بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 يونيو 2014

سامي الجابر وقرار الإقالة

إنَّ بعض القرارات الصعبة في حياة الإنسان تحمل الطابع المصيري -إن صحَّ التعبير- وتُعتبر مفترق طرقٍ ينتج عنها تحوّلٌ كاملٌ في مسيرته، بعد أن يعتقد أنَّ النتائج المستقبلية المتوقَّعة ستكون مرضيةً، حتى وإن شابها قليلٌ من المخاطر، يحدث هذا في الظروف الطبيعية من حياة البشر وغير الطبيعية، وأحياناً يكون الإنسان مضطراً لاتخاذ قرارٍ تكون نسبة المخاطرة فيه عاليةً، حسب نوع القرار ومدى أهميته. ما حدث مع إدارة الهلال في الأيام الماضية أشبه بحديثٍ كهذا، فإدارة الهلال اتخذت أصعب قرارٍ في تاريخ الهلال، عندما قرَّروا إقالة مدرِّب الفريق (سامي الجابر)، وهو النجم الأسطوري بالنسبة لهم ولجماهيرهم، فقد أحدث هذا القرار ضجَّةً واسعةً، بسبب الجماهيرية التي يحظى بها المدرِّب عندما كان لاعباً، أمَّا اليوم فقد اختلف الدور، وتحوَّل اللاعب إلى مدرِّبٍ في قرارٍ بالنسبة (لسامي) يُعتبر جيداً كفكرةٍ، لكنَّ طريقة التنفيذ لم تكن صحيحةً، وقد كانت النهاية غير جيدةٍ لمدرِّبٍ من المتوقع أن يحقق إنجازاتٍ كبيرةً في هذا المجال، وقد يحدث هذا في المستقبل متى ما قرر الاستمرار وتطوير ذاته، فالفارس قد يخسر معركةً، لكنَّه لا يرضى بالاستسلام ليعود مرَّةً أخرى أقوى من المرَّة السابقة، ويحقق كلَّ طموحاته؛ لهذا من المهمِّ أن يعود (سامي الجابر) إذا ما أراد أن يواصل في هذا الطريق، على أن تكون البداية من نقطة الصفر فالتأسيس الجيد والصحيح يصنع الفرق في المستقبل. فالحقيقة الواضحة بعد تقييم تجربة (سامي الجابر) تقول: أنَّه استعجل في خوض تجربة تدريب فريقٍ كبيرٍ كالهلال، والصواب هو أن يكون تدريب الهلال بمثابة الهدف الذي يسعى جاهداً لتحقيقه، هذا هو التدرُّج في العمل والفكر السليم. سامي اليوم يحتاج للعمل، وبذل المزيد من الجهد حتى يصل لمرحلة الاستحقاق، التي من خلالها يستطيع أن يقود فريقاً كبيراً كالهلال، تلك هي الحقيقة التي تجاهلها (سامي)، واليوم يدفع ثمن قرارٍ لم يُدرس بعنايةٍ. أمَّا قرار إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد فليس فيه ما يزعج الجماهير، فالإدارة نظرت إلى الأمر من زاوية الوضع الطبيعي لكلِّ مدرِّبي العالم، وسامي أحدهم، فمدرِّب كرة القدم في كلِّ دوريات العالم مُعرَّض للإقالة والاستقالة، متى ما كانت النتائج غير جيدةٍ والعمل ناقص. وفي تصوّري قرار الإدارة كان جريئاً للغاية، والخوف كلُّ الخوف أن يكون لهذا القرار تبعاتٌ أخرى إذا ما فشل المدرِّب الجديد في مهمَّته، خصوصاً أنَّ أول اختبارٍ له بطولة آسيا، البطولة التي يقاتل الهلاليون من أجلها منذ زمنٍ طويلٍ، وهنا يكون مكمن القلق، فلو حدث هذا وفشل المدرب في أول اختبارٍ له لن يكون الموسم الهلالي مطمئناً لجماهيره، وقد يُحدث بعضهم ردَّة فعلٍ غير مسبوقةٍ على مرِّ تاريخ الهلال، وتكون إدارة الهلال حينها مضطرةً لإعلان قرار الاستقالة، وهذا يعني أنَّ الموسم سيكون بالنسبة للهلالين غير جيدٍ. أمَّا لو نجح المدرِّب الجديد في مهمَّته، فستكون الإدارة بقيادة الأمير عبد الرحمن بن مساعد بقرارها التاريخي قد خرجت من عنق الزجاجة، وستجد مَن يمتدح قرارها، ويدعم كلَّ توجهاتها، رغم أنَّ الأمير عبد الرحمن بن مساعد قدَّم للهلال عملاً كبيراً اقترن بالإنجازات، وهي كفيلةٌ بأن تصنِّف إدارته ضمن الإدارات الناجحة في تاريخ الهلال . إذاً القرارات الناجحة مرتبطةٌ بالعمل الجاد، وبذل المزيد من الجهد، وهذا ما تحتاجه إدارة الهلال في الفترة القادمة، حتى لا يكون قرار إقالة سامي الجابر نقمةً ووبالاً عليهم في المستقبل. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي تويتر@zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...