بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 أبريل 2014

شكراً ... عاد النصر

منذ زمنٍ طويلٍ وهو شاغل الناس، هذا الأصفر الكبير، قالوا عنه العجب العُجاب، سخروا منه كثيراً، حتى أصبحوا لا يرونه شيئاً، تنوّعت عبارات السخط والازدراء إلى أن وصل بهم الحال وأعلنوا وفاته...(مات النصر)،لم يكن أيَّ منتمٍ لهذا الكيان يشعر بقرب (نصر)كما هو اسمه، وعودة فارس نجدٍ لسابق عهده، منهم مَن قال انتهى زمن النصر، ولن يعود، وصفُّوا مَن تبقَّى من جمهوره بجمهور الزمن الجميل (الطيبين)، وليس في جيل اليوم مَن يريد أن يقف في مدرج (الشمس). مضت الأيام وازداد هذا الشعور عند الناس إلى درجة أنَّ مَن يعلن ميوله وتشجيعه للنصر في أيِّ مكانٍ تنهال عليه عبارات الاستهجان والسخرية والتهكّم، ويتعجَّبون من الاستمرارية في تشجيع النصر، بزعمهم أنَّه (مات) ومَن (مات) لا تجوز عليه سوى الرحمة. كلُّ الذين حاولوا إعادة النصر إلى سابق عهده فشلوا، وتمكَّن منهم اليأس، وقرّروا الابتعاد، ناقشوا كلَّ شيءٍ لم يتركوا شيئاً لم يفكّروا به، بحثوا في دهاليز الماضي القريب والبعيد عن سرِّ الجفاء والحرمان من البطولات، خاضوا في كلِّ شيءٍ إلى درجة أنَّهم اعتقدوا أنَّ النصر وقعت عليه لعنة مظلومٍ، وذهبوا يبحثون في سجلَّات ناديهم عن هذا المظلوم لعلَّهم ينهون أمر ظلمه؛ ليعود لهم فارسهم الغائب، فمازال هناك في حينها مَن يعتقدون أنَّ الفارس على قيد الحياة، متوعِّك فقط ووعكتهُ شديدةٌ لكنه لم يمُت، استمرَّت المسيرة وطلبوا كلَّ مَن له مستحقاتٌ قديمةٌ على النادي ليُحضر ما يثبت ذلك؛ حتى يتسلَّم مستحقاته، أقفلوا هذا الباب بشكلٍ نهائيٍّ بعد أن تيقَّنوا أن لا أحد متبقِّي يشكو ذمَّة النصر في شيءٍ، إلا أنَّ الحال لم يتغير، ربَّما تحسَّن قليلاً، لكن بقي نصرهم غائبٌ، وغيابه سيترك أثراً كبيراً في جماهير فريقهم. استمرَّ البحث في اتجاهٍ آخر، وفي أخلادهم يقولون: لماذا نحن مبتعدون بينما غيرنا يحقق الإنجازات، ومنهم مَن تقلُّ إمكانياته عن فريقنا بكثير...! في هذا التوقيت جاءهم هاجس (السحر) و(العين) وأمورٌ كثيرةٌ لها علاقةٌ (بالشعوذة)، وساروا بهذا الاتجاه وظهرت قضية (معيض) أحد المستخدمين الذين يعملون في النادي منذ سنواتٍ طويلةٍ، وأصبحت حكاية (معيض) على كلِّ لسانٍ، إلى أن ظهر رئيس النصر فيصل بن تركي لتبرئته من التهمة. ما أعنيه من هذا السرد أنَّ النصر في زمن النكسة لم يترك أيَّ فكرةٍ أو كلمةٍ أو مقترحٍ إلا وناقشها وعمل عليها، وسار في طريقها بهدف عودة النصر للبطولات، فما كان يحدث أمرٌ غريبٌ جداً، وأسبابه كانت مجهولةً، حتى في ظلِّ تقديم مستوياتٍ مميزةٍ. بعد أن ناقشوا كلَّ الأسباب التي أدَّت لابتعاد النصر عن البطولات، تكون لديهم قناعاتٌ واضحة التصوّر خصوصاً في عهد رئاسة فيصل بن تركي، وقد صرَّح بها بعد مباراة الشباب التي كانت طريق النصر لتحقيق بطولة الدوري لهذا الموسم، فمَن تمعَّن في تصريح سموّه يجد الجواب، حيث قال: (بالمال والفكر حققنا المراد)، وهي حقيقةٌ يدرك المتابع الرياضي صحّتها جيداً. فالنصر بقيادة فيصل بن تركي أسس عملاً تراكميّاً غير مسبوقٍ ومشهودٍ، رفض أن ينسحب من المشهد قبل أن يكمل هذا العمل، فمنذ أن تسلَّم زمام الأمور في النصر وهو يقدّم عملاً جيداً، صحيح في فتراتٍ لم تكن النتائج تخدمه، وبعض القرارات لم تكن واضحة الفائدة في حينها، إلاَّ أنَّه في النهاية قدَّم فريقاً قوياً يستطيع أن ينافس ويحقق الإنجازات، وهذا الموسم أول ثماره، وإن استمرّ في الرئاسة سيكون الهدف القادم بطولة آسيا، وهي الآن أصبحت مطلباً للجمهور النصراويّ، ومن ثم المشاركة للمرة الثانية في بطولة أندية العالم. النصر عاش الخمسة عشر عاماً الأخيرة حزيناً مكسوراً منفذاً للشامتين والساخرين، سنواتٌ عجافٌ يكسوها الحزن، ابتعد عنه الكثيرون لم يبقَ سوى المخلصون الموقنون أنَّ دوام الحال من المحال، فعندما عاد للواجهة عاد كلُّ شيءٍ، وأصبح هذا العدد الكبير من الجماهير يطلق عليهم (خلايا نائمة) أيقظها كحيلان النصر ونجومه. في تصوري هي البداية، وقد يستمرّ النصر بطلاً لسنواتٍ قادمةٍ، متى ما استمرّ الدعم والفكر والإخلاص في العمل لتقديم نصرٍ جديدٍ في كلِّ موسمٍ. دمتم بخير سلطان الزايدي zaidi161@ تويتر

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...