بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 15 مايو 2015

القائد مدَّ يد النصر..

يردد المحفزون دائماً بعد أي إنجازٍ عبارتهم الشهيرة: "ليس المهم الصعود إلى القمة، بل المهم المحافظة عليها"، هكذا فعل عرّاب النصر الحديث "فيصل بن تركي"، وضع نفسه في مكانٍ يرسم من خلاله أسلوباً جيداً في التحفيز والجدّ والمثابرة، كقائد أدرك أن المحافظة على منجز الموسم الماضي من أهم الأولويات؛ وليوصل رسالةً قويةً إلى كل جماهير الكرة السعودية هي: أن عودة النصر في الموسم الماضي لم تكن مجرد صدفةٍ عابرةٍ، ستنقضي مع بداية موسمٍ جديدٍ. هذا الموسم كان مختلفاً تحمّل فيه رئيس النصر مسؤولية التحفيز لوحده، عكس الموسم الماضي الذي كان الجمهور النصراوي هو الرئة المحفزة للفريق، وهذا ما جعل بطولة هذا الموسم بالنسبة للاعبين مختلفةً، فهم جميعهم يشعرون ودون استثناء أن في أعناقهم ديناً لرئيس النادي، لن يكون إيفاؤه سهلاً، ويحتاج إلى عملٍ وجهدٍ ومثابرةٍ. بدأت الحكاية الحقيقية لبطولة الدوري بعد مباراة النصر مع الأهلي في الدور الثاني، والتي كانت في رأي أكثر المحللين مباراةً مفصليةً؛ لأنها ستعطي الأهلي فرصة المنافسة على اللقب إذا ما تمكن من هزيمة النصر، وهذا ما حدث بالفعل، خرج الجميع في تلك الليلة وهم شبه متيقنين أن بطولة الدوري في طريقها إلى الأهلي الذي ينتظرها منذ زمن. لم تكن التفاصيل الصغيرة في تلك الليلة مهمة بالنسبة لرئيس النصر أو حتى للاعبين، كان المهم الذي يشغل أذهانهم أن كرسي القمة سيسقط إن لم يحدث شيءٌ يعيد له الثبات. خرج الجميع من المعسكر متجهين إلى منازلهم، وأكثر سؤال يحجب النوم عن جفونهم: ماذا سنقول لهذا الرجل الذي قدّم لنا كل شيءٍ إذا ما خسرنا بطولة الدوري؟ في اليوم التالي حضر الجميع في موعد التمرين، والتفوا حول قائدهم المخضرم حسين عبد الغني، فخرج صوتٌ قويٌّ من وسط المجتمعين، صوت الرجل الواحد ماذا نفعل يا أبا عمر.. كيف سنتصرف.. فمجهود الموسم في خطر؟!.. شعر القائد بخوفهم وارتباكهم وأدرك جيداً أن دوره في هذا الموقف يجب أن يكون مختلفاً عن أي موقفٍ سابقٍ، فكان أول تصرّفٍ بدر منه أنه مدّ كفّه لكل المجتمعين، وقال بصوتٍ عالٍ: "أنا سأقاتل حتى النهاية، ولن أبكي على اللبن المسكوب"، ومَن يشعر أنه قادرٌ على مشاركتي في معركتي فليمدّ يده ويضعها مع يدي، ومَن يشعر بالخوف عليه أن يبتعد، كان الموقف مهيباً إذ لم يتردد أحدٌ منهم في مدّ يده، ليجتمع الجميع على فكرة القتال داخل الملعب، على أن تكون خسارة الأهلي هي نقطة الانطلاق الحقيقية للمحافظة على بطولة الدوري. وفي الجانب الآخر "عرّاب النصر" يصدح بصوته في كل وسائل الإعلام ويقول: رجال النصر لم يرموا المنديل، وفي النهاية ستعلمون مَن هو البطل، مضى يتحدث بقوةٍ في كل مكان، ومَن يتحدث بمثل هذه القوة يجب أن يكون واثقاً ومستنداً بعد توفيق الله على أن مَن يتحدث عنهم لن يخذلوه، ولن يتركوا مجهوده ومجهودهم يذهب سدى. فتوالت المباريات، وأصبح النصر ينتصر، ومن نصرٍ إلى نصرٍ، حتى جاءت موقعة لخويا الآسيوية في الرياض، وهي مباراةٌ مفصليةٌ، الفوز فيها يعني المواصلة في طريق العالمية الجديدة، والإخفاق يعني تأجيل الحلم إلى موسمٍ آخر. فحدث ما لم يتوقعه أحدٌ، هزيمة يصاحبها خسائر كبيرة، سترافق الفريق إلى حيث الموقعة الأهم في تحديد بطولة الدوري أمام الهلال، كان من ضمن تلك الخسائر غياب مدافع الفريق عمر هوساوي الذي طُرد بالبطاقة الحمراء، وهذا يعني أنه لن يشارك في مباراة الهلال، ناهيك عن الأثر النفسي والمعنوي الذي ستتركه هذه الخسارة وكل ما صاحبها على نفسية الفريق، والفترة الزمنية بين اللقاءين ليست بالطويلة، في هذه المرة يجب أن يكون لأجانب الفريق دورٌ في صناعة المجد، فتحدّث البولندي أدريان للجميع وقال: مَن لا يستطيع أن يعمل معنا وبقوة فمقاعد الاحتياط تنتظره، وليفصح عن ذلك من الآن، مضى الفريق في استعداداته إلى أن جاءت ليلة الحسم، وقبل أن يخلد نجوم النصر إلى النوم أرسل لهم عرّاب النصر الحديث "فيصل بن تركي" آخر أوراقه عبر رسالة "واتس آب"، يحفزهم بمقطع فيديو مدته ست دقائق، يقول شايع شراحيلي بعد أن شاهد المقطع: لم أستطع أن أنام، وكنت أتمنى أن تبدأ المباراة الآن. في النهاية وبكل هدوءٍ واختصارٍ: استحقّ النصر بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي، ولا أظنّ أن هناك مَن لديه الحجة الكافية للتشكيك في حجم العمل والجهد المبذول طوال الموسم، لذلك هم يستحقون أن يقال لهم وبكل فخر: "مبروك". ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...