بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يونيو 2013

رسالة (الزلزال) لإدارة الشباب ..!

من الطبيعي جداً في عالم كرة القدم أن يكون المدير الفني هو الشخص المسؤول الأول عن الفريق فنياً، وقد يتدخل أحياناً وحسب شخصيته في بعض الجوانب الإدارية بهدف تنظيم بعض البرامج التي تساعده فنياً، نستطيع تصنيف هذا الأمر على أنه عمل احترافي يساعد على تنظيم الفريق فنياً وإدارياً متى ما كان منطقياً ويقبله العقل. أحياناً يحضر للأندية السعودية مدربون ضررهم أكثر من نفعهم، بسبب بعض القرارات التعسفية التي تكون سبباً مباشراً في قتل بعض المواهب لدينا دون أن يجد هؤلاء المدربون من يناقشهم ويحمي نجومنا من بعض التوجهات التي لا تخدم مسيرتهم الفنية في ملاعبنا. والأمثلة في هذا السياق كثيرة ولعل من أبرزها قضية نجم نادي الشباب ناصر الشمراني (الزلزال) -هداف الدوري لأربع مواسم - مع مدرب الفريق الشبابي البلجيكي (برودوم) وما صاحبها من شد وجذب طول الأيام الماضية، وفي نهاية المطاف وحسب الأنباء المتواترة من الناديين هو في طريقه للهلال. بعد الهدوء والتفكير نستطيع تحليل ما حدث حتى نعرف من الجاني ومن المجني عليه في هذه الأزمة..! في البداية يجب أن نتفق على أن ما فعله ناصر الشمراني في المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين غير مقبول، ولا يليق أن يصدر من لاعب محترف ودولي له مكانته كنجم من أهم نجوم الكرة السعودية. يقول نيوتن في أحد قوانينه الفيزيائية ويمكن تطبيقه على المعاملات البشرية (لكل فعل ردة فعل)، وردة الفعل التي صدرت من (الزلزال) في تصوري لها ما يبررها، فعندما يجد اللاعب في نفسه الثقة والمقدرة على صنع شيء للفريق ويريد أن يقدمه بكل حماس ورغبة ولا يجد من يساعده على هذا الأمر من الطبيعي أن تكون ردة فعله مفاجئة لكل المتابعين، لو أن ناصر الشمراني في تلك المباراة لم يقدم شيئاً خلال فترة نزوله الملعب لربما لم يجد من يتعاطف معه ويبرر له ما فعل، لكن الرجل نزل في الجزء الأخير من المباراة وأحرز هدفين، ليثبت للجميع أن خسارة كأس الملك بالنسبة للشبابيين يتحملها (برودوم) وحده؛ لأنه لم يختر التشكيل المناسب، ولو قدر للشباب مشاركة الشمراني منذ البداية -في تصوري- كان الشباب سيقدم مباراة أفضل مما قدمه حتى لو خسر. بعد ما شاهدت من الشمراني في الملعب كنت أعتقد أن (برودوم) أول المدربين المغادرين في هذا الصيف..! ولا أخفي عليكم كان قرار بقائه بالنسبة لي مفاجأة. (الزلزال) أثبت لإدارة الشباب بالأدلة والبراهين أن مدرب الفريق لا يستطيع قراءة المنافسين، وفي كثير من المرات لا يوفق في اختيار التشكيل المناسب، ناهيك عن بعض التصرفات التي تصدر منه أثناء سير المباريات، وعصبيته غير المبررة، وتوتره الذي ينعكس بشكل مباشر على أداء اللاعبين. (برودوم) من المدربين الذين يهتمون باكتشاف المواهب الشابة ، لكن في الجانب المقابل لا يهتم بالنجوم، ولا يراعي نجوميتهم، وهذا أمر سلبي لا يخدم الفريق. لست متحاملاً على (برودوم)، كل ما في الأمر أنني أطرح نقاطاً وحقائق جديرة بالنقاش، قد يكون (برودوم) في حصص التدريب مدرباً بارعاً ويجيد التنظيم، ويركز على النظام، ويتعامل مع كل العاملين معه في النادي باحترافية وحزم، إلا أنه يفشل في تقديم النتائج الإيجابية لفريق بحجم الشباب الذي يملك ترسانة من النجوم ولديهم القدرة على التجانس؛ ما يجعل الفريق الشبابي صاحب أعلى رصيد من البطولات خلال الموسم الواحد. طرحت موضوع (الزلزال) حتى أوضح أن هناك نجوماً قد نخسرهم بسبب تصرفات بعض المدربين، والتاريخ يحفظ في هذا الجانب أسماء كثيرة كانت من أهم نجوم الكرة السعودية بقرار مدرب ولأسباب شخصية لم يتم احتواؤها ومناقشة المدربين فيها كُتبت نهايتهم، وفي المحصلة الضرر لا يقع على الأندية فقط بل على الكرة السعودية. في كرة القدم من الصعب أن تخسر نجماً يصنع لك الفرق داخل الملعب بسبب قرار متزمت من مدرب قد يرحل في أي لحظة، ومن يفرط في نجومه لا يعي معنى المصلحة العامة، قد تجد مدرباً أفضل ويقدم لك نتائج أفضل وهو أمر سهل، لكن من الصعب أن تعوض نجماً كان تأثيره واضحاً في الفريق وتجده في الموعد مع كل مشاركة له. من الضروري جداً مناقشة أي مدرب في قراراته، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قبول تلك القرارات دون توضيح وجهة النظر المرتبطة بأسباب فنية واضحة تصادق عليها الهيئة الإدارية للفريق؛ لأن ترك الأمر برمته لمدرب الفريق دون نقاش واقتناع بما يطرح فيه ضرر كبير. (الزلزال) وجّه الرسالة بطريقته، ويبدو أن إدارة الشباب لم تستوعب الرسالة جيداً، وأتمنى أن لا تأتي إقالة (برودوم) بعد خراب مالطا و الخروج من كأس آسيا. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...