بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 يناير 2016

الكرة السعودية تعيش أزمةً

من المؤشرات المهمة في عالم كرة القدم على انخفاض مستوى الفرق، هو هزيمة أكثر من فريقٍ في دوري المحترفين للدرجة الممتازة من فرقٍ في الدرجة الأولى، صحيح أن لعبة كرة القدم تعدّ ضمن الألعاب التي لا تخلو من المفاجآت، لكن أن تتمكن ستة أنديةٍ تلعب في دوري الدرجة الأولى من هزيمة أنديةٍ تلعب في الدرجة الممتازة في دورٍ، يُعدّ هو الأقوى والأبرز على المستوى العربي فهذا مؤشرٌ سلبيٌّ، ويعطي انطباعاً عن خللٍ ما في الأمر..! ومعنى أن تتفوق ستة أنديةٍ في الدرجة الأولى على مثلهم في دوري جميل للمحترفين؛ هذا يعني أن كرتنا تعاني من انخفاضٍ عامٍّ في المستوى الفني..! إذ من الطبيعي أن تكون الأندية الممتازة تتفوق على الأندية التي تقبع في الدرجة الأقل، ويمكن قبول مفاجأةٍ أو مفاجأتين تحضر في مسابقات النفس القصير، لكن أن تستطيع أندية الدرجة الأولى إخراج نصف أندية الدرجة الممتازة، هنا يجب أن نعيد النظر في الأمر، فالأندية الممتازة من المفترض أن تتفوق؛ لعوامل كثيرة، ومتى ما أخفقت فهذا يعني أن العمل يحتاج إلى مراجعةٍ على كافة المستويات، فالأندية الممتازة تحظى بمزايا لا تتوافر في الدرجة الأولى على كافة المستويات الاقتصادية والفنية، ولا يمكن الدخول في مقارنةٍ من هذا النوع بين الطرفين، وهي تملك فرصاً أعلى من فرص أندية الدرجة الأولى في اختيار العنصر الأجنبي على سبيل المثال، حتى على مستوى الاستثمار هم يتفوقون على أندية الدرجة الأولى. لذا، فإن تفوقهم على هذه الميزات التي وضعت في الأساس من أجل الارتقاء بالمستوى الفني للعبة كرة القدم يدلّ دلالةً واضحةً على أن أنديتنا لم تستفد منها بالشكل المطلوب، وتؤكد حقيقة أن الكرة السعودية تمرّ بمرحلةٍ حساسةٍ وبمنعطفٍ خطيرٍ، قد يعيدنا إلى سنواتٍ مضت كنّا نبحث فيها عن هويةٍ واضحةٍ، نصنع من خلالها أمجاداً وإنجازات مهمةً وهذا فعلاً ما تحقق ..!، لكن فشلنا في المحافظة على كل مكتسباتنا فالأمر اليوم أصبح خطيراً بالفعل، والأندية تعاني كثيراً، وأصبحوا جميعاً مرتبطين بتوفر كل المتطلبات الضرورية للاحتراف الصحيح والتي ارتفع سقفها، وأصبحت من أهمّ المعوقات التي تعيق المعنيين بتطوير اللعبة، فالديون اليوم بلغت ذروتها لدرجة أن فكرة الاقتراض البنكي أصبحت حلاً جيداً؛ للتخلص من جزءٍ منها، ففي الوقت الذي كنّا نبحث فيه عن كيفية تحسين مداخل الأندية حتى تتطور اللعبة، أصبحنا نبحث عن حلولٍ وقتيةٍ، قد تكون سبباً مباشراً في الكوارث المالية التي قد تلحق بالأندية في المستقبل. فعندما ينشغل مسيرو الأندية عن بعض المهام الرئيسة التي تصبّ في مصلحة اللعبة فنياً؛ فهذا يعني أن الوضع الفني سيبدأ في الانحدار إلى أن يؤثر على المستوى العام للدوري، ويتضح تأثيره بشكلٍ أكبر على نتائج المنتخبات السعودية؛ لهذا نقول: إن الكرة السعودية تمرّ بمنعطفٍ خطيرٍ ..! إن احتواء الأزمة والتفكير في حلولٍ سريعةٍ وفق خططٍ قصيرة المدى هو الحل الأنسب حالياً، ومن خلالها يمكن تأسيس برامج وخطط طويلة الأجل؛ للنهوض بمستقبل كرة القدم في المملكة. والذهول الذي صاحب نتائج مسابقة كأس الملك لهذا الموسم له ما يبرره، ويفرض على المعنيين تدارك الأمر، فالوضع الإداري داخل اتحاد الكرة غير واضح، ويسوده الفوضى والتناحر الإعلامي بين أعضاء الاتحاد، ويعتبر رئيس الاتحاد هو الطرف الثابت في كل الصراعات التي تحدث منذ أن تسلّم زمام الأمور في اتحاد الكرة. ففي هذه المرحلة الجديدة من الفكر الانتخابي يجب أن نخرج بدروسٍ مستفادة، ونتدارك الأمر حتى ولو من خلال إقناع مَن يريد أن يتقدم لرئاسة الاتحاد -إذا لم يكن يتمتع بروح القيادة والفكر والقدرة على العمل وفق برنامج واضح يمكن تنفيذه على أرض الواقع- أن يتوقف عن ترشيح نفسه ويترك المجال لغيره، هذا الأمر ليس فيه ما يضرّ، بل على العكس تماماً هو حلٌّ مناسبٌ قبل أن يجلس على كرسي الرئاسة، حينئذ ليس بمقدور أحدٍ إزاحته من موقعه، ولنا في الرئيس الحالي عبرةٌ وعظةٌ. فالحقيقة اليوم أصبحت أكثر وضوحاً، ويمكن تلخيصها في أن كرتنا تحتاج وقفةً صادقةً... الأمر فعلاً أصبح مزعجاً..! ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي @zaidi161

ليست هناك تعليقات:

في النصر (القرار الأخطر)

      بعد السلام في النصر (القرار الأخطر)     ربما يكون تصريح الم...