بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 3 يناير 2016

النصر يترجّل ..!!

بعد أن انتهى النصف الأول من دوري عبد اللطيف جميل لهذا الموسم، يستطيع أي متابعٍ رياضيٍّ أن يرسم التصوّر المبدئي عن الأندية المنافسة على بطولة الدوري، ويستبعد البقية. فبانتهاء الدور الأول تصبح المنافسة منحصرةً بشكلٍ كبيرٍ بين الأهلي والهلال، ويأتي الاتحاد خلفهم بنسبةٍ أقل، ولا أعتقد أن بقية الفرق تملك حظوظاً في المنافسة على بطولة الدوري؛ لأنها قد تحتاج لمعجزة حقيقيةٍ، فليس من السهل أن يفرّط الأهلي في كل مكتسباته في الدور الأول، وكذلك الهلال، وكلا الفريقين متعطشان للحصول على هذه البطولة تحديداً -وأعني بطولة الدوري- فهما الغائبان عن هذه البطولة لسنواتٍ، مع الأفضلية للهلال في هذا الجانب، فغياب أربع أو خمس سنواتٍ عن الدوري لا يقارن بغياب الأهلي.! وفي الحالتين الغياب الطويل عن بطولةٍ قويةٍ مثل بطولة الدوري لا تتناسب مع مكانة الناديين، وفي تصوري سيكون الدور الثاني أكثر إثارةً وتنافساً، خصوصاً إذا ما لاحظنا صحوة الاتحاد بعد تغيير مدربه، وقد تشكل ملاحقته للهلال والأهلي مزيداً من الضغط، ومَن يملك القدرة والخبرة الكافية في طريقة التعامل مع ظروف المنافسة مع تقادم الجولات سيُنهي الدوري بتحقيق كأسه. إن كل المؤشرات وعوامل التفوّق هذا الموسم أصبحت محصورةً بين الهلال والأهلي، فكلا الفريقين استعدّا بالشكل المناسب، بعد أن وضعوا بطولة الدوري هدفاً أساسياً لهم، ويأتي بعدها أهدافٌ ثانويةٌ تعتبر أيضاً مهمةً للأندية التي تسعى إلى تحقيق مزيدٍ من البطولات، فالفرص عادةً لا تحظر كل موسمٍ، والتفوق قد يحضر في موسمٍ ويغيب في موسمٍ آخر؛ لذا من الذكاء استغلال سنوات التفوق بتحقيق إنجازاتٍ أكثر، وهذا ما لم يعمل عليه المسؤولون في نادي النصر، فقد كان الفريق في أوج عطائه الموسمين الماضيين، وكان يستطيع أن يحقق أكثر من خمس بطولاتٍ، لكن المحصلة لم تتجاوز ثلاث بطولاتٍ؛ لذا من المهم أن يستثمر أي فريقٍ توهجه واستعداده في البحث عن مزيدٍ من البطولات، ومنَ ينجح في ذلك يكون قد حقق تميزاً برفع الرصيد العام لبطولات النادي وإنجازاته، بهذا تُصنع الهيبة، ويبقى الفريق محتفظا بها حتى وإن هبط أداؤه في الموسم التالي. إن أي فريق كرة قدمٍ محترفٍ في العالم يتحرك وفق خططٍ وإستراتيجيات، ومبنيٌّ على عملٍ تراكميٍّ، ومَن يتجاهل هذا النقطة لن يحقق في عالم المستديرة إلا إنجازاتٍ ضئيلةً ومحدودةً. فالفكر بدون مالٍ لن يصنع فريقاً قوياً، والمال بدون فكرٍ سيعتبر هدراً مالياً مكشوفاً؛ لذا فالكرة اليوم مختلفةٌ، والعمل فيها يجب أن يكون مختلفاً، فواقع أنديتنا يكشف الفكر الذي تدار به أنديتنا، ويكفي أن نسأل سؤالاً واحداً من ضمن عشرات الأسئلة -التي تؤكد فشل بعض الإدارات في إدارة تلك الأندية-: كم نادٍ غيّر مدربه خلال القسم الأول من الدوري؟ في جواب السؤال خلاصة الفكر المتبع في إدارة فرقٍ محترفةٍ..!! ناهيك عن العجز المادي الكبير الذي تعاني منه الأندية، بسبب سياسات الأنفاق غير المدروسة، في ظل غياب العنصر البشري المؤهل لتأسيس برامج استثمارية ترفع من قيمة العوائد المالية للأندية حتى تتحول من أنديةٍ مُدانةٍ إلى أنديةٍ ربحيةٍ، أو على أقل تقديرٍ أنديةٌ لديها الملاءة المالية الجيدة بغضِّ النظر على موضوع الربح، المهم أن تخلوا قوائمها من العجز المالي. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...