بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 مارس 2020

كورونا يكشف العالم



بعد السلام

كورونا يكشف العالم

 


  أزمات الحروب أخطارها واردة وواضحة، والأزمات الطبيعية أيضًا قد تحدث ولن تكون أضرارها مفاجئة للبشرية، لكن أن يأتي فايروس وبائيٌّ يشلُّ العالم بهذا الشكل، فهذا أمرٌ مفاجئٌ جدًّا لم يكن في الحسبان.

انتبهت لحديث رئيس الولايات المتحدة ترمب حين تحدَّث عن شعوره تجاه هذا الوباء المنتشر في العالم، وقد رمى باللائمة على الصينيين، حيث وضَّح في مجمل حديثه أن الصين لم تتعاون مع العالم في توقيت الإفصاح عن هذا الوباء، وظلَّت صامتةً حتى تفشّى المرض.

ترامب يدرك جيدًا أن وباءً كهذا لا ينتظر ولن ينتظر، وأي لحظة تقصيرٍ ستكون نتائجها وخيمةً على كل البشر، وهذا ما حدث بالفعل في هذه الأزمة المرضية التي تضرر منها العالم، ووقف العِلم حتى هذه اللحظة حائرًا دون أن تكون هناك نتائج إيجابيةٌ تساعد البشرية على تجاوز هذه الأزمة.

لست ضدَّ توجيه الاتهام للصينيين، بل أنا مع اتخاذ عقوباتٍ واضحةٍ وصريحةٍ لهذا التهاون، الذي كانت نتائجه على الناس خوفًا وهلعًا، غير الخسائر الاقتصادية التي تعيشها معظم البلدان في العالم.

إن أزمة فايروس كورونا المستجد كشفت حقائق كثيرةً للعالم، وجعلت الجميع يغيِّر قناعاته تجاه بعض الأشياء التي كنَّا كبشرٍ مقتنعين بوجودها دون أن تكون هناك أحداث حقيقية تجعل الصورة تتضح أمامنا، فالدول الأوروبية وخصوصًا إيطاليا فشلت فشلًا ذريعًا في احتواء الأزمة وتخفيف مصابها على الشعب الإيطالي، وقد فضحت المستوى الصحي ومدى ضعف الإمكانيات، وكذلك في إسبانيا وإنجلترا وكثيرٍ من الدول الأوربية.

والآن أمريكا تعيش الحال ذاته، بينما في السعودية أرض الخير والعطاء الأمر مختلف، ومستوى الوعي أيضًا مختلفٌ رغم بعض الهفوات من البعض، لكن الاستعدادات جيدةٌ جدًّا، من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، ولن نبالغ إذا ما قلنا أن هذا الفايروس الجديد لن يصمد كثيرًا في ديارنا، قريبًا سيغادر، وقريبًا سيعرف العالم حجم الإنجاز والقدرات الهائلة التي تملكها المملكة في إدارة الأزمات، والتزامنا بالتعليمات يعكس مدى وعي شعب المملكة.

فحين يدرك الناس في كلّ العالم معنى الوباء وطرق انتشاره السريعة سيفهمون أن الالتزام بالتعليمات أمرٌ في غاية الأهمية، والاعتماد على جهود الدول في العالم ليس كافيًا، ولن تكون نتائجه كبيرةً ما لم تتعاون الشعوب معهم. فالعالم اليوم يعيش حربًا مشتركةً لعدوٍّ واحد، ودورهم أن يقفوا صفًّا واحدًا لحماية الكرة الأرضية من هذا الوباء، حرب العالم اليوم ليس لها علاقة بنوويٍّ أو صاروخٍ أو دبابةٍ، هذه حربٌ مختلفةٌ لعدوٍّ مجهولٍ لا يمكن رويته، لذا نحن في خطر أن لم نلتزم بالتعليمات الوقائية المفروضة في كل دولة تعاني من هذه الجائحة.

حمى الله العالم من كل مكروه

دمتم بخير.

 

رابط المقال من جريدة عكاظ 

https://www.okaz.com.sa/articles/na/2016933 

الجمعة، 20 مارس 2020

نحن متفائلون وسننتصر



بعد السلام 

نحن متفائلون وسننتصر 

 

 عم نحن متفائلون بأن الحكومة السعودية وشعبها سينتصرون على هذا الوباء العالمي «كورونا»، فالمؤشرات تجاه هذا الأمر كثيرةٌ وملموسةٌ، ولا يمكن تجاهلها، وهي تتضمن عدة إجراءاتٍ مهمةٍ لم تكن مسبوقةً في التنفيذ لكنها مميزةٌ في توقيت التنفيذ. نحن في السعودية ومن فضل الله تجتمع لدينا كل مقومات النجاح لتجاوز أي أزمةٍ ومن أي نوع، فالأحداث السابقة والحالية تثبت ذلك، إذ لم نخض أي معركةٍ تستلزم تحركًا شعبيًّا وطنيًّا إلا وتجاوزناها بكل قوةٍ واقتدار.

اليوم الحكومة السعودية تراهن على وعي الشعب السعودي في كل خطوةٍ احترازيةٍ تقوم بها، وإحساس المواطن السعودي بالمسؤولية ليس موضع اختبار، فهذا أمرٌ يدركه الجميع في كل المجتمعات العربية والغربية، فهم ينطلقون من نقطة الوطن وحبّهم لدولتهم وحكومتهم واهتمامهم بكل ما يحدث في هذا الوطن، فالترابط الكبير بين الدولة ممثلة بالحكومة والشعب كبيرٌ جدًّا، وهذا ما يسهِّل عملية النجاح حين يحدث ما يعكِّر صفو هذه الدولة وشعبها.

إن المملكة تثبت في كلِّ مرةٍ بأن الأحداث مهما كانت قاسيةً ومزعجةً فهي تتكسَّر أمام قوة هذه الدولة المستمدة من الله سبحانه وتعالى، ثم من شعبها الواعي والمحافظ على كل تفاصيل بقاء هذه الدولة آمنةً ومستقرة؛ لذلك ليس من المقبول أن يتحدث بعضٌ ممن يدَّعون المثالية لإيهام الناس بأن المواطن السعودي لا يهتم، وليس لديه القدرة على التعامل مع كل ما يحدث من إجراءاتٍ وقائيةٍ واحترازيةٍ ضدَّ هذا الوباء، هذا الحديث غير صحيح، ولا يمكن أن تعمم حالة فردٍ على مجتمعٍ بأكمله، بدليل أن الحالات المكتشفة في هذا الإطار ضعيفةٌ جدًّا مقارنةً بعدد سكان المملكة، والنسبة الأكبر منها كان لأناسٍ قادمين من خارج المملكة، وبفضل الله ثم الإجراءات الوقائية المتّبعة وتفاعل المواطن السعودي والمقيم معها لمسنا كل هذا التفوق.

ستنتهي هذه الأزمة، وستصبح من الماضي، وسيلمس العالم كلَّه مدى النجاح الباهر لهذه الدولة في تجاوز المحن بعد توفيق الله.

إن خبرة المملكة في مثل هذه الظروف كبيرةٌ، والمتابع الجيد لمسيرتها سيكتشف بأن السعودية دولةٌ حضاريةٌ من كل الجوانب، لا ينقصها شيء؛ لأننا نؤمن كحكومةٍ وشعبٍ بأنه لدينا القدرة على النجاح والعمل وفق سياساتٍ عامةٍ، هدفها في الأساس حفظ هذا الوطن من كلِّ مكروه، وتقديمه بالصورة التي تليق به، سننتصر على كورونا بتوفيق الله ثم بقوة إرادتنا، والحمدلله من قبل ومن بعد.

دمتم بخير،،،

 

رابط المقال من صحيفة عكاظ 

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2016051

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...