بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يونيو 2013

سعد (الذابح) والقرار الصعب .. !

بعض الأشياء في حياتنا قد نفعلها مجبورين أو كردة فعل غير مدروسة، وتكون النتائج مخيبة للآمال، ولا يمكن أن يرضى عنها المعنيّ بهذا الفعل مهما بلغت درجة حماسه في إثبات وجوده، وإنجاح الخطوة التي أقدم عليها، وهذا الأمر يمكن تسميته تسرعاً أو ضعف تقدير بعيداً عن التفكير والدراسة. ما يحدث لبعض اللاعبين في أنديتنا -خصوصاً من لديهم شعبية كبيرة- يجسد معنى القرار غير الجيد، والذي ترتب عليه إلغاء تاريخ كبير ومهم في مسيرته الرياضية، لأنها مجازفة لم تكن مدروسة جيداً، فاللاعب تاريخ، وقيمة صنعها مستواه الفني المبني على نتائج تحققت مع مرور الزمن وأصبحت ذكرى جميلة يفخر بها مع تقادم الأيام، وهي الرصيد الحقيقي له بعد أن يقرر التوقف عن الركض. بعض القرارات في هذا الأمر تحديداً يكون لها صدى واسع خصوصاً عندما تجد من يتنكر لهذا التاريخ الكبير، ويذكر على سبيل المثال ندمه على تلك الفترة التي قضاها في ذلك النادي دون الالتفات لمواقف أناس ساهموا معه في إنجاحه وكان لهم دور واضح في ازدياد شعبيته على مدار تلك السنوات، هنا يصعب على الجميع - الجمهور أو بعض الأشخاص الذين ساهموا في صناعة هذا النجم ودعمه بمنحه الفرصة حتى يصبح ذا شأن يفخر بذاته ويشاهد مكانته لدى الجميع- قبول هذا الفعل من نجم كان اسمه يُردد في مدرجاتهم. حديثي هنا ليس ببعيد عن سعد الحارثي النجم النصراوي الكبير ( سابقاً) والهلالي (حالياً) الذي قل توهجه واختفى في كثير من المرات عن الأنظار. سعد الحارثي اتخذ قراراً متسرعاً ودون دراسة عندما قرر الانتقال من النصر والذهاب للمنافس التقليدي الهلال، فكرة الانتقال في زمن الاحتراف ليست مشكلة أو مرفوضة، لكن بعيداً عن المصالح في تصوري لا يمكن قبولها من نجم جماهيري صنع لنفسه اسماً في ناديه، قد يكون هذا التصور مبنياً على عاطفة، وهذا ليس عيباً، فالإنسان هو عبارة عن مجموعة عواطف وأحاسيس. انتقال سعد الحارثي من ناديه ليس قضية في حد ذاتها، الإشكالية في الاختيار! إذ ليس من المقبول لدى الجمهور الرياضي انتقال نجم ترك إرثاً جيداً للمنافس التقليدي لفريقه، كان من الضروري أن يتأنى سعد في الاختيار وتكون فرص الانتقال بعيدة عن المنافس؛ حتى يبتعد عن الضغوط الجماهيرية من الطرفين. رئيس نادي النصر قالها بكل صراحة وبشكل مباشر "لا مكان لسعد الحارثي في النصر متى ما انتهى ارتباطه بالهلال"، بهذا يكون سعد الحارثي -بالاختيار غير الجيد- كتب نهاية مسيرته الرياضية، أو التنازل وقبول أي عرض محلي من أندية المؤخرة، لا يمكن في هذه الجزئية أن نلوم نادي النصر ونصفه بالجحود مثلاً لأنه فرط في نجم له وضعه، وفي نفس الوقت من الصعب أن ينكر جمهور النصر وقفات سعد مع ناديه في تلك الفترة الصعبة التي كان يقاتل فيها سعد وحيداً داخل الملعب من أجل النصر، جزئيات في تاريخ سعد مع النصر يصعب تجاوزها أو تهميشها لم يحسن سعد المحافظة عليها بسبب قرار منذ البداية كانت المؤشرات تدل على أن فرصة النجاح ضئيلة؛ لعوامل كثيرة تخص الهلال وسعد في نفس الوقت، فالهلال كان يملك مهاجمين أكثر جهازية من سعد، وفي نفس الوقت سعد أيضاً لم يكن في كامل تعافيه الفني، من خلال هذي المعطيات كانت الصورة أكثر وضوحاً للمتابع الرياضي أكثر من سعد نفسه. قد يقول قائل: هذا أمر مضى وانقضى، ما الفائدة من ذكره الآن؟ الفائدة تكمن في الاستفادة من بعض التجارب المشابهة لوضع كهذا، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً وعدم تجاوزها أو اختزالها في إطار تجربة لم يحالفها التوفيق، فسعد نجم جماهير لم ينجح في المحافظة على تلك الجماهيرية. في تاريخنا الرياضي دروس وعبر لكل لاعب يهم بفعل أي أمر يخص مستقبله الرياضي، والأمثلة في هذا السياق قد تكون محدودة، نذكر منها على سبيل المثال؛ خالد مسعد وخالد قهوجي في النادي الأهلي، ماذا حدث لهما بعد الانتقال للمنافس التقليدي الاتحاد؟ وكيف كانت نهايتهما؟ أحد هذين النجمين للتاريخ فقط خرج عبر وسائل الإعلام ووصف هذا الانتقال بغلطة العمر، في الطرف الآخر يظهر محمد نور الذي استوعب الدرس جيداً وفهم معنى جمهور ومشاعر تلك الجماهير التي وقفت معه وساندته سنوات طويلة فقرر احترام تلك المشاعر والرحيل بعيداً حفاظاً على تاريخه الكبير وعلى أناس يدين لهم -بعد الله- بالفضل الكبير. في نهاية الأمر نحن أمام موضوع مشترك بين مصالح وقتية وعواطف بشر فمن المفروض أن يكون الاختيار في غاية الأهمية، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من خلال التفكير والتأني في اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية التي يترتب عليها مستقبل بالكامل. فقرار الانتقال في عالم المستديرة من القرارات الصعبة التي تحتاج دراسة عميقة من كل الجوانب ومدى تأثيره على مستقبل النجم حتى بعد فترة التوقف والاعتزال. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...