بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يونيو 2015

اعتزلوا فضلوا الطريق

ربما تكون السعودية (أقل) دول العالم استفادةً من نجومها المعتزلين لكرة القدم، لا أملك إحصائياتٍ واضحةً، لكن على أقل تقدير ستكون السعودية هي (الأقل)، خصوصاً إذا حصرنا الإحصائيات بالمنتخبات التي سبق لها الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وأقصد بالنجوم هنا مَن كان لهم تأثيرٌ في مسيرة كرة القدم السعودية من خلال أنديتهم والمنتخبات الوطنية، وهم بكل تأكيد (كثر)، والقليل منهم مَن قدَّم نفسه بعد الاعتزال بشكل (مفيد) يضيف لمسيرته الكروية داخل الملعب، والكثير منهم (اختفوا)..! وبعضهم وحسب مستوى شهرته يخرج من فترةٍ لأخرى عبر بعض المنابر الإعلامية ليقدم رؤى مفيدةً في بعضها وهذا في تصوري (لا) يكفي. وفيما لاشكّ فيه أن المسؤولية مشتركةٌ بين طرفين، أحد الطرفين (اللاعب) نفسه، والطرف الآخر (اتحاد الكرة)، الذي كان من المفترض أن يقوم بدوره التنظيمي لمسيرة نجوم اللعبة بعد الاعتزال، بمعنى كان من (المهم) أن يخصص اتحاد الكرة لهذا الأمر لجنة تدرس بعض (الأفكار) التي تساهم في كسب خبرة هذا النجم المعتزل، والعمل على (الارتقاء) بهم، ومناقشتهم وتوضيح (المسلك) المناسبة لكل لاعبٍ ليستمر عطاؤه من خلال كرة القدم، واستثمار موهبته. فإن وجد مثل هذا التنظيم و(الاهتمام) أنا على يقينٍ بأن الأغلبية سينضمون لمشروعٍ كهذا، وسينتج عنه في المستقبل نتائج كبيرة مبهجة لرياضة الوطن، فليس كل لاعبٍ معتزلٍ يصلح أن يكون مدرب كرةٍ ناجحاً أو محللاً رياضياً ناجحاً أو إعلامياً ناجحاً أو إدارياً ناجحاً، وهناك (عوامل) وخصائص ذاتية يجب أن تتوافر في اللاعب حتى يستطيع أن (يستمر) في المجال ويقدم عملاً جيداً، فاللاعب الذي يشعر ولديه الرغبة أن يكون مدرباً (يحتاج) من اتحاد الكرة أن يكتشفه، بمعنى مسؤولية اتحاد الكرة متابعته ومساعدته على (تطوير) ذاته، من خلال عمل دوراتٍ تدريبيةٍ له، بعدها يتضح مدى قدرة هذا النجم المعتزل على (الاستمرار) في هذا المجال من عدمها، ولا يمكن لأي لاعبٍ أن يعتزل وفي ليلة وضحاها، ويقرر أن يكون مدرباً أو إدارياً ويعمل اتحاد الكرة على تلبية رغبته دون أن (يلمس) قدرات هذا اللاعب التدريبية أو الإدارية. كذلك المحلل الرياضي أو الإعلامي الذي تتسابق القنوات الفضائية على طلب ودّه نظراً لنجوميته، ومن (المهم) أن يكون هذا النجم قد عمل على نفسه كثيراً وطوّر ذاته، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن أنتظر من النجم المعتزل تقديم نفسه بشكلٍ جيدٍ من خلال الإعلام، وهو لا يملك على المستوى العلمي إلا الثانوية العامة أو الكفاءة المتوسطة، بهذا نكون قدمنا ومن خلال إعلامنا (انطباع) غير جيدٍ عن المستوى العلمي والثقافي للاعب السعودي؛ وبالتالي (سينعكس) الانطباع السلبي على المجتمع بأكمله..! وكنت أتمنى من اتحاد الكرة أن (يقوم) بدور بعض القنوات والبرامج الرياضية التي تهتم بالنجم المعتزل، وتبحث عن ودّه بشرط أن يكون هذا النجم على مستوى علميٍّ وثقافيٍّ جيدٍ وملحوظٍ، فعلى سبيل المثال: (قناة العربية) تضمّ محللين أكفاء ونجوم كرةٍ لهم اسمهم في كرة القدم السعودية، وتاريخهم مع الكرة حافل مثل حمزة إدريس وتركي العواد، حتى وهي تختار المدربين الوطنيين للظهور عبر قناتهم لا تختار إلا الصفوة المرتبط عملهم بالمؤهل العلمي الجيد. لدينا نجومٌ كثرٌ اعتزلوا لم يجدوا مَن يستثمر خبراتهم بالشكل الجيد، ليس في الأمر صعوبة لو قرر اتحاد الكرة (مساعدتهم) في إكمال مسيرتهم التعليمية، ومن ثم وجههم حسب (رغباتهم) إلى الطريق المناسب الذي يفيد رياضة الوطن كلٍّ في مجاله وحسب (سمات) شخصيته، فالإداري يحتاج مواصفاتٍ معينةً، والمدرب كذلك، والإعلامي المحلل للمباريات، وبذا يكون اتحاد الكرة قد (قام) بدوره كما يجب، وظهر هؤلاء النجوم بالشكل المناسب الذي يجعل نجوميتهم مستمرةً بالشكل المناسب، وهناك شواهد كثيرةٌ على نجومٍ (اعتزلوا) واهتموا بأنفسهم ثم عادوا من الباب الكبير، وهم الآن مطلبٌ (ملحٌّ) في الأندية والمؤسسات الرياضية كإداريين ومحللين، فهل يعي اتحاد الكرة (أهمية) خطوة كهذه؟ وهل تملك الرئاسة العامة (القدرة) على تبنّـي هذا المشروع بمساعدة اتحاد الكرة وتنفيذه على أرض الواقع؟ يبدو أن (مشاكلنا) في رياضتنا دائماً مرتبطةٌ بالنتائج الوقتية، وليس لدينا القدرة على (استشعار) احتياجات المستقبل، والعمل على تأسيس منهجٍ جديدٍ يعيد ترتيب الأوراق، و(يعتمد) في مضمونه على كوادر وطنية نثق بعد توفيق الله أن النتائج ستتحسن من خلاله. رمضان كريم،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 19 يونيو 2015

مثالية فيصل ونجوم الموسم

في حفل تكريم رئيس النصر "فيصل بن تركي" تحدث لوسائل الإعلام عن أمرين مهمين، أولها: أسباب خسارة كأس الملك، والأمر الثاني العقوبات التي طالت نجوم الفريق من اتحاد الكرة، وفي الحقيقة لم أكن أتوقع مطلقاً ردة فعل الأمير، وقد فاجأني بحديثه، كنت شخصياً أتوقع أن يلوم حكم المباراة ويقول: إن المباراة سُلبت من فريقي نتيجة خطأ تحكيميٍّ اتفق عليه الجميع، وفي الأمر الثاني: كنت أتوقع أن يهاجم اتحاد الكرة نظير تلك العقوبات القاسية التي اُتخذت في حقّ نجوم فريقه، كل هذا لم يحدث ولا يبدو لي أن الأمر فيه مثالية مفرطة من رئيس النصر، فهو قد تحدث بعقله قبل ميوله، ولو تمعنَّا في الحدث وحديث الأمير سنجد أن هناك ارتباط كبير بينهما، ففي آخر دقيقةٍ من المباراة لم يكن التنظيم الدفاعي بالشكل المطلوب، ولم يحسن لاعبو الخبرة في الفريق التعامل مع دقائق المباراة الأخيرة، فقد كانت الثغرة واضحةً، واستطاع الهلال أن يستغلها لصالحه ونجح؛ وبسبب هذا الخطأ لم يظفر النصر بكأس البطولة، رغم أنه كان قريباً منها، وكسبها الهلال وهو يستحقها بلا أدنى شك. وأنا على يقينٍ أن ما تفوّه به الأمير في تصريحه لوسائل الإعلام وقت الحفل قاله أيضاً للاعبين أنفسهم، إن لم يكن بشكلٍ مباشرٍ فقد أرسله لهم عبر وسائل التواصل المشتركة بينهم. ويومٌ بعد يومٍ يكشف لنا رئيس النصر فيصل بن تركي أنه يتعلم من الأخطاء، ويحرص دائماً أن لا يكرر الوقوع فيها، وهذه الثقافة هو يتعمّد أن يوصلها لكل مَن يعمل معه، حتى لا تأتي لحظةٌ يكون العمل مهدداً بالفشل بسبب بعض الأخطاء المتكررة، وأنا متأكدٌ أن ما حدث في مباراة الكأس لن يتكرر مرة أخرى طالما أن هناك مَن واجه الأمر بشجاعة واعترف فيه أمام الملأ. في كرة القدم وتحديداً في مسابقاتنا قد يعتقد بعض جماهير الأندية أن مهمة رئيس النادي هي الظهور منفعلاً، يوبخ الجميع ويرمي أخطاءه وأخطاء فريقه على كل لجان الكرة، ظنّاً منهم أن هذا من أبسط الحقوق في سبيل الدفاع عن حقوق فريقه، وهذه ثقافة انتهى زمنها، ومَن يعتمد على هذا الأمر ويظهر أمام جماهير فريقه بهذا الفكر لن يحقق أي شيءٍ لفريقه مستقبلاً، وقد يخسر أكثر مما يكسب، فقبل سنوات كان هناك أندية تعمل كثيراً وتتحدث قليلاً، وكانت تحقق إنجازاتٍ كبيرةً، عكس بعض الأندية التي كان من ضمنها النصر، كانوا يتحدثون دفاعاً عن عملٍ ضعيفٍ فقط، لا يوازي قيمة نادي النصر وحجمه، والنتائج كانت مَن عمل حصل على الألقاب وفرّق في عددها، ومن كان يتحدث ازداد أمره سوءاً، أما اليوم فالثقافة اختلفت في نادي النصر، وأصبح العمل هو عنوان النادي، ودراسة الأخطاء الحقيقية وتلافيها هي من صنعت فريقاً قوياً يحقق بطولة الدوري موسمين متتاليين. إن هذا الفكر وهذه الثقافة هما اللذان نحتاجهما في رياضتنا، فالناس لا تريد أعذاراً ولا مبرراتٍ، إنما تريد عملاً، إن استطعت أن تعمل بصمتٍ وتترك عملك يتحدث عنك فهذا أمرٌ مبهجٌ يسرّ الجمهور، أما الكلام والمبررات لن تقدم أي شيء، ومن الأفضل ترك المكان لغيرك، فقد يحضر من خلاله مَن يهتم بالعمل وصنع المنجز أكثر من أي شيء آخر. الإنجازات الشخصية للاعبين والإداريين لا تأتي إلا من خلال عملٍ كبيرٍ وتركيزٍ طوال الموسم، لهذا هم يستحقون التكريم متى ما أصبحت هناك فرصة لتكريمهم، كما حدث مؤخراً في الحفل الذي أقامه اتحاد الكرة للنجوم المميزين طوال الموسم، وهي فرصة يتمناها كل لاعبٍ، وستضفي على المسابقات الكروية مستقبلاً مزيداً من التنافس والجهد والمثابرة، فهناك نجومٌ كثرٌ كانوا مميزين ويستحقون التكريم، لكن الذين حصلوا على الجوائز كانوا هم الأبرز وهم الأكثر تأثيراً. فبعد توفيق الله ثم بالعمل والجهد يحقق كل إنسانٍ مبتغاه من الحياة، ويقدم نفسه بالشكل الذي يرضيه ويرضي مجتمعه، من غير هذا لن يتحقق شيءٌ. رمضان كريم،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الاثنين، 15 يونيو 2015

النصر واتحاد الكرة.

حتى تفوز بنجاح مسابقات كرة القدم، يجب أن يكون لديك نظامٌ واضحٌ وصريحٌ، يُعين هذه المسابقات على الظهور بالشكل المناسب والمقبول أمام الجمهور الرياضي، وهذا لن يحدث إلا عندما تخوض غمار المسابقات، وتدون كل الملاحظات من تجاوزات وأخطاء، تتطلب أن يوضع لها نظامٌ أو قانونٌ يكون منظماً لها في المقام الأول، ويساعد على عدم تكرارها في المستقبل. وهذا النظام أو القانون الذي يتواكب مع كل حدث، والموضوع بعنايةٍ فائقةٍ كفيلٌ بضبط كثيرٍ من الجوانب التي قد تسيء لمنافسات كرة القدم، ولكل اتحادٍ محليٍّ في العالم خصائصه الخاصة، وربما الخطأ الذي يحدث في السعودية قد لا يحدث في مكانٍ آخر، والعكس هو الصحيح؛ لهذا من الضروريات الملحّة التي تقع على عاتق لجان الكرة بكل تفريعاتها أن تدوّن كل حدثٍ يخرج عن إطار قوانينها التنافسية والانضباطية، ويكون أمر التحديث متاحاً قبل أن تفرض العقوبات، خصوصاً في حالاتٍ تحدث لأول مرة في كرتنا. ففي نهائي كأس الملك لم يكن التنظيم بالشكل المناسب، رغم أن الحدث استضيف في ملعب الجوهرة، الذي يعتبر من الملاعب المخرجة بأفضل التصميمات، وعلى النظام الأوروبي البحت في تصميم الملاعب، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا لأن يخرج الحدث بالطريقة الجيدة دون وجود بعض الأخطاء التنظيمية التي غفل عنها المنظمون، وهنا لا يمكن لأي شخصٍ أن يجزم بتعمّد حدوثها، فالدخول في النوايا والذمم أمرٌ ترفضه النفس، إلا أننا سنتعامل مع الحدث على أن سبب حدوثه يكمن في ضعف الفكر وارتباك المنظمين، وبطبيعة الحال لكل عمل أخطاءٌ ملحوظةٌ، والعمل على تلافيها في المستقبل أمرٌ مهمٌّ وإيجابيٌّ. لقد سارت المباراة النهائية بالشكل الجيد، رغم بعض التصرفات التي صدرت عن جمهور الهلال بعد تسجيل السهلاوي الهدف الأول لفريق النصر، ومشهد القذف بالعلب الفارغة على لاعبي النصر لا يليق بالحدث ولا راعي الحدث!. وهنا من المفترض أن تتدخل لجنة الانضباط لردع مثل هذه التصرفات، ويستحدث فقرةً تضاف على المادة التي تنصّ بمعاقبة الجمهور عندما يقوم برجم الطرف المنافس لفريقه داخل الملعب، وهي مضاعفة العقوبة، مثلاً في حال كانت المباراة تحت شرف شخصيةٍ اعتباريةٍ مرموقةٍ كحضور ملك البلاد، بهذا نكون قد وضعنا نظاماً صارماً يحمي اللاعبين داخل الملعب، ويساعد على ظهور اللقاء بالمظهر المناسب واللائق، وكذلك يُسهّل على اللجان المنظمة أداء عملهم دون ارتباكٍ أو تخوّفٍ من وضعية النهائيات. الأمر الآخر حصل في المنصة، وأثناء التتويج عندما صعد نجوم النصر يتقدمهم قائد الفريق حسين عبد الغني أمام جماهير الهلال وقريب منهم، ونالوا ما نالوه من شتمٍ وسبٍّ وتجاوزاتٍ، والإنسان بطبيعته قد يضعف مهما كانت قوة أعصابه وتحكمه فيها، إلا أن ردة فعله متى ما حضرت لا يمكنه السيطرة عليها، والتي من الممكن أن تتحول إلى أسلوبٍ همجيٍّ يرفضه الناس جميعاً، لكن قبل أن نقرَّ بعقوبة حسين عبد الغني ومَن معه من نجوم النصر، يجب أن نوضّح أن ما حدث كان يعتبر خطأً كبيراً من اللجنة المنظمة التي سمحت لجمهور الهلال أن يتواجد في الممر الذي يصعد منه لاعبو النصر إلى المنصة للسلام على راعي الحفل، وقبل هذا كله يجب أن نبحث عمّن أثار الجمهور، ورفع من وتيرة الاحتقان بعد نهاية ركلات الترجيح، والذي طاف أرجاء الملعب مردداً عبارته الشهيرة: "هيا تعال"، كل هذه الأحداث والمسببات لا تعفي حسين عبد الغني ومَن شاركه في ذلك المشهد من العقوبة، ومن المفترض أن تكون العقوبات التي صدرت عن اتحاد الكرة بالمسببات والدوافع، وينال كل طرفٍ ما يستحق؛ لذا كان بإمكان اتحاد الكرة وضع عقوباتٍ مخففةٍ، مع ذكر المسببات لضعف العقوبة، والظروف التي صاحبت هذا الفعل، بدل أن تكتفي بمعاقبة الجميع بصورةٍ جماعيةٍ وفق مادةٍ جامدةٍ، لا يدخل فيها تفاصيل الحدث بكل سيناريوهات المشهد. إن النظام والقانون هما الطريقان السليمان لتنظيم أي حدثٍ رياضيٍّ مهما بلغ حجمه وتطبيقه وفق ظروف الحدث بمختلف زواياه، مع تجاهل فكرة الشمولية في العقوبات، إذ إن ردة الفعل لا تتساوى مع مَن قام بالفعل، وفي هذا ظلمٌ كبيرٌ. مبروك للهلال كأس الملك ومبروك للنصر ثلاثية الدوري هذا الموسم. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@

الجمعة، 5 يونيو 2015

وفاء شعب في حضرة ملك

وفاء شعب في حضرة ملك إن مسابقات كرة القدم تبدأ جميلةً وتنتهي أكثر جمالاً، وهذه حقيقية يلمسها المسؤولون في الدولة؛ لأنه المتنفس الوحيد لشباب الوطن، فما إن يبدأ الموسم حتى يدور الحوار حول المنافسة، والتشجيع كل لفريقه، والدفاع عنه طوال الموسم على المستوى الفني أو الإداري والإعلامي، وجدلٌ دائرٌ طوال الموسم، ورغبةٌ كبيرةٌ تعتري الجميع حول طبيعية المنافسة، وجدية كل فريق، والمنافسون فقط مَن يصمدون إلى نهاية الموسم، أما الفرق التي تخرج من إطار المنافسة فأنصارهم مشغولون بالنقد والتوجيه، وتحديد طلباتٍ معينةٍ يرون من خلالها أن فريقهم سينافس المواسم القادمة متى ما وجدت أذناً صاغيةً. في يوم الجمعة سيحضر في ختام الموسم القائد الحازم سلمان بن عبد العزيز، في ليلةٍ يشرّف فيها الرياضة والرياضيين في ختامٍ كبيرٍ يجمع طرفي المتعة والإثارة، النصر والهلال، هذا التشريف بحدّ ذاته فخرٌ لكل الرياضيين، خصوصاً في ظلّ كل هذه الأحداث السياسية الدائرة في المنطقة، إلا أن سلمان الحزم لم ينسَ شباب هذا الوطن، وقرر الحضور ومشاركتهم متعتهم في متابعة مباراةٍ تُعدّ من أهمّ المباريات التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ كبيرةٍ، قد لا يضاهيها أي مباراةٍ أخرى مهما كان حجمها، وأكاد أجزم أن النسبة الأكبر من جماهير الكرة السعودية كانت تتمنى أن يكون النهائي بين قطبي العاصمة الهلال والنصر، خصوصاً في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد عودة المنافسة من جديدٍ بين هذين القطبين. إن ملكنا -حفظه الله- يعي جيداً دور الرياضة ومدى أهميتها لشباب الوطن، ويحرص دائماً أن ينهج نهج كل من سبقوه من ملوك هذا البلد المعطاء؛ لذا فهو يخصص جزءاً من وقته ويحضر كرنفالاً رياضياً كبيراً، إدراكاً منه في أن حضوره سيسعد شباب الوطن وأنهم ينتظرون طلته عليهم، حتى يقفوا له محيين ومؤيدين في ملحمةٍ عنوانها الدين ثم الملك والوطن. فمباريات القمة -كمباراة النصر والهلال- لها قيمتها، وبعيداً عن الحضور الشرفي كحضور الملك -حفظه الله- لها إثارتها التي لا يمكن أن تجد مَن يجيد وصفها مهما بلغ من الذهنية في مستوى التنافس الكبير والتاريخي بين الناديين، فما بالكم وهي تحظى بشرف حضور أول رجلٍ في الدولة الملك سلمان!!، لهذا من المهم أن يعي الجمهور الرياضي أن جمال هذا اللقاء بوقفتهم الصادقة مع أنديتهم، وهو يومٌ يخرج فيه الإبداع الفني أمام قائد الأمة، وأن يكون التركيز بعيداً عن أهازيج التشجيع برسم لوحة وطنٍ كبيرةٍ يشترك فيها الطرفان، بالطبع هي أمنيةٌ سيكون الوطن سعيداً بها متى ما نجح الجمهور في رسمها، وسنلمس ذلك على محيّا الملك الوالد سلمان بن عبد العزيز، وأتمنى أن تتضافر الجهود ويكون التركيز الأول على الوطن وحبّه من خلال التعبير المباشر الذي يوحي بالتفاف الشعب خلف القيادة، كصورةٍ جماليةٍ يشهدها العالم كله من حولنا، ولنوصل رسالةً عنوانها الحبّ والترابط والولاء الصادق، لكن هذه المناسبات الكبيرة لن تتكرر في كل حين؛ لذا من المهم استغلال هذه المناسبة التي فيها مساحاتٌ كبيرةٌ من التعبير الصادق. إن الشعب السعودي يدين لهذه القيادة الكبيرة بكل شيء، وفي مقدمته الأمن والأمان، الذي يميزنا كشعبٍ ووطنٍ عن غيرنا، وبالتأكيد هذا فضلٌ من الله، ثم بحكمة قيادتنا وشجاعتها؛ لذا من المفترض أن يقدم الجمهور الرياضي ممثلاً في روابط الجماهير ومدعوماً من رؤساء الأندية مشاعرهم الصادقة بعمل يليق بالمناسبة، ويعبر عن صدق مشاعرهم تجاه وطنهم وقيادتهم، فكرة القدم يمكن استغلال شعبيتها في إبراز جوانب وطنية كثيرة، وعدم اختزالها في الجوانب الفنية داخل الملعب، وما ينتج عنها من إثارةٍ ومتعةٍ، ولو حدث ذلك نكون قد أضعنا على أنفسنا فرصاً مواتيةً، يمكن من خلالها توجيه رسائل جميلة ومعبرة، ولها فائدة تصبّ في مصلحة الوطن والشعب، ولعلّ الرسالة الأهم اليوم هي قدرتنا على إيصال مدى حبنا لوطننا وحبنا لولاة أمرنا. فالفرص الإيجابية في الحياة إن لم تستغل بالشكل المطلوب قد لا تتكرر، وفقدانها دون الاستفادة منها يعدُّ جهلاً وضعف تقدير. دمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...