بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يونيو 2013

رسالة (الزلزال) لإدارة الشباب ..!

من الطبيعي جداً في عالم كرة القدم أن يكون المدير الفني هو الشخص المسؤول الأول عن الفريق فنياً، وقد يتدخل أحياناً وحسب شخصيته في بعض الجوانب الإدارية بهدف تنظيم بعض البرامج التي تساعده فنياً، نستطيع تصنيف هذا الأمر على أنه عمل احترافي يساعد على تنظيم الفريق فنياً وإدارياً متى ما كان منطقياً ويقبله العقل. أحياناً يحضر للأندية السعودية مدربون ضررهم أكثر من نفعهم، بسبب بعض القرارات التعسفية التي تكون سبباً مباشراً في قتل بعض المواهب لدينا دون أن يجد هؤلاء المدربون من يناقشهم ويحمي نجومنا من بعض التوجهات التي لا تخدم مسيرتهم الفنية في ملاعبنا. والأمثلة في هذا السياق كثيرة ولعل من أبرزها قضية نجم نادي الشباب ناصر الشمراني (الزلزال) -هداف الدوري لأربع مواسم - مع مدرب الفريق الشبابي البلجيكي (برودوم) وما صاحبها من شد وجذب طول الأيام الماضية، وفي نهاية المطاف وحسب الأنباء المتواترة من الناديين هو في طريقه للهلال. بعد الهدوء والتفكير نستطيع تحليل ما حدث حتى نعرف من الجاني ومن المجني عليه في هذه الأزمة..! في البداية يجب أن نتفق على أن ما فعله ناصر الشمراني في المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين غير مقبول، ولا يليق أن يصدر من لاعب محترف ودولي له مكانته كنجم من أهم نجوم الكرة السعودية. يقول نيوتن في أحد قوانينه الفيزيائية ويمكن تطبيقه على المعاملات البشرية (لكل فعل ردة فعل)، وردة الفعل التي صدرت من (الزلزال) في تصوري لها ما يبررها، فعندما يجد اللاعب في نفسه الثقة والمقدرة على صنع شيء للفريق ويريد أن يقدمه بكل حماس ورغبة ولا يجد من يساعده على هذا الأمر من الطبيعي أن تكون ردة فعله مفاجئة لكل المتابعين، لو أن ناصر الشمراني في تلك المباراة لم يقدم شيئاً خلال فترة نزوله الملعب لربما لم يجد من يتعاطف معه ويبرر له ما فعل، لكن الرجل نزل في الجزء الأخير من المباراة وأحرز هدفين، ليثبت للجميع أن خسارة كأس الملك بالنسبة للشبابيين يتحملها (برودوم) وحده؛ لأنه لم يختر التشكيل المناسب، ولو قدر للشباب مشاركة الشمراني منذ البداية -في تصوري- كان الشباب سيقدم مباراة أفضل مما قدمه حتى لو خسر. بعد ما شاهدت من الشمراني في الملعب كنت أعتقد أن (برودوم) أول المدربين المغادرين في هذا الصيف..! ولا أخفي عليكم كان قرار بقائه بالنسبة لي مفاجأة. (الزلزال) أثبت لإدارة الشباب بالأدلة والبراهين أن مدرب الفريق لا يستطيع قراءة المنافسين، وفي كثير من المرات لا يوفق في اختيار التشكيل المناسب، ناهيك عن بعض التصرفات التي تصدر منه أثناء سير المباريات، وعصبيته غير المبررة، وتوتره الذي ينعكس بشكل مباشر على أداء اللاعبين. (برودوم) من المدربين الذين يهتمون باكتشاف المواهب الشابة ، لكن في الجانب المقابل لا يهتم بالنجوم، ولا يراعي نجوميتهم، وهذا أمر سلبي لا يخدم الفريق. لست متحاملاً على (برودوم)، كل ما في الأمر أنني أطرح نقاطاً وحقائق جديرة بالنقاش، قد يكون (برودوم) في حصص التدريب مدرباً بارعاً ويجيد التنظيم، ويركز على النظام، ويتعامل مع كل العاملين معه في النادي باحترافية وحزم، إلا أنه يفشل في تقديم النتائج الإيجابية لفريق بحجم الشباب الذي يملك ترسانة من النجوم ولديهم القدرة على التجانس؛ ما يجعل الفريق الشبابي صاحب أعلى رصيد من البطولات خلال الموسم الواحد. طرحت موضوع (الزلزال) حتى أوضح أن هناك نجوماً قد نخسرهم بسبب تصرفات بعض المدربين، والتاريخ يحفظ في هذا الجانب أسماء كثيرة كانت من أهم نجوم الكرة السعودية بقرار مدرب ولأسباب شخصية لم يتم احتواؤها ومناقشة المدربين فيها كُتبت نهايتهم، وفي المحصلة الضرر لا يقع على الأندية فقط بل على الكرة السعودية. في كرة القدم من الصعب أن تخسر نجماً يصنع لك الفرق داخل الملعب بسبب قرار متزمت من مدرب قد يرحل في أي لحظة، ومن يفرط في نجومه لا يعي معنى المصلحة العامة، قد تجد مدرباً أفضل ويقدم لك نتائج أفضل وهو أمر سهل، لكن من الصعب أن تعوض نجماً كان تأثيره واضحاً في الفريق وتجده في الموعد مع كل مشاركة له. من الضروري جداً مناقشة أي مدرب في قراراته، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول تلك القرارات دون توضيح وجهة النظر المرتبطة بأسباب فنية واضحة تصادق عليها الهيئة الإدارية للفريق؛ لأن ترك الأمر برمته لمدرب الفريق دون نقاش واقتناع بما يطرح فيه ضرر كبير. (الزلزال) وجّه الرسالة بطريقته، ويبدو أن إدارة الشباب لم تستوعب الرسالة جيداً، وأتمنى أن لا تأتي إقالة (برودوم) بعد خراب مالطا و الخروج من كأس آسيا. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

امنحوهم الاهتمام..!

بعد أن أمضيت وقتاً ليس بالقصير أبحث عن فكرة معينة يحكمها شرط أساسي يتمثل في الأسبقية في الطرح أو على أقل تقدير لم تُعطَ الاهتمام اللازم من قبل الإعلام، وإذا بنغمة الهاتف النقّال تقطع كل محركات البحث داخل رأسي، نظرت لشاشته وإذا بالصديق العزيز أحمد الفهيد المسؤول عن موقع العربية نت، بعد مقدمات الترحيب والتحية كان يتحدث عن موضوع المواهب والموهوبين ويحتاج لبعض التفاصيل في هذا الجانب، لم يكن هذا حديثي الأول معه بخصوص هذا الأمر، فقد سبق أن خضنا في ذات الموضوع، المهم كان حديث الزميل أحمد عن فرصة الاستفادة من بعض الموهوبين في المملكة العربية السعودية رياضياً، وكان يبحث من خلال حديثه عن جوانب مهمة ذات بعد جوهري يمكن من خلالها تقديم عمل أو فكرة تجعل من فرصة الاستفادة من بعض المواهب أكثر واقعية وتقدم نتائج ملموسة بشكل واضح في كل المشاركات الرياضية في مختلف الألعاب. قلت له: مهما كانت الإمكانيات محدودة فنحن نستطيع أن نتحرك وفق المتوافر ونحقق إنجازات بالشكل المناسب لنا ولرياضة الوطن. لم أقصد من هذا الكلام أن أتفرع في هذا الجانب أو أنقل الحديث إلى موضوع آخر له علاقة مباشرة لما كان يتحدث عنه، فالبنية التحتية لقطاع مهم وحيوي لها دور كبير في صنع الإنجازات وتقديم الموهوبين رياضياً والاستفادة من تلك الموهبة بعد توظيفها التوظيف المناسب الذي يتناسب مع قيمتها وقدرتها على إحداث الفرق في المشاركات الرياضية المختلفة. كنت أعني أن هذا الأمر مرتبط بأشياء كثيرة وهي ضرورية لإنجاح أمر مهم كهذا ودون توافرها قد لا نصل لما نصبو له، قلت وجهة نظري وفق ما أجده مناسباً ويتناسب مع طبيعة الوضع العام لدولة بحجم المملكة العربية السعودية. من حسن الحظ أنني أملك بعض الشواهد التي تجعلني أنطلق في الحديث عن هذا الجانب بشكل واسع ويفرض علي ربط بعض الأحداث ببعضها وجميعها تصب في قالب واحد؛ لأني ضد فصل قطاع التربية والتعليم عن رعاية الشباب، ومن وجهة نظري أن وزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب لهم نفس التوجه ونفس الأهداف. في السابق كانت وزارة التربية والتعليم تهتم بشكل واضح وملموس بالمشاركات الرياضية في كافة الألعاب الرياضية، وتعمل على تنظيم مختلف المسابقات الرياضية لخلق منافسات قوية، وقد شهدتها في أكثر من مناسبة، وكان لي فرصة المشاركة في التنظيم، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت المشاركات محدودة جداً ونطاق المشاركات لا يتجاوز مستوى المحافظات، ولا نعلم ما السر في ذلك؟ إن كان الأمر له علاقة بالميزانيات الخاصة بالوزارة فهذا أمر قد يدعو لكثير من الغرابة!! فالدولة -حفظها الله- تخصص الجزء الأكبر من ميزانيتها السنوية لوزارة التربية والتعليم وفي هذا تساؤل متى ما كانت المعوقات في زيادة فرص المشاركات الرياضية على مستوى إدارات التعليم! أما لو كانت الأسباب بعيدة عن هذا الأمر فنحن في حاجة ماسة لمعرفة تلك الأسباب خصوصاً عندما نؤمن أن نقطة البداية الحقيقية تكون من المدارس. في هذا السياق يمكن لوزارة التربية والتعليم الاستعانة برعاية الشباب في تنظيم المسابقات المدرسية حتى على مستوى التعليم العالي، وتكون فرص التنظيم معنية بجهة تنظيمية واحدة مع تسخير كل الإمكانيات المتوافرة في وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي من منشآت وغيره من المتطلبات، هذا التصور قد يعيد للهيئة الرياضية المشتركة بين الجهات المعنية القوة وتكون النتائج واضحة تستفيد منها الأندية، مع تحرك الاتحادات في فرض إعادة الألعاب المختلفة في الأندية، من خلال المسابقات الرياضية على مستوى المدارس والجامعات ستظهر مواهب تحتاج إلى صقل وهنا يظهر دور الأندية. في أي عمل -مهما كان حجمه وقوته- تكون البداية الصحيحة هي أساس النجاح، وفي رياضتنا يجب أن تكون البداية الصحيحة من المدارس وزيادة فرص المنافسات الرياضية على كافة المستويات، وتكون جوانب التعاون بين الوزارة ورعاية الشباب ممثله في الاتحادات والأندية أكثر جدية. بعيداً عن الإنجازات وصقل المواهب والتركيز على تقديم جيل يصنع التميز لهذا الوطن الغالي نحن أمام حقيقة مهمة تحتاج من الجميع إلى العمل حتى لا تكون الخسائر أكبر وأجسم من فرص تحقيق منجز، نحن أمام طاقات شبابية يجب احتواؤها إن لم توظف التوظيف السليم الذي يضمن الفائدة منها سنعاني في جوانب أخرى؛ لهذا من الضروري جداً التركيز على هذا الجانب، وإيصال هذا الإحساس لكل أفراد المجتمع، ففرص إشغال وقت الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة له الدور الأبرز في إبراز مواهبهم والعمل على البحث عن جوانب التفوق في شخصياتهم، الرياضة تحقق هذا الغرض وتساهم بشكل أو بآخر في اكتساب الثقة للنشء وتزيد من فرص التفوق. لا أعتقد أننا لا نستطيع التخطيط لهذا الأمر أو حتى إيجاد الأفكار المناسبة التي تساهم في تأسيس النشء، كل ما نحتاجه حتى ننجح في هذا الجانب توفير كل متطلبات الشباب من منشآت وزيادة فرص المنافسات الرياضية على كافة المستويات وفي كل الألعاب، مع تكثيف جوانب التنظيم والاهتمام حتى يجد الشباب مساحة رحبه للإبداع. دمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

سعد (الذابح) والقرار الصعب .. !

بعض الأشياء في حياتنا قد نفعلها مجبورين أو كردة فعل غير مدروسة، وتكون النتائج مخيبة للآمال، ولا يمكن أن يرضى عنها المعنيّ بهذا الفعل مهما بلغت درجة حماسه في إثبات وجوده، وإنجاح الخطوة التي أقدم عليها، وهذا الأمر يمكن تسميته تسرعاً أو ضعف تقدير بعيداً عن التفكير والدراسة. ما يحدث لبعض اللاعبين في أنديتنا -خصوصاً من لديهم شعبية كبيرة- يجسد معنى القرار غير الجيد، والذي ترتب عليه إلغاء تاريخ كبير ومهم في مسيرته الرياضية، لأنها مجازفة لم تكن مدروسة جيداً، فاللاعب تاريخ، وقيمة صنعها مستواه الفني المبني على نتائج تحققت مع مرور الزمن وأصبحت ذكرى جميلة يفخر بها مع تقادم الأيام، وهي الرصيد الحقيقي له بعد أن يقرر التوقف عن الركض. بعض القرارات في هذا الأمر تحديداً يكون لها صدى واسع خصوصاً عندما تجد من يتنكر لهذا التاريخ الكبير، ويذكر على سبيل المثال ندمه على تلك الفترة التي قضاها في ذلك النادي دون الالتفات لمواقف أناس ساهموا معه في إنجاحه وكان لهم دور واضح في ازدياد شعبيته على مدار تلك السنوات، هنا يصعب على الجميع - الجمهور أو بعض الأشخاص الذين ساهموا في صناعة هذا النجم ودعمه بمنحه الفرصة حتى يصبح ذا شأن يفخر بذاته ويشاهد مكانته لدى الجميع- قبول هذا الفعل من نجم كان اسمه يُردد في مدرجاتهم. حديثي هنا ليس ببعيد عن سعد الحارثي النجم النصراوي الكبير ( سابقاً) والهلالي (حالياً) الذي قل توهجه واختفى في كثير من المرات عن الأنظار. سعد الحارثي اتخذ قراراً متسرعاً ودون دراسة عندما قرر الانتقال من النصر والذهاب للمنافس التقليدي الهلال، فكرة الانتقال في زمن الاحتراف ليست مشكلة أو مرفوضة، لكن بعيداً عن المصالح في تصوري لا يمكن قبولها من نجم جماهيري صنع لنفسه اسماً في ناديه، قد يكون هذا التصور مبنياً على عاطفة، وهذا ليس عيباً، فالإنسان هو عبارة عن مجموعة عواطف وأحاسيس. انتقال سعد الحارثي من ناديه ليس قضية في حد ذاتها، الإشكالية في الاختيار! إذ ليس من المقبول لدى الجمهور الرياضي انتقال نجم ترك إرثاً جيداً للمنافس التقليدي لفريقه، كان من الضروري أن يتأنى سعد في الاختيار وتكون فرص الانتقال بعيدة عن المنافس؛ حتى يبتعد عن الضغوط الجماهيرية من الطرفين. رئيس نادي النصر قالها بكل صراحة وبشكل مباشر "لا مكان لسعد الحارثي في النصر متى ما انتهى ارتباطه بالهلال"، بهذا يكون سعد الحارثي -بالاختيار غير الجيد- كتب نهاية مسيرته الرياضية، أو التنازل وقبول أي عرض محلي من أندية المؤخرة، لا يمكن في هذه الجزئية أن نلوم نادي النصر ونصفه بالجحود مثلاً لأنه فرط في نجم له وضعه، وفي نفس الوقت من الصعب أن ينكر جمهور النصر وقفات سعد مع ناديه في تلك الفترة الصعبة التي كان يقاتل فيها سعد وحيداً داخل الملعب من أجل النصر، جزئيات في تاريخ سعد مع النصر يصعب تجاوزها أو تهميشها لم يحسن سعد المحافظة عليها بسبب قرار منذ البداية كانت المؤشرات تدل على أن فرصة النجاح ضئيلة؛ لعوامل كثيرة تخص الهلال وسعد في نفس الوقت، فالهلال كان يملك مهاجمين أكثر جهازية من سعد، وفي نفس الوقت سعد أيضاً لم يكن في كامل تعافيه الفني، من خلال هذي المعطيات كانت الصورة أكثر وضوحاً للمتابع الرياضي أكثر من سعد نفسه. قد يقول قائل: هذا أمر مضى وانقضى، ما الفائدة من ذكره الآن؟ الفائدة تكمن في الاستفادة من بعض التجارب المشابهة لوضع كهذا، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً وعدم تجاوزها أو اختزالها في إطار تجربة لم يحالفها التوفيق، فسعد نجم جماهير لم ينجح في المحافظة على تلك الجماهيرية. في تاريخنا الرياضي دروس وعبر لكل لاعب يهم بفعل أي أمر يخص مستقبله الرياضي، والأمثلة في هذا السياق قد تكون محدودة، نذكر منها على سبيل المثال؛ خالد مسعد وخالد قهوجي في النادي الأهلي، ماذا حدث لهما بعد الانتقال للمنافس التقليدي الاتحاد؟ وكيف كانت نهايتهما؟ أحد هذين النجمين للتاريخ فقط خرج عبر وسائل الإعلام ووصف هذا الانتقال بغلطة العمر، في الطرف الآخر يظهر محمد نور الذي استوعب الدرس جيداً وفهم معنى جمهور ومشاعر تلك الجماهير التي وقفت معه وساندته سنوات طويلة فقرر احترام تلك المشاعر والرحيل بعيداً حفاظاً على تاريخه الكبير وعلى أناس يدين لهم -بعد الله- بالفضل الكبير. في نهاية الأمر نحن أمام موضوع مشترك بين مصالح وقتية وعواطف بشر فمن المفروض أن يكون الاختيار في غاية الأهمية، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال التفكير والتأني في اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية التي يترتب عليها مستقبل بالكامل. فقرار الانتقال في عالم المستديرة من القرارات الصعبة التي تحتاج دراسة عميقة من كل الجوانب ومدى تأثيره على مستقبل النجم حتى بعد فترة التوقف والاعتزال. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

الجمعة، 7 يونيو 2013

حتى تكون عقود اللاعبين عادلة

مع كل صفقة انتقال نجم من نجوم الكرة السعودية يظهر الحديث عن ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين، وهناك من يبرر هذا الارتفاع ويجده منطقياً في زمن الاحتراف، وفئة أخرى -وأجدها هي الأكثر- ترفض هذه الأسعار وتصفها بالمبالغ فيها، ولا يستحقها اللاعب المحلي، وهذا الأمر لا يتجاوز في مجمله آراء يدلو بها البعض قابلة للصواب وللخطأ لأنها ليست مبنية على دراسات واضحة تجعل من انخفاض أو ارتفاع عقود اللاعبين المحليين أمراً مقبولاً ويرتاح له الجميع. في عالم كرة القدم العنصر الأساسي للعبة هو اللاعب، وحتى نفهم دور وقيمة هذا اللاعب فإننا نحتاج إلى أن نبحث عن عطائه داخل الملعب، ومدى مستوى موهبته، والأسلوب الفني الذي ينتهجه في توظيف هذه الموهبة، وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال متابعة فنية دقيقة وفق أساليب التقنية الحديثة، مما يجعل المتابع الرياضي والمهتم بشأن فريقه يفهم معنى قيمة عقد مرتفعة ولماذا؟ وأيضاً منخفضة ولماذا..؟ على سبيل المثال، لو افترضنا أن نادياً مثل الشباب يعاني من مشكلة في خط دفاعه وتحديداً متوسطي الدفاع ويريد أن يبحث عن مدافع جيد، ماذا يحتاج حتى يصل لمدافع جيد؟ بطبيعة الحال يبرز في بعض الأندية نجوم في هذا الخط، ومن الصعب أن يفرط أي نادٍ لديه مدافعون جيدون فيهم، لكن لو وجد هذا المدافع عقداً يسيل له اللعاب قد ينتقل ويضحي بالنادي الذي ينتمي له؛ لأنه زمن الاحتراف، هنا يكون الوضع محفوفاً ببعض المخاطر؛ والسبب لأن ناديه الأصلي وضع لقيمته الفنية مبلغاً معيَّناً لا يمكن أن يتجاوزها وفق إحصائية لموسم كامل تحكمها إيجابيات اللاعب وسلبياته أثناء أدائه داخل الملعب، فتشمل هذه الإحصائية: التمركز الجيد، وعدد مرات استخلاص الكرة من المنافس، وعدد مرات الباص السليم والخاطئ، وعدد الأخطاء المؤثرة، وتعايشه مع الوضع العام للفريق، وأيضاً الانضباطية في أداء التمارين، وجميعها أشياء تدرس بعناية حتى تستطيع اللجنة الفنية للفريق تقييم اللاعب وإعطاءه ما يستحقه، لكن دخول منافسين ومحاولة دفع الأمر إلى مزاد يفرض على أي نادٍ البحث عن سبل تكفل له الإبقاء على مدافعه وليس أمامها خيار إلا أن ترفع قيمة العقد حتى تنجح في الإبقاء على هذا اللاعب، والأمر بهذا الشكل لا يبدو له حل، فالقوانين نظاماً لا تمانع حيال هذا الأمر خصوصاً ونحن نعيش عصر الاحتراف. الهلال ربما هو النادي الوحيد الذي كان سباقاً لمثل هذه الخطوة بعد أن وضع سياسة معينة في طريقة التعاقد مع بعض النجوم المحليين، سواء الذين في الهلال ويحتاجون للتجديد أو من يتم استقطابهم من أندية أخرى، فالفريدي مثال حي طبقت عليه هذه السياسة، وتمسكت إدارة الهلال بالعرض الذي قدم للاعب حتى لا ترهق ميزانية النادي بعقد لاعب واحد، وأيضاً حتى لا تفتح باباً يصعب إغلاقه مع بقية اللاعبين، بهذا إدارة الهلال تعاملت مع عقود اللاعبين باحترافية واضحة، وهذا الأسلوب لو تم اتباعه في بقية الأندية لربما استطاعت الأندية الحد من ارتفاع العقود. الشيء المهم في هذا الموضوع ومن الضروري تنفيذه أسلوب المتابعة الفنية التقنية لكل لاعب؛ بمعنى أنا أريد أن أتعاقد مع صانع لعب فأبحث عن اللاعبين المهمين في هذه الخانة، ثم بعد ذلك أقوم بدراسة فنية كاملة من جميع الجوانب، وكذلك المستوى الانضباطي للاعب، ثم بعد ذلك توضع له القيمة المناسبة له، فإن قبل يتم التفاوض مع ناديه إن كان مازال مرتبطاً بعقد معه، أو كان لاعباً حراً، لكن ليس من المعقول أن يقدم النادي لأحد نجومه مبلغاً معيَّناً من أجل التجديد ويتفاجأ بدخول نادٍ آخر يدفع الضعف، هنا مكمن الخلل، وليس الخلل في الزيادة بحد ذاتها لكن الخلل في حجم الزيادة..! السؤال العريض الذي يجب أن يطرح في نهاية موضوع كهذا هو: كيف يمكن السيطرة على ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين..؟ ونحن ندرك جيداً أن جل اللاعبين ليسوا بالقيمة الفنية التي تتوازى مع ما يتقاضونه، وخصوصاً أن الأندية مديونة وتعاني من الفاقة وقلة الحيلة، ربما نقبل هذه الزيادة في عقود اللاعبين لو أن مداخيل الأندية عالية ومواردها الاقتصادية جيدة، لكن الوضع المالي مخيف وينذر بالإفلاس لكثير من الأندية. التعامل المثالي مع وضع كهذا يتم وفق سياسة اقتصادية يضعها النادي لا يحيد عنها مهما كانت الأسباب، نادي الفتح حقق أهم بطولات الموسم بنجوم لا تتجاوز عقودهم مجتمعين العشرة ملايين، إذن ليس مقياساً كبيراً أن البطولات لا تتحقق إلا بالنجوم "الفايف ستارز"؛ لأن كرة القدم في النهاية لعبة جماعية، والنجاح فيها يُنسب للجميع بتكاتفهم وصبرهم والعمل الجيد الذي يؤدونه أثناء التمارين، النادي المحترف هو من يفرض سياسة القيمة الفنية ويضع لها القيمة المالية المناسبة ولا يتراجع عن نهجه، بهذا ومع الأيام سيفهم اللاعب أن قيمة عقده يحددها مستواه الفني والإحصائيات التي تقدم عنه. ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

السبت، 1 يونيو 2013

سامي الجابر المدرب

بعض المشاهد الرياضية غريبة، خصوصاً تلك التي تُبنى على وجهة نظر موحدة أو شبه موحدة تتبنى فكرة معينة لها أبعاد منهجية تعتمد على الاستقلالية، تأسيسها يبدأ من حيث يجب أن يكون الطموح والرغبة في تغيير أمرٍ ما حتى يصبح لدينا القدرة على عمل نقلة مهمة وضرورية من أجل مستقبل يهتم بصناعة الأفراد وفق معطيات لها رونق معيَّن تجعل الأمر ليس بالمستحيل أو البعيد عن المغامرة، وهذا ما نحتاجه من خلال بداية مختلفة تعيد للأذهان بعض الأفكار التي نجحت في زمن مختلف وأصبحت مع مرور الوقت ذكرى جميلة. يستعد النجم الكبير سامي الجابر لخوض تجربة جديدة في حياته مع فريقه الهلال كمدرب، يبدأ أول خطواته التدريبية ربما بمنهج مختلف عمّن سبقوه في هذا المجال من المدربين الوطنيين، سامي الجابر مع كل ما يملكه من ذكاء وحسن تصرف إلا أنه لم يجد في خوض هذه التجربة أي إشكالية، فهو يدرك جيداً أن مهمة التدريب في عالم كرة القدم من المهام الكبيرة والمحفوفة بالمخاطر على المستوى الإعلامي والجماهيري، خصوصاً إذا ما كان النادي المستهدف لهذه المهمة صاحب أهم قاعدة جماهيرية على المستوى الآسيوي. عم الشارع الرياضي عامة والهلالي خاصة بعض ردود الأفعال المتباينة بين مؤيد للفكرة ومراهن على نجاح سامي في هذه المهمة، وبين من يرى أن سامي يغامر بتاريخه الرياضي وقد يخسر جولة مهمة في حياته؛ لأنه يرى أن هذه الخطوة سابقة لأوانها، فالمدرب كاللاعب يحتاج إلى تأسيس وبداية صحيحة حتى يستطيع أن يكتسب الخبرة والجوانب الفنية التي تعينه على المواصلة في هذا المجال، أنا شخصياً أقف مع الرأي الثاني، على الرغم من أنني لا أستبعد نجاح سامي في المهمة الجديدة كمدير فني للفريق الهلالي، خصوصاً إذا ما عرفنا أن سامي سيختار مساعديه من خارج السعودية، يعني أنه سيكون مديراً لطاقم أجنبي، وفي هذا الأمر ذكاء يبعث على الاطمئنان والراحة لجماهير الهلال. في السابق ظهر من يردد أن المدرب الوطني هو مدرب طوارئ ومن الصعب تسليمه مهمة تدريب طويلة المدى، فالثقة في إمكانيات المدرب الوطني ليست كما يجب على كافة المستويات، وكنا في حاجة إلى أن تتغير هذه النظرة القاصرة عن المدرب الوطني، وربما في عقد سامي الجابر مع الهلال بداية جيدة في هذا السياق حتى يتجرأ المدرب الوطني على المطالبة بعقد يضمن له تحقيق طموحه والإقدام على مثل هذه الخطوة. ما يميز سامي عن غيره -بعيداً عن كل المقومات الفردية الخاصة به- هو الدعم الكبير الذي يحظى به من أناس لهم مكانة مرموقة رياضياً ولهم تأثير كبير في قرارات الهلال، وهم من دفعوا به لخوض تجربة مهمة مثل هذه بعد أن رسموا معه خطة علمية تجعله مؤهلاً لقيادة الهلال فنياً، وهذا ما ينقص الكثير من المدربين الوطنيين الذين يملكون من الشهادات التدريبية على مستوى اللعبة في الاتحاد الدولي ما يؤهلهم لتدريب أكبر الأندية، سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي. مجال التدريب في كرة القدم علم مستقل وله قواعد فنية ليس من السهل الإلمام بها في فترة وجيزة، لكن متى ما توافقت الرغبة الصادقة والصبر مع بعض الجوانب الأخرى التي تهم شخصية المدرب ستكون المحصلة مدرباً ناجحاً صنع اسماً مهماً في عالم التدريب، وقد يفعل سامي الجابر هذا الأمر وربما يكون الاسم الأول في عالم التدريب كمدرب وطني يحترف التدريب بالأسلوب الصحيح. ليس سامي هو المدرب السعودي الأول في السعودية ولن يكون الأخير، لكن الفوارق ستكون في نوعية الإنجازات، خصوصاً إذا ما عرفنا أن كرة القدم تغيرت في كل شيء ومن جميع الجوانب، وأصبحت في عهد سامي المدرب أكثر تعقيداً من السابق في ظل تنوع المدارس والمنهجية الفنية؛ إذ إنه مطلوب من سامي عمل مضاعف وجهد كبير حتى يترك بصمة مختلفة عمَّن سبقوه في هذا المجال. فرصة تدريب الهلال من الفرص الكبيرة التي يتمناها بعض المدربين العالميين وليس من السهل التفريط فيها متى ما كانت الأدوات متوافرة في المدرب المراد استقطابه، وسامي قد يرسم مسيرة مختلفة وجديدة في عالم كرة القدم كمدرب ناجح، فكل شيء متوافر له: دعم ورغبة وفكر، ويبقى الدعاء له بالنجاح حتى يكون سبباً مباشراً في إعادة الثقة بين الأندية والمدربين الوطنيين. الاهتمام بهذا الجانب في مسيرة اتحاد الكرة أمر مهم، وعلى حسب علمي فاتحاد الكرة يقيم بعض البرامج التأسيسية لبعض اللاعبين السابقين تمهيداً لدخولهم لمجال التدريب، لكن الأعداد التي تنخرط في هذه الدورات والدراسات لا تتناغم مع ما نشاهده في الميدان، فهناك عزوف ميداني واضح على الرغم من وجود كوادر مؤهلة ولديها شهادات متخصصة على كافة الدرجات والفئات، والغريب اتجاههم للتحليل الفني عبر القنوات الرياضية والابتعاد عن الحضور الميداني، بالتأكيد هناك أسباب تحتاج إلى تقصٍّ من خلال عقد بعض الاجتماعات مع كل المدربين المسجلين في اتحاد الكرة والاستفهام عن عدم وجودهم مع أندية الوطن أو حتى خارجياً في بعض الدول المجاورة، والعمل على حل بعض الإشكاليات من خلال بعض القرارات التي تساهم في دعم المدرب الوطني. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...