بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 مارس 2015

الكرة والعقول المستنيرة

من الطبيعي أن تختلف ردّة فعل الخسارة لأي مباراةٍ في كرة القدم عند الجمهور عن ردة الفوز، وتحقيق النتائج الإيجابية، فعند الفوز تجد الجميع سعيد بالانتصار، وقليلٌ من يتحدث عن الهفوات ونقاط الضعف للفريق بعد الفوز، لكن أم الكوارث لحظات الخسارة، وما يتبعها من ردة فعلٍ تستمر لعدة أيام وربما سنوات، يخرج فيها الجمهور والنقاد والمحللين بآراءٍ كثيرةٍ ليس لها أولٌ ولا آخر، وقليلٌ منهم مَن يعزل ميوله ويتحدث بمنطقٍ وواقعيةٍ. فأحياناً يقدم الفريق مباراةً كبيرةً جداً على المستوى الفني والجهد البدني، لكنه لا يخرج بنتيجةٍ في المباراة، في هذه الحالة يحتاج الجمهور لمن يحلل جمال الأداء وروعته، لينسي تلك الجماهير مرارة الخسارة، في كرتنا هذا الأمر لا يحدث..!! فالخسارة لها مسبباتٌ ولها جوانب ضعفٍ، والمتعصبون والعاطفيون مَن يكتشفون هذا الضعف، فيبدأ الهرج والمرج ويتأثر به مَن يتأثر، وتتحول مباراة هذا المهزوم من مباراةٍ كبيرةٍ قدّم فيها الفريق كل شيءٍ جميلٍ في عالم الكرة إلى مباراةٍ ضعيفةٍ فيها من الأخطاء الكثير، من هنا تبدأ مرحلة عدم الاتزان والتشكيك في نوعية العمل، وتتحرك اللعبة الحقيقية وهي لعبة الإعلام وحبكته . في الكرة السعودية خسرنا نجوماً كثيرةً، ومدربين كثر، وإداريين مميزين بسبب الإعلام، ومن يقفون خلف المايكات في الإذاعات وعبر البرامج المتلفزة دون أن نقنن في عملية الاختيار وفحص المستوى الفكري لكل ناقدٍ أو محلل رياضي. فالآراء غير المتزنة أو التي تحضر من أجل عمل (أكشن) وإثارة مصطنعة في مجملها تلحظ أن توجّهاً يغذي التعصب بين الرياضيين، هذه البرامج تفتقد للاتزان والموضوعية، وتضع نصب عينها أهدافاً معينةً بعيدةً كل البعد عن الواقعية والارتقاء بذائقة المتابع الرياضي، أنا هنا لا أتحدث عن برنامجٍ بعينه، وليس من الذكاء فعل ذلك، فالجميع اليوم أصبح واعياً ويدرك جيداً هدف كل برنامج أو التقارير والمواضيع الصحافية، فالمفيد يبقى مفيداً يجذب العقلاء ويستمتعون بمتابعته، والمثير للتعصب أيضاً يظهر واضحاً جلياً أمام المتلقي . فمن يتابع النجم الكبير (حمزة إدريس) في برنامج بتال القوس (في المرمى) على العربية، لا يمكن أن يشعر ولو للحظة أن هذا الرجل يتحدث كغيره من المحللين والفنيين، فالمتمعن في حديثه وأسلوب طرحه لآرائه يجد الفرق بينه وبين غيره، فهو يجيد ربط حديثه بما دار داخل الملعب، والأجمل من هذا لديه قدرةٌ عاليةٌ في قراءة المستقبل، يعتمد في ذلك على خبرته في الملاعب التي تعتبر أداةً مهمةً من أدوات أي محلل أو ناقدٍ فنيٍّ، حتى يستطيع أداء دوره كمحلل، وهذا ما يميزه عن غيره . ضربت المثال في (حمزة ادريس)؛ لأني ومن -وجهة نظري- لم أجد في الكرة السعودية فينا مَن يقدم الحديث المنطقي المبني على واقع حدث أو سيحدث غيّر (حمزة إدريس)، ولا أفهم لماذا لا يكون (حمزة إدريس)، وهو بهذا الفكر الراقي والمفيد ضمن لجان اتحاد الكرة، وأكاد أجزم يقيناً لو أن المسؤولين عن تطوير الرياضة السعودية تابعوا بعض أصحاب تلك العقول المستنيرة، والآراء المفيدة، والخبرة الطويلة في مجال الكرة، وتمّ استقطابهم لربما أصبح حال كرتنا مختلفاً، في السابق كنّا نملك الرجل القوي الذي بمقدوره السير برياضتنا حيث نصبوا، أما اليوم اختلف الأمر وأصبحنا في حاجةٍ للعقول المفكرة التي تشعر بقيمتها عندما تتحدث، وليس لها هدفٌ أو غايةٌ سوى المصلحة العامة. فبعض المباريات في دوري عبد اللطيف جميل هذا الموسم تحديدا كشفت القناع عن بعض روّاد التعصب الذي لا يعني لهم في الرياضة سوى كمية الآراء التي تثير الجدل غير المثمر ولا يفيد، وهم في رأيي أحد أسباب تدهور الكرة السعودية؛ لهذا فمن المنطق أن يتم حصرهم والتنسيق مع كل الجهات الإعلامية التي تسعى لاستضافتهم في أي منبرٍ، والتحاور معهم وتوضيح خطورة الأمر، الذي استفحل في الوسط الرياضي، وكان آخره خروج لاعبٍ دوليٍّ له اسمه في الكرة السعودية يشجع فريقاً غير فريقه نكايةً بالفريق الذي ينافس على بطولة الدوري...!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

الجمعة، 20 مارس 2015

بالروح النصر يكسب ..

ترتبط كرة القدم داخل الملعب بعوامل مهمةٍ، تبرز في مقدمتها الروح، فروح اللاعبين متى ما كانت في قمة توهجها سينعكس ذلك على الأداء الفني، حتى لو وجد خللٌ فنيٌّ في الفريق، أو تواضع إمكانيات بعض العناصر مقارنةً بالمنافس، إلا أن الروح والحماس والجهد كفيلٌ بتعويض هذا الضعف، بدليل أن أنديةً قليلة الإمكانيات على كافة المستويات تتغلب على أنديةٍ تملك إمكانياتٍ عاليةً على المستوى الفني، وهذا ما نشاهده في كل أصقاع العالم، رغم كل ما يعترينا من دهشةٍ وذهولٍ عندما يحدث ذلك، فمن الصعب أن يتقبل المشجع المهووس بفريقه الكبير والعريق الخسارة أو التعادل من فريقٍ متذيل الترتيب، لكنه واقع يحدث!؛ لذلك مَن يتهاون في أداء دوره كما يجب داخل الملعب مهما بلغ ضعف الفريق المنافس وقلة إمكانياته سيجد نفسه خاسراً، وإن لم يخسر فسيكون فوزه باهتاً مخيفاً، يغضب مشجعيه ويخيفهم في القادم من الأيام؛ لذلك نخلص إلى أن العمل الفني مرتبطٌ بالعمل الإداري في كل فريقٍ، فالمدرب دوره وضع الخطط والأدوار الفنية لكل لاعبٍ، والإداري دوره التحفيز وإشعال فتيل الحماس، وجميعها مرتبطةٌ بالهدف المراد تحقيقه . في دوري عبد اللطيف جميل خسر المتصدر النصر ووصيفه الأهلي نقاطاً مهمةً في مسيرتهم من أنديةٍ لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تقارن بهم في كل شيءٍ، لكن ما حدث أن الفريقين لم يحترما كل تلك الأندية على الصعيد الفني مما أفقدهم نقاطاً كثيرةً، فالنصر خسر أربع نقاطٍ مهمةٍ من الرائد والفتح في الدور الثاني، ولو أنه حصل على النقاط كاملةً لربما دخل مباراة الحسم أمام وصيفه بوضعيةٍ أكثر ارتياحاً من الوصيف، ولربما أيقن الفريق الأهلاوي أن بطولة الدوري أصبحت بعيدة المنال، وغيّر في إستراتيجياته، بتحويل بوصلة تركيزه على البطولة الآسيوية، كل ذلك افتراضاتٌ لم تحدث، لكن من المفترض أن تصبح درساً مهماً يتعلمه اللاعب والإداري في كل فريقٍ. فالنصر عانى في الفترة الماضية من تدني في المستوى، وكان من المهم أن يظهر العمل الإداري للفريق، وهذا ما حدث فعلاً، فرئيس النصر أعاد للفريق الروح، واستطاع بخبرته أن ينتشله من فترة الركود التي حدثت له، ولا أعلم كيف..!، لكن يبدو أن الأمر لم يكن سهلاً، فإخراج اللاعب من تلك الأجواء، وإعادة التركيز له تتطلب مجهوداً ذهنياً كبيراً، وعملاً مضنياً، وهذا ما لم نستطيع مشاهدته خلف الكواليس، لكن يمكن مشاهدة نتائجه على أرض الواقع، وهذا بالفعل ما حدث، ابتداءً بمباراة نجران في نجران ثم العروبة في عرعر، وأخيراً مباراة بيروزي الإيراني على إستاد الملك فهد. في الفريق النصراوي أشياءٌ كثيرةٌ جميلةٌ، من ضمنها جمهوره الرائع، الذي يستشعر المسؤولية وكأنه أحد أفراد الفريق، فمتى ما شعر بضرورة وجوده حضر وحفّز الفريق بكل قوةٍ، وإن غضب على الفريق يعرف كيف يرسل رسائل العتب بأسلوبٍ راقٍ بعيدٍ عن السخرية والتقليل من عمل أي عضوٍ في منظومة العمل في الفريق، ففي مباراة بيروزي كان الجمهور النصراوي عنواناً جميلاً لمباراة تنبئ بتوهجٍ كبيرٍ لنجوم النصر، فحدث ما كان متوقعاً، قدّم النصر مباراةً كبيرةً، اختصرها بثلاث أهدافٍ في مرمى الفريق الإيراني، وكان بمقدوره زيادة الغلة. في الحقيقة إن النصر تجاوز فترة انعدام الوزن التي ظهرت على الفريق بداية الدور الثاني، وأصبح جاهزاً للمحافظة على لقبه، والجولات القادمة في تصوري لن تحمل تغيراً كبيراً في ترتيب الدوري خصوصاً في المراكز الأربعة الأولى، وكذلك الأندية التي تصارع على الهبوط، فمرحلة الحسم لم تعد بعيدةً، وقد تتضح الصورة بشكلٍ أكبر في الجولة القادمة وبنسبةٍ كبيرةٍ. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @ Zaidi161

السبت، 14 مارس 2015

بعد السهر والتدخين إرهاقٌ

في هذه الفترة من كل موسمٍ يكثر حديث اللاعبين عن الإرهاق، وتداخل المسابقات، وقلة التركيز، ومن يتابع تلك التصاريح، وهو غير ملمٍّ بكرة القدم في السعودية، يشعر أن كل لاعبٍ من هؤلاء أكمل خمسين مباراةً بالتمام والكمال، وهو في حقيقة الأمر لا تتجاوز عدد المباريات التي شارك فيها 20 مباراة..! وأتحدث هنا عن النسبة الأكبر؛ لأن هناك لاعبين شاركوا في مبارياتٍ أكثر من هذا الرقم لو حسبنا مشاركتهم مع المنتخبات الوطنية، ومع هذا لا أجد من -وجهة نظري- أي مبررٍ لتزايد الشكوى من الإرهاق، فاللاعب المحترف يعي جيداً دوره، ومن المفترض أن لا يختلق أعذاراً يتوارى خلفها هرباً من تحمل المسؤولية. إن الحقيقة المدعومة من واقع التجربة الميدانية تدلّ على أن اللاعب السعودي يلعب الكرة فقط، دون أن يترك لنفسه مساحةً يضع من خلالها خططاً واضحةً له، تضمن له الاستمرار طوال الموسم دون الحاجة إلى اختلاق الحجج والأعذار، وذلك من خلال وضع برنامجٍ يوميٍّ مدروسٍ، يشمل كل الجوانب المساعدة على المحافظة لهيكلة التنظيم السليم لحياة الرياضي الذي تتطلب رياضته مجهوداً بدنياً وذهنياً كبيراً، بالوصول إلى العادات الصحية والسلوكية في حياته اليومية، فالبرنامج الغذائي المتوافق مع ممارسة كرة القدم مطلبٌ مهمٌّ، والتركيز عليه يعطي اللاعب قوةً وثباتاً بدنياً، مع مراعاة عدد ساعات النوم مبتعداً عن السهر والتدخين والعادات السيئة. ففي بعض معسكرات الأندية تشاهد صوراً مختلفةً لبعض الأطعمة التي ترفع من نسبة الإعياء في الجسم، وهذا الأمر يحدث مع الأسف أمام الجهاز الفني وطبيب الفريق والمسؤولين عن توعية اللاعبين عن بعض الأطعمة، التي تؤثر على المجهود البدني للاعب خلال الموسم، فبعض المعسكرات تحضّر فيها الوجبات الشعبية الدسمة المشبعة بالدهون، يشاركهم في هذا بحكم العِشرة اللاعبون الأجانب الذين اختلفت ثقافاتهم الصحية، وأيضاً بعض اللاعبين يحضر للتمارين وهو مرهقٌ ومنهكٌ، ولا يستطيع أن يؤدي في التمرين بالشكل المطلوب! والسبب يعود لقلة النوم والسهر المتواصل، كل هذه المسببات تضع اللاعب في منتصف الموسم أمام الجمهور في موقفٍ حرجٍ؛ لأن مستواه الفني والجهد البدني أصبح أقل، وعند سؤاله لماذا أصبح مستواك متدنياً، ولم يعد تأثيرك داخل الملعب كما كان في السابق؟ ستجد أول جوابٍ يقوله الإرهاق وتداخل المسابقات!. ماذا لو جرّب اللاعب السعودي أن ينظّم برنامجاً متكاملاً لحياته اليومية، ويستفيد من بعض النجوم في أوروبا، مع مساعدة بعض المختصين في هذه الجوانب، عندها سيجد في نفسه الفرق، واللاعب الذكي مَن يبرز أكثر في نهاية الموسم، فالمستوى العام في ملاعبنا في نهاية كل موسمٍ ينخفض، ولا يبرز إلا مَن كان محافظاً على نفسه، ويدرك معنى أن ينتهي الموسم وهو مازال يؤدي بشكل جيد، وخير مثالٍ على ذلك النجم الكبير حسين عبد الغني الذي وصل لسن 38 عاماً وهو مازال يعطي، ويزداد لمعانه خصوصاً في الفترة التي يبدأ فيها عطاء اللاعبين يقل، هو يظهر وكأنه أصغر منهم سنناً. في الحقيقة، إن الحديث عن هذا الجانب من حياة اللاعب متفرعٌ، ويشترك فيه أكثر من طرفٍ، أولهم اللاعب نفسه ثم أسرته وناديه، وكذلك أصدقائه والمحيطين به، فهم يشتركون في المسؤولية بنسبٍ متفاوتةٍ، وقد تكون النسبة الأكبر على اللاعب نفسه، لكن تبقى مسؤولية الاهتمام منوطةٌ بالجميع؛ حتى يساهموا في المحافظة على مستوى هذا اللاعب، فلكل عملٍ عوامله الخاصة التي يتقيّد بها الفرد، حتى لا تضعف إنتاجيته، ومن ثم يسهل الاستغناء عنه في صورةٍ محزنةٍ لا يتمناه أي فردٍ؛ لذا فلاعب كرة القدم أمام مهمةٍ ليست سهلةً، إذا ما لاحظنا قصر الفترة الزمنية التي من الممكن أن يكون منتجاً فيها كلاعب كرةٍ، وهي الفرصة التي قد لا تتكرر له متى ما تقدم في العمر. فمَن يعي هذه الجزئية ويجتهد ويصبر من أجل تحقيق أهدافه لا أظن أن الكرة ستخذله، ولن يحتاج إلى أن يعلّق إخفاقه على الإرهاق..!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

السبت، 7 مارس 2015

آسيا العصيّة

من واقع تجربة الأندية السعودية مع بطولة آسيا بحلتها الجديدة والقديمة يتضح أمرٌ مهمٌّ يجب أن يقف عنده الجميع، وهو أنّ لكلّ منافسةٍ طريقتها الخاصة في الاستعداد والتحضير، فلكل بطولةٍ أسلوبها الخاص، وطريقتها في التعامل معها، من البداية حتى لحظة إطلاق آخر صافرةٍ فيها؛ لذا فأول خطوات النجاح دراسة المرحلة بشكلٍ دقيقٍ، وتحديد الأولويات والاحتياجات، وفق الإمكانيات المتاحة على الجانبين الفني والمالي، ثم بعد ذلك يبدأ العمل. والحقيقة في هذا الموضوع بالنسبة للأندية السعودية تفيد: أن بطولة دوري أبطال آسيا تختلف عن الدوري المحلي، والدوري المحلي يختلف عن بقية مسابقات الكؤوس المختلفة ذات النَفس القصير، لذلك إذا لم يكن التخطيط من بداية الموسم وفق تحديد أولوياتٍ معينةٍ، وتحديد الأهداف الإستراتيجية التي يسعى لها أي فريقٍ مع توقع أي إخفاقٍ، وتجهيز الخطة البديلة، والسير من خلالها حتى لا تكون المحصلة نهاية الموسم سيئة، فإن النتائج حتماً لن تكون جيدةً. فالواقع يكشف أن الأندية السعودية لا تعطي بطولة آسيا اهتماماً من أول الموسم، بدليل أن أنديتنا تعي جيداً أن بطولةً قاريةً كبيرةً بحجم بطولة آسيا تحتاج إعداداً مختلفاً عن أي بطولةٍ أخرى، وتحتاج تحضيراتٍ فنيةً عاليةً، تعتمد على توفر عناصر أجنبيةٍ قويةٍ تساعد الفريق على التفوق آسيوياً، لهذا هم يخفقون في هذه البطولة برغم التفوق الفني والبدني للاعب السعودي، وقوة المنافسات المحلية على كافة الأصعدة الفنية منها والجماهيرية. لكن مع بداية بطولة آسيا ينكشف الحال، ويتضح سوء الإعداد، والفارق الفني بين الأندية الآسيوية والسعودية، وهذا يعود لعوامل كثيرةٍ، يبرز منها وبشكلٍ واضحٍ القدرة الكبيرة لهذه الأندية في التعامل مع بطولةٍ بهذا الحجم، أي أن بعض الأندية في آسيا وتحديداً الخليجية تعتمد على قوة الإنفاق في عملية التعاقدات، فتحضر رباعياً أجنبياً باهظ الثمن يخدم المجموعة في البطولة، ولا يتركون مجالاً للتبديل أو التغيير في الفترة الثانية، فتصبح عملية الانسجام واضحةً، وتخدم الفريق، ولعل خير مثالٍ يؤكد ذلك تفوق السد القطري، والعين الإماراتي في بطولة آسيا. أما الأندية التي تعجز عن توفير تلك المبالغ، فهي تعتمد على سياسة "السهل الممتنع"، تنهي دور المجموعات بطريقةٍ ذكيةٍ، فهي تركز من بداية الموسم على بطولة آسيا، وتعمل كل التحضيرات الفنية والبدنية من أجل أن تقدم عملاً جيداً في البطولة، وتتوقف عن التفكير في أي بطولةٍ أخرى، لذلك هم يحضرون في المباريات التي تقام خارج أرضهم بشكلٍ مختلفٍ عن المستضيف، ويعملون وفق تنظيمٍ فنيٍّ داخل الملعب، يجعل أي فريقٍ مستضيفٍ يعجز عن تحقيق ما يريد من المباراة، وفي نفس الوقت هم يستفيدون من كل مباراةٍ تقام على أرضهم، ويحققون العلامة الكاملة، ويبرز في هذا الجانب الأندية الإيرانية والأوزبكية. أما الأندية السعودية فتبدأ معاناتها من نقطة الاختيار السيئ!، رغم توفر بعض ما ينقص كثير من الأندية الآسيوية، فالبداية الخطأ في عملية الاختيار وتحديد الأولوية، والتجهيز المناسب لموسمٍ طويلٍ تتطلب تفكيراً دقيقاً، ورسم سياساتٍ معينةٍ، تعتمد في ذلك على نوع الخبرات التي تراكمت من تعدد المشاركات في مختلف البطولات. فالفرق السعودية المشاركة في بطولة آسيا هذا الموسم غيّرت في الفترة الشتوية كل الأجانب..!! مما أفقدهم التركيز والانسجام داخل الملعب، مع الأخذ في الاعتبار أن أنديةً مثل النصر والأهلي قد أرهقت بشكلٍ كبيرٍ، ربما النصر أفضل قليلاً من الأهلي في مسألة الإرهاق؛ لأنه يمتلك صفّ بدلاءٍ جيدٍ، وهذا الجانب يفتقده الأهلي الذي مازال مسيروه يصرّون على المنافسة في بطولة الدوري، بالرغم أن المنطق والعقل يقولان الأهلي حقق بطولة كأس ولي العهد، ومن المفترض أن يركّز على البطولة الآسيوية، فحظوظه فيها متساويةٌ مع غيره، وترك بطولة الدوري التي يحتاج فيها إلى نتائج تخدمه، وهو في الأساس مرهقٌ لن يستطيع أن يخدم نفسه. وبالمختصر، إن الإدارة الرياضية لكرة القدم في الأندية السعودية تحتاج أناساً تُجيد التخطيط والتنظيم، حتى لا تقع الأندية فريسة التخبّطات والهدر المالي..!! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...