بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

مؤسس النصر الحديث

كنت قد التقيت في صيف 2012م بعضو شرف النصر الأمير طلال بن سعود بن عبد العزيز في إسبانيا وتحديداً في (ماربيا)، وأثناء الحوار والنقاش العام سألته عن مستقبل النصر..!! لم يكن يريد الرجل أن يتحدث في الشأن الرياضي وخصوصاً النصر..!!، إلا أنه امتثل لرغبتي في معرفة جوابه حول السؤال، وقال: لدي جوابٌ لسؤالك، لكن لا أريد الخوض في أي تفاصيلٍ، قلت له: وأنا لن أدخل في أي تفاصيل تخصّ جوابك، فقال -بعد تنبيهي بالتركيز-: الأمير فيصل بن تركي (كحيلان) سيكتب تاريخاً مختلفاً للنصر..!!، لم أتمالك نفسي وقلت: كيف!؟ وهو إلى الآن لم يقدم شيئاً للنصر -وأعني ما قبل 2012م-..!، قال: ألم نتفق على أن لا أخوض في التفاصيل!؟ انتهى حديثه... بعدها أكملت بضع دقائق في الجلسة ثم طلبت الإذن بالإنصراف، وحديث الأمير لا يفارق (مخي ومخيخي)، والسؤال الأبرز ماذا كان يقصد بجوابه؟ وهل اعتاد التاريخ أن يدوّن الفشل في صفحاته..!! ففي تلك الفترة لم يكن رئيس النصر مع النصر في أفضل حالاتهم..!! لم أفهم ما كان يرمي له، إلا أنني شرحت الأمر لرفيق الرحلة فلم تكن له ردة فعلٍ واضحةٍ، كل ما قاله: (انسَ... يا صديقي)!! أقنعت نفسي حينها أن الأمير قال ما قال حتى يصرفني عن الحديث في شأن النصر. اليوم وبعد أن حقق النصر الثنائية في الموسم الماضي، ويتربع في هذا الموسم على صدارة الدوري، هل يعتبر هذا هو التاريخ المختلف الذي سيكتبه فيصل بن تركي للنصر؟!، لا أظن الأمير طلال يقصد هذا وهو الرجل الخبير في تاريخ النصر، ويعلم جيداً أن النصر كان بطلاً للدوري عدة مراتٍ، وبطلاً في مسابقاتٍ كثيرةٍ أيضاً، إلا إذا كان الاختلاف المقصود في أسلوب عملٍ لمنظومةٍ كاملةٍ على كافة الأصعدة، بمعنى أن النصر فعلاً اختلف فكرياً وإدارياً وتنظيمياً، حتى على مستوى النتائج العامة اختلف، وأصبح الاهتمام بالمسمى وكل ما يحتويه من ألعاب، وهذا واضحٌ وملموسٌ من خلال بعض الألعاب في النادي، كالسلة والطائرة وبعض فرق الجودو والكاراتيه في النادي، لكن تبقى الكلمة الأعلى والأهم تكمن في لعبة كرة القدم، التي أصبحت مختلفةً فعلاً في كل شيء، في التنظيم والعمل الاحترافي البحت في كل فئاته السنية، فإذا كان هذا هو الاختلاف المقصود فأنا أتفق مع الأمير طلال، وهذا فعلاً ما يستحق أن يدونه التاريخ للنصر، إلا أنه ما زال يراودني شكٌّ أن الاختلاف سيكون على صعيد الإنجازات، ولعليّ أحصر هذا الاختلاف في أمرين لا ثالث لهم، أما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية أو تحقيق بطولة آسيا ووصول النصر للعالمية الثانية، وكلا الأمرين لا يقلان أهميةً عن بعضهما، فإن نجح فيهما هذا القائد الرائع سيكتب التاريخ في المستقبل أن فيصل بن تركي هو المؤسس الحقيقي للنصر الحديث في زمن الاحتراف. إذ يستحق الأمير فيصل بن تركي كل كلمات الدعم والإشادة، كما يستحقها كل شخصٍ يعمل ويواجه المصاعب والفشل، ومع هذا يستمر ويعالج كل الأخطاء التي وقع فيها، ويعود مرةً أخرى لجادة الصواب، من هنا تتجسد روح التحدي والعطاء؛ لهذا لن تجد إنساناً ناجحاً لم يعبر على جسرٍ من الفشل، فالفاشلون فقط مَن يقولون سقطنا لأن الجسر لم يكن منيعاً بالقدر الكافي، أما الناجحون ربما يقولون كدنا نسقط لكن نجونا لرغبتنا بأن ننجو ونتمسك بحبل الأمل مهما كان ضعيفاً، في النصر عبر كحيلان هذا الجسر ولم يسقط، وهو اليوم يستعد لأن ينقل النصر تلك النقلة المنتظرة على كافة المستويات، لن يفاجئني فيصل بن تركي بأي منجزٍ جديدٍ للنصر، فهذا ديدن مَن يعمل لتحقيق غاياته وطموحاته لأجل ذلك أستطيع أن أقول انتظروا العالمية الثانية بفكر مؤسس النصر الحديث فيصل بن تركي وهندسته ... ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي Zaidi161@

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...