بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 فبراير 2014

الهلال أحوج للنصر من النصر

يبدو أن الساحة الرياضية هذه الأيام وربما المواسم القادمة ستشهد مزيداً من التنافس الشديد على كافة المستويات بين قطبي الكرة السعودية النصر والهلال، وهذا أمر إيجابي يرفع من وتيرة المنافسة ويجعل كرة القدم السعودية بكل تفاصيلها الجميلة في السابق تعود للواجهة مرة أخرى، وربما يكون هذا الموسم أنسب تعبير لعودة التنافس بين الجارين، فمن دوري كان يصفه بعض الفنيين والنقاد بالضعيف أو المتوسط إلى دوري ذي قيمة فنية عالية وإثارة جماهيرية وإعلامية كبيرة غير مسبوقة خصوصاً خلال العشر سنوات الماضية، وهذا يؤكد أن الهلال والنصر يتسيدان المشهد الكروي؛ فالمعطيات الفنية والنشاط الإعلامي والجماهيري الحاصل في المجتمع السعودي لا يمكن أن يحدث بهذا الشكل الكبير إذا لم يكن النصر والهلال هما الفريقين المتنافسين، وهذا لا يقلل من بقية الأندية لكنني أتحدث هنا عن مستوى إثارة وعن روح مختلفة يشاهدها الجميع. النصر والهلال مهما حاول البعض إخفاء أحدهما عن المشهد الرياضي لضعفه فنياً فإن هذا لن يكون مقبولاً، سيبقيان يحتفظان بقيمتهما على كافة المستويات التي تجعل للمنافسة طابعاً فنياً مختلفاً، إن لم يجمعهم التنافس المباشر كما هو حاصل الآن في دوري جميل فأحدهما كفيل بجعل المنافسة لها رونق خاص لا يحضر إلا معهما مجتمعين أو مع أحدهما، والشواهد كثيرة ولعل أبرزها أحداث هذا الموسم المختلفة منذ أن انحصرت المنافسة بينهما منذ أسابيع مبكرة من عمر الدوري، هذا يؤكد أن النصر والهلال يملكان القدرة على إعطاء المشهد الرياضي في المدرج السعودي طابعاً خاصاً مختلفاً عن أي منافسة بين أي ناديين آخرين حتى لو كانا قطبي جدة. سيكون اللقاء المرتقب بين الفريقين مختلفاً تماماً هذه المرة، النصر سيسعى جاهداً إلى إنهاء بطولة دوري عبداللطيف جميل في نسختها الأولى حيث يكفيه التعادل حتى يتوج بطلاً لهذه النسخة وهو قادر بناءً على المعطيات الفنية التي يتميز بها هذا الموسم، وقد يحسمها وتصبح الجولات القادمة بالنسبة للنصر مجرد تحقيق أرقام جديدة يتفوق بها على كل من تميز في هذا الجانب، أما الهلال فسيسعى جاهداً إلى أن يحرم النصر من إنهاء المنافسة في هذا التوقيت حتى إن كانت حظوظه شبه مستحيلة في تحقيق بطولة الدوري، ليس لضعف بالهلال لكن النصر يملك عناصر الحسم حتى إن خرج خاسراً من أمام الهلال؛ لذلك ستكون مباراة من العيار الثقيل، وستحمل معها مزيداً من الإثارة، ولن يقبل الهلال -المنافس التقليدي للنصر -أن يخرج أمام جماهيره خاسراً للمرة الثالثة هذا الموسم، وقد تتضافر جهود الكتيبة الهلالية من أجل الظهور بالصورة المعروفة عنه خصوصاً أمام النصر، فإن كان الدوري قد حسم بنسبة كبيرة تبقى هزيمة النصر لها وقع مختلف، وربما ينسى الجمهور الهلالي الإخفاق على مستوى البطولات المحلية هذا الموسم. مباراة النصر والهلال القادمة -من وجهة نظري- ستكون مهمة للهلال أكثر من النصر لاعتبارات كثيرة، لعل من أهمها إعادة الثقة للمدرج الهلالي وللمدرب الوطني سامي الجابر، وستكون خير بداية للمشاركة في النسخة الآسيوية القادمة، فالدخول للبطولة بمعنويات مرتفعة بعد الفوز على الجار سيكون له مردود إيجابي على الفريق وفرصة حقيقية لأن تكون بطولة آسيا للأندية هذا الموسم هلالية خصوصاً أن نظام البطولة هذا الموسم سيكون مختلفاً عن النسخ السابقة، وسيكون للهلال فرصة كافية لتدارك بعض الهفوات الفنية التي تحتاج إلى تعزيز في القوة حتى يمكن أن يكون الفريق فنياً جاهزاً 100%. الهلال في المواسم السابقة كان يتميز على المستوى المحلي ويحقق الإنجازات بطولة تِلْوَ الأخرى ويفشل في بطولة آسيا، وقد يكون هذا الموسم النتائج الإيجابية تحضر على الصعيد الخارجي، ويكون بذلك الهلال بمدربه الوطني حقق ما عجز عنه في السنوات الماضية؛ لهذا فإن لمباراة الديربي القادمة أهميتها للهلال أكثر من النصر الذي بشكل كبير قد ضمن الدوري بنسبة عالية، وإذا أراد الهلاليون أن يسيروا في البطولة الآسيوية خصوصاً في دوري المجموعات فهم في حاجة لاستعادة الثقة في أنفسهم ولن يجدوا أفضل من النصر والفوز عليه حتى يتحقق هذا الغرض. توقع شخصي؛ قد ينتصر الهلال على النصر، فدوافع الهلال كبيرة، والنصر بذل مجهوداً كبيراً طوال الموسم، وعادةً النهاية تشكل على صاحب المجهود الأكبر خلال الموسم ضغطاً وارهاقاً بدنياً وذهنياً. موعدنا الديربي القادم ويبقى التنافس الشريف البعيد عن التعصب عنواناً للروح الرياضية، يستحق أي من الفريقين (مبارك). ودمتم بخير،، Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...