بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

أنديتنا والهدر المالي

أنديتنا والهدر المالي
قد يتفق معي كثيرون على أن الكرة السعودية ممثلة في أنديتها تعاني من ضعف في إيراداتها المالية مقارنةً بمصروفاتها المرتفعة، إلا أن ما يحدث من بعض الأندية يجعلنا في حيرة من أمرنا، كيف يشتكون من قلة المداخيل المالية وفي الوقت نفسه نجد الهدر الواضح في ميزانياتهم!؟ فعلى سبيل المثال، نادٍ كالهلال لم يخسر إلا مباراة واحدة منذ انطلاق الدوري ويفكر في الاستغناء عن مدربه (دول)، وحجتهم في ذلك أن الهلال لم يظهر بالصورة المطلوبة هذا الموسم كأداء فني داخل الملعب، علماً بأن المقياس الحقيقي لأي (عمل) في الدنيا يعتمد في المقام الأول على النتائج، ونتائج الهلال في الجولات السابقة ممتازة وهو ماضٍ في كسب المزيد من النقاط، إذن لماذا تأتي فكرة الاستغناء عن المدرب؟ وفي الأصل لماذا يدفع الهلال كل تلك المبالغ في مدربه (دول) قبل أن يتأكد من سيرته التدريبية وأسلوب عمله والإنجازات التي حققها والتي من خلالها سيتضح مدى براعته في المجال التدريبي؟ لكن أن يحدث التناقض وتتغير قناعات الإدارة هنا مكمن الدهشة..! وقد يضر هذا الأمر في سمعة الأندية السعودية، فلو حدث وتمت إقالة السيد (دول) من منصبه فلن يجامل الهلال متى ما سئل عن أسباب الإقالة، ولن يجد ما يقوله إلا أنه سيستعرض عدد المباريات التي قدمها مع الهلال، وسيذكر لكل وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنه لم يخسر سوى مباراة واحدة مع الهلال، عندها ستكون الصورة غير جيدة لدى أكثر المدربين في العالم، وسيترددون عشرات المرات قبل أن يخوضوا تجربة جديدة مع الأندية السعودية مهما بلغت قيمة العرض.
وهناك أيضاً نقطة أخرى لا تقل أهمية عن النقطة السابقة ستفرزها كثرة إقالات المدربين في السعودية، وهي أن المدربين في أوروبا أو في أمريكا الجنوبية حتى يحموا أنفسهم من شر الإقالة سيطلبون مبالغ عالية حتى يوافقوا على توقيع العقد، وسيضيفون شروطاً جزائية قد ترهق كاهل الأندية، وحينها ستكون الأندية أمام أمرين: إما أن ترضخ لمطالبهم، أو أن تبحث عن مدربين متواضعين في سيرتهم التدريبية ولا يرتقون لمستوى ومكانة الأندية السعودية، وهذا الأمر سيترك أثراً فنياً سلبياً على أداء اللاعب السعودي.
الموضوع في غاية الأهمية، وأنديتنا تبحث عن إرضاء الجماهير فقط دون أن تنظر لأبعاد هذه القضية ومدى تأثيرها السلبي مستقبلاً على الأندية، ولعل الدليل الحي على ما ذكرت مدرب المنتخب السعودي والأنباء التي ترددت عن رغبته في ترك المنتخب بعد مباراة أستراليا، ولو قرر السيد (ريكارد) مدرب المنتخب الإفصاح عن الأسباب الحقيقية وراء عدم رغبته في الاستمرار في تدريب المنتخب السعودي سيكون أحدها خوفه من الإقالة التي قد تجعله يخسر جزءاً من مكانته التدريبية في عالم التدريب.
لهذا نحن نقف أمام إشكالية كبيرة تساهم في تدني مستوى اللاعب السعودي؛ لأن الاستقرار الفني يرفع من أداء اللاعبين ويجعلهم يؤدون ما يُطلب منهم دون التأثير على أذهانهم بسبب تعاقب المدربين والمدارس التدريبية. ولعل نادي الفتح خير مثال على ذلك، فالفريق يؤدي مباريات جيدة فنياً، والانسجام علامة واضحة في أدائه داخل الملعب، على الرغم من الشح المالي للفريق، ولكم أن تتخيلوا لو أن الفتح يملك راعياً بقيمة رعاية مرتفعة كالأندية الجماهيرية، كيف كان سيصبح حاله في دوري زين مع الوضع الفني المستقر للفريق؟!
الشيء بالشيء يذكر في هذا الجانب وله علاقة مباشرة بالهدر المالي للأندية هو اللاعبون غير السعوديين، فعلى سبيل المثال لا الحصر الهلال يتعاقد مع (إيمانا) الكاميروني بمبالغ كبيرة جداً، وإلى هذه اللحظة لم يستفد الهلال منه كم يجب؛ لأنه لا يشارك أساسياً في كثير من المباريات، وهنا قد يكون لسوء الاختيار دور في هذا الأمر، فهم اختاروا اللاعب لأن مستواه الفني داخل الملعب ممتاز، لكن انضباطه ومقدرته على تطبيق ما يُطلب منه في التمارين وأسلوب تعامله مع المدربين غير جيدة، ولا أعتقد أنها كانت وليدة الملاعب السعودية، فلو درس القائمون على شؤون الهلال ملف اللاعب من كل جوانبه وبحثوا في مدى حرصه على الانضباط واحترام التعليمات لربما وفروا تلك المبالغ التي دفعوها في سبيل استقطابه وضمه للكتيبة الهلالية.
والحال ذاتها تنطبق على النصر، حيث نجد فيه مدرباً تمت إقالته، ومحترفين غير سعوديين في الطريق، وفي النهاية هذا هدر لأموال النادي كان من المفترض أن تنفق بشكل أفضل ليستفيد منها النادي في استقطاب لاعبين محليين أو في الألعاب الأخرى التي قد تكون معدومة في النصر.
في تصوري أننا حتى نستطيع أن نتدارك هذا الأمر يجب أن تعمل الأندية على وضع معايير معينة وفق ميزانيات محددة تتصرف من خلالها دون أن ترهق ميزانيتها، ودون انتظار الدعم من أعضاء الشرف الذين تقلصت أعدادهم بعد أن أصبح للأندية مداخيل مالية ثابتة، ولن يحدث هذا الأمر إلا بالاعتماد على الأشخاص المتخصصين كل في مجاله، فالأمور الفنية يشكل لها لجنة فنية تهتم بالتعاقدات الفنية للفريق من مدربين ولاعبين محليين أو أجانب، وتكون هي المسؤولة أمام الجماهير عن هذا الأمر، والجوانب الإدارية يكون لها فريق عمل متخصص له اهتمام إداري من واقع خبرة سابقة في العمل بالأندية، والكلام نفسه ينطبق على الجانب الاقتصادي والاستثماري للأندية، والشؤون القانونية والإعلامية.
وبهذا الإطار العام المنظم لسير العمل داخل الأندية ستتحقق النتائج المأمولة، وسنرتقي بأنديتنا وستصبح المسؤوليات واضحة ومحددة، ولن يتحمل الجميع إخفاق جهة ما.
وقفة:
العدل يبدأ في البيت، والظلم يبدأ في البيت.. والبيوت الظالمة لا يتكوّن منها مجتمع عادل!

دمتم بخير
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

البداية مع الحافظ من البرتغال

يعتبر خبر احتراف النجم الشاب والواعد عبدالله الحافظ في أوروبا وتحديداً في البرتغال من الأخبار القليلة المفرحة في الكرة السعودية، حيث تعتبر هذه الخطوة مهمة جداً في مسيرة الكرة السعودية، حتى وإن كانت متأخرة بعض الشيء، المهم حصل ما كنا نتمناه منذ زمن، ومن هنا نستطيع أن نقول إننا خطونا الخطوة المهمة في عالم الاحتراف الحقيقي، وأصبحت لدينا جرأة وثقة في إمكانيات نجومنا، ولعل ما قدمه شباب المنتخب في نهايات كأس العالم في كولومبيا 2011 خير دليل على توافر الموهبة لدى شباب المنتخب السعودي، كنا نحتاج فقط إلى (المسوق) الجيد الذي يعمل على إقناع الأندية الأوروبية بموهبة اللاعب السعودي، وهذا بالفعل ما حدث مع النجم السعودي عبدالله الحافظ حيث قام البرتغالي بيدرو مانويل وكيل التعاقدات المعروف بتسويق نجمنا في البرتغال، وقد نجح في إقناعهم بموهبته ومدى المردود الفني الجيد الذي سيقدمه اللاعب لناديه البرتغالي الجديد.
مثل هذه الخطوة لا يجب أن تقتصر على مسوق واحد، بل يجب أن يعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم على البحث عن (مسوقين) في كثير من الدول الأوروبية؛ حتى تتسع القاعدة ويصبح لنا أكثر من منفذ على الدوريات الأوربية المتطورة، على أن يكون التركيز في هذا الشأن على الدرجات السنية من فئة الشباب تحديداً والأولمبي، مع إعطائهم الفرصة كاملة حتى يعيشوا عالم الاحتراف الحقيقي مع أهم الدول المتقدمة كروياً؛ حتى نستطيع صناعة جيل منافس يلحق بركب المتفوقين آسيوياً كاليابان وكوريا، ونعود من جديد إلى مقارعة المنتخبات العالمية في أهم المحافل الرياضية، لكن هذه المرة يجب أن تكون من خلال الاحتراف بعيداً عن الهواية وسلبياتها.
قد لا ينعم اللاعب السعودي الشاب بعقد احترافي عالٍ خارجياً يُرضي طموحاته، لكنها البداية التي من خلالها سيثبت للعالم مدى موهبته ومقدرته على النجاح، وسيقدم لكل النشء في أنديتنا خدمة جليلة من خلال الصورة الجيدة التي سينقلها عن مستوى الموهبة السعودية لكل العالم؛ مما يجعلهم يلتفتون لدورياتنا على كافة المستويات، ويخطبون ودّ الأندية السعودية حتى يتعاقدوا مع نجومهم؛ لنصبح ضمن أندية العالم التي تصدّر المواهب وتقدم نجوماً يُشار لهم بالبنان، فاللاعب الذي (يركض) وراء تطوير نفسه ويلهث في سبيل أن يصبح ذا شأن فنياً حري به أن يطلق عليه (محترف).. ولعل موقف الاتحاد السعودي من هذا الأمر يبشر بالخير؛ إذ كنا في حاجة إلى مواقف رسمية تتصدى للهبوط الواضح في مستوى الكرة السعودية وإعادتها مرة أخرى إلى دوائر الصعود.. وقد يحتاج الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى خطه واضحة في هذا الشأن تعتمد على تهيئة اللاعب السعودي حتى يُقدّم على مثل هذه الخطوة، مع دعمه فنياً ومعنوياً من خلال التركيز على فئة الناشئين وإرسالهم من فتره لأخرى إلى بعض الأكاديميات في أوروبا وأمريكا الجنوبية وفق برامج تدريبية تساهم في صقل مواهبهم بشكل أفضل.
التركيز على صناعة جيل محترف بمعنى الكلمة يحتاج إلى صبر وأفكار تطبق على أرض الواقع؛ من خلال التركيز على عمل أكاديميات نموذجية متخصصة داخل الأندية وخارجها، ويكون من ضمن أهدافها تأسيس لاعب محترف يفهم معنى الاحتراف وينسجم مع كل طقوسه وبرامجه الفنية والوجدانية.
المواهب موجودة وأرضنا ما تزال قادرة على أن تنتج الأفضل، وأنا ضد من يعتقد أن الكرة السعودية قد توقفت عن تقديم المواهب أو فقدت هذه الخاصية، كل ما في الأمر أن طرق التعامل مع المواهب قد اختلفت في كل العالم، وأصبحت هناك مناهج مختلفة تدرك مدى أهمية تلك الموهبة للاعب وعرفت كيف تتعامل معها حتى تتطور بشكل علمي مدروس بعيداً عن كل ما قد يعيق تقدمها فنياً بكل ضوابطها الفنية والسلوكية.
بقي القول: إن التعاطي الإعلامي مع احتراف النجم الشاب عبدالله الحافظ لم يكن بالشكل المطلوب، ولا أعلم كيف كنا نطالب في السنوات السابقة باحتراف اللاعب السعودي خارجياً وعندما تحقق هذا الأمر تقاعسنا عن دعمه وتقديم الواجب المنوط بنا كإعلاميين وكتّاب ندرك أهمية خطوة كهذه؟!
وقفة:
الأحمق لا يبالي ما قال .. ومن الحمق أن تنتظر منه اعتذاراً.
دمتم بخير،،،
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

بهذا النصر لن يحضر (النصر)

يتسابقون دائماً إلى إيجاد الحلول لنصرهم.. يجتمعون.. يثرثرون وينظرون.. دون أن يكون للعمل مكان بينهم، ألا يعلمون أن أبسط فرد من جمهور النصر يستطيع أن يفعل ما يفعلون، تركوا أهم المعضلات التي يواجهها هذا الفارس منذ زمن طويل، وعندما حضروا وقرروا الوقوف معه تفردوا بالعبارات والملاحظات التي يعرفها القاصي والداني، ولا جدوى من ذكرها في كل حين وأوان، قال لهم الرئيس في تلك الليلة: "النصر يمر بأزمة مالية، وهذه هي مشكلتي"، فغيروا المسار إلى اتجاه آخر حتى لا يُطلب منهم ما لا يستطيعون تقديمه، عندها سيفشل الاجتماع وستحضر المبررات، وقد يقودهم الأمر إلى مصارحة الرئيس بفشله لتعود الصراعات في البيت النصراوي من جديد، ولا أعلم لماذا توجد هيئة أعضاء شرف؟ وما دورها!؟ وهم يعجزون عن إنقاذ النصر كلما احتاج إليهم، يتفاخرون دائماً بدعمهم في السنوات السابقة، ولو فكرنا وفتحنا الحسابات على سبيل التثبّت (لا) كشف المستور وخلال السنوات العشر الأخيرة تحديداً (لن) يكون دعمهم الزهيد مجتمعين شيئاً في حجمه مقارنة بغيرهم في الأندية الكبيرة الأخرى.
لم يعد النصر ينتظر من هؤلاء شفقة ولا رحمة حتى يعطفوا عليه.. فقط اتركوه لجمهوره ليقرر مصيره ويتسلم دفة رئاسته، لا يريد منكم سوى الابتعاد وسينصلح حاله مع جيل مختلف ورجال مختلفين سيظهرون وسيصنعون له تاريخاً مختلفاً بعيداً عن التنظير وقلة القيمة التي ورثتموها لهذا الفارس العملاق.
لا يا ساده.. لن يقف نصر التاريخ.. النصر العظيم عليكم، ولن يتحقق معكم أي نصر، يقولها منْ فقد جزءًاً من صحته، وداهمته الأمراض لأنه عشق هذا الكيان الكبير، انظروا لأنفسكم وقومّوا عملكم عندها ستعرفون الحقيقة، وستجدون سر ضياع النصر بين أفكاركم وحماقاتكم، فاتركوه لهم.. لجمهوره الوفي الذي يحترق ويتألم على حاله وهم سيعيدونه لمنصات التتويج وسيجعلون منه نصر التاريخ والمستقبل.
لم يبقَ رأي لم يُطرح، ولم تبقَ فكره لم تطبق في سبيل إنقاذ النصر وإنقاذ أمجاده، لكن دون جدوى، إذن أين الخلل؟ ألا يوجد من يشعر بالمسؤولية؟ لهذا حان وقت الانتخابات الحقيقة، وجاء وقت تلك الجماهير العاشقة لنور الشمس حتى تقرر وتختار من يستحق ثقتها دون تمجيد.
أسقطوا الفارس منذ سنوات وهم اليوم يتصارعون حول ما بقي منه ينتظرون وفاته وأفول نجمه الذي ملأ الدنيا جمالاً في زمن الجمال والإخلاص والوقفات الصادقة دون أن يدركوا أن ما يفعلونه الآن لن يقدم لانتشاله أي جديد، بل سيزيد من جروحه، لقد طرقتم كل الحلول يا سادة ونسيتم أهمها.. ألم يخطر لكم أن تستنتجوا المعضلة! ألم تدركوا أنكم من ساقه إلى هذه الحال! إن كنتم لا تزالون تحبونه – على الرغم من شكي في ذلك - فلماذا لا تبتعدون عنه؟ وسيجد من الخير ما لم يجده عندكم.
دمتم بخير ,,,
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

علاقة اللاعب السعودي بالإعلام

علاقة اللاعب السعودي بالإعلام دعوني أتطرق اليوم في مقالي هذا لموضوع مختلف نسبياً عمّا يطرح في الإعلام الرياضي ونقرؤه بشكل يومي والمتعلق باللاعب السعودي الذي أصبح في السنوات الأخيرة تحت سياط النقد، وأذهب معكم إلى جزئية مهمة جداً يبينها السؤال التالي: هل اللاعب السعودي متابع لما يطرحه الإعلام الرياضي من آراء وانتقادات تتعلق بمقدرته على التكيف مع مقومات الاحتراف الأساسية؟
نحن في الإعلام نتحدث دائماً عن عقود اللاعبين المرتفعة، وعن مستوياتهم الهابطة، وعن بعض اهتماماتهم التي لا تخدم مسيرتهم الكروية من سلوكيات خاطئة؛ كالسهر وقصات الشعر والتغذية السيئة التي لا تتوافق مع أسس الاحتراف الحقيقي، كما نشاهد في كثير من الدول المتقدمة في كرة القدم، ليبقى السؤال مطروحاً: هل جميع اللاعبين يقرؤون ما يُكتب عنهم؟ وإن كانوا يقرؤون، فلماذا لا يستفيدون من هذا النقد ويتعاطون مع الأمر على أنه منهج توعوي وإرشادي مهم يحتاجه اللاعب حتى يتطور ويصبح نجماً بمعنى الكلمة؟ لأنهم سيتعلمون كيف يظهرون بالصورة الجيدة من خلال الاهتمام بأنفسهم، وسيسعون للارتقاء بمستوياتهم التي ستؤثر إيجابا على أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية.
لكن الأمر يصبح مختلفاً لو عرفنا حقيقة قد تبدو غائبة عن الكثيرين، ألا وهي أن جل اللاعبين لا يقرؤون ما يُكتب عنهم، وبالكاد يتابعون بعض العناوين العريضة في بعض الصحف.
صحيح أن الأمر لا يعتمد بشكل كلي على متابعة اللاعب لما يطرحه الإعلام عنه، لكنه في الوقت نفسه سيجد نفسه أمام بعض السلبيات التي ساهمت في ضعف أدائه الفني، وبعض الحلول لتجاوزها متى ما وجدت العزيمة والإصرار والرغبة الصادقة في تطوير نفسه فنياً وثقافياً، وفي الوقت نفسه سيدرك اللاعب السعودي مع مرور الوقت أن الإعلام المتزن والواقعي اعتمد على معالجة وضع اللاعب السعودي من كل الجوانب الفنية والسلوكية الخاطئة التي قد تخفي نجوميته وتبعده عن تطوير نفسه؛ حتى يعيش مسيرة كروية مميزة يحصل فيها على نجومية تتوافق مع الموهبة التي وهبها الله له من خلال تتويجه بالجوائز وتقديم الإنجازات على كافة الأصعدة.
ولعلي هنا أهمس في أذن كل إداري يرغب في تقديم عمل احترافي مبني على أسس صحيحة بأن يهتم بثقافة نجومه والعمل على استحداث البرامج التي تساهم في تثقيف اللاعب السعودي، إما من خلال عمل محاضرات أو ندوات يُقدم فيها بعض الأطروحات المفيدة التي يتناولها الإعلام من حين لآخر، ومناقشتهم فيها، وأخذ مرئياتهم حول ما يُنشر، ولكل لاعب الحرية في طرح وجهة نظره من خلال هذه اللقاءات المتواصلة مع اللاعبين خارج الميدان.
وسنجد اللاعب السعودي مستقبلاً - بعد أن نهتم بفكره وثقافته- أكثر وعياً، وسيدرك جيداً أن الموهبة مهمة جداً لكنها لا تكفي حتى تكتمل النجومية، إذ تحتاج إلى دعم فكري وثقافي من أجل أن تستمر وتتطور، وستنعكس تلك الثقافة عليه مستقبلاً عندما يترك الملعب كلاعب ويصبح مدرباً أو إدارياً؛ لهذا تعتبر ثقافة اللاعب السعودي واهتمامه بمتابعة ما يطرحه الإعلام جزءاً مهماً من مقومات الاحتراف الناجح.
بقي القول: إن دور الإداريين في الأندية لا يجب أن يقتصر على متابعة اللاعبين في حضورهم وانصرافهم فقط، بل يجب أن يساهموا في رفع المستوى الثقافي للاعب ومساعدته على تطوير ذاته فكرياً وثقافياً، وتشجيعه على مواصلة تعليمه بالعمل على ترتيب برنامجه التدريبي والتعليمي والتوفيق بينهما، وعلى وجه الخصوص الفئات السنية في الأندية.
دمتم بخير،،،
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com >

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

في زمن الاحتراف تضاءلت الإنجازات

في زمن الاحتراف تضاءلت الإنجازات منذ أن بدأنا نأخذ طريقنا نحو الاحتراف الحقيقي في لعبة كرة القدم ونحن نشاهد انخفاضاً ملاحظاً في مستوى اللاعب السعودي، لدرجة أن الأمر أصبح يتعلق بإمكانيات اللاعب السعودي مقارنةً بالفترة التي كنا فيها نعتمد على الهواة، ولعلّي هنا أتذكر في نهائيات كأس العالم عام1994م التي شارك فيها المنتخب السعودي بفعالية لم يكن الاحتراف حينها قد فُعل بالشكل المطلوب، في ذلك الوقت تحدث أحد المدربين العالميين عن المنتخب السعودي وأشاد بدور الأخضر في تلك البطولة حيث قال: أعجبني المنتخب السعودي، فقد قدّم نفسه بشكل جيد أمام الكرة العالمية ووصل إلى دور 16 وهم ما يزالون (هواة) لم يعيشوا (الاحتراف)، وليس لديهم لاعبون محترفون خارجياً!!
ليس معنى حديثي هذا أني أضع اللائمة على الاحتراف وأنسب له تراجع منتخباتنا، لكن أبحث معكم عمّا يجعلنا نصل إلى نقطة التقاء واحدة حول هذا التراجع المخيف، ومن خلال هذا المنطلق أتوقف دائماً عند عبارة يرددها كثير من النقاد والمحللين عندما يصفون مستوى اللاعب السعودي ويتحدثون عن إمكانياته الفنية، فهم يصفون تلك الإمكانيات بالمحدودة وأنه ليس بمقدوره تقديم أفضل ممّا يقدمه؛ ولأني أستغرب مثل هذا الطرح إلا أنني أجد نفسي أمام أمر في غاية الأهمية ومن الخطورة بمكان أن ينتشر ويتعاطاه الإعلام، لما فيه من أضرار كبيرة على مسيرة الكرة السعودية، ولسبب يتعلق بإحباط اللاعب السعودي عندما يشعر بأنه توقف عن تقديم نفسه بشكل أفضل، ولن يسعى بعد هذه النظرة إلى تطوير مستواه.
في سنوات الزمن الجميل لرياضة هذا الوطن كان هناك نجوم مميزون قدموا أروع المستويات وصنعوا تاريخاً مجيداً لرياضة المملكة العربية السعودية، معتمدين على الله، فشقوا طريق الإبداع حتى صنعوا تاريخاً نحكيه ونتفاخر به من حين إلى آخر، تُرى ما الفرق بين الجيل الذي صنع التاريخ الجميل وهذا الجيل؟ وبعبارة أدق: ماذا ينقص نجوم اليوم حتى يقدموا إنجازات جديدة للكرة السعودية، على الرغم من النقلة النوعية والكبيرة على المستوى المادي لكل نجوم الكرة السعودية؟!
الواقع يفرض حقيقة تربط بين الجيلين، ألا وهي أن الكرة السعودية ولاّدة، والنجوم السابقون قدمتهم الكرة السعودية، فهم نتاج أنديتنا، واللاعب السعودي الآن يملك الموهبة، ويستطيع أن يتأقلم مع كل المدارس الكروية، وأنديتنا ممتلئة بالمواهب. الأمر يحتاج فقط إلى بعض الدراسات وبعض البرامج، وتحسين بعض الجوانب في منهج الاحتراف، وأعني هنا احتراف اللاعب السعودي، وذلك من خلال وضع بعض المعايير المناسبة والخاصة بالجانب المادي تحديداً، فما يتقاضاه نجوم الكرة السعودية من مبالغ عالية حرم اللاعب السعودي من أهم عنصر يمكن من خلاله أن يتطور ويتحسن وهو (الاحتراف الخارجي)؛ إذ لا يمكن أن يضحي اللاعب السعودي بكل تلك الملايين من أجل أن يحترف خارجياً بمبالغ أقل.
وحتى نخرج من هذا المأزق -وهو مأزق للكرة السعودية بشكل عام- يجب أن نعيد تقويم اللاعب السعودي، ونعمل على إعادة النظر في القيمة المالية المقدمة له؛ حتى نعود بشكل أو بآخر إلى أيام الزمن الجميل، هو أمر مطروح ومرفوض في نفس الوقت؛ (مطروح) من قبل رؤساء الأندية، إذ يصفون الأمر بالخطير وقد تعلن الأندية إفلاسها إذا ما استمرت تلك الأسعار في الارتفاع، و(مرفوض) من قبل اللاعبين ووكلائهم؛ لأنهم يعتقدون أنهم يستحقون تلك المبالغ وأن أسعار عقودهم يجب أن ترتفع، لهذا من المفترض وجود آلية تحكم هذا الأمر، إما من خلال البحث عن تعزيز الجانب المادي للأندية بإعادة النظر في الأسلوب المتبع في استثمارات الأندية ومداخيلها المالية، أو من خلال دعم الدولة للأندية بشكل سنوي وبمبالغ مجزيه تتيح للأندية تنفيذ برامجها الرياضية والثقافية، لكن الركون لميثاق الشرف في الحد من قيمة اللاعب السعودي محلياً لن يكون مجدياً وسيُخترق عند أول منافسة على نجم يرفض التجديد لناديه، فكل رئيس يبحث عن النجاح، والنجاح لن يكون بالمجاملات، وأي نادٍ له مصلحة في نجم لن يتردد في مفاوضته والعمل على استقطابه؛ لأن المنافسة هي ما يحكم هذا الأمر.
ومن هنا يتضح أن هذه الفكرة التي تبناها الأمير عبدالرحمن بن مساعد، والتي تعتمد على تحديد سقف أعلى لعقود اللاعبين، لن تجد قبولاً من البعض، وسيعودون إلى نقطة البداية؛ لهذا يجب أن يكون العمل في كل الاتجاهات، أعني البحث عن آلية مقبولة لتقويم اللاعبين السعوديين دون فرض سقف معين لعقودهم، وهذا الأمر لن تستطيع الأندية وحدها العمل عليه ما لم تشترك فيه بعض لجان الاتحاد السعودي دون المساس بأنظمة الاتحاد الدولي، وفي الوقت نفسه يتم العمل على تطوير مداخيل الأندية من خلال الاستثمار ودعم الدولة للأندية.
دمتم بخير،،،
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmai.com

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

ألا إنها مؤامرة فشلنا!!

ألا إنها مؤامرة فشلنا!! يتحدث البعض دائماً عن فكرة المؤامرة، ويتراشقون التهم كل حسب ميوله وتوجهه، دون أن تكون هناك مراعاة لأمور كثيرة تُعنى بمصلحة مشتركة تهتم بمستقبل جيل كامل ينتمي لهذا الوطن، كان من المفترض أن ينشأ بعيداً عن كل تلك الأحداث التي تتعاقب من حين لآخر.
أصبحت هذه الفكرة أو هذا المفهوم متداولاً بين الكثيرين، ولن تجد أي تبرير لأي إخفاق أمام تلك الجماهير إلا ويحضر الحديث فيه عن المؤامرة؛ لأن الشارع الرياضي على اختلاف ميول متابعيه تم تغذيته بشكل أو بآخر بهذا المفهوم إلى درجة أن الأمر انتقل إلى واقع المنتخب، وأصبح كثيرون عبر وسائل الإعلام المختلفة يتداولون مثل هذا الحديث عند أي إخفاق يحدث للكرة السعودية، أو حتى الرياضة السعودية بشكل عام.
ما أفهمه وأعرفه إن كان فعلاً هناك مؤامرة تتقصد الكرة السعودية بعينها، وهي تحتل موقعاً غير جيد في التصنيف الدولي للمنتخبات ولا يليق هذا بدولة متطورة كدولتنا، وهذا الترتيب لا يشجع على ترسيخ مفهوم المؤامرة، فلماذا يتم التآمر على منتخب هو في الأصل لا يقدم من النتائج ما يجعل أحداً يتآمر عليه؟ هل يعتبر موقعنا في سلم الترتيب العالمي (الفيفا) حسب الإحصائيات التي نُشرت مؤخراً مطمعاً لأحد حتى يسعوا لإبعادنا عنه؟ بالتأكيد (لا)؛ إذن من باب أولى ينبغي البحث عن مخارج أخرى تقنع المتابع والمهتم بالشأن الرياضي، ومن خلال هذه النظرة يجب أن نستبعد فكرة المؤامرة أو التآمر على الكرة السعودية، ولا يمكن أن نقحم الاتحاد الآسيوي في إخفاق الكرة السعودية، ولن يقبل المتابع -حتى إن كان بسيطاً- هذا الأمر؛ لأنه يرى الخلل ولديه المقدرة على التشخيص، والدليل ظهر خلال مباراة تايلاند الماضية؛ فمنتخب كالمنتخب السعودي - بتاريخه وإنجازاته- يتراقصون فرحاً لأنهم تجاوزوا منتخباً متواضعاً كمنتخب تايلاند!! الذي مهما حصل له من تطور لا يمكن أن يوضع مع المنتخب السعودي بوصفه نداً له، أو في ميزان منافسة متساوية الكفتين، فهناك فرق بينهما، ولا يمكن تقزيم الكرة السعودية بهذا الشكل المخجل، وهذا ليس تعالياً -لا سمح الله - ولكن هناك مقومات واضحة وملموسة تفرض وجود الفارق على مستوى كرة القدم بين السعودية وتايلاند.
بحثت كثيراً في هذا الشأن ولم أجد ما يوصلني إلى تحليل منطقي يجعلني أقتنع بأن المؤامرات هي من أقصت المنتخبات السعودية عن المواصلة في تحقيق الإنجازات، وهي ذاتها من أقصت الهلال والاتحاد عن العودة لعرش الكرة الأسيوية، وهي ذاتها من أبعدت النصر كل تلك السنوات عن البطولات.
إن ما يحدث لكل هؤلاء بعيد كل البعد عن هذا المفهوم، وله أسباب مختلفة تماماً لا يمكن ربطها بتآمر هذا أو ذالك، أو بتغليب مصلحة أناس على آخرين، وإنما هي منهجية عمل وفكر تخطيطي ضعيف أوصل كل هؤلاء إلى هذا الضعف.
وجميعهم يبحثون عن مبررات حتى يكسبوا الجولة أمام جماهيرهم وأمام شعب بأكمله، ويرفضون مبدأ المحاسبة والاعتراف بالأخطاء حتى لا يطولهم غضب تلك الجماهير.
طرح مفهوم كهذا وترسيخه من قِبَل البعض له أسبابه، وفي الغالب هي مصالح شخصية ومنفعة خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة وطن وإنجازات ينتظرها المواطن الصادق في مواطنته، ويحترق غيرة على سمعة وطن ينظر له القاصي والداني من خلال عوامل تفرض عليه التميز وتقديم الصورة التعريفية الإيجابية التي تكون مصدر فخر أمام العالم بأسره في كل مجالات الحياة.
وثمة معطيات تجعل مثل هذا الطرح -أعني نظرية المؤامرة- بعيداً بشكل أو بآخر عن مكمن الخلل، ولا يمكن اعتباره سبباً من ضمن الأسباب التي أدت إلى ابتعاد الرياضة السعودية على كافة المستويات عن تقديم نفسها بشكل مرضٍ يقبله الشارع الرياضي السعودي، وفي تصوري أن فكرة المؤامرة بريئة من كل تلك الإخفاقات، وبغض النظر عن أي جزئيات بسيطة من بعض الأحداث التي حصلت في فترة سابقة على مستوى التحكيم الآسيوي فإنها لا تشكل في مجملها سبباً مباشراً يقف خلف كل تلك الإخفاقات. ولا أدري سبب إصرار بعض الإعلاميين على أن الاتحاد الآسيوي لا همّ له سوى محاربة رياضتنا ومنعها من التفوق وتحقيق الإنجازات، متناسين حقيقة واضحة يجب أن نعترف بها حتى لو كانت مزعجة ومحبطة وهي أننا لم نعد منافسين، ولم نكن منافسين ذات يوم على الصعيد العالمي، هذا لو سلمنا بفكرة المؤامرة، يعني بالبلدي :على أي شيء هم يحسدوننا؟!
دمتم بخير،،،
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

النَّقْد والطُّموح

النَّقْد والطُّموح
النقد مهم وضروري لتعديل ما كان مائلا حتى يستقيم ، وتقويم ما كان ناقصاً حتى يكتمل ، لا نعني من هذا المفهوم أن نلغي دور العاملين والمجتهدين عندما نُواجههم بأخطائهم - بل على العكس تماماً- إنما يجب أن نتفق على وجود مصلحة مشتركةٍ تجمع الناقد والمنقود ، ووجود هدف ينشُدُه الجميع بدافع الحب والولاء للقيمة المقدَّمة التي هي نتاجُ هذا العمل ومقدار أهميته للمجُتمَعَ .
ونحن في المجال الرياضي نُدركُ جيداً أننا أمام مجالٍ خصبٍ ومتشعبٍ في أهدافه وخصائصه ، ولا يمكن أن ترى فيه عملاً متكاملا يرتقي لكل الطموحات ؛لأنها عملية نسبيَّة يصْعبُ تحديدهُا ، فهناك من يتوقف طموحه عند نقطة معينةٍ، ويكتفي بذلك ،ولا يجدُ جديداً ليُضيفَه ، والأمثلةُ على هذا الأمر كثيرة ، وما دام الأمر متعلقا بالرياضة في هذه الزاوية ، فلا ضير من أن نستشهد بحديث بعض النصراويين ممن يؤثرون على القرار وربما - هم من يصنعونه أحياناً - فعندما تسألهم عن سرَّ توقف إنجازات النصر؟ يكون الرد- ولا أعلم هل هو من باب الغرور، أو السخرية من غيرهم-: (نحن وصلنا للعالمية)! ولا يوجد طموح أبعد من هذا في تاريخ كرة القدم!
وعندما تقول لهم يوجد ما هو أهمَّ، وهو: المحافظة على القمة وتاريخ البطل وأن يكون هذا الأمر محفزا حتى تعودوا بطموحاتكم حيث كنتم ! يكون الرد : بالطبع يعتبر لكن ماذا بعد ؟ بالتأكيد يوجد بعد ! انجازات وتاريخ مُشرفٌ، ونقطة ما بعد العالمية هي الأهم ، ولعل هؤلاء هم من يشكلون نكسات النصر الماضية واللاحقة ، وإلا فما معنى أن تقرر إدارة النادي الاحتفال بمرور 10 سنواتٍ على الوصول للعالمية ؟
في الهلال الحال ذاته ، فعلى المستوى الإسيوي ، هم زعماء القارة بعدد البطولات ، ولا أحد يُنُكر ذلك ، وذات السؤال يتكرر،لماذا أنتم غائبون عن المشهد الإسيوي ؟
فيكون الجوابُ قريبا من جواب الجار (نحن زعماء القارة )! ولا يوجد من ينافسنا ! ونحن نادي القرن بكل مكتسبات هذا المسمى، ولا يوجد طموح أكبر من هذا !
من كل ما ذكرت أُقدمُ أمراً مهماً يتعلق بقضيتين أشغلت الوسط الرياضي في الأيام السابقة :القضية الأولى : حال الأخضر وحظوظه في المنافسة على بطاقة التأهل . والقضية الأخرى: لجنة الانضباط ولوائحها الجديدة. وسأتناول القضيتين من منظور واحد يعتمدُ على الطموح والرغبة في مواصلة الإنجازات ،وعودة الكرة السعودية إلى سابق عهدها ،كضلع أساسيّ، ومنافس قويٍّ على مستوى القارة ، فالطموح هنا لا يمكن أن يتوقف عند عدد المشاركات في كأس العالم، والنقد أيضا لا يصلُ لمرحلة السخرية ، إلى درجة أن يخرج من يتمنى عدم تأهل الأخضر!
ليس عيبا أن نتراجع ،ولكن العيب أن تتوقف طموحاتنا ، ورغبتنا بالعمل تتضاءل ، ونقبل أن يتجاوزنا غيرنا، ويصل إلى تلك القمة التي تربعنا عليها ذات يوم ،هنا العيب ومِن هنا يأتي التراجع !
هناك من سخر من المنتخب ،لأنه لم يستطيع أن يتجاوز تايلاند في تايلاند ، وهناك من سخر من عمل رجال كُلفوا بوضع ضوابط ولوائح جديدة لمسابقاتنا ، وكان حرياً بنا أن نقدم لهم يد العون ،وأن ندعم عملهم بنقد بناء ، فالأخطاء وارده وهي من سمات البشر منذ أن خلق الله سيدنا آدم ، فكيف بنا أن نعالج أخطأنا بالسخرية ؟! ثم نقول للعالم: ليست سخريةً، ونحاول استدراك الأمر ، حتى لا يقال لساخر وقعت في المحظور!
رأس الهرم الرياضي الأمير نواف بن فيصل يتعامل مع الجميع بمنتهى الشفافية ،ويعلم الله ليس فيما أقول رياء أو تملق ، فبوادر العمل التي أشاهدها تفرض على كل منصف أن يقول هذا .
كنت في السابق أخشى على هذا الشاب الطموح من حجم المسؤولية، خصوصا والرياضة السعودية في أسوأ حالاتها، لكن الأيام كشفت مقدرته على تقديم الحلول ، وحنكته في اتخاذ بعض القرارات ،بدليل تدخله في إيقاف العمل باللوائح الجديدة .
كلما أطلتُ التفكير حول الوضع الرياضي المؤلم وفي الأسباب التي أسهمت في وصولنا إلى هذا الوضع أجد نفسي أقف عند المحور الأهم ضمن عدة محاور ، ألا وهو الجانب الإعلامي ! فإن الملمَّ بحال الإعلام الرياضي، يجد نفسه عند المحور الأهم ضمن عدة أسباب جوهرية أدت إلى سوء الحال الرياضي ، لهذا يبقى النقد الصادق مطلباً مهماً ، وتحديدا في هذه الفترة ! وقائد الرياضة وصف الإعلام الرياضي بالصديق النصوح الذي يحرص على أن تظهر الرياضة السعودية في أفضل حال . إلا أنَّني لن أجد غضاضة في القول: إن هناك بعضا ممن وصفهم الأمير نواف بالصديق الصدوق قد خذلوه في الأيام الماضية ،وحولوا ضوابط النقد البناء إلى غير مسارها الصحيح !
بجزء من ما سبق تكتملُ عواملُ النجاح ،ونصبح قادرين على مواصلة العطاء ؛لأننا نملك كل مقومات النجاح، ولا اعتقد أننا نفتقد إلى الفكر والكوادر القادرة بعد توفيق الله على إضافة إنجازات جديدة ،كل ذلك بعيداً عن التشاؤم واليأس والطرح المحبط أمام الرأي العام وتحويل الأحداث الرياضية إلى قضايا شائكة لا يوجد لها حلول ،كما هو حاصل في هذه الأيام من البعض .

دمتم بكل خير ،،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 6 نوفمبر 2011

لوائح الانضباط بين الضبط والقسوة

عاش رُؤساءُ الأَنْدِية في الأيام الماضية حالة جَدَل واسع؛ بسبب لَجْنة الانضباط ولائحتها الجديدة، قبل صدور قرار إيقاف العمل بها هذا الموسم ، و(هم) تقريبًا مُتَّفقون على بعض النِّقاط التي يَرَون أنَّها لا تخدم المُسابقات الرِّياضيَّة، في ظلِّ غياب الخَصْخَصَة، وعدم تطبيق الاحتراف الحقيقي بكلِّ جوانبِه، بل ستتسبَّب في إضافة بعض الأعباء الجديدة على الأندية، وتحديدًا المالية منها، خصوصًا بعض الأندية التي لا يوجد لديها رعاةٌ رسْمِيُّون، أو لا تملك دُخُولاً ماليَّةً مرتفعة، والتي (ستُعاني) كثيرًا مِن ارتفاع سقْفِ الغرامات المالية في اللائحة الجديدة.
الموضوع كما رواه بعضُ رؤساء الأندية في وسائل الإعلام المختَلِفَة- يدُلُّ على أنَّ هناك فجوةً كبيرةً بين أعضاء لجنة الانضباط والأنْدِية؛ بدليلِ أنَّه عندما وُضِعت المسوَّدة الأوَّليَّة لتلك اللائحة تَمَّ إرسالُها لجميع الأندية قبل بداية الموسم الجديد؛ ليُشارِكُوا بآرائهم حول ما تضمَّنَتْه تلك المسَوَّدة، وقد قاموا بالفعل بدِراسَة تلك اللائحة حسب تصاريح مسؤوليهم، وأعَدَّتْ بعضُ الأندية مُذَكِّرة تتضمن بعض التوصيات والملاحَظات على بعض الموادِّ في اللائحةِ التي يرون - من وجهة نظرهم - أنَّها غير مفيدة!
والمُدهِش في الأمر أنَّ هناك توافُقًا كبيرًا في وِجهات النَّظَر بين كثيرٍ منَ الأندية التي أرسلت رؤيتها، بالرغم من أنَّهُم لَم يتِّفِقوا عليها مسبقًا!
لذا كان من الضروري أن تقومَ لجنة الانضباط بمراجعة ما أقرَّتْه قبل تعميمه على الأندية حتى تخرج اللائحة الجديدة بأقل ملاحظات، دون أن تضع نفسها تحت طائلة النقد الساخر من قبل البعض.
كان عتاب مسؤولي الأندية على اللجنة واضحًا، واتِّهامهم لها بالتهميش له ما يُبَرِّره، فتَوصيَّاتهم وملاحظاتهم التي قدَّموها بعد الدراسة لَم يجدوا منها شيئًا أُدْرِج ضِمْن مواد تلك اللائحة على حد زعمهم، فطالما لم يُؤْخَذ بها، فلماذا إذن يطلبون منهم دراستها وتقديم توصياتهم ومُلاحظاتهم عليها، وهم - في نفس الوقت - لن يُعيروا ذلك الجهد المبذول أي اهتمام؟!
كنتُ أتَمَنَّى من اللجنة خصوصا بعد قرار الرئيس العام بإيقاف العمل بهذه اللائحة إصدار بيان (توضِّح) فيه عددَ الأندية التي أرسلتْ إليها ملاحظاتها، وذكرها بالاسم، مع توضيح ملاحظات كلِّ نادٍ على حدة، وتعليل عدم اعتماد تلك التوصيات من قبل الأندية، وفي نفس الوقت ذكر التوصيات التي تَمَّ اعتِمادُها بِشَكْلٍ جُزْئِيٍّ أو كلي، حتى يَتَحَقَّق مبدأ الشفافية، ويُصبح الشارعُ الرِّياضي أمام الحقيقة!
أما فيما يخُصُّ اللائِحة، فلن أتطرَّق لما ذكرتْهُ الأندية من ملاحظات، فهم يَرَون ذلك مِن منظور المصلحة الخاصة لأنديتهم.يبقى ما اكتبه من رأي حول هذه اللائحة بمنظور مختلف تماما هدفه في المقام الأول المصلحة العامة للرياضة السعودية، وتحديدًا لعبة كرة القَدَم.
فبعد الاطِّلاع على اللائحة الجديدة، توقَّفْتُ عند حالتَيْن - مِن وجهة نظري - تحتاج إلى توضيحٍ أكثر، أولاً: في باب التعريفات، وتحديدًا عند تعريف لجنة الانضباط، فقد جاء التعريف على النحو التالي: هي اللجنة المختَصَّة بتوقيع العقوبات المعتَمَدة والمنصوص عليها في اللائحة للمخالفات التي لم يرد فيها تقارير فنية أو إدارية، أو التي لم يلحظها حكام المباريات، ولم تلفت انتباههم ا. هـ.
وفي (هذه) الجزئية لم يتم التوضيح أو الإفصاح عن المصدر الذي يعتد به، وتراه اللجنة دليل إثبات لا يقبل الشك، حتى تستطيع من خلاله إصدار العقوبات المنصوص عليها في اللائحة دون أن تدخل في جدل مع الأندية والإعلام، فتَرْكُ الأمر مفتوحًا بهذا الشكل سيَفْتَح باب الاتِّهامات على مصراعيه؛ فعلى سبيل المثال: قضية (إيمانا) والصورة المشينة التي تناقَلَتْها بعض الصحف الإلكترونية، وأيضًا مرفق عبدالغني واللقطات التلفزيونية الغير كاملة، (لو) أننا افْتَرَضْنا أنَّها تكررت مرة أخرى، أو حدث أسوأ من تلك الحالتين، هل تعتبر الصورة واللقطات التلفزيونية الغير واضحة دليل إدانة كافيًا لتطبيق العقوبات؟
أقول هذا حتى (لا) يخرج مستقبلاً مَن يشكك في السند القانوني الذي اعتمدت عليه لجنة الانضباط في تطبيق عقوباتها.
ثانيًا: في المادة السادسة والخمسين، تنص الفقرة الثانية على أنه إذا شارك لاعب في مباراة ودية وهو غير مؤهل قانونيًّا للعب، يُعاقَب فريقه بخسارة نتيجة المباراة وبالغرامة المالية (30.000) كحدٍّ أدنى!
ففي هذه الفقرة كان من المفترض عدم ذكر الجزء الأول من العقوبة؛ لأنها في الأصل مباراة ودية، لا تمثل خسارتها شيئًا لأي نادٍ، فذِكْرُها هنا ليس له ما يُبَرِّره.
بقي أن أقول: الخطأ أمر وارد في كلِّ مناحي الحياة؛ لأنه نتاج عمل بشري، والخطأ أحد أهم سمات البشَر، لكن يبقى الحديث عن المُحَصِّلة النهائية، وكم تبلغ نسبة الصواب والخطأ في إجمالي العمل المقدم، فالوصول إلى أعلى درجات الصواب أمر يحتاج إلى وقت، لهذا - ومن وجهة نظري - تعدُّ اللائحة الجديدة متميزة في كثيرٍ من الجوانب، ولعل أهمها الضبط الواضح للكثير من المخالفات، وفرض مبدأ النظام واحترام كل من يعمل في الوسط الرياضي، فعندما توضع القوانين الواضحة مع العقوبات الرادعة والحازمة، ستُسهم في رفع المستوى الرياضي للجميع، وتحث على احترام القوانين، و(هي) ثقافة ربما تكون جديدة على الوسط الرياضي، تعمل لجنة الانضباط - من خلال اللوائح الصادرة - على غرْسِها بشكْلٍ أو بآخر لدى كل منتمٍ للوسط الرياضي، سواء كان ضمن منظومة العمل الرِّياضي أو خارجها.
دمتم بكل خير ،،

سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

السبت، 5 نوفمبر 2011

ماجد عبدالله رئيسًا للنصر

ماجد عبدالله رئيسًا للنصر
لماذا لا يكون النجم الأسطورة ماجد عبدالله رئيسًا للنصر؟ هل يوجد ما يعيق هذا الأمر؟ أمجاد النصر بدأتْ مع ماجد، وانتهت حيث انتهى ماجد، وليس بمقدور النصر صناعة ماجد آخر!
إذن فمن المفروض أن يكون ماجد عبدالله هو رئيس النصر؛ لأسباب كثيرة، لعل مِن أهمها:
لن تجد نصراويًّا مهما كبرَ شأنه أو صغر - يختلف على حب ماجد، ولن تجد مَن يتوقع فشل ماجد في مهمته الجديدة إذا ما تحققتْ وأصبح رئيسًا للنصر؛ لذا من المهم أن يكون ماجد عبدالله رئيسًا للنصر.
لكن كيف يحدث ذلك؟ وهل يملك ماجد كل مقومات الرئاسة؟
قبل أن أُجيبَ عن هذا التساؤل، يجب أن نحدد المقومات الأساسية التي يتطلبها منصب كهذا، في نادٍ مهم وجماهيري كالنصر؟
سأقول لكم - وباختصار -:
أولاً: (المال)، وثانيًا: (الفكر)، ويأتي بعدهما: (الاتفاق)، أي: يجب أن يكون الجميع متفقين، ولا توجد مشاكل أو تحزبات، فيجب أن نتفق على أن هذه هي أهم المقومات، ثم بعدها نضع ماجدًا، ونقيس عليه هذه المقومات، ونرى توافرها فيه من عدمه!
- ولْنَبْدأ بالجانب (المادي):
هل يملك ماجد عبدالله المقدرة المالية لتسيير أمور نادٍ بحجم النصر؟
الجواب: (لا)، لكن سيجد ماجد مَن يدعمه وبسخاء؛ لأمانته وإخلاصه وحبه الشديد للنصر، فماجد عبدالله مِن الشخصيات التي لديها قبولٌ من الجميع، ويتمتع بـ(كريزما) تختلف عن كل محبي النصر، وربما هو الشخص الوحيد الذي تتوفر فيه شروط الرئاسة، فلم يمُرَّ في ذاكرتي رئيس سابق للنصر لم يختلف عليه أحد بما فيهم الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - فقد سبق وخرج من يطالب باستقالته من بعض أعضاء الشرف والجماهير!
الشيء الآخر والذي له علاقة مباشرة بالجانب (المالي) يتعلق باسم ماجد عبدالله نفسه، فهذا الاسم يُعَدُّ استثمارًا في حد ذاته، وسيكون أكبر إعلان ودعاية لأي شركة تُقَرِّر أن ترعى ناديًا بحجم النصر، يرأسه نجم فذٌّ يعرفه القاصي والداني كماجد عبدالله.
فاسم النصر واسم ماجد عبدالله كفيلان أن يجلبا أعلى الدخول المالية للنادي، وأولهم الشريك الإستراتيجي (stc)، الذي سيكون حينها مجبرًا على تغيير قيمة الرعاية وزيادتها، بمعدل مرتفع عن العقد السابق، إذا ما أردوا الاستمرار في رعاية النصر!
- الشق الثاني من مقومات الرئاسة: (الفكر):
وعادة هذا الأمر يخضع لأشياء أساسية، يجب أن تتوافر في الشخص المتقدِّم لرئاسة النادي؛ كالتخصص في الإدارة الرياضية، والخبرة، وتُعَدُّ الخبرة المقوم الأهم في إدارة الأندية، وأعتقد أنها متوافرة في ماجد؛ لأنه أمضى جُلَّ حياته في النادي؛ كلاعب، وإداري، ومستشار، وجميعها أدور مثلها ماجد، ونجح فيها بتفوق.
- الشق الثالث والأخير من مقومات الرئاسة: (الاتفاق):
وهو في اعتقادي جانب مهم، فما أضر النصر في السنوات الماضية إلا عدم وُجود اتفاق على شخصية واحدة يقف خلفها الجميع، فأي رئيس يتولى مهامه، يخرج من يختلف معه من أعضاء الشرف، بدايةً بالأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله – وانتهاءً بالأمير فيصل بن تركي، ولا أعتقد أن هناك شخصيةً من الممكن أن تجدَ قبولاً ويتفق عليها الجميع، غير ماجد عبدالله.
- ماجد عبدالله حتى وإن أخفق في بعض القرارات أثناء فترة رئاسته-إن تحققت- فلن يستطيع أحدٌ محاربته أو التقليل من عمله الذي يقدمه؛ لأن ماجدًا ينعم بحب الجماهير، وهذه ستكون بمثابة الدرع الحامي له عن أي نقد ممكن أن يطوله، مهما بلغت درجة منطقيته وقبوله، وبهذا سينْعَم النصر باستقرار إعلامي بعيد عن الإثارة غير المبررة، والتي يُجانِبُها الصواب في الكثير من الأحيان!
- هناك كثيرون ممن جلسوا على كرسي الرئاسة في النصر، لكنهم لَم ينجحوا في إعادة النصر إلى سابق عهده، فلماذا لا يضعون ثقتَهم في نجمهم الأبرز؟
لدي شعورٌ كبير بنجاح هذه الفِكرة، فقد ارتبطتْ إنجازات النصر السابقة بوجود ماجد، ولن أكون مُندهشًا عندما أجد تلك الإنجازات تعود مع ماجد الرئيس، فكثيرًا ما ارتبطت المعجزات الفنيَّة داخل المستطيل الأخضر بماجد عبدالله، ومن يدري فقد ترتبط به إداريًّا وتعود الإنجازات، من هنا تتجسد عظمة الإبداع عندما يختصها الله في أحد من خلقه.
- يبقى أن أشير إلى جانبٍ أخير وهو أقل أهمية مما سبَق، ألا وهو الجانب العاطفي، إذ يُعَدُّ الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - وماجد عبدالله هما الشخصيتين اللتين صنعتا تاريخ النصر، فبعد رحيل الرمز لم يحضر من يستطيع أن يصلح حال النصر؛ لذا كان من الضروري أن نفتح آفاقًا جديدة في سماء المستقبل مع الرمز الآخر في تاريخ النصر؛ ماجد عبدالله.
- رسالتي واضحة ومهمة لمن يريد أن يفهم ما بين السطور، ونصر الماضي لن يحضر إلا مع ماجد؛ فامنحوه الفرصة.
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

مات سلطان فبكَتْه الأرضُ قبل العباد!

مات سلط
ان فبكَتْه الأرضُ قبل العباد! عندما نتتبع سيرة الأمير الراحل/ سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - ونسمع حديث المقربين وهم يتحدثون عن أفعاله - نُدرك أننا بالفعل خسرنا رجلاً نبيلاً، يصعُب تكراره!
توقفتُ كثيرًا عند مقولة الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز عندما وصف الأمير (سلطان) بمؤسسة خيرية تمشي على قدمين، وهو وصفٌ مختَصَر ومعبِّر يدل على حُسن سيرة - سلطان الخير - ومدى حبه للأعمال الإنسانية؛ لهذا كانت الدنيا في عين كلِّ مُحبيه حزينة، وكان وَقْعُ الخبر عظيمًا في النفس.
منذ نشأته - رحمه الله - وهو سبَّاق لفعل الخير، يبحث عن الأيتام والأرامل والمحتاجين، ويقدِّم لهم يد العون، كان مبتسمًا بشوشًا، يشجع من حوله على الخير، ويتقدمهم في فعله، كان مُعلمًا فاضلاً، قدم لمحات رائعة في العطاء والتضحية، صاحبَ ابتسامةٍ ووجه بَشوش، يتسابق الجميع للقائه والحديث معه.
قصصٌ كثيرة سمعتُها وشاهدتها من خلال الإعلام في الفترة الماضية، لم تكنْ لتظهر في حياته؛ لأنه كان يرفُض ذلك.
قدم الأمير (سلطان) للأمتَيْن العربية والإسلامية أعمالاً جليلةً كثيرة على الصعيد السياسي والإنساني، فقد عاش حياةً عملية طويلة في خدمة الوطن والمواطنين، تقلَّد المناصب المهمة والحساسة، وكان أهلاً لها، لم يتوانَ لحظةً في خدمة الوطن.
يُعَدُّ سلطان الخير - رحمه الله - رجلاً عمليًّا، وقائدًا محنكًا، أسهم في نجاح الكثير من المؤسسات التي كانتْ تحظى بأمن وسلامة الوطن والمواطنين؛ عمل على تطوير وزارة الدفاع والطيران، واكب التطوُّر في كل أرجاء العالم وفي كل الاتجاهات، عمل على نقل ما يفيد الوطن من خبرات وتقنيات حديثة، كان شغله الشاغل أن يجعلَ المملكة العربية السعودية - من خلال القطاع العسكري - دولة مُهابة، يَخشاها كلُّ طامع!
لن ينسى التاريخ - سلطان الخير - رجل الكرم والجود، والمواقف النبيلة.

تعرِضُ بعض القنوات من حين لآخر بعض الصور والمشاهِد المؤثرة، خصوصًا عندما تراه يُداعب الأطفال المعاقين، ويحملهم ويسألهم عن حاجتهم، ومن كان منهم في حاجةٍ لعلاج يصدر أوامره بعلاجهم على الفور، ومن كان منهم معسرًا يُبادر بمدِّ يد العون له.
ومن مَواقفه التي سطرها في حياته والتي تُنْحَتُ في الذاكرة نحتًا، والتي لا ينساها إلا جاحد مكابر: عندما شاهده العالَمُ بأسره وهو يقبِّل رؤوس الجرحى والمصابين الذين شاركوا في المعارك ضد الحوثيين على الحدود الجنوبيَّة، وهو ما يزال تحت العناية الطبية، يقوم من مرضه ويأبى إلا أن يزور البواسل، ويطمئن عليهم فردًا فردًا!
لم يفكرْ في كلام الأطباء، ولم يخشَ على نفسه؛ لأنه رجل مبادئ، ومن مبادئ - سلطان الخير -: تقديسه للواجب، والقيام بدوره على أكمل وجه.
في هذا الموقف نحتاج وقفة نتعلَّم فيها معنى الوفاء والعطاء من رجل الإنسانية.
إن سيرة سلطان الخير - رحمه الله - يصعب اختزالها في مقال؛ فالكلمات تتوقف عنده، ويصعب أن تجود لرجل الجود ما يستحقه من إطراء ومدح، رحل وترك إرثًا من الأعمال تحكي عنه.
سيكتب التاريخ - يا سلطان الخير - أروع العبارات، وسيسطر أجمل القصص عن حياتك، ولن تقرأ الأجيال القادمة عن رجل يفوقك كرمًا وعطاء ومروءةً، فهنيئًا لصفحات التاريخ؛ فقد ذكرت بين طياتها - سلطان بن عبدالعزيز!
هكذا هي الدنيا، وهذا هو حالها، وأمر الله فوق كل شيء، وما يقدمه المرءُ من خير فسيجده عند الله، وفي حياة - سلطان الخير - ما يجعلنا نذكُره بالخير، ونكثر الدعاء له، ونطلب من المولى - عز وجل - أن يرحمه، وأن يسكنه فسيح جناته.

سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

نصر .. يقهر

لا ادري كيف يتم تقييم الأمور في النصر وعلى أي أساس يتم التخطيط قبل بداية أي موسم ..؟! مضى زمن طويل والفريق النصراوي لا يقدم أي جديد على خارطة الانجازات .. ألم يدرك بعد المسؤولون عن هذا الكيان العريق مكمن الضعف والخلل ..؟! ألم تتجاوز ثقافتهم معنى أن تصبح بطلا مهابا ..؟! هل باتت علة النصر مستعصية إلى هذه الدرجة ؟ أم أن تضخيم الأحداث وإعطاءها أكبر مما تستحق وضعت هذا النادي تحت الضغط وأفقدت مسيريه التركيز وأصبح بلا حاضر !! .
كنت متابعا عن كثب لأكثر الأحداث في النصر سخونةً وعلى وجه التحديد ما يتعلق بفريق كرة القدم منذ ظهور الأمير فيصل بن تركي على الساحة الرياضية لأنني اعتقدت - للوهلة الأولى ومازلت اعتقد- أن عودة النصر للمنافسة من جديد على البطولة ستكون مرتبطة بوجوده كرئيس يُنتظر منه الشيء الكثير ، إلا أنني أجد الأخطاء تتكرر بشكل يصعب قبولها .
توقعنا التركيز على أخطاء الموسم الماضي وتلافيها خلال هذا الموسم ومع الأسف المعالجة كانت ضعيفة .. فلم تقدم إدارة النصر ومن خلال الجولات السابقة فريقا يمكن أن ينافس .
في مباراة الرائد الأولى لم يكن النصر جديرا بالفوز ، وقد قدم الرائد مباراة جميلة لولا عدم التوفيق لخرج منتصرا ، اعتبرها الجمهور المباراة الأولى في الموسم ومن الصعب أن يظهر المستوى الحقيقي للفريق وكان المهم حينها نقاط المباراة . جاء لقاء الأهلي فتحسن المستوى بعض الشيء في الجزء الثاني من المباراة لكنه تحسن بسيط وغير مقنع من فريق يعد العدة لموسم يظفر فيه بالبطولات . في المجمعة عرف الفيصلي أن ضيفه يُعاني ودرس نقاط الضعف الواضحة في الفريق جيدا وقرر اخذ نصيبه من كعكة النصر ونجح في التعادل رغم أن فرص التسجيل للفيصلي كانت هي الأخطر ، وبعد مباراة الفتح كانت الجماهير قد اقتنعت تماما أن فريقها يعاني فارتفعت الأصوات وكثر المشخصون والباحثون عن علة النصر وجميعهم متضايقون من حال فريقهم وقد عبروا عن استيائهم بكل الوسائل المتاحة حتى تصل الرسالة لكل فريق العمل من إدارة وجهاز فني ولاعبين حتى يتداركوا الوضع ويصلحوا ما يمكن إصلاحه في الفترة المقبلة خصوصا والموسم مازال في بداياته فالتفريط في النقاط سيعيد سيناريو الموسم الماضي ولن يشعر الفريق بأهمية تلك النقاط إلا في نهاية الدوري .
يتحدث المدير الفني للفريق جوستافو كوستاس عن غياب الروح وعدم تطبيق خطته بالشكل المطلوب من قبل اللاعبين وبأنهم لا يظهرون إلا في التدريبات فقط ويختلف أداؤهم أثناء المباريات ، ويهدد بتغيير أسلوب تعامله مع الفريق ليتضح من خطابه الإعلامي أنه يرمي المسؤولية على اللاعبين فقط دون أن يعترف بأخطائه بشكل مباشر ، إلا أنه اعترف بها ضمنيا دون أن يشعر فلا يمكن لمدير فني يبحث عن النجاح أن يقبل بالاعتماد على لاعبين لا يملكون الروح ومستوياتهم في تدني ملحوظ لان اختيار التشكيل من مهام المدرب . كان من المفترض وخصوصا في بداية الموسم التركيز على كسب النقاط دون ربطها بالأداء الفني .
الجانب الفني مهم وما قدمه السيد كوستاس المدير الفني دون الطموح . فالفريق لم يظهر بهوية واضحة وهناك أخطاء فنية قاتلة في الشكل العام للفريق ، ولعل الشيء المهم خلال الفترة المقبلة يكمن في الاعتماد على اللاعب الذي يؤدي بشكل جيد بغض النظر عن اسمه حتى لو أدى الأمر إلى تغيير نصف الفريق والاعتماد على بعض نجوم الفريق الاولمبي. فعندما يشعر اللاعب أنه حبيس دكة البدلاء بسبب انخفاض مستواه سيراجع حساباته وسيجتهد لإثبات أحقيته بالمشاركة .
حتى تعود الانتصارات مرة أخرى للفريق يجب استغلال فترة التوقف بشكل إيجابي من خلال تقييم العمل السابق والتخطيط الجيد للفترة المقبلة حتى لو أدى الأمر إلى تغيير بعض الاستراتيجيات الموضوعة مسبقا كأن يحدد صناع القرار توجههم في الدوري هل هو للمنافسة على البطولة أم الاكتفاء بتحقيق مركز متقدم لضمان المشاركة في البطولة الآسيوية والاعتماد على بطولات النفس القصير ؟
يجب أيضا تفعيل نظم المحاسبة (الثواب والعقاب) فبقدر ما يتقاضى اللاعب من مبالغ ماليه مرتفعة يجب أن يقدم ما يوازيها من جهد وعطاء داخل الملعب .. دمتم بكل خير. ،،، سلطان الزايدي

الجدل البيزنطي .. وكوع عبدالغني

يطيب لنا دائما نحن معشر الرياضيين الحديث عن القضايا التي يعتبر النقاش فيها بيزنطيا وهو الجدل الذي لا نتيجة له وبالعامية (بس ولو ..) يعني لو تجيب له كل براهين الدنيا حتى يقتنع لا يمكن أن يقتنع .. فكلا يغني على ليلاه دون أن يجد فيما يقول شائبة بل هو متيقن أن حديثه هو عين الصواب واستدلالاته هي الحقيقة المسلم بها . من هذه القضايا التي توصف بالجدل البيزنطي وهي لب حديثي اليوم وجوهره ما يدور في المجالس الرياضية والبرامج والمنتديات عن الكثافة الجماهيرية لبعض الأندية، فالنصراوي يرى أن ناديه هو الأكثر والهلالي يرى نفس الشيء ولن تجد من يحل هذا الأمر لان أي نتيجة ستظهر لن يقبلها الطرف الآخر . وفي تصوري وهي وجهة نظر شخصية قد يُفصل في هذا الأمر خلال السنوات البسيطة القادمة إذا ما استمر حال النصر دون حراك نحو البطولات فالنشء الجديد لا يعرف عن النصر أي انجازات ،غير أن نادي النصر مازال يحتفظ بالرعيل السابق من محبيه وقد أصبح الجزء الأكبر منهم يخفي ميوله أو يتظاهر بعدم تشجيعه للرياضة وقد ترك متابعتها لأنه لا يجد ما يقوله عن فريقه الذي خذله طوال السنوات الماضية ومازال الخذلان مستمرا .
فتحت هذا الموضوع وتعمدت فعل ذلك حتى يدرك الجميع أن هناك قضايا مهما بلغ الجدل فيها سيأتي يوم وتتضح الصورة ويصبح من المستحيل المكابرة على واقع فرض نفسه بسبب أناس فشلوا في المحافظة على مكتسبات الماضي ومازالوا يفرطون في البقية المتبقية من تلك المكتسبات .
عندما يُطرح هذا الموضوع من خلال هذا المنظور الواقعي قد يجد صداه عند الهيئة الموقرة التي اجتمعت على إعادة النصر ونبذ كل الخلافات وتغليب مصلحة الكيان فوق كل شيء ، بهذه الصورة خرج اجتماع أعضاء شرف النصر ومازال الأمر عبارة عن (حكي) لم نلمس أي شيء على ارض الواقع منذ أن انتهى الاجتماع.
نائب هيئة أعضاء شرف النصر الأمير طلال بن بدر وعد بإعادة كل المبتعدين من أعضاء الشرف والداعمين عن النصر ولم نسمع عن أي تحركات في هذا الشأن وأستثني هنا رجل الأعمال عمران العمران الذي أنهى خلافه مع رئيس النادي لكنه لم يعلن عن انضمامه لهيئة أعضاء الشرف ، والأمير ممدوح أعلن للجميع بسداد حقوق ماسا ودعم خاص منه وإلى ساعة كتابة هذا المقال لم يصل شيء ، إذن يحق لي أن أقول كله (كلام في كلام) .
• كوع عبدالغني :
حسين عبدالغني نجم ربما يعتبر من أساطير الكرة السعودية له تاريخ وإرث رياضي كبير من خلال إنجازاته المختلفة على الصعيد المحلي والدولي حققها في سنوات طويلة من الصبر والعطاء ، كثيرون يرون بأن حسين نجم مميز فنيا داخل الملعب وصاحب قلب طيب خارجه وعندما يحدث منه تجاوز في الأخلاق الرياضية داخل الملعب يقف الجميع وخصوصا من يعرفه عن قرب مندهشا بالرغم أن الأمر واضح وهي حقيقة علمية قد دونت في الكثير من الأبحاث المتعلقة بعلم النفس ، هناك أشخاص يرفضون الهزيمة ولا يقبلونها بأي حال من الأحوال وهذا الأمر قد يعود للمراحل العمرية الأولى من نشأة الفرد ، ولو فكر الكابتن حسين عبدالغني أن يؤلف كتاب عن حياته أو يكتب مذكراته منذ نشأته قد نجد السبب الحقيقي لما يفعله حسين داخل الملعب من بعض التجاوزات في طيات تلك المذكرات.
حسين عبدالغني يرفض الخسارة ومن يعرفه من المنافسين قد اكتشفوا هذا الأمر وأصبح التركيز عليه واضحا لتحويل وضعه الفني داخل الملعب من نقطة قوه للفريق إلى ضعف يتم استغلالها من خلال الضغط عليه حتى يخرج عن جو المباريات وهذا الأمر لا يؤثر فقط على حسين بل على كل أفراد الفريق .
هناك من يطلب من حسين عبدالغني ضبط النفس والتركيز على الأداء الفني والابتعاد عن النرفزة ولا يعلم أنه يطلب المستحيل لأنه من الصعب أن يتخلى حسين عن حماسه ومن الصعب أيضا أن تجد له حلا يستطيع من خلاله أن يتجاوز هذا الأمر خصوصا وهو في نهاية مشواره الرياضي , لو أن هذا الاهتمام حدث في بداياته لربما تغير الحال بالنسبة له . الحماس والرغبة بالانتصار هي التي كانت تتحكم في سلوك حسين عبدالغني وبرغم من كل تلك التجاوزات إلا أنها لا تلغي نجوميته وتاريخه الحافل .
دمتم بكل خير،، سلطان الزايدي

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

وطنيتنا .. وفريق الوطن

عندما نتحدث عن الوطن والمواطنة فنحن نعي تماما أهمية هذا الأمر وندرك جيدا معنى وقيمة الوطن لكل شعوب الأرض وهي الحقيقة التي لا مناص من قبولها بكل جوانبها الجميلة ، ولن تجد أي إنسان يقبل بأي شكل من الأشكال منازعته في وطنه ومواطنته أو تحجيمها لأنها من الركائز الأساسية في حياته .

نسير في كل الاتجاهات نبحث عن ما يميز الوطن ونحن نحمل اسمه ونخوض المعارك الحياتية إن جاز لي التعبير في كل المجالات من أجل الدين ثم الوطن نقبل الانكسارات بكل آلامها وتنهمر دموعنا عند الإنجازات والفرح ،لأننا نحزن لأجل الوطن ونفرح باسمه ، وتطيب لنا الحياة من خلاله ونشقى عندما لا نستطيع أن نقدم له ما يميزه عن غيره . ليست فكرة منافسة مع الغير وتنقضي أو تذهب في حال سبيلها دون أن تترك أثرها الايجابي أو السلبي في النفس المسألة أكبر من هذا كله هي سمعة وطن له من الواجبات ما له يصعب التخلي عنها مهما كانت الظروف أو المسببات .

توجهي في الجزء السابق من المقال له مسبباته المباشرة المرتبطة بواقع رياضي بحت وتحديدا كرة القدم التي يفصلها البعض عن مبدأ الوطنية إذا ما تعلقت بمشاركة أي نادٍ في بطولة خارجية ، فالبعض يرفض مبدأ الوطنية هنا ويعتبرون الأمر جزءاً من خرافة ليس لها أي قيمة على الصعيد الوطني ويتناسون أن الإبداع مرتبط بالمكان وروح الانتماء وصدق الرغبة في تقديم الشيء الجميل الذي يرفع من مكانة الوطن في كل الاتجاهات المرتبطة بالحياة .

دخل نادي الاتحاد المعترك الآسيوي بكل همة ورغبة بتحقيق الانتصار من اجل إعادة هيبة الكرة السعودية على مستوى القارة وقد نجح في الجزء الأول من البطولة وذهب لدور الثمانية ضد سيئول . في جده حضر الإبداع وقدم نور ورفاقه لوحة فنية كروية لا تكاد تمل من مشاهدتها بشكل متكرر ، اتفق الجميع على أن الاتحاد يمثل الوطن وخرج البعض بمعزل تام عن هذا الاتفاق واستنكروا فكرة المواطنة في هذا الاتجاه بحجة أنها لعبة كرة قدم ليس للوطنية هنا مكان لأنهم يستبعدون تماما أن الأهلاوي سيتمنى فوز الاتحاد وتحقيقه لبطولة آسيا بل زاد على هذا عندما وصف علاقة المشجع الأهلاوي بنادي الاتحاد أنها مبنية على (الكره والضغينة) بسبب سخونة الأجواء التنافسية بين الجارين والحال ذاته ينطبق على حد تعبيره في الرياض على المشجع النصراوي والهلالي .

البحث في أسباب هذا الأمر مضيعة للوقت ومثل هؤلاء الكتاب مهما بلغت درجة وعيهم مازالوا ينطلقون في توجهاتهم من خلال تعصب مقيت قد يفسد الود ويرفع من وتيرة التوتر والاحتقان بين أبناء الوطن الواحد .

التشكيك هنا ليس في روح الانتماء والمواطنة الحقيقية بين أفراد الوطن الواحد بل في من يخرج عن النص بعبارات وكتابات قد يجد فيها (البعض) متنفسا يبرر من خلاله احتقانه وتوتره وقد ينمو هذا الأمر في داخله ليصل به إلى أن يفقد الجزء الأهم في علاقته بالآخرين فهي (وأعني هنا تلك الأطروحات ) باب من أبواب الحقد أجارنا الله وإياكم منه ، فهو في تصوره أن الدعاء للمنافس بالتوفيق في مهمته الوطنية (كذبة) ولا تمثل روح المنافسة لأنه يرى أن التنافس يجب أن يكون داخل وخارج الملعب حتى يجد لقلمه موقعا مميزا في صناعة الإثارة السلبية التي تقود إلى التعصب .

الاتحاد ناد سعودي ونحن كسعوديين نقف بكل جوارحنا ومشاعرنا مع ممثلنا الوحيد في آسيا ولا يوجد مكان (للكذب) هنا لسبب بسيط جدا وهو عندما يحقق الاتحاد البطولة سيقولون الاتحاد السعودي هو بطل آسيا بمعنى أن اسم المملكة العربية السعودية سيكون حاضراً في هذا التشريف القاري إذن هل يوجد من يكذب عندما يتمنى انتصار لرياضة السعودية ؟ وإن وجدوا فهم قلة وهم ضحية لبعض الأطروحات المتشنجة بدافع التعصب ، من هذا المنطلق يجب أن نميز ونفصل بين الإنجاز المحلي الذي يحققه أي ناد بعيدا عن أي إنجاز وطني خارجي حتى ولو كان من المنافس .
دمتم بكل خير ،،

السبت، 1 أكتوبر 2011

أخضرنا وتايلاند

الخسارة من المنتخب الأسترالي ليست نهاية المطاف و(لن) تكون هي نهاية الأمل في التأهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل هي جولة و(انتهت) ويجب أن نستفيد من دروسها على كافة الأصعدة الفنية والإدارية حتى نعود مرة أخرى إلى الطريق الصحيح الذي نعبر من خلاله إلى الهدف المنشود .
تطرق بعض الكتاب والنقاد إلى مجموعة من الحلول وأكثرهم اكتفى بالغضب وحزنه على حال الأخضر وكأن الفرصة مضت ولن تعود مرة أخرى ! مثل هذه الأطروحات المتشائمة في مضمونها لا تخدم الصالح العام بل سيكون مردودها سلبيا على الجميع من لاعبين وإداريين وجهاز فني .
وكذلك الحديث عن أخطاء الماضي وتحديدا في هذا التوقيت لن تفيد المنتخب في شيء ربما التنويه عنها أمر مهم لا شك في ذلك حتى لا تتكرر مرة أخرى ، لكن اعتبار تلك الأخطاء مشكلة والوقف عندها فترة طويلة ليس بمنطق أو حل قد يعيد الوضع إلى جادة الصواب بل سيزداد الأمر سوءاً وقد يحدث مالا يحمد عقباه وهذا ما لا نريده في هذه الفترة ، وعجبي من بعض الإعلاميين وأضم لهم بعض المحللين الذين مازالوا يتحدثون عن تأخر الاتحاد السعودي في حسم اختيار مدرب المنتخب السعودي وربط الخسارة من المنتخب الأسترالي بهذا السبب .
في هذه الفترة يجب على المسؤولين عن المنتخب السعودي وضع خطة مناسبة تضمن لنا الوصول إلى التصفيات النهائيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم ومن ثم إلى النهائيات في البرازيل إن شاء الله لهذا يجب الاعتماد على اللاعبين الجاهزين بغض النظر عن صغر سن اللاعب أو كبره فالمرحلة القادمة تحتاج إلى النجم الجاهز فقط وهذا الأمر يجب أن يعيه السيد ريكارد مدرب الأخضر السعودي .
مباراة تايلاند القادمة ستكون بمثابة نهائي بطولة أو خروج المغلوب إن صح التعبير لهذا يجب أن تتظافر الجهود في إعداد المنتخب من قبل الجميع والتركيز على كل مفاتيح الانتصار والحذر من المبالغة في صعوبة الفرصة حتى لا نجد منتخبنا خارج المنافسة .
من شاهد المنتخب التايلاندي مع المنتخب الأسترالي والعماني سيجد أن منتخبنا قد يصبح في وضع محرج خصوصا وأن التايلانديين يعتمدون على السرعة والحماس والرغبة القوية بالفوز وتحقيق إنجاز تاريخي للكرة التايلندية لهذا نحن يجب أن نعرف كيف نتعامل مع مباراة حساسة كهذه وهي بالفعل مفترق طرق بنسبة لنا إما نكون أو لا نكون ، والمطالبة بـ (نكون) هذه قد تربك الجميع .
يحتاج المنتخب إلى مراجعة جهازه الطبي والفريق المتخصص بالتغذية والبنية الرياضية والجسمية مع الاستعانة بالمختصين في الجوانب النفسية الذين يهتمون برفع الروح المعنوية والدعم النفسي و تطوير الذات ممن لديهم تجارب ناجحة مع اللاعب السعودي ، وأنا هنا لست محبطا أو متشائما أبدا بل الثقة كبيرة بنجوم الكرة السعودية ولديهم الكثير وسيقدمونه بحول الله تعالى في المباريات القادمة .
بالرغم من الأخطاء التي وقع فيها مدرب الم نتخب ليس من المنطق أن نقسو عليه ونصفه بالمقلب أو الفاشل وقد اتضح من خلال متابعتي لمباراة عمان وأستراليا أن المدرب غير ملم بقدرات اللاعبين ويحتاج إلى من يسانده .
مطلوب من المدرب ونجوم الأخضر التركيز ومطلوب من الإعلام الرياضي الدعم والوقوف بشكل أفضل واستشعار خطورة المرحلة ، لن أبالغ إذا قلت أن الإعلام أصبح يشكل ضغطا كبيرا على نجوم الأخضر مما افقدهم الكثير من التركيز ، وإلا بماذا نفسر إبداع بعض النجوم في أنديتهم وإخفاقهم مع الأخضر ؟ سؤال كهذا يحتاج منا أن نوليه الاهتمام والمتابعة ..

دمتم بكل خير ،،،

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

أعضاء شرف النصر ..حكاية أزمة لا تنتهي !

أعضاء شرف النصر ..حكاية أزمة لا تنتهي !
ما يحدث في النصر لا يمكن أن يكون أمرا طبيعيا..! ولا يمكن أن تجده في مكان آخر غير النصر .. أما لماذا أقول هذا ؟ فالجواب يحمل نفس علامة التعجب التي وردت في بداية المقال .. فهل لكم أن تتخيلوا اجتماع أعضاء شرف نادٍ كبير بحجم النصر لم يحضر له سوى (31) عضوا من أجمالي عدد يتجاوز (250) عضوا والأغرب من هذا كله الاجتماع كان (ببلاش) يعني بالمجان ولم يكن مطلوب تقديم أي رسوم مالية حتى يسمح لأي عضو مسجل في القائمة الشرفية بالحضور . أذكر لكم هذا الأمر لكي تكون الصورة واضحة وزيادة تأكيد كدليل لا يقبل الشك على أن ما حدث ليلة الاجتماع ما هو إلا جزء مهم من الخلل الذي سار بالنادي الجماهيري إلى الهاوية وأصبح حاضره كما ترون مليئاً بالانكسارات والضعف والهوان .
اما على صعيد الاجتماع وما حدث فيه (فلا) جديد ،استمرت الخلافات والانسحابات، لم أجد في هذا الاجتماع أي نتائج قد تقنع الشارع الرياضي وخصوصا النصراوي ، وقبل هذا كله هناك سؤال على هامش الاجتماع يجب أن نطرحه هنا كي يتضح لنا نحن الرياضيون فوضوية الأمر: هل يوجد اجتماع في الدنيا مهما كان نوعه يتم دون أن يقدم فيه جدول أعمال واضح ومحاور نقاش تطرح على طاولة الأعضاء حتى يستطيعون من خلالها تسليط الضوء على ابرز المعوقات والعمل على دراستها لتقديم أفضل الحلول لتجاوزها !.. لكن ومع الأسف لم يحدث شيء من هذا القبيل ولن يحدث أي شيء في الاجتماعات القادمة .. كل ما سيحدث دائرة الخلافات ستتسع وتتشعب فالقادم هو امتداد لما مضى .. الأمر حقا غريب..!!
ولعل تحفظ بعض أعضاء شرف النصر خصوصا عندما يتعلق الأمر بالجوانب المادية يفتح الباب على مصراعيه للكثير من الاستنتاجات والتكهنات . ليبقى السؤال الأهم متى يستغني النصر عن أعضاء الشرف ؟
من سوء حظ النصر لم يجد عضواً فعالاً يتكفل بتقديم الدعم المادي والمعنوي المتواصل وإنقاذ النادي متى ما اقتضت الحاجة ، وأيضا من سوء حظ النصر لم يجد رئيسا مقتدرا يتكفل بكل احتياجات النادي من دعم مالي ويكفيه الحاجة وسؤال أعضاء شرفه المقصرين.. بل هناك من يرى في النصر بكل مداخيله المالية فرصة ينتظرها حتى يتربح من خلالها .. جميعها معاول هدم ومع الأسف اجتمعت في النصر .
هناك أمثلة كثيرة حدثت في الساحة الرياضية تفرض علي الاستشهاد بها وجعلها نموذج يصور معنى الصورة الجميلة التي كان من المفترض أن يكون عليها ناد كبير كالنصر، ففي فترة من الفترات اجتمع في نادي الاتحاد شخصيتان نقلتا الاتحاد من الحال الميسور ماديا إلى الثراء وأصبح النادي في أكثر فتراته السابقة ظاهرة مادية يطرب الجميع عندما يتحدثون عن الشأن الاتحادي لان النتائج كانت مبهره جداً .
وفي الهلال أيضا وتحديدا آخر ثلاث رؤساء مروا على النادي يلاحظ حجم المبالغ التي كانت تقدم من كل إدارة بدعم واضح من بعض أعضاء الشرف ، دعونا من الماضي ونراقب عمل إدارة الهلال الحالية في هذا الصيف فقط ، رئيس النادي يقدم من حسابه الخاص مبالغ كبيرة جدا ربما لو صرف ربعها على أي ناد لربما أصبح ينافس على الدوري الموسم القادم .. لكن لماذا قدم كل تلك المبالغ ؟ لان عينه على مكتسبات وانجازات جديدة تزين سجله الإداري في تاريخ الهلال ولعل أهمها بطولة آسيا للأندية وهو مدرك تماما بدون عمل كبير كهذا لن يأتي بأي انجاز مهما كان حجمه .
تلك الحالتان تكفيان لتوضيح حال النصر الذي امتلأت أركانه بالمشاكل والمؤامرات والتحزبات لا جو صحي يساعد على العمل، ولا توجد بوادر أمل قد تعيد صاحب الأمجاد إلى مجده ، وهناك من ينتظر ويضع الأمل في المستقبل لعل يحدث التغيير المنتظر وهو في الأصل لا يملك من الأمر شيئا سوى أنه ينتظر ويردد أسئلته المعتادة : متى يصبح النصر (مهما) عند أعضاء الشرف ؟ متى يتخلصون من الانقسامات وتصفية الحسابات القديمة والجديدة ؟ متى يتعلمون كيف تنتصر روح التعاون وإنكار الذات أمام مستقبل كيان له تاريخه وأنصار ينتظرون موعدا للفرح ؟ جميعها أسئلة مهمة لكنها بلا جواب ، ولعل ما حدث في الاجتماع الأخير (لا) يجعلنا نتفاءل بموسم مميز يحدث فيه ما يسعد الجماهير بل أصبحت نبرة التشاؤم اقرب إلى واقع الأمر .
بقي أن أقول وعلى لسان المتنبي :
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
دمتم بكل خير ،،،

السبت، 20 أغسطس 2011

بدون مجاملة للإعلام السعودي

نتحدث دائما عن أهمية التحليل الرياضي خصوصا على مستوى كرة القدم لما تملكه هذه اللعبة من شعبية كبيرة في أرجاء العالم لهذا تجد المتابع يبحث عن القناة ذات الإمكانيات العالية والمتفوقة في كل الجوانب كالإخراج الجيد ومقدرتها على استقطاب أفضل المعلقين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة في العالم العربي ،وكذلك تميزها في تقديم محللين يجيدون التحليل الفني ويملكون مخزونا ثقافيا يساعدهم على تقديم ما يثري المشاهد، كلها عوامل جذب للمشاهد حتى يحظى بمشاهدة ممتعة ،لهذا نجد أن الفائدة هنا مشتركة بين المرسل والمتلقي فالقناة الرياضية الناجحة هي التي تبحث عن أكبر عدد ممكن من المشاهدين وحتى يتحقق هذا (الهدف) يجب أن تقدم عملا مميزا يجعلها تنفرد في عدد المتابعين عن غيرها من القنوات الأخرى، فمقياس النجاح هنا مرتبط بحجم المتابعة لهذا نجد أن هناك قنوات تهتم بجودة العمل من كل الجوانب وتضع عوامل النجاح نصب عينها فهي تعي جيدا ماذا يريد المتابع لكرة القدم.

كثيرون يربطون متابعتهم لأي مباراة بالإستوديو التحليلي المصاحب للمباراة مما يشكل هذا الأمر عبئا رئيسيا على القناة من خلال الاختيار الجيد للمحللين المبني على أسس واضحة تجعل المتلقي أمام صورة واضحة يستطيع من خلالها أن يقيّم أداء فريقه من خلال ما شاهده أثناء المباراة .

يعتبر المحلل الذي يستطيع أن يصل لذائقة المتابع وإقناعه بشكل منطقي من خلال الدقة في الشرح الفني وتقديم الإحصائيات الواضحة بالأرقام عن أداء كل لاعب داخل المباراة هو (مكسب) وداعم مهم لأي قناة لأن من خلاله يستطيع المتابع أن يحدد عوامل الانتصار ومسببات الخسارة لطرفي المباراة .

القنوات الرياضية هدفها في المقام الأول جذب المشاهد ومن اجل ذلك هي تبحث عن نجوم الشبّاك السابقين من لاعبين ومدربين بصرف النظر عن المستوى التحليلي والمقدرة على اكتشاف الجوانب الفنية وطريقة اللعب وتحديد ما يجري على ارض الملعب ولا يهم إن خرجوا عن واقع المباراة لأمور إدارية أخرى لا علاقة لها بالمباراة وهذا هو الملاحظ على (بعض) المحللين ، إلى جانب ما سبق هناك محللون تكون آراؤهم غير منطقية وبمعنى اصحّ وأدقّ تكون ذات أبعاد مختلفة ولها أهداف معينه .

دعوني أنقل لكم هذه الواقعة .. فريق في دوري زين ينتصر ويقدم مباراة جميلة إلى حد ما ، المنطق والعقل يقولان ذلك .. لكن نتفاجأ بحديث المحلل الذي وضع الخاسر مكان المنتصر من خلال الإشادة به وبأسلوب لعبه الجيد دون أن يقدم للفائز أي كلمة تدل على حقه بالانتصار بل ما زاد الأمر سوءا وصفه أن الفوز تحقق بمجهود لاعبين فقط بدون أي أداء فني واضح داخل الملعب لتتضح دوافعه بعد ذلك ولماذا خرج عن واقع المباراة ؟..

كل ما أردت طرحه من خلال هذه الواقعة هو توضيح صورة (بعض) المحللين الذين يجبرون المشاهدين على التنقل بين القنوات حتى يحصلوا على الواقعية وقبلها المصداقية في الطرح .

لهذا نحن كمتابعين نتمنى من كل القنوات المهتمة بشأن الرياضي أن تضع معايير وأسسا واضحة لاستقطاب المحللين ولا يمكن اعتبار شُهرتهم أو خبرتهم الرياضية كلاعبين سابقين عنصرا أساسيا حتى يصبحوا محللين،هناك جوانب مهمة تدخل في صلب الموضوع وتفرض على أي قناة النظر لها بشكل مختلف حتى تنجح في أهدافها فالمتابع الرياضي أصبح على قدر كبير من المعرفة والثقافة الكروية ويستطيع أن يميز بين الغث والسمين فالمحلل الذي لا تخدمه مفرداته اللغوية المكتسبة من قدرته على المتابعة وتطوير الذات لا يستطيع أن يقدم عملا مقنعا يتقبله الشارع الرياضي مهما كانت خبرته كمدرب أو لاعب سابق لذلك يجب أن ندرك بأن التحليل الرياضي أصبح أمرا مهما وجزءا لا يتجزأ من كل مباراة تُنقل للمشاهدين .

يحتاج أي أستوديو تحليلي إلى خبراء يساهمون في تطوير اللعبة واكتشاف المواهب وتقديم الفائدة من خلال ما يقدمونه من آراء تخدم اللاعب وتجعله يستفيد من أخطائه حتى يستطيع تداركها أثناء التمارين والتركيز على تلافيها في المباريات القادمة .

(دمتم بكل خير ورمضان كريم )



سلطان الزايدي

Zaidi161@hotmail.com

نواف .. وأمسية الشفافية

نواف .. وأمسية الشفافية المتتبع للوضع الرياضي في الفترة الماضية وخصوصا بعد تولي الأمير نواف بن فيصل دفة الرئاسة والجهود المتسارعة في تطوير الرياضة السعودية يلمس ايجابيات العمل المقدم والفكر المميز الذي يمنح أهل الاختصاص الفرصة كاملة لتقديم عمل في تصوري سيقودنا إلى حيث نجد لطموحنا مكان ، فلم يكن هذا الوطن الكبير الذي يعتبره العالم بمثابة القارة قليل الشأن في أي مجال من مجالات الحياة ، فالطريق صعب وطويل ويحتاج إلى صبر حتى نحقق ما نريد ولن يتحقق هذا إلا بتحديد الأهداف والعمل على بناء الإستراتيجيات ووضع خطط مستقبلية واضحة .
تحدث الأمير نواف بن فيصل في (أمسية الرياضية) بكل شفافية ووضوح وشخص حال المنتخبات السعودية بكل تجرد وهو مدرك جيدا بمكمن الخلل، وقد استشفيت من حديثه أن ما يحدث من تراجع في المستوى الفني لكرتنا سببه الأندية فهي لا تقدم للمنتخبات لاعبين جاهزين من كل الجوانب ،ويوجد نقص واضح في الجانب اللياقي للاعب السعودي، وهنا تكمن خطورة الأمر،وكنت أتمنى ومن خلال تلك الأمسية أن اطرح سؤالا على سموه متعلقا بهذه النقطة تحديدا ، لكن ومع الأسف لم أتمكن من فعل ذلك وسأطرحه هنا .. طالما الأندية يا سمو الأمير تخضع مرجعيتها للرئاسة العامة لرعاية الشباب ، فلماذا لا يشكل الاتحاد السعودي لجنة فنية مكونة من مجموعة من المدربين الوطنيين يكون دورهم فقط متابعة تمارين الأندية وتسجيل الملاحظة الفنية على المستوى التدريبي للاعب السعودي داخل نادية والإطلاع على كافة البرامج والمعسكرات التي تضعها الأندية ؟ فليس من المقبول أن نحدد أسباب الضعف دون أن نسعى جاهدين إلى تذليل هذا الأمر ووضع الحلول السريعة له ،ولعل المقارنة التي ذكرها سموه في حديثة عن هذه النقطة بين منتخب 1994م والمنتخب الآن تؤكد على أهمية الإعداد الجيد وضرورة الاحتكاك بالمنتخبات العالمية .
وجدت في حديث الأمير إشارة واضحة تدل على أن الفترة المقبلة ستكون مرحلة تطوير وقد لمست حرصه على الاستفادة من المدرب الوطني بشكل أفضل فالقرارات الأخيرة خير دليل على هذا الأمر ، وكذلك اهتمامه بالفئات السنية، ولعل ما حققته منتخباتنا السنية من نتائج ايجابية تعتبر ثمرة الأكاديميات التي بدأت تنتشر في بعض الأندية باهتمام واضح من سموه .
ثمة نقطة ايجابية ضمن النقاط الايجابية الكثيرة التي ناقشها الأمير نواف في أمسية الشفافية والتي تمحورت حول إعلان الأمير نواف أنه سيكون وكيل أعمال أي نجم شاب يجد له مكانا في أي دوري أوروبي، أمر كهذا سيقود الشباب الموهوبين إلى أن يغيروا من سقف طموحاتهم، فالفرصة من النادر أن تأتي مرتين وحتى يستفيد النجم الموهوب من فرصة كهذه يجب أن يعمل جيدا على تطوير موهبته ‘ وفي تصوري منتخب الشباب قدم نجما أشادت به بعض الصحف العالمية وهو (معن الخضري) وقد سوق لموهبته بشكل جيد ولن نتفاجئ عندما تحضر العروض الخارجية له ،وكنت أتمنى من الأمير نواف أن يدعم فكرة تسويق نجوم المملكة المحليين خارجيا بالاتفاق مع أنديتهم وتسهيل أمر انتقالهم أو إعارتهم . قد يبدو الأمر صعبا على الأندية خصوصا الأندية التي تملك قاعدة جماهيرية لكنها خطوة مهمة نحو احتراف حقيقي أسوةً بغيرنا من الدول المتقدمة كرويا .
التفت الأمير نواف لأشياء كثيرة كان يعتقد أنها جزء مهم من مراحل التغيير وعمل على تهيئة الجو المناسب للعمل أدرك بأن العمل الناجح يجب أن يكون بمشاركة الجميع من كل جوانبه المحيطة به وحتى يتحقق الانسجام في هذا الأمر رفع شعار الشفافية والوضوح مع الجميع .
ما نشاهده من حراك في كل الاتجاهات من اجل تصحيح وتطوير حال الكرة السعودية أمر مريح جدا فالجميع استشعروا بأهمية المرحلة من أعلى سلطة في الدولة إلى كل من له علاقة بالشأن الرياضي. فالأفكار والمقترحات والحلول أصبحت أكثر جديه وذلك من خلال تأسيس فكر تطويري يدار من خلال منظومة عمل واحده تعمل وفق أهداف واضحة لتحقيق نتائج ايجابية مبنية على أسس علمية تتوافق مع واقع المرحلة ، وقد وجدت في التشكيل الجديد للجان الاتحاد السعودي ما يبعث الارتياح والتفاؤل وأن الكرة السعودية تسير نحو التصحيح بخطوات واضحة للجميع .
ما قدمه منتخب الشباب في كولومبيا يعتبر أمرا ايجابيا وليس هو سقف الطموح بالنسبة لنا لكنها تعتبر خطوة جيدة تعيد لنا بارقة الأمل في تغيير الحال والعودة للنقطة التي كان من المفترض أن تكون تحول في حال الكرة السعودية وأعني هنا فترة التسعينات الميلادية .. لكن هذا لم يحدث !
(دمتم بكل خير ورمضان كريم)

سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 15 أغسطس 2011

الأندية تريد (إدارة)

الأندية تريد (إدارة)
في المجال الرياضي وتحديدا كرة القدم تكون البطولات هي المقياس الحقيقي للعمل بغض النظر عن الأمور الأخرى ، فعندما يتمكن أي ناد من تحقيق بطولة فنحن سنكون أمام إنجاز يلغي كل العيوب فقد تحقق المعيار الحقيقي للنجاح . فالمنافسة في كرة القدم تكون الكلمة العليا لصاحب الانتصار بينما الخاسر مهما قدم من جهد وعطاء لن تشفع له ولن يكون لها ذكر في سجلات النادي وتاريخه . يبقى أن نبحث عن جزئية مهمة ونتتبع تفاصيلها بشكل واضح ولنبدأ بطرح بعض الأسئلة :
لماذا دائما تكون الأندية الكبيرة هي صاحبة البطولات في السعودية ؟ بمعنى لماذا لا نجد من يرشح نادي الفتح أو نجران مثلا لبطولة الدوري ؟ ما هو سر تراجع بعض الأندية عن فكرة الفوز بالمركز الأول ولماذا لا تنهض وتنافس على البطولات ؟ كالاتحاد والهلال والشباب والنصر والأهلي ولماذا النجوم في الأندية الصغيرة لا يشتهرون إلا عندما ينتقلون منها إلى أندية كبيرة؟
وحتى تصبح الفكرة واضحة نسوق هذا المثال هل سيكون النجم خالد الزيلعي نجم أبها السابق ضمن صفوف المنتخب لو لم ينتقل للنصر؟
لماذا الأندية الصغيرة تقبل بأن تصبح أندية ظل بينما هي تستطيع أن تتميز وتنافس ؟
جميعها أسئلة تدور حول عوامل نجاح أساسية مرتبطة ببعضها ولعل السؤال الأهم هنا حتى أستطيع تفسير ما يحدث ولو من وجهة نظر شخصية .. كيف استطاع نادي القادسية تحقيق بطولة كأس الكؤوس الآسيوية وهو يعتبر ناديا محدود الإمكانيات ولا يعتبر ناديا جماهيريا ؟
عندما نبحث عن الأسباب الحقيقية التي فرضت أندية البطولات وأندية الظل لوجدنا أن المشكلة لها علاقة كبيرة جدا بالوضع الإداري للأندية فلو كانت هناك إدارة (قوية) ومتميزة لكل الأندية الصغيرة فإنها بالتأكيد ستستطيع أن تحقق نقله جيدة في مسيرتها الرياضية .
أعجبني تصريح مهم جدا أطلقه الإداري المميز فهد المطوع رئيس نادي الرائد عندما قال بعد موسمين سننافس على الدوري مما يعني أن الشأن الإداري في الرائد استشعر بأهمية الدور الإداري في صنع الإنجازات وبدأ يبحث عن تنمية إدارية تتواكب مع حجم الطموح بمعنى أن الفوز يعود سببه للإدارة والخسارة تتحملها الإدارة ،لأن الإدارة هي التي تختار الجهاز التدريبي الذي يستطيع تقديم عمل يقود للفوز ، والإدارة هي التي تضع الخطط المستقبلية للمواهب وتعمل على المحافظة عليها حتى ترتقي بمستواها وتستطيع أن تعطي .. الإدارة هي التي توفر موارد مالية للنادي وهي التي تجمع أمواله من خلال البحث عن شريك استراتيجي وكذلك من اشتراكات أعضاء الشرف والجماهير وهي التي تنفقها وفق ما تراه مناسبا لدعم خططها المدرجة مسبقا ..
الإدارة التي لا تستطيع جلب الأموال ولا تسجيل أفضل المواهب ولم تتعاقد مع أحسن المدربين وليس لديها حلول من أجل أن تبني قاعدة جماهيرية عريضة هي إدارة (مقصرة) ، وعلى سبيل المثال خالد البلطان رئيس الشباب يستطيع أن يفعل كل شيء في الجوانب المالية والاقتصادية للنادي ولا يجد صعوبة في هذا الأمر لكنه يعتقد أن عمله مازال (ناقصا) فلم يبني القاعدة الجماهيرية التي تحقق له النجاح المطلق على المستوى الإداري في الأندية وهو مازال يضع الحلول لتجاوز هذا الأمر ولعل فكرة استهداف النشء والاعتماد عليهم في تكوين القاعدة الجماهيرية أمر في غاية الذكاء خصوصا عندما ينجح في تغيير اللون الأساسي للفريق إلى اللون البرتقالي إضافة للونين الأبيض والأسود .
إذن وباختصار (الإدارة) هي المفتاح الأساسي لصنع النجاح خصوصا في هذا الزمن ومع كل المجالات وبالذات مجالنا الرياضي ولذلك نجد أن الإنجازات تقتصر على بعض الأندية وتبتعد عن بقية الأندية هذا ما نجده عندما نتتبع العوامل التي ساهمت في صنع تلك البطولات ، في زمن الاحتراف تعتبر (الإدارة) هي النجم الأبرز لان الإنجازات سترتبط بالقيادة الإدارية والتاريخ سيذكر الإدارة الناجحة بعد أن يربطها بإنجازاتها .
(دمتم بكل خير ورمضان كريم )



سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

أخضرنا .. والغد المشرق

أخضرنا... والغد المشرق
في زمن العلم والسرعة لن ينتظرنا العالم حتى نصحو من سباتنا ونشعر بكل المتغيرات من حولنا ولن تقبل الأجيال القادمة تقاعسنا وستنظر لنا بمنظار الشفقة والبعد عن المسؤولية ولن يكتب التاريخ في حقنا سطرا واحدا جميلا نفخر به فالحياة سائرة ولا تنتظر أحدا ، ولم يكن المستحيل مطلبا أو غاية ننشدها حتى نضحي بكل شيء من اجل الحصول عليه كل ما في الأمر وما نحتاجه هو أن نسير وفق مناهج التطوير التي تدور من حولنا في كل بقاع العالم نتعرف على أهدافهم وسبل تحقيقها ونعمل على توظيفها وفق معطياتنا الدينية والاجتماعية والاقتصادية لا نريد التفوق بجهلنا بل بعلمنا ومقدرتنا على صنع الانجازات التي تعيدنا للواجهة .. من هنا تكون البداية .
عندما تتوافر الرغبة الصادقة في التغيير المرتبطة بالعمل سيصبح كل شيء على أفضل حال ، الخطأ أمر وارد والتصحيح مطلب حتى تعود خطوات العمل إلى مسارها الصحيح ويصبح الأمل في الغد بكل متغيراته . عندما نجد أنفسنا قد اكتسبنا كل مقومات النجاح وأصبحنا قادرين على لعب الدور المهم في خارطة العالم عندها فقط سيصبح لنا مكان في صفحات التاريخ ولن نجد من يختصر إنجازاتنا أو يهمشها لقلتها .
وجدت ما سبق مدخلا مهما لما أريد طرحه هنا وكتحليل ربما أجده اقرب للصواب من عدمه بعد ما عشت غضب الشارع السعودي في الأيام الماضية عندما تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر تعاقد منتخبنا مع الهولندي الشهير (فرانك ريكارد) وقد وصفوا هذه الخطوة من (ريكارد) بالغريبة وفيها مجازفة بتاريخه وقد تُضعف من أسهمه في عالم التدريب لأنهم يرون المنتخب السعودي اقل من أن يقوده فنيا مدرب بحجم (ريكارد) فما ذكره كبير الكتّاب في هولندا عن ما تُعانيه الكرة السعودية من ضعف مما يجعلها بيئة غير محفزّة لأي مدرب يمتلك سجلا تدريبيا حافلا كما هو حال (ريكارد) .
من يملكون الطموح والغيرة والرغبة بالمنافسة لن يقبلوا بهذا الوضع ومن وصفوا قرار السيد (فرانك ريكارد) بأنه قرار أحمق ومتسرع يجب أن نثبت لهم عكس ذلك ولن يحدث هذا إلا بالفكر والعمل والاستفادة من تجارب الآخرين وترسيخ فكرة الاحتراف الحقيقي المبني على أسس صحيحة والتي تهدف لتنظيم الأنشطة الرياضية في مجتمعنا لهذا يجب أن يكون الاحتراف هو أساس المنضومة الرياضية بكل جوانبها الاقتصادية والفنية والإدارية ، يجب أن يرى العالم بأسره وضعا مختلفا لرياضتنا وتحديدا كرة القدم في مونديال البرازيل القادم .
لدى (ريكارد) مدرب المنتخب رغبة وتحد مع النفس ليثبت أمام العالم أن قراره كان صائبا وتدريب الأخضر السعودي يُعتبر إضافة لمسيرته التدريبية عكس ما كانوا يتوقعون ومن جانبنا يجب أن نستغل هذه الرغبة ونحرص على الاستفادة بالشكل الصحيح من خبرته ونقبل كل انتقاداته ونوفر كل احتياجاته وندرس كل التقارير التي يقدمها بشكل جيد مهما حملت من سلبيات ونعمل على تغييرها وفق احتياجاتنا وإمكانياتنا ،هي فرصة حقيقية لتغيير الحال والظروف مواتية لذلك .
باختصار ولعل الأمر يبدو مزعجا بعض الشيء لكنها الحقيقة مازالت المقومات الأساسية لتفوق الكرة السعودية وتحقيق التقدم عالميا ضعيفة ونظام الاحتراف لدينا متطلباته كثيرة وتحتاج منا جهدا وعملا متواصلا حتى نستطيع مواكبة ركب التطور من حولنا ويصبح لدينا رياضة منتجة من خلال جيل لديه روح العمل والإبداع .

سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الاثنين، 25 يوليو 2011

الممدوحي !

الممدوحي! هذه المفردة بحذف (ال) التعريف وإضافة (أنا) لتصبح (أنا) ممدوحي .. رددها إعلامي ينتمي للإعلام النصراوي في برنامج رياضي بصريح العبارة ليؤكد لكل النصراويين أن ما يحدث للنصر من انقسامات واختلافات وخلافات أمر حقيقي ولا يقبل الشك وحتى يعي الشارع النصراوي أن الخلل ليس في لاعب أو مدرب أو فكر إداري كما يرسمه هذا الصحفي ومن يقف خلفه بل الخلل في فكر النصراويين أنفسهم ليس لديهم روح المبادرة والتعاون هذا (هو) المختصر المفيد .
في أندية كثيرة يتم تنصيب الرئيس إما بالتكليف أومن خلال عقد جمعية عمومية وانتخابات أو بالتزكية من قبل أعضاء الشرف ويُترك للرئيس بعد ذلك كامل الحرية لتقديم عمل وفق استراتيجيات معينه هو يراها ،وخطط موضوعة بشكل جيد من وجهة نظره . قد لا تتحقق أهدافه إلا في السنة الأخيرة من رئاسته .
ما يخص العمل المقدم طوال الفترة الماضية من قبل إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي يدل على أن الأمور في نادي النصر تسير بطريقة جيدة هناك أخطاء ولا احد ينكر ذلك ولن نجد عملا متكاملا ناجحا لم يسبقه أخطاء تلك هي الحياة ، لكنها لا تصل إلى حد التدخل في عمل الإدارة وفرض الوصايا عليها من خلال المطالبة بإبعاد هذا وتنصيب ذاك ولن يقبل أي رئيس مهما كان حجم الموقع الذي يرأسه أن ينفذ ما يريده الآخرون دون أن يكون له رأي في الأمر .
أعود (للمدوحي) ولماذا يحارب سلمان القريني ويبحث عن كل ما يُسيء له حتى يسارع في نشره وتأليب الشارع النصراوي عليه ، (يقولون) إذا عُرف السبب بطل العجب ،سُئل سلمان القريني عن هذا (الممدوحي) ولماذا يفعل هذا بك ؟ فأجاب سلمان إجابة الواثق بعبارات تدل على رقي وفكر هذا الرجل فبدأ حديثه بـ (هداه الله ) ليس بيني وبينه شيء سوى أني منعته من لعب (البلاستيشن) في المعسكرات مع لاعبي النصر من بعدها ربما الرجل غضب وأصبح يبحث بطريقة أو أخرى عن إقالتي أو استقالتي كما زعم في الفترة الأخيرة عندما قال لدي معلومات بأن القريني سيترك العمل في النصر أنا لم أتحدث في هذا الأمر مع الرئيس أبدا بل بالعكس أنا سعيد بعملي في النصر ومع رئيس النادي ولن اخذله ..انتهى حديث القريني ..
إذن من خلال هذا الحوار يتضح بأن هناك حملة هدفها تغييب النظام في النصر ولن يُغيب هذا النظام إلا بإبعاد القريني ..
(الممدوحي) يريد أن يسرح ويمرح بالنادي كيفما يشاء دون حسيب أو رقيب .
ما اعنيه هنا ومن خلال هذه الأسطر البسيطة شيء واحد فقط : لماذا لا يجتمع النصراويين جميعهم على كلمة واحدة وقلب واحد ويتفقوا على دعم رئيس النصر فيصل بن تركي ويمنحونه الثقة الكاملة حتى يقدم ما يريد وعندما تنتهي فترة رئاسته يتم تقيم عمله وهذا لا يعني عدم نقده لكن وفق الإطار الذي يدعم العمل ولا يؤثر عليه والابتعاد عن تصفية الحسابات وينظرون لمصلحة الكيان قبل كل شيء ، لن يغضب أي رئيس ناد في العالم عندما يستمع لوجهة نظر معينه ولن يجدوا صعوبة أعضاء شرف النصر إذا ما أرادوا الوصول لرئيس النصر وطرح ما يرونه مفيدا دون الحاجة لطرحها عبر الإعلام .
بقي القول : في كل نهاية موسم يقف أعضاء الشرف الحاليون والمبتعدون مع الجمهور النصراوي الكبير ينظرون للذهب والبطولات تذهب لمن حولهم دون أن يكون لفريقهم أي نصيب منها .
سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 17 يوليو 2011

أيها (الذابح)هل من عوده ؟

أيها (الذابح) هل من عوده ؟ لم تتوقف سخونة الأجواء الرياضية مع نهاية الموسم كما يعتقد البعض بل مازال الأمر مستمرا وعادةً ما تكون الأحداث في فصل الصيف بعيدة عن الملعب ويلعب الإعلام الدور الأساسي في هذا الأمر بشكل رئيسي . قضايا كثيرة يطرحها الإعلام ويسلط الضوء عليها بشكل مستمر وتحديدا ما يخص الأندية الجماهيرية ونجومهم ولعل ما يشغل الشارع الرياضي هذه الأيام وتحديدا الجمهور النصراوي قضية نجمهم الدولي السابق سعد الحارثي ، ولا أحد ينكر أن الجمهور النصراوي ربما تكون النسبة الأكبر منهم تقودهم عواطفهم تجاه هذا الأمر .
تجديد عقد الحارثي لا تحكمه العواطف وسعد يعي هذا الأمر جيدا . تجديد العقد يحكمه العطاء داخل الملعب فهل قدم سعد ما يشفع له حتى يطلب ما يريد لتجديد عقده ؟ سؤال كهذا إجابته لن تكون عند سعد بل ستكون لدى النقاد والجماهير والجميع متفقون على قلة عطائه خلال الموسم المنصرم .
في فترة رئاسة الأمير سعد بن فيصل خرجت أنباء ببيع عقد سعد الحارثي للاتحاد بمبلغ كبير جدا وقتها قامت الدنيا وتحرك أعضاء شرف النصر حتى يحافظوا على نجمهم الأوحد في تلك الفترة وكان ثمن ذلك استقالة رئيس النادي وكان العنوان الأبرز حينها استقال الرئيس وبقي النجم .حتى في عقده السابق لم يضطر الحارثي إلى أن يبحث عن النصراويين حتى يقنعهم بما يريد ولم يتجاهلوه النصراويون بل هم من ذهبوا له وقدموا له العروض واختار سعد ما يريد ووقع وفق طلباته ورغباته والسبب لان سعد كان وقتها النجم الأول في الفريق وكان يقدّم أجمل المستويات داخل المستطيل وخارجه بانضباطه ومحافظته على التمارين واهتمامه بنفسه على الرغم من الحالة السيئة التي كان يمر فيها الفريق .
أما الآن فلم يعد سعد (الذابح ) يشكل خطرا على منافسيه ولم تعد الجماهير تضع ثقتها فيه لقد فقد كل تلك المميزات التي ألزمت الإدارتين السابقتين على المحافظة عليه ولا يستطيع الآن أن يفرض شروطه على النادي ومن المنطق أن يقبل بما تقدمه الإدارة أو يعلن الرحيل بعد انتهاء عقده .
في عالم الاحتراف والمال موهبة سعد هي (سلعة) متى ما كانت جيدة سيُقدم لها المبلغ الذي تستحقه وإن كانت عكس ذلك لن تكون الحاجة لها ملحه .
كثيرون ينتقدون إدارة النصر لتجاهلها أمر التجديد مع سعد وعدم البت فيه ومن وجهة نظري من حق الإدارة النصراوية أن تجدد مع من تراه يخدم الفريق وتقدم له العقد الذي يستحق ، لن يذكر التاريخ قضية التجديد مع سعد الحارثي من عدمها للنصر بل سيذكر عدد السنوات التي ابتعد فيها النصر عن تحقيق البطولات . فإذا لم يكن سعد عنصرا مهما ويحقق إضافة للفريق من اجل تحقيق انجاز لن تكون الخسارة كبيرة عندما لا يُجدد عقده ، الخسارة الحقيقية فعلا هي إضافة سنه أخرى من الإخفاقات في تاريخ النصر المجيد .
لن يتوقف النصر بانتقال الحارثي إذا ما حدث ولن يستسلم سعد بسهولة وسيواصل الركض في مكان آخر ليثبت بأنه صفقه رابحه خسرها النصر لهذا ستصبح الدافع عنده لتحقيق ذاته وعودته اكبر من دوافعه لو استمر في النصر خصوصا بعد ما شاهده من تجاهل ومساومته على المتبقي من عقده لهذا ربما تكون عودت (الذابح) من خلال ناد آخر .
كلنا كمتابعين للكرة السعودية نتمنى أن يكون سعد الحارثي مازال قادرا على العطاء حتى نراه في صفوف المنتخب يرفع راية الوطن خفاقة كعادتها في كل المحافل الدولية ،عودة سعد لن تفيد النصر وحده إذا (ما استمر معه) لكنها ستفيد الكرة السعودية ، لهذا أتمنى أن يكون سعد الحارثي مازال قادرا على العطاء .
في زمن الاحتراف والمال يجب عزل العاطفة وقصص ابن النادي يجب أن تنتهي لأنها لن تفيد الاحتراف في شيء بل ربما تؤثر على مسيرته لا مانع من انتقال أي لاعب مهما كانت علاقته بجماهيره ، ناد مثل النصر يحتاج لنجوم تقدم له البطولات وسعد ربما يُعيد اكتشاف نفسه في أي مكان أخر وقد يشكل له ابتعاده عن النصر نقطة قوه وتحدي مع النفس حتى يعود مره أخرى ليثبت للجميع بأنه نجم له قيمته .
سعد الحارثي ومالك معاذ وياسر القحطاني كلهم نماذج لنجوم قدموا أجمل العروض في بداياتهم ونجحوا في صناعة تاريخ جميل لهم وللكرة السعودية وحتى نظفر بعودة هؤلاء النجوم لسابق عهدهم من الضروري تقديم ما يفيدهم حتى وإن كان الثمن التخلي عنهم ولو بشكل مؤقت .



سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الخميس، 7 يوليو 2011

حيلة (الكوبري) انتهت

حيلة (الكوبري) انتهت الإقرار بالحقوق وتطبيق النظام وفق اللوائح المنصوص عليها مسبقا ستجعلنا نقدم العدل قبل كل شيء ولا يمكن أن نجادل في هذا الأمر بأي حال من الأحول ، لن يقبل أي إنسان في قلبه إيمان بظلم الآخرين حتى وإن جاء هذا الظلم باستغلال ثغرات القانون واللعب عليها ، فالقوانين الوضعية في كل مناحي الحياة بها من الثغرات الشيء الكثير ولا تحتاج إلا لمدرك متخصص بالقانون يفهم اللوائح حتى يستطيع توظيفها وفق مصالحه .
لا يكاد يمر صيف إلا ومسرحية (الكوبري) أول القضايا التي تتصدر الصحف ويناقشها الإعلام بمختلف وسائله ، وهي الحقيقة التي بدأت الأندية تتجه لها بسبب ارتفاع أسعار عقود اللاعبين أو التنازل عن بعض النجوم الذين مازالوا يمارسون اللعبة كهواة وهذا الأمر دائما ما يكون فيه الطرفان على النقيض تماما من الناحية المادية بمعنى تجد ناديا يملك مداخيل وإيرادات مالية مرتفعة وناديا بالكاد يستطيع صرف مرتبات نجومه فالأندية ممن هم محدودو الدخل من ضمن مصادر إيراداتهم النجوم الذين ينتقلون للأندية الكبيرة بمبالغ كبيرة تجعلهم يستفيدون من تلك المبالغ في صناعة نجوم آخرين .. هكذا هي الحياة في مجملها عرض وطلب .
تلك الأندية الصغيرة في عوائدها المالية تتلخص نجاحاتها في هذا الأمر .. تستقطب النشء وتبذل مجهودا في صقل موهبته حتى يصبح ناضجا فنيا ويصبح مطلبا للكثير من الأندية حينها سيجدون من يقدر قيمة هذا النجم ماديا ويتفاوضون على سعره وفق بورصة الانتقالات . فعلى سبيل المثال النجم النصراوي محمد السهلاوي الذي يعتبر أعلى صفقة انتقال في الملاعب السعودية جاء من القادسية إلى النصر بملغ كبير استفادة منه الخزينة القدساوية وقبله ياسر القحطاني والأمثلة في هذا الإطار كثيرة جدا إذن هنا نستطيع أن نقول بأن القادسية حققت انجازا ونجح في بعض استراتيجياته الموضوعة مسبقا .
هذا الأمر جميل جدا ومفيد لبعض الأندية التي لا تطمح بالمنافسة وهدفها دائما البقاء ضمن دائرة الأضواء في دوري زين حتى تسوق لنجومها من خلال الملعب فمتابعة الدوري الممتاز تختلف تماما عن متابعة ما دون ذلك فنجوم الممتاز دائما تحت الأضواء ويسهل اكتشافهم من قبل المدربين ورؤساء الأندية . غير جيد في الأمر لو استمرت حيلة (الكوبري) كما يصفها رئيس لجنة الاحتراف قبل أن يتدخل ويُعيد الحق لأصحابه وأصبح اللاعب الهاوي يستطيع أن يترك ناديه بغرض الاحتراف الخارجي ثم بعد شهر يعود محترفا لكن في ناد آخر ماذا سيحدث لتلك الأندية التي تعتمد في سياستها المالية على هذا الجانب وهل في هذا الأمر يتحقق العدل ؟ وبنظرة بسيطة لهؤلاء اللاعبين نجدهم منذ كانوا في فئة البراعم وهم يتدربون في أنديتهم البسيطة ماديا ينفقون عليهم ويتدربون بالطريقة الصحيحة وفق أسلوب تدريبي عال وفي النهاية يذهبون بعد أن يصبحوا نجوم يشار لهم بالبنان دون أن تستفيد منهم أنديتهم التي احتضنت مواهبهم .. هذا الأمر فيه من الظلم الشيء الكثير وربما تكون عواقبه وخيمة على المدى البعيد لو استمرت حيلة (الكوبري) لأنها ستؤثر على مستقبل الكرة السعودية . من المستحيل بعد هذا الأمر أن تجد ناديا يهتم بالنشء وستتغير استراتيجيات الأندية ذات المداخيل البسيطة وسيبدؤون يهتمون بالنتائج الوقتية والتي تعتمد على شراء اللاعب الجاهز فقط وفق إمكانياتهم .
يعتبر القرار الذي صدر من لجنة الاحتراف قرار جريئا هدفه العدل وعدم الإضرار بالأندية فهو يحفظ لهم حقوقهم في نجومهم .
ولعل ما زاد توتري في هذا الأمر تحديدا أحد الإعلاميين في برنامج رياضي عندما كانوا يناقشون مشروعية انتقال اللاعب الهاوي للاحتراف خارجيا ثم يعود لنادي آخر محترفا غير ناديه الأصلي قال: القانون لا يحمي المغفلين وكنت أتمنى أن يوضح ما هو القانون الذي يحمي المغفلين وإذا كانت القوانين لا تحمي المغفلين على حد تعبيره فمن تحمي إذن!
تلك الأندية يا عزيزي ببساطة شديدة قليلو الحيلة لا يملكون ميزانيات ضخمة تجعلهم يستطيعون المحافظة على نجومهم هم يقدمون العروض التي تتناسب مع إمكانياتهم وحجم مقدرتهم ونجومهم لن يقبلوا بتلك العروض الزهيدة لأنهم يرون حجم الإنفاق على عقود اللاعبين من حولهم مرتفعه جدا ولن يفرطوا في مستقبلهم الرياضي من اجل الولاء والحب وشعارات لا تفيدهم في عالم الاحتراف ، لقد وهبهم الله الموهبة ويريدون أن يطمئنوا على مستقبلهم لأنهم يدركون بأن العمر الرياضي بعد مشيئة الله قصير وهذا حق من حقوقهم .
من يستطيعون أن يدفعون ملايين الدولارات في محترفين أجانب لن يضيرهم شيء لو تنازلوا عن جزء من تلك الملايين وقدموها لنجوم الوطن وأنديتهم ، تلك هي الفائدة الحقيقية طالما اللاعب السعودي مازال بعيدا عن الاحتراف الخارجي ،إذن خدمته داخل وطنه من خلال عقد مُرضي في نادي كبير مطلب مهم والفائدة في نهاية الأمر ستصب في مصلحة المنتخبات الوطنية .


سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 3 يوليو 2011

الهوية العربية في عالم التدريب

الهوية العربية في عالم التدريب
التميز ليست كلمة عابرة نرددها دون أن نعرف كيف نصنعها أو حتى كيف نوفر شروطها ومتطلباتها .. واعترافنا بهذا الشيء يقودنا لأول خطوات التميز، هكذا يصنع الغرب تميزهم في كل شيء .. هم يعملون وقبل أن يعملوا يفكرون ويخططون ولا يقتنعون إلا بالتميز وإتقان ما يقومون به من عمل .. هم تدربوا على هذا الأمر منذ البدايات وأيقنوا بأن النجاحات وتحقيق الذات تحتاج منهم إلى الصبر والتخطيط والعمل ...الخ بينما في عالمنا العربي يكفينا القليل وإن حدث التميز فهو بسيط جدا مقارنةً بغيرنا .طموحاتنا كبيره جدا وأحلامنا اكبر .. دون أن نقدم لها من العمل والفكر ما يوازيها ، في مجملها اجتهادات ومحاولات لا يمكن أن تكون سببا في تغيير الحال ونقله من طور إلى طور ، ليس لنا شخصية واضحة لم نفعل شيء يجعلنا في ميزان التفوق معهم ، ولا نعلم كم من الوقت سنحتاج حتى نصل فيه لمكانه يصبح فيها العربي مطلبا مهم في العالم الأول.قد أجد في موضوعي هذا المتشعب من خلال تسلسل الأفكار التي اطرحها فيه الحلقة المفقودة في مسيرة التدريب والمدربين وارتباط العالم العربي كمنهج تدريبي متخصص في نشاط كرة القدم مع المستوى التدريبي العالمي ما يجعلني اربط بين العلاقة الأساسية في عالم التدريب والمدارس المتعددة في مجال كرة القدم العالمية وابتعاد العالم العربي عن تكوين مدرسة خاصة به تتناسب مع ظروف ومناخ تلك الدول العربية التي لم تجد حتى هذه اللحظة مكانا لها في عالم الاحتراف الحقيقي كما نشاهد في دول أوربا وأمريكا وشرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية . في العالم العربي وتحديدا من هم في رغد من العيش لا يهتمون بهذا الأمر كثيرا ،هم فقط يبحثون عن إنجاز سريع بمعنى أدق نتائج وقتيه من خلال البحث عن مدرب عالمي بملايين الدولارات من أجل عمل نقله نوعيه وفق الإطار العالمي ، تارة يبحثون عن مدرسة أوربية وتارة تتغير الاستراتيجيات في فترة بسيطة ويتوجهون إلى أمريكا الاتينية وهم ينجحون في هذا الأمر متى ما قدموا العرض الذي يسيل له اللعاب  ، عندما يحضر المدرب تجده يُصدم بالواقع فالوضع مختلف تماما في كل شيء عن ما كان يراه في العالم قبل حضوره، يضطر حينها إما أن يقبل الوضع كما هو عليه أو يبذل جهدا مضاعفا لتعديل ما يمكن تعديله. وعلى سبيل المثال كم مدرب عالمي جاء للمنتخب السعودي وجميعهم وبلا استثناء انتقدوا رزنامت المسابقات ولم يقتنعوا بكل المبررات التي كان يسوقها الاتحاد السعودي لكرة القدم ومازلنا على هذا الأمر لم يتغير شيء . وأيضا جميعهم وبلا استثناء أشادوا بموهبة اللاعب السعودي وانتقدوا طريقة تعاطيه مع الحياة والمناخ الاجتماعي من حوله، لهذا نحن كعرب يجب أن نبحث عن هوية لنا في عالم التدريب تتناغم مع أسلوبنا في الحياة ومقدرتنا على التوافق مع شروط الاحتراف . إن أي تجربة تاريخية مهما بلغت قيمتها وفائدتها يجب أن تبدأ من الصفر . لهذا أنا على يقين عندما نبدأ في هذا الأمر سنجد أنفسنا خطوه بخطوه نسير إلى الإمام وسنحقق ما لم نستطيع أن نحققه بأفكار غيرناببساطة شديدة لا يوجد مدرب في عالم كرة القدم لا يتمنى النجاح وتحقيق انجازات شخصية له قبل أن تكون للفريق الذي يدربه حتى ترتفع أسهمه في عالم التدريب ويصبح مدربا له اسمه ومطلبا لكل الأندية أو المنتخبات وحتى ينجح هذا المدرب فهو يحتاج إلى عوامل تساعده على النجاح متى ما توافرت وفق منهجيته التدريبية وبقدر العمل الذي يقدمه بتأكيد سيصبح النجاح حليفه ، كثيرون يربطون نجاح المدربين وتحديدا الأجانب وأستثني منهم المدربين العرب بعدد البطولات والإنجازات التي دونت في سجلاتهم فالمدرب الوطني والعربي مهما حقق من انجاز فهو خارج الحسابات داخليا أو خارجياً وعلى سبيل المثال حسن شحاته من مصر قدم استقالته من تدريب مصر بعد أن حقق مع المنتخب القومي المصري بطولات وإنجازات يفخر فيها الشارع المصري والعربي على حد سواء فهل بعد هذا السجل المشرف سيجد عروضا خارج المحيط العربي ؟ في اعتقادي حسن شحاتة لن يبتعد بإنجازاته في عالم التدريب عن المحيط العربي وسبقه الجوهري في ذلك . بشفافية : أقولها بكل تجرد وبمنتهى الصراحة لا يوجد حاليا في الكرة السعودية نجم مؤثر فنيا ومعنويا داخل المستطيل الأخضر غير محمد نور ، لهذا لم تكن عودة النجم الكبير محمد نور لصفوف المنتخب أمرا مستغربا كما يصفه البعض فكل ما يقدمه هذا النجم داخل الميدان يفرض على أي مدير فني اختياره .. حتى في السنوات الماضية التي ابتعد فيها محمد نور عن المنتخب لم يكن لمستواه الفني أي علاقة بل ربما استبعد لأسباب أخرى . . !! سلطان الزايدي

الأحد، 26 يونيو 2011

لقد هرمنا

لقد هرمنا
هذا العنوان استخدم في الكثير من المقالات السياسية والاجتماعية .. وللتوضيح هي مفردة رددها رجل مسن من تونس الشقيقة عندما كان يحلم بالتغيير في بلده.. ولا أجد ضير في أن استخدمها هنا كعنوان رياضي يجسد حال جمهور النصر مع البطولات والإنجازات . يتساءل جمهور النصر بشكل مستمر عن سر انجازات الهلال وتحقيقه الكثير من الألقاب على الصعيد المحلي وحتى القاري (في فترة سابقة) وكيف أصبح زعيم القارة وصاحب أعلى إنجازات خلال تاريخه الطويل ! والتحليل المنطقي يقول إن الإنجازات لها مسببات وعوامل متى ما توافرت أصبح المُنجز بعد توفيق الله حاضرا وأيضا الإخفاق له مسبباته .. وفي حالة النصر والهلال الأمر واضح أمام الكثيرين ويسهل شرحه .. لأن الفارق بين الناديين من حيث عدد البطولات التي حققها كل منهما‏ في تقديري المتواضع‏‏ يعود في المقام الأول إلي طول الفترات التي تمتع فيها الهلال بالاستقرار الإداري‏ والاستراتيجيات الواضحة التي كانت وما زالت تقدمها كل الإدارات التي تعاقبت على رئاسته ‏، بينما في المقابل يعاني النصر من قصر في هذا الجانب وهي الحقيقة التي يعيشها تاريخ النصر الحديث . في النصر كل شيء مختلف .. ولا يمكن مقارنته بمنافسه وجاره الهلال رغم التقارب الشديد في الامكانات المادية والفنية تاريخيا .. وكذلك من حيث الجماهيرية داخل السعودية وفي المحيط العربي .. إلى جانب النفوذ الذي يستمدونه من انتماء وتشجيع بعض الشخصيات الكبيرة لهذين الناديين ، لكن يبقى النصر دائما معرضا أكثر للمشاكل الإدارية المعلنة على الملأ والتي أصبحت هي السمة السائدة عنه والتي تكاد تكون هي الأبرز في تاريخه الحديث . بينما الهلال يجني ثمار الاستقرار الإداري وسياسة الأبواب المغلقة ! في هذا الجانب الأدلة التي توضح ما سبق كثيرة .. ولن أعود للماضي لأجلب بعضها يكفيني حاضر النصر. ففي الفترة الماضية قامت الدنيا ولم تقعد على المشرف العام على كرة القدم في نادي النصر سلمان القريني من اجل إبعاده عن منصبه من قبل بعض الإعلاميين المحسوبين على النصر في ميولهم ، لهذا أنا أتفق تماما مع من يقول بأنها حملة منظمة حتى يصبح الجمهور النصراوي على يقين بأن القريني هو المتسبب في الإخفاقات التي طالت الفريق هذا الموسم ، بعضهم حمله مسؤولية اختيار المدير الفني (درغان) الذي قدم مع النصر أسوأ النتائج ، والبعض الاخر لا يرى فيه الشخصية الإدارية المناسبة التي تستطيع أن تنظم شؤون الفريق وليس لديه القدرة على حل مشاكل اللاعبين ، بل يرون تعامله مع بعض نجوم الفريق له مردود سيئ ويستشهدون بالخلاف الذي حدث بين حسين عبدالغني وعمر هوساوي . لكن الحقيقة بعد البحث والتقصي مختلفة تماما . يعتبر سلمان القريني وبشهادة بعض المقربين من النادي علامة فارقه إداريا في تاريخ النصر، فالرجل يتعامل مع الجميع وفق النظام لأنه يدرك تماما أن عودة النصر لسابق عهده كبطل لن تحدث إلا من خلال تطبيق النظام ولن يستثني أحدا في هذا الجانب . عندما تبحث عن تفسيراً لهذه الحملة لا يخرج الأمر عن أن من يحاول إبعاد القريني عن النصر هم المتضررون من وجوده ووجود النظام ، وسلمان نفسه سبق وأن خرج عن صمته لتوضيح بعض الأمور .. وتحدث أيضا عن من يطلب منه و قبل المباريات بأن يُعطيه تشكيلة الفريق .. وهو بالطبع يرفض ورفضه لا يعجبهم ، وهناك من يريد أن يمارس بعض الأدوار داخل معسكرات الفريق وهذا الأمر يرفضه أيضاً .. وكذلك لا يمكن أن يقبل بتواجد أي شخص ليس له علاقة بالفريق داخل معسكر اللاعبين لأي سبب من الأسباب . إذن الأمر أصبح واضحا بدليل محاولة إلصاق تهمة الفشل والإخفاق بسلمان القريني فقط واستبعاد الرئيس ونائبه تؤكّد بأن الرجل مستهدف شخصياً من أصحاب الأجندات الخاصة وإلا فالقريني يعمل ضمن منظومة كاملة لا يجب تجزئتها أو فرز عناصرها. وهذه حقيقة كشفها النصراويون القريبون من النادي منذ وقت مبكر. عدم الاستقرار.. هو ابسط وصف يمكن أن نطلقه على حال النصر وضمن أهم الأسباب التي جعلت النصر بعيدا عن الإنجازات طوال السنوات الماضية . لهذا أكاد اجزم بأن شمس البطولات لن تغيب عن الهلال، وسيظل النصر على حاله ضحية للصراعات وعدم الاستقرار ، ولن يتغير حاله إلا باتفاق الجميع وتغليب مصلحة الكيان على المصالح الشخصية . سلطان الزايدي

الوحدة .. وكأس الملك

الوحدة .. وكأس الملك سلطان الزايدي نشر في اليوم يوم 19 - 06 - 2011
أحداث كثيرة حدثت هذا الموسم في مسابقاتنا الرياضية. موسم مليء بالمفاجآت وأشياء كثيرة نشاهدها تخرج بمجملها عن الواقع والمنطق. لننظر على مستوى النتائج وتحديدا في بطولة الأبطال هذا الموسم والتي شهدت تأهل الهلال والاتحاد والأهلي والوحدة. ففي دور الثمانية يخرج النصر من المسابقة بالتعادل في الذهاب والإياب،والأهلي يتأهل لدور الأربعة رغم الخسارة من الشباب ذهابا وإيابا، والوحدة بكل ظروفها تصل لنفس الدور. جميعها أحداث غريبة وربما لن تجد من يصدقها عندما ترويها له . ولعلي هنا وبشيء من التفصيل سأخوض في هذا الجانب من بطولة كأس الأبطال وسأبدأ معكم بالوحدة. فالوحدة بكل الظروف التي تعيشها في هذا الموسم ولعل أصعبها قرار تهبيطها للدرجة الأولى تتقدم إلى دور الأربعة في بطولة تعتبر هي الأهم على مستوى المسابقات المحلية ، وليس هذا وحسب ، نادٍ لا يملك مداخيل مالية مرتفعة وليس لديه شريك استراتيجي لكنه يقدِّم نجوماً هواهم وحداوي. يقاتلون بكل جدارة واستحقاق، فريق يشارك بنقص كبير في خارطة الفريق الأول ،ولكن أن تكون النتائج بهذا الشكل فهذا أمرٌ يجعلنا نغيّر خارطة التكتيك الفني الكروي كاملا. يلعب الوحداويون الذين تجرّعوا مرارة الحزن بروح الواثقين من قدراتهم ويقدّمون للتاريخ أجمل ما يمكن ذكره في عالم كرة القدم ، لن استبق الأحداث لكن ربما يصل بهم الطموح والحماس والرغبة إلى الوقوف أمام خادم الحرمين الشريفين ويتشرفون بالسلام عليه حينها لن أكون مندهشا إذا ما تحقق هذا الأمر. يخرج أحد نجوم هذا الفريق الشاب مهند عسيري وعبر برنامج الجولة، ويقول لمقدمه وليد الفراج : نحن نقدم كل شيء ،وأنتم ما تزالون تقولون الوحدة فريق صغير من هنا يظهر الشموخ ، ولأنهم أبناء مكة رفضوا هذه العبارة جملةً وتفصيلاً ،ولكنهم لم يظهروا عبر القنوات الرياضية لينفوها بل اختاروا الطريق الصعب والشاق، وقالوا كلمتهم هذا الموسم مرتين في نهائي كأس ولي العهد ،واليوم هم في دور الأربعة في كأس الملك ،ومن يدري قد يصبح الأمر مختلفاً في الأيام القادمة ويتحقق حُلُُ أبناء مكة بكأس الملك ؟!. أمّا الأهلي فإبداعه في المدرجات فقط مع ما يتغنى فيه جمهوره (أيا قلعة المجد والمجد أهلي )، لكن داخل الميدان يكاد يكون الأمر مختلفا تماما ، الأهلي يقوده رغبة جماهيره وصدق مشاعرهم في عشق هذا الكيان الكبير غير ذلك لا يوجد شيء. الأهلي بكل النجوم المتواجدين في خارطته لم يقدِّم ما يوازي عشق تلك الجماهير. «بالرغم من طول الموسم وما صاحبه من أحداث كثيرة إلا أنه موسم جيد في مستوى المنافسة ، فقد تغيرت خارطة المنافسة قليلا ،لكن التغيير جاء من ارض مكة بعكس كل التوقعات» تابعت اللقاءات التي أجريت بعد مباراة الشباب في جدة مع جماهيره لم أجد من يثني على مستوى الفريق الأهلاوي غير رئيس الرابطة أما الجماهير فكانوا ضد ما قدمه الأهلي، وجميعهم اتفقوا بأن الفريق يلعب بلا هوية داخل الملعب، لهذا ربما أجد الوحدة بحماسهم ورغبة شبابهم على نهائي كأس الملك. بالرغم من طول الموسم وما صاحبه من أحداث كثيرة إلا أنه موسم جيد في مستوى المنافسة ، فقد تغيرت خارطة المنافسة قليلاً ،لكن التغيير جاء من ارض مكة بعكس كل التوقعات ، لم يخرج في بداية الموسم من يتوقع بأن تكون الوحدة طرفاً في نهائي إحدى البطولات هذا الموسم ، ولن يخرج الآن من يتوقع بأن تكون الوحدة طرفاً في نهائي كأس الملك. إذاً فالمنافسة هذا الموسم قد اختلفت ،وعلى كل من طالب بإبعاد جمال تونسي عن كرسي الرئاسة أن يبادر بالاعتذار ودعم هذا الرجل. لن يجد أبناء مكة مثل جمال تونسي ، فالرجل في أسوء حالاته الصحيّة ،يقول لن أستريح إلا بعد أن أطمئن على وحدتنا. موجز الحديث وختامه، يضرب أبناء مكة أروع المواقف في معنى الحب والإخلاص بقيادة رئيسهم جمال تونسي، وهي رسالة لكل من يريد أن يقدِّم عملا مميزا، فمن رَحِم المعاناة قد تخرج الإنجازات. Zaidi161@hotmail.com

السبت، 18 يونيو 2011

خالد عزيز نجم... ولكن؟!

خالد عزيز نجم... ولكن؟!
في عالم كرة القدم تختلف طرق اللعب وتنظيم قوى الفريق مع تحديد مواقف وأدوار اللاعبين في الملعب حتى يتمكنوا من القيام بواجباتهم الدفاعية والهجومية بطريقة فعالة يستطيعون من خلالها تقديم نتيجة إيجابية في المباراة، لهذا يبرز دور المحور المنظّم لأداء الفريق بشكل عام، فلا يمكن أن يتجاهل أي مدرب كرة قدم دور لاعب المحور وأهميته في خارطة الفريق، حيث يُعتبر هو العمود الفقري لأي منهج تكتيكي داخل المستطيل الأخضر، ويدرك الجميع بأن هذا المركز لا يشغله إلا لاعب متمكن يجيد تنفيذ الأدوار المهمة للفريق كالتغطية الجيدة والربط بين خطوط الفريق بشكل مميز ولدية القدرة على الالتحامات وكسب الصراعات على الكرة داخل الملعب، وكذلك المقدرة على تطبيق كل ما يطلبه المدرب بحِرفية عالية. والمتابع الجيد لتاريخ الكرة السعودية يستطيع أن يحدد أبرز النجوم الذين لعبوا هذا الدور داخل المستطيل الأخضر ونجحوا في هذا المركز، وفي تصوري لن تخلوا القائمة بأي حال من الأحول من اسم النجم خالد عزيز. ربما الشارع الرياضي السعودي يُجرد خالد عزيز من صفة النجومية لعدم التزامه وخروجه عن النص الرياضي الانضباطي في فترات كثيرة من مشواره الرياضي، ولقد ثبت من متابعة ردود فعل جماهير الهلال وأعضاء شرفه بأن ما يُعكر صفوا أفراح الهلال في المواسم الأخيرة وما يُحققونه من إنجازات ما يفعله خالد عزيز من تجاوزات، ولو أمعنا النظر واسترجعنا تاريخ خالد عزيز مع تلك التجاوزات التي بدأت من عام 2005 م إن لم تخني الذاكرة وتحديدا في نهائي كأس الملك إلى هذا الوقت نجدها تجاوزت بمجملها المعقول إلى (اللامعقول)، وقد تكون إدارة الهلال لم تُحسن التصرف في الأمر بالشكل المطلوب، فمن وجهة نظري كان بمقدور إدارة الهلال الاستفادة من بيع عقد اللاعب بطريقة احترافية تُحقق من خلالها مردود مالي ضخم لنجم يملك موهبة في مركز حساس يعتبر في عالم كرة القدم من المراكز التي تُعاني من شح المواهب وندرتها. يعتبر خالد عزيز محور ارتكاز مثالي لما يملكه من براعة عالية في هذا المركز، يتضح هذا الأمر من خلال قدرته العالية في التغطية الدفاعية و اللياقة البدنية العالية، وأيضا تمريره للكرة داخل الملعب يتسم بالدقة باستثناء التمريرات الطويلة للمهاجمين فهو لا يُجيدها وهي نقطة ضعف في لاعب المحور إن وجدت، جميعها مميزات تجعل خالد عزيز مكسباً لأي نادٍ يفكر في ضمه لصفوفه. أندية كثيرة تعاني من ضعف واضح في مركز المحور لهذا سيسهل على إدارة الهلال تسويق عقد اللاعب إما داخليا أو خارجياً. إن تحقق هذا الأمر فالفائدة ستعود للطرفين سيستفيد الهلال ماديا وربما بعد التغيير يعود خالد عزيز لسابق عهده، في تصوري يعتبر خالد عزيز مكسب حقيقي لأي نادٍ يخوض فيه تجربة احترافية جديدة. من الأشياء التي قد تُعيد الموازنة لحياة أي إنسان هو التغيير وربما شعر خالد عزيز بهذا الأمر وعبّر عنه بطريقة غير مناسبة وسلك الطريق الغير صحيح، فالهلال من حقه المحافظة على نجمه واللاعب من حقه البحث عن مصلحته وحتى تتحقق الفائدة للطرفين يجب على إدارة الهلال تسويق عقده وفق مصلحتها والبحث عن بديل يفيد الفريق خصوصا وأن الهلال كما تناقلت بعض الصحف قد وافق على انتقال الروماني رادوي للعين الإماراتي وهذه نقطه مهمة تفرض على إدارة الهلال البحث عن بديل لخالد عزيز ففي الموسم القادم قد يُحرج إدارة النادي إذا ما استمر مع الفريق عندما يتكرر غيابه ويصُعب وقتها تعويض هذا الغياب.في ضوء ما سبق قد أجد نفسي منساقا إلى ضرورة منح خالد عزيز فرصة احترافية جديدة ولكن في مكان آخر وأتمنى أن تتاح له الفرصة. سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...