بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 ديسمبر 2020

إحصائيات فيتوريا لن تحقق البطولات!

 

 

 

 يقول صديقي الرياضي المخضرم: إن الإحصائيات في لعبة كرة القدم داخل المستطيل الأخضر لا يمكن أن تكون صحيحةً وفريقك يخسر، بمعنى أنه حين تكون إحصائية أي فريقٍ داخل الملعب عاليةً ليس بالضرورة أن هذا الفريق قد كسب المباراة وحقق نتيجةً إيجابية، وهذا بالفعل ما يحدث مع السيد فيتوريا مدرب النصر، ففي كل المباريات تقريبًا تكون إحصائيات النصر هي الأفضل، وفي عملية الاستحواذ يتفوق النصر، وفي عدد الهجمات المحققة للتسجيل يتفوق النصر دائمًا، وفي الهجوم الضاغط أيضًا النصر يتفوق، لكن في النهاية يقبع النصر الآن في مرتبةٍ متدنيةٍ في سلّم الترتيب، ولا تليق بالنصر البطل الاستثنائي الذي حقق في السنوات الأخيرة مكتسباتٍ كبيرةً خصوصًا في بطولة الدوري، وهي البطولة الأصعب في الموسم.

فقد حقق الدوري ثلاث مراتٍ في آخر عشر سنوات، وهذا رقمٌ يشكل انتصارًا كبيرًا له، وطوال العشر سنوات الماضية أيضًا كان منافسًا شرسًا على الدوري، ومع فيتوريا كاد النصر أن يصل لنهائي القارة لولا بعض الأخطاء الفنية والتحكيمية، وحالة الإجهاد البدني التي صاحبت آخر بطولة، لكنه مع فيتوريا في موسمين وصل للأدوار المتقدمة في آسيا، وقد تكون الثالثة ثابتة، وفي تصوري لو أن النصر حقق البطولة الآسيوية القادمة سيكون إنجازًا كبيرًا وغير مسبوق، فتحقيق بطولة آسيا حين تقرر أنها هدفٌ استراتيجيٌّ من أهداف النادي في غضون ثلاثة مواسم، فهذا أمرٌ كبيرٌ وجديرٌ بالاحترام متى ما تحقق ذلك.




إن ما يجب أن نعرفه ونصل له في هذا الجزء من المقال أن الإحصائيات مهما بلغ حجمها لأي فريقٍ داخل المستطيل الأخضر لن تكون سببًا يبرر الخسارة، ففي عالم المستديرة كل شيءٍ يُنسى إلا النتيجة، هي التي تبقى في ذاكرة الجمهور، فتفاصيل المباراة لا تعني الجمهور في شيء، ولا تفيد السجل الشرفي للفريق، لذا الاهتمام بها أمرٌ جيد، لكن ليس على حساب أن يخسر الفريق نقاط المباراة، أو تكون سببًا في الخروج من بطولةٍ مهمة، في كل مباراةٍ يجب أن يعي أي مدربٍ، وحسب ما يتمناه أي جمهورٍ هو الفوز بأي طريقة، هذا الأمر هو المهم عند الجمهور والإعلام، بمعنى أن القاعدة الأساسية في كرة القدم ومنافساتها تتمحور حول الطرق الصحيحة التي تجعل الفريق ينتصر، فحين ينفق على فريقٍ معينٍ ملايين الدولارات ويفقد البطولات بطولةً تلو الآخر، فهذا يعني أن هناك خللًا ما في العمل الفني أو العمل الإداري، ويجب متابعته وتصحيحه، والأسوأ حين يحقق فريقٌ آخر البطولة بميزانيةٍ لا تصل لربع ميزانية بعض الفرق الكبيرة، كما حدث مع «أولسان الكوري» الذي حقق كأس آسيا مؤخرًا بميزانيةٍ متواضعةٍ جدًّا، أقل بكثيرٍ من ميزانية بعض الأندية في غرب القارة، ومن ضمنهم النصر السعودي؛ لذا من المهم أن يعمل كلّ مدربٍ على أن تكون قناعاته مرنةً في الجانب التدريبي، وأن يعتمد على الأسلوب الأنسب لكسب المباراة لا على الأسلوب الفني الذي يجعله يكسب إحصائيات المباراة، هكذا هي كرة القدم، وهكذا هي ثقافة جمهور كرة القدم.

ودمتم بخير،،،

 

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2052706

الجمعة، 18 ديسمبر 2020

«حمد الله» يبعثر انضباط النصر!

 

 

 

 لا يمكن لأيّ لاعبٍ مهما بلغت قدراته الفنية أن يخرج عن النص الانضباطي للفريق، وهذه الحقيقة حين لا تكون حاضرةً في ذهن أيّ لاعبٍ مهما بلغت أهميته، ستكون نتائجها عكسيةً عليه بالمقام الأول ومن ثم على الفريق، وسيخسر الكثير من أنصاره مهما بلغ حجم محبته، ولعل ما يحدث من «حمد الله» في النصر خير مثالٍ على ذلك، حمد الله الذي يعيش هذه الفترة أسوأ حالاته الفنية ربما في كل مسيرته الكروية، وكان من المفترض أن يبحث عن أسباب تدني مستواه بدلًا من إثارة المشاكل داخل البيت النصراوي، ومن المشاكل المزعجة لأي فريقٍ حين يشعر أحد اللاعبين أنه أكبر من الفريق، وأن الفريق لن يسير للأمام دون وجوده، هذه الحالة المرتبطة بالغرور وحبّ الذات لا يمكن أن تعيش في نفس المستوى، فالعامل النفسي في منافسات كرة القدم مهمٌّ ويحتاج إلى أمورٍ كثيرةٍ، من أهمها أن يدرك لاعب كرة القدم أن الكرة لن تبتسم له في كل فتراته، بل سيأتي وقتٌ وتخذله، حتى وهو يؤدي العمل المطلوب منه في فترات التدريب، فما بالكم بمن يهمل عمله الفني، ويترك لنفسه حرية زيادة الوزن والتقاعس عن القيام بواجباته البدنية والفنية ليخسر الكثير من عطائه داخل الملعب لشعوره بأن الفريق لن يحقق الانتصارات بدونه.



إن ما يفعله «حمد الله» في النصر أشبه بمن يبحث عن القفز من المركب دون أن يكون له دورٌ في عملية الإنقاذ والنجاة، وهذا أمرٌ مذمومٌ ولا يليق بأخلاقيات المهنة وشرفها، وبكل التفاصيل التي تدعم روح الفريق الواحد؛ لذا يجب أن يكون هناك ردة فعلٍ مناسبةٍ من الإدارة لإيقاف تلك التجاوزات المتكررة من قبله، ويجب أن يفهم أن النصر ككيانٍ لا يقف على أحد، وقد عاش كل سنواته العظيمة يصنع النجوم، ويقدمهم للوسط الرياضي بسبب تاريخه وجماهيره العريضة؛ لذا من المهم أن يتعلم «حمد الله» معنى الوفاء لهذا الكيان وجمهوره، ويعمل جاهدًا على أن يصنع الفرح والنصر لهم أو يقدم اعتذاره عن الاستمرار مع الفريق، وفي كلا الحالتين يكون قد قدّم نفسه بشكلٍ مناسبٍ يليق به وبموهبته.



وبعد كل الأحداث المتتابعة التي تحدث في النصر في الفترة الأخيرة يجب أن تكون الوقفة كبيرةً من الجميع لحماية النصر، وإعادته لوضعه الطبيعي بعد كل هذا الإنفاق لتجهيز فريقٍ قوي، ولعلّ من أهمها الانضباط وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وبأن الجميع تحت النظام، ولا يمكن لأي أحدٍ مهما بلغت جماهيريته أن يتجاوز على النظام أو يستثنى منه، وهذا الدور منوط بإدارة الفريق هم مَن يجب أن يحفظوا النظام ويراعوا قواعد الانضباط، والانصياع للتعليمات طالما أن المسألة تدار وفق بنود عقدٍ احترافيٍّ موضوعٍ مسبقًا، ومتفق عليه من كل الأطراف، ففي العمل يبقى كلُّ شيءٍ مرهونٌ بالقدرة على تطبيق النظام وترسيخه من خلال منظومة العمل.

رابط المقال : https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2051918
ودمتم بخير،،،

السبت، 12 ديسمبر 2020

النصر صديق الأزمات!

 

 

 

 إن نقطة الانطلاق لأي عملٍ في الحياة هي الإدارة المناسبة، التي تجعل من هذا العمل ذا طابعٍ إيجابيٍّ ومثمر، فحين تكون الإدارة جيدةً وملمّةً بتفاصيل العمل المراد تنفيذه ستكون النتائج جيدة، لكن حين تتوقف النتائج الجيدة فإن الخلل يكون في عمل الإدارة المسؤولة عن تنفيذ هذا العمل، وهذا هو الانطباع السائد عند الناس عن الإدارة، وحالة التغيير المطلوبة تكون مصاحبةً للنتائج المتردية لمنظومة العمل، وهذا حلٌّ مهمٌّ لكي يتحسن العمل، ويحقق كل أهدافه؛ لذا نحن نلمس ترديًا واضحًا وعلى كافة الأصعدة في العمل الإداري في نادي النصر، فليس من المقبول أن يقدم للنصر كل هذا الدعم الشرفي وهذه الاستثمارات ولا يمكن أن تستغل الاستغلال المناسب، والسبب أن التنظيم الإداري ناقصٌ على صعيد الخطط والتطبيق.

في كرة القدم تكشف النتائج حال أي فريق، وتجعل الأسئلة تدور حوله حين يحدث الإخفاق ويتكرر، ورئيس النصر الدكتور «صفوان السويكت» رجلٌ حديث عهدٍ بالعمل الإداري الرياضي، وتنقصه الخبرة، وحتى يتحسن أداؤه في هذا المجال يحتاج وقتًا، وهذا الوقت لن يخدم ناديًا مثل النصر، يملك كل هذه الشعبية، وأحد أهمّ أضلاع الكرة السعودية؛ لذا كان من الأفضل أن يختار نائب رئيس يملك الخبرة في الإدارة الرياضية يعينه على العمل وتذليل الصعوبات من أجل استقرار النصر على كافة المستويات.



إن اختيار الكابتن المعتزل «حسين عبدالغني» كمديرٍ تنفيذيٍّ لكرة القدم في نادي النصر أمرٌ إيجابيٌّ، حتى لو كان هذا القرار متأخرًا بعض الشيء، لما يملكه حسين من خبرةٍ طويلةٍ في هذا المجال، وقد بدأنا نلمس بعض التحسينات الانضباطية على الفريق، ولو أن هذا القرار كان مبكرًا لربما وجدنا الوضع الفني للفريق مختلفًا عما يحدث الآن، فحسين لن يسمح بكثرة الإجازات، ولن يقبل بعض تصرفات فيتوريا في الحصة التدريبية، وسيناقشه على كل شيءٍ حتى لا يفقد الفريق قوته، كما حدث في الجولات السابقة.

والكل يتفق على أن النصر يملك أقوى العناصر في الدوري السعودي، لكن يحتاجون لجرعاتٍ تدريبيةٍ مكثفةٍ حتى يستعيدوا مستوياتهم.



إن كل ما حدث في النصر الفترات الماضية تتحمله إدارة النصر، بسبب الأخطاء الكثيرة، ولعل آخرها مشكلة لاعب الفيحاء السابق عبدالله السالم، الذي كان من المفترض تنفيذ قرار لجنة الانضباط والأخلاق، والمتضمن دفع مبلغ 3 ملايين و50 ألف ريال خلال 30 يومًا، لكن إدارة النصر فشلت في تأجيل دفع المبلغ، وفشلت في توفير المبلغ حتى آخر يوم من المهلة، والتي تحرّك لحلّها العضو الذهبي عبدالعزيز بغلف.

لم تمرّ على تاريخ النصر إدارةٌ بهذه التخبطات بدليل مركز الفريق في سلم الدوري، وقد يقول قائل: ما علاقة فريق كرة القدم بالنادي والمركز الذي يقبع فيه بالإدارة الإدارية في النادي، فهذا جانبٌ فنيٌّ مسؤولٌ عنه المدرب؟ قد يكون هذا السؤال في محلّه، لكن الإدارة هي المسؤولة عن العمل، وعن النظام، وعن تنظيم العمل، وعن متابعة المدرب، وعن الإيفاء بالالتزامات المتعلقة باللاعبين، جميعها أشياء تصنع شخصية العمل، وتجعل منه أكثر تفوقًا وإيجابية.

ودمتم بخير،،،

الجمعة، 4 ديسمبر 2020

مشكلات التحكيم لا تنتهي!

 

 

 

 

مشكلات التحكيم لا تنتهي!

 

 موضوع التحكيم في مسابقات كرة القدم شائك جدًا؛ لأن بعض تفاصيل الأخطاء المتكررة مزعجة جدًا للمتابع الرياضي، خصوصًا في الدوريات القوية في العالم، لكن في المسابقات الكروية السعودية الوضع أكثر صعوبة، فبحكم متابعتي لبعض الأحداث الكروية في الدوريات المهمة لا يوجد شراسة في الطرح كما يحدث في مجتمعنا الرياضي، طبعًا الأسباب واضحة ومعروفة تتمثل في التعصب، وتأجيج الشارع الرياضي ببعض المواقف والأطروحات خصوصًا في بعض البرامج والصحف التي أخذت على عاتقها منذ سنوات ممارسة هذا الأسلوب زعمًا منهم أنه نوع من أنواع الإثارة، طبعًا نتحدث عن الظاهر كمبرر لهم مهما كان نوع هذا المبرر ودرجة خطورته على المجتمع الرياضي.

هذا الحديث لا يعني أن دورينا أو بقية مسابقاتنا الكروية لا تخلو من الأخطاء التحكيمية، بل إن الأخطاء التحكيمية بصورة أو بأخرى تغذي التعصب، وتشعل فتيل الإحساس بالظلم بين الجماهير، ما أريد قوله هنا إن الأحداث المرتبطة بالتحكيم مع بعض الأطروحات الإعلامية لن تساعد المسؤول على تطوير الجانب الرياضي التنافسي على العمل، وتقديم الجهد المطلوب للارتقاء بكرة القدم السعودية، وهذا الأمر واضح، فحين تحضر الشكوك بسبب التحكيم، ويغذي هذه الشكوك الطرح الإعلامي غير المتزن فإن المسؤول مع فريق عمله سيدخل في دوامة البحث عن الحقيقة، وبالتالي هذا الأمر سيؤثر على خطط العمل الموضوعة، بدليل لا تخلو لقاءات وزير الرياضة الإعلامية من الحديث عن مشكلات كرة القدم والمتمحورة في قضايا التحكيم المتكررة!




ويجب أن ندرك أن الأخطاء الكثيرة تحرج المسؤول عن العمل في اتحاد كرة القدم؛ وبالتالي هذا الإحراج سيطول المسؤول الأول عن الرياضة، وكل هذه التداعيات سيكون لها مردود سلبي على نوعية العمل المراد إنجازه والمرتبط برياضات أخرى.

إن حصر مشكلات كرة القدم في مسابقاتنا الكروية ليس بالأمر الصعب، والسعي لمعالجتها وفق منهج واضح يرتكز على النزاهة وتحقيق العدل بين الجميع سيجعلنا نعيش وضعًا كرويًّا جماهيريًّا وإعلاميًّا بشكل جيد، وسنلاحظ انخفاض وتيرة الاحتقان الجماهيري، ومن أهم المشكلات المراد معالجتها التحكيم، ولن يتم علاج هذه المشكلة إلا حين ندرس أبعادها وكل تفاصيلها، وذلك من خلال تفاصيل معينة تعتمد في المقام الأول على الاختيارات المناسبة سواء على مستوى لجان التحكيم، أو من خلال نوعية اختيار الحكام، ومدى قدرتهم على التعامل مع دوري قوي مثل دورينا، سواء كان هؤلاء الحكام محليين أو أجانب، فالمحليون ستكون مسؤولية الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في لجنة التحكيم مرتبطة بعملية التأسيس، والتدريب المناسب، ووضع البرامج الجيدة لصقل الحكم السعودي إلى أن يصل إلى ميادين كرة القدم ويكلف بالمباريات، ومن ثم تبدأ عملية التوجيه والتقييم، أما الحكام الأجانب الذين يأتون لإدارة المباريات، فيجب أن تتمحور مسؤولية لجنة التحكيم حول نوعية الاختيار، ومن هم الحكام الذين من المفترض أن يقودوا بعض المباريات في المسابقات السعودية، إذن من هنا يجب أن تكون الصورة واضحة للجميع، فجزء من مشكلات التحكيم يكمن في الاختيار، فالاختيارات الجيدة تقلل من عملية وقوع الحكم في بعض الأخطاء التحكيمية، وأيضًا وضع ضوابط للعمل الإعلامي والمتعلق بالفقرة التحكيمية التي أصبحت مرافقة لكل البرامج الرياضية، بحيث إن الطرح يكون واضحًا، والحديث لا يخرج عن سياق قانوني بحت، بمعنى أنه لا يمكن أن يقبل المتابع اختلافًا في قانون واضح وصريح، فمواد القانون واضحة، والحديث عن الحالات التحكيمية لا يجب أن يخرج عن إطار القانون.

ودمتم بخير ،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/sport/na/2050484

الجمعة، 27 نوفمبر 2020

النصر وكأس الملك

 

 

 

  

 

 

 في مباريات كرة القدم التنافسية لا يمكن أن تختزل حالة التفوق والانتصار في عنصرٍ واحدٍ فقط، بمعنى أن العمل في منظومة كرة القدم يرتبط فيه التفوق والانتصار بعوامل كثيرة، فمهما كان العمل الفنيُّ جيدًا وملاحظًا في أثناء المباراة، إلا أنه لا يكفي لتحقيق الانتصار، بدليل مباراة الديربي الأخيرة في الدوري بين النصر والهلال، التي انتهت بفوز الهلال (2 صفر). في هذه المباراة ظهر النصر في الشوط الأول بشكلٍ فنيٍّ عالٍ، وقدَّم شوطًا جميلًا تفوق فيه «فيتوريا» بعد أن سيطر على كل تفاصيل المباراة، بدليل الفرص التي سنحت للنصر ولم يستغلها لاعبوه الاستغلال الأمثل، وهذا الأمر يؤكد أن الانتصار لا يتحقق بالعمل الفني الجيد فقط، بل هناك عوامل مهمةٌ يجب أن تكتمل، فالإعداد البدني مهمٌّ، والانسجام مهمٌّ، والجوانب المعنوية والتركيز أيضًا مهمٌّ، وحين يفقد الفريق أحد هذه العوامل من الصعب أن يتحقق الانتصار.

في مباراة الديربي الماضية تفوق النصر، لكنّه خسر بسبب الضعف البدني، وقلة التركيز والانسجام، رغم أن العمل الفني داخل المباراة كان واضحًا للنصر بشهادة كل النقّاد الفنيين، لكن الأخطاء البسيطة كانت سببًا في خروج النصر خاسرًا في هذا الديربي، فلو كان مدافع النصر البرازيلي «مايكون» جاهزًا بدنيًّا وتواجد في التدريبات قبل مباراة الديربي بالوقت الكافي لما وقع في هذا الخطأ البدائي البسيط، بعد أن تسبب في ضربة الجزاء، ويتضح هذا جليًّا أيضًا في الهدف الثاني للهلال بعد أن ترك مهاجم الهلال «قوميز» يستلم الكرة، ويلفّ بها رغم أنه آخر مدافع، وكان من المفترض أن يضغط بشكلٍ قويٍّ على المهاجم، ويمنعه من التحرك وتمرير الكرة؛ لذا نقول دائمًا: مهما كان العمل الفني جيدًا لا يكفي لتحقيق الانتصار.




يوم السبت القادم ستكون معركة الكأس صعبةً، خصوصًا أمام النصراويين الذين يعانون حاليًّا من بعض الظروف التي قد تعيق أي فريقٍ عن مواصلة الإنجازات، لكن جمهوره لا يقبل هذه الأعذار، ولديهم قناعةٌ مطلقةٌ بأن فريقهم كأفراد هو الأفضل، ويستطيع أن يحقق كل النتائج الإيجابية، ويرفضون أن يخسر مهما كانت الظروف، وهذا حقّهم رغم اختلافي معهم في تفاصيل هذا الحق، فالنصر يفتقد في الفترة الحالية عوامل مهمة تحتاج لوقتٍ حتى تكتمل، ولعلّ من أهمها الانسجام الذي يفتقده الفريق، خصوصًا بعد العدد الكبير من التعاقدات التي أبرمت في الصيف الماضي، وكذلك عدد الإصابات الكثيرة التي تحاصر الفريق منذ البطولة الآسيوية، ناهيك عن حالات كورونا التي اجتاحت الفريق في الفترات السابقة، والآثار الجانبية التي من الممكن أن يتركها هذا الوباء على اللاعب، والفترة الزمنية التي يحتاجها حتى يعود لحالته الطبيعية، كل هذه الأشياء قد تعيق النصر في الوقت الحاضر عن تقديم نتائج إيجابية تسعد الفريق، لكن الملاحظ ومن بعد المباراة مباشرة عزم اللاعبين على التركيز في مباراة الكأس، وتحقيق البطولة حتى تعيد التوازن للفريق وثقته بنفسه، هذه البطولة فوائدها للنصر أكثر من الهلال، رغم أن الفريق الهلالي قادرٌ هو الآخر على تحقيق البطولة والفوز بها، لكن الضغوط في الجانب النصراوي أكبر من الهلال، والتأثير النفسي والمعنوي سيكون أكبر عند النصراويين من الهلال إذا ما خسر الكأس.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :  https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2049672

السبت، 21 نوفمبر 2020

عهد الصدق والإصلاح

 

 

 

 

بعد السلام

عهد الصدق والإصلاح

 في السنوات الست الماضية، ومنذ تولي الملك سلمان -حفظه الله- مقاليد الحكم، والسعودية تعيش حالةً من التغيير المنتظرة منذ زمن، هذا الأمر جعل الجميع يتكاتف خلف القيادة؛ لحماية الدولة من كلّ شرٍّ بعد حفظ الله، ولم نكن نشعر في يومٍ من الأيام بأيّ خللٍ ممكن أن يحدث في المستقبل، طالما أن هذه الدولة تنشد الهدوء والاستقرار والطموح المشروع، الذي يبيّن للعالم مدى حرص هذا الشعب المدعوم من قيادته على فعل كلِّ شيءٍ، يجعل من دولتنا دولة متطورةً ومتقدمة، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وفي عهد ملكنا سلمان مشوار الألف ميل بدأ بخطواتٍ كبيرةٍ ومتسارعةٍ نحو مستقبلٍ مشرقٍ وزاهرٍ لكل الأجيال القادمة، وفي السعودية الجديدة وضع العمل بخططٍ مدروسةٍ؛ لتحقيق نجاحاتٍ كبيرةٍ للمواطن ولبيئة العمل، من خلال تعزيز جوانب الحبّ والولاء لهذه القيادة وللوطن، حين تكون الأهداف مشتركةً والرغبة واضحةً من الجميع لصنع عملٍ تفخرٍ به السعودية وتجعلها من أهم دول العالم، فلن تكون المعوقات ذات تأثيرٍ كبيرٍ على سير العمل وتحقيق كل التطلعات.

وقد تمكنّا في هذا الوطن -بحضور سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- من وضع أيدينا على بعض نقاط الخلل، وتتم معالجتها بكلّ دقَّةٍ وعناية، ولا يمكن بأيّ حالٍ من الأحوال أن ينجح عملٌ يدخل فيه الفساد؛ لذا لمسنا جميعًا حرص حكومتنا بقيادة ملكنا الغالي على اجتثاث الفساد من جذوره، بعد أن قرّر محاربته وتعرية كل الأشخاص الذين أساؤوا للوطن بخيانتهم الأمانة.



في عهد هذا الملك الصالح تمكّنت دولتنا -حفظها الله- من حماية حدودها وردّ أطماع الطامعين، والوقوف في وجه كلّ مَن تسوِّل له نفسه النيل من دولتنا، هذا أمرٌ يلمسه العالم ويشاهده، فلم تتمكن إيران من فرض سيطرتها على الشرق الأوسط، ولا تملك هذه القدرة طالما أن المملكة شعبًا وقيادةً على قلب رجلٍ واحد.



إن إنجازات ملكنا -حفظه الله- في السنوات الست الماضية كانت كبيرةً على كافة الأصعدة، فعلى الصعيد الاقتصادي، وفي ظل جائحة «كوفيد 19» تماسكت المملكة وقدمت حلولًا جذريةً، أنقذت الاقتصاد السعودي من أيّ آثارٍ سلبيةٍ قد تؤثر على خطط الدولة، وتتسبب في ضرر المواطن السعودي والوافد، هذه الأزمة كشفت للجميع -وخصوصًا لمن يريد أن يفهم ويستوعب- مدى قوة المملكة اقتصاديًّا واجتماعيًّا.

ستظل السعودية دولةً قويةً تملك كلّ مقومات القوة، طالما أن هناك توافقًا بين القيادة والشعب لجعل هذا الوطن في رخاءٍ دائم، وستستمر المسيرة، وكلُّ ما حدث في السنوات الست الماضية أكبر مؤشرٍ على استمرار هذه المسيرة نحو مستقبلٍ أفضل، فدولةٌ عظيمةٌ مثل السعودية لا يجب أن تتوقف خططها، وفرص التغيير ما زالت قائمةً في ظلّ تواجد ملكٍ عادلٍ وولي عهدٍ صادقٍ، فتح للمجتمع السعودي آفاقًا مختلفةً وتطلعاتٍ كبيرة، هذا الأمير الشجاع أعاد صياغة المجتمع السعودي، وترك لهم المجال لكي يحلموا بكلّ شيءِ ويسعوا لتحقيق أحلامهم.

عاشت السعودية حرَّةً أبيَّة.

دمتم بخير،،،

 

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2048897

الأحد، 15 نوفمبر 2020

منتخبنا ومصلحة وطن

 

 

 

 يعيش المنتخب السعودي الأول مرحلة عدم اتزانٍ واستقرارٍ منذ رحيل المدرب الهولندي "مارفيك"، وهذا أمرٌ يُفقد المنتخب قوته ويجعله يعيش في دوامة المستويات الفنية المتواضعة المقرونة بالنتائج، ولن تكون المسيرة ذات طموحٍ عالٍ لدى المتابع السعودي لمنتخب بلاده؛ لذا كان من المهم أن يدرك المسؤولون عن إعداد المنتخب بعض النقاط المهمة، ويسعوا جاهدين لتحسينها وتطويرها في إدارة المنتخب الفنية والإدارية.

في كلّ مرّةٍ تعلن تشكيلة المنتخب نجد الملاحظات، ويحضر النقد مع تلك الاختيارات، بعضها مقبولٌ والبعض الآخر له أهداف خاصة، ولا يمكن أن يكون دافعه الأساسي مصلحة المنتخب السعودي، ففي تشكيلة مدرب المنتخب (هيرفي رينارد) الأخيرة بعض الملاحظات المهمة التي تجعلنا نتوقف عندها ونناقشها؛ لأن الاختيارات لم تكن جيدةً من وجهة نظر البعض، رغم أنه من المفترض أن يكون المدرب هو المسؤول الأول والأخير عن اختياراته، ومن الطبيعي أن تكون الاختيارات محصورةً حول الأسماء التي تشارك مع أنديتها بشكلٍ مستمر، ومن خلال ذلك يضع المدرب تصوره النهائي حول تلك الأسماء، لكن أن يحضر في المنتخب أسماء لم تشارك إطلاقًا مع أنديتها، فهنا نضع تساؤلًا عريضًا، ومن الطبيعي أن ننتظر الإجابة.




لا أريد أن أذكر أسماء، وليس من المصلحة أن نشير إليهم؛ حتى لا يكون لها تأثيرٌ نفسيٌّ غير جيدٍ على اللاعبين، لكن من المهم أن يعرف المسؤولون عن المنتخب أن منتخبنا هو الممثل الرسمي لنا رياضيًّا في المحافل الدولية والإقليمية، وتهمنا مصلحته، ويحق لأي شخصٍ أن ينتقد العمل المقدم للمنتخب، سواء كان فنيًّا أو إداريًّا.

مهما نحاول أن نبتعد عن الدخول في دهاليز الأندية، إلا أن بعض الأمور تفرض علينا فعل ذلك، فبعض حكايات الماضي عن المنتخب، والتي تظهر في بعض المقابلات لبعض من عاشوا تلك الفترات مع المنتخب تجعلنا نتساءل حين نجد ما يستوجب السؤال، وفي تشكيلة (هيرفي رينارد) الأخيرة تساؤلاتٌ كثيرةٌ، لعلّ من أهمها: لماذا لا يستقر على أسماء معينة حتى لا يخسر منتخبنا هويته الفنية؟ -خصوصًا أن هناك أسماء شابة كثيرة، تجعل فكرة تأسيس منتخبٍ للمستقبل يغلب عليه الاستقرار الفني مع وضع بعض الإضافات البسيطة حين يبرز نجمٌ جديدٌ- مقبولة وجديرة بالاهتمام.

إن الاختيارات الأخيرة للمنتخب لم تكن موفقةً بنسبةٍ كبيرةٍ حسب الإحصائيات، ولم تكن منصفة، فهناك نجومٌ قدّموا أنفسهم في الفترة الأخيرة، وكان من المهم انضمامهم للمنتخب، بعكس بعض الأسماء التي لم تكن حاضرةً فنيًّا، والبعض الآخر لم يشارك، إما بسبب الإصابات المتكررة أو لم يشارك كأساسيٍّ ولم نشاهده في الملعب..!

إن الانضمام للمنتخب يجب أن يكون طموحًا صعب المنال عند كل لاعب، ويجب أن يكون دافعًا للجميع، ومَن يجتهد سيجد له مكانًا في تشكيلة المنتخب، لكن حين تختلف هذه القاعدة بشكلٍ عكسيٍّ فإن الطموح سيقلّ عند لاعبي الأندية، والرغبة ستكون معدومة، وبالتالي سنخسر أسماء كثيرة لديها الموهبة والقدرة على العمل لصنع إنجازاتٍ كبيرةٍ للمنتخب الوطني؛ لذا من المفترض أن تتغير بعض السياسات التي تُدار بها الأمور في المنتخب السعودي، وأن تكون مصلحة المنتخب هي الأهم.

ودمتم بخير،،،

 رابط المقال : 

https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2048157


 

 


السبت، 7 نوفمبر 2020

بعد «الفار» كل الأعذار مرفوضة..!

 

 

 

 

بعد السلام

بعد «الفار» كل الأعذار مرفوضة..! 


في لعبة كرة القدم التنافسية تحدث أخطاءٌ تحكيميةٌ تضرُّ بالحالة التنافسية داخل الملعب وخارجه، وقد اعتدنا منذ سنواتٍ طويلةٍ على أن الأخطاء جزءٌ من اللعبة، ولن تنتهي هذه الأخطاء طالما أن منافسات كرة القدم قائمة. قبل «تقنية الفيديو» كان الاتحاد الدولي لكرة القدم يسعى جاهدًا لابتكار بعض الحلول التي تساهم في تقليل أخطاء الحكام داخل المباراة، وكان يستقبل اقتراحاتٍ وحلولًا من كل الاتحادات حول العالم المعنيَّة بلعبة كرة القدم، لكن التحسّن لم يكن ملحوظًا في الفترات السابقة، حتى حضرت «تقنية الفيديو» التي ساهمت وبشكلٍ كبيرٍ في التقليل من الأخطاء بشكلٍ واضح. إذن وجود هذه التقنية يجعل لكرة القدم شكلًا آخر مختلفًا من حيث الأخطاء، ولن ينتصر فريقٌ إلا بجدارةٍ واستحقاق، فالحكم اليوم لم يعد يملك العذر في تجاهل الخطأ، فالتقنية اليوم وفَّرت له ما يحتاج، ومن المفترض أن يقدر هذا الشيء ويكون أكثر حرصًا وتجاوبًا مع التقنية.

في السابق كنَّا نرفض الدخول في الذمم، ونفرض حسن النية في كل طواقم التحكيم الذين يقودون المباريات، بحجة أن الحكم يتخذ قراره في جزءٍ من الثانية، ومن الصعب الرجوع فيه، وفي بعض الحالات من المستحيل أن يرجع في قراره، ولم نكن نستطيع تحميل أنفسنا مسؤولية التشكيك في أحد، كنّا نقتنع بكل تلك القرارات، ونخلق للحكام الأعذار التي تنجيهم من تحمل المسؤولية مهما كان حجم الخطأ.




أما اليوم الوضع مختلف فـ«تقنية الفيديو» وفّرت لكل الحكام السبل الصحيحة لتفادي الأخطاء التحكيمية، ولا نستطيع اليوم أن نطلب من الجمهور حسن النيّة حين نشاهد الخطأ التحكيمي الفاضح، ويصرّ عليه الحكم إما بأن يرفض الرجوع إلى «تقنية الفيديو»، أو يأتيه القرار من غرفة تقنية الفار، وهو مخالف للواقع، هنا لا يمكن أن نقنع الجمهور بأن هذا الخطأ حدث بحسن نيّةٍ ولم يكن متعمّدًا.

في الجولة الماضية، وتحديدًا في مباراة النصر والشباب «شكري الحنفوش» وغرفة «تقنية الفيديو» لم يكونوا في مستوى الحدث، فالخطأ التحكيمي الذي حدث لا يمكن أن تُقبل فيه أي وجهة نظر؛ لأنه خطأٌ قانونيٌّ صرفٌ منصوصٌ عليه في قانون اللعبة، فحدوث هذا الخطأ وعدم الرجوع لتقنية الفيديو لا يمكن أن يكون أمرًا طبيعيًّا؛ لذا من المهم أن يكون هناك تحقيق، فقد تكون هناك شبهة فسادٍ لا أحد يعلم عن تفاصيلها، بالتحقيق والمتابعة ممكن أن يصل المسؤول الأول في اتحاد اللعبة للحقيقة، وأيضًا هو مطالب بإصدار قراراتٍ متى ما انتهت التحقيقات، لا نريد أن نخسر جمهور كرة القدم، ولا نريد أن ننفّر رجال الأعمال الداعمين من دعم أنديتهم، والأهم من ذلك لا نريد أن تخسر الكرة السعودية سمعتها، فحين يصرّح السيد «فيتوريا» بعد المباراة ويطالب بالعدالة، فهذا أمرٌ مسيءٌ جدًّا لكرة القدم السعودية؛ لأن «فيتوريا» أحد نجوم التدريب في العالم، وستتناقل بعض وكالات الأنباء العالمية تصريحه، خصوصًا أنه مدربٌ لم تُعرف عنه الشكوى من التحكيم، هو مدربٌ يعشق مهنته ويؤديها على الوجه الأكمل؛ لذا كان من الواجب ألا تحدث تلك الأخطاء حتى نحافظ على سمعة الكرة السعودية.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2047312

الجمعة، 30 أكتوبر 2020

الهلال لا يخسر..!!؟

 

 

 

 الحكم السعودي يعيش هذه الأيام أفضل حالته الفنية، فقد كانت البداية حتى الآن مثالية، وحين يستمر بهذا العطاء، فهو بالتأكيد سينجح أكثر في الأيام القادمة متى ما اشتدت المنافسة، وأصبح حجم التنافس كبيرًا ويدخل في مرحلة الضغوطات والتوتر، ومن هنا ستكون فرص النجاح أكثر وضوحًا للمتابع الرياضي.

أما الحكم الأجنبي فكان على العكس تمامًا، فالأخطاء أصبحت كثيرةً لا يمكن تجاوزها؛ لأنها مؤثرةٌ على النتيجة في كثير من المباريات، ولعل آخرها ما حدث في مباراة الهلال وأبها في بطولة كأس الملك، والتي لم يحسن إدارتها الحكم البارغوياني «إيبر أكوينو»، حين تغاضى عن طرد لاعب الهلال جوستافو كويلار بعد تعمده التهور واستخدم قوةٍ مفرطةٍ تجاه لاعب أبها، كذلك عدم احتسابه لركلة جزاء لفريق أبها، وهذه قراراتٌ خاطئةٌ تسببت في خسارة أبها وأثَّرت على نتيجة المباراة.




والأسوأ من ذلك أن يخرج محللٌ تحكيميٌّ -له اسمه في عالم التحكيم السعودي، وسبق وأن كان رئيسًا للجنة التحكيم في الاتحاد السعودي- ويقول كلامًا خطيرًا معلّقًا فيه على بعض الحالات في مباراة الأهلي والنصر الأخيرة في كأس الملك حين قال: القانون ينصّ على احتساب خطأ مع رفع البطاقة الصفراء الثانية وبالتالي يطرد اللاعب، لكن حكم المباراة لم يفعل ذلك، ولو كنت مكانه لفعلت ذات الشيء، وجعلت اللعب يستمر كما فعل حكم المباراة!! حكمٌ أجنبيٌّ يخالف قانون اللعبة داخل الملعب، وحكمٌ خبيرٌ يحلل الخطأ ويعترف بوجوده وبالقرار الإداري المفترض تنفيذه، لكنه يؤيد الحكم في تصرفه..! هذا أمرٌ عجيبٌ وغريب، ولن يكون مفيدًا لأي حكمٍ سعوديٍّ يتابع مثل هذه الفقرات التحكيمية ليستفيد.

يبدو أن الخلل مشتركٌ في الجانب الذي يخصّ التحكيم السعودي، فالمنظومة المعنية بتطوير الحكم السعودي ما زالت تعاني من بعض الجوانب الثانوية، كأن توسِّع نشاطها وتتحاور مع الحكام السعوديين وغير السعوديين المرتبطين بعقودٍ مع القنوات التلفزيونية الناقلة، أو البرامج الرياضية التي تغطي أحداث الموسم الكروي السعودي لتجاوز بعض الأخطاء، فالقانون ليس فيه وجهة نظر، وهو نصٌّ واضحٌ يجب أن يطبق داخل الملعب.

ما زال الحديث يتمحور حول الفريق الأكثر استفادةً من أخطاء التحكيم، ولن ينتهي هذا الجدل طالما أن البعض يتحدث عن قانون كرة القدم، وكأن مواده عبارةٌ عن اجتهاداتٍ وضعها المشرع، ويمكن لأي شخصٍ تفسيرها حسب وجهة نظره، وهذا خللٌ واضحٌ في التعاطي مع قانون كرة القدم، ويتضح ذلك جليًّا حين تنتهي أي مباراةٍ، وتجد هناك جدلًا على بعض الحالات بين المتابعين، الذين ينقسمون حسب عاطفتهم مع المحللين التحكيميين، وكأن المحلل التحكيمي يبحث في تحليله للحالة عن رضا الجمهور الأكثر؛ حتى يتمسك بمكانه دون أن ينظر للقانون وتفاصيله في تلك الحالة.

سيظل التحكيم مشكلةً مثيرةً للجدل طالما أن هناك مَن يقدم قانون لعبة كرة القدم بطريقةٍ خاطئة، فبعض التفاصيل الثانوية تحتاج إلى معالجة حتى لا تشكل خطرًا على مسيرة الحكم السعودي.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2046515

الخميس، 29 أكتوبر 2020

إمارة الإرهاب لن تتوقف عن رعاية نادي باريس سان جيرمان.

 

 

 


 

 

     إن موجة الغضب العارمة التي اجتاحت كل الدول الإسلامية -حيال تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون والمسيئة للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم- كان تأثيرها السياسي واضحًا، وكثير من الدول الإسلامية اتخذت موقفًا رسميًّا تجاه هذه التصاريح، من خلال بعض البيانات الرسمية التي ترفض هذا التصرف، وكان لكل دولة طريقتها في انتقاد ما حدث وفق وجهة نظرها.

     ففي السعودية صدر بيانٌ عن هيئة كبار العلماء، دعت فيه إلى إدانة الإساءة للأنبياء والرسل، مؤكدة أن الإساءة إلى مقامات الأنبياء لن تضر أنبياء الله ورسله شيئًا، وإنما تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة.
     وردّة الفعل التي حدثت في بعض المجتمعات الإسلامية ليست مستغربة، وتعاطف حكومات بعض الدول الإسلامية معها كان دعمًا واضحًا لهذا الغضب، وهو بمثابة الاستجابة لردّة فعلهم، لكن في تصوري لن يذهب الموقف الرسمي لبعض الدول الإسلامية، خصوصًا الدولة التي أصدرت بيانات رسمية في هذا الاتجاه، وهو رفض هذا النهج الذي يتخذه الجانب الفرنسي كمجتمعٍ وموقفٍ حكوميٍّ تجاه الإسلام وتعمد الإساءة للرسول الكريم، وعدم الدخول في موضوع الديانات، والابتعاد عن مثل هذه النعرات الدينية التي لن تكون نتائجها جيدة في المستقبل متى ما استمرت  .


   

 

 وأعتقد أن الدول الإسلامية التي استجابت لغضب شعوبها تجاه ما يحدث لرسول الأمة، قدّمت ما تستطيع في هذا الوقت، كما أعتقد أنها اكتفت بذلك، ولا أظن الأمر سيأخذ منحى آخر تتضرر منه بعض الدول المرتبطة اقتصاديًّا مع فرنسا، وأخصُّ بالذكر دولة قطر، التي انتهجت في بيانها الصادر عن وزارة الخارجية إلى دعوة المجتمع الدولي إلى الوقوف أمام مسؤوليته في نبذ الكراهية والتحريض، ولن تحدث أي ردة فعلٍ أخرى من قطر خصوصًا وأنها تعتمد في سياستها على كسب أكبر دعمٍ دوليٍّ ممكن؛ حتى لا تخسر مكانتها الدولية وتفقد بعض الامتيازات التي تسهل لها الحركة في المنطقة.

     لو كان لدى قطر أيّ ردّة فعلٍ حقيقيةٍ تجاه هذه الأزمة لربما وجدنا قرارات فعلية تبدأ بالأقل ضررًا، كأن ترفع يدها عن الاستثمارات الرياضية في فرنسا على سبيل المثال، وتتوقف عن رعاية نادي باريس سان جيرمان، وتحجب نقل الدوري الفرنسي عبر قنواتها (بي إن سبورت)، وعن نقل أي بطولة تشارك فيها المنتخبات الفرنسية وأنديتها إلى أن يتغير الخطاب الديني في فرنسا.

     عمومًا يحسب لبعض الشعوب الإسلامية ردة الفعل التي حدثت تجاه ديننا الإسلامي ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك يحسب لبعض حكومات الدول الإسلامية موقفها واستجابتها لنصرة الدين الإسلامي، ومن المؤكد سيكون لها تأثيرٌ دوليٌّ كبيرٌ تجاه هذه القضية تحديدًا، ولا أظن أن تواصل فرنسا كموقفٍ حكوميٍّ تعنتها تجاه هذا الغضب الملموس من المجتمعات الإسلامية التي تشكل نسبةً كبيرةً من العالم، وقد حدثت في سنواتٍ سابقة مثل هذه التجاوزات وانتهت بمثل ما ستنتهي الآن، بصدور بياناتٍ حكوميةٍ تستجيب فيها لشعوبها الغاضبة وتنتهي الأزمة في هذا الإطار.

السبت، 24 أكتوبر 2020

هل النصر في خطر؟

 

 

 

 

أصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارًا سابقًا يقضي بضرورة وجود المدربين السعوديين في دوري المحترفين كمساعدين لمدرب الفريق الأول، ولا أعلم لماذا لم يستمر هذا القرار؟ فالأندية السعودية المحترفة -وبغضِّ النظر عن مستوى كل فريقٍ وأهدافه- هي بحاجة لوجود المدرب السعودي بجوار المدرب الأجنبي لتبادل الخبرات، فالنظرة السابقة للمدرب السعودي (المساعد) هو أن يستفيد من خبرة المدرب الأجنبي، لكن الواضح في الفترة السابقة ومن بعض التجارب أن المدرب الأجنبي يحتاج للمدرب السعودي بشكلٍ فعليٍّ؛ لتوضيح بعض الجوانب الفنية التي قد يجهلها المدرب الأجنبي عن اللاعب السعودي، والمرتبطة ببعض الظروف التي تحيط بتكوينه وتأسيسه، بمعنى أن بعض المدربين الأجانب يشتكون من مرحلة التأسيس عند اللاعب السعودي، وهو مدربٌ محترفٌ قادمٌ لدوري محترفٍ ومتطورٍ لن ينظر إلا للاعب الجاهز الذي يخدم أسلوبه ورؤيته الفنية داخل الملعب، وبالتالي تكمن هنا ضرورة وجود المدرب السعودي الذي من المفترض أن يتابع مع المدير الفني تفاصيل العمل، وقد تكون فترة التدريب غير كافيةٍ للاعب السعودي حتى يصل إلى مرحلة النضج الفني الذي يساعده على ذلك، ومن خلال المتابعة يستطيع المدرب السعودي (المساعد) مناقشة المدير الفني حول هذا العمل، فليس من المقبول أن يحضر المدير الفني فترة العمل ورسم الخطة العامة للحصة التدريبية على أن يقوم اللاعبون بتنفيذها كما هي، وبمجرد أن ينتهي الوقت يذهب الجميع إلى منازلهم دون أن يكون هناك مَن يقيم جودة العمل أثناء النشاط البدني وقت التدريبات.


إن بعض الأندية تحضر مدربين عالميين لهم تاريخٌ مشرفٌ وإنجازاتٌ كبيرةٌ، حتى يكون هو صاحب القرار الأول والأخير دون أن يكون هناك مراحل تقييم لعمل هذا المدرب من البداية حتى النهاية، ومن المفترض حين قدوم أي مدربٍ عالميٍّ يترك له فترة زمنية لتقييم العمل الفني في النادي، ثم يُطلب منه تقريرٌ مفصلٌ لما شاهده، ثم يبدأ العمل مع متابعةٍ إداريةٍ وفنيةٍ، وهنا تتضح حاجة الأندية للمدربين الوطنيين، ويفضل المبتدئون في هذا المجال بعد أن يحصلوا على شهاداتٍ في تدريب كرة القدم، تكون من الفئة المتقدمة في هذا المجال، عندها سيلمس الجميع حالة التغيير التي تحدث على المدرب والفريق، فحين تصل بعض الأفكار الجيدة من خلال المدرب الوطني (المساعد) إلى المدير الفني، وكذلك الملاحظات، فبالتأكيد العمل سيكون أكثر فائدة، وسيشعر الجمهور أن الفريق يتحسن، فكثير من الأوضاع الفنية مرتبطة بوجود مدربٍ مساعدٍ، حين يخسره الفريق يتضح حجم أهميته من خلال تدني النتائج الفنية أو من خلال انخفاض المستوى الفني للفريق.

في النصر مدربٌ عالميٌّ، لكن لا يجد من يناقشه بعد كل مباراة، خصوصًا المباريات التي تكون فيها الأخطاء واضحة، وهو متيقنٌ أن كل مَن حوله من الطاقم الإداري ليس لديهم دراية بالفكر الحديث لكرة القدم، وهم لا يملكون الخبرة الكافية لأن يقدموا له الملاحظات التي يرونها ويراها الجمهور، والتي من وجهة نظرهم تحتاج تعديلًا.

ودمتم بخير،،،


رابط المقال :
https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2045686

السبت، 17 أكتوبر 2020

فيتوريا والعمل العذب

 

 

 

 في المستقبل سيصبح التريُّث مهمًّا من قبل إدارات الأندية في قرار إقالة المدربين، وهذا التفكير يتطلب عناصر مهمة حتى يصبح لهذا التريث مبرر ومعنى، من ضمنها الاختيار الجيد المبني على أسسٍ صحيحةٍ، تتعلق بأهداف فريق كرة القدم المشارك في دوري المحترفين، وأيضًا بكل تفاصيل كرة القدم في النادي بمختلف فئاته، هذه الجزئية مرتبطة بقرار الحوكمة الذي تطبقه وزارة الرياضة في ضبط المصروفات، وعدم تحميل الأندية ما لا طاقة لها به من أعباءٍ مالية، والتي كانت سببًا مباشرًا في فترة سابقة لأن تصبح أنديتنا وبشكلٍ متكررٍ في أروقة المحكمة الدولية وترقب العقوبات في كل موسم، وحين تقرر الجهة المنظمة والمشرّعة لمشروع كرة القدم في السعودية ضبط هذا الجانب من عمل الأندية، فهي تسعى بكل السبل لإعادة الأندية إلى حالة التوازن؛ حتى تصبح قادرةً على دعم نفسها وتحقيق أرباحٍ ماليةٍ مناسبة، هذا المشروع الرياضي كان من المفترض أن يصبح مشروعًا رياضيًّا استثماريًّا في سنواتٍ مضت لولا بعض الظروف التي كانت عائقًا أمام تقدم هذا المشروع، ولعل أهمها الحالة الاستثمارية والاقتصادية لكل الأندية السعودية، وعزوف رجال الأعمال والشركات عن الانضمام للرياضة ودعمها بغرض الفائدة، فالعوائد المالية في السابق لم تكن مجزيةً حتى تعطي الشركات فرصة المنافسة على الدخول في الاستثمار الرياضي بهدف تحقيق أرباحٍ مناسبة.



اليوم الوضع اختلف قليلًا، مع إيماننا التام بأن الخطوات المبدئية في هذا الطريق بدأت وبشكلٍ واضحٍ من خلال وضع بعض التنظيمات الإدارية، والمساهمة في الحثّ على ضرورة الاستقرار الإداري للأندية، مع وضع خططٍ واضحةٍ بالاتفاق مع وزارة الرياضة في عملية التنظيم المطلوبة، وستتحمل الدولة جزءًا كبيرًا من نفقات الأندية في الوقت الحاضر، وهذا أمرٌ مهمٌّ إلى أن تستطيع الأندية الاعتماد على ذاتها، وتصبح قادرةً على السير في استثماراتها وتحقيق الأرباح المناسبة، مثل كثيرٍ من الأندية الأوروبية وغيرها.



إن الحديث المستمر عند الجمهور الرياضي حين يخسر أيّ فريقٍ ينصبُّ حول تغيير المدرب، يدعمهم في ذلك بعض الأعضاء الذهبيين وخصوصًا الداعمين منهم، وهذا في حدِّ ذاته تأثيره النفسي غير جيدٍ على الفريق والجهاز الفني والإداري في النادي، ولا يمكن لهم أن يتجاهلوا هذه المطالب حتى لو كانت من فئةٍ محدودةٍ، تنتمي للنادي كما يحدث الآن مع مدرب النصر "فيتوريا"، الذي يحظى بدعمٍ كبيرٍ من النسبة الأكبر من جمهور النصر وأعضائه الذهبيين، ومع ذلك لا يمكن تجاهل رأي مَن يطالب بإقالته، وسيظلون يرددون نفس الكلام مع كل إخفاق يحدث للنصر.

لقد أعجبني كثيرًا حديث "فيتوريا" حول هذه الجزئية حين قال: "أنا مدربٌ محترفٌ، وأعرف أني في نادٍ جماهيره كبيرة، لكن يجب أن أتقبل كلّ الآراء، وأن أتعايش معها دون أن يكون لها تأثير على عملي". إن مدرب النصر "فيتوريا" عندما يتحدث فهو يقدم أسلوبًا جديدًا يعطي انطباعًا إيجابيًّا بأن هذا المدرب مكسبٌ كبيرٌ للنصر بشرط أن يأخذ وقته لينقل كل خبراته الفنية والمعنوية للفريق، ومن المناسب جدًّا أن يركز معه الجميع، ويستفيدوا قدر الإمكان من كل ما يقدمه.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2044831

السبت، 10 أكتوبر 2020

أردوغان... فساد المنهج والخطاب

 

 

 

 إن حالة التراجع الملحوظ في الخطاب التركي الذي يتزعمه أردوغان أصبحت أكثر وضوحًا من السابق، فالعمل السياسي السيئ الذي يقدمه للعالم أصبح مفضوحًا لدرجة الاشمئزاز، فلم تكن السياسة في يوم من الأيام بهذا الانحطاط العدائي البائس، فالرئيس التركي أصبح يتزعم الخطابات العدائية، ويبحث عن نشر الشر في كل مكان، فجرائمه الإرهابية لم تتوقف عند بعض الأحداث التي تتسم بالغدر والخسة والخيانة، بل أصبحت واضحة للعالم من خلال بعض المواقف السيئة التي تصدر عنه، هذا الرئيس الهمجي العدائي أصبح يصدر الكراهية في كل مكان ويحلم أحلام الشياطين، وهذا أمر أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على كل من حوله، فقد سمح لنفسه بالتدخل في شؤون الغير، وهذا تصرف لا يمكن السكوت عنه، ويجب أن تقابله قرارات سياسية صارمة، فمن المنطق أن الأطماع حين يتم تجاهلها تتزايد، وفي النهاية سيكون مصيرها إلى مزبلة التاريخ. هل يدرك أردوغان أن هذه السياسة التي ينتهجها نهايتها وخيمة؟ هل يعلم أن التاريخ يتحدث دائمًا عن نهاية كل طاغية تجرد من إنسانيته وأصبح ككلب مسعور وجب التخلص منه؟.




إن أغلب السياسيين المهمين في كل دول العالم وخصوصًا الذين طالهم أذى أردوغان يعلمون جيدًا أن تركيا تسير مع هذا الطاغية إلى الانهيار، والمؤشرات اليوم أكثر وضوحًا من السابق، فالحالة الاقتصادية في تركيا أصبحت في أدنى مستوياتها وتذمر الشعب التركي لم يعد سرًّا كما في السابق، فحين يحدث الضرر للناس تعلوا أصواتهم ليبحثوا عن حلول تعيد لهم الاستقرار المعنوي والنفسي.



كل الذين يحاولون أن يجدوا لهذا الطاغية أردوغان مبررات لكل أفعاله أصبحوا الآن يشعرون بخيبة الأمل، ولم يعد أمامهم إلا تجنب الصدام معه، ولا أظن هذا الحال سيستمر طويلًا به في تركيا، فأكثر الدول الأوروبية تقف مع فرض العقوبات الاقتصادية على تركيا، وترفض كل ممارسات هذا الطاغية في الشرق الأوسط أو مع الدول المجاورة، ولن ينصلح حال هذا الطاغية وهو يضمر العداوة للدول العربية والإسلامية، ويحلم بتنفيذ مشروعه العثماني الإرهابي.

إن العالم كله اليوم يشاهد حالة الصدام التي يسلكها الدجال أردوغان، وهو يعلم جيدًا أن حالة الصبر التي يلمسها من كثير من الدول لن تطول، وحين تنفذ سيجد نفسه أمام نهاية بشعة لن تقل سوءًا عن نهاية كل طغاة العصر، وسيكتب التاريخ في تركيا أن هذه الدولة مرت في فترة من الفترات بحالة من الهمجية تزعمها دجال لا يعي معنى العمل السياسي، ولا يملك أبسط الأسس في إدارة شؤون الدولة؛ لذا لن يكون مستغربًا حين يسقط ويطرده العالم شر طردة، فنهاية هذا الطاغية أصبحت وشيكة، وهو في كل يوم يكتب سطرًا جديدًا في نهاية طاغية تجرد من كل مشاعر الإنسانية وطالت شروره دولاً ومجتمعاتٍ كثيرة، ولعل خطاباته العدائية التي يصدرها بين الفينة والأخرى، والتي لا تنمُّ عن وعي سياسي أو حكمة تعزز من حتمية هذه النهاية.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال /  https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2044109

الجمعة، 2 أكتوبر 2020

ابحثوا عنهم ولا تنسوهم..!

 

 

 

 في المملكة العربية السعودية رموزٌ كثيرةٌ في كل المجالات والقطاعات، بنوا هذا الوطن وساعدوا في تفوقه من البدايات حتى هذه اللحظة، لا أحد ينكر فضلهم، ولا يجب أن نتجاهلهم، الأحياء منهم والأموات، ولم تكن دولتنا في يومٍ من الأيام ضدَّ الوفاء، بل إنها داعمٌ حقيقيٌّ لهذا الجانب السلوكي في الحياة، ولا يمكن لأي مواطنٍ سعوديٍّ حقيقيٍّ أن يشكّك في وفاء الدولة ورجالاتها المخلصين، الذين سعوا جاهدين لتصبح السعودية في مقدمة مصاف دول العالم في كل المجالات، لكن مع التطور وتزايد المشاغل يحدث بعض النسيان، ويمكن أن يكون سببًا مباشرًا لأن تصبح الحالة بشكلها الظاهر مرتبطة بعدم الوفاء.



في الجانب الرياضي اهتمت وزارة الرياضة ومن قبلها هيئة الرياضة بالنجوم الكبار، الذين خدموا الرياضة السعودية، فقد عملت على دعمهم وتلبية احتياجاتهم، ولعل من أهم تلك الخطوات تأسيس جمعية قدماء اللاعبين التي يترأسها الأسطورة ماجد عبدالله، هذه الجمعية تقدم عملاً جيدًا وفق الإمكانيات المتاحة، وتسعى جاهدةً لتوفير كل الأشياء الحياتية التي يحتاجها اللاعب السابق، الذي لا يملكها لظروفه المعيشية الصعبة، وما زالت هذه الجمعية تتحرك في هذا الاتجاه كعملٍ إنسانيٍّ يعزز قيمة الوفاء في المجتمع السعودي.



لا يزاولني الشكّ في أن كل قطاعٍ أو مجالٍ لديهم مثل هذه الجمعية، ولو بشكلٍ مختلفٍ نسبيًّا، لكن من الممكن أن تكون حالة الاهتمام متفاوتةً من مكانٍ لآخر؛ لذا من المهم أن تعمل الدولة على تأسيس جمعيةٍ عامةٍ، يكون دورها متابعة كل الرموز في السعودية، ودراسة حالتهم وحالة ذويهم، فمَن مات بقيت خلفه أسرةٌ تحتاج الدعم والمتابعة، كأقل تقدير لكل جهوده التي بذلها في حياته لخدمة الوطن، هذا أمر أصبح مهمًّا، ويجب الالتفات إليه بوضع معايير معينةٍ تساعد على أن تكون أهدافها واضحةً مع تحديد الرموز الذين كانت لهم بصمةٌ في مسيرة الدولة، علمًا أن السعودية منذ تأسيسها تعمل في مجالات الخير المختلفة، وتقدم مساعداتٍ عامةً لكلِّ العالم، ولن تبخل على أبنائها الذين تميّزوا في عملهم، وكان لهم دورٌ بارزٌ في حياة المجتمع.

إن التفكير في هذا العمل الذي ينمُّ عن الوفاء والتقدير لكل الأجيال السابقة، الذين أثروا الوطن بإبداعاتهم بطريقةٍ مختلفةٍ عن السابق، بحيث يأخذ حيِّز اهتمام أكبر أصبح اليوم مطلبًا، من أهم أسسه هو حصر المبدعين السابقين، والبحث في تلمِّس احتياجاتهم واحتياجات أسرهم، هذه الصورة الجميلة متى ما اكتملت بالشكل المطلوب والمرضي ستكون عنوانًا صارخًا لمملكة الحب والإنسانية، وأنا على يقينٍ بأن السعودية دولة خيرٍ ووفاءٍ، ولولا ذلك لما كانت مملكة الإنسانية التي يشهد لها القاصي والداني.

ودمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2043325

السبت، 26 سبتمبر 2020

حديث الوطن.. فرح

 

 

 

 لا يمكن لأي كاتبٍ سعوديٍّ أن يشاهد هذه الاحتفالات الكبيرة بعيد الوطن ويومه المجيد، ولا يتحرك نبض قلمه نحو هذا الفرح الجميل، اليوم الوطني ليس يومًا عاديًّا عند الشعب السعودي، يأتي ويمضي دون أن يترك أثرًا في نفوس الناس، وخصوصًا الأجيال المتعاقبة التي من المفترض أن تحمل مسؤولية المحافظة على هذا الإرث العظيم، ومحاولة تعزيز كل الجوانب التي تضمن لنا استقرار هذا الوطن وتنميته.



حين يشعر المواطن السعودي بمعنى الوطن ويتحرك نحو الاحتفال بذكراه فهو يقدم لنا الصورة الطبيعية التي من الواجب أن نلمسها ونلاحظها، فالحب بمختلف أنواعه يحتاج لأن يتغذى وينمو حتى لا ينتهي ويذبل، فالعلاقة الوحيدة التي يجب أن تبقى صامدة هي علاقة الإنسان بوطنه، هذا الوطن الذي يعيش في كنفه الجميع.


لقد تعلمنا في الحياة، وخاصة من خلال الأحداث التي تدور من حولنا بأن الوطن يصنع الاستقرار، ويساعد الحياة على المضي نحو التقدم والإنتاجية، فلن تجد وطنًا يعيش ويلات الحروب والإرهاب والدمار والفساد يتقدم ويتطور حتى يضمن للشعب رغد الحياة وجمال الاستمتاع بكل تفاصيلها، فالبشر في كل مكان يشعرون بحالة الانتماء الوطني، ومَن يفقدها لا يمكن أن يجد حياةً طبيعيةً مستقرة، فالتشرد بين بلدان العالم بحثًا عن الأمن والاستقرار أمر مزعج، ويفقد الإنسان جزءًا مهمًّا من تكوينه النفسي المرتبط بحالة الهدوء والاطمئنان؛ لذا فإن الشعب السعودي وبفضل الله عليه خلال العقود التسعة الماضية كان يشعر بقيمة الوطن وبنعمة الاستقرار، وما يزال يدرك جيدًا أن الالتفاف حول القيادة سيمنع العابثين من الوصول لهذا الوطن، فالجميع -ولن أبالغ في هذا الأمر- على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل هذا الوطن، والمواقف التي سجلها التاريخ حين تحضر الأزمات شاهدةٌ على ذلك.

إن القيادة السعودية تقود اليوم مرحلةً جديدةً في عملية التنمية والإنجازات، تستهدف كل أرجاء الوطن وتسخّر جزءًا من مواردها المالية في هذا الجانب، وهذه الأشياء كانت تتطلّب في البداية دراسةً كافيةً لأن نخوض هذه الخطوة بشكلٍ جديٍّ يضمن لنا نتائج جيدة، فالحرب التي أعلنها سيدي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» على الفساد كانت من أهم الخطوات المنتظرة، التي تضمن لنا في المستقبل المحافظة على موارد الدولة وتوظيفها التوظيف السليم، ولست مبالغًا إن قلت: إن عهد الملك سلمان أصبح عنوانًا صارًخا للعمل والأمانة والصدق.

إن تجاوزنا لبعض أخطاء الماضي يعطينا انطباعا أن القادم أفضل، وأن الأزمات مهما بلغ حجمها بالتعاون سنتجاوزها ونصبح أقوى، ولعل أزمة كورونا الأخيرة وقبلها حرب اليمن والحرب على الإرهاب والفساد تؤكد هذه الحقيقة.

في السعودية -وبفضل الله- ثم بتحركات قيادتنا الرشيدة نعيش حياةً قد تكون هي الأفضل على مستوى العالم، وما زلنا ننشد الأفضل، وسنعمل كثيرًا ونضحي حتى نصل إلى المراحل التي تليق بوطنٍ عظيمٍ مثل المملكة العربية السعودية.


وقفة:

لو تأمرين الرمل عنك نلمه

ولو تعطشين الدم لك منا مسكوب

دمتم بخير،،،

السبت، 19 سبتمبر 2020

نقّاد الرياضة بلا نقد !

 

 

 تحدث في الرياضة السعودية متغيرات كثيرة تتواكب مع العالم، وتحاول أن تجاري بعض التجارب حتى نتحرك نحو مستقبل أفضل، هذا بالفعل ما نشاهده في السنوات الأخيرة، وإحقاقًا للحق نحن نشعر في السعودية بحالة تحسن مدروسة في كل تفاصيل الشأن الرياضي على كافة الأصعدة، فالدولة -رعاها الله- تسعى جاهدةً لتطوير القطاع الرياضي لما تلمسه من أهمية كبيرة له، فالشريحة الأكبر في المجتمع من فئة الشباب، واستثمار هذه الفئة في المجال الرياضي يعود على الدولة -بشكل عام- بفوائد كبيرة.

هذا الأمر تحديدًا يحظى بمتابعة كبيرة من الدولة في كل تفاصيله، ولأن الأمر مهمٌّ فإن كل عمل يحتاج إلى تقويم، وهذا الأمر لن يحدث إلا بتفعيل سبل النقد، وإعطاء مساحة كافية من الحرية لتقديم نقد هادف وموضوعي يخدم توجهات الدولة، فالأخطاء في العمل واردة، ولن نجد عملًا يخلو من الأخطاء، لكن هذه الأخطاء حتى تُكتشف وتتم معالجتها، فإننا بحاجة إلى بصيرة الناقد التي تفتح أمام المسؤول بعض الجوانب التي من المهم مراجعتها ووضع الدراسات الكافية لها، فمهمة النقد في السعودية ناجحة إلى حدٍّ ما، ويوجد في الساحة الإعلامية مَن يملكون تلك القدرات التي تعين المسؤول على تجاوز كل الصعاب.



كنّا نشكو في السابق من قلة الدعم الحكومي، وكانت تتوقف حينها عملية النقد عند شحّ الموارد المالية، أما اليوم فالوضع مختلف، والتوجهات مختلفة، والأفكار أيضًا مختلفة مدعومة بدعم مالي غير مسبوق؛ وهذا ما يجعل أسلوب النقد يختلف عن السابق.

لدينا نقّاد منذ سنوات طويلة، حصلوا على فرص كثيرة للظهور الإعلامي، وتقديم أفكارهم من خلال الصحف أو الظهور عبر القنوات الفضائية، ولأن لكل وقت أدواته الخاصة، وطالما هناك حالة تغيير منتظرة وفق خطط واضحة واستراتيجيات تعتمد في المقام الأول على إحداث نقلة نوعية، تكون نتائجها في المستقبل واضحة وملموسة في هذا الإطار، فإن العمل المراد تنفيذه يحتاج إلى نقّاد مختلفين يملكون ذات الرؤية والتوجهات، وهذا الأمر لا أجده متوفرًا في النقّاد السابقين، ولن تكون فكرة الاستفادة منهم مجديةً لحالة التطور التي تعيشها الرياضة السعودية؛ لذا من المهم أن يحدث التغيير في هذا الجانب، فنجاح أي وسيلة إعلامية في الفترات القادمة ليس بالضرورة أن يرتبط بالأسماء التي تحظى بمتابعة جماهيرية، فالمحتوى يفرض نفسه، ومع الوقت سنشاهد أسماءً جديدةً على مستوى النقّاد.

إن بعض الأفكار تتعطل بسبب قصر فهم بعض النقّاد، الذين يثيرون حولها بعض المعوقات؛ مما يجعلها تتأخر في التنفيذ أو حتى تلغى رغم قناعة المسؤول بنجاحها ونتائجها، التي قد تكون سببًا في إضافة نقلة مميزة نحو مستقبل رياضي أفضل، وكثير من المشاريع الرياضية بمختلف أنواعها توقفت بسبب بعض وجهات النظر التي لم تكن موفقة.

إن مستقبل الرياضة السعودية يعتمد -بعد الله- على فئة الشباب في المجتمع من خلال أفكارهم ومجهوداتهم؛ لذا من المهم أن يشارك في عملية النقد شبابٌ في ذات المستوى، إذ لا يمكن لناقدٍ تجاوز الستين أو السبعين من عمره أن يجاري هذه المرحلة، يبقى رأيهم محل تقدير، لكن كل شيءٍ يجب أن يتغير حتى نسير في طريق متوازٍ مع مرحلة التغيير المنشودة.

دمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2041493


السبت، 12 سبتمبر 2020

تطابق الحالات يفرض تطابق القرارات !

 

 

 


 

إن العمل الإعلامي -بشكلٍ عامٍّ- وبمختلف تفاصيله ليس بالضرورة أن يقترن نجاحه بالإثارة، هي جزءٌ من النجاح، ولكن ليست كلَّ النجاح، فالعمل الإعلامي الحقيقي مرتبط من وجهة نظري بنوع الطرح، وأهميته للمجتمع والناس، فالإعلام قد يناقش قضيةً مهمة، ويدخل في دهاليزها وينشر كل التفاصيل التي تساعد هذه القضية على وضع الحلول المناسبة، حتى لو أنها تخصُّ فئةً معينةً من المجتمع، لكنها في النهاية تساهم في عملية المعالجة المنتظرة.

في «الإعلام الرياضي» تطرح مشاكل خاصة وعامة، تتكرر تقريبًا كلَّ موسم، وفي كلِّ موسمٍ نناقشها، وتكون حديث المجتمع الرياضي، سواء مشاكل تتكرر في بداية الموسم أو في منتصفه أو في آخره، ولكلّ فترةٍ مشاكلها المتكررة، تأتي وتمضي وتتكرر، ونتحدث عنها، لكن لا حلول واضحة، هو أمرٌ مزعجٌ فعلًا، لكن الأمل ما زال قائمًا لتفاديها.

في برنامج كورة طرح «تركي العجمة» سؤالًا مهمًّا يخصُّ نادي النصر والمحترف الكوري الجديد، وفي تصوري هذا السؤال يدلّ على وعي إعلاميٍّ كبيرٍ بعيدٍ عن فكرة التصعيد أو الترصد، فالأمر كان مشابهًا لقضيةٍ سابقةٍ أثارت الوسط الرياضي، وما زالت مصدر شدٍّ وجذبٍ، فاللاعب البرازيلي «مايكون» حُرم من المشاركة في دربي العاصمة في مباراةٍ تشكل مفترق طرقٍ نحو تحديد بطل الدوري، كان العذر وقتها أن «البرتوكول» المتبع في جائحة «كورونا» يفرض الحجر الصحي لأي شخص ٍقادمٍ من خارج المملكة، وهذا أمرٌ متفقٌ عليه ولا ضير فيه، رغم أن اللاعب وقتها أجرى فحص «كورونا» وكانت النتائج سلبية، إلا أن النظام في مثل تلك الحالات يفرض الحجر الصحي، وبعيدًا عن المكالمة الواردة للمسؤول في نادي النصر التي تمنع «مايكون» من المشاركة في المباراة، ما يعيد إثارة هذه القضية هو التباين في القرارات، فالمدافع الكوري الجديد حضر قبل يومين وشارك في تدريبات النصر، ولم يطبّق في حقّه «البرتوكول» الصحي المتبع مع جائحة «كورونا»، ليصبح السؤال في هذه الحالة جديرًا بالطرح والنقاش، ليست قضيةً بهدف الإثارة أو الترصد ضدّ مسؤولين في جهةٍ معينة، فالواقعتان متشابهتان، وكل الاختلاف بينهما يكمن في أهمية الحدث، بمعنى مشاركة «مايكون» في مباراة الديربي كانت مهمة، لكن الكوري الجديد مجرد تدريبات وليس له مشاركة، ومن حقّ أيّ رياضيٍّ مهما كان ميوله أن يسأل هذا السؤال بطريقته، مهما كان يحمل في طيّاته من شكوك واستنتاجات تمسُّ عدالة المنافسة!

فالأحداث الرياضية في مجملها تتشابه كثيرًا في ما بينها، والأنظمة واضحةٌ وصريحة، لكن المزعج فعلًا حين تتلون تلك الأنظمة حسب المصالح الخاصة. لا يمكن أن نتهم أحدًا بعينه، لكن في نفس الوقت نحن نقارن الأحداث ببعضها بعضاً، ونصفها بالمتشابهة حين تذهب تفاصيلها لنفس التفاصيل السابقة، لكن القرارات النظامية في الحالة نفسها مختلفة، وهنا نتوقف بحكم طبيعتنا البشرية لنسأل: لماذا، وكيف، وَمن المستفيد؟ ولا يحقّ لأحدٍ حجب تلك الأسئلة، ما قد يُحجب هي الأجوبة فقط.

*نقلا عن "عكاظ"

 https://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/views/2020/09/11/%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-

الجمعة، 4 سبتمبر 2020

لن تقف الحياة عند كورونا

 

 

 

 

 الحياة البشرية مليئة بالتجارب الناجحة والفاشلة، ولا يمكن لأي إنسانٍ أن يحكم على تجربة قبل أن تأخذ فرصتها في الحياة، ومن ثم نطلق الحكم ومدى تأثير هذه التجربة في الحياة بشكل عام.


اليوم يمرّ العالم بمتغيرات كثيرة فرضتها عوامل متعددة، والتعايش مع تلك المتغيرات يتطلب توفير ظروف معينة تضمن ولو جزءًا متقدمًا من النجاح حتى تسير الحياة في إطارها الطبيعي.

ولا يستطيع أي إنسان مهما بلغ من الذكاء والقدرة على تنفيذ فكرة ما أن يضمن نجاح تلك الفكرة في المستقبل، فالأمر مرتبط بظروف تتغير من وقت لآخر، وأعني هنا بعض الأفكار المرتبطة بفترة زمنية متوسطة أو طويلة المدى، فلم يكن أحد يتخيل أن يتعرض العالم بأسره لهذه الجائحة الكبيرة، التي كانت سببًا مباشرًا في استبدال بعض الأمور الطبيعية، التي تحدث في كل العالم لخطط طارئة لتفادي الأضرار المرتبطة بتلك الجائحة.

إن العملية التعليمية من أهم القطاعات التي تضررت من هذه الجائحة، وكل السبل المتبعة للتقليل من هذا الضرر تبقى مناسبة حتى يوجد الأفضل في المستقبل، أو تمرّ في مراحل تحسين حتى تتوافق مع كل ظروف التعليم، فالتقنية هي الحل الأمثل لمواجهة هذه الجائحة، وهي الطريق السليم للتخفيف من أضرار الجائحة مهما صاحبها من أخطاء، خصوصًا ونحن نخوض هذه التجربة للمرة الأولى ربما في السعودية، وقد تكون سببًا في أن تصبح حلًّا بديلًّا لأي ظرف يحدث في المستقبل بعد جائحة كورونا.

والمتذمرون مـمّا يحدث في بداية هذه التجربة من أخطاء لا يمكن أن يروا النجاح مهما لمسوا وجوده، سيظلون ساخطين غير مبالين ولا مقدرين لكل الأشياء المقدمة لخدمة المسيرة التعليمية لأبناء هذا الوطن، ولا تفهم ماذا يريدون بالضبط؟

إن قرار التعايش مع هذه الجائحة يفتح المجال للحلول البديلة في كل جوانب الحياة، وحتى نعيش الحياة كما يجب وبكل متغيراتها يجب أن تكون لدينا قناعة داخلية، أن ما يحدث هو خارج عن إرادة البشر، وهي الفرصة الصحيحة لكي يحدث البشر تحولًا تدريجيًّا في سير الحياة بتوفير الحلول البديلة، والركون للظروف والتوقف عندها حتى تنتهي مهما استغرقت من وقت أمر مخجل وفشل واضح، لكن البحث عن الحلول البديلة وتوفيرها والعمل على تطويرها لتصبح خيارًا مناسبًا لمواجهة أي ظرف قد يحدث في المستقبل هو القرار المناسب.

ومَن يريد أن يبقى ساكنًا دون أن يعمل أي عمل ليس من حقه أن يتفرغ لوضع العراقيل وإحباط الهمم، لمن قرر أن يبحث عن تجارب تعيد الحياة لطبيعتها رغم تنوع المجالات وطبيعة كل مجال.

في السعودية ما زالت وزارة الصحة تعيش حالة التفوق منذ أن بدأت جائحة كورونا، ووزارة التعليم تحذو حذوها، وخلال شهر واحد جهزت كل الحلول البديلة لكي يعود الأبناء لمتابعة مسيرتهم التعليمية، وما زلنا في طور التجربة الخاصة لتفادي هذه الجائحة، والمطلوب هو الصبر حتى تكتمل كل الحلول وتؤتي ثمارها.

دمتم بخير،،،

 

رابط المقال :

 https://www.okaz.com.sa/articles/authors/2039788

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...