بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 27 مارس 2014

وقَّعت يا ميسي...!

إنَّ عنوان مقالي ليس له علاقةٌ بالنجم العالمي ميسي لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، هي عبارةٌ أطلقها أحد أعضاء الشرف في النصر على النجم خالد الغامدي، الذي أصبح أمر توقيعه مع النصر حديث الجميع، والرواية كما وصلتني ونُشرت في إحدى الصحف: أنَّ الغامدي اتصل بأحد أعضاء الشرف في النصر؛ ليكون عوناً له في مسألة تجديد عقده مع النصر، إلا أنَّ هذا العضو بادرهُ بالعبارة التي عنونتُ بها مقالي... وقَّعت يا ميسي؟ وهي عبارةٌ تهكميَّةٌ تدلّ على التقليل من شأن اللاعب..! ولا أفهم ما الجرم الذي ارتكبه الغامدي في هذا الأمر؟! أمور التعاقدات عرضٌ وطلبٌ، ولكلِّ طرفٍ الحقُّ في القبول أو الرفض ويبقى الودُّ والاحترام سائداً بين جميع الأطراف. خالد الغامدي وغيره من اللاعبين الذين يجيدون الاهتمام بأنفسهم، لهم الحقُّ في تقييم عملهم ووضع القيمة التي تتناسب مع جهدهم وانضباطهم، فهم بالتالي يدركون جيداً أنَّ ما يقومون به من واجباتٍ وإخلاصٍ في العمل يجب أن يقابَل بشيءٍ من التقدير والتضحية من الطرف الآخر، فليس من المعقول أن يحضر لاعبٌ قبل بداية التدريب بساعةٍ، ويؤدّي كلَّ ما يُطلب منه أثناء التمرين ووقت المباريات، ويجيد لغة التحاور دون أن يقحم نفسه في نقاشاتٍ فنيّةٍ أو إداريّةٍ، لا يملك صلاحية التغيير فيها أو التعديل، ثمَّ لا يكون مطلباً لكلِّ الأندية..! هذا النوع من اللاعبين يفهم منهجية الاحتراف، وإن قصَّر في بعض الجوانب يُعتبر أفضل من غيره؛ لأنَّه يُعتبر ملمّاً بالجوانب الأكثر أهميةً، وتساعده على تقديم نفسه كمحترفٍ للعبة، ويفهم أدقَّ جزئياتها، ويحقُّ له من هذا المنطلق الذي يعيشه في حياته الاحترافيَّة أن يتعامل مع المفاوضات بنفس الطريقة، فلماذا نثني على انضباطه بشكلٍ عامٍّ وتقديره لمهنته، ونعتب عليه عندما يتعامل بنفس الأسلوب في المفاوضات لتجديد عقده أو الانتقال لأيّ نادٍ آخر...!؟ ففي ملاعبنا الكثير من النجومٌ، الذين يجمعون بين الموهبة والفكر، ويعرفون جيداً كيف يوظِّفون كلَّ إمكانيَّاتهم بالطريقة التي تجعلهم مقتنعين بقراراتهم. ومن المفترض أن يكون الدعم بشكلٍ مختلفٍ لمثل هؤلاء النجوم، وأن نحترم أسلوبهم في التعاطي مع مستقبلهم، طالما أنَّهم يقدِّمون أنفسهم بشكلٍ احترافيٍّ مميّزٍ، ويجب أن يكون التعامل معه بذات الأسلوب. إنَّنا مازلنا نتعاطى مع الأمور المتعلِّقة بالعقود والعروض بشيءٍ من العاطفة، فعلى سبيل المثال رئيس نادي النصر الأمير "فيصل بن تركي"، يردّد في أكثر من لقاءٍ إعلاميٍّ عبارةً فحواها: (إذا كان الغامدي يريد النصر فنحن نريده)، وهذا الكلام قاله أيضاً عن محمد نور...! فالطرح بهذا الشكل ليس عملاً احترافيّاً أبداً، ويختلف عمّا يحدث في دول العالم المتقدمة في هذه اللعبة، إذ من المفترض إذا كان اللاعب مميزاً، ويخدم الفريق فأنت تقدّم له عرضك، وتنظر لطلباته، أمَّا التوقيع معه إذا كان ما يطلب يتوافق مع إمكانيات النادي، أو ترفض وتترك القرار للاعب، محاولاً تقريب وجهات النظر، فليس للعواطف مكانٌ في مسألةٍ كهذه. في قضية الغامدي مع النصر -وحسب فهمي للموضوع-، اللاعب تعامل مع مستقبله بكلِّ احترافيّةٍ، وقدَّم نفسه بشكلٍ مميّزٍ، ويحقُّ له تأمين مستقبله، ويبدو لي أنَّه يفهم دهاليز التفاوض، ويعي ما يراه مناسباً، ولا ينصاع للضغوط، وأيُّ لاعبٍ آخر في مكانه ربَّما وقَّع مع النصر منذ أن انتهى عقده، لكنَّه يثق جيداً في إمكانياته، ويعلم أنَّه يقدّم نموذجاً احترافيّاً مميّزاً، ويفهم أنَّ سلعته المعروضة مطلوبةٌ في أكثر من مكانٍ؛ لهذا فهو يتعامل بشكلٍ احترافيٍّ، وفق ما أسّس لنفسه إلى أن وصل لهذه الثقة. ومن وجهة نظري يُعتبر "حسن معاذ" لاعب الشباب، أفضل ظهيرٍ أيمن الآن في الدوري السعودي، إذ كان البديل لخالد الغامدي في النصر، فليتركوا الغامدي يرحل دون أن يندموا على رحيله، وغير ذلك ففي ظلِّ ندرة المواهب في خانة الظهير الأيمن، فخالد الغامدي يُعتبر ثاني أفضل ظهيرٍ أيمنٍ في الدوري السعودي، والتوقيع معه مكسبٌ للنصر أولاً وللغامدي ثانياً؛ لأنَّه سيجد مكاناً آخر، وبعرضٍ يوازي أو يفوق عرض النصر، والأندية التي تعاني من ضعفٍ في هذا المركز كثيرةٌ على رأسها الهلال والأهلي، وهي لن تجد صعوبةً في توفير ما يريده الغامدي. وباختصارٍ: إنَّ المحترف الجيد والموهوب، المهتم بنفسه ويؤدي واجباته على أكمل وجهٍ، سيكون نجاحه مضموناً في أيِّ مكانٍ، وسيفرض نفسه مهما كانت الصعوبات، ويبقى التقدير بيد مَن يعي قيمة هذا النجم. ودمتم بخير,،، سلطان الزايدي تويتر @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...