بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

اتحاد الكرة وسياسة الحفظ ..!

الأمر المدهش في رياضتنا -وخصوصاً كرة القدم- كثرة القضايا الرياضية التي تحدث في الساحة، ويتعاطى معها الإعلام والشارع الرياضي بكافة ميوله بحماس شديد يصل في كثير من الأحيان إلى الانفعال المبرر، ويدور حولها كثير من الاستفسارات والامتعاض دون أن يدرك المسؤول معنى هذا التعاطي لأنه يتعامل مع القضية بأسلوب مختلف بعيد عن ردة فعل المتابعين، ودون أن يكترث لما يحدث ومدى تأثيره على الشارع الرياضي، ثم بعد ذلك يظهر ويتحدث عن بعض التجاوزات التي تصدر من بعض الإعلاميين أو المشجع البسيط دون أن يدرك أنه سبب مباشر لما وصل له الحال، أنا لا أقول هذا الحديث متحاملاً على أحد أو متجنياً عليه، بل أقوله من باب التوضيح وتحليل واقع نعيشه ونكتشف خفاياه مع مرور الوقت؛ إذ لا شيء يمكن إخفاؤه في وقت أصبحت فيه الثورة المعلوماتية ووسائل التقنية الحديثة في أوج تقدمها وتطورها، والمتابع الرياضي إذ يصدر منه بعض ردات الفعل المنفعلة في كثير من الأحيان هو يريد لصوته أن يصل حتى يفهم المسؤول معنى ما يحدث ومدى خطورته من أجل أن يمارس دوره من خلال الجهة التي يرأسها في اتخاذ الإجراء المناسب وتطبيق النظام بالقوانين المنصوص عليها حتى يفهم الإعلامي والمتابع الرياضي أن هناك عملاً منظماً من خلال سياسة واضحة بعيدة عن العشوائية يمكن له معالجة أي قضية في حينها مهما كانت أبعادها دون تأجيلها، أو (حفظها) قبل أن يصدر فيها قرار واضح حتى يتوقف التأجيج وفتح أبواب مغلقة كان من المفروض أن تبقى مغلقة حتى لا تخرج رياضتنا عن مسارها الصحيح وأهدافها النبيلة من خلال الخوض في استنتاجات وتأويلات بعيدة كل البعد عن الواقع ودافعها الميول والتعصب. قلت في البداية: إن كرة القدم لدينا قضاياها متتالية ومتسارعة، والمتابع لم يعد يكتفي بالمتابعة والتصفيق، بل أصبح قادراً على المشاركة في طرح الرأي وإبداء وجهة نظره، ونقد ما يستوجب النقد، ومن هذه الزاوية تحديداً كان ينبغي على اتحاد الكرة أن يناقش أي مستجدات تحدث على الساحة الكروية في مسابقاتنا قبل أن تتحول إلى قضايا يكثر حولها اللغط والاجتهادات دون تأخير أو تأجيل أو حتى تشكيل لجان تحقيق لا يصدر عنها أي نتائج، وكأن الهدف منها امتصاص ردة فعل المتابع الرياضي، نحتاج إلى بت سريع وعاجل لأي قضية تظهر من خلال قرارات تصحيحية تعالج القضية دون تأخير، لكن ما نشاهده ونلاحظه مختلف تماماً، فهناك قضايا كثيرة حدثت في مواسم سابقة وحتى هذه اللحظة لم يصدر فيها أي قرار ولا حتى مجرد توضيح من خلال بيان يصدر عن اتحاد الكرة يوحي بأن هناك تحركاً وأملاً في المزيد من الحراك والتقدم، والأمثلة في هذا الجانب كثيرة منها ما هو جديد حدث مع بداية هذا الموسم، ومنها ما كان في مواسم سابقة، ولعل التصريح الذي أدلى به وكيل أعمال اللاعبين نواف المهدي في بعض الصحف عن بعض المخالفات التي تحدث في بعض الملاعب من قبل الأمن الصناعي في إدخال الجمهور دون أن يشتروا تذاكر دخول المباراة صورة حية ومباشرة لعدم تفعيل القرار المناسب لقضية كهذه، حديث نواف المهدي مر على اتحاد الكرة مرور الكرام دون أن يكون لهم أي إجراء ملموس وخصوصاً أن صاحب التصريح يملك إثباتات على ما يقول، وكأنه يطلب التحقيق حتى تتضح الحقيقة للجمهور وسر الأرقام المعلنة المتعلقة بحضور الجمهور والتي تتنافى تماماً مع الواقع، ولا أعتقد أن هناك جديداً يتعلق بهذه القضية..! هي قضية ضمن القضايا الكثيرة التي فتح الإعلام ملفاتها دون أن يكون لها أي نتائج واضحة ومع مرور الوقت انتهت (بالحفظ) كما حدث في قضية الرشوة وغيرها من القضايا. ليس مطلوباً من اتحاد الكرة درجة الكمال في العمل، ولا نريد أن تبقى كرتنا صامتة دون أحداث مثيرة - هذا كله لا نريده - نريد فقط الخطط الواضحة التي تصب في مصلحة كرتنا، ونريد قانوناً يُطبق على الجميع دون المساس بحق المساواة بين الجميع، ولا نريد أن تثار قضايا كرتنا في وسائل الإعلام وبين الجمهور الرياضي في المدرجات فقط دون أن يقوم اتحاد الكرة بدوره المنوط به، طالما حدثت قضية من الضروري البت فيها فوراً وفق القوانين المحلية والدولية للعبة بكل جوانبها الفنية والإدارية والتنظيمية حتى نضمن نجاح مسابقاتنا بالشكل الذي يليق بالرياضة السعودية. ودمتم بخير،، سلطان الزايدي Zaidi161@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...