بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 سبتمبر 2021

مَن قال لكم النصر لن يخسر؟!

 

 

 

 

 يعتقد كثيرٌ من جمهور النصر أن فريقهم لا يهزم أو لا يجب أن يخسر، وهذا أمرٌ مزعجٌ للطرفين، للفريق النصراوي كمنظومة وللجمهور، فليس من المقبول أن يكون هناك من يفكر في هذا الشيء ولو مجرد تفكير، فثقافة كرة القدم مرتبطة بالفوز والخسارة والتعادل، ولا يمكن أن يعيش المشجع وهمًا مختلفًا غير الحقيقة المفروضة على أرض الواقع، وهي أن الفرق الكبيرة مهما بلغت من قوة فهي معرضة للخسارة، وربما تكون خسارةً كبيرةً وغير متوقعة من فريق أقل وأضعف في الإمكانيات.

وهنا يجب أن تكون هذه الحقيقة ضمن إطار الحالة النفسية لكل مشجع، فالطموح جميل والتفكير في الانتصار أمر مستحسن وواجب التنفيذ داخل الملعب، لكن عندما لا يحدث فهذا ليس أمرًا جللًا يتوقف عنده كل شيء، ففي النصر نجوم كبار على الصعيدين المحلي والأجنبي، وقد أنفقت ملايين الريالات من أجل تجهيز فريق بهذا الحجم والقوة، وليس من العدل أن تنسف كل هذه الجهود بمجرد خسارة أو خسارتين، أو حتى أكثر، فالمهم أن يكون هناك فريقٌ قويٌّ منظمٌ على كافة الأصعدة، فحين يختل ميزان العمل في أي فريق ويفتقد لبعض عناصر العمل المهمة، حينها يكون النقد موضوعيًّا، والعمل على توجيه الأنظار له سواء من الجمهور أو من الإعلام حتى يتسنى للقائمين على الفريق تلافي الأخطاء والعمل على إصلاحها، ولعل الحالة النصراوية بعد خسارة الفريق في الجولة الخامسة من الاتحاد خير دليل على وضوح هذا الأمر! إذ إن الجمهور النصراوي رغم غضبه الشديد على النتيجة قد اتفق على أن الخلل يكمن في وجود المدرب البرازيلي «مانو مينيزس»، وهذا الاتفاق يعطي مؤشرًا جيدًا على أن العمل الفني كثقافة لم يعد بذات الغموض، فالمشجع أصبح يتابع ويعلم جيدًا ما يحدث من عمل فني داخل الملعب.




ففي مباراة النصر والاتحاد تفوق الفريق الاتحادي على النصر؛ لأنه احترم قوة النصر بما فيه الكفاية، ولم يدخل المباراة وعينه على مجاراة النصر، بل دخل المباراة وهو يخشى من قوة النصر، وأعد لهذه المباراة العمل الفني الذي من الممكن أن يجعله يكسب المباراة بالطريقة المناسبة، قد تكون تفاصيل المباراة الصغيرة وقفت مع الفريق الاتحادي خاصة بعد ضياع ضربة الجزاء، لكن هذا لا يعني أن الاتحاد لم ينجح في الأسلوب الذي اتبعه في المباراة؛ لذلك من المهم أن يعرف جمهور النصر الذي يعتبر الوحيد الذي يتأثر من الخسارة بشكل مبالغ فيه من خلال ردة فعله، التي من الممكن أن تتسبب في تفاقم مشاكل الفريق، وفكرة الإبعاد لا يمكن أن تُقبل في كل مرة، كما أن رمي الإخفاق على شخص بعينه لا يقدم ولا يؤخر ، وبالتالي لا يمكن أن يكون لكل خسارة ضحية، ولو سلمنا بوجوب وجود هذا الفكر فإن كل المكاسب التي عمل النصر على توفيرها ستُفقد قبل نهاية الموسم؛ لذلك من المفترض أن يعمل الجمهور النصراوي على ضبط النفس من خلال ضبط الحالة الانفعالية، وأن يكون للعقل دور في تقييم الأمور بعيدًا عن العاطفة، ولن يسير النصر إلى منصات التتويج دون جمهوره الذي عرف بالوفاء، فقط قليل من الهدوء والنقد الإيجابي المفيد وستعود الأمور لوضعها الصحيح، وستجدون الفريق قد عاد لسكة الانتصارات من جديد وتحقيق كل التطلعات.

ودمتم بخير،،،

 

 رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2083094

الخميس، 16 سبتمبر 2021

في هذه الحالة تُرفض التضحية..!!

 

 

 

 

 في كثير من المنافسات الكروية الكبيرة التي لا تقبل القسمة على اثنين، والفوز فيها مطلبٌ رئيسٌ لأي فريق، وبدافع الحب والتضحية تجد لاعبين مصابين يسعون للعب هذه المباراة لأهمية تواجدهم، والمواقف في هذا الصدد كثيرةٌ جدّاً، وقد لا يخلو موسمٌ رياضيٌّ في كثيرٍ من الدوريات من هذه التضحيات من بعض اللاعبين، سواء أثناء المباراة أو قبل المباراة، فمثلاً تجد لاعباً تعرض لإصابة قوية أثناء المباراة، لكنه يرفض الخروج بدافع الحب والتضحية لهذا الفريق، وهذا موقفٌ نبيلٌ يشكر عليه، لكن في النهاية الإصابة تبقى مؤلمة والتحامل عليها يعرض اللاعب لتفاقمها، وقد تكون سبباً في ابتعاده عن الملاعب فترةً زمنيةً طويلة، فكلّ مسؤولٍ في النادي يفرح حين يجد نجوماً يملكون كل هذا الحب، ولديهم دافع التضحية والرغبة الكبيرة لتقديم كل شيء للفريق مهما كانت الأضرار، لكن تبقى مسؤوليتهم الحقيقية أن يمنعوا مجازفةً كهذه.

إن ما دفعني لكتابة هذه المقدمة هي الأخبار الواردة من البيت النصراوي عن النجم الواعد «عبد الإله العمري» الذي يرفض الاستجابة لأمر الطبيب، ويريد أن يشارك في مباراة «تراكتور الإيراني» في البطولة الآسيوية؛ لأن النصر يعاني كثيراً في خط الدفاع قبل هذه المباراة بسبب الإيقافات والإصابات، فقد تجد مسؤولاً كان مدرباً أو إدارياً أو حتى رئيساً للنادي مرحّباً بهذا الأمر؛ حتى ينقذ الفريق من النقص ويقبل بمشاركة لاعبٍ مصاب، وهذه المجازفة تعد كارثةً إنسانيةً قبل أي شيءٍ آخر، فمن المفترض حينما توجد حالاتٌ بهذا الشكل، ويشارك في المباراة لاعبٌ مصابٌ، أن يفتح فيها تحقيق من الجهات المسؤولة، خاصةً لو كان هذا اللاعب ضمن العناصر الرئيسة في المنتخب الوطني.



والشيء بالشيء يذكر، فقد تحدث النجم المغربي «عبد الرزاق حمد الله» في لقاءٍ صحفيٍّ اعترف فيه أنه كان يشارك في بعض المباريات في الموسم الماضي مع النصر تحت تأثير الإبر المسكنة حبّاً في النصر، وهذا تصرفٌ غير مقبولٍ لا من اللاعب ولا من طبيب النادي، فاليوم في زمن الاحتراف يفترض أن يملك كل فريق كرة قدمٍ محترفٍ البدلاء الجاهزين لتعويض أي نقصٍ يحدث للفريق أثناء الموسم، والابتعاد عن المجازفة بالنجوم من أجل كسب مباراة مهما بلغت أهمية هذه المباراة.

قد يعتبر موقفاً بطوليّاً من اللاعب، وقد يكسب فريقه المباراة من خلال هذا الموقف، لكن كل هذه الإيجابيات ستنصهر أمام الأضرار المترتبة على قرار المشاركة؛ لذلك وفي هذا الجانب تحديداً تقع المسؤولية على المسؤولين عن الفريق؛ لمنع هذا التجاوز مهما بلغت أهميته، فإن تخسر مباراةً أقل ضرراً بكثيرٍ من أن تخسر نجماً موهوباً ينتظره مستقبلٌ كبيرٌ في كرة القدم.

أكتب هذا المقال قبل مباراة النصر وتراكتور الإيراني، ولا أعلم لمن ستذهب النتيجة، لكن أن يشارك لاعبٌ مصابٌ بقيمة «عبد الإله العمري» فهو أمرٌ مرفوضٌ تماماً مهما بلغ إصرار اللاعب على المشاركة، وإن حدث وشارك، فالأمر يجب أن يخضع للمساءلة والتحقيق ومحاسبة اللاعب وإدارة الكرة بكل مكوناتها.

ودمتم بخير،،،


 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2082289

الأربعاء، 8 سبتمبر 2021

خالد بن فهد.. عراب المنافسة

 

 

 

 


 

 لا أحد يستطيع أن يرى حال الأندية في السابق دون وجود أعضاء الشرف المؤثرين والداعمين لمسيرة الأندية ما قبل الاحتراف وما بعده، وما بعد الاحتراف الصورة أكثر وضوحًا، فلولا وجود بعض الداعمين المؤثرين لم نكن لنشاهد أنديةً كبيرةً وأنديةً صغيرةً من ناحية الإنفاق والدعم، فالنادي الذي يحظى بدعمٍ ماديٍّ كبيرٍ سيكون تواجده على خارطة البطولات ثابتًا، لكن الأندية التي لا تجد الدعم المناسب ستبقى تصارع على البقاء والتمسك بهذا الوجود فترات زمنية طويلة، وهذا سيصبح هدفها في كل مرةٍ تشارك في دوري المحترفين، فالأندية المنافسة سترى مستوى الإنفاق مع الأندية التي في مستواها من ناحية الإنفاق وتعمل في ذات الاتجاه، بحيث تكون مفاتيح القوة متوفرةً بذات المستوى؛ لذلك فإن المال يلعب الدور الأهم في قدرة أي فريقٍ على المنافسة، على سبيل المثال: يستطيع الآن نادي ضمك أو الفيحاء الدخول في غمار المنافسة على البطولات متى ما توفر لديهم الدعم المالي، الذي يستطيعون من خلاله أن يحضروا نجومًا بمستوى البرازيلي «أندرسون تاليسكا» في النصر، أو البرازيلي الآخر «ماتيوس بيريرا» في الهلال، فلعبة كرة القدم تعتمد في الأساس على نوعية اللاعب المشارك ومدى تصنيفه الفني وقيمته السوقية؛ لذلك لا يجب أن ننظر للمنافسات الكروية من زاوية العراقة أو الجماهيرية هي مهمة دون أدنى شك، لكن قد يلغيها توفر المال بالقدر المناسب للمنافسة، فبطولة الدوري مثلاً مرتبطةٌ بحجم الإنفاق، ومتى ما كانت الميزانية الموضوعة لفريق كرة القدم كبيرة ستجد الفريق ضمن إطار المنافسة إلى نهاية الدوري، ومتمسكًا بكل حظوظه لتحقيق بطولة الدوري، ولو رجعنا للماضي القريب وناقشنا تفاصيل الدعم في نادي الاتحاد إبان رئاسة منصور البلوي وما بعدها بقليل، لوجدنا حجم المنافسة عند الفريق الاتحادي في قمة توهجه، وهذا ما انعكس على الملعب، فالأسماء الاتحادية في تلك الفترة كانت كبيرةً تستطيع أن تصنع الانتصار حتى لو فشل المدير الفني في انتزاع هذا الانتصار، ولكم أن تتذكروا كتيبة «محمد نور» وماذا كانت تصنع في تلك السنوات بمدرب ودون مدرب.

اليوم يعيش النصر أفضل فتراته بقيادة الداعم الذهبي والرمز الأهم في تاريخ النصر الأمير خالد بن فهد، الذي ظهر في هذا الموسم بصورةٍ مختلفةٍ عن كل المواسم السابقة، وكأنه يعلن التحدي بالنصر وأمام الكل حين وضع اسمه بشكلٍ رسميٍّ كعضوٍ ذهبيٍّ التفّ النصراويون من حوله في صورةٍ تكاد تكون الأبرز حاليًّا في المشهد الرياضي السعودي، اليوم لم يعد إعلان اسم الأمير «خالد بن فهد» مستغربًا مع أي صفقةٍ تحضر للنصر، بل أصبح الجميع يتساءل عن ممولي الصفقات في الأندية الأخرى، وهذا الأمر كان واضحًا أيضًا في تصريح رئيس نادي النصر الأستاذ «مسلي آل معمر» حين قال: أمورنا المالية واضحة، وأبواب النادي مفتوحةٌ لمن يريد أن يناقش هذا الأمر بالأوراق والوثائق؛ لهذا وفي ظل هذه الشفافية التي يتعامل بها نادي النصر في مصروفاته وإيراداته يفترض من الجميع وأمام جماهير كل الأندية أن يحذو حذو النصر في هذا الجانب وتكون الأمور المالية واضحةً أمام الجميع.



إن الأمير الداعم خالد بن فهد أوجد منافسةً كرويةً احترافيةً داخل الملعب وخارجه، ووضع النصر في الإطار الذي يستحقه بتاريخه وجماهيريته وإنجازاته، لقد حفظ لهذا الكيان العظيم مكانته، وأنا متأكد أنه في كل نادٍ أناس لديهم ذات الرغبة، لكن لبعض الاعتبارات استمروا في الظل، وقد يكون انضمام الأمير «خالد بن فهد» لقائمة الأعضاء الذهبيين في النصر محفزًا لمن لديه القدرة والرغبة لأن يقدم الدعم الكبير لناديه كما يفعل الأمير «خالد بن فهد» مع النصر، فحين تكون المنافسة في الملاعب مرتبطةً بالقوة المالية ستزداد قوة الدوري والإثارة وستكون المنافسة مشوقةً وفي أجمل صورة، مع الوقت سيصبح دورينا ضمن اهتمامات الكثير من المشجعين في كل مكان.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2081302


 

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...