بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 يونيو 2011

لقد هرمنا

لقد هرمنا
هذا العنوان استخدم في الكثير من المقالات السياسية والاجتماعية .. وللتوضيح هي مفردة رددها رجل مسن من تونس الشقيقة عندما كان يحلم بالتغيير في بلده.. ولا أجد ضير في أن استخدمها هنا كعنوان رياضي يجسد حال جمهور النصر مع البطولات والإنجازات . يتساءل جمهور النصر بشكل مستمر عن سر انجازات الهلال وتحقيقه الكثير من الألقاب على الصعيد المحلي وحتى القاري (في فترة سابقة) وكيف أصبح زعيم القارة وصاحب أعلى إنجازات خلال تاريخه الطويل ! والتحليل المنطقي يقول إن الإنجازات لها مسببات وعوامل متى ما توافرت أصبح المُنجز بعد توفيق الله حاضرا وأيضا الإخفاق له مسبباته .. وفي حالة النصر والهلال الأمر واضح أمام الكثيرين ويسهل شرحه .. لأن الفارق بين الناديين من حيث عدد البطولات التي حققها كل منهما‏ في تقديري المتواضع‏‏ يعود في المقام الأول إلي طول الفترات التي تمتع فيها الهلال بالاستقرار الإداري‏ والاستراتيجيات الواضحة التي كانت وما زالت تقدمها كل الإدارات التي تعاقبت على رئاسته ‏، بينما في المقابل يعاني النصر من قصر في هذا الجانب وهي الحقيقة التي يعيشها تاريخ النصر الحديث . في النصر كل شيء مختلف .. ولا يمكن مقارنته بمنافسه وجاره الهلال رغم التقارب الشديد في الامكانات المادية والفنية تاريخيا .. وكذلك من حيث الجماهيرية داخل السعودية وفي المحيط العربي .. إلى جانب النفوذ الذي يستمدونه من انتماء وتشجيع بعض الشخصيات الكبيرة لهذين الناديين ، لكن يبقى النصر دائما معرضا أكثر للمشاكل الإدارية المعلنة على الملأ والتي أصبحت هي السمة السائدة عنه والتي تكاد تكون هي الأبرز في تاريخه الحديث . بينما الهلال يجني ثمار الاستقرار الإداري وسياسة الأبواب المغلقة ! في هذا الجانب الأدلة التي توضح ما سبق كثيرة .. ولن أعود للماضي لأجلب بعضها يكفيني حاضر النصر. ففي الفترة الماضية قامت الدنيا ولم تقعد على المشرف العام على كرة القدم في نادي النصر سلمان القريني من اجل إبعاده عن منصبه من قبل بعض الإعلاميين المحسوبين على النصر في ميولهم ، لهذا أنا أتفق تماما مع من يقول بأنها حملة منظمة حتى يصبح الجمهور النصراوي على يقين بأن القريني هو المتسبب في الإخفاقات التي طالت الفريق هذا الموسم ، بعضهم حمله مسؤولية اختيار المدير الفني (درغان) الذي قدم مع النصر أسوأ النتائج ، والبعض الاخر لا يرى فيه الشخصية الإدارية المناسبة التي تستطيع أن تنظم شؤون الفريق وليس لديه القدرة على حل مشاكل اللاعبين ، بل يرون تعامله مع بعض نجوم الفريق له مردود سيئ ويستشهدون بالخلاف الذي حدث بين حسين عبدالغني وعمر هوساوي . لكن الحقيقة بعد البحث والتقصي مختلفة تماما . يعتبر سلمان القريني وبشهادة بعض المقربين من النادي علامة فارقه إداريا في تاريخ النصر، فالرجل يتعامل مع الجميع وفق النظام لأنه يدرك تماما أن عودة النصر لسابق عهده كبطل لن تحدث إلا من خلال تطبيق النظام ولن يستثني أحدا في هذا الجانب . عندما تبحث عن تفسيراً لهذه الحملة لا يخرج الأمر عن أن من يحاول إبعاد القريني عن النصر هم المتضررون من وجوده ووجود النظام ، وسلمان نفسه سبق وأن خرج عن صمته لتوضيح بعض الأمور .. وتحدث أيضا عن من يطلب منه و قبل المباريات بأن يُعطيه تشكيلة الفريق .. وهو بالطبع يرفض ورفضه لا يعجبهم ، وهناك من يريد أن يمارس بعض الأدوار داخل معسكرات الفريق وهذا الأمر يرفضه أيضاً .. وكذلك لا يمكن أن يقبل بتواجد أي شخص ليس له علاقة بالفريق داخل معسكر اللاعبين لأي سبب من الأسباب . إذن الأمر أصبح واضحا بدليل محاولة إلصاق تهمة الفشل والإخفاق بسلمان القريني فقط واستبعاد الرئيس ونائبه تؤكّد بأن الرجل مستهدف شخصياً من أصحاب الأجندات الخاصة وإلا فالقريني يعمل ضمن منظومة كاملة لا يجب تجزئتها أو فرز عناصرها. وهذه حقيقة كشفها النصراويون القريبون من النادي منذ وقت مبكر. عدم الاستقرار.. هو ابسط وصف يمكن أن نطلقه على حال النصر وضمن أهم الأسباب التي جعلت النصر بعيدا عن الإنجازات طوال السنوات الماضية . لهذا أكاد اجزم بأن شمس البطولات لن تغيب عن الهلال، وسيظل النصر على حاله ضحية للصراعات وعدم الاستقرار ، ولن يتغير حاله إلا باتفاق الجميع وتغليب مصلحة الكيان على المصالح الشخصية . سلطان الزايدي

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...