بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أبريل 2021

«حمدالله» في زمن «مينيزيس»

 

 

 

 إن حالة الاحترام والانتظام التي نشاهدها في الدوريات الأوروبية تعطي مؤشرًا رائعًا لطريقة العمل الفني وأسلوبه، ففي الملاعب الأوروبية المدرب له أهميته وهيبته والجميع ينصاع لأوامره مهما كانت تفاصيلها، فالامتعاض والاعتراض مرفوض في قوانينهم الاحترافية، ولا يسمح بالنقاش إلا أثناء الحصة التدريبية أو بعدها بين المدرب وأعضاء الفريق، لكن وقت المباريات الكل ينتظم وينفّذ ما هو مطلوبٌ منه، وهذا في تصوري هو التصرف السليم الذي يصنع فريقًا قويًّا منضبطًا في كل شيءٍ، ليس على الصعيد التكتيكي فقط.

لا أخفيكم سرًّا عن بالغ سعادتي حين رأيت مدرب النصر البرازيلي «مانو مينيز» يستبدل هدّاف الفريق «عبدالرزاق حمد الله» في مباراة «الوحدات الأردني» وبعدها «فولاذ الإيراني» في البطولة الآسيوية المقامة في ملعب «مرسول بارك»، وما زاد من سعادتي رفض المدرب اعتراض اللاعب، وطلب منه الصمت على مرأى من الكاميرات الناقلة، هذه الانضباطية في العمل ستعيد دون أدنى شكٍّ هيبة الفريق النصراوي، الذي يملك كل الأدوات القوية داخل الملعب لكسب أيّ مباراة، فما حدث في هذا الموسم من فوضى وعدم مبالاة بالحالة الفنية للفريق انعكست على مستوى الفريق الفني، وقرار الاستعانة بمدربٍ من أهم صفاته الانضباط والالتزام بالجوانب الفنية والتكتيكية كان قرارًا مهمًا يصبّ في مصلحة الفريق، وكل المؤشرات الحالية تدل على أن النصر سيصبح جاهزًا في وقتٍ قصير، خصوصًا وأن المدرب «مانو مينيز» ومنذ تصريحه الأول قد شخَّص مشاكل النصر وعرفها جيدًا، وحاليًّا يعمل على معالجتها، وقد لمسنا ذلك بشكلٍ واضحٍ من خلال المباراتين اللتين استلم فيهما زمام الأمور، فالعمل الفني التنظيمي والانضباطي كان واضحًا داخل الملعب وخارجه.



إن ما يحدث الآن في النصر يؤكّد على أهمية الاختيار المناسب للمدربين، فحين تجد مَن يشخّص الحالة العامة للفريق، ويغوص في أدقِّ تفاصيلها يستطيع أن يحدد نوعية المدرب الذي يحتاجه، وهذا عملٌ إداريٌّ رائعٌ يحسب لإدارة النصر الجديدة بقيادة مسلي آل معمر.

في الأيام القليلة القادمة سيتحسن النصر أكثر كفريق، وسيصبح منافسًا شرسًا على المركز الأول في البطولة الآسيوية، وقد ينجح هذا المدرب في هذا الأمر بنسبةٍ كبيرة، وبعد هذه المرحلة ستكون هناك أفكارٌ جديدةٌ تقدمها الإدارة بشكلٍ عامٍّ تخدم النصر، رغم أننا نشاهد حاليًّا بعض القرارات المهمة التي تساهم في تحسين الحالة الاستثمارية والاقتصادية للنادي، وبكلّ تأكيدٍ سيكون لكرة القدم النصيب الأهم من تلك القرارات بقيادة هذا المدرب الشجاع.

وقفة: بعض القرارات تعيد الأمل وتصنع النجاحات.

ودمتم بخير،،،

السبت، 17 أبريل 2021

اللاعب الأجنبي لا يؤثر بل يتأثر!

 

 


 

 قد يكون الانطباع الأكثر انتشارًا لدى المحترف الأجنبي في الملاعب السعودية عند رحيله هو ضعف الضوابط الاحترافية لاحتراف كرة القدم بالشكل الصحيح والسليم، وبعضهم يكون أكثر وضوحًا في هذا الجانب، ويصرّح بهذا الأمر بكلّ تجرّد: «المحترف الأجنبي يذهب للاحتراف في السعودية من أجل المال فقط»، وكثير من الشواهد تؤكد هذا التصور، وتجعله موضع نقاشٍ بشكلٍ موسّعٍ حتى نستقرّ على وضع حلولٍ لكي يصبح هذا الانطباع من الماضي، هذا إذا اقتنعنا بمثل هذا الانطباع وسلّمنا بأن شيئًا من هذا القبيل موجودٌ، وهو يشكل مشكلةً تحتاج لحل.

في رأيي ولا أعلم هل هذا الأمر يُعمل به في لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم أم لا؟، لكن من المهم أن أكتبه ولعلّه يصل للمعنيين بالأمر:

 لماذا لا يكون ضمن الأوراق التي يستوفيها المحترف الأجنبي للتسجيل في الدوري السعودي استبيانٌ أو تقريرٌ مفصّلٌ عن حياته الاحترافية قبل وصوله إلى السعودية: كيف كان يتدرب؟ وكم عدد ساعات التدريب وأوقاته؟ وما نوع الأكل؟ ومتى وقت الراحة؟ وكم عدد ساعات النوم؟

 وبعد رحيله يكون ملزمًا بكتابة تقريرٍ آخر عن فترة احترافه في السعودية، ثم بعد ذلك تقوم لجنة الاحتراف بمتابعة الأمر وعمل دراسةٍ عن رأي اللاعب المحترف قبل احترافه في السعودية وبعد احترافه، عندها ستكون الصورة أكثر وضوحًا لما نقوم به في هذا الجانب، وقد نصل إلى مرحلةٍ تتقلص فيها الأخطاء، وإلا بماذا نفسر حالة الاختلاف التي نلاحظها عند اللاعب الأجنبي بين السنة الأولى والسنة التالية من تواجده في المسابقات السعودية؟

إن اللاعب الأجنبي حين يرحل من ملاعبنا تجده مختلفًا بدنيًّا تمامًا عن لحظة قدومه إلى السعودية، بدليل النسبة الأكبر من اللاعبين الذين تواجدوا في ملاعبنا من المحترفين لم يذهبوا بعد احترافهم في السعودية لأنديةٍ كبيرةٍ في دورياتٍ تتفوق في التصنيف على دورينا.

لدينا خللٌ واضحٌ في هذا الجانب، وربما يرجع سببه في المقام الأول لثقافة اللاعب السعودي التي بدورها تنعكس على انضباطية اللاعب الأجنبي في كل جوانب الحياة، فالتغذية السيئة (المفاطيح) والسهر كلاهما سلوكٌ مهمٌّ، وعدم الاهتمام بهما سيترك تأثيرًا فنيًّا كبيرًا على اللاعب والفريق بشكل عام.

 إن المحترف الأجنبي يصنع الفارق في السنة الأولى فقط، لكن بعد موسمٍ يبدأ مؤشر ضعفه الذهني والبدني يظهر على مستواه داخل الملعب؛ بسبب الإهمال وعدم التقيد بالأسلوب الأمثل لحياة لاعب كرة القدم المحترف.

رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/na/2065367

الجمعة، 9 أبريل 2021

بالفوضى تسقط هيبة النصر

 

 

 

 في مسابقات كرة القدم للمحترفين وذات الطابع التنافسي الكبير، يكون للخسارة تأثيرٌ كبيرٌ على أنصار الفريق الخاسر، إذ تشعر حين تراقب ردّات فعلهم بحجم التأثّر والألم والحزن، خاصةً إذا كانت الخسارة غير متوقعة، هنا يكون الأمر أكثر سوءًا بالنسبة لهم، ويبقى هذا الألم ملازمًا لهم فترةً ليست بالقصيرة، ويزداد هذا الحزن والألم حين لا يصاحب هذه الخسارة أي عملية تصحيحٍ من قبل المسؤول عن الفريق؛ ليقينهم بأن هناك أخطاء واضحة ومكشوفة، ويتمّ تجاهلها من قبل المسؤول لظروفٍ معينة، قد تكون مجهولةً في كثيرٍ من الأحيان.

هذه المرارة لا أظنها قد مرَّت على أنصار أي نادٍ في المسابقات السعودية لكرة القدم هذا الموسم غير النصر، فالجمهور يعشق وبسبب عشقه الفريد تكون الصدمة قويةً حين يخسر أي مباراة مهما تفاوتت أهميتها، وبالطبع لا أحد يلومهم ولا يعتب على ردّة فعلهم، فاللوم يقع على مَن أخفق ولم يكن بقدر المسؤولية وحجمها، ولم يعمل بشكلٍ جيدٍ ليحقق النتائج الإيجابية، وأعني هنا كل منظومة العمل المتعلقة بفريق كرة القدم في النادي.

 إن الأخطاء التي تتكرر ويصعب علاجها بالشكل الصحيح دليلٌ واضحٌ على سوء العمل الإداري في المنظومة، فمثلًا استمرار مدرب الفئات السنية «ألين هورفات» مدربًا للفريق طوال الفترة الماضية، رغم ضعف إمكانياته يعتبر خطأً فادحًا من المسؤول، إذ لا يمكن أن تأتي بمدرب بهذا المستوى ليستلم فريقًا جاهزًا بعد مدربٍ عالميٍّ وكبيرٍ مثل «فيتوريا»، سيفقد اللاعب توازنه الذهني، وبهذا يصبح العمل عشوائيًّا وغير موفق، وقد يكون قرارًا مؤقتًا لفترةٍ بسيطة، حتى تأتي بمدربٍ بديلٍ يتناسب مع إمكانات الفريق، ويعرف ماذا يفعل مع نجومٍ بحجم النجوم الذين هم في النصر، لكن أن يستمر مدربٌ بمستوى «ألين هورفات»، ويخوض مبارياتٍ مهمةً ومصيريةً وقائد المنظومة يملك الوقت الكافي للبحث عن مدربٍ، فهذا أمرٌ مزعجٌ، وقد يصل لمرحلة الاستهتار بمشاعر الجمهور وعدم تقديرها بالشكل الذي يليق بهم.



إن الأمر الأكثر خطورةً هو حالة الفوضى الكبيرة التي عاشها النصر هذا الموسم، التي كان بطلها مهاجم الفريق «عبدالرزاق حمدالله»، الذي استغلّ نجوميته في النصر أسوأ استغلال، وأصبح مصدرًا لقلّة الانضباط والتهاون، هذا كله انعكس سلبًا على الفريق، والسبب ليس «عبدالرزاق حمدالله» فقط، بل في الحالة الإدارية البائسة التي يعيشها النصر هذا الموسم، فهل من المعقول اثنان من أعمدة الفريق يغادران لقضاء إجازةٍ في بلدانهم قبل مباراةٍ مصيريةٍ مهمة، تذهب بالفريق لنهائي بطولة كأس الملك..! هذا الأمر لا يحدث في أنديةٍ محترفةٍ، لها نظام وتسير وفق أسسٍ واضحةٍ عنوانها العمل والانضباط..!!

وقفة: لا ينكشف ضعف العمل وفشله إلا حين تتكرر الأخطاء.

دمتم بخير،،،

 رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/na/2064548

الجمعة، 2 أبريل 2021

المقاتل عبد الإله العمري

 

 

 

 يقول «ساديو ماني» مهاجم ليفربول في تصريحٍ مقتضبٍ بعد النتائج السيئة لفريقه هذا الموسم: «يجب أن نتعامل مع الموقف الحالي، وألّا نتوقف على الإيمان في قدراتنا، مع مواصلة القتال والحفاظ على دوافعنا والمضي قدماً مرةً أخرى، عندما تقاتل لن تفكر أبداً في البحث عن مبررات وأعذار، نحن هنا لإيجاد حلول، الوحدة مع زملائي دائماً تمنحني طاقةً كبيرة».

في الدوري الإنجليزي -وربما كثير من الدوريات الأوروبية- يؤمنون بضرورة العمل، ولديهم قناعةٌ تامةٌ وراسخةٌ أن قوة العمل مرتبطةٌ دائماً بقوة النتائج، هذه الثقافة جعلت المنافسات الكروية في أوروبا شرسةً وقوية، ولا يمكن أن تترك مجالاً للتهاون أو عدم التركيز، وحديثهم عن كرة القدم كأنه حديث معارك حربية، لكنها تحدث داخل ملعب كرة قدم، هذه الثقافة هي مَن صنعت هذا التفوق الكروي الأوروبي، وأصبحت المدرسة الأوروبية في كرة القدم هي المقياس الحقيقي للتفوق في كل أرجاء العالم، واهتمام المدربين الأوروبيين بترسيخ قيمة العمل وضرورة القتال لتحقيق نتائج إيجابية في لعبة كرة القدم ترك الفرصة أمام الجميع لمزيد من الابتكار في الجوانب الفنية حتى تتغير طرق اللعب ويصبح التنوع الفني في الأداء ذا طابع تشويق وإثارة أكثر.




إن ما يحتاجه اللاعب العربي والسعودي على وجه الخصوص أن يغير من بعض المفاهيم البائسة، التي لم تكن نتائجها واضحةً في السنوات الماضية، فالقوة في لعبة كرة القدم أصبحت مهمة، والروح القتالية يجب أن تكون حاضرة في كل مباراة مهما كان وضع الفريق في المنافسة، فبعض اللاعبين السعوديين تشعر من خلال أدائهم الفني داخل الملعب وكأنه قادمٌ من الدوري الإنجليزي، لما يتميز به من القوة والرغبة بالانتصار في كل مباراة، على سبيل المثال: نجم النصر الواعد ومدافعه القوي عبد الإله العمري، مَن يراقب أداءه هذا الموسم يلمس حجم الإصرار والقوة والرغبة في تحقيق الانتصار.

إذاً لا يجب أن يبقى اللاعب السعودي حبيس نتيجةٍ معينةٍ أو تحت ضغط نتائج متردية طالما يجد في نفسه الرغبة والقوة والقتالية داخل الملعب، فالتعلق ببعض الأعذار وهمٌ يُسقط اللاعب مهما بلغت مهارته وموهبته، وهناك تفاصيل مهمة يجب أن ينتبه لها مدربو الفئات السنية في الأندية السعودية، التي من شأنها تعزيز روح الانتصار والقتالية داخل الملعب مهما كانت ظروف المباراة أو المنافسة، فالمشاركة في المباراة تعني القتالية وإخراج كل ما يملك اللاعب من قوة وموهبة ورغبة، إن تغيرت هذه الثقافة في ملاعبنا منذ تأسيس النشء فإن كرة القدم في المنافسات السعودية ستتغير للأفضل، وستحضر المتعة التي نشاهدها في كثير من الدوريات الأوروبية.

وقفة: لا يمكن أن يحضر التغيير طالما أن الأفكار لا تتغير.

ودمتم بخير،،،

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...