بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 يناير 2013

دعوة لحماية المبدعين والنجوم

عندما لا تتوفر لدينا الحلول المناسبة والسريعة لمعالجة بعض مشاكلنا التي تفرزها الحياة، فعلينا أن نبحث عنها بشكل منطقي حتى نتمكن من علاجها وتجاوزها، فالمعضلات عندما تترك بلا حلول فإنها قد تتنامى وتكبر إلى أن تصل لمرحلة يصعب تجاوزها؛ لهذا نحن نحتاج لحلول سريعة في بعض الجوانب المهمة في الحياة، ونحتاج إلى تدخل عاجل قبل أن نسلم بالأمر ونقف مكتوفي الأيدي، تتقاذفنا أمواج التخلف والرجعية بعيدًا عن شواطئ النجاة. هكذا يحدث التحول الإيجابي في بعض المنعطفات المهمة والحساسة في المسيرة التنموية للأفراد أو في القطاعات القائمة على عمل الأفراد. الحقيقة الواضحة والمكتسبة من معطيات الحياة يمكن إيجازها في التالي: «التحرك، وبذل الجهد، وإيجاد العقول المفكرة، التي تملك القدرة على تقديم الحلول السريعة لمعالجة بعض جوانب النقص وتلافيها، حتى لو كانت تلك الحلول من خارج إطار المجتمع نفسه، فمن غير ذلك لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام». الفوارق الفردية توجد بين الشعوب وبين أبناء المجتمع الواحد وهذه حقيقة مسلم بها، ولا تقبل النقاش أو حتى المجادلة فيها، لهذا ينبغي على بعض المجتمعات الاستفادة من تجارب الغير حتى يتقدم العمل ويوضع في مساره الصحيح، فالبدايات عادةً ما تكون صعبة، واتخاذ القرارات الكبيرة أمر في غاية الخطورة إن لم تكن وفق استراتيجيات معينة مبنية على دراسات وأبحاث، وتحتاج إلى جرأة وصبر حتى يتحقق المأمول منها في المستقبل.ولا بأس من الاستفادة من بعض التجارب الناجعة والبدء في تطبيق بعض نصوصها على أرض الواقع وفق ما يتناسب مع مجتمعاتنا في بعض توجهاتها. ما يدفعني للكتابة في صلب العمل والإنتاج - بغض النظر عن الكيفية رغم أهميتها - بعض المعوقات التي تعيق تنمية الفكر التنموي للأفراد رغم ما يملكونه من موهبة ومهارة في بعض الجوانب التي تخدم المجتمعات والشعوب، فالاستفادة من المبدعين مهما كان حجم الاستفادة وضرورتها بات مطلباً ملحاً، لكن لا يجب أن يكون التركيز على اتجاه واحد والذي يتمثل في الاستفادة منهم فقط دون أن نقدم لهم الحماية اللازمة حتى تبقى الفائدة منهم مستمرة. والحماية التي أقصدها هنا تتعلق بالمحافظة على هؤلاء الأفراد المبدعين من كل شيء، والحرص على أن نقدم لهم حياة نموذجية بعيدة عن كل ما يعكر الصفو الإبداعي والمخزون الفكري الذي يمتلكونه . في حياتنا أمور كثيرة تقف عائقاً أمام بعض المبدعين الذين خسرتهم شعوبهم ومجتمعاتهم بسبب عدم توفر الحماية الكافية لهم من كل شيء كالأفكار الهدامة والإرهاب والمخدرات والهجرة الظالمة والتي صبت بشكل واضح في صالح المجتمعات الغربية، وما زالت هذه المجتمعات تستفيد من أبنائنا على حساب أمتنا، مما أفقد هؤلاء المبدعين عروبتهم، فراحوا يسخرون كل الجوانب الإبداعية لديهم من أجل خدمة الغرب بعد أن استقبلوهم وامنوا لهم الحماية الكافية حتى من العرب أنفسهم حتى وصل بهم الحال إلى أنهم يرفضون العودة بزعم أنهم لن يجدوا في أحضان العرب ما وجدوه في الغرب. لهذا وضعت الحماية شرطاً أساسيًا لاستمرار المبدعين والأخذ بأيديهم والعمل على توفير كل ما يجعلهم يشعرون بقيمة إبداعهم وتميزهم. يحتاج نجوم الرياضة إلى حماية حقيقة وفرض قرارات صارمة تصب في مصلحة موهبتهم حتى لا نخسر من الموهوبين أعداداً كبيرة، ولعل ظاهرة المنشطات التي بدأت تتفشى بين نجوم الرياضة في كل الألعاب الرياضية المختلفة في الآونة الأخيرة، أمر مقلق يستوجب المعالجة. يقول الأمير عبد الله بن مساعد وهو الرجل الخبير ويعي ما يقول إن اللاعب السعودي لا يهتم إلا بالسهر والحشيش والمخدرات، كما أنه لا يستطيع أن يحافظ على نفسه، خاصة بعض النجوم الذين جاءوا من بيئة فقيرة ودخلوا - بعد توفيق الله ثم بالموهبة التي منحها الله لهم - عالم الملايين، وفي نهاية المطاف يتحول هذا النجم من صاحب موهبة إلى صاحب قضية مأساوية يتحدث عنها الجميع بسبب المخدرات والسهر ورفاق السوء، الذين عرفوا كيف يدمرون نجوميته ويسلبونه أمواله. من هنا يجب أن يكون حماية هؤلاء النجوم أمر حاضر، ولن تحدث هذه الحماية إلا بتكاتف الجميع، الأسرة والأندية والمنتخبات، كما يجب أن يُقدم لهم البرامج التوعوية اللازمة التي تجعلهم قادرين على تجاوز الإشكاليات التي من الممكن أن تعيق استمرارهم كنجوم يعول عليهم في خدمة أنديتهم ومنتخباتهم الوطنية، وتنمي مستوياتهم الفنية والفكرية. من الطبيعي أن يكون هناك أناس قادرون على مساعدة هؤلاء النجوم في حفظ أموالهم والاستفادة منها وتفريغ أذهانهم لتأدية عملهم الاحترافي، ولقد خسرنا مواهب ونجوم بسبب تقاعسنا عن حماية أفكارهم ومساعدتهم في تأمين محيط تربوي جيد يمنحهم القدرة على الاستمرارية وبذل المزيد من الجهد والتركيز. لن تتحمل الأسرة وحدها ما يحدث للاعب إذا لم يتعاون الجميع من أجل هدف وغاية وطنية واستثمارية تتمثل في حماية الموهوبين. ودمتم بكل خير، ، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الثلاثاء، 22 يناير 2013

الإمارات .. وجيل عموري

يستحق المنتخب الإماراتي، أن يكون فارس الخليج، في بطولته الحادية والعشرين؛ فالفريق قدم مجهودا كبيرا توّجه بكأس البطولة. منذ المباراة الأولى للمنتخب الإماراتي، استشعرنا فنيا، أن الفريق مقبل على تقديم عمل مميز، يستهدف فئة معينة من النجوم الشباب، الذين يغلب عليهم طابع الموهبة والمهارة العالية، في أسلوب الأداء، لهدف أبعد من بطولة الخليج، ولم يكن المنتخب الإماراتي الشاب، الأكثر ترشيحا للفوز بكأس البطولة، لعوامل كثيرة، لعل من أبرزها، المشاركة بمجموعة شابة، تفتقد الخبرة الكافية، خصوصا في بطولة الخليج، التي تحتاج نجوما لديهم خبرة، وسبق لهم المشاركة في دورات سابقة. حضر المنتخب الإماراتي للبحرين بهدوء وترقب، يبحثون عن فرصة انطلاقه حقيقية، دون أن تحضر من حولهم الضغوط، هم يرونها فرصة احتكاك وكسب ثقة، جاءوا بمدرب وطني متحمس، يبحث عن إثبات الوجود، سلكوا طريق الكأس بكل ثقة، وبخطى مدروسة، وأسلوب يوحي أن هناك مفاجأة، سيقدمها أبناء خليفة، وأسود زايد في هذه البطولة. وقبل هذا كله، كانت هناك نظرة معينة، من قبل المسؤولين عن كرة القدم الإماراتية، مبنية على أهداف واستراتيجيات مختلفة، اعتمدت على تجارب سابقة، من خارج محيط أرض الإمارات، وجد فيها الاماراتيون، الطريق الأنسب، لتقديم عمل، يرضى عنه أهل الإمارات بمختلف توجهاتهم، هذه النظرة، طرحت في أرض الإمارات، وناقشوها قبل أن ينطلقوا إلى أرض البحرين، وأكاد أجزم أن محور نقاشهم، كان يدور حول نقطة واحدة.. ماذا نريد من خليجي21 ؟ منافسة.. أم تجهيز فريق جديد، حتى يكتسب الخبرة؟ .. أم أنها مشاركة عابرة، ضمن الكثير من المشاركات السابقة، لأداء الواجب فقط؟! هكذا قرأت الوضع الإماراتي، بعد متابعة دقيقة، لما يحدث داخل منظومة العمل الرياضي، بكل أركانه، لهذا كانت المفاجأة على أقل تقدير، من بعض المنتخبات الخليجية، التي خاضت غمار المنافسة الميدانية، مع المنتخب الإماراتي، قبل الوصول لدور الأربعة من البطولة. قبل تحقيق الكأس، وأثناء سير البطولة، شاهدنا فريقا شابا مميزا ومتحمسا، وضع أمام مهمة وطنية كبيرة، تحتاج للمجهود والعطاء داخل الملعب، حتى يتحقق لهم ما يريدون، استطاع مدرب الفريق، أن يمزج بين حيوية الشباب وقوة العطاء، بعد أن سلحهم بالروح والرغبة، في تحقيق الانتصارات، وكان له ما أراد، حتى استطاع الفريق الإماراتي، أن يتفوق على نفسه بحماس شبابه، الذين عاشوا أيام البطولة، إلى أن وصلوا إلى لحظات التتويج، بشكل مختلف، بعيدا عن جلباب الماضي بهوية مختلفة، صاغها إداريا مفكرون رسموا وخططوا، وجهزوا كل شيء، حتى يتم الإعلان عن منتخب جديد، يملك كل أدوات التفوق. البعض يجد ما حققه الإماراتيون في هذه البطولة، هو خلاصة عمل مقنن وواضح، توافرت فيه كل عوامل النجاح، من تخطيط وتنظيم ومتابعة وجهد، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، كان هناك فكر معين، يستند على واقع مرحلة، يسير في اتجاه التغيير، وحقق نقلة كبيرة، على مستوى كرة القدم في الإمارات، تجردوا من كل عوامل الخوف، وقرروا أن تكون التجربة، من خلال شبابهم، حتى يمضوا بمستقبل الإمارات الكروي، إلى حقبه زمنية مختلفة، عن كل ما سبقها في الماضي، لذلك رأى الإماراتيون، ضرورة أن يكون التغيير جذريا، والاعتماد على منهج جديد، لا يتوقف عند منجز معين، بل البحث عن بناء واضح المعالم والأهداف ، تكون بدايته من الداخل، مع تذليل كل الصعوبات، التي قد تعيق من تقدمه، سلكوا الطريق المؤدية للتغيير، بكل همه وجد ، وقرروا إيقاف كل خطوات التجارب السابقة، التي لم تحظَ بالنجاح، حتى يستثمروا الوقت، في صناعة جيل قوي، يحمل تطلعات الإماراتيين وأحلامهم الرياضية، والتي في تصوري، لن تتوقف عند بطولة الخليج. يقولون بعد الإنجاز: هدفنا كأس آسيا 2015، فانتظرونا.. وكل من شاهد هؤلاء الشباب، لا يملك إلا أن يراهن عليهم؛ لأن (عموري) ورفاقه، تذوقوا معنى النجاح، واكتسبوا خبرة المنافسة، وأسلوب التعاطي مع البطولات، أصبحت ثقافة الفوز، وتحقيق البطولات، ضمن إطار الروح والرغبة لديهم، وهذا أمر مهم جدا. هنيئا للإماراتيين بهذا الجيل، الذي سيقدم لهم الأمجاد والانتصارات، هم يستحقونه؛ لأنهم من صنعوه، بعد توفيق الله، بتعاونهم وتضافر جهودهم وفق رؤية مستقبلية، تُغلب المصلحة العامة، وتصب في خدمة المنتخبات الإماراتية، على كافة المستويات، أطلقوا لأنفسهم العنان، من اجل مصلحة وطن، استغلوا كل ما هو متاح ، وبحثوا عما يعزز قوتهم، استثمروا المواهب، وعملوا على صقلها، وتقوية انتمائها بالأرض والوطن، حتى لو لم يكونوا ذوي أصول إماراتية، إلا إنهم نجحوا، في شحذ هممهم، حتى يظهروا في قمة عطاءاتهم وتعاونهم. ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 16 يناير 2013

نجح (ريكارد) وأخفق المنتخب

كنت من الذين استبشروا خيرا، بتعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الكبير، فرانك ريكارد، وقلت حينها: هذا المدرب سيعيد أمجاد المنتخب السعودي، وسينقل كل تجربته الاحترافية الأوروبية لنا، وسنقدم معه مستقبلا مختلفا حافلا بالانتصارات والإنجازات. فرانك ريكارد، اسم مهم في عالم المستديرة، هذا الأمر لا يختلف عليه اثنان، لما يملكه من سجل رياضي حافل، وهو يعتبر من أشهر خمسة مدربين في العالم، ووجوده في الكرة السعودية كمدرب، سيضيف لها بلا شك، ولأننا كنا نبحث عن التغيير ــ حتى نحصد نتائج كبيرة، قياسا بما نملكه من إمكانات ــ وقع الاختيار عليه، وهو يتوافق مع طموح المسئولين والشارع الرياضي، لم أجد حينها من يشكك في قدرات هذا المدرب، بل الجميع كان يثني على استقطابه والتعاقد معه، واعتبروها ضربة معلم، رغم المبالغة في قيمة عقده مع اتحاد الكرة؛ لأن حجم الاسم أبهر الجميع، وكانت المفاجأة كبيرة، لأن نجما عالميا ومدرب برشلونة السابق، بحجم فرانك ريكارد، هو من سيدرب منتخبنا، كنا نعتقد بأنها أولى خطوات التصحيح. مضت الأيام، وبدأت مهمة ريكارد مع الكرة السعودية، التي لا تقتصر على تدريب المنتخب فقط، حسب ما فهمنا من المسئولين حينها، بل إنه سيكون مسؤولا مسؤولية كاملة، عن كل المنتخبات السعودية، وسيكون له رأي نافذ، في المسابقات المحلية وطريقة إدارتها، لأنه رجل خبير، ويجب أن تكون الاستفادة منه بحجم تلك الخبرة، وأيضا بحجم ما يتقاضاه من مبالغ مالية. لم نكن نتخيل وقتها، بأن هذا الخبير، سيبتعد بكل خبرته عن أداء الواجبات الموكلة إليه بموجب العقد، تجاه كرة القدم السعودية، تلك هي الحقيقة، التي اكتشفناها ربما متأخرين، بعد أن استطاع أن يخدع الجميع، من خلال تاريخه، وحاجة المنتخب السعودي لمدرب قبل فوات الأوان، لأن الوقت في تلك الفترة، كان مهما وحساسا؛ فالمنتخب مقبل على استحقاقات مهمة، لعل من أهمها التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فقام بتمرير شرط جزائي، مستغلاً تلك الحاجة، وضعف مستوى المفاوض، الذي لم يجد بُدًّا من قبول كل شروطه، حتى يخرج للإعلام السعودي بخبر الموسم، وهو إنهاء التعاقد مع ريكارد، كمدرب رسمي للمنتخب السعودي . لا يمكن أن نرمي باللائمة على من تعاقد معه، ونحمله المسؤولية كاملة، ففي هذا ظلم له؛ لأنه اجتهد وقدم اسما كبيرا لتدريب المنتخب السعودي، بل على العكس تماما، فوصوله للتعاقد مع ريكارد، يعتبر نجاحا إداريا يحسب له، ولا يمكن أن يتنبأ بفشله، وهو يحمل سيرة وخبرة مميزتين، فهو إذن ناجح عالميا، لذلك لم يكن الخلل في من تعاقد معه..!، الخلل كان في المدرب نفسه، الذي اعتبرها تجربة فاشلة من البداية، لأنه يرى أن كرة القدم في الشرق الأوسط، بعيدة عن المستوى الأوروبي، وتحتاج إلى مجهود كبير، وهو لا يملك الرغبة بالعمل، كل ما في الأمر، أنه وجد عقدا يسيل له اللعاب، ووضع الشروط التي يريدها، وحصل على ما يريد، وسيعمل على تجاوز الفترة الزمنية بأية طريقة، حتى تنتهي فترته المتفق عليها، أو يتم إلغاء عقده، ويتمكن من الحصول على الشرط الجزائي، فهو يعلم جيدا، أن العرب اشتهروا بإقالة المدربين، بعد أي إخفاق يحدث لمنتخباتهم أو أنديتهم. نجح ريكارد فيما أراد، دون أن يقدم أي شيء للكرة السعودية، بل على العكس تماما، لقد ذهب بكرتنا إلى أدنى مستويات التصنيف العالمي؛ فلم يسبق لمنتخبنا طول مسيرته الكروية، أن وصل لهذا الترتيب المحبط عالميا. بعد أن انكشف عمل ريكارد، وأصبحت الحقيقة الآن أمام الجميع واضحة، وتيقنا جميعا، بأن هذا المدرب جاء من أجل المال فقط، ولا يريد أن يعمل، بل إنه يُدفع دفعا ليقوم بما يجب عليه فعله، ولعل بطولة العرب الأخيرة، التي رفض أن يشرف على المنتخب فيها، وأسند المهمة لمساعديه، خير دليل على هذا الأمر، قبل أن يتدخل المسئولون لإقناعه بالتواجد وتدريب المنتخب. لهذا يجب أن يكون هناك محاسبة، وتقديم تقارير واضحة، متضمنة كل التفاصيل عن أداء المدرب، ومن ثمّ اتخاذ القرار المناسب، فإن كان القرار بالإبقاء عليه، يجب أن يحاسب وفق النتائج السيئة، التي كان يقدمها المنتخب، منذ تم التعاقد معه، وإن كان القرار إنهاء التعاقد معه بتراض، فلتكن محاولة الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر، وهذا ما نتمناه، أن يكون الأمر أقل ضرر نسبيا، والبحث عن مدرب آخر، يريد أن يعمل، ويقدم مع المنتخب السعودي نتائج مرضية . التعاقد مع ريكارد لم يكن خطأ، الخطأ كان في عدم متابعة عمله، ومناقشته في كل شيء، وكان يفترض مع كل إخفاق يحدث للمنتخب السعودي، تتم محاسبته، حتى يدرك جيدا، أن كرتنا أهم بكثير من تاريخه، ويجب أن يعمل على تقديم عمل مرض، تكون نتائجه واضحة. ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الأربعاء، 9 يناير 2013

منتخبنا .. قصة ضياع

لا يمكن أن نتخيل ما يحدث في المنتخب السعودي من فوضى، وعدم مبالاة، وكأن الأمر ليس له علاقة بسمعة رياضة وطن، صُرف عليها من الريالات مليارات، حتى وصلت لما وصلت إليه من مكانه كبيرة، جعلت الجميع يرى أن المنتخب السعودي، وفي أي مشاركة يشارك فيها على كافة المستويات، المرشح الأول للحصول على كأس البطولة. إنه تاريخ أسس بعرق الرجال، وتفاني المخلصين، ضحوا بكل شيء، بوقتهم وصحتهم، من أجل رياضة هذا الوطن الغالي، قلّبوا صفحات التاريخ، ودعونا نتذكر أيام الزمن الجميل. نجم الدفاع الأول في السعودية، صالح النعيمة، يصاب وتكون إصابته خطيرة، ويرفض حينها اختصاصي العلاج، أن يكمل المباراة، إلا إنه يرفض الخروج، ويصر على المشاركة، ومعالجة جرحه الذي كان ينزف، بأية طريقة حتى يعود للمشاركة. نجوم كبار بروحهم العالية، صنعوا مكانة للكرة السعودية، بين كل منتخبات آسيا، لم يكن حينها المستوى الفني فقط، من فرض سيادة المنتخب السعودي، بل الروح العالية التي كانت تغطي على بعض جوانب النقص الفني، ذلك هو الزمن الجميل، لرياضة جميلة، يقف خلفها الجميع، تحت شعار واحد، وهدف مشترك بين الجميع، تناسوا وقتها كل الألوان. اليوم. اختلف الأمر، فقد غابت الروح، وانقسم الجميع، كلٌّ حسب ميوله، وأصبحت حالنا مدعاة للشفقة، إلى أن وصل بنا الحال، أن نخشى مواجهة أضعف المنتخبات. تُرى. هل أيقنا أن مشاكل كرتنا ليست في المسئولين فقط ومَن حولهم؟، المشاكل متشعبة ومتفرعة، وكلٌّ يغني على ليلاه، حتى أصبحنا بلا هوية، ووضعنا منتخباتنا، في مواقع لا تليق بدولة كدولتنا، تبحث دائما عن التقدم وتحقيق الإنجازات. نفتح النوافذ على قضايا يندى لها الجبين، ويضحك عليها من هم خارج منظومة العمل الرياضي السعودي، فعلى سبيل المثال لا الحصر: قضية شارة القيادة - لماذا هذا بعينه هو القائد ؟، ولماذا لا يأخذ شارة القيادة فلان ؟، ولماذا .. ولماذا .. إلخ. كثيرة هي تلك التساؤلات..! أبهذا المستوى المخجل من الطرح تدار كرتنا ؟.. ! صنعنا من لا شيء قضية، وهي لا تستحق أن تشكل قضية ذات بعد مهم ! لكن إعلامنا والتعصب وحب الألوان، طغى على كل شيْء، وأنسانا ما هو أهم، وهو شعار الوطن، أنا شخصياً لا أعلم ما الهدف من وراء زعزعة استقرار المنتخب؟ . قضية تفجرت قبل انطلاق بطولة خليجي 21 بساعات، دون أن نفهم معنى لما حدث ويحدث.. ! وكأننا كمتابعين ــ يعني لنا أخضرنا الشيء الكثير ــ نتلقى رسالة مبكرة، بإخفاق جديد لكرة القدم السعودية..! تُصنع الإثارة..! والضحية المنتخب..! لأن التأثير سيكون كبيرا..! والنتائج لن تكون وفق الطموحات والتطلعات..! إذن هل هي مؤامرة ؟، فإن كانت. من أطرافها ؟ ومن هم المستفيدين من اسقاط المنتخب بهذا الشكل ..؟. أسئلة تفرضها الأحداث المتعاقبة لكرة القدم السعودية. في مباراة منتخبنا مع العراق غابت الروح تماما، ولم يكن هناك أي مجهود يذكر للفريق، باستثناء لاعب أو لاعبين فقط.! ألا يبحث المسئول عن هذا المنتخب، عن الأسباب التي جعلت منتخبنا يظهر بهذه الصورة ؟. رغم تواضع مستوى المنتخب العراقي. ! أليس هذا المنتخب هو الصفوة، وهم نجومنا في الدوري ؟! إذن لماذا هم في أنديتهم مختلفون (كعطاء) داخل الملعب عن المنتخب ؟! أين التقارير الخاصة بإعداد المنتخب ؟ الحقيقة واضحة ولا تحتاج استنتاجات، يوجد مقصرون، وعمل ناقص. لا يكفي أن نقول مازلنا في البداية، والبطولة لم تنتهِ بعد، ستنتهي على نفس الحال، إن لم يحدث معالجة سريعة قبل فوات الأوان، أم إن الأمر برمته تُرك للإعلام، يعالجه بطريقته، حتى يستفيد من صناعة حدث رياضي مهم لدى الشارع السعودي ؟. قتلوا المنتخب، وأصبحوا الآن يتفرجون على ما اقترفت أيديهم، دمروا كل شيء، وتفرغوا الآن للتنظير والشماتة، ولا نعرف بالضبط الحملة موجهة ضد من ؟ ومن المستفيد من هذا العبث؟ . لن يحقق المنتخب السعودي البطولة، أقولها بكل صدق، وستكون دورة الخليج في البحرين، امتدادًا لكأس آسيا النسخة الماضية، ومن يدري! قد نودع البطولة من الأدوار التمهيدية، حتى يكتمل عقد الكارثة، وتجتمع كل معطياتها، وتكثر مواد النشر عن منتخب يحتضر. ليست نظره تشاؤمية، بقدر ما هي قراءه للواقع، فالمنتخب السعودي زادت جراحه، وأصبح ينزف من الوريد إلى الوريد، والمتابع البسيط يعرف هذا الأمر جيدا. ومن لا يعرف، ما عليه سوى التوجه لبعض القنوات الرياضية، ومتابعة البرامج المخصصة لكأس الخليج، حينها سيفهم معنى كلامي هذا. الوضع خطير جدا، ويحتاج إلى تدخل عاجل، لمنع التجاوزات ضد المنتخب السعودي، ومحاسبة الجميع في كل الاتجاهات، هذا منتخب بلد، لا يجب أن يُترك بين أيدي من غلبتهم ميولهم، يتفننون في تدميره. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي للتواصل: Zaidi161@hotmail.com

الجمعة، 4 يناير 2013

رعاية الشباب وحال الأندية

أكثر ما يزعج المتابع الرياضي، والذي ينتمي لناد معين، ما تنشره وسائل الإعلام بين فينة وأخرى عن الأزمات المالية المتفشية في الأندية، وكأن تلك الاخبار أصبحت وسيلة استجداء، حتى يتعاطف أعضاء الشرف، ويسارعوا لإنقاذ أنديتهم ..! في هذا الأمر بلا شك إنقاذ للأندية، حتى تستمر في مسيرتها التنافسية، لكن السؤال المهم، إلى متى نسير بأنديتنا إلى هذه المآزق؟. الأندية الآن، وخصوصا الكبيرة منها، لم تعد عوائدها الاستثمارية توفي بالتزاماتها المالية، وفي نفس الوقت لا أعتقد أن بعض الاستثمارات في بعض الأندية غير مرتفع، بمعنى أن هناك مشاكل في جوانب عدة، لم يعد يستوعبها المتابع الرياضي، والمهتم بشأن الأندية، وتجده يتساءل باستمرار: ما الذي يحدث داخل هذه الأندية؟ وكيف اجتمعت كل تلك الديون؟ ومع الأسف لا يجد أي جواب، سوى اجتهادات إعلامية، مبنية على استنتاجات أو مواقف معينة. باختصار وأكثر إفادة، لا توجد رقابة واضحة على ميزانيات الأندية.! ولا توجد قوائم مالية واضحة المعالم يطلع عليها الجمهور الرياضي.! هناك تسيب واضح في هذه الجزئية، ولعلي هنا أرمي باللائمة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لأنها الجهة الرسمية، المخول لها متابعة هذا الأمر، ومراقبته بشكل سنوي وفق أنظمة معينة يصعب تجاوزها . مراقبة الأندية ومتابعة قوائمها المالية بشكل منتظم، سيكون له الأثر الإيجابي الكبير، في تخفيض نسبة العجز المالي لجميع الأندية، فالرئاسة العامة لرعاية الشباب، يجب أن تصدر قرارات مهمة في هذا الشأن. تضمن من خلالها المحافظة على إيرادات الأندية وعدم التهاون في مقدّرات الأندية، طالما أنها مازالت تخضع لأنظمتها، ومازلنا بعيدين عن برنامج الخصخصة، نظرا للمعوقات الكبيرة، التي تقف حائلا أمام تنفيذ هذا المشروع الجاد والحيوي. أعضاء الشرف هم أناس متطوعون، يدعمون أنديتهم حبا لها، لكن البعض تجده ــ مقابل هذا الدعم ــ صاحب الصوت الأعلى في قرارات الأندية، وبعضهم يصل به الأمر إلى أبعد من ذلك، كأن يتحكم في اختيار رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة، ويملي عليهم القرارات، وكأن هذا النادي أصبح من ممتلكاته الخاصة. هذه التصرفات لبعض أعضاء الشرف، تكون ــ بلا شك ــ سببا مباشرا، في نشوب الصراعات داخل الأندية، فتكثر الخلافات، والنتائج حتما ستكون سلبية؛ لأن المشاكل ستثقل كاهل الأندية، والأمثلة كثيرة، ونشاهدها على أرض الواقع، ولعل أقربها للاستدلال، ويمكن أن يقرّب حقيقة الأمر، نادي الاتحاد هذا الموسم، وما يحدث فيه من مشاكل شرفية وإدارية ومالية. الأندية بعيدة كل البعد عن الأجواء الصحية، التي ينتج عنها مواهب تُعيد للكرة السعودية أمجادها، فالتناحر والاختلافات وعدم تقبل وجهات النظر، قادتها إلى الضعف والتراجع . الآمال كلها معلقة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بعد توفيق الله، بقيادة الأمير نواف بن فيصل، في إعادة الهيكلة التنظيمية للأندية، على كافة المستويات في أنظمة الانتخابات وتنظيم لوائح واضحة لأعضاء الشرف تستطيع الأندية من خلالها، أن تستفيد من تواجد أعضاء الشرف، دون أن يكون لهذا التواجد ما يعيق تقدمها . رعاية الشباب، أمام عمل كبير، فهي الجهة المسؤولة عن هذه الأندية، ويقع على عاتقها العمل التنظيمي، وفق ما يخدم مصالح الأندية ومتطلباتها، لهذا يجب مراجعة كل الأنظمة واللوائح السابقة، مراجعة دقيقة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل، وتغيير ما يلزمه التغيير، وتعزيز كل الجوانب التي تخدم الأندية، وتساعد على إبراز دورها المنوطة به، تجاه الشباب، من أجل تأسيس جيل منافس في كل الألعاب الرياضية . البحث عن حلول بعيدا عن رعاية الشباب، مضيعة للوقت، الحلول يجب أن تكون من قمة الهرم، الجهة الرسمية المخول لها سن الأنظمة والقوانين وإصدار القرارات، من هنا تكون البداية الصحيحة خاصة وهي جهة تشريعية، تُلزم كل الخاضعين لهذه التشريعات، بالامتثال وتنفيذ ما يصدر عنها من قرارات، وحتى نصل للقرارات الصحيحة، يجب أن تكون هناك دراسة شاملة لأوضاع الأندية، والعمل على تحديد مشاكلها، حتى تستطيع أن تجد الحلول المناسبة، وتجعل فرص التطوير أكثر نجاحا، وفق سياسة واضحة تتوافق مع الإمكانات المتاحة للرياضة والشباب. بعد الانتهاء من سَن التشريعات، يأتي دور الرقابة، حتى يصبح العمل مكتملا، وتظهر نتائجه بالشكل المطلوب، وفق تلك القرارات والخطط المعدة مسبقا. فالجانب الرقابي، يعتبر من الجوانب المهمة لاكتمال العمل . العمل المنظم والواضح بكل تفاصيله، أمام المتابع الرياضي، والخاضع لرقابة مباشرة، سيعيد الأمل من جديد، ودون تلك التنظيمات سيستمر التخبط، وسنعاني في المستقبل من استمرار ضعف النتائج، على كافة الأصعدة والمستويات . ودمتم بخير ،، __ سلطان الزايدي __ للتواصل: Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...