بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

سيتغير الحال مهما طال..!

الشيء المتفق عليه بين الرياضيين أن محاور النقاش تتكرر كل موسم وهموم الرياضة تزداد دون حلول جذرية أو حتى وقتية، في البرامج الرياضية نفس الكلام يتكرر، وفي التقارير الصحفية أيضاً نفس الكلام، كل ما في الأمر أن يتغير الأسلوب في الطرح من صحيفة لأخرى ومن برنامج لآخر، والحلول أيضاً هي ذاتها تتكرر، والغريب في الأمر أن صوت الإعلام فيما يخص رياضة الوطن لم يكن مؤثراً بذات الدرجة التي تحدث في هموم المجتمع السعودي الأخرى، فالتجاوب ضعيف جداً ويكاد يكون معدوماً، وهذا أمر يحتاج إلى استفهام وبحث عن الأسباب..! لا يمكن لي أن أقتنع بأن صوت الإعلام لا يصل للمسؤولين على مختلف درجاتهم ومناصبهم..! لكن لماذا الصمت..؟ والرياضة تغرق في المشاكل، والنتائج لا تتوافق مع إمكانيات الدولة، أين الخلل..؟ ومن المسؤول..؟ لا أريد أن أكرر نفس المشاكل.. وأعرض نفس الحلول.. والنتيجة لا حِراك يبعث ولو ببريق أمل في النفس يوحي بأن هناك تغييراً يلوح في الأفق..! كل ما أريد أن أصل له نقطة معينة تحتاج إلى تفسير وهي أن المسؤولين عن الرياضة السعودية يتحدثون دائماً وبشكل مستمر على أن الإعلام الرياضي شريك أساسي في تطور الرياضة، وهذا الكلام يتنافى مع الواقع..! لأن الإعلام يجتهد ويطرح المشاكل ويبحث مع الخبراء في كل الاتجاهات عن حلول ليقدمها للمسؤولين بل أحياناً يزيد على ذلك لأنه يدرس تجارب الغير ويقدم العمل التطويري بشكل سهل لا ينقصه سوى التنفيذ فقط..! الحقائق واضحة أمام الجميع، وفرص التطوير لا تقتصر على أحد..! لكن الخلل فيمَن لا يرى في مركزه ووضعه سوى نفسه، ولا يعني له سمعة بلد أو تضحية وعمل، قد يكون هذا الخلل واضحاً ولا يحتاج لمجهود متى ما أردنا معالجته. المقارنات في مجال العمل الواحد أمر ضروري حتى نساعد على وضع التصور الحقيقي لمكمن الخلل، وهذا الأمر يقودنا إلى اكتشاف نوعية القيادات الإدارية، فعندما نقارن بين الإدارة الرياضية في زمن الإنجازات والتفوق وفي فترة الإخفاقات نجد الفرق شاسعاً في كل شيء..! في التطوير.. والإنجازات على مستوى البنية التحتية وعلى مستوى النتائج الفنية والبطولات هذا التصور متى ما كان حاضراً ومستوفياً كل المعلومات بالأرقام والإحصائيات نكون قد لامسنا الحقيقة ووصلنا إلى البداية الحقيقية لمشروع تطوير الرياضة السعودية. لن ينتظر المتابع الرياضي مفاجأة من نوع (حضاري) كما يحدث في الدول المتطورة ويخرج من يقدم استقالته من منصبه بسبب أنه لم يعد يستطيع تقديم عمل جيد للمجتمع..! هذا لن يحدث ولم نعتد عليه..! وإن حدث تكون الأسباب لظروف خاصة بعد أن يطلب منه تقديم استقالته..! في هذه الجزئية تحديداً أستغرب من تصرف كهذا ولا أجد سبباً له سوى حب السلطة والتطلعات الاجتماعية على حساب عمل ينتظره المجتمع لأنه يرجو الفائدة من أجل حياة كريمة مهما كان نوع هذه الخدمة وكأن هذا المسؤول المعني بتقديم استقالته لفشله يقترف إثماً أو عيباً ولربما اعتبرها فضيحة في حقه..! أليس بشراً يخطئ ويصيب كباقي البشر..! أين المشكلة في خروجه وإعلان استقالته..! لكل إنسان طاقة وقدرة متى ما أجهد وعجز عن تقديم ما يفيد المجتمع تكون استقالته هي الحل، بهذا يكون نموذجاً صالحاً للمجتمع ويستحق الاحترام. في الرياضة السعودية تحدث المسؤولون عنها في فترة سابقة عن الكوادر الوطنية وأن هناك شباباً يدرسون في الخارج تم ابتعاثهم على حساب رعاية الشباب حتى يعودوا بالعلم والخبرة ويخدموا الوطن، وحتى يومنا هذا لم نسمع عن تعيين أحد منهم في مراكز مهمة تدفع عجلة التطوير للأمام، ذات الأسماء مازالت متمسكة بمناصبها ونفس الأخطاء تحدث وتتكرر، والغريب أنه لا توجد شفافية واضحة تجعل المتابع الرياضي يقتنع، قد تكون الأسباب مالية وبسبب بعض الأنظمة لا تحقق الرياضة إيرادات كبيرة، من يقبل أن يكون ضحية تحت أي سبب لأخطاء غيره فهو يستحق كل ما يحدث له من نقد واستهجان، لكن من يتوقف ويضع المجتمع أمام الحقيقة ثم يقدم استقالته لأنه لا يملك حلولاً لأمر هو في الأصل ليس تحت سيطرته يكون قد احترم نفسه ومجتمعه. الحضارة والفكر الحضاري ليست شعارات نكتبها ونتغنى بها في تصاريحنا، الحضارة نظام اجتماعي مرتبط بالعناصر المعنية بسعادة الإنسان ورفاهيته، وحتى يحصل هذا الإنسان على مبتغاه هو في حاجة لمن يستطيع تحمل المسؤولية ويدرك قيمة العمل، وعندما لا يستطيع أن يقدم المأمول منه يبتعد. في نهاية الحديث يبقى النقد والتحدث عن هموم الرياضة قائماً، ومن الطبيعي أن لا يتوقف حتى يتغير الحال مهما طال..! هذا هو دور الإعلام النزيه الذي تعنيه سمعة الوطن.. دمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...