بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يونيو 2009

رأينا منتخباً مصرياً عالمياً

نحن العرب دائماً ما تتحكم عواطفنا في قراراتنا أو يكون لها النصيب الأكبر من تلك القرارات لكن شتان بين تأثر عاطفي يتم في إطار الحق، وتأثر يخرج صاحبه من إطار العدل والصواب، بين مشاعر نحن نصنعها ونوجهها، ومشاعرٍ تسيطر علينا وتوجهنا، لهذا تجدنا بعيدين كل البعد عن الجزء الآخر من العالم فلا نستطيع مجاراتهم لا في أفكارهم ولا في إنجازاتهم وليس لدينا القدرة على فصل العمل عن العاطفة... هذا الأمر يحدث في كل مجالات الحياة ولا يقتصر على مجال بعينه. ولعل ما يهمنا هنا وأرغب في الحديث عنه هو المجال الرياضي وسأبدأ من أخر الأحداث على المستوى العالمي وهي بطولة القارات ففي مصر وبعد خسارة منتخبهم من المنتخب الأمريكي قامت الدنيا هناك وإلى هذه اللحظة لم تقعد وربما لن تقعد بل تطور الأمر إلى أبعد من ذلك واتهم نجوم الفريق في شرفهم بعد أن نقل إعلامهم أخبار مغلوطة لا يمكن أن تمت للحقيقة بصلة وقد ساهموا وبقوه مع الإعلام الجنوب إفريقي في نشر تلك الأخبار ومنهم من وصف خسارة منتخب مصر من أمريكا بالمُذلة ونسي أن الأمر لا يتجاوز هزيمة في لعبه أسمها كرة القدم وبأن عالم المستديرة مليء بالمفاجأة فهل هزيمة أبطال العالم إيطاليا من مصر ليست مفاجأة!!؟ المصريون يعلمون بأنها أم المفاجآت فلماذا يغضبون من هزيمة أمريكا؟ المتتبع للإعلام المصري وصدى الخسارة من أمريكا يظن بأن أمريكا هزمت بطل العالم لا بطل إفريقيا هذا إذا اعتبرنا أن الخسارة من أمريكا مفاجأة. من تابع الإعلام المصري المقروء والمرئي يشعر بتضخيم الخسارة وكأن المنتخب المصري لم يكن مشرفاً للمصريين وللعرب جميعاً والحقيقة غير ذلك كان يجب على أبناء النيل أن يفتخروا بما قدمه منتخبهم لا أن يتهموهم بالسهر والفساد وانعدام الأخلاق كما شاهدنا عبر القنوات الفضائية وتحديداً من الإعلامي عمرو أديب ومن هنا أضع أكثر من علامة استفهام وتعجب على عمرو الذي تبنا وجهة نظر صحف جنوب إفريقية رغم أنه إعلامي متمرس وله حضوره المتميز إلا أنه في هذه المرة لم يكن موفقا تماما فقد أساء لنجوم مصر وسمح للآخرين أن ينالوا منهم إذ كان يتوجب عليه أن يقف معهم في محنتهم وأن يسعى جاهدا لنفي كل تهمه ألصقت فيهم لأغراض نعرفها جيدا هؤلاء كانوا يمثلون مصر والعرب والمسلمين خرجوا من مصر وهم مصريون وشاركوا باسم مصر والعرب مع شقيقهم المنتخب العراقي فهل يعقل يا أستاذ أديب أن نؤيد إعلام جنوب إفريقيا ونقف مع ما كتبوا؟ هل تقبل أن ينتشر في العالم بأن نجوم مصر العربية المسلمة بلا أخلاق ولا عقيدة، مع الأسف أنت وأمثالك ستتحملون المسؤولية كاملة إن فشل المنتخب المصري في الوصول لنهائيات كأس العالم. يقول عمرو أديب إنه لم يكن ليثير هذا الموضوع لو فاز المنتخب وقدم أداءً جيداً لكن هذا الأداء الرديء والسيئ يعطي مجالاً لإثارة أي شكوك من أي نوع... انتهى حديثه، والسؤال الذي يجب أن يُطرح الآن هل هذا هو دليل عمرو أديب على اتهام لاعبين مصر بعدم الأخلاق والفساد؟ لم تتوقف مهزلة عمرو أديب إن جاز التعبير عند هذا الحد ليخرج مدربهم القدير والمتميز في الجانب المعنوي حسن شحاتة ليعلن وعلى مسمع من العالم العربي رغبته بترك كرة القدم وعدم العودة للوسط الرياضي لم يكن هذا الإعلان بهذه الصيغة كان بصيغه مختلفة يصعُب كتابتها هنا مما يدل على أن الرجل واجه هو ونجوم الكرة المصرية إساءات يصعب الاستمرار معها في المجال الرياضي، فلم يكن من مقدم البرنامج عمرو أديب: إلا أن رد برد لا يمُت للأخلاق ولا للمهنية بصله لا من قريب ولا من بعيد، فهذا المدرب الكبير صاحب السجل المّشرف لا يستحق منه رد كهذا. العالم العربي كله فخور بحسن شحاتة وهذا الإعلامي يسخر منه وعلى مرأى ومسمع من كل الرياضيين المتابعين للأحداث. الإعلام المصري مثله مثل أي إعلام عربي آخر تعاطى مع الخسارة بعاطفة شديدة وكأن مصر هي بطلة العالم وليست إيطاليا التي أخذت نصيبها من منتخب البرازيل، ورغم بعدي الشديد عن اللغة الإيطالية إلا أني تصفحت بعض المواقع العربية التي كانت تنقل واقع الشارع الإيطالي ورأي الإعلام الإيطالي في تلك الخسارة وخروج إيطاليا المبكر من البطولة فمنتخب كإيطاليا لا يليق به أن يظهر بهذا المظهر السيئ جداً ومع هذا لم تكن ردة فعلهم كالمصريين. إعلامهم انتقد بموضوعيه وكان نقده محدد وخاص بالأداء الفني منهم من اعترض على عودة المدرب مارشيلو ليبي ومنهم من طالب بإعادة صياغة المنتخب الإيطالي وتغيير بعض نجومه وتقديم نجوم آخرين لديهم ما يقدموه للمنتخب الإيطالي، بينما المصريون علقوا المشانق لنجومهم وكم عربي الآن يتمنى بأن هذا المنتخب يصل لكأس العالم فهؤلاء النجوم بمقدورهم تقديم إنجاز كبير باسم الأمة العربية متى ما وصلوا.

الجزيرة ـ 4/رجب/1430هـ

الجمعة، 12 يونيو 2009

دور الشباب والناشئين في صناعة مستقبل مليء بالإنجازات

يدرك تماماً المتابع الرياضي المهتم بشؤون كرة القدم أهمية القاعدة في الأندية وتلك الأهمية ليست مقتصرة على أندية دون الأخرى، بل أهميتها ممتدة إلى أقصى مكان في العالم تمارس فيه لعبة كرة القدم باحترافية. فمهما بلغ ثراء الأندية واعتمادها على شراء النجوم، فهذا لا يكفي بدليل انتشار أكاديميات الأندية في أنحاء العالم بدعم مباشر من أنديتها حتى تكون رافداً جيداً يغذي الدرجات المختلفة في النادي حتى يصلوا للفريق الأول ويستطيعوا تمثيله. يخطئ رئيس أي نادٍ عندما يقول لا يهمني إن لم يحقق ناشئو وشباب النادي بطولات المهم اكتشاف المواهب التي تخدم الفريق الأول، وينسى أن مقياس النجومية وحجم الموهبة بعدد الإنجازات، فعندما يحقق شباب وناشئو أي نادٍ بطولات على مستوى الفئات السنية هذا دليل واضح على وجود المواهب التي ستصبح ذات يوم نجوماً للفريق الأول.

اهتمام الأندية بتلك الفئات متفاوت فمن يولي تلك الفئات اهتماماً مباشر ويجعلها من أولويات سياسة النادي وإستراتيجياته سيجني حتماً الإنجازات المتتالية، وسيكون مستقبل ذلك النادي مليئاً بالبطولات، وخير مثال على هذا الأمر محلياً نادي الهلال فوجوده الدائم في ساحة البطولات سببه المباشر اهتمامه بالفئات السنية بقيادة الرجل المتمرس في هذا الأمر الأمير بندر بن محمد.

أما من يعتقد أنّ تلك الفئات تأثيرها على مستقبل الفريق بسيط ومحدود، ويعتقد بأنه في ظل عصر الاحتراف لم يعد لوجودهم تلك الضرورة، فسيعاني في المستقبل من الجفاف على صعيد الإنجازات، فالواقع الذي نعيشه يؤكد ذلك، وحال النصر خير دليل، فهل تصدق عزيزي الرياضي بأن نادياً عريقاً وجماهيرياً وصاحب إنجازات كالنصر لم يقدم خلال السنوات الماضية سوى سعد الحارثي فقط!! أمر كهذا يضع أكثر من علامة تعجب.في الأربع سنوات الأخيرة وتحديداً منذ تولي إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن رئاسة النصر اختلف الأمر وأصبحت إدارة النصر تولي تلك الفئة اهتماماً أكبر، وقد ظهر أعضاء شرف وقتها يدركون تماماً بأنّ تدهور حال النصر يعود لضعف القاعدة فسخروا كل طاقاتهم المادية والبدنية من أجل ترميم القاعدة، وأذكر بهذه المناسبة تصريح رئيس النصر وقتها الأمير فيصل بن عبد الرحمن عندما قال ما يشغلني الآن إعادة صياغة الفئات السنية بعد أن كادت فئة الناشئين في تلك السنة أن تهبط لمصاف الدرجة الأولى، عندها بحث الأمير فيصل عن رجل متمرس يستطيع تغيير حال ناشئي الفريق وشبابه فكان الاختيار المناسب عندما سلم المهمة كاملة لناصر الكنعاني فعمل بكل إخلاص وتحرك في كل الاتجاهات باحثاً عن المواهب لدعم شباب النادي وناشئيه فكانت النتائج ممتازة، فدرجة الشباب حققوا أول بطولة استحدثها الاتحاد السعودي لدرجة الشباب وهي كأس الأمير فيصل لدرجة الشباب وصعد من بينهم الآن وبأمر المدرب باوزا عشرة لاعبين من المميزين للفريق الأول وعلى رأسهم إبراهيم غالب الذي استدعي مؤخراً للمنتخب من الموسم الأول له مع النصر.ما أريد أن أصل له هنا أن استقالة ناصر الكنعاني وكل من معه أمر مؤسف وخسارة كبيرة للنادي فالرجل قدم مجهوداً واضحاً يوحي بأنه كان هناك عمل، فقد تغير حال الفئات السنية وأصبح أعضاء الشرف يولونهم اهتماماً كبيراً فخرج من بينهم من تكفل بإرسال مجموعة منهم للبرازيل للتدريب في إحدى الأكاديميات المتخصصة لصقل مواهب النشء، وظهر أيضاً من تبرع بتجهيز ملاعب إضافية ومعسكر متكامل لهم بعيادة طبية حديثة، لهذا أنا أقول ابتعاد الكنعاني وكل من عملوا معه خسارة كبيرة فالجميع استبشروا خيراً ورأوا بأن مستقبل النصر سيكون حتماً أفضل من حاضره.

فالبناء كان أساسه جيداً بأسلوب علمي مدروس. لذلك الجماهير النصراوية تفاجأت عندما أعلنت استقالة ناصر الكنعاني وتبعه كل من كانوا تحت إدارته، فرجل قدم عملاً يفرض على إدارة الأمير فيصل بن تركي التأني في قبول استقالته مهما كان حجم البديل الذي سيخلفه في إدارة الشباب والناشئين بالنادي.

استقالة ناصر الكنعاني تركت أكثر من علامة استفهام عند الجماهير، وكذلك عدم التجديد لمدرب درجة الشباب السيد (ادقارد) ترك الأثر نفسه رغم النجاح الذي حققه مع شباب النصر، خلاف الأخبار غير الجيدة إن صدقت والمتمثلة في تعاقد النصر مع السويسري (كونز) مدرب ناشئي المنتخب السابق الذي أثبت فشله مع المنتخب طوال الفترة التي قضاها معهم، كلها أمور تحتاج لتوضيح فجماهير النصر من حقها أن تعرف ما يحدث في النادي وتبحث عمن يجيب على أسئلتها الكثيرة، لقد فرحنا كثيراً بوجود كوادر إدارية تحمل الفكر والعلم لكن صدمنا بعدم الشفافية وترك الجمهور بدون إجابة خصوصاً في أمر مهم كالفئات السنية بالنادي.

الجزيرة ـ 18/جمادى الأخر/1430هـ

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...