بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 8 سبتمبر 2013

المدرج الوطني والسيد المسؤول ..!

الحديث عن المنتخب السعودي بمثالية متناهية، واستشعار الحس الوطني وحب الوطن من خلال شعارات رنانة تثير شجون المجتمع السعودي دون الاهتمام بالجوانب المتعلقة بدعم هذا المنتخب والاهتمام به أمر في غاية السلبية، وأعني بالسلبية هنا أن الاهتمام يجب أن يكون مشتركاً بين جميع الأطراف.. بدايةً بـ (المسؤول) - بكل منظومة العمل التي يرأسها - ومن ثم المشجع الذي يدعم منتخب وطنه، فعندما نجد (المسؤول) يهتم بصناعة رياضة قوية من كل الجوانب فهو يوجه رسالة وطنية مباشرة مفادها أن رياضة الوطن جزء من المواطنة والوطنية الصادقة وتعبير صادق عن الولاء والحب لهذه الأرض الطاهرة، لكن عندما يحدث العكس ويغيب الاهتمام واستشعار المسؤولية تجاه قطاع مهم وحيوي في الدولة لن تجد منتخباتنا الوطنية أي اهتمام أو متابعة من الجمهور الرياضي وربما بعضهم يطلق عبارات السخرية والاستهجان لأن (المسؤول) نفسه لم يقتنع بالرياضة ودورها في بناء المجتمع . الأمر الطبيعي جداً أن تكون المنتخبات السعودية عاملاً من عوامل رفع الحس الوطني وفرصة لتعزيز فكرة الحب والولاء، بل تكون وسيلة أو تجربة ترفيهية في شكلها للتدريب على التضحية والمشاركة، بمعنى عندما يقرر أي فرد من أفراد المجتمع اصطحاب أطفاله أو أصدقائه لحضور مباراة يكون المنتخب السعودي طرفاً فيها فهو بذلك يضحي بوقته وماله ويتكبد عناء الوصول للملعب ليقف في المدرج الوطني مردداً النشيد الوطني مع نجوم المنتخب؛ ومن ثم بعض الأهازيج الوطنية المعبرة، فهو بذلك قد قدم نموذجاً وطنياً رائعاً يدل على قوة المجتمع وترابطه من خلال مباراة في كرة القدم . الحقيقة التي نلمسها في السنوات الأخيرة وقد تكون أسبابها متنوعة ومتفرعة، هي عدم اهتمام المتابع أو المشجع الرياضي بالمنتخبات الوطنية، وبعضهم يغضب عندما يتوقف الدوري بسبب مشاركة المنتخب في بطولة إقليميه أو قارية لأنه لم يعد يرى في منتخب بلاده أي محفز يدفعه للمتابعة وتشجيعه؛ بسبب أنه فقد الثقة في السيد (المسؤول)، وفقد الثقة في الإعلام الذي يكرس مفهوم التعصب حتى في نوعية اختيار اللاعبين، كذلك تنوع الوسائل الإعلامية الناقلة للحدث، علاوةً على ذلك الحس الوطني الذي لم يعد -كما كان في السابق- موجوداً عند الكثير، فهو إن قرر – وأعني المشجع السعودي - أن يتابع فإنه سيتابع بأقل مجهود ودون أن يتكبد عناء المؤازرة والتشجيع من خلال المدرج الوطني . أشياء كثيرة تغيرت ولعل أبرزها ضعف الاهتمام من قبل القائمين على تطوير الدولة وتقدمها، دون أن يدركوا أن الرياضة بمختلف أشكالها عنوان واضح لتطور الدول، وهي الآن مقياس حقيقي لمدى قدرت أي بلد على التأقلم مع متغيرات العالم كفكر حضاري يسابق الزمن حتى يصبح له مكان ضمن الدول التي تنافس على الصدارة بفضل إحساسها بقيمة كل عمل يخدم أوطانهم ويرفع من شأنهم . قد ينقصنا أشياء كثيرة بسبب أن المنظومة المعنية بتقديم الدعم المناسب لرياضة الوطن قد اختلت موازينها، وشتان بين ماضٍ حضر فيه الاهتمام والحب والعطاء من الجميع وحاضر أصبحت مشاهدته تدمي القلب والفؤاد !! نحن -مع الأسف- وصلنا في رياضتنا لمرحلة صرنا فيها نستجدي حضور الجمهور لمتابعة منتخباتنا الوطنية من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل، ونحفزهم بالعبارات الوطنية النائمة في قلب (المسؤول) قبل المشجع البسيط، وحتى يعود ذلك الماضي الجميل يجب أن يعود العمل والرغبة، وقبل هذا كله الحب والحس الوطني الصادق الذي صنع الإنجازات في فترة من الفترات، يجب أن نتخلى عن حب الذات ونفكر في حب الوطن الذي قدم لنا الكثير، ووهبنا روح الانتماء، واكتسبنا من خلاله احترام العالم بكل ما يقدمه من مواقف إيجابية مشهودة على كافة الأصعدة السياسية والإنسانية، هذا ما ينقصنا حتى نتقدم، ليس دور (المسؤول) الجلوس على كرسي الرئاسة من أجل كسب المال أو من أجل التباهي بمنصبه، المطلوب حب وولاء صادق يدفعه للعمل والغيرة على المشهد الوطني أمام من تفوقوا علينا، فإن كان غير قادر على هذا الأمر فابتعاده واستقالته قمة الوطنية الصادقة؛ لأنه فضل مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية التي قد يجنيها من جلوسه على كرسي المسؤولية . الوقوف مع الوطن من خلال الرياضة وتشجيع منتخباتنا الوطنية يجب أن يكون نابعاً من حب حقيقي وشعور صادق يقوده (المسؤول) كنموذج وقدوة لكل أبناء المجتمع . إن علينا تجاه هذه البلد حقاً في عنق كل فرد من أفراده في السراء والضراء، وبعيداً عن أي مزايدات، لنواجه الحقيقة ونعمل من أجل الإصلاح حتى نعيد أمجاد الماضي ونتفوق في المستقبل، بهذا فقط سيعود توهج المدرج الوطني من جديد. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...