بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 28 أكتوبر 2021

النصر يخسر مثل برشلونة ومانشستر يونايتد!

 

 

 

 

البعض قد يستسهل العمل في منظومة كرة القدم التنافسية منها، ويخونه الإدراك أن هذه اللعبة تحديداً تستحوذ على عقول وقلوب الملايين حول العالم، ينكشف هذا الأمر جليًّا حين تتابع فريقاً شهيراً له قاعدة جماهيرية عريضة من خلال بعض الآراء التي يغلب عليها العاطفة بدافع الحب والعشق لهذا الكيان، هذه الآراء في مجملها تتعارض مع بعضها البعض، بمعنى كل شخص يرى الخلل من وجهة نظره، ويُعتقد أن الصواب ما ذهب إليه من رأي، وفي المقابل هناك شخص آخر يرى أن وجهة نظره أقرب للصواب، وهكذا يسري هذا الأمر على المدرج بأكمله، ولا أحد يستطيع أن يلومهم على ردة فعلهم؛ فالحب والعشق له جوانبه الجميلة والسيئة التي لا يجب أن تسري على منظومة العمل في هذا النادي أو ذاك؛ لأنه من الطبيعي أن تكون هناك خطة عمل متكاملة يعمل الجميع في ضوئها، والتخلي عنها من أجل كسب تعاطف الجمهور أمر لن يقدم لهذا الفريق شيئاً، قد يحدث الخطأ في العمل والخطط الموضوعة، لكن العمل المنظم والمدروس بعناية بالتأكيد يوجد له بدائل لحل الأزمات، لكن أن يترك الأمر للنتائج والأحداث الوقتية ويصبح العمل مجرد ردة فعل لحدث معين أو نتيجة معينة، هذا أمر لن يدفع للنجاح، ولن يكون في مصلحة الجميع.

في البطولات الأوروبية تحدث نتائج كارثية لأندية كبيرة وعريقة، آخرها ما حدث لمانشستر يونايتد في مباراته مع ليفربول في الدوري الإنجليزي خلال منافسات الجولة التاسعة التي انتهت بخماسية نظيفة لمصلحة ليفربول، وقبلها في دوري أبطال أوروبا خسر برشلونة بثمانية أهداف من بايرن ميونخ الألماني، وهي نتيجة قاسية جدًّا على فريق كبير يعتبر صاحب الاسم الأشهر على مستوى العالم تحت قيادة النجم العالمي الأسطوري «ليو ميسي» في تلك الفترة لم ينهر البرشلونيون بعدها، ولا مانشستر يونايتد، وغيرهم كثيرون عادوا للعمل وتقبل الجمهور ظروف الخسارة وتواصل الدعم، وما زالوا يعيشون الأمل ويخوضون معترك المباريات، ما أريد أن أصل له من هذه الجزئية أن الغضب المبالغ فيه قد يقتل الطموح، ويلغي كل التطلعات؛ لذلك من المهم في منافسات كرة القدم أن يبقى الأمل قائماً مهما كانت النتائج قاسية.

في النصر حالة الغضب الجماهيري كبيرة منذ الخسارة الآسيوية، والتي كان البعض يعتقد أن النصر هو الأقرب، بل هو بطل آسيا القادم، حتى جاءت لحظة الخروج المر، فالفريق القوي الذي يملك نجوماً غير مسبوقين في تاريخ النصر أصبح فريقاً ضعيفاً، ويجب أن يكون هناك تغيير جذري، وهنا تكمل المشكلة، ويحدث الضغط على صنّاع القرار، وعلى اللاعب نفسه، ولا يمكن أن يطلب من الجمهور كتم ردة فعلهم أو الصمت، لكن من المفترض أن يكون هناك حالة من الهدوء، وقد يصل غضب هذا الجمهور بطريقة يستفيد منها فريق العمل بشكل عام، دون أن يسعون لزعزعة استقرار الفريق في هذا التوقيت المبكر من الموسم، فالنصر ما زال في خضمّ المنافسة، وما زال قادراً على تجاوز كل الظروف مع معالجة الأخطاء الواضحة في الفريق، كاستبدال المدافع الأرجنتيني «موري» بحارس مرمى أجنبي، وكذلك الاستغناء عن أحد المهاجمين المغربي «عبدالرزاق حمد الله» أو الكاميروني «أبو بكر» بالإعارة، ويكون البديل ظهيراً أيسر، مثل هذه الحلول قد تكون مناسبة أكثر بكثير من الغضب ونسف كل شيء تحت تأثير الخسارة.

 

 

رابط المقال :

من موقع العربية نقلا عن عكاظ 

 https://www.alarabiya.net/saudi-today/views/2021/10/29/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D9%8A%D8%AE%D8%B3%D8%B1-%D9%85%D8%AB%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D8%B4%D9%84%D9%88%D9%86%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B4%D8%B3%D8%AA%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D8%AF-



السبت، 23 أكتوبر 2021

الخسارة لا تعني الاستسلام

 

 

 



 في ديربي القارة تحقق للهلال الانتصار وتأهّل إلى المباراة النهائية لكأس آسيا، والمتابع لتفاصيل هذه المباراة يدرك جيدًا أن النصر قدّم كل شيء في المباراة، وكان حاضرًا فنيًّا وذهنيًّا بكل قوة، لكن أحيانًا تكون الأخطاء الفردية سببًا في خسارة المباراة، وفي تصوري خروج مدافع النصر «علي لاجامي» بالبطاقة الحمراء كان له التأثير الأكبر على تماسك الفريق، رغم أن هذا النقص كان سببًا في قوة النصر في الشوط الثاني، الذي تمكن فيه من تسجيل هدف التعادل، وكانت هناك محاولات كبيرة ومهمة من الفريق النصراوي لتسجيل الهدف الثاني، رغم النقص العددي داخل الملعب، لكن كما قلنا الأخطاء الفردية في مثل هذه المباريات تكون مصدر حسم لمن يجيد استغلالها بالشكل المناسب، فالهدف الثاني كان بخطأ من مدافع النصر «مادو» الذي لم يحسن التمركز، وساعده في ذلك رد فعل الحارس «وليد عبدالله» الذي لم يكن حاضراً في مثل هذه المباريات.

عمومًا المباراة انتهت، ومن المفترض أن تكون الاستفادة منها في المستقبل كبيرة، ومع الوقت تصبح الخبرة هي من عوامل التفوق في النسخة ما بعد القادمة، ومن الظلم أن يقسو جمهور النصر على فريقهم وهم يملكون كل هذه المواهب، فبناء فريق قوي متمكن ليس بالأمر السهل ويحتاج للوقت.



النصر اليوم فريق منافس ينقصه التوفيق من رب العالمين في بعض المباريات الحاسمة، ومن الطبيعي أن تحدث لكل أندية العالم الشهيرة حالة الإخفاق على مستوى النتائج، ففي النهاية هي كرة قدم يجب أن يفوز فريق واحد، والخسارة لا تعني في كل مرة أن هناك خللا في الفريق، أو أن الفريق يعاني من ضعف معين، ولو سلمنا بالتغيير مع كل إخفاق فلن نستطيع أن نمنح هذا الفريق الاستقرار والانسجام، وفي كل مرة ستكون هناك صعوبات بسبب هذه السياسة، أمام النصر موسم محلي ما زال في بدايته يستطيع من خلاله أن يحافظ على حظوظه في كسب بطولة الدوري وتحقيق كأس الملك، هذه الأهداف إن تم العمل عليها بشكل جيد في ظل توفر عناصر التفوق في الفريق سيكون موسمًا ذهبيًّا بالنسبة للنصر، فحين تتضافر الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف سيكون الأمر متاحًا لنيل البطولات وتقديم موسم مميز للنصر والنصراويين، ولعل البطولة الآسيوية خير مثال لعدم اليأس، فالفريق الهلالي أمضى سنوات طويلة وهو يحاول أن يحقق هذه البطولة بمسماها الجديد، ومع الوقت حققها، حتى وإن جاء هذا الإنجاز متأخرًا، لكن في النهاية وصل إلى هدفه؛ لذلك على النصراويين أن يستمروا في العمل ويساعدوا أنفسهم في تخطي كل الصعوبات مهما كانت قاسية ومؤلمة، فالحياة عبارة عن تجارب ومعارك مستمرة متى ما كانت الأمور ضمن إطار السيطرة والرغبة؛ لأن العمل التكاملي تتحقق نتائجه مع الوقت، لكن أكبر خطر أن يتسلل الإحباط للفريق ولمنظومة العمل بالكامل، حينها ستصبح الأزمة حقيقة، ويدخل النادي في صراعات مختلفة بعيدة كل البعد عن المنافسة وتحقيق الإنجازات؛ لذلك يجب أن تكون هناك استدامة للعمل وتقليص فترات الانتظار على مستوى الإنجازات من خلال الاستفادة من كل شيء يحدث، وتلافي الأخطاء بالشكل المدروس.

حاليًّا يملك النصر إدارة ممتازة، وفريقًا جيدًا مع مدرب رائع، ويحظى بدعم مالي كبير من الأعضاء الذهبيين بقيادة الأمير «خالد بن فهد»، ومن المفترض أن تستثمر هذه العوامل في مصلحة النصر بعدم التوقف عند أي إخفاق مهما كان حجمه، والانتقال للمرحلة التالية، فقد تخسر معركة، لكن لا يجب أن تخسر الحرب -إن جاز التعبير- فحين يقدم الفريق كل شيء ولا يحالفه التوفيق سيجد جمهوره واقفًا خلفه يدعمه، ويعيد له الأمل بالدعم والتشجيع، كما حدث بعد الخسارة الآسيوية.

وقفة: بعض الخسائر قد تعلم فنَّ الرد.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2085872

الخميس، 14 أكتوبر 2021

آسيا في قبضة النصر

 

 

 في المعسكر النصراوي والهلالي حالة من التوتر والترقب لأسبوع هو الأكثر سخونةً من أي أسبوع مضى في تاريخ الناديين، والسبب في ذلك ليس في مواجهة السبت الآسيوية، بل فيما بعد هذه المواجهة متى ما حقق الفريقان الانتصار، وهما فنيًّا الأقرب إلى مسألة التأهل من الفريقين الآخرين، فالنصر يتفوق على الوحدة الإماراتي في كل شيء، والهلال كذلك يتفوق على الفريق الإيراني «بيرسبوليس» في كل شيء، والنتيجة المتوقعة هي وجود النصر والهلال في نصف نهائي القارة وجهًا لوجه، هذا الشعور السائد في معسكر الفريقين قد يفسد هذا التوقع، ويستفيد منه الفريقان المنافسان وقت المباراة، أو على أقل تقدير أحد الفريقين قد يكون طرفًا في نصف نهائي القارة، إما أمام النصر أو أمام الهلال؛ لذلك لو لم يتفطن القائمون على العمل الفني والإداري في النصر والهلال لمسألة كهذه قد تكون النتائج مخيبة للآمال؛ لأن اللاعب النصراوي يفكر في مباراة الهلال في نصف نهائي القارة قبل أن ينتصر على الفريق الإماراتي في دور الربع النهائي، وهذا أمر قد يؤدي إلى خروج النصر وعلى أرضه من البطولة الآسيوية التي سيغيب عنها في الموسم القادم، وبالتالي سيكلفهم الأمر غضبًا جماهيريًّا غير مسبوق، فالدافع الجماهيري عند المدرج النصراوي هو الأقوى، وكذلك في الفريق الهلالي الذي يعتبر هو الأقل ضغطًا من جاره النصر، فهو مشارك في النسخة الآسيوية القادمة عكس منافسه النصر، وفي تصوري قد يستفيد الفريق الإيراني والإماراتي من هذا الهاجس المسيطر على المعسكرين النصراوي والهلالي ويدخلان المباراة بهدوء أكثر وتركيز عالٍ، ويستفيدون من كل لحظة ضعف أو اهتزاز لفريقي النصر والهلال؛ لذلك لا يبدو الأمر مريحًا لا في النصر ولا في الهلال، وهاتان المباراتان لن تحظيا بتركيز كبير طالما أن تركيز الفريقين مع مدرجاتهما وتفكيرهما في لقاء نصف النهائي قبل أن يصلوا له، حتى على الصعيد الإعلامي تكاد تجزم بعض البرامج الرياضية أن نصف النهائي سيكون بين قطبي السعودية النصر والهلال، من هذه الزاوية تحديدًا تظهر حالة الخوف والترقب، وإن حدث ذلك للفريقين أو أحدهما ستكون لحظة غضب عارمة من مدرجاتهما، وربما لن يصفو لهما المدرج في ما تبقى من الموسم، من هذا المنطلق ستتضح الفوارق الإدارية والفنية للنصر والهلال، فإن نجحا في الوصول إلى مباراة نصف نهائي القارة وتواجها، فهما قد تجاوزا المرحلة بكل خبرة واقتدار، وإن فشلا أو فشل أحدهما فيجب أن يكون التغيير عنوان المرحلة القادمة في الطرفين، فبمثل هذه المواقف تتضح حقيقة العمل، وهل من يتواجد في منظومة هذا العمل يستحق الاستمرار أم لا؟

بالتوفيق للنصر والهلال، وأتمنى أن تكون حالة الترقب تشمل كل القارة بلقاء الغريمين التقليديين في نصف نهائي القارة.



ودمتم بخير

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2085170


السبت، 9 أكتوبر 2021

عبدالغني.. الرجل الذي لا ينكسر

 

 

 

 

 رغم أن هذه الفترة بالنسبة لمباريات كرة القدم تخص المنتخب السعودي، ومدى حجم الاستعداد لمباراتي اليابان والصين، إلا أن الاهتمام الإعلامي الملاحظ في هذه الفترة منصبٌّ على نادي النصر، والبحث في أدق تفاصيله، وهذا أمر لا يبدو غريبًا خاصةً في السنوات الأخيرة، وتحديدًا بعد الدوري الاستثنائي الذي حققه النصر في 2019م، لا أريد أن أخوض كثيرًا في هذه الجزئية، فهي بالنسبة لي أمر طبيعيٌّ؛ لأن النصر نادٍ كبيرٌ وله شعبيةٌ كبيرةٌ جدًّا، وجمهوره سبَّاق دائمًا في الدفاع عنه، حتى ولو من خلال بعض المناكفات التي يغلب عليها طابع الفكاهة والدعابة، وهي عادةً قصصٌ معتادةٌ بين جماهير الأندية المتنافسة بحكم قوة البطولة والإثارة المنتظرة ضمن هذا الإطار؛ لذلك سأتجاوز هذا الأمر وأبحث في تفاصيل جزئية معينة، وهي أيضًا مرتبطة بجمهور النصر على وجه الخصوص، وحالة التأثر الإعلامي التي يعيشها الجمهور بعد أي إخفاق يحدث للنصر، على سبيل المثال: في الموسم الماضي كان الحديث الإعلامي يتمحور حول محور النصر البرازيلي «بيتروس»، الذي كان يقدم دورًا مهمًّا في التشكيلة النصراوية، وربما كان السلاح الأبرز في انتصارات النصر في تلك الفترة؛ لما يملك من روح ومستوى فني كبير، إلّا أن الحملة ضده كان لها تأثير في بداية هذا الموسم، وكانت نتائجها استبعاده في هذا الموسم، والاستعانة بلاعب أجنبي آخر في المركز ذاته.

ما أريد أن أقوله: هو أن الإعلام المضاد يستطيع تجريد النصر من عناصر قوته، والمواقف كثيرة في هذا الصدد، التي انساق خلفها الجمهور النصراوي، وأخذ يطالب بإبعاد تلك العناصر التي كانت سببًا في تغيير حال النصر، ومن ضمنها أيضًا ما حدث للمدرب البرتغالي «فيتوريا»، الذي كان من أهم عناصر القوة في النصر؛ بسبب أسلوبه الفني وقدرته على قراءة المباريات والإعداد الجيد لها، وبسبب الإعلام وتأثيره على جمهور النصر تمت إقالته، وكان بالإمكان فتح صفحة جديدة معه ومناقشته في مستوى العمل المقدم للنصر.



اليوم جاء الدور على المدير التنفيذي لكرة القدم «حسين عبدالغني»، ويبدو أن المقربين من النصر يتحدثون عن دور هذا الرجل في ضبط الفريق وبثّ روح النصر لدى اللاعبين؛ وبالتالي أصبح في مرمى سهامهم، والهدف إبعاده عن الفريق بنشر الشائعات حوله، واستحضار ماضيه حين كان لاعبًا في الفريق، رغم أن العملين مختلفان كلاعب وإداري، قد يكون حديث المدرب المقال «مانو» عن عمل حسين عبدالغني سببًا في التهدئة في هذه الفترة، ويساعد على استمرار حسين في منصبه، لكن مفعول هذا الحديث سينتهي مع أول خسارة للفريق النصراوي، بعدها ستعود الحملة من جديد، وبعد إبعاد حسين سيأتي الدور على رئيس النصر، وبالتالي سيبقى النصر على صفيح ساخن وفي دوامة المشاكل الإدارية والفنية؛ لذلك على جمهور النصر أن يتفطن لمثل هذه الحملات، وأن يكون سندًا حقيقيًّا للنصر قبل فوات الأوان.

ودمتم بخير،،،

رابط المقال :

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2084516

السبت، 2 أكتوبر 2021

في النصر أزمة وقت ومدرب!

 

 

 

 

 يعتقد البعض أن اختيار مدرب لفريق كرة قدم في دوري محترفين ينافس على البطولات أمر سهل، فمجرد توفر المال الكافي يستطيع أي نادٍ أن يحضر أفضل مدربي العالم لتدريب الفريق، وهذا بالتأكيد اعتقاد خاطئ تماماً، فالأمر ليس بالسهولة المتوقعة؛ لأنه مرتبط بعوامل كثيرة أهمها القدرة على التفكير الجيد والتوقيت المناسب؛ حتى يكون الاختيار ضمن الإطار السليم لتحقيق الأهداف الموضوعة مسبقاً، وقد يصعب الأمر كثيراً حين تكون عملية البحث في منتصف الموسم بسبب قلة الخيارات التي تتوافق مع حجم التطلعات، فعدد المدربين المتاحين في منتصف الموسم ضئيل جداً، والمدرب الجيد لن يكون عاطلاً في منتصف الموسم، وإن وجد قد لا يكون بينهم المدرب المناسب للفريق، وهذا أمر واضح للعيان، ولعل آخرهم النصر الذي أمضى وقتاً طويلاً في فترة زمنية حرجة يبحث عن مدرب بعد أن أقال مدربه البرازيلي (مانو)، الإدارة التي تقر بالاختيار الخطأ في بداية الموسم وتكتشف مع مضي المباريات أن اختيارها للمدرب لم يكن موفقاً ستضطر لإلغاء عقده، ومن بعد هذا القرار ستبدأ المعاناة الحقيقية لإدارة النادي، فالاختيار الثاني يجب أن يكون مناسباً خاصة إذا كان هذا الأمر يحدث لنادي جماهيري مثل النصر، وقلة من يعذرون الإدارة التي تتأخر في جلب مدرب للفريق، وقلة من يؤمنون أن الأخطاء واردة في إدارات الأندية وعلى الخصوص كرة القدم؛ لذلك يحدث الضغط الجماهيري، ويصبح العمل تحت تأثير عوامل ضغط كثيرة، فالجمهور من جهة، وضغط المباريات من جهة أخرى، والمطلوب في نفس الوقت المحافظة على حظوظ الفريق في المنافسة؛ لذا عملية الاختيار لن تكون سهلة، وفي تصوري يجب أن تعمل الإدارات قبل الاختيار على تحديد الأهداف مع الإلمام بكل الإمكانات المتوفرة في الفريق، والعمل الفني المناسب لهذه المجموعة، ومن خلال ذلك يكون الاختيار، بمعنى أنه إذا توفر في الفريق عناصر تجيد أسلوب الدفاع وتتفوق في هذا الجانب فمن الطبيعي أن يكون المدرب المستهدف يجيد هذا الأسلوب من اللعب، ولو كان الجانب الهجومي متفوقاً؛ فالمدرب يجب أن يكون متفوقاً في الشق الهجومي، وكذلك حين يكون عندك فريق يملك الإمكانات التي تجعله فريقاً متوازناً داخل الملعب فالمدرب يجب أن يكون صاحب فكر يدعم هذا الأسلوب من اللعب.

وفي المجمل فإن العنصر الأساسي لنجاح فريق كرة القدم مرتبط بوجود النجوم الذين يصنعون الفارق ويستطيعون أن يقدموا مجهوداً بدنيًّا، وفكراً فنيّاً داخل الملعب، فما زال الكثيرون ومنهم رئيس النصر مسلي آل معمر يؤمنون أن تأثير المدرب فنيًّا لا يتجاوز 30% من العمل، والنسبة الأكبر تقع على اللاعبين، لكن هذا لا يمنع أن نقول: إن أسوأ قرار يحدث لأي فريق كرة قدم هو إقالة المدرب بعد بداية الموسم أو في منتصفه؛ لأن تلافي هذا الأمر يحتاج مجهوداً كبيراً من العمل، وأيضاً من التفكير، فالوضع سيكون صعباً من جوانب كثيرة، وكان الله في عون أي إدارة تقع في مثل هذا المأزق.



ما زلنا في بداية الموسم، وما زال أمر إقالة المدربين في بدايته، لكن رب ضارة نافعة، فما حدث للنصر بعد إقالة مدربه البرازيلي وحالة البحث المستمرة عن المدرب قد تكون سبباً في التأني في اتخاذ قرار الإقالة لأي فريق مستقبلاً.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2083769



في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...