بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 مايو 2015

أخضرنا ضحية مدربٍّ عالميٍّ..!!

لا أفهم سرّ تمسك اتحاد الكرة السعودي بضرورة التعاقد مع مدربٍ عالميٍّ، يقود الأخضر السعودي في الاستحقاقات القادمة، وكأن هذا المدرب يملك عصا سحريةً ستعيد للأخضر السعودي بريقه وتوهجه على مستوى القارة، والحقيقة التي نعلمها وندركها وفق سنوات الانتصارات والتربع على عرش الكرة الآسيوية تقول: إن منتخبنا تفوّق بمدربين ليسوا عالميين، وأكثرهم مدربون وطنيون، بدايةً بالمدرب القدير خليل الزياني، ثم محمد الخراشي وناصر الجوهر وغيرهم، حتى على مستوى الفئات السنية، إذاً لا يمكن أن نجزم بأن الكرة السعودية لن تعود إلى الواجهة إلا بقيادة مدربٍ عالميٍّ!!.. وهذا الأمر لم يحدث على مرِّ السنوات الطويلة الماضية، بمعنى لم تكن النتائج مع المدربين العالميين مبهرة للحدّ الذي يجعلنا نعول على هذا التفكير والتوجه بالآمال العريضة. فالمدرب الكبير والعالمي على سبيل المثال "ريكارد" جاء لتدريب المنتخب السعودي من أجل المال، وهذه حقيقة يعلمها القاصي والداني، فليس من المعقول أن يوقّع مدربٌ بحجم "فرانك ريكارد" عقداً يدرب فيه المنتخب السعودي، وهو يدرك جيداً أن الكرة السعودية تحتاج إلى عملٍ كبيرٍ، ولن يكون النجاح حليفه في ظل كل تلك الصعوبات، لكنه نظر للأمر من منظور مصلحةٍ شخصيةٍ بحتةٍ، فلن يحصل على عقدٍ كبيرٍ بهذا الحجم إلا مع السعوديين، لذلك وافق بعد أن كبّل اتحاد الكرة بشروطٍ جزائيةٍ، الله وحده يعلم مدى حجم الضرر التي تركته على اتحاد الكرة بعد رحيله. فالمسألة لمن يريد أن يفهم، لا ترتبط بمدربٍ عالميٍّ كبيرٍ يُدفع فيه ملايين الدولارات، القضية مرتبطةٌ بترتيباتٍ عامةٍ وإستراتيجياتٍ تسير على خطٍّ متوازٍ إلى أن تصل لمرحلةٍ معينةٍ، تكون فيها فكرة الاستعانة بمدربٍ عالميٍّ مناسبةً وتؤتي أكلها، أما في هذا التوقيت فإن البحث عن مدربٍ عالميٍّ لن يقدم للكرة السعودية متمثلة في اتحادها إلا الخسائر المالية الباهظة. إن كرة القدم في السعودية رغم قوة الدوري تحتاج إلى مزيدٍ من العمل والتطوير على كافة الأصعدة، خصوصاً في قطاع الفئات السنية التي من خلالها يمكن تأسيس جيلٍ محترفٍ يؤدي عملاً منظماً في كل جوانب حياته اليومية. ويجب أن نتفهم أن الحقيقة مهما كانت قاسيةً، إلا أنها تصنع التغيير متى ما اعترفنا بها وبادرنا بالعمل المنظم والذي يرتبط بتجهيز كل أدوات التغيير، مع وجود الفكر الذي يؤسس لبيئة عملٍ جيدةٍ، عندها سنسير في الاتجاه الصحيح الذي يتناسب مع إمكانياتنا وظروف حياتنا، ومع الوقت سنصل إلى مراحل متطورة، وسنلاحظ أن احتياجاتنا بدأت ترتقي لمراحل مهمة ينتج عنها نتائج جيدة ترفع من أسهم الكرة السعودية في كل أنحاء العالم. وما يحدث اليوم في اتحاد الكرة من عملٍ ينقصه الكثير، ونسبة الإيجابيات مقارنة بالسلبيات ضعيفةٌ وقليلةٌ جداً لا تتوافق مع حجم الاتحاد وقيمته. إن تركيز اتحاد الكرة على ضرورة التعاقد مع مدربٍ عالميٍّ خطأٌ كبيرٌ، ومن سلبيات هذا التركيز أن المنتخب السعودي ظلّ بلا مدربٍ فترةً زمنيةً طويلةً، وعندما قرر الاستعانة بالمدرب الوطني "فيصل البدين" وصفوه بالمدرب المؤقت، وهذا خطأٌ كبيرٌ فيه انتقاصٌ من قيمة المدرب الوطني، وكان بإمكان اتحاد الكرة أن يعلن تعيين الكابتن "فيصل البدين" كمدربٍ رسميٍّ للمنتخب السعودي دون أن يوضح أنه مدربٌ مؤقتٌ إلى أن ينتهي اتحاد الكرة من اختيار مدربٍ عالميٍّ -رغم تحفّظي على فكرة مدربٍ عالميٍّ في هذا التوقيت-، فالجمهور السعودي لا يهمّه في الأمر نوعية المدرب، يريد لمنتخب بلاده أن يحقق نتائج إيجابية فقط، مع مدربٍ أجنبيٍّ أو وطنيٍّ لا يهم، وطالما اتحاد الكرة يثق في إمكانيات "فيصل البدين" وقدرته على تقديم عملٍ جيدٍ للمنتخب وفق ما يحمله من "سيفي"، كان يجب أن يقف معه ويعطيه كل الثقة بمنحه الفرصة كاملة؛ حتى يعمل ويضع إستراتيجياته المناسبة التي تتطلبها المرحلة. ويجب أن يعي اتحاد الكرة بصفته المسؤول الأول والمباشر عن المنتخب السعودي أن المرحلة المقبلة مهمةٌ وخطيرة جداً، والتصفيات القادمة تعتبر أهم تصفياتٍ يخوضها المنتخب السعودي منذ تأسيس اتحاد الكرة، فالخروج من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2018م، وكأس آسيا 2019م لا سمح الله ستكون ضربةً قاصمةً لرياضة كرة القدم في السعودية، وسنعاني من تأثيراتها السلبية فترةً زمنيةً طويلةً على كافة المستويات؛ لذا من المهم أن يحضر التركيز في الفترة القادمة على المنتخب، ويكفّ مسؤولو الاتحاد عن الحديث في شأن المدرب العالمي القادم، فلو حدث الإخفاق في المرحلة القادمة لن يرحمهم أحد، ولن يكتفي المواطن السعودي باستقالتهم فقط، بل سيذهب إلى أبعد من ذلك، وسيطالب بالتحقيق معهم، وإيضاح الحقيقة للناس. أخضرنا يمثل وطناً وشعباً فاحرصوا على تفوقه. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 22 مايو 2015

المستهترون «ضيعوا الهلال"

ربما أكثر ما يزعج المشجع الهلالي الواعي والمدرك لحال فريقه على المستوى الفني، هو وجود مَن يتعمّد إخفاء حقيقة الوضع الفني للفريق، وإيهام الجمهور أن ما يحدث للفريق من هجومٍ وانتقاداتٍ واسعةٍ هي مؤامرةٌ، الهدف منها إسقاط الفريق الهلالي وإبعاده عن المنافسة والوصول إلى منصات التتويج، التي اعتاد عليها طيلة تاريخه الكبير والحافل بالإنجازات؛ لأنه يدرك جيداً أن حديثاً كهذا لن يعيد الهلال إلى وضعه الطبيعي، ولن يتغير حاله حتى لو تسلّح بأفضل العناصر، طالما أن الجدية في الأداء غائبةٌ والانضباط مفقودٌ. فالهلال اليوم ينقصه أشياءٌ كثيرةٌ تتمحور حول متطلبات مهمةٍ يحتاجها أي فريق كرة قدم في العالم، متى ما توافرت، فإن النتائج الايجابية ستكون مصاحبةً لها، وهذه المتطلبات لـمَن يعي دورها ويجيد قراءة الواقع المبني على نوعية الأداء داخل الملعب، يستطيع أن يكتشفها دون عناءٍ في الفريق الهلالي، من خلال بعض الأحداث التي تحدث للفريق داخل الملعب، سواء على الصعيد الفني والتكتيكي، ومدى الانضباطية في تنفيذ الأدوار الفنية التي يطلبها المدرب، أو من خلال بعض السلوكيات الانفعالية التي تصدر عن بعض نجوم الفريق الذي يعوّل عليهم الجمهور الهلالي الشيء الكثير، رغم أن الأمر اليوم تطور وطال الجهاز الإداري للفريق الذي من مهامه الرئيسة ضبط الحالة الانفعالية للاعبين. إن التشخيص العام لحال الهلال ليس بالأمر الصعب، فالفريق موجودٌ كشكلٍ داخل الملعب، إلا أنه غائبٌ كفكرٍ وروحٍ، وطغى على بعض نجومه عدم المبالاة وعدم الجدية في الأداء، وحتى لو حاولنا أن نقنع المشجع الهلالي أن الفريق تعرّض لظلمٍ تحكيميٍّ، خصوصاً في البطولة الآسيوية بداية مع "نيشمورا" في نهائي السابق أمام "سيدني"، إلى مباراة "بيروزي" الأخيرة في إيران، لكن الحقيقية يجب أن نقولها: منذ متى والهلال ينظر إلى التحكيم وأخطائه، ومنذ متى يظهر مسؤولو الهلال للجمهور، يبررون الإخفاق ويضعون التحكيم أو غيره كشماعة للأخطاء؟! فالسياسة الهلالية السابقة في فترات البطولات كانت تعتمد على تكوين فريقٍ قويٍّ منظمٍ داخل الملعب كله روحاً وعطاءً، ومجموعةٌ واحدةٌ تقاتل من أجل الكيان لإسعاد الجماهير. أمّا اليوم لا يوجد حتى ولو الجزء اليسير من تلك السياسة، فالفريق يعتمد على نجومٍ لا يعنيهم في الفريق إلا أنفسهم فقط، حتى داخل الملعب هم يلعبون لأنفسهم بمنتهى الأنانية وكأنهم في مباراةٍ استعراضيةٍ، ناهيك عن الحالة الانضباطية لهم خارج الملعب، وأثناء أداء التمارين في ظلّ غياب الحزم الإداري، ولعل أقرب مثالٍ يمكن الاستشهاد به حدث قبل بضع أسابيع، عندما تغيّب نواف العابد عن مرافقة الفريق في إحدى مبارياته الخارجية بحجة النوم، وكان من المفترض فرض عقوبةٍ إداريةٍ قاسيةٍ على اللاعب، إلا أن هذا لم يحدث، وعاد العابد للمشاركة مع الفريق، وهذا الموقف يمثل جزءاً من علة الهلال في الفترة الأخيرة. إن الهلال اليوم يحتاج لفكر قائدٍ حازمٍ، يعيد النظام للفريق، ويجيد رسم السياسات المستقبلية للفريق، ولديه القدرة على توفير كل الاحتياجات، متى ما وجد هذا القائد سيعود الهلال لسابق عهده، وهذا الأمر ليس بالسهولة التي من الممكن أن يتخيلها المشجع الهلالي، طالما أن أكثر أعضاء شرف النادي اكتفوا بالمتابعة عن بعد، دون أن يكون لهم دورٌ واضحٌ في رسم تلك السياسة بإيجاد الرئيس القادر على انتشال النادي من هذا الوضع الذي لا يليق بالهلال على كافة المستويات. والتقارير الصحفية الصادرة مؤخراً تكشف عن عجزٍ ماديٍّ كبيرٍ في خزائن الهلال يقدر بـ 100 مليون ريال كديونٍ على الإدارة السابقة، ومن يفكر أن يتصدى لهذه المهمة ويقرر أن يتقدم لرئاسة الهلال ستصدم رغبته بهذه المعضلة، التي تحتاج قبل أن يفكر الهلاليون في تنصيب رئيسٍ لناديهم حلّ مسألة الديون المتراكمة على النادي، بعدها قد تكون هذه الخطوة هي البداية الحقيقية لعودة الهلال. وهذا الموسم لم ينتهِ بالنسبة للهلال، وبمقدور المجموعة المتواجدة الآن أن تقدم نتائج إيجابيةً فيما تبقّى من الموسم، إذا ما تمّ تفادي بعض الأخطاء الفنية والإدارية. ففي آسيا يستطيع الهلال أن يتغلّب على الفريق الإيراني في الرياض وبنتيجةٍ مريحةٍ، يصل من خلالها إلى دور الثمانية، بعدها سيكون أمام الهلال فترة إعدادٍ كافيةٍ يستعد من خلالها لدور الثمانية، وفي كأس الملك لديه القدرة على تجاوز فريق الاتحاد الذي يعاني مثله على الصعيد الفني ليصل إلى النهائي، وفي النهائي قد تلعب الظروف لمصلحته، ويطير بكأس الملك؛ لينهي موسمه ببطولةٍ تعيد له ثقة جمهوره، وتفتح الباب أمام أعضاء الشرف للعودة مرة أخرى إلى الوقوف مع الكيان ودعمه وإعادته إلى سابق عهده كفريق يمتّع عشاقه ويفرحهم بالذهب في المواسم القادمة. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 15 مايو 2015

القائد مدَّ يد النصر..

يردد المحفزون دائماً بعد أي إنجازٍ عبارتهم الشهيرة: "ليس المهم الصعود إلى القمة، بل المهم المحافظة عليها"، هكذا فعل عرّاب النصر الحديث "فيصل بن تركي"، وضع نفسه في مكانٍ يرسم من خلاله أسلوباً جيداً في التحفيز والجدّ والمثابرة، كقائد أدرك أن المحافظة على منجز الموسم الماضي من أهم الأولويات؛ وليوصل رسالةً قويةً إلى كل جماهير الكرة السعودية هي: أن عودة النصر في الموسم الماضي لم تكن مجرد صدفةٍ عابرةٍ، ستنقضي مع بداية موسمٍ جديدٍ. هذا الموسم كان مختلفاً تحمّل فيه رئيس النصر مسؤولية التحفيز لوحده، عكس الموسم الماضي الذي كان الجمهور النصراوي هو الرئة المحفزة للفريق، وهذا ما جعل بطولة هذا الموسم بالنسبة للاعبين مختلفةً، فهم جميعهم يشعرون ودون استثناء أن في أعناقهم ديناً لرئيس النادي، لن يكون إيفاؤه سهلاً، ويحتاج إلى عملٍ وجهدٍ ومثابرةٍ. بدأت الحكاية الحقيقية لبطولة الدوري بعد مباراة النصر مع الأهلي في الدور الثاني، والتي كانت في رأي أكثر المحللين مباراةً مفصليةً؛ لأنها ستعطي الأهلي فرصة المنافسة على اللقب إذا ما تمكن من هزيمة النصر، وهذا ما حدث بالفعل، خرج الجميع في تلك الليلة وهم شبه متيقنين أن بطولة الدوري في طريقها إلى الأهلي الذي ينتظرها منذ زمن. لم تكن التفاصيل الصغيرة في تلك الليلة مهمة بالنسبة لرئيس النصر أو حتى للاعبين، كان المهم الذي يشغل أذهانهم أن كرسي القمة سيسقط إن لم يحدث شيءٌ يعيد له الثبات. خرج الجميع من المعسكر متجهين إلى منازلهم، وأكثر سؤال يحجب النوم عن جفونهم: ماذا سنقول لهذا الرجل الذي قدّم لنا كل شيءٍ إذا ما خسرنا بطولة الدوري؟ في اليوم التالي حضر الجميع في موعد التمرين، والتفوا حول قائدهم المخضرم حسين عبد الغني، فخرج صوتٌ قويٌّ من وسط المجتمعين، صوت الرجل الواحد ماذا نفعل يا أبا عمر.. كيف سنتصرف.. فمجهود الموسم في خطر؟!.. شعر القائد بخوفهم وارتباكهم وأدرك جيداً أن دوره في هذا الموقف يجب أن يكون مختلفاً عن أي موقفٍ سابقٍ، فكان أول تصرّفٍ بدر منه أنه مدّ كفّه لكل المجتمعين، وقال بصوتٍ عالٍ: "أنا سأقاتل حتى النهاية، ولن أبكي على اللبن المسكوب"، ومَن يشعر أنه قادرٌ على مشاركتي في معركتي فليمدّ يده ويضعها مع يدي، ومَن يشعر بالخوف عليه أن يبتعد، كان الموقف مهيباً إذ لم يتردد أحدٌ منهم في مدّ يده، ليجتمع الجميع على فكرة القتال داخل الملعب، على أن تكون خسارة الأهلي هي نقطة الانطلاق الحقيقية للمحافظة على بطولة الدوري. وفي الجانب الآخر "عرّاب النصر" يصدح بصوته في كل وسائل الإعلام ويقول: رجال النصر لم يرموا المنديل، وفي النهاية ستعلمون مَن هو البطل، مضى يتحدث بقوةٍ في كل مكان، ومَن يتحدث بمثل هذه القوة يجب أن يكون واثقاً ومستنداً بعد توفيق الله على أن مَن يتحدث عنهم لن يخذلوه، ولن يتركوا مجهوده ومجهودهم يذهب سدى. فتوالت المباريات، وأصبح النصر ينتصر، ومن نصرٍ إلى نصرٍ، حتى جاءت موقعة لخويا الآسيوية في الرياض، وهي مباراةٌ مفصليةٌ، الفوز فيها يعني المواصلة في طريق العالمية الجديدة، والإخفاق يعني تأجيل الحلم إلى موسمٍ آخر. فحدث ما لم يتوقعه أحدٌ، هزيمة يصاحبها خسائر كبيرة، سترافق الفريق إلى حيث الموقعة الأهم في تحديد بطولة الدوري أمام الهلال، كان من ضمن تلك الخسائر غياب مدافع الفريق عمر هوساوي الذي طُرد بالبطاقة الحمراء، وهذا يعني أنه لن يشارك في مباراة الهلال، ناهيك عن الأثر النفسي والمعنوي الذي ستتركه هذه الخسارة وكل ما صاحبها على نفسية الفريق، والفترة الزمنية بين اللقاءين ليست بالطويلة، في هذه المرة يجب أن يكون لأجانب الفريق دورٌ في صناعة المجد، فتحدّث البولندي أدريان للجميع وقال: مَن لا يستطيع أن يعمل معنا وبقوة فمقاعد الاحتياط تنتظره، وليفصح عن ذلك من الآن، مضى الفريق في استعداداته إلى أن جاءت ليلة الحسم، وقبل أن يخلد نجوم النصر إلى النوم أرسل لهم عرّاب النصر الحديث "فيصل بن تركي" آخر أوراقه عبر رسالة "واتس آب"، يحفزهم بمقطع فيديو مدته ست دقائق، يقول شايع شراحيلي بعد أن شاهد المقطع: لم أستطع أن أنام، وكنت أتمنى أن تبدأ المباراة الآن. في النهاية وبكل هدوءٍ واختصارٍ: استحقّ النصر بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي، ولا أظنّ أن هناك مَن لديه الحجة الكافية للتشكيك في حجم العمل والجهد المبذول طوال الموسم، لذلك هم يستحقون أن يقال لهم وبكل فخر: "مبروك". ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 9 مايو 2015

"هيا تعال" تصنع المتعة...!

قليلٌ جداً من اللاعبين الذين يجيدون الحديث عن كرة القدم بكل تفاصيلها عند الفوز والفرح، وعند الخسارة والحزن، وفي ظني هذا الأمر لا يحدث إلا في الفترة التي يقارب فيها اللاعب على اعتزال الكرة؛ لأنه في هذه الفترة يعيش النضج الفني، ولديه القدرة على التصرف والردّ على كل سؤال بشكل عقلاني دون أن يمسّ أحداً بسوء أو يدخل في مهاترات مع أحد. وفي الحقيقة أنا أستغرب ممن يفصلون بين مستوى اللاعب داخل الملعب وبين حديثه خارج الملعب، وفي اعتقادي أن الجانبين مكملان لبعضهم، إلا في حالات نادرة جداً يمكن أن تلاحظ ردة فعل اللاعب داخل الملعب تختلف عن حضوره في لقاء إعلامي، وهذا ربما يعود لقوة المرحلة التنافسية، وضرورة أن تكون رغبة الفوز في أوجها، لكن في تصوري أن القاعدة العامة تقول: إن اللاعب الهادئ داخل الملعب يمارس السلوك الطبيعي له خارج الملاعب، والمشاكس يفعل التصرف ذاته خارج الملعب، وفي سلوكيات البشر الكثير من التوافق على الصعيد الشخصي أو خارج إطار محيطه الخاص. وتظل المنافسة الشريفة في لعبة كرة القدم منحصرة داخل الملعب بالنسبة للاعبين، لكن على الصعيد الإعلامي والجماهيري -الذي يستمد بعض جوانب التنافس من الإعلام- مختلف تماماً، خصوصاً في هذا الوقت الذي كثرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت الكلمة تصل أسرع من أي شيء في الحياة، حتى وإن أطلقها شخص مجهول الهوية والمكان والغرض، لكن تأثيرها يفوق أهمية معرفة شخصيته لتتخاطف الأفواه تلك الكلمة، ويزداد تأثيرها، ويصبح الأمر له تأثير سلبي على اللاعب نفسه، فيخرج من بين اللاعبين الذين تتسم شخصيتهم وسلوكياتهم بالمشاغبة وحب الظهور؛ ليستغل الأمر ويكسب تأييداً جماهيرياً كبيراً. والأمثلة في هذا السياق كثيرة ويسهل الاستشهاد بأبرزها، ناهيك عن إمكانية حصرها، فالنجوم الذين يجيدون ضبط النفس اليوم من خلال ظهورهم الإعلامي كثيرون، لكن ليسوا هم أصحاب التأثير الأكبر، وهذا خلل، ربما يكون في تركيبة مجتمع بأكمله، فالأحاديث التي تكون محور نقاش المجالس الخاصة والعامة مرتبطة بمن لديه القدرة على فعل الأكشن! وقد تكون العبارة التي أطلقها نجم الكرة السعودية وهدافها الحالي ناصر الشمراني "هيا تعال"، هي الأكثر انتشاراً وتأثيراً على الطرفين، وأعني بالطرفين هنا جماهير النصر والهلال، ولا يمكن لأي مشجع ينتمي للنصر، أو إعلامي ميوله النصراوية غلبت مهنيته، أن يجد لها أي تفسير غير الذي يعتقده؛ لوضوح العبارة أولاً، ولظهور اللاعب في مقطع فيديو يجعل من تفسير هذه العبارة منطقياً. ودلالة العبارة تنصّ على أن ناصر الشمراني يتوعد النصر في ديربي العاصمة، ولن يكون مهر البطولة رخيصاً إذا ما أراد النصر أن يحققها، وسيكون ناصر الشمراني ونجوم الهلال مع جماهيرهم سعيدين جداً إذا ما تحققت لهم فرصة تجريد النصر من لقبه. وعلى الطرف الآخر يحضر قائد النصر في تصريح صحفي، يجيب فيه على تساؤل الصحافي الذي يتعلق بكلمة ناصر الشمراني "هيا تعال"، وبكل هدوء ابتعد هذا القائد عن الإجابة المشحونة التي من الممكن أن يكون لها تأثير عكسي على فريقه، وقال: لا أفهم ما الذي كان يقصده ناصر الشمراني من هذه الكلمة، فالكلمة معروفة ومشهورة في المنطقة الغربية، والوحيد الذي يملك تفسير لها هو ناصر الشمراني نفسه، أما نحن كلاعبين فالأمور لا تزال بأيدينا، ولا ننتظر من أحد أن يقدم لنا مساعدة من أي نوع، وسنقاتل داخل الملعب لحصد الألقاب، وهو الخيار الوحيد المتاح لنا، أما العبارات والكلام الكثير لن يحقق لنا أي بطولة. إن الجميع يعلم جيدا أن حسين عبد الغني من اللاعبين الذين لا يملكون السيطرة على أنفسهم، أو عمل كنترول على ردة فعله داخل الملعب، لكن مَن يشاهده عندما يتحدث يرفض أن يربط بين حسين في الملعب وخارج الملعب، وبهذا الفكر العالي لا يمكن أن نربط بين حسين كسلوك انفعالي داخل الملعب وخارجه، وهو في تصوري نموذج للحالات النادرة التي ذكرتها في بداية المقال والخاصة بتوافق السلوك الشخصي للاعب داخل الملعب وخارجه. إن الإثارة في كرة القدم مطلوبة، والمنافسة كلما اشتدت زادت المتعة داخل الملعب، ولا أظن أن هذا الأمر لا يخدم قيمة اللعبة فنياً؛ لهذا من المهم أن يمارس المعنيون بتنفيذ أدوار جوهرية في هذه اللعبة كلاعبين كل الطقوس وفق التركيبة السلوكية لهم. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي

الجمعة، 1 مايو 2015

رسالة ملك ...

في الرياضة أحداثٌ كثيرةٌ بكل تفريعاتها، إلا أن كرة القدم لها النصيب الأكبر، لما لها من شعبيةٍ جارفةٍ، ولا يمكن أن تجد لعبةً أخرى تنافسها في هذه الشعبية؛ لذلك يكون التركيز عليها في المتابعة والمناقشة وطرح وجهات النظر المختلفة التي يحضر من خلالها الاختلافات وأحياناً الخلافات، لكن من الطبيعي أن نجد مَن يستغل شعبية هذه اللعبة ويتعامل معها كـ (مربي) وفق حدثٍ معينٍ، فالفكرة التي ترتبط بموقفٍ معينٍ يسهل استيعابها وتوصيل الرسالة المناسبة من خلالها، ولعلّ الأحداث المتلاحقة في هذه اللعبة من خلال الوسط الرياضي، الذي يمثله اليوم أطرافٌ كثيرون يستطيع المتلقي أن يتابع الحدث ويقيمه وفق قناعته الشخصية، لكن هذا الأمر يخضع لجوانب كثيرةٍ، ولعلّ الجانب التربوي هو الأهم فيها، وهذا الجانب سيترك التأثير الأكبر في النفس على كل المتابعين لهذا المجال بكل تفاصيله. إن العنصرية أمرٌ مرفوضٌ تماماً، والمجاهرة بها سلوكٌ سيئ يتطلب تدخلاً عاجلاً من المسؤولين عن تأسيس نشءٍ لا يعترف إلا بالمحبة والإخاء، ويدرك جيداً قيمة الوطن، ومدى تأثير الإنسان في بقائه والمساهمة في تنميته، لذلك كان من واجبات القائد المحنّك أن يتدخل عندما يشعر أن لتدخله معنى، ورسالة يريد أن يوصلها لكل الشعب، هكذا فعل القائد الحكيم الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- عندما وجّه بإيقاف أحد أعضاء شرف النصر لخروجه عن النصّ التربوي الذي قامت عليه الدولة رعاها الله منذ تأسيسها. اليوم يحضر ملكنا الخبير في قرار الإيقاف في التوقيت المناسب كـ (مربٍّ) ينافح عن الأخلاق ويرسّخ مفاهيمها الفاضلة، وحتى يعي الجميع أن من الأدوار المهمة التي يتمتع بها القائد العادل والحكيم المحافظة على كرامة الشعب، والشعب هنا قد يمثله فردٌ من أفراده متى عندما يتعرض لأي موقفٍ يمسُّ كرامته، وينتقص من قيمته كإنسانٍ أولاً وكمواطنٍ ثانياً، ينتمي إلى هذا البلد الرائدة في سموّ الأخلاق، الملك سلمان أحسن استغلال هذا الموقف، ووجّه درساً في التربية والأخلاق دون أن يدخل في أي تفاصيل، رغم كثرة مشاغلة المرتبطة برعاية دولةٍ كبيرةٍ كالمملكة العربية السعودية في الداخل ويحفظ حقوقها خارجياً، وهذا دليلٌ على حرصه -حفظه الله- ومتابعته الدقيقة لكل شؤونها. في الحياة مواقف كثيرةٌ، وأحداثٌ متفرقةٌ، والذكي فقط مَن يستغلّ تلك المواقف لإيصال الرسالة المناسبة التي يفهما الجميع، ويتعلم منها كل فردٍ ينتمي إلى هذا المجتمع، وهذا باختصارٍ ما فعله الملك سلمان -حفظه الله- ورعاه عندما استغلّ نقاشاً رياضياً صدر عن شخصٍ غير مسؤولٍ؛ ليقدم أروع الدروس في الأخلاق والتربية، وليدرك الجميع أنه لا أحد فوق النظام والعدل الذي من أهم أسسه المساواة بين الجميع. المجتمع الرياضي السعودي تعلم من الأب الحنون ملكنا الحازم معنى المواطنة ومدى تأثيرها في نفسه، ووجّه رسالته من هذا المنطلق. إن الخلافات في وجهات النظر في الرياضة أمرٌ إيجابيٌّ ومهمٌّ، يعطي الرياضة وخصوصاً كرة القدم رونقاً مختلفاً وحماسةً في المتابعة، وتنمي لدى الفرد القدرة على التفكير وتبني وجهة نظرٍ تخصّه، لكن متى ما خرجت وجهة النظر هذه عن الإطار المقبول الذي فيه إساءةٌ للغير بأي شكلٍ من الأشكال، فهنا ينبغي أن يتوقف الأمر عند حدّه، وليس في الرياضة وكرة القدم ما يستوجب أن يتعامل الشخص فيها بفوقيةٍ وبردة فعلٍ لا تليق بالمجتمع. فالرياضة في كل أنحاء العالم تقرّب أبناء المجتمع الواحد من بعضهم البعض، وهذا الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة من المهم أن يُستغلّ بالشكل الصحيح، وأن يقدم من خلالها الصورة الجميلة المثالية التي من الطبيعي أن يتحلّى بها الإنسان المسلم، لا أن تكون سبباً للفرقة والتناحر، فإن حدث ذلك تكون قد فقدت دورها الجوهري والمهمّ، ووجب حينها التدخل ومعالجة الأمر وفق ما يقتضيه العدل والإنصاف... اليوم حضور الملك سلمان في موقفٍ ينبذ فيه العنصرية، وهذا يؤكد على ضرورة سنّ القوانين وفرض العقوبات الإعلامية على الجميع دون استثناءات، فالتجاوزات من أي نوعٍ إن لم يكن لها ما يردعها من أنظمةٍ وقوانين لن تتوقف، وقد تستفحل إلى أن تصل إلى أبعد من العنصرية... ودمتم بخير ،،، سلطان الزايدي @zaidi161

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...