بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 27 ديسمبر 2015

أنديتنا... أكشن وإفلاس

في أحد البرامج الرياضية التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ جيدةٍ، يُرسّخ مقدم البرنامج لدى المشاهد والمسؤول فكرة أن الأندية في السعودية مقبلةٌ على كارثةٍ ماليةٍ كبيرةٍ، تهدد مستقبل الرياضة في السعودية، وهذا الأمر فيه من المبالغة الشيء الكبير، لأسبابٍ كثيرةٍ من أهمها: أن الأندية مازالت ضمن النطاق الحكومي، بمعنى أن الدولة مسؤولةٌ عنها، وليست ملكيةً خاصةً لأشخاصٍ أو لشركاتٍ تعاني من خطر الإفلاس..! ولا أفهم السرّ في هذا التكرار، فيما يخصّ هذا الموضوع من قبل مقدم البرنامج..! والمزعج في الأمر أن مقدم البرنامج يردد جملةً بشكلٍ يوميٍّ عبر برنامجه تدلّ على أن له هدفٌ من تكرار هذا الأمر، العبارة بحدّ ذاتها تُبعد مَن يريد أن يستمر ويستثمر في دعم الأندية، وحتى أكون واضحاً في كلامي، هو يردد دائماً جملةً مفادها: (لا أحد يريد أن يدعم الأندية "باح" الكل خائف على فلوسه)، وهذا الكلام في مجمله محبطٌ جداً، وكأن الدولة مقبلةٌ على أخطارٍ معينةٍ لم يفصح عنها. نحن في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها نعيش في أمنٍ وأمانٍ واستقرارٍ من فضل "المولى عزّ وجلّ"، ولا يمكن تبنّي فكرة أن الأوضاع قد تتغير في أي لحظةٍ، فالمسؤولون عن الشأن السياسي يدركون جيداً الوضع السياسي للدولة، وهم قادرون بحول الله وتوفيقه على تفادي أي خطرٍ قد تتعرض له الدولة، وبالتالي من المنطق والمهم أن نساهم في بناء وتطوير الدولة من الداخل، والمجال الرياضي مجالٌ حيويٌّ ويهمّ الفئة العظمى من المجتمع وهم الشباب؛ لذلك من المهم أن تعمل كل القنوات الرياضية والمؤسسات الإعلامية برمّتها على جلب المستثمرين ورجال الأعمال من أجل دعم هذا القطاع، لا العمل على تنفيرهم وتخويفهم وترسيخ مفهوم أن الرياضة ليست بذات الأهمية حتى يُدفع فيها تلك المبالغ الكبيرة. إن الأندية تعاني من الضائقات المالية، وهذا كلامٌ صحيحٌ لا يختلف عليه أحدٌ، لكن ليست بالصورة التي يرسخها مقدم البرنامج في برنامجه، فرغم مهنيته العالية واجتهاده في عمله إلا أنه لم يوفّق في هذا الجانب، ولا أفهم ما هي أهدافه من ترديد هذه المخاوف على مسامع الناس، إذا كان يهدف إلى تحريك فكرةٍ معينةٍ تمّ تجاهلها من قبل المسؤولين، وفي تصوره هي الحل الأنسب لهذه المشاكل المالية، فهذا الأمر جيدٌ رغم أنه سلك الأسلوب الغير صحيح من وجهة نظري في إيصال الأمر إلى المسؤولين، فالخصخصة حلٌّ إيجابيٌّ ومهمٌّ ويفيد كل الأندية، وأيضا هناك حلولٌ أخرى لو تطرّق لها، ربما ساهم في تعجيل صدور بعض القرارات المهمة التي تُعين الأندية على الاستمرارية وتقديم دورها تجاه المجتمع. الإعلام وسيلة إصلاحٍ ومرآةٌ للمسؤولين، متى ما استخدمت بالشكل الجيد ستصل الرسالة بالشكل المناسب، وسيكون تأثيرها إيجابياً، فما الفائدة الآن من تحذير رجال الأعمال من دعم الأندية؟،كان بالإمكان التركيز على دور القطاع الخاص، متمثلاً في الشركات الكبرى والبنوك، وحثّهم على المساهمة في دعم قطاع الرياضة والشباب، لماذا لا تتحرك البنوك وتستثمر في الأندية..؟ في تصوري... لو أن كل بنكٍ تكفّل برعاية نادٍ من أندية الوطن، وأسسوا أفكاراً استثمارية فيها، لن تجد نادياً واحداً لديه مديونيات، وهذا الحديث ينطبق أيضا على الشركات الكبيرة، (كالاتصالات، وسابك، وشركات المقاولات الكبرى)، ففي الدولة قطاعٌ خاصٌّ قويٌّ وهذه حقيقة، ومن يتابع القوائم المالية لهذه الشركات يجد أن أرباحها في الربع الأول من السنة يكفي لرعاية نادٍ لمدة 5 سنوات..! إن الأفكار كثيرةٌ... ويمكن تنفيذها في قطاع الرياضة والشباب، لكن طرح الأفكار يجب أن يكون ضمن النطاق العملي للفكرة، فالتخويف والترهيب من مستقبل الأندية سيبعد المستثمرين عن الأندية؛ وبهذا ستزداد المشكلة وتتفاقم، وعندها ستتعقد الحلول، أتمنى أن نعي في الإعلام هذا الأمر جيداً..! دمتم بخير ،،، سلطان الزايدي

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...