بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

آسيا وقرار الاستضافة

يصعب على أي إنسان مهما كان حجم إدراكه واستيعابه أن يحيط بكل شيء من حوله دون أن يجد من يفيده بعد الله في بعض القرارات متى ما كان يملك صفة اتخاذ القرار، وهذا أمر إيجابي ومهم أن يكون الفكر التشاوري حاضراً وفق ما نص عليه الدين الإسلامي، في هذا الاتجاه ليس لدي تعليق أو ملاحظة إنما تعليقي وملاحظتي في الاتجاه الآخر المخالف لهذا التوجه جملةً وتفصيلاً، لن يكون الحديث ذا بعد إيديولوجي يصعب إدراكه أو حتى الوقوف لدراسته، هو أمر تنظيمي بحت يتطلب توافر إمكانيات أساسية وثانوية من أجل أن يقدم بالشكل المناسب الذي ترضى عنه النسبة الأكبر من المتابعين، ونحن ندرك جيداً أن الرضا غاية لا يمكن إدراكها بالدرجة الكاملة لكن بعض البشر طموحهم لا يتوقف عند حد معيَّن دائماً يبحثون عن تحقيق النسبة الأعلى من الرضا، وبما أن النسبة الأعلى بيد البشر فهي غاية نسعى من أجلها إلى ما تتطلبه مراحل الرضا التي تقود للنجاح، غير ذلك فالفشل سيكون حاضراً مصحوباً بكثير من النقد والاستهجان وربما يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك والمطالبة بقرارات تصحيحية تحمل في طياتها العزل والإبعاد، هكذا يمكن لي وصف القرار الجيد الذي حمل بين جوانبه الرغبة في استضافة نهائيات كأس آسيا في السعودية، وأقول هو جيد إذا كان سيحقق لنا مكاسب جيدة على كافة الأصعدة ونكون جادين من خلال ما قدم في ملف الترشيح، ليس لمجرد المنافسة والحضور كاسم حتى لا يقال: لماذا المملكة دائماً غائبة عن الاستضافة والتنظيم رغم أنها من أكثر الدول قدره على ذلك ..! قرار كهذا من القرارات الرياضية الكبيرة التي لا تقبل أي تهاون أو عجز، هي مرحلة تحدٍّ تفرض على مسيري الرياضة السعودية الاهتمام وبذل المزيد من الجهد والعطاء، فالبداية قد تكون بنفس درجة القوة عندما يقر العمل وتتم الموافقة عليه بكسب سباق الاستضافة، بمعنى أن ملف الاستضافة الذي تم تقديمه للاتحاد الآسيوي من المهم أن يكون مستوفياً الشروط وخاضعاً لكل المتطلبات المطلوبة، وهذا يدخل ضمن اتخاذ القرار الذي تحدثت عنه في بداية مقالي، وأعني هنا القرارات المبنية على دراسة كاملة، وحتى أكون أكثر وضوحاً ليس من الواقع ولا المأمول أن يقرر المعنيون بالشأن الرياضي رغبتهم في الدخول في سباق الاستضافة وهم لا يعرفون أو لا يملكون القدرة على تنفيذ كل المتطلبات المنصوص عليها في كراسة الاستضافة مهما كانت بنودها وشروطها، لهذا أجد أن البداية لن تكون سهله وقد ندخل في مأزق كبيرة متى ما اعتبرنا أن القرار كان متسرعاً رغم حرصي وحرص الكثيرين من أبناء هذا الوطن على ظهور المملكة العربية السعودية في مناسبة كبيرة كهذه المناسبة بالشكل اللائق الذي يجعل الأنظار على مستوى العالم تتجه نحو المملكة كبلد مستضيف لحدث رياضي مهم وكبير بحجم قارة كآسيا، من أجل ذلك من المفروض -وهذا هو المتوقع- أن تكون هناك خطة واضحة لقرار جريء كهذا تحتوي على كل التفاصيل منذ بداية الترشيح حتى نهاية الاستضافة . في تصوري لم تُقدم المملكة على تقديم ملف الترشيح من أجل أن تكون هي الدولة المنظمة لحدث قاري بهذا الحجم إلا وهي تعي تماماً ما تحتاجه بطولة كهذه من تنظيمات وتجهيزات على أعلى مستوى من كل الجوانب، وربما الإشكالية الوحيدة التي قد تؤثر في نجاح الترشيح من عدمه هو عدم حضور العنصر النسائي في الملاعب السعودية بحكم أن هذا الأمر يتعارض مع أنظمة الدولة، ومتى ما كان الرفض بسبب هذا الأمر أو كان له التأثير الكبير في عدم فوز المملكة بالاستضافة وتم توضيحه للشارع الرياضي السعودي لا أعتقد أن أحداً سيغضب، ربما فقط يفتح هذا الموضوع للنقاش رغم مناقشته في أكثر من مرة، وقد يستغل بطريقة أو بأخرى في تعديل بعض الأنظمة المرتبطة بهذا الجانب، وهذي المرة ربما يكون الضغط أكبر لدرجة من الممكن قبول هذا الأمر في ملاعبنا الرياضية بعد توفير التجهيزات المناسبة التي تجعل من هذا التوجه مقبولاً وفق تركيبة مجتمع مثل المجتمع السعودي . في السنوات الأخيرة غابت السعودية عن المشهد الرياضي خصوصاً في كرة القدم، فلم تكن النتائج جيدة ولم تعمل على السعي وراء طلب تنظيم بطولات قارية أو إقليمية، وهذا أمر مستغرب رغم أن دولاً كثيرة لا يمكن مقارنتها بالسعودية حازت على شرف الاستضافة وتحديداً بعض دول شرق القارة، ما أريد أن أصل له هو إعادةً الوضع الريادي رياضياً للمملكة العربية السعودية كما هو شأنها في الكثير من المجالات حتى نعود كسابق عهدنا من أبرز وأهم دول آسيا رياضياً وفق عوامل ملموسة تفرض هذا الرأي . ليس من الطبيعي أن نخسر مرتين في عام واحد وبنفس السيناريو على المستوى الآسيوي، فخروج د. حافظ المدلج من سباق المنافسة على كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي جعلنا في موقف غير جيد كنظرة عامة، ولا نتمنى أن يتكرر هذا الأمر مع ملف الاستضافة لنهائيات كأس آسيا 2019، لا أعتقد أن تكون فكرة الاستضافة مغامرة غير محسوبة العواقب، توقع شخصي متى ما كان الترشيح حليفنا أعتقد أن فرص النجاح ستكون أوفر حظاً من الفشل . ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...