بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

ظهر الهلال فتأجل الحسم

لم يتوقع النصراويون أن منافسهم الهلال سيظهر لهم في اللقاء المرتقب بثوب جديد مغاير عن المباريات السابقة؛ لهذا فقدوا فرصة الحسم المبكر لبطولة الدوري، أما كيف حدث هذا؟ فإن الوضع الفني للفريقين كان مختلفاً كاختلاف اللقاء..! فالهلاليون لم يكونوا ليقبلوا -حتى وهم مدركون أن الدوري أصبح صعب المنال في ظل الفارق النقطي لصالح النصر وأيضاً الأداء الفني الذي ظهر عليه الفريق النصراوي هذا الموسم- لم يكونوا ليقبلوا أن يكون تتويج النصر بالبطولة عن طريقهم؛ لذلك أعدوا العدة لمواجهة قوية لا خيار فيها إلا الانتصار، وقد قدموا مباراة كبيرة جداً من ناحية (الروح)، إلا أن التنظيم الفني لم يكن في الصورة المطلوبة؛ بدليل أن شباكهم استقبلت ثلاثة أهداف، هدفان منها كانا في وقت قصير، وقد تميزوا (بالروح) العالية و(احترموا) المنافس بشكل كبير، وهذا ما منحهم الأفضلية، أما على الجانب الفني -وخصوصاً عناصر الفريق- فقد كان المحترف البرازيلي نيفيز له الدور الأكبر في حسم اللقاء وذهاب الثلاث نقاط للهلال، هذا معنى أن تحضر أجنبياً يشكل فارقاً كبيراً في الفريق، ويكون العمود الفقري لإيقاع المجموعة كاملة، نيفيز يملك كل أدوات الترجيح لأي مدرب يعتمد عليه، هذا ما كان ينقص النصر..! وتحديداً في مباراة تعتبر (حسماً) ونهائياً مبكراً لبطولة الدوري. المتابع لمسيرة النصر هذا الموسم يلاحظ أمراً مهماً في غاية الخطورة وتعتبر نقطة ضعف تتحملها إدارة الفريق؛ وهي أجانب الفريق الذين لم يقدموا للنصر هذا الموسم أي تفوق، ولم يكن لهم حضور فني يتفوقون به على اللاعب المحلي، كارينيو في مباراة الحسم أمام الهلال لم يتعامل مع المباراة ومجرياتها بالشكل السليم، وتعتبر أسوأ مباراة قدمها هذا المدرب منذ أن وطئت قدماه أرض الرياض، بدليل أن الهلال في الهجمات المرتدة لم يجد صعوبة في الوصول لمرمى النصر؛ لأنهم لا يجدون سوى لاعب وحيد في خط الدفاع، وهذا يدل على أن التنظيم الذي كان يتميز به النصر طوال الموسم تحول إلى (تخبيص) في مباراة الحسم، الأمر الآخر الذي أجده سبباً مباشراً في خسارة النصر (الثقة الزائدة) التي كان عليها مدرب الفريق مع اللاعبين أيضاً..! فالمدرب من المؤتمر الصحافي قبل اللقاء كان واضحاً من حديثه أنه سيقابل الهلال للتتويج فقط ولن يجد صعوبة في ذلك..! ولعل الدقائق الأولى من عمر المباراة تؤكد هذا الأمر، فالفريق حصل له ارتباك واضح بعد ما شاهدوا أسلوب الفريق الهلالي وروحهم العالية، حتى بعد ما حصل التعديل للنتيجة بقي الفريق في وضع الارتباك..! وكان من المفروض على كارينيو ولاعبي الخبرة أمثال عبدالغني ونور أن يتعاملوا مع المجموعة بخبرة..! وإعادتهم لجو المباراة بشكل سريع. لم يحضر النصر في هذا المباراة إلا في الجزء الأخير..! رغم التهور والاندفاع غير المبرر..! كارينيو يخطئ أيضاً في التبديلات ويقدم للهلال نتيجة كبيرة لم يكونوا يتوقعونها. في كرة القدم إذا لم تحترم المنافس بالشكل المطلوب بالتأكيد ستكون الخسارة في انتظارك مهما كنت تمتلك من أدوات داخل الملعب على أعلى مستوى..! والنصر لم يحترم الهلال رغم الضعف الفني الحاصل في الفريق من خلال التوظيف السيئ الذي يتبعه مدرب الفريق، فكارينيو ولاعبو النصر لم يكونوا في يومهم، وقد تكون هذه المباراة سبباً مباشراً في ضياع المجهود طوال الموسم، فالنصر من أجل حسم الدوري يحتاج لأربع نقاط من تسع نقاط بالملعب، والمتبقي له مباريات قوية جداً مع أندية كبيرة؛ كالاتحاد والشباب والتعاون، وجميعهم مستوياتهم متفاوتة تارةً تجدهم يؤدون مباريات كبيرة فيها عمل فني كبير وتارةً تجدهم في أسوأ حالاتهم، والنصر يعاني من الإرهاق والتعب، فنهاية الموسم والمتبقي منه يعادل موسماً كاملاً لأنه يتطلع للحصاد وحصد بطولة الدوري، بينما منافسه الأوحد الهلال سيخوض ما تبقى من الدوري على أمل أن يتعثر النصر، وهو لن يواجه أندية قوية فنياً؛ لهذا فإن الحصول على النقاط كاملة فيما تبقى له سهل جداً لفارق الإمكانيات. ديربي الكرة السعودية كان مميزاً من الناحية المعنوية والقتالية داخل المعلب، وقد ساهم فتح الملعب النصراوي في ظهور المباراة بهذا الشكل..! يعجبني في الهلال أنهم مازالوا ينظرون بعين الأمل، ويتوقعون أن النصر سيخسر، ويجدون في كرة القدم عالماً ممتلئاً بالمفاجآت؛ لذلك حضروا بروح الرغبة في الانتصار، وتحقق لهم ذلك، فمنافسهم كان مذهولاً من وقع الصدمة التي من المفروض أن يتجاوزوها ويعيدوا حساباتهم، فالبطولة في الملعب والهلال سيبقى على الأمل، بينما زمام الدوري بيد النصراويين، وحدهم من يملكون تتويج أنفسهم أو ترك البطولة تذهب للجار الهلال، وإن حدث هذا ستكون (سقطة) في تاريخ النصر لن تنساها الجماهير السعودية..! الأيام القادمة ممتلئة بأحداث عنوانها في سؤال هو: هل سيعود النصر لأفراحه أم سيذيقه الهلال مرارة الانكسار..؟ ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الخميس، 20 فبراير 2014

الهلال أحوج للنصر من النصر

يبدو أن الساحة الرياضية هذه الأيام وربما المواسم القادمة ستشهد مزيداً من التنافس الشديد على كافة المستويات بين قطبي الكرة السعودية النصر والهلال، وهذا أمر إيجابي يرفع من وتيرة المنافسة ويجعل كرة القدم السعودية بكل تفاصيلها الجميلة في السابق تعود للواجهة مرة أخرى، وربما يكون هذا الموسم أنسب تعبير لعودة التنافس بين الجارين، فمن دوري كان يصفه بعض الفنيين والنقاد بالضعيف أو المتوسط إلى دوري ذي قيمة فنية عالية وإثارة جماهيرية وإعلامية كبيرة غير مسبوقة خصوصاً خلال العشر سنوات الماضية، وهذا يؤكد أن الهلال والنصر يتسيدان المشهد الكروي؛ فالمعطيات الفنية والنشاط الإعلامي والجماهيري الحاصل في المجتمع السعودي لا يمكن أن يحدث بهذا الشكل الكبير إذا لم يكن النصر والهلال هما الفريقين المتنافسين، وهذا لا يقلل من بقية الأندية لكنني أتحدث هنا عن مستوى إثارة وعن روح مختلفة يشاهدها الجميع. النصر والهلال مهما حاول البعض إخفاء أحدهما عن المشهد الرياضي لضعفه فنياً فإن هذا لن يكون مقبولاً، سيبقيان يحتفظان بقيمتهما على كافة المستويات التي تجعل للمنافسة طابعاً فنياً مختلفاً، إن لم يجمعهم التنافس المباشر كما هو حاصل الآن في دوري جميل فأحدهما كفيل بجعل المنافسة لها رونق خاص لا يحضر إلا معهما مجتمعين أو مع أحدهما، والشواهد كثيرة ولعل أبرزها أحداث هذا الموسم المختلفة منذ أن انحصرت المنافسة بينهما منذ أسابيع مبكرة من عمر الدوري، هذا يؤكد أن النصر والهلال يملكان القدرة على إعطاء المشهد الرياضي في المدرج السعودي طابعاً خاصاً مختلفاً عن أي منافسة بين أي ناديين آخرين حتى لو كانا قطبي جدة. سيكون اللقاء المرتقب بين الفريقين مختلفاً تماماً هذه المرة، النصر سيسعى جاهداً إلى إنهاء بطولة دوري عبداللطيف جميل في نسختها الأولى حيث يكفيه التعادل حتى يتوج بطلاً لهذه النسخة وهو قادر بناءً على المعطيات الفنية التي يتميز بها هذا الموسم، وقد يحسمها وتصبح الجولات القادمة بالنسبة للنصر مجرد تحقيق أرقام جديدة يتفوق بها على كل من تميز في هذا الجانب، أما الهلال فسيسعى جاهداً إلى أن يحرم النصر من إنهاء المنافسة في هذا التوقيت حتى إن كانت حظوظه شبه مستحيلة في تحقيق بطولة الدوري، ليس لضعف بالهلال لكن النصر يملك عناصر الحسم حتى إن خرج خاسراً من أمام الهلال؛ لذلك ستكون مباراة من العيار الثقيل، وستحمل معها مزيداً من الإثارة، ولن يقبل الهلال -المنافس التقليدي للنصر -أن يخرج أمام جماهيره خاسراً للمرة الثالثة هذا الموسم، وقد تتضافر جهود الكتيبة الهلالية من أجل الظهور بالصورة المعروفة عنه خصوصاً أمام النصر، فإن كان الدوري قد حسم بنسبة كبيرة تبقى هزيمة النصر لها وقع مختلف، وربما ينسى الجمهور الهلالي الإخفاق على مستوى البطولات المحلية هذا الموسم. مباراة النصر والهلال القادمة -من وجهة نظري- ستكون مهمة للهلال أكثر من النصر لاعتبارات كثيرة، لعل من أهمها إعادة الثقة للمدرج الهلالي وللمدرب الوطني سامي الجابر، وستكون خير بداية للمشاركة في النسخة الآسيوية القادمة، فالدخول للبطولة بمعنويات مرتفعة بعد الفوز على الجار سيكون له مردود إيجابي على الفريق وفرصة حقيقية لأن تكون بطولة آسيا للأندية هذا الموسم هلالية خصوصاً أن نظام البطولة هذا الموسم سيكون مختلفاً عن النسخ السابقة، وسيكون للهلال فرصة كافية لتدارك بعض الهفوات الفنية التي تحتاج إلى تعزيز في القوة حتى يمكن أن يكون الفريق فنياً جاهزاً 100%. الهلال في المواسم السابقة كان يتميز على المستوى المحلي ويحقق الإنجازات بطولة تِلْوَ الأخرى ويفشل في بطولة آسيا، وقد يكون هذا الموسم النتائج الإيجابية تحضر على الصعيد الخارجي، ويكون بذلك الهلال بمدربه الوطني حقق ما عجز عنه في السنوات الماضية؛ لهذا فإن لمباراة الديربي القادمة أهميتها للهلال أكثر من النصر الذي بشكل كبير قد ضمن الدوري بنسبة عالية، وإذا أراد الهلاليون أن يسيروا في البطولة الآسيوية خصوصاً في دوري المجموعات فهم في حاجة لاستعادة الثقة في أنفسهم ولن يجدوا أفضل من النصر والفوز عليه حتى يتحقق هذا الغرض. توقع شخصي؛ قد ينتصر الهلال على النصر، فدوافع الهلال كبيرة، والنصر بذل مجهوداً كبيراً طوال الموسم، وعادةً النهاية تشكل على صاحب المجهود الأكبر خلال الموسم ضغطاً وارهاقاً بدنياً وذهنياً. موعدنا الديربي القادم ويبقى التنافس الشريف البعيد عن التعصب عنواناً للروح الرياضية، يستحق أي من الفريقين (مبارك). ودمتم بخير،، Zaidi161@hotmail.com

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

أزمة الاتحاد ..بداية أم نهاية؟

الحوارات المتلفزة أو المقروءة مع رؤساء الأندية لا تخلو -بأي حال من الأحوال- من الحديث عن الوضع المالي للأندية، ولم يصدف أن سمعت رئيس نادٍ يقول نحن في رغد من العيش يعيشهُ نادينا دون سواه، وإن حدث ووجد من يتشدق بوفرة المال فالأيام القريبة القادمة ستكشف هذا الرئيس على حقيقته؛ إذ إن الحقيقة التي يعرفها الجميع المتابع الرياضي قبل المسؤول هي أن الأندية تعاني وستظل تعاني حتى يكتب الله لها مخرجاً ولو بعد حين، هذا المخرج لن يكون بالهبات الممنوحة من هنا أو هناك بالتأكيد(لا)..! المخرج يعني إيجاد حل عملي واضح يجعل هذه الأندية تؤدي رسالتها الاجتماعية والثقافية والرياضية على أكمل وجه. الحديث عن الحلول دائماً يعتمد على عناصر أساسية يجب توافرها في الأندية وفق خطط مالية تهتم بتنظيم هذا الجانب في إطار اقتصادي عام يتمحور حول (إيرادات ومصروفات)، ولا أظن أن هذه المعلومة غائبة عن ذهن أحد..! فالجميع مُلم بأمر كهذا، لكن الشيء الذي يعيق هذه الجانب هو الكيفية الاستثمارية المتبعة لعمل الموازنة المناسبة التي تحقق النجاح في التناسب بين الإيرادات والمصروفات حتى يمكن لأي نادٍ الانطلاق وفق رؤية واضحة المعالم، هذا الجانب المهم في مسيرة الأندية يترتب عليه كل عناصر النجاح المعنوية والحسية، وبدون توظيفه التوظيف المناسب لن تجد نادياً واحداً يسير وفق الأهداف الإستراتيجية المعنية بتأسيس الأندية، وهذا أمر في مجمله لن يكون جيداً حتى ولو نجح نادٍ أو ناديان في توفير السيولة الكافية؛ فهم سيكونون مهتمين بلعبة كرة القدم فقط، وأي مردود مادي على الأندية سيذهب على الفور لكرة القدم. إذن نحن في حاجة لتوفير الجوانب الاستثمارية الكافية لتسيير الأندية ومن ثم فصل إدارة كرة القدم بكل مداخيلها عن بقية الألعاب الأخرى بالأندية كحل مبدئي هدفه التنظيم.. وذلك من خلال وضع سياسة مالية واضحة، إلا أن العقبة الأساسية التي تقف عائقاً أمام هذا الأمر هو عدم قدرة الأندية على التصرف كمؤسسة مستقلة خاصة؛ لأن وجودها ضمن الممتلكات الرسمية التي تخضع لأنظمة وقرارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب الجهة الحكومية يمنعها أن تتحرك وفق فكر استثماري بحت..! القطاعات الخاصة الكبيرة في البلد مثل الاتصالات أو البنوك لا تجد فرصة حقيقية تستفيد من خلالها من الشراكة الإستراتيجية الاقتصادية مع الأندية لأنها ستدخل في نفق البيروقراطية؛ وهذا يشكل بالنسبة لها تحديد صلاحيات..! ولا يمكن أن تدخل في إشكاليات مع قطاع حكومي كرعاية الشباب تحت أي ظرف، الشيء الآخر -والذي يعتبر خللاً في التأسيس- أن الأندية أسست على الدعم المباشر من الدولة وأعضاء الشرف وبعض المداخيل البسيطة ولم تهتم بتأسيس قاعدة استثمارية تحقق عوائد مالية كبيرة، وإن كان هذا الأمر بدأ يتغير في الآونة الأخيرة إلا أنه مازال في طور البناء، والاعتماد على هذا الأمر بالنسبة لكبار المستثمرين يعتبر مجازفة كبيرة. المال والاستثمارات في الأندية قضية شائكة تحتاج إلى حلول تعتمد في الأساس على التأسيس الصحيح، وهذا لن يحدث بعيداً عن (الخصخصة؛ هذا الملف الذي ينتظره الجميع رغم الضبابية حول آخر مستجداته..! ملف بدا غامضاً ومازالت نهايته كبدايته غامضة..! حديث ولجان واجتماعات وتصريحات.... والقرار معلق بين المجلس الاقتصادي الأعلى للدولة وبين رعاية الشباب ممثلة في لجنة الخصخصة. في العام القادم أنديتنا موعودة مع قضايا مالية مشابهة لقضايا الاتحاد، وجرس الإنذار انطلق من عميد الأندية، والبقية الباقية في الطريق، والأضرار الفنية ستصاحب إفلاس الأندية؛ لهذا المخاطر تتزايد وتتصاعد يوماً بعد يوم، ومع الأسف هناك من يتجاهل هذا لأمر. المصروفات الضخمة في أنديتنا تحتاج تدخلاً عاجلاً حتى لا تتفاقم المشكلة، ولن تحل إلا بفرض بعض القوانين التي تساهم ولو بشكل نسبي في إعادة الملاءة المالية والاقتصادية للأندية. خبراء الاقتصاد في الدولة معنيون بإيجاد حلول سريعة وخطط قصيرة المدى وطويلة المدى حتى نضع أسساً مالية صحيحة يُمنع العبث بها وفق ضوابط معينة تصدر من الجهة الرسمية المسؤولة عن هذه الأندية، بهذا فقط نكون وضعنا الأندية على الطريق الصحيح، وستكون هناك ميزانيات واضحة مقدمة بشكل رسمي خاضعة للرقابة والمتابعة، وعند أي تجاوز أو خلل في أي من جزئياتها سيكون القانون بالمرصاد. في حديث رؤساء الأندية المعلنة وغير المعلنة كوارث مالية يصعب حلها، فسقف الديون يرتفع يوماً بعد يوم، والإيرادات تنخفض يوماً بعد يوم، والأندية تغرق، والسبب يتلخص في غياب التنظيم والفكر الاقتصادي المتخصص..! ودمتم بخير سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

سنة (النصر) وأمجاده

العمل الجيد يصنع الإنجازات.. هكذا هي كرة القدم بالمختصر المفيد.. عندما كان النصر يعيش في دوامة الإخفاقات لم يكن ذلك الإخفاق مجرد سوء حظ أو مؤامرة جعلته يبتعد كل تلك السنوات..! بالطبع لا.. الحقيقية أدركها النصراويون.. وكانوا ينتظرون من يملك كل مقومات النجاح حتى يظهر في الصورة.. ظهر الرمز الجديد لمسيرة النصر (فيصل بن تركي).. وأطلق العنان لأحلامه.. وقدم فريقاً قوياً لم يكن نتاج يومٍ أو ليلة.. بل أخذ وقته قبل أن يقول لمنافسيه: هل من منازل؟ تحرك بشكل سليم.. راقب أخطاءه وتعلم منها بسرعة البرق، وعاد لجادة الصواب.. في تلك الفترة التي ظن البعض أن هذا القائد سيُكمل عقد الفشل ويلحق بمن سبقوه.. اختار الاستمرار وأصر عليه إصرار الواثق، ووعد بما كان فعلاً يستطيع تنفيذه.. اتجه نحو المجد.. نظر لمن حوله وقال: هناك مجد لنا.. فأعينوني أذهب حيث هو.. تضافرت الجهود وأشعل فتيل المنافسة.. وبدأت لحظة الانطلاق.. صمت كثيراً.. ورفض أن يخوض في أي حديث حتى وهو يقف على رأس فريق جاهز من الصعب أن يخسر.. قالوا له: ماذا تعني لك متصدر لا تكلمني..؟ قال بكل هدوء: (لا شيء).. إذا لم تصبح (بطلاً لا تكلمني).. مضى دون أن يلتفت.. أدرك أن المجد قادم.. وفارس نجد عائد لا محالة.. يصفونه بكحيلان ويقول: أنتم الكحل كله..من أجلكم سيكون لنصركم شأن.. اجتمع بكل من يرى أنهم أسلحته في المواجهة بعد توفيق الله وقال لهم بكل حزن..(تعبنا) يا رجال..فهل آن أوان الحصاد..؟ فهل تفعلونها ونعيد الحياة لكرتنا التي فقدت ملحها وبريقها منذ سنين..؟ وجد في عيونهم الرغبة والإصرار.. وأوعز لمدربه الفذ النشيط أن يستغل كل تلك المحفزات حتى تصبح عوناً له لبناء مستقبل جديد كله أفراح وانتصارات وأمجاد.. بعد نهائي كأس ولي العهد لم يكن الجميع -وأعني بالجميع هنا كل من عملوا مع هذا القائد من جهاز فني وإداري ولاعبين- يرون أن هذه البطولة هي نهاية المطاف لعودة بطل.. بل الجميع كانوا يُجيبون على سؤال (عمر هوساوي) بنفس الإجابة عندما كان يسألهم: هل بقي ما نقدمه؟ كانوا يتكلمون بحس الفريق الواحد وبكل ثقة.. (سنضع بطولة الدوري بجانب هذه الكأس الغالية).. لهذا هم سيفعلون وستكون سنة النصر وأمجاد النصر. يقول الخبير والأسطورة (محمد نور) وهو الذي عرف البطولات ولغتها بعد أن حقق بطولته الثانية والعشرين في تاريخه (لن أتحدث الآن لكن يجب أن تضعوا بجانب هذه الكأس البطولات المتبقية، حتى بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد ستكون من نصيب العالمي).. لا يتحدث رجل بقيمة (محمد نور) وهو لا يعي ولا يدرك ما يقول.. (نور) يقرأ الوجوه.. ويفهم الرغبات.. وتعلم من تاريخه كله متى تتحقق البطولات وكيف..! لهذا وكعادته عندما كان مع الاتحاد هو يتحدى ويراهن على ما يملك بعد توفيق الله. في مساء النصر الجميل حضرت الفرحة.. وعادت الكرة في مملكتنا الحبيبة جميلة.. تستهوي الجميع.. كان الرياض في تلك الليلة في أبهى صوره.. وكانت الابتسامة لا تفارق محيّا كل النصراويين، حتى إن المنافسين البعيدين عن التعصب وصفوا إنجاز النصر بالمفرح، ومنهم من قال: تغير جو كرتنا بعودة النصر.. بل منهم من قال: ستعود كرة القدم السعودية بعودة هذا الفارس العملاق.. النصر وهو غائب أو حاضر تأثيره واضح على المنافسة..!غاب النصر فغابت المنافسة حتى إن كانت مثيرة بعض الشيء في غيبته إلا أنها إثارة ناقصة. الدوري ينتظر (متصدره).. والفرصة مواتية لنسيان سنوات الحرمان.. فإن فعلها فارس نجد وجمع كل بطولات الموسم كما قال (نور) فستكون عودة الأبطال.. عودة من أوسع الأبواب.. وقدم نموذجاً رائعاً للعمل المنظم والناجح. مبارك لقائد المرحلة (فيصل بن تركي).. مبارك لكل نجوم الفريق.. يقولها المنتمي للنصر وغير المنتمي.. فالمنافسة الشريفة لا تلغي كلمة (مبارك) في هذا التوقيت، فهذه أخلاق الفرسان حضرت مع مجتمع يتسم أبناؤه بالخلق النبيل والرفيع.. ودمتم بخير سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأحد، 2 فبراير 2014

المرض البريطاني

في القرن الثالث عشر كاد (التعصب) يفتك برياضة كرة القدم في بريطانيا بعد أن وصل الاحتقان إلى أعلى درجاته، وأصبحت المدرجات في الملاعب البريطانية -ومن ثم الأوربية بعد ذلك- مكاناً في غاية الخطورة يهدد حياة كل من يفكر بالحضور لمشاهدة مباراة في كرة القدم، بعد أن ساهمت الفروقات الدينية والعرقية والاجتماعية والانتماءات الأخرى في تغذية المشاعر السيئة للمشجع في المدرجات، في تلك الفترة أطلقت أوروبا على هذه الظاهرة بعد أن وصلت لأكثر من بلد اسم (المرض البريطاني). بكل تأكيد لا نعيش في كرتنا هذا المستوى من (التعصب)، لكن في نفس الوقت هذا لا يعني أن ظاهرة (التعصب) غير مقلقة في ملاعبنا، والخوف كل الخوف أن تكبر كرة الثلج ويتحول التعصب في ملاعبنا إلى منحى آخر أكثر خطورة وضرراً ما دام الوضع له مؤشرات خطيرة نلمسها بشكل يومي مع تزايد حدت المنافسة، فالتركيز على بعض الجوانب البعيدة كل البعد عن إطار المنافسة الميدانية يجعل الوضع مريباً في شكله العام، وهذا التخوف له ما يبرره على الصعيد الإعلامي والجماهيري. اليوم وسائل التقنية المعلوماتية لها الدور الأبرز في إعطاء هذه الظاهرة كل هذا الزخم لسهولة توافرها وانتشارها بين أفراد المجتمع الواحد، ومن خلالها يستطيع إيصال ما يريده ونشره ليصل بأسهل الطرق لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وهذا مدعاة للقلق، فالمشهد الرياضي في مجتمعنا اليوم مختلف لأسباب كثيرة ربما من أهمها (الفكر) الذي أصبح بحاجة ماسة لمؤسسات تعليم وتدريب لكل من يعمل في المجال الإعلامي الرياضي حتى نبدأ نشعر بالاختلاف في نوعية الطرح ومستوى (الفكرة) التي تصب في مصلحة كرة القدم السعودية والرياضة بشكل عام. اليوم أصحاب الفكر المفتون (بالإثارة) - التي لا يستطيع صاحبها أن يميز بين الإثارة المحمودة والسلبية ومدى فائدتها أو ضررها على المجتمع الرياضي-هم من يتحكمون في زمام الأمور - مع الأسف الشديد- ويسيرون بالوضع الاجتماعي الرياضي نحو الهاوية، وكأنه بالون هواء ينتظره موعد مع الانفجار..! وهذا ما يشكل ضغطاً كبيراً على أفكار النشء سواء القريب من الرياضة ولديه اهتمامات وميول رياضية أو حتى المتابع للحدث فقط، وقد يكون تأثيره كبيراً في المستقبل على بعض سلوكياتهم وقراراتهم، نحن اليوم نعيش أزمة (جدل) لا نهاية لها، وهذا الأمر قد يكون مقبولاً إذا كان الحدث مثار جدل، لكن أن يتحول الأمر إلى الجدل في الحقائق فهذا أمر في غاية الخطورة، ونحن بهذا نوجه شبابنا نحو بعض السلوكيات الخاطئة ونساعد على امتهان هذا السلوك في المستقبل والذي يمكن من خلاله أن يمارس بعض الأفعال الخاطئة في حياته العامة أو العملية، ثم يجادل على صحة ما قام به، يقول أحد خبراء التربية: الرياضة والمنافسات الرياضية يمكن أن تصبح ذات فائدة عظيمة في تهذيب السلوك وننشر من خلالها بعض الآداب العامة وتنمية بعض الجوانب المهمة في شخصية الفرد متى ما استغل هذا الجانب بالشكل التربوي السليم من خلال تمرير بعض الجوانب التربوية المهمة والإيجابية للفرد بشكل مباشر أو غير مباشر. اليوم وفي ظل هذا الاحتقان والتشكيك نجد من يستغل هذا الوضع النفسي غير اللائق بمجتمع كمجتمعنا ويسير بالرياضة إلى نفق مظلم نهايته ستكون دون أدنى شك كوارثية إذا لم يكن هناك تحرك كبير من خلال سنّ بعض القوانين الرادعة التي تسهم في تغيير الصورة العامة عند بعض الرياضيين الذين يغذون روح (التعصب)، ولنا في بعض المخالفات التي حدثت في مواسم سابقة وكانت تشكل نوعاً من الظواهر غير الجيدة وتفسد الشكل العام لأي منافسة رياضية شريفة - دليل على أن القانون له احترامه وسطوته، ويملك كل الجوانب التي تكفل النظام والمحافظة على ضبط السلوك، فالنزول للملعب من قبل الجماهير على سبيل المثال قد انتهى بسن قانون يردع هذا التجاوز ويطبق وقت ثبوت الفعل بعد أن كاد يشكل ظاهرة بعدد مرات تكرار ذات الفعل في ملاعبنا، إذن القانون وحده من يملك صلاحية ضبط الفكر التعصبي في رياضتنا؛ لهذا من المهم أن يكون هناك جهة تتابع هذا الأمر في كل وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة حتى على مستوى وسائل الإعلام المختلفة، الجميع يجب أن يكون عرضة للمساءلة من أي جهة كانت أو حتى على المستوى الشخصي متى ما كان تجاوزه يستوجب مساءلته، فلن نتمكن من ضبط هذا الجانب إلا من خلال سن القوانين وتفعيل تطبيقها حتى تكون ذات إسهام واضح في الحد من (التعصب)، عندها ستكون رياضتنا أرضاً خصبة للتنافس الشريف.. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...