بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 أكتوبر 2020

إمارة الإرهاب لن تتوقف عن رعاية نادي باريس سان جيرمان.

 

 

 


 

 

     إن موجة الغضب العارمة التي اجتاحت كل الدول الإسلامية -حيال تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون والمسيئة للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم- كان تأثيرها السياسي واضحًا، وكثير من الدول الإسلامية اتخذت موقفًا رسميًّا تجاه هذه التصاريح، من خلال بعض البيانات الرسمية التي ترفض هذا التصرف، وكان لكل دولة طريقتها في انتقاد ما حدث وفق وجهة نظرها.

     ففي السعودية صدر بيانٌ عن هيئة كبار العلماء، دعت فيه إلى إدانة الإساءة للأنبياء والرسل، مؤكدة أن الإساءة إلى مقامات الأنبياء لن تضر أنبياء الله ورسله شيئًا، وإنما تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة.
     وردّة الفعل التي حدثت في بعض المجتمعات الإسلامية ليست مستغربة، وتعاطف حكومات بعض الدول الإسلامية معها كان دعمًا واضحًا لهذا الغضب، وهو بمثابة الاستجابة لردّة فعلهم، لكن في تصوري لن يذهب الموقف الرسمي لبعض الدول الإسلامية، خصوصًا الدولة التي أصدرت بيانات رسمية في هذا الاتجاه، وهو رفض هذا النهج الذي يتخذه الجانب الفرنسي كمجتمعٍ وموقفٍ حكوميٍّ تجاه الإسلام وتعمد الإساءة للرسول الكريم، وعدم الدخول في موضوع الديانات، والابتعاد عن مثل هذه النعرات الدينية التي لن تكون نتائجها جيدة في المستقبل متى ما استمرت  .


   

 

 وأعتقد أن الدول الإسلامية التي استجابت لغضب شعوبها تجاه ما يحدث لرسول الأمة، قدّمت ما تستطيع في هذا الوقت، كما أعتقد أنها اكتفت بذلك، ولا أظن الأمر سيأخذ منحى آخر تتضرر منه بعض الدول المرتبطة اقتصاديًّا مع فرنسا، وأخصُّ بالذكر دولة قطر، التي انتهجت في بيانها الصادر عن وزارة الخارجية إلى دعوة المجتمع الدولي إلى الوقوف أمام مسؤوليته في نبذ الكراهية والتحريض، ولن تحدث أي ردة فعلٍ أخرى من قطر خصوصًا وأنها تعتمد في سياستها على كسب أكبر دعمٍ دوليٍّ ممكن؛ حتى لا تخسر مكانتها الدولية وتفقد بعض الامتيازات التي تسهل لها الحركة في المنطقة.

     لو كان لدى قطر أيّ ردّة فعلٍ حقيقيةٍ تجاه هذه الأزمة لربما وجدنا قرارات فعلية تبدأ بالأقل ضررًا، كأن ترفع يدها عن الاستثمارات الرياضية في فرنسا على سبيل المثال، وتتوقف عن رعاية نادي باريس سان جيرمان، وتحجب نقل الدوري الفرنسي عبر قنواتها (بي إن سبورت)، وعن نقل أي بطولة تشارك فيها المنتخبات الفرنسية وأنديتها إلى أن يتغير الخطاب الديني في فرنسا.

     عمومًا يحسب لبعض الشعوب الإسلامية ردة الفعل التي حدثت تجاه ديننا الإسلامي ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك يحسب لبعض حكومات الدول الإسلامية موقفها واستجابتها لنصرة الدين الإسلامي، ومن المؤكد سيكون لها تأثيرٌ دوليٌّ كبيرٌ تجاه هذه القضية تحديدًا، ولا أظن أن تواصل فرنسا كموقفٍ حكوميٍّ تعنتها تجاه هذا الغضب الملموس من المجتمعات الإسلامية التي تشكل نسبةً كبيرةً من العالم، وقد حدثت في سنواتٍ سابقة مثل هذه التجاوزات وانتهت بمثل ما ستنتهي الآن، بصدور بياناتٍ حكوميةٍ تستجيب فيها لشعوبها الغاضبة وتنتهي الأزمة في هذا الإطار.

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...