بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 سبتمبر 2020

حديث الوطن.. فرح

 

 

 

 لا يمكن لأي كاتبٍ سعوديٍّ أن يشاهد هذه الاحتفالات الكبيرة بعيد الوطن ويومه المجيد، ولا يتحرك نبض قلمه نحو هذا الفرح الجميل، اليوم الوطني ليس يومًا عاديًّا عند الشعب السعودي، يأتي ويمضي دون أن يترك أثرًا في نفوس الناس، وخصوصًا الأجيال المتعاقبة التي من المفترض أن تحمل مسؤولية المحافظة على هذا الإرث العظيم، ومحاولة تعزيز كل الجوانب التي تضمن لنا استقرار هذا الوطن وتنميته.



حين يشعر المواطن السعودي بمعنى الوطن ويتحرك نحو الاحتفال بذكراه فهو يقدم لنا الصورة الطبيعية التي من الواجب أن نلمسها ونلاحظها، فالحب بمختلف أنواعه يحتاج لأن يتغذى وينمو حتى لا ينتهي ويذبل، فالعلاقة الوحيدة التي يجب أن تبقى صامدة هي علاقة الإنسان بوطنه، هذا الوطن الذي يعيش في كنفه الجميع.


لقد تعلمنا في الحياة، وخاصة من خلال الأحداث التي تدور من حولنا بأن الوطن يصنع الاستقرار، ويساعد الحياة على المضي نحو التقدم والإنتاجية، فلن تجد وطنًا يعيش ويلات الحروب والإرهاب والدمار والفساد يتقدم ويتطور حتى يضمن للشعب رغد الحياة وجمال الاستمتاع بكل تفاصيلها، فالبشر في كل مكان يشعرون بحالة الانتماء الوطني، ومَن يفقدها لا يمكن أن يجد حياةً طبيعيةً مستقرة، فالتشرد بين بلدان العالم بحثًا عن الأمن والاستقرار أمر مزعج، ويفقد الإنسان جزءًا مهمًّا من تكوينه النفسي المرتبط بحالة الهدوء والاطمئنان؛ لذا فإن الشعب السعودي وبفضل الله عليه خلال العقود التسعة الماضية كان يشعر بقيمة الوطن وبنعمة الاستقرار، وما يزال يدرك جيدًا أن الالتفاف حول القيادة سيمنع العابثين من الوصول لهذا الوطن، فالجميع -ولن أبالغ في هذا الأمر- على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل هذا الوطن، والمواقف التي سجلها التاريخ حين تحضر الأزمات شاهدةٌ على ذلك.

إن القيادة السعودية تقود اليوم مرحلةً جديدةً في عملية التنمية والإنجازات، تستهدف كل أرجاء الوطن وتسخّر جزءًا من مواردها المالية في هذا الجانب، وهذه الأشياء كانت تتطلّب في البداية دراسةً كافيةً لأن نخوض هذه الخطوة بشكلٍ جديٍّ يضمن لنا نتائج جيدة، فالحرب التي أعلنها سيدي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» على الفساد كانت من أهم الخطوات المنتظرة، التي تضمن لنا في المستقبل المحافظة على موارد الدولة وتوظيفها التوظيف السليم، ولست مبالغًا إن قلت: إن عهد الملك سلمان أصبح عنوانًا صارًخا للعمل والأمانة والصدق.

إن تجاوزنا لبعض أخطاء الماضي يعطينا انطباعا أن القادم أفضل، وأن الأزمات مهما بلغ حجمها بالتعاون سنتجاوزها ونصبح أقوى، ولعل أزمة كورونا الأخيرة وقبلها حرب اليمن والحرب على الإرهاب والفساد تؤكد هذه الحقيقة.

في السعودية -وبفضل الله- ثم بتحركات قيادتنا الرشيدة نعيش حياةً قد تكون هي الأفضل على مستوى العالم، وما زلنا ننشد الأفضل، وسنعمل كثيرًا ونضحي حتى نصل إلى المراحل التي تليق بوطنٍ عظيمٍ مثل المملكة العربية السعودية.


وقفة:

لو تأمرين الرمل عنك نلمه

ولو تعطشين الدم لك منا مسكوب

دمتم بخير،،،

السبت، 19 سبتمبر 2020

نقّاد الرياضة بلا نقد !

 

 

 تحدث في الرياضة السعودية متغيرات كثيرة تتواكب مع العالم، وتحاول أن تجاري بعض التجارب حتى نتحرك نحو مستقبل أفضل، هذا بالفعل ما نشاهده في السنوات الأخيرة، وإحقاقًا للحق نحن نشعر في السعودية بحالة تحسن مدروسة في كل تفاصيل الشأن الرياضي على كافة الأصعدة، فالدولة -رعاها الله- تسعى جاهدةً لتطوير القطاع الرياضي لما تلمسه من أهمية كبيرة له، فالشريحة الأكبر في المجتمع من فئة الشباب، واستثمار هذه الفئة في المجال الرياضي يعود على الدولة -بشكل عام- بفوائد كبيرة.

هذا الأمر تحديدًا يحظى بمتابعة كبيرة من الدولة في كل تفاصيله، ولأن الأمر مهمٌّ فإن كل عمل يحتاج إلى تقويم، وهذا الأمر لن يحدث إلا بتفعيل سبل النقد، وإعطاء مساحة كافية من الحرية لتقديم نقد هادف وموضوعي يخدم توجهات الدولة، فالأخطاء في العمل واردة، ولن نجد عملًا يخلو من الأخطاء، لكن هذه الأخطاء حتى تُكتشف وتتم معالجتها، فإننا بحاجة إلى بصيرة الناقد التي تفتح أمام المسؤول بعض الجوانب التي من المهم مراجعتها ووضع الدراسات الكافية لها، فمهمة النقد في السعودية ناجحة إلى حدٍّ ما، ويوجد في الساحة الإعلامية مَن يملكون تلك القدرات التي تعين المسؤول على تجاوز كل الصعاب.



كنّا نشكو في السابق من قلة الدعم الحكومي، وكانت تتوقف حينها عملية النقد عند شحّ الموارد المالية، أما اليوم فالوضع مختلف، والتوجهات مختلفة، والأفكار أيضًا مختلفة مدعومة بدعم مالي غير مسبوق؛ وهذا ما يجعل أسلوب النقد يختلف عن السابق.

لدينا نقّاد منذ سنوات طويلة، حصلوا على فرص كثيرة للظهور الإعلامي، وتقديم أفكارهم من خلال الصحف أو الظهور عبر القنوات الفضائية، ولأن لكل وقت أدواته الخاصة، وطالما هناك حالة تغيير منتظرة وفق خطط واضحة واستراتيجيات تعتمد في المقام الأول على إحداث نقلة نوعية، تكون نتائجها في المستقبل واضحة وملموسة في هذا الإطار، فإن العمل المراد تنفيذه يحتاج إلى نقّاد مختلفين يملكون ذات الرؤية والتوجهات، وهذا الأمر لا أجده متوفرًا في النقّاد السابقين، ولن تكون فكرة الاستفادة منهم مجديةً لحالة التطور التي تعيشها الرياضة السعودية؛ لذا من المهم أن يحدث التغيير في هذا الجانب، فنجاح أي وسيلة إعلامية في الفترات القادمة ليس بالضرورة أن يرتبط بالأسماء التي تحظى بمتابعة جماهيرية، فالمحتوى يفرض نفسه، ومع الوقت سنشاهد أسماءً جديدةً على مستوى النقّاد.

إن بعض الأفكار تتعطل بسبب قصر فهم بعض النقّاد، الذين يثيرون حولها بعض المعوقات؛ مما يجعلها تتأخر في التنفيذ أو حتى تلغى رغم قناعة المسؤول بنجاحها ونتائجها، التي قد تكون سببًا في إضافة نقلة مميزة نحو مستقبل رياضي أفضل، وكثير من المشاريع الرياضية بمختلف أنواعها توقفت بسبب بعض وجهات النظر التي لم تكن موفقة.

إن مستقبل الرياضة السعودية يعتمد -بعد الله- على فئة الشباب في المجتمع من خلال أفكارهم ومجهوداتهم؛ لذا من المهم أن يشارك في عملية النقد شبابٌ في ذات المستوى، إذ لا يمكن لناقدٍ تجاوز الستين أو السبعين من عمره أن يجاري هذه المرحلة، يبقى رأيهم محل تقدير، لكن كل شيءٍ يجب أن يتغير حتى نسير في طريق متوازٍ مع مرحلة التغيير المنشودة.

دمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2041493


السبت، 12 سبتمبر 2020

تطابق الحالات يفرض تطابق القرارات !

 

 

 


 

إن العمل الإعلامي -بشكلٍ عامٍّ- وبمختلف تفاصيله ليس بالضرورة أن يقترن نجاحه بالإثارة، هي جزءٌ من النجاح، ولكن ليست كلَّ النجاح، فالعمل الإعلامي الحقيقي مرتبط من وجهة نظري بنوع الطرح، وأهميته للمجتمع والناس، فالإعلام قد يناقش قضيةً مهمة، ويدخل في دهاليزها وينشر كل التفاصيل التي تساعد هذه القضية على وضع الحلول المناسبة، حتى لو أنها تخصُّ فئةً معينةً من المجتمع، لكنها في النهاية تساهم في عملية المعالجة المنتظرة.

في «الإعلام الرياضي» تطرح مشاكل خاصة وعامة، تتكرر تقريبًا كلَّ موسم، وفي كلِّ موسمٍ نناقشها، وتكون حديث المجتمع الرياضي، سواء مشاكل تتكرر في بداية الموسم أو في منتصفه أو في آخره، ولكلّ فترةٍ مشاكلها المتكررة، تأتي وتمضي وتتكرر، ونتحدث عنها، لكن لا حلول واضحة، هو أمرٌ مزعجٌ فعلًا، لكن الأمل ما زال قائمًا لتفاديها.

في برنامج كورة طرح «تركي العجمة» سؤالًا مهمًّا يخصُّ نادي النصر والمحترف الكوري الجديد، وفي تصوري هذا السؤال يدلّ على وعي إعلاميٍّ كبيرٍ بعيدٍ عن فكرة التصعيد أو الترصد، فالأمر كان مشابهًا لقضيةٍ سابقةٍ أثارت الوسط الرياضي، وما زالت مصدر شدٍّ وجذبٍ، فاللاعب البرازيلي «مايكون» حُرم من المشاركة في دربي العاصمة في مباراةٍ تشكل مفترق طرقٍ نحو تحديد بطل الدوري، كان العذر وقتها أن «البرتوكول» المتبع في جائحة «كورونا» يفرض الحجر الصحي لأي شخص ٍقادمٍ من خارج المملكة، وهذا أمرٌ متفقٌ عليه ولا ضير فيه، رغم أن اللاعب وقتها أجرى فحص «كورونا» وكانت النتائج سلبية، إلا أن النظام في مثل تلك الحالات يفرض الحجر الصحي، وبعيدًا عن المكالمة الواردة للمسؤول في نادي النصر التي تمنع «مايكون» من المشاركة في المباراة، ما يعيد إثارة هذه القضية هو التباين في القرارات، فالمدافع الكوري الجديد حضر قبل يومين وشارك في تدريبات النصر، ولم يطبّق في حقّه «البرتوكول» الصحي المتبع مع جائحة «كورونا»، ليصبح السؤال في هذه الحالة جديرًا بالطرح والنقاش، ليست قضيةً بهدف الإثارة أو الترصد ضدّ مسؤولين في جهةٍ معينة، فالواقعتان متشابهتان، وكل الاختلاف بينهما يكمن في أهمية الحدث، بمعنى مشاركة «مايكون» في مباراة الديربي كانت مهمة، لكن الكوري الجديد مجرد تدريبات وليس له مشاركة، ومن حقّ أيّ رياضيٍّ مهما كان ميوله أن يسأل هذا السؤال بطريقته، مهما كان يحمل في طيّاته من شكوك واستنتاجات تمسُّ عدالة المنافسة!

فالأحداث الرياضية في مجملها تتشابه كثيرًا في ما بينها، والأنظمة واضحةٌ وصريحة، لكن المزعج فعلًا حين تتلون تلك الأنظمة حسب المصالح الخاصة. لا يمكن أن نتهم أحدًا بعينه، لكن في نفس الوقت نحن نقارن الأحداث ببعضها بعضاً، ونصفها بالمتشابهة حين تذهب تفاصيلها لنفس التفاصيل السابقة، لكن القرارات النظامية في الحالة نفسها مختلفة، وهنا نتوقف بحكم طبيعتنا البشرية لنسأل: لماذا، وكيف، وَمن المستفيد؟ ولا يحقّ لأحدٍ حجب تلك الأسئلة، ما قد يُحجب هي الأجوبة فقط.

*نقلا عن "عكاظ"

 https://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/views/2020/09/11/%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-

الجمعة، 4 سبتمبر 2020

لن تقف الحياة عند كورونا

 

 

 

 

 الحياة البشرية مليئة بالتجارب الناجحة والفاشلة، ولا يمكن لأي إنسانٍ أن يحكم على تجربة قبل أن تأخذ فرصتها في الحياة، ومن ثم نطلق الحكم ومدى تأثير هذه التجربة في الحياة بشكل عام.


اليوم يمرّ العالم بمتغيرات كثيرة فرضتها عوامل متعددة، والتعايش مع تلك المتغيرات يتطلب توفير ظروف معينة تضمن ولو جزءًا متقدمًا من النجاح حتى تسير الحياة في إطارها الطبيعي.

ولا يستطيع أي إنسان مهما بلغ من الذكاء والقدرة على تنفيذ فكرة ما أن يضمن نجاح تلك الفكرة في المستقبل، فالأمر مرتبط بظروف تتغير من وقت لآخر، وأعني هنا بعض الأفكار المرتبطة بفترة زمنية متوسطة أو طويلة المدى، فلم يكن أحد يتخيل أن يتعرض العالم بأسره لهذه الجائحة الكبيرة، التي كانت سببًا مباشرًا في استبدال بعض الأمور الطبيعية، التي تحدث في كل العالم لخطط طارئة لتفادي الأضرار المرتبطة بتلك الجائحة.

إن العملية التعليمية من أهم القطاعات التي تضررت من هذه الجائحة، وكل السبل المتبعة للتقليل من هذا الضرر تبقى مناسبة حتى يوجد الأفضل في المستقبل، أو تمرّ في مراحل تحسين حتى تتوافق مع كل ظروف التعليم، فالتقنية هي الحل الأمثل لمواجهة هذه الجائحة، وهي الطريق السليم للتخفيف من أضرار الجائحة مهما صاحبها من أخطاء، خصوصًا ونحن نخوض هذه التجربة للمرة الأولى ربما في السعودية، وقد تكون سببًا في أن تصبح حلًّا بديلًّا لأي ظرف يحدث في المستقبل بعد جائحة كورونا.

والمتذمرون مـمّا يحدث في بداية هذه التجربة من أخطاء لا يمكن أن يروا النجاح مهما لمسوا وجوده، سيظلون ساخطين غير مبالين ولا مقدرين لكل الأشياء المقدمة لخدمة المسيرة التعليمية لأبناء هذا الوطن، ولا تفهم ماذا يريدون بالضبط؟

إن قرار التعايش مع هذه الجائحة يفتح المجال للحلول البديلة في كل جوانب الحياة، وحتى نعيش الحياة كما يجب وبكل متغيراتها يجب أن تكون لدينا قناعة داخلية، أن ما يحدث هو خارج عن إرادة البشر، وهي الفرصة الصحيحة لكي يحدث البشر تحولًا تدريجيًّا في سير الحياة بتوفير الحلول البديلة، والركون للظروف والتوقف عندها حتى تنتهي مهما استغرقت من وقت أمر مخجل وفشل واضح، لكن البحث عن الحلول البديلة وتوفيرها والعمل على تطويرها لتصبح خيارًا مناسبًا لمواجهة أي ظرف قد يحدث في المستقبل هو القرار المناسب.

ومَن يريد أن يبقى ساكنًا دون أن يعمل أي عمل ليس من حقه أن يتفرغ لوضع العراقيل وإحباط الهمم، لمن قرر أن يبحث عن تجارب تعيد الحياة لطبيعتها رغم تنوع المجالات وطبيعة كل مجال.

في السعودية ما زالت وزارة الصحة تعيش حالة التفوق منذ أن بدأت جائحة كورونا، ووزارة التعليم تحذو حذوها، وخلال شهر واحد جهزت كل الحلول البديلة لكي يعود الأبناء لمتابعة مسيرتهم التعليمية، وما زلنا في طور التجربة الخاصة لتفادي هذه الجائحة، والمطلوب هو الصبر حتى تكتمل كل الحلول وتؤتي ثمارها.

دمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2039788

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...