فريق كـ"الهلال". قبل أن "نُبرْوِز" هذا الزعيم، ونكيل له من المديح ما يطرب له بعض منافسيه، وكيلا يخرج من نفق الأسيوية المستعصية، يجب أن نبحث عن سر ابتعاده عن بطولة آسيا، وهو سيد البطولات وزعيمها كما يراه عشاقه. ثمة شيءٌ غريب يحدث للهلال كلما همّ وخطط من أجل تحقيق حلمه في بطولة آسيا.. ذلك الذي يجعله يصطدم بواقع لن يجد قبولا من جماهير الكرة السعودية عامة و"الهلالية" خاصة. فالهلال صاحب الميزانيات الضخمة في الصرف، ومنبع النجوم، وقائد الفكر التطويري للأندية السعودية.. الهلال هذا نفسه يعجز عن تقديم نفسه بالصورة المناسبة؛ التي تعيد لأذهان الجماهير تلك السنوات الجميلة التي تربع فيها على عرش آسيا. بقليل من التفصيل، والبحث عن سر ضياع الهوية الهلالية في بطولة آسيا بشكلها الجديد، نجد الهلال من ناحية العناصر الفنية لديه أفضل النجوم، وفريقًا مدججًا بالمواهب، وعنصرًا أجنبيًّا جيدًا، ربما يكون أقل فنيًّا من العناصر السابقة، غير أنه يؤدي دوره بشكل مقبول.. فأين الخلل إذن؟! من وجهة نظري، لم يتم التعامل مع بطولة آسيا بالشكل المطلوب؛ فالفريق تحت ضغط كبير من قبل الإعلام والجماهير، دون النظر إلى التحليل الفني الدقيق للمنافسين في القارة. فلم تعد كرة القدم في آسيا كسابق عهدها.. تغيرت الحال، وتغيرت القارة بأسرها على الصعيد الرياضي، وخصوصا كرة القدم. ففي الصين، وكذا كوريا واليابان، أصبح بمقدور الأندية أن تجلب أكبر الخبراء، وأفضل اللاعبين، بمئات الملايين، وحتى في منطقة الخليج.. الكل تغير، وأصبح يعمل ويخطط، ونحن مازلنا نتباهى ونتباكى على ماضٍ مضى.. وهل تتوقف عقارب الزمان عند الماضي؟! متى ما أراد الهلال، وغيره من الأندية السعودية، العودة لسيادة آسيا؛ فليس أقل من أن تتحرك وفق تحليل فني لكل المتغيرات من حولها، وأن تنهج الأسلوب الأمثل والطريقة المثلى؛ لتنجح في الحصول على بطولة قارية كبطولة آسيا في حلتها الجديدة. ولعل أولى الخطوات على هذا الطريق الصحيح، هي أن نبدأ من الداخل؛ فنرسم خريطة عمل واضحة تعتمد على مقومات وفق ما هو متاح، فنركز على الجوانب الضعيفة التي نعاني منها، ونعمل على تقويتها بشكل يجعلنا لا نشعر بوجود الفوارق الفنية إزاء أي فريق من الفرق الأسيوية، وخصوصا في شرقي آسيا. ولنوضح الأمر قليلا، نضرب مثالا بسيطا.. لنتساءل عن الأسباب الحقة وراء تفوق "أولسان" الكوري على الهلال... هل كان ثم تفوقٌ في العناصر، على رغم ضعف ميزانية هذا الفريق الكوري قياسا على ما أنفق على الهلال؟ أم أن الأمر يتعلق بأسلوب فني وطريقة لعب محكمه تصعب مجاراتها؟ عندما نثير الأسئلة حول المنافسين، ونعرف سر تفوقهم، في حين أننا نتفوق على بعضهم من ناحية المال والميزانيات، عندها ستكبر المسافة بيننا، ونصبح قادرين على إحداث الفرق والتفوق عليهم في ميادين الكرة. الكرة الصينية الآن تعمل على محاور التفوق، بعد أن أيقنت بأن التفوق لن يحدث إلا من خلال التخطيط والعمل؛ فبحثت عن جوانب الضعف، ووضعت الحلول التي ستضمن لها التفوق في القريب العاجل، وما وجدناه من الفريق الصيني في دور الثمانية مع "الاتحاد" يجعلنا نتنبأ بمستقبل كبير للكرة الصينية. إذن هناك حقيقة واضحة، وأُدرك إدراكًا تامًّا أنها لم تكن غائبة في يوم من الأيام عن المعنيين بالرياضة في السعودية؛ لكننا لم نكن مدركين أن حجم العمل في رياضتنا لم يكن بالشكل المطلوب. إن آسيا "تتفرج" على تدهور كرة القدم لدينا، وشهرًا بعد شهرٍ يسقطنا التصنيف الدولي في مراكزه إلى أسفل. الهلال، وبرباعيته الجديدة التي تلقاها من "أولسان" الكوري، يوقّع على أسوء درجات الضعف الفني والإداري لكرة القدم في المملكة العربية السعودية، فكما يقولون: يعد الهلال "تيرمومتر" الكرة السعودية؛ أي أنه يكشف لنا حال كرتنا، حتى يدرك من يعتقدون أن رياضتنا لا تزال تحتفظ بشيءٍ من التفوق، أننا غير متفوقين بالمرة. مما يعيق تقدم أي عمل ويعيق نتائجه هذه القرارات الانفعالية التي تحكمها نتائج وقتية. ومنها على سبيل المثال، أنا سمعنا بعد خسارة الهلال أنباءً عن استقالة رئيس النادي، وإنهاء عقد المدرب.. مثل تلك القرارات تهدف إلى امتصاص غضب الجماهير؛ لكنها تُحدث تراجعا كبيرا في العمل، وتغير من بعض سياساته المستقبلية. وعودة الأندية والمنتخبات السعودية لزعامة آسيا من جديد ليس بالأمر المستحيل أو الصعب، بل على العكس من ذلك، فنحن نحتاج فقط أن نفكر كما يفكر الآخرون، ونقرأ الوضع بشكل سليم، ونبني أفكارنا على ضوء ما نشاهده، وجميعها تحتاج إلى العمل الصادق والدءوب دون تقاعسٍ أو تهاون. يجب أن نكون متفائلين ومؤمنين بقيمة ما نعمله، ونفرض أهميته حتى لا نجد ما يعيق تقدمه. ودمتم بخير ،،،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

السبت، 6 أكتوبر 2012

أزمة المنشآت

نتحدث دائماً عن التطوير والتغيير، وعن أسباب التراجع المخيف في الرياضات السعودية، دون أن يستقر بنا الحال على مجموعة عوامل نستطيع من خلالها أن نتحرك في الاتجاه السليم؛ حتى نتمكن من تحديد أهدافنا والإستراتيجيات التي تتطلبها المرحلة الحالية وفق أسس واضحة هدفها الأساسي صناعة جيل رياضي متفوق على كافة الأصعدة الفنية منها والسلوكية؛ لهذا كان من المفترض أن نسير وفق منهج واضح يسوده روح الصف الواحد، لا أن نترك الأحداث المتتالية في رياضتنا تفرز وعبر مختلف القنوات الإعلامية بعض الإفرازات التي لا تليق بمجتمع أنعم الله عليه بوحدة الصف والحب والولاء لهذا الوطن الغالي. يصعب على أي مهتم بالشأن الرياضي أن يرى كل تلك الأحداث على مستوى النتائج أو حتى على مستوى الاهتمام بالبنية التحتية لرياضة هذا الوطن وهي تدور إشكاليتها حول رجل واحد وتحميله تبعات كل ما يحدث، على الرغم من حداثة عهده بهذا المنصب الشاق الذي يحتاج إلى الصبر وحسن التصرف مع كل الأحداث والمتغيرات من حوله بشكل يدعم موقفه كمسؤول أول عن هذا القطاع المهم والحيوي في مملكتنا الغالية. تتواصل الاتهامات الموجهة لرئاسة العامة لرعاية الشباب عن بعض القضايا الرياضية، ولعل من أبرزها النقد الذي صاحب إنشاء بعض المقار الرياضية لبعض الأندية واعتماد إنشائها من قبل وزارة المالية في وقت سابق، لكنها لم تنفذ على أرض الواقع؛ فلم يكن النقد في هذه الجزئية منطقياً البتة، على الرغم من بُعدي عن الأرقام والميزانيات المعتمدة من قبل وزارة المالية إلا أني اعتمدت على المنطق وبعض المعلومات في طرح هذا الرأي الذي قد يعتبره البعض دفاعاً عن الرجل الأول في الرياضة السعودية - لغرض ما في نفس يعقوب، لا سمح الله - إذ ليس من المعقول أن تخصص وزارة المالية بالاتفاق مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مبالغ واضحة ومعلومة لدى المالية والرئاسة وتحظى بمتابعة من الجهات الرقابية لإنشاء مقار رياضية لبعض الأندية ويتوقف العمل فيها لأسباب واضحة ولا تحتاج للتأويل والخروج بها عن المسار المألوف لمجتمع مسلم بني في الأساس على حسن الظن المستمد من الشريعة الإسلامية السمحاء، ولو أمعن هؤلاء النظر قليلاً وتركوا لعقولهم مساحة ضئيلة من التفكير لوجدوا أن الأمر لن يخرج في تأخير العمل في تلك المنشآت عن عدم وجود موقع ، أو أن التكلفة عالية لا تتوازن مع المبالغ المخصصة من وزارة المالية، أو البيروقراطية التي تقف عائقاً أمام المواطنين قبل الوزارات في كثير من الدوائر الحكومية في إنجاز معاملاتهم تحت ذريعة الدراسات وانتظار الموافقات والاعتمادات المالية. حديث الأمير نواف وردّه على المشككين ومَن قادتهم أفكارهم إلى أخذ الأمر إلى منحى غير لائق بمجتمعنا في المقام الأول، وغير لائق به شخصياً كمسؤول عن الرياضة السعودية بكل تفاصيلها، جعله يتبنى موقف الدفاع في هذا الجانب تحديداً عندما أيقن أن الإعلام ابتعد عن دوره الحقيقي المنوط به في دعم الإيجابيات وانتقاد السلبيات بشكل موضوعي ومنطقي، وتحديداً في هذه القضية التي صُورت بشكل يصعب قبوله أو السكوت عنه؛ لهذا كان الخطاب الإعلامي من الرئيس العام هذه المرة مختلفاً. الارتقاء بالفكر والبحث عن الخبر وتجاوب المسؤول بكل شفافية أمر إيجابي يخدم الحركة الرياضية بشكل عام، لكن التركيز على بعض الجوانب دون الإلمام الكامل بكل تفاصيلها يفتح باب الظلم وينشئ بيئة طاردة لا تُرغّب في حب العمل والتضحية والدخول في إشكاليات تعيق أي عمل مهما كان حجمه من التقدم، تلك كانت رسالة الأمير الشاب الذي يمثل الفكر الشاب والثري في الوسط الرياضي، والذي يقود منظومة الشباب والرياضة في هذا الوطن الغالي لكل الإعلاميين. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...