بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

وطنيتنا .. وفريق الوطن

عندما نتحدث عن الوطن والمواطنة فنحن نعي تماما أهمية هذا الأمر وندرك جيدا معنى وقيمة الوطن لكل شعوب الأرض وهي الحقيقة التي لا مناص من قبولها بكل جوانبها الجميلة ، ولن تجد أي إنسان يقبل بأي شكل من الأشكال منازعته في وطنه ومواطنته أو تحجيمها لأنها من الركائز الأساسية في حياته .

نسير في كل الاتجاهات نبحث عن ما يميز الوطن ونحن نحمل اسمه ونخوض المعارك الحياتية إن جاز لي التعبير في كل المجالات من أجل الدين ثم الوطن نقبل الانكسارات بكل آلامها وتنهمر دموعنا عند الإنجازات والفرح ،لأننا نحزن لأجل الوطن ونفرح باسمه ، وتطيب لنا الحياة من خلاله ونشقى عندما لا نستطيع أن نقدم له ما يميزه عن غيره . ليست فكرة منافسة مع الغير وتنقضي أو تذهب في حال سبيلها دون أن تترك أثرها الايجابي أو السلبي في النفس المسألة أكبر من هذا كله هي سمعة وطن له من الواجبات ما له يصعب التخلي عنها مهما كانت الظروف أو المسببات .

توجهي في الجزء السابق من المقال له مسبباته المباشرة المرتبطة بواقع رياضي بحت وتحديدا كرة القدم التي يفصلها البعض عن مبدأ الوطنية إذا ما تعلقت بمشاركة أي نادٍ في بطولة خارجية ، فالبعض يرفض مبدأ الوطنية هنا ويعتبرون الأمر جزءاً من خرافة ليس لها أي قيمة على الصعيد الوطني ويتناسون أن الإبداع مرتبط بالمكان وروح الانتماء وصدق الرغبة في تقديم الشيء الجميل الذي يرفع من مكانة الوطن في كل الاتجاهات المرتبطة بالحياة .

دخل نادي الاتحاد المعترك الآسيوي بكل همة ورغبة بتحقيق الانتصار من اجل إعادة هيبة الكرة السعودية على مستوى القارة وقد نجح في الجزء الأول من البطولة وذهب لدور الثمانية ضد سيئول . في جده حضر الإبداع وقدم نور ورفاقه لوحة فنية كروية لا تكاد تمل من مشاهدتها بشكل متكرر ، اتفق الجميع على أن الاتحاد يمثل الوطن وخرج البعض بمعزل تام عن هذا الاتفاق واستنكروا فكرة المواطنة في هذا الاتجاه بحجة أنها لعبة كرة قدم ليس للوطنية هنا مكان لأنهم يستبعدون تماما أن الأهلاوي سيتمنى فوز الاتحاد وتحقيقه لبطولة آسيا بل زاد على هذا عندما وصف علاقة المشجع الأهلاوي بنادي الاتحاد أنها مبنية على (الكره والضغينة) بسبب سخونة الأجواء التنافسية بين الجارين والحال ذاته ينطبق على حد تعبيره في الرياض على المشجع النصراوي والهلالي .

البحث في أسباب هذا الأمر مضيعة للوقت ومثل هؤلاء الكتاب مهما بلغت درجة وعيهم مازالوا ينطلقون في توجهاتهم من خلال تعصب مقيت قد يفسد الود ويرفع من وتيرة التوتر والاحتقان بين أبناء الوطن الواحد .

التشكيك هنا ليس في روح الانتماء والمواطنة الحقيقية بين أفراد الوطن الواحد بل في من يخرج عن النص بعبارات وكتابات قد يجد فيها (البعض) متنفسا يبرر من خلاله احتقانه وتوتره وقد ينمو هذا الأمر في داخله ليصل به إلى أن يفقد الجزء الأهم في علاقته بالآخرين فهي (وأعني هنا تلك الأطروحات ) باب من أبواب الحقد أجارنا الله وإياكم منه ، فهو في تصوره أن الدعاء للمنافس بالتوفيق في مهمته الوطنية (كذبة) ولا تمثل روح المنافسة لأنه يرى أن التنافس يجب أن يكون داخل وخارج الملعب حتى يجد لقلمه موقعا مميزا في صناعة الإثارة السلبية التي تقود إلى التعصب .

الاتحاد ناد سعودي ونحن كسعوديين نقف بكل جوارحنا ومشاعرنا مع ممثلنا الوحيد في آسيا ولا يوجد مكان (للكذب) هنا لسبب بسيط جدا وهو عندما يحقق الاتحاد البطولة سيقولون الاتحاد السعودي هو بطل آسيا بمعنى أن اسم المملكة العربية السعودية سيكون حاضراً في هذا التشريف القاري إذن هل يوجد من يكذب عندما يتمنى انتصار لرياضة السعودية ؟ وإن وجدوا فهم قلة وهم ضحية لبعض الأطروحات المتشنجة بدافع التعصب ، من هذا المنطلق يجب أن نميز ونفصل بين الإنجاز المحلي الذي يحققه أي ناد بعيدا عن أي إنجاز وطني خارجي حتى ولو كان من المنافس .
دمتم بكل خير ،،

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...