بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 3 نوفمبر 2013

مهنة التدريب ليست سهلة

وأنا أناقش موضوع التدريب في كرة القدم مع أكثر من مدرب وطني (لاحظت) أن هناك جواباً مشتركاً بين كل من سألتهم عن مهنة التدريب ، وهل هي مهمة صعبة أم سهلة ؟ وماذا تحتاج ؟ كانوا يتحدثون عن التدريب بشكل خاص جداً وكأنهم يتحدثون عن مشروع (مختلف) نسبة النجاح فيه غير مفهومة لأسباب كثيرة يفهمون بعضها ويجهلون البعض الآخر، وفي نفس الوقت يستهويهم التدريب ويتمنون وضوح الصورة لفهم مدى إمكانية الاستفادة من هذا المجال كمهنة، لكنهم في ذات السياق اتفقوا على أن مهنة التدريب (تختلف) في صعوبتها من مكان لآخر، وحسب الظروف والإمكانيات المتوافرة للمدرب، كنت أذهب في حديثي معهم إلى المدرب المحترف و..(ليس) المدرب الهاوي الذي يدرب في فترة المساء بعد أن ينتهي من عمله الأساسي، وجميعهم أشاروا إلى نقطتين مهمتين: أولها إيجابي، والنقطة الثانية (غاية) في السلبية، أما النقطة الإيجابية فتتمثل في (احتراف) مهنة التدريب؛ بمعنى أن تصبح هي العمل الحقيقي للمدرب بكل تفاصيله، وهم يرون من خلال هذه النقطة أن المدرب سيكون تركيزه ومجهوده منصباً على تقديم عمل فني مميز يساعده على النجاح متى ما توافر له كل مقومات النجاح وتيقن أن هذه المهنة (ستحقق) له كل ما يحتاجه من فرص عمل ومردود مالي جيد في الأندية المحلية أو الخارجية، لكن هذا الأمر من وجهة نظر البعض (صعب) تحقيقه في ظل عدم الاهتمام بالمدربين الوطنيين وتأمين الوضع الاجتماعي لهم، فهم لا يشعرون بأي تحرك فعلي يساهم في إنعاش سوق التعاقد معهم بسبب عدم الثقة، أحدهم يقول ليس من المنطق أن أتنازل عن وظيفتي الرسمية التي أقتات منها حتى أغامر بعمل ليس له أي بوادر نجاح على المستوى المحلي، فالأندية المحترفة لا يمكن أن (تجازف) وتتعاقد مع مدرب وطني، فالرئيس جاء إلى النادي (يريد) أن ينجح وهو لا يرى النجاح إلا من خلال رؤية فنية أجنبية لا يرى في المدرب السعودي - مهما حصل على شهادات واكتسب خبرات في مجال التدريب- أي بوادر نجاح، أصبح المدرب الوطني (ضعيف) الهيبة وعديم الفائدة، وهذه النظرة غير الجيدة لا يمكن لأي مدرب أن يفعل حيالها شيئاً ما دام أن اتحاد الكرة لم يقدم في هذا الجانب أي حلول (قوية) تساعده على البروز وتقديم نفسه كأي مدرب في العالم. في تصوري مشكلة المدرب السعودي تحتاج إلى (قرار) قوي من جهات متعددة على رأسها رعاية الشباب المتمثل في اتحاد الكرة ووزارة العمل، فالفئات السنية في كل أندية الوطن (ليست) بحاجة لمدربين أوروبيين أو عرب ما دام لدينا من الوطنيين ما يجعلنا نستغني عن استقطابهم والدخول معهم في (إشكاليات) التعاقد وإنهاء الارتباط. قضية المدرب الوطني أصبحت في منعطف مهم تحتاج إلى رسم استراتيجيات مستقبلية، فالسعودية لديها مدربين أكفاء كانوا ذات يوم نجوم كرة ولديهم من الخبرة ما يجعلهم مبدعين في مجال التدريب متى ما وفر لهم المناخ المناسب من تدريب وابتعاث ومشاركات خارجية مدفوعة الثمن حتى يستطيع أن يعود وقد اكتسب في هذا المجال كل الجوانب الفنية والنظرية بالإضافة إلى خبرته السابقة، بعدها لا أتوقع أنه سيفرط في الفرصة، لدينا مدربون وطنيون سابقون حالفهم التوفيق، وهذا مؤشر يدل على أن هناك فرص نجاح قائمة لهؤلاء المدربين متى ما كان الاهتمام بهم بشكل أكبر. نحن نعاني (كل) موسم في منافسات كرة القدم على كافة الدرجات من الفريق الأول إلى الفئات السنية من إقالات للمدربين حتى أصبحت الصورة النمطية لدى المدربين الأجانب غير جيدة، ويعتبرون التدريب في السعودية (مجازفة) كبيرة والمدرب الكبير صاحب الاسم الكبير في عالم التدريب عالمياً يتردد كثيراً قبل أن (يقبل) ولا يقبل إلا بعد ما يؤمّن على مستقبله مع النادي الذي يتعاقد معه؛ وذلك بفرض شروط جزائية يضمن من خلالها أن مغامرته التدريبية في الملاعب السعودية لها نتائج جيدة على المستوى المالي. كل مدرب أجنبي يحضر للملاعب السعودية يكتب ملاحظاته عن الكرة السعودية بعد أن ينتهي عقده إما بإقالة أو استقالة، وهذه الملاحظات نفسها تتكرر منذ 20 سنة، فهل (يعقل) أننا لم نتقدم في كرة القدم ولم يطرأ أي تحسن..! هناك خلل ما يحتاج إلى تقييم عام لمدى الاستفادة من وجود المدرب الأجنبي وهل كانت الفائدة بالشكل المطلوب؟ متى ما (كان) التقييم مبنياً على أسس لها نتائج إما إيجابية أو سلبية سنصل إلى تحديد التوجه الجيد الذي يقودنا للتغيير، ومن وجهة نظري لو أن المدرب الوطني (وفر) له كل سبل النجاح منذ سنوات مضت لربما أصبح الآن ضمن الاهتمامات الخارجية للتعاقد مع مدربينا الوطنيين وأصبح لهم مصدر رزق أفضل بكثير من التسول والتغني بالديباجة المعهودة خدمنا الوطن ولم نجد من يكافئنا، لدينا كوادر تتلمذوا على يد أشهر مدربي العالم ويملكون من الخبرة والتأهيل ما يجعلهم ضمن اهتمامات الأندية المحلية والخارجية فقط يحتاجون للاهتمام والدعم. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail. com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...