بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 نوفمبر 2013

دموع (عيد) ..!

دموع (عيد) ..! لم يكن رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد مدركاً حجم المعاناة الحقيقية التي تعيشها كرة القدم السعودية وهو يذرف دموع الفرح لتأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس آسيا، لو كان مدركاً لتوقف واستحضر الماضي وتاريخنا الحافل في هذه اللعبة تحديداً، ولَعلِم أن فرحته ليست هي منتهى الطموح، ولم يكن في حاجة لتضخيم الأمر وإعطائه أكبر مما يستحق، فالمنتخب السعودي هو سيد آسيا، وعاش عقوداً من الزمن متربعاً على هذا العرش، لذلك لن يرضى الشارع الرياضي السعودي بغير العودة للتربع على العرش الآسيوي مرة أخرى، لست هنا منتقداً الفرحة ولست ضدها، لكن في نفس الوقت انظر لتاريخ عظيم وكبير للكرة السعودية، في الثمانينيات الميلادية كان هذا الفرح منطقياً، وله طعم خاص، لأننا كنا نخطو أول خطوات النجاح، اليوم اختلف الأمر، وفرح كهذا يُضعف من طموحنا ويعيدنا إلى البدايات، نحن نملك كل مقومات النجاح، ومن المفترض أن نذرف دموع الفرح عندما نحقق إنجازاً غير مسبوق، كأن نصل لدور الثمانية في نهائيات كأس العالم، لهذا كنت أتمنى من رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد أن يؤجل فرحته ودموعه حتى موعد آخر يكون للإنجاز قيمة أكبر تتناسب مع حجم الإنجازات السابقة ومكانة الكرة السعودية في خارطة الإنجازات والمكتسبات القارية. يا رئيس اتحادنا الموقر منتخبنا ينتظره عمل أكبر بكثير مما قُدم، وليس معنى التأهل أن منتخبنا أصبح قادراً على مقارعة المنتخبات الكبيرة والمتطورة في آسيا.. (ليس بعد).. وما حدث مجرد خطوة بسيطة نحو الإنجاز الأكبر.. الذي فرحته ستكون فرحه لكل السعوديين.. من وجهة نظري يجب أن يسارع اتحاد الكرة في اختيار مدرب جديد وفق نظرة معينة مبنية على التوافق بين أهمية المرحلة والقدرة المهنية للمدرب الجديد على أن يكون صاحب تجربة كبيرة وفق سيرة ذاتية مميزة يرسم خطط المرحلة ويحدد احتياجاتها ويضع سياساته الفنية الخاصة بكرة القدم بشكل عام، وعلى اتحاد الكرة تنفيذ كل ما يساعده على تقديم منتخب قوي مُهاب يستطيع مقارعة أقوى المنتخبات في آسيا ويتفوق عليها في أي وقت وفي أي مكان، التأخير في أمر كهذا قد يلقي بظلاله على فترة الاستعداد، فالوقت مازال مبكراً، ويستطيع أي مدرب عالمي أن يأخذ الفرصة كاملة من كل النواحي، على أن يمكث في السعودية يتابع كل صغيرة وكبيرة ولا تفوته لا شاردة ولا واردة إلى أن يستقر فكره على منهج معين يساعده على تنظيم البرامج الفنية العامة والخاصة لكرة القدم السعودية، لا يجب أن نقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها اتحاد الكرة السابق وترك المدرب -مهما كانت قيمته الفنية- دون محاسبة ومتابعة، ما تقتضيه مصلحة العمل يجب أن يمتثل لها، ويجب أن يدرك أن نجاحه مرتبط بفهم طبيعة اللاعب السعودي وأسلوب حياته، وعليه أن يبذل جهده من أجل التغيير مع تقديم كل التسهيلات التي تساعده على العمل، حتى يستطيع أن يخرج بعمل منظم وفق المعطيات المتاحة له حينها ستكون نقطة التحول لصنع الإنجازات أكثر واقعية من ذي قبل. متى ما تحقق العمل الجيد وفق رؤية شمولية سنجد منتخبنا في نهائيات آسيا بطلاً أو على أقل تقدير وصيفاً، ويكون حينها استعاد هيبته، وحتى يتحقق هذا الأمر يجب أن ننسى ما تحقق ونعتبره خطوة جيدة لا تستوجب كل هذه الأفراح والأهازيج والدموع. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 17 نوفمبر 2013

حتى ينتهي جدَلُ الأسطورة

كثر الحديث في الآونة الأخيرة بشكل ملاحظ عن لقب الأسطورة ، و(مَن) من نجوم الكرة السعودية يستحق أن يوصف بالأسطورة؟ رغم أن الكلمة في معناها لا (تدل) على حقيقة بل خرافة وخيال تصف الكائن الحي الخارق للعادة، ومن زج بهذه المفردة كان (يُدرك) جيداً أن التعاطي مع أمر كهذا ليس له نهاية، ولن يكون هناك اتفاق على أحقية نجم معين بلقب شرفي كهذا، ومع الوقت سيتحول الأمر إلى (قضية) جدلية أزلية تتحكم فيها العواطف والميول دون وجود معطيات معينة تخدم الفكرة وتفرض انفراد نجم معين باللقب حتى يغلق الملف تماماً. الموسم الرياضي طويل، ومن الصعوبة بمكان أن يكون هناك (أحداث) بشكل يومي وقد يصاحبها فترة ركود وكساد إعلامي إن صح التعبير، (فيُستخدم) هذا الأمر للإثارة ويكون بمثابة عصا موسى؛ متى ما حدث الركود فُتح الموضوع وخصص له مساحة إعلامية كبيرة بمختلف الوسائل..! وهو شبيه بقضية الجماهير والنقاش البيزنطي الذي صاحبها وما زال السؤال قائماً حتى اللحظة.. من النادي الأكثر جماهيرية؟ ولن تجد من يتفقون على جواب واحد، رغم أن الموضوع (سهل) ويمكن تبيينه للناس من خلال أرقام وإحصائيات رسمية موثقة، لكن مع الأسف لا نجد جهة رسمية معنية بهذا الأمر تتبنى إغلاق هذا الملف..! واليوم يُفتح ملف جديد من خلال تساؤل آخر: من هو أسطورة الكرة السعودية..؟ ومع الوقت سيتحول هذا الأمر إلى جدل ليس له نهاية.. ما لم تكن هناك جهة رسمية تفصل فيه، وهو أمر في غاية السهولة، ويمكن تنصيب أسطورة للكرة السعودية وينتهي الأمر. قبل ما يقارب عشرين عاماً نشرت إحدى الصحف المصرية (تقريراً) مفاده أن محمود الخطيب هو النجم العربي الأول في العالم العربي وأن ماجد عبدالله لا يمكن أن يتفوق عليه، حتى ظهر من قدم (مقترح)نال استحسان الجميع وكان كفيلاً بإنهاء الجدل الدائر في تلك الفترة، وهذا بالفعل ما حدث ولم تتكرر فكرة المقارنة من ذلك الوقت حتى يومنا هذا بسبب هذا المقترح، كان المقترح أو الفكرة تنص على أن يقدم محمود الخطيب خمسة عشر هدفاً يرى أنها من أجمل أهدافه طوال مسيرته الرياضية، ويقدم ماجد عبدالله نفس العدد من الأهداف، ثم (تشكل) لجنة من الخبرات الرياضية التي تهتم بكرة القدم ولهم تاريخ فني كبير لعرض أهداف كلا النجمين، ثم بعد ذلك تظهر النتائج ويتم إعلان الفائز بناءً على ما قدمه كل نجم، إن لم تخني الذاكرة كان ماجد عبدالله هو صاحب التفوق على نجم مصر وهدافها، وانتهى الأمر بقبول النتيجة، وعلى حد علمي ومن خلال متابعتي أغلق هذه الموضوع تماماً. ما نحتاج له في هذه (الفترة) بعد أن أصبح لقب الأسطورة حديث الشارع الرياضي هو أفكار ومقترحات كالمقترح السابق تخدم هذا الموضوع، على أن (تتبناها) جهة رسمية توثق النتائج وتُعتمد بشكل رسمي، ولا (يحق) بعدها لأي شخص أو مؤسسة رياضية الطعن فيها أو التشكيك بقرارها لأن القرار صادر من جهة الاختصاص، بمعنى أن يقوم اتحاد الكرة (بفتح) باب المنافسة على لقب أسطورة ويترك الفرصة مفتوحة للجميع، وتكون هناك معايير معينة لهذه المنافسة لها علاقة مباشرة بالأداء الفني للاعب نفسه وانضباطه (دون) الدخول في الجزئيات العامة التي كانت نتيجة مجهود جماعي؛ كعدد مرات المشاركة في كأس العالم، الأمر يجب أن (يقتصر) على التميز الفردي لكل لاعب من خلال أرقامه المميزة، ونظرا لأن المقارنة في هذه الفترة محصورة بين ماجد عبدالله وسامي الجابر، وكلا النجمين كانا يؤديان نفس الدور كمهاجمين، يكون (الفصل) في أحقية اللقب مبنية على عدد الأهداف وقيمة كل هدف من خلال تقديم مجموعة معينة من الأهداف الرسمية يختارها كل لاعب ويقدمها للجنة المرشحة لاختيار الأسطورة، على أن يوضح كل نجم (تميزه) في مسيرته بالأرقام والإحصائيات الشخصية داخل الملعب، على سبيل المثال يستطيع ماجد عبدالله أن يذكر تميزه من خلال تسجيله في كل دقائق المباريات، وكذلك مستوى تصنيف المنتخبات التي زار شباكها، وسامي يستطيع أن يعرض تميزه من خلال بعض أهدافه خصوصا التي سجلها في نهائيات كأس العالم ، وهكذا تكون الصورة واضحة أمام اللجنة ويكون تنصيب أسطورة الكرة السعودية (أكثر) دقه ولا يظهر من يشكك في هذا الأمر. من وجهة نظري هذا اللقب الشرفي هو (تكريم) كبير لمن يفوز به، ويمكن (اختيار) حقبة زمنية تبدأ بتاريخ معين وتنتهي بتاريخ معين ينصب من خلالها أسطورة الكرة السعودية، على أن تكون فرصة المنافسة (مفتوحة) حسب الفترات الزمنية الصادرة عن اتحاد الكرة وفق تصنيف معين يكفل المساواة للجميع، و(تكون) المقارنة مع صاحب آخر لقب أسطوري متى ما ظهر نجم من الممكن أن يتفوق فنياً عليه. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

نور وعبدالغني وقرار الاعتزال ..!

الخبرة وحدها من تصنع التميز للنجوم الذين تجاوزوا السن الطبيعية لممارسة كرة القدم، فقرار الاستمرار في الملاعب من عدمه يحتاج إلى جرأة مبنية على عوامل معينة لا يمكن لأي شخص آخر أن يتحدث عنها سوى اللاعب المعنيّ بالأمر، في هذا السياق تحديداً يبرز على مدى التاريخ في كل أرجاء العالم نجوم استثنائيون بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى؛ يدركون جيداً ما يقومون به، وهؤلاء كانت نجاحاتهم مرتبطة بقراراتهم وهم قلة، أما البعض الآخر فيصل لسن معينة ويتوقف عطاؤه وهو ما زال يصر على أنه مازال يستطيع تقديم مستوى فنياً يليق بالفريق ويساعده على تحقيق نتائج إيجابية، فتكون النتيجة كأداء فني داخل الملعب ضعيفة ولا تقارن بتاريخه الرياضي الحافل، ويبدأ السخط الجماهيري عليه ومطالبته بالاعتزال، فالفريق أهم من بقائه حتى إن كان النجم الأبرز طوال مسيرة هذا الفريق، فيبدأ الدخول في دوامة الرغبة في البقاء كنجم لا يرى لنفسه مكاناً سوى الملعب، فيتخذ قرار الاستمرار دون أن يشعر أنه بهذا القرار قد يلحق الضرر بتاريخه الرياضي، هذه الصورة بشكلها الحالي تدل على عدم الاستفادة من تاريخه الرياضي في اتخاذ القرار المناسب، فاللاعب الذكي يتوقف عندما يشعر أن بقاءه لن يقدم له جديداً ولن يضيف لمسيرته الرياضية أي تميز وربما يفقد بقرار الاستمرار مكتسباته التي حققها طوال مسيرته الرياضية. في مؤتمر صحفي سابق سألوا (محمد نور) وهو أحد أهم الأسماء التي أنجبتها كرة القدم السعودية بعد أن غادر الاتحاد: لماذا لا تعتزل وهل بقي لديك ما تقدمه..!؟ رفع هذا الأسطورة رأسه بعد أن سمع السؤال وتنفس بعمق وكأنه يقول لنفسه ولمن حوله (ليس بعد..) فرد على كل المتسائلين بسؤال آخر أهم بكثير من سؤالهم وأكثر دقة تلمس فيه عصارة تجربة طويلة قضاها مع الكرة: لماذا أنتم في الإعلام تركزون على عمر اللاعب ولا تنتبهون لعطائه وطريقة لعبه ومجهوده في الملعب، هذه الجوانب أهم بكثير من البحث في أمور سطحية لا تهم اللاعب..! هذا الجواب يؤكد أن سن اعتزال كرة القدم يحددها اللاعب نفسه ولا ينتظر من أحد أن يشعره بكبر سنه، وهو يدرك ويفهم أن كبر سنه زاده توهجاً وخبرة وأصبح يجيد من فنون الكرة ما لم يكن يجيده في سنوات مضت، فيستمر العطاء وتبقى روح اللاعب ورغبته ومعرفته بقدراته الفنية والبدنية والذهنية هي المعيار الحقيقي لتوقيت القرار الصعب. (ماجد عبدالله) النجم الأبرز في تاريخ آسيا قالها سابقاً عندما كان يُسأل عن موعد الاعتزال فكان يرد: مازلت قادراً على العطاء..! في ذلك الوقت لم يكن (ماجد) يغامر باسمه وتاريخه ولم يكن يستغل حب الجماهير له حتى يظل أساسياً في أي تشكيلة بل قالها وهو مقتنع تماماً أنه يستطيع أن يقدم شيئاً للمنتخب ولناديه، وقد نجح فعلاً، ولم يعتزل إلا بعد يقينه أن لحظة الصفر قد أزفت ومن الضروري تعليق القميص.. في أوروبا هذه المشاهد تتكرر مع أكثر من نجم، فعلى سبيل المثال النجم الإيطالي الكبير (فرانشيسكو توتي) استطاع من خلال ما يقدمه مع فريقه روما أن يقنع كل العالم أنه يملك من العطاء والمجهود ما يؤهله للاستمرار حتى وهو في سن السابعة والثلاثين، ففي أوروبا لا مكان للعواطف وروما اليوم بقيادة هذا الخبير (توتي) يتصدر الدوري الإيطالي. اليوم يجسد هذه الصورة بكل تفاصيلها أبرع نجمين في الكرة السعودية خلال العقدين الماضيين (حسين عبدالغني) و(محمد نور) ولا أفهم السر في استمرار المطالبة باعتزالهما وترك الكرة..! من يشاهد (حسين عبدالغني) وهو يقوم بكل الأدوار داخل الملعب لا يظن أن هذا النجم على مشارف الاعتزال، وكذلك (نور) الذي غامر بتاريخه مع الاتحاد وقرر أن يخوض تحدياً آخر هو ناجح فيه حتى هذه اللحظة مع النصر. لهذا من المفروض أن يستفيد أي نجم من خبرته مهما طال به الأمد في الملاعب وأن يبقى في تحدٍّ مع نفسه حتى إن كبر في السن طالما هو قادر على العطاء والعمل والجهد البدني في التمارين والمباريات، فليس من الحكمة أن يشغل ذهنه بمن يطالبه بالاعتزال طالما هو مقتنع وقادر على الاستمرار، وفي النهاية هو قراره إن وفق فيه سيكون له مردود إيجابي يلمسه الجميع، وإن خانه التوفيق يكون الرجوع عن الخطأ هو الصواب. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 3 نوفمبر 2013

مهنة التدريب ليست سهلة

وأنا أناقش موضوع التدريب في كرة القدم مع أكثر من مدرب وطني (لاحظت) أن هناك جواباً مشتركاً بين كل من سألتهم عن مهنة التدريب ، وهل هي مهمة صعبة أم سهلة ؟ وماذا تحتاج ؟ كانوا يتحدثون عن التدريب بشكل خاص جداً وكأنهم يتحدثون عن مشروع (مختلف) نسبة النجاح فيه غير مفهومة لأسباب كثيرة يفهمون بعضها ويجهلون البعض الآخر، وفي نفس الوقت يستهويهم التدريب ويتمنون وضوح الصورة لفهم مدى إمكانية الاستفادة من هذا المجال كمهنة، لكنهم في ذات السياق اتفقوا على أن مهنة التدريب (تختلف) في صعوبتها من مكان لآخر، وحسب الظروف والإمكانيات المتوافرة للمدرب، كنت أذهب في حديثي معهم إلى المدرب المحترف و..(ليس) المدرب الهاوي الذي يدرب في فترة المساء بعد أن ينتهي من عمله الأساسي، وجميعهم أشاروا إلى نقطتين مهمتين: أولها إيجابي، والنقطة الثانية (غاية) في السلبية، أما النقطة الإيجابية فتتمثل في (احتراف) مهنة التدريب؛ بمعنى أن تصبح هي العمل الحقيقي للمدرب بكل تفاصيله، وهم يرون من خلال هذه النقطة أن المدرب سيكون تركيزه ومجهوده منصباً على تقديم عمل فني مميز يساعده على النجاح متى ما توافر له كل مقومات النجاح وتيقن أن هذه المهنة (ستحقق) له كل ما يحتاجه من فرص عمل ومردود مالي جيد في الأندية المحلية أو الخارجية، لكن هذا الأمر من وجهة نظر البعض (صعب) تحقيقه في ظل عدم الاهتمام بالمدربين الوطنيين وتأمين الوضع الاجتماعي لهم، فهم لا يشعرون بأي تحرك فعلي يساهم في إنعاش سوق التعاقد معهم بسبب عدم الثقة، أحدهم يقول ليس من المنطق أن أتنازل عن وظيفتي الرسمية التي أقتات منها حتى أغامر بعمل ليس له أي بوادر نجاح على المستوى المحلي، فالأندية المحترفة لا يمكن أن (تجازف) وتتعاقد مع مدرب وطني، فالرئيس جاء إلى النادي (يريد) أن ينجح وهو لا يرى النجاح إلا من خلال رؤية فنية أجنبية لا يرى في المدرب السعودي - مهما حصل على شهادات واكتسب خبرات في مجال التدريب- أي بوادر نجاح، أصبح المدرب الوطني (ضعيف) الهيبة وعديم الفائدة، وهذه النظرة غير الجيدة لا يمكن لأي مدرب أن يفعل حيالها شيئاً ما دام أن اتحاد الكرة لم يقدم في هذا الجانب أي حلول (قوية) تساعده على البروز وتقديم نفسه كأي مدرب في العالم. في تصوري مشكلة المدرب السعودي تحتاج إلى (قرار) قوي من جهات متعددة على رأسها رعاية الشباب المتمثل في اتحاد الكرة ووزارة العمل، فالفئات السنية في كل أندية الوطن (ليست) بحاجة لمدربين أوروبيين أو عرب ما دام لدينا من الوطنيين ما يجعلنا نستغني عن استقطابهم والدخول معهم في (إشكاليات) التعاقد وإنهاء الارتباط. قضية المدرب الوطني أصبحت في منعطف مهم تحتاج إلى رسم استراتيجيات مستقبلية، فالسعودية لديها مدربين أكفاء كانوا ذات يوم نجوم كرة ولديهم من الخبرة ما يجعلهم مبدعين في مجال التدريب متى ما وفر لهم المناخ المناسب من تدريب وابتعاث ومشاركات خارجية مدفوعة الثمن حتى يستطيع أن يعود وقد اكتسب في هذا المجال كل الجوانب الفنية والنظرية بالإضافة إلى خبرته السابقة، بعدها لا أتوقع أنه سيفرط في الفرصة، لدينا مدربون وطنيون سابقون حالفهم التوفيق، وهذا مؤشر يدل على أن هناك فرص نجاح قائمة لهؤلاء المدربين متى ما كان الاهتمام بهم بشكل أكبر. نحن نعاني (كل) موسم في منافسات كرة القدم على كافة الدرجات من الفريق الأول إلى الفئات السنية من إقالات للمدربين حتى أصبحت الصورة النمطية لدى المدربين الأجانب غير جيدة، ويعتبرون التدريب في السعودية (مجازفة) كبيرة والمدرب الكبير صاحب الاسم الكبير في عالم التدريب عالمياً يتردد كثيراً قبل أن (يقبل) ولا يقبل إلا بعد ما يؤمّن على مستقبله مع النادي الذي يتعاقد معه؛ وذلك بفرض شروط جزائية يضمن من خلالها أن مغامرته التدريبية في الملاعب السعودية لها نتائج جيدة على المستوى المالي. كل مدرب أجنبي يحضر للملاعب السعودية يكتب ملاحظاته عن الكرة السعودية بعد أن ينتهي عقده إما بإقالة أو استقالة، وهذه الملاحظات نفسها تتكرر منذ 20 سنة، فهل (يعقل) أننا لم نتقدم في كرة القدم ولم يطرأ أي تحسن..! هناك خلل ما يحتاج إلى تقييم عام لمدى الاستفادة من وجود المدرب الأجنبي وهل كانت الفائدة بالشكل المطلوب؟ متى ما (كان) التقييم مبنياً على أسس لها نتائج إما إيجابية أو سلبية سنصل إلى تحديد التوجه الجيد الذي يقودنا للتغيير، ومن وجهة نظري لو أن المدرب الوطني (وفر) له كل سبل النجاح منذ سنوات مضت لربما أصبح الآن ضمن الاهتمامات الخارجية للتعاقد مع مدربينا الوطنيين وأصبح لهم مصدر رزق أفضل بكثير من التسول والتغني بالديباجة المعهودة خدمنا الوطن ولم نجد من يكافئنا، لدينا كوادر تتلمذوا على يد أشهر مدربي العالم ويملكون من الخبرة والتأهيل ما يجعلهم ضمن اهتمامات الأندية المحلية والخارجية فقط يحتاجون للاهتمام والدعم. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail. com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...