بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 يونيو 2013

حتى تكون عقود اللاعبين عادلة

مع كل صفقة انتقال نجم من نجوم الكرة السعودية يظهر الحديث عن ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين، وهناك من يبرر هذا الارتفاع ويجده منطقياً في زمن الاحتراف، وفئة أخرى -وأجدها هي الأكثر- ترفض هذه الأسعار وتصفها بالمبالغ فيها، ولا يستحقها اللاعب المحلي، وهذا الأمر لا يتجاوز في مجمله آراء يدلو بها البعض قابلة للصواب وللخطأ لأنها ليست مبنية على دراسات واضحة تجعل من انخفاض أو ارتفاع عقود اللاعبين المحليين أمراً مقبولاً ويرتاح له الجميع. في عالم كرة القدم العنصر الأساسي للعبة هو اللاعب، وحتى نفهم دور وقيمة هذا اللاعب فإننا نحتاج إلى أن نبحث عن عطائه داخل الملعب، ومدى مستوى موهبته، والأسلوب الفني الذي ينتهجه في توظيف هذه الموهبة، وهذا الأمر لن يتم إلا من خلال متابعة فنية دقيقة وفق أساليب التقنية الحديثة، مما يجعل المتابع الرياضي والمهتم بشأن فريقه يفهم معنى قيمة عقد مرتفعة ولماذا؟ وأيضاً منخفضة ولماذا..؟ على سبيل المثال، لو افترضنا أن نادياً مثل الشباب يعاني من مشكلة في خط دفاعه وتحديداً متوسطي الدفاع ويريد أن يبحث عن مدافع جيد، ماذا يحتاج حتى يصل لمدافع جيد؟ بطبيعة الحال يبرز في بعض الأندية نجوم في هذا الخط، ومن الصعب أن يفرط أي نادٍ لديه مدافعون جيدون فيهم، لكن لو وجد هذا المدافع عقداً يسيل له اللعاب قد ينتقل ويضحي بالنادي الذي ينتمي له؛ لأنه زمن الاحتراف، هنا يكون الوضع محفوفاً ببعض المخاطر؛ والسبب لأن ناديه الأصلي وضع لقيمته الفنية مبلغاً معيَّناً لا يمكن أن يتجاوزها وفق إحصائية لموسم كامل تحكمها إيجابيات اللاعب وسلبياته أثناء أدائه داخل الملعب، فتشمل هذه الإحصائية: التمركز الجيد، وعدد مرات استخلاص الكرة من المنافس، وعدد مرات الباص السليم والخاطئ، وعدد الأخطاء المؤثرة، وتعايشه مع الوضع العام للفريق، وأيضاً الانضباطية في أداء التمارين، وجميعها أشياء تدرس بعناية حتى تستطيع اللجنة الفنية للفريق تقييم اللاعب وإعطاءه ما يستحقه، لكن دخول منافسين ومحاولة دفع الأمر إلى مزاد يفرض على أي نادٍ البحث عن سبل تكفل له الإبقاء على مدافعه وليس أمامها خيار إلا أن ترفع قيمة العقد حتى تنجح في الإبقاء على هذا اللاعب، والأمر بهذا الشكل لا يبدو له حل، فالقوانين نظاماً لا تمانع حيال هذا الأمر خصوصاً ونحن نعيش عصر الاحتراف. الهلال ربما هو النادي الوحيد الذي كان سباقاً لمثل هذه الخطوة بعد أن وضع سياسة معينة في طريقة التعاقد مع بعض النجوم المحليين، سواء الذين في الهلال ويحتاجون للتجديد أو من يتم استقطابهم من أندية أخرى، فالفريدي مثال حي طبقت عليه هذه السياسة، وتمسكت إدارة الهلال بالعرض الذي قدم للاعب حتى لا ترهق ميزانية النادي بعقد لاعب واحد، وأيضاً حتى لا تفتح باباً يصعب إغلاقه مع بقية اللاعبين، بهذا إدارة الهلال تعاملت مع عقود اللاعبين باحترافية واضحة، وهذا الأسلوب لو تم اتباعه في بقية الأندية لربما استطاعت الأندية الحد من ارتفاع العقود. الشيء المهم في هذا الموضوع ومن الضروري تنفيذه أسلوب المتابعة الفنية التقنية لكل لاعب؛ بمعنى أنا أريد أن أتعاقد مع صانع لعب فأبحث عن اللاعبين المهمين في هذه الخانة، ثم بعد ذلك أقوم بدراسة فنية كاملة من جميع الجوانب، وكذلك المستوى الانضباطي للاعب، ثم بعد ذلك توضع له القيمة المناسبة له، فإن قبل يتم التفاوض مع ناديه إن كان مازال مرتبطاً بعقد معه، أو كان لاعباً حراً، لكن ليس من المعقول أن يقدم النادي لأحد نجومه مبلغاً معيَّناً من أجل التجديد ويتفاجأ بدخول نادٍ آخر يدفع الضعف، هنا مكمن الخلل، وليس الخلل في الزيادة بحد ذاتها لكن الخلل في حجم الزيادة..! السؤال العريض الذي يجب أن يطرح في نهاية موضوع كهذا هو: كيف يمكن السيطرة على ارتفاع أسعار اللاعبين المحليين..؟ ونحن ندرك جيداً أن جل اللاعبين ليسوا بالقيمة الفنية التي تتوازى مع ما يتقاضونه، وخصوصاً أن الأندية مديونة وتعاني من الفاقة وقلة الحيلة، ربما نقبل هذه الزيادة في عقود اللاعبين لو أن مداخيل الأندية عالية ومواردها الاقتصادية جيدة، لكن الوضع المالي مخيف وينذر بالإفلاس لكثير من الأندية. التعامل المثالي مع وضع كهذا يتم وفق سياسة اقتصادية يضعها النادي لا يحيد عنها مهما كانت الأسباب، نادي الفتح حقق أهم بطولات الموسم بنجوم لا تتجاوز عقودهم مجتمعين العشرة ملايين، إذن ليس مقياساً كبيراً أن البطولات لا تتحقق إلا بالنجوم "الفايف ستارز"؛ لأن كرة القدم في النهاية لعبة جماعية، والنجاح فيها يُنسب للجميع بتكاتفهم وصبرهم والعمل الجيد الذي يؤدونه أثناء التمارين، النادي المحترف هو من يفرض سياسة القيمة الفنية ويضع لها القيمة المالية المناسبة ولا يتراجع عن نهجه، بهذا ومع الأيام سيفهم اللاعب أن قيمة عقده يحددها مستواه الفني والإحصائيات التي تقدم عنه. ودمتم بخير ،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...