بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

ينتقدون (السهلاوي) لينتقل!!

ما يصيبني أحياناً بالدهشة والذهول -ناهيك عن مساحة التعجب التي تسيطر على كل مساحات التعبير الممكنة على وجهي- ما أقرؤه من بعض كتّاب المقالات عبر منابرهم الإعلامية، وأتوقف عند سؤال محير لا جواب له..! هل مرت تلك المقالات على رؤساء التحرير؟ الجواب هنا من وجهة نظري تحصيل حاصل؛ لأن التحليل المنطقي ينص على التالي؛ إن كانت قد مرت وأُجيزت فهي (كارثة) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، إما أن لم تمر فهذا (إهمال) و(استهتار) بقراء الصحيفة..! ما (علينا).. ولا أريد الخروج عن إطار الموضوع، الحكاية يا سادة يا كرام تتمثل في مصالح سخر لها كل شيء، وهذا الأمر لا يعد أمراً مشيناً في جوهره، فالعالم كله قائم على عمل ومصالح مشتركة يتحقق من خلالها الأهداف الموضوعة، لكن أن تستخدم الحيل والمكر والخروج عن المألوف فهذا أمر فيه ما فيه من الاستخفاف بعقول الناس وإيهامهم بمصلحة مزدوجة لناديين ترتب عليها إظهار بعض عيوب لاعب في ناديه الأصلي، وفي نفس الوقت يعمل على تكريس فكرة نجاحه في النادي الآخر..! يقول هذا الكاتب -وهو بالمناسبة عضو مجلس إدارة في أحد أندية الوسطى، وإعلامي- عن محمد السهلاوي إنه لاعب عادي جداً ولا يستحق مبلغ (٣٣ مليوناً) التي استقطب بها من القادسية للنصر، ويصف أداءه داخل الملعب بالسلبي، حتى إن كان قد سجل (٦٠ هدفاً) منذ قدومه، وفي نفس المقال ينصح اللاعب بالانتقال للنادي الذي ينتمي هو له كعضو من أعضاء إدارته، طالما اللاعب غير جيد ولا يمكن أن يحقق طموحات النصراويين، فلماذا تنصح بانتقاله لناديك..؟ أنا لست معترضاً على انتقال السهلاوي لأي نادٍ، هو حق مشروع له ويجب أن يبحث عن مصلحته، أنا اعتراضي على عدم (احترام) عقول المتابعين في كافة الأندية، عندما يأتي كاتب بمقال ينتقد فيه لاعباً أو عملاً ما يجب أن يراعي بعض الجوانب حتى لا يقع في تناقض واضح وفاضح يفضح توجهه ونيته، البحث عن مصلحة ناديك ليست عيباً أو أمراً تُجرم عليه، بالعكس، لكن يجب أن تختار الأسلوب الأمثل حتى لا تجد نفسك قد فقدت مصداقيتك وأمانة القلم..! الحديث عن السهلاوي بتلك الطريقة فيه ضرر جسيم على اللاعب، وقد يكون كلام هذا الكاتب مؤثراً في فرصة بقائه في النصر أو انتقاله بثمن بخس. محمد السهلاوي من النجوم القلائل الذين (يجيدون) لغة الأهداف بشرط التزامه بمكانه كرأس حربة تقليدي دون الإيعاز له بمهام أخرى.. خروج السهلاوي من النصر (خسارة) كبيرة للفريق النصراوي، وقد يكون انتقاله سبباً مباشراً في (غضب) الجماهير متى ما تفوق في النادي المنتقل له، وهذا هو المتوقع، يجب على إدارة النصر أن تتعامل مع هذا الأمر بجدية، وأن تفعل مثل ما فعلت إدارة الهلال مع نواف العابد، إلغاء العقد السابق وتوقيع عقد جديد يمتد لخمس سنوات، فلا مجال للتفريط في نجم يعتبر في الملاعب السعودية عملة نادرة، والأرقام تتحدث. كل من يتحدثون عن هبوط مستوى السهلاوي لا يعني لهم النصر شيئاً، الهدف (استقطابه) بأي شكل من الأشكال، ولن يحدث هذا الأمر إلا بمحاولة التشكيك فيه أمام جماهير النصر وإدارته، ولا أعتقد أن إدارة النصر تستطيع استغلال هذا الأمر من أجل تخفيض مبلغ التعاقد معه أو رحيله لسبب بسيط جداً، هو أن السهلاوي لديه عروض وبخطابات رسمية، وهذا دليل على أن اللاعب مرغوب والأندية ستتسابق على ضمه..! لهذا من المفروض أن ينتهي أمر تجديد عقده في أقرب فرصة، وأن تكون بدايته مع الفريق أكثر استقراراً حتى يقدم المأمول منه. الإعلام الرياضي أصبح ضمن عناصر (اللعبة الاحترافية) المعنية بانتقال اللاعبين، هذا إذا اعتبرنا ما يحدث في ساحة الانتقالات لعبة يسيطر على مفاتيحها إعلام اختار أن يقف مع ألوان الأندية مساهماً في إنجاح مقاصدها، وهذه حقيقة يجب أن نسلّم بها، فهم ينتقدون هذا اللاعب من أجل أن يختار فرصة الانتقال للمكان الذي تم اختياره من قبلهم حسب أهوائهم، كما حدث مع نايف هزازي وانتقاله للشباب ونفس الشيء ينطبق على ناصر الشمراني، لكن من يفهم هذا (اللعبة) لن يقبل أن يكون ضحية لرغبات بعض الإعلاميين، وما فعله الهلال تجاه نجمه نواف العابد يدل دلالة واضحة على أن الإدارة الهلالية قد استوعبت درس الفريدي وفهمت فصول (اللعبة) جيداً. لن يحتاج أي نادٍ إلى الدخول في معمعة الإعلام والوقوع تحت (تأثير) بعض الآراء الإعلامية التي تعمل على تأجيج الشارع الرياضي طالما أي إدارة نادٍ تفهم احتياجات فريقها من اللاعبين الذين يفيدون الفريق ويحتاجهم في المباريات بناءً على نظرة فنية يقدمها مدرب الفريق، ولعل صفقة انتقال يحيى الشهري جاءت بناءً على توجيهات المدرب وبقاء السهلاوي وفق رأي المدرب أنه من العناصر المهمة التي يحتاجها في الفريق، ما أعنيه في ختام مقالي هذا أن بعض القرارات يكون للإعلام دور فيها وفي النهاية يكون الفشل مصيرها؛ لهذا من الضروري المضيّ في اتجاه المصلحة العامة للفريق دون الالتفات لأي مؤثرات أخرى. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...